> تعرّض مسلسل «سره الباتع» للمخرج خالد يوسف لانتقادات متعددة منذ أن بوشر بعرضه كأحد إنتاجات شهر رمضان الدرامية. هذا هو المسلسل التلفزيوني الأول لمخرج سينمائي من عام 2005. لم يغزُ السينما كما اتفق، كحال عديدين، بل صب اهتمامه على أعمال اختارها بعناية.
> شاهدت ثلاث حلقات من «سره الباتع»، ولا يكفي ذلك للحكم كاملاً (ولا للحكم أساساً)، وهذا ليس القصد من الموضوع هنا على أي حال. خلال الحلقات 11 و12 و14 وجدت نفسي مهتماً بما يدور بفضل نوعية العمل والحكاية، رغم بعض الملل حيال حوارات تقليدية أو مفارقات متوقعة. لاحظت هفوات أشار إلى بعضها المنتقدون.
> كتبوا أن نابليون كان قصير القامة على عكس من قام بتمثيل دوره. الأزياء لم تكن تماماً كما كانت عليه في أواخر القرن الثامن عشر، وهذا كان ينتعل حذاء لم يكن هناك مثله في ذلك العصر. شخصياً لاحظت أن الدنيا ما زالت نهاراً عندما قال حامد لجده: «تصبح على خير»، ثم كرر الأمنية لشقيقته أيضاً. في الخلفية نافذة نرى منها نور النهار.
> لكن الناقد ليس من يستخرج الأخطاء في التفاصيل وحدها، بل هو من ينظر ويقيّم العمل كليًّا. أخطاء كتلك المذكورة تأخذ حيّزاً منفصلاً ومحدوداً، إلا إذا كان كل المسلسل رديئاً أو ركيكاً، وهذا ليس شأن «سره الباتع» على ما تشي به المشاهدة.
> استخرج خالد يوسف من رواية يوسف إدريس القصيرة (لم تكن قصيرة جداً) عملاً ناضحاً، لا بحيثيات الرواية الأساسية فقط، بل بنى عليها الدراما، التي وزّعها على 30 حلقة رمضانية. ما شاهدته على الشاشة كان تنفيذ مشاهد جيدة الإدارة (ممثلون وكاميرا وتوليف)، لا شطط ولا تطويل فيها وتمثيل جيد من المشتركين في تقديم الشخصيات. ربما الحوار يميل إلى استخدام المصطلحات المعتادة لكن هذا ما يتكلمه الناس وهو واقع.
> مسلسلات رمضان عليها أن تخدم 30 يوماً من الاشتغال على الحكاية والشخصيات والممثلين، وقليل جداً من المسلسلات العربية تنجو من عاقبة المط والتطويل، لكن إذا كانت باقي حلقات «سره الباتع» بنفس مستوى ما شاهدته منها، فهذا يعني نجاحاً يحسب للمخرج.
م. ر
المشهد :«سرّه الباتع» والنقد
المشهد :«سرّه الباتع» والنقد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة