لماذا لا يمكن الاعتماد على الذاكرة البشرية حتى على المدى القصير؟

تصور الناس لما يحيط بهم يمكن أن يتشكل من خلال توقعاتهم (رويترز)
تصور الناس لما يحيط بهم يمكن أن يتشكل من خلال توقعاتهم (رويترز)
TT

لماذا لا يمكن الاعتماد على الذاكرة البشرية حتى على المدى القصير؟

تصور الناس لما يحيط بهم يمكن أن يتشكل من خلال توقعاتهم (رويترز)
تصور الناس لما يحيط بهم يمكن أن يتشكل من خلال توقعاتهم (رويترز)

يخطئ الكثير من الناس في تذكر الأحداث، غالباً في غضون ثوانٍ، ويعيدون تشكيل الذكريات لتناسب توقعاتهم، وفقاً لدراسة جديدة تلقي مزيداً من الضوء على مثل هذه الأوهام في الذاكرة قصيرة المدى.
أظهرت الدراسات السابقة أن تصور الناس لما يحيط بهم يمكن أن يتشكل من خلال توقعاتهم، مما قد يؤدي إلى الأوهام، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
أظهرت الأبحاث أيضاً أن ذكريات الأشخاص طويلة المدى يمكن تشكيلها لتناسب توقعاتهم، وفي بعض الأحيان تولّد ذكريات خاطئة.
مع ذلك، افترض البعض عموماً أن الذكريات قصيرة المدى التي تشكلت من الإدراك قبل ثانية أو ثانيتين فقط تمثل بدقة الواقع أو ما حصل، كما قال علماء، بما في ذلك من جامعة أمستردام في هولندا.
في الدراسة الجديدة، التي نُشرت يوم الأربعاء، وجد الباحثون أن التوقعات الداخلية للناس يمكن أن تعيد تشكيل تصوراتهم حتى خلال فترات زمنية قصيرة.
كشف البحث أنه في غضون الإطار الزمني القصير الذي يبلغ ثانية واحدة أو ثانيتين، يمكن للناس الانتقال من الوصف الموثوق به لما كان موجوداً بالفعل إلى الإبلاغ بشكل خاطئ عمّا توقعوه بدلاً من ذلك.
قال العلماء إنه حتى في مثل هذه المقاييس الزمنية القصيرة، قد لا تكون الذاكرة البشرية موثوقة تماماً بسبب أوهام الذاكرة قصيرة المدى (STM).
وأشارت الدراسة إلى أنه عند وجود توقعات قوية حول الكيفية التي يجب أن يكون عليها العالم، فقد تبدأ ذكريات الناس في التلاشي حتى في غضون بضع ثوانٍ، وملء المعلومات الباهتة بتوقعاتهم.
وأكدت نتائج الدراسة أن الذكريات الوهمية يمكن أن تنشأ حتى عندما يكون التحفيز البصري بعيداً عن الأنظار لفترات قصيرة جداً من الوقت، مما يشير إلى أن الذكريات الأخيرة للناس عُرضة للذكريات الوهمية.
وخلص الباحثون إلى أن «هذا يشير إلى أن الأمور الداخلية تلعب دوراً مهماً ليس فقط في أثناء الإدراك، ولكن أيضاً في الذاكرة». وأضافوا: «تتشكل الذاكرة من خلال ما توقعنا رؤيته، مباشرةً من تشكيل أول أثر للذاكرة».


مقالات ذات صلة

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

قصر باكنغهام يخضع لعملية تجديد بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)
سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)
TT

قصر باكنغهام يخضع لعملية تجديد بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)
سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية لمدة ثلاث سنوات، يخضع خلالها القصر التاريخي لعملية تجديد ضخمة بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني. وسيجري استقبال أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في القصر عندما يزور المملكة المتحدة الشهر المقبل، لكن بعد ذلك ستجري استضافة جميع الزيارات الرسمية الأخرى في قلعة «وندسور» حتى عام 2027.

وكانت أعمال التجديد قد بدأت في عام 2017، مع التركيز على استبدال الأسلاك والأنابيب القديمة التي لم تُحدَّث منذ خمسينات القرن الماضي، والتي كانت من الممكن أن تتسبّب في «حرائق كارثية أو تدفقات شديدة للمياه».

جدير بالذكر أن الأعمال المستمرة في القصر أدّت إلى نقل المكتب الخاص بعاهل بريطانيا الملك تشارلز الثالث في الجناح الشمالي الذي تجري إعادة تجديده على نفقته الشخصية، إلى الجناح البلجيكي في الطابق الأرضي من الجناح الغربي للقصر الذي يطل على الحديقة. وكانت المساحة التي كان الملك يشغلها سابقاً في الجناح الشمالي تُستخدَم من قِبل الملكة الراحلة إليزابيث الثانية بوصفها سكناً خاصاً، أما مساحته الجديدة الآن فتشمل «غرفة أورليان» التي وُلِد فيها الملك في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 1948.

وفي تصريح لصحيفة «التايمز» البريطانية، قال أحد أصدقاء الملك: «هو دائماً مدرك لأهمية التاريخ، وقرار أن يكون مقره في (غرفة أورليان) لم يكن ليُتخذ بسهولة، لكنه سيستمتع الآن بأداء مهامه بوصفه ملكاً في الغرفة التي وُلد فيها».

كما أنه يجري قطع العشرات من أشجار الكرز والبتولا الفضية في حدائق القصر، للسماح بدخول مزيد من الضوء الطبيعي وتشجيع تجدّد نمو النباتات الأخرى.