ترمب يحرج الجمهوريين بدعوته لوقف تمويل وزارة العدل و«إف بي آي»

محامو الرئيس السابق يتخوفون من تحريك القضايا الأخرى المرفوعة ضده في الصيف

ترمب يتحدث قبيل مثوله أمام المحكمة في مانهاتن الثلاثاء الماضي (رويترز)
ترمب يتحدث قبيل مثوله أمام المحكمة في مانهاتن الثلاثاء الماضي (رويترز)
TT

ترمب يحرج الجمهوريين بدعوته لوقف تمويل وزارة العدل و«إف بي آي»

ترمب يتحدث قبيل مثوله أمام المحكمة في مانهاتن الثلاثاء الماضي (رويترز)
ترمب يتحدث قبيل مثوله أمام المحكمة في مانهاتن الثلاثاء الماضي (رويترز)

صعّد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من هجماته على القضاء، داعياً الجمهوريين في مجلسي الشيوخ والنواب، إلى وقف تمويل وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي، في مواجهة الضغوط القانونية المتزايدة التي يتعرض لها.
وتسببت دعوته هذه بصداع جديد للقادة الجمهوريين، الذين كانوا يحرصون منذ بداية هذا العام على اتهام إدارة بايدن بأنها ضعيفة في مواجهة الجريمة، بسبب ضعف تمويل أجهزة إنفاذ القانون. وهو ما قد يؤدي إلى تقويض رسالتهم بأنهم متشددون في التعامل مع الجريمة.
وأعلن ترمب الأربعاء، في تعليق على منصته للتواصل الاجتماعي، «تروث سوشال»، أن «الجمهوريين في الكونغرس يجب أن يوقفوا تمويل وزارة العدل، ومسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي حتى يعودوا إلى رشدهم»، في رد واضح على تحقيق وزارة العدل حول ما إذا كان قد حرض على هجوم السادس من يناير (كانون الثاني) 2021 على مبنى الكابيتول، وتعامله مع الوثائق والمستندات السرية في محل إقامته الشخصي.
وقال مساعد جمهوري في مجلس الشيوخ في وقت لاحق، إن هذه الفكرة لن تحظى بأي قوة في مجلس الشيوخ حيث يسيطر الجمهوريون على 49 مقعداً فقط. وقال: «أتفهم أن الرئيس السابق محبط، لكن هذا لن يحدث»، مما أزال فكرة أن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين سيدعمون استخدام الاعتمادات السنوية لوزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي كوسيلة ضغط.
في المقابل، يسيطر الجمهوريون على مجلس النواب، وأعرب رئيسه كيفين مكارثي، في تغريدة على «تويتر» عن دعمه فتح تحقيق في التمويل الفيدرالي للمحققين في قضية أموال الصمت. وقال: «أنا أوعز إلى اللجان ذات الصلة بالتحقيق فوراً فيما إذا كانت الأموال الفيدرالية تُستخدم لتخريب ديمقراطيتنا من خلال التدخل في الانتخابات عبر الملاحقات القضائية ذات الدوافع السياسية».
ورغم سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب، لكن من غير المتوقع أن يلتزموا جميعهم بالتصويت لمصلحة هكذا قرار، خصوصاً أن قاعدتهم الشعبية شديدة الحساسية تجاه مسألة قطع التمويل عن أجهزة إنفاذ القانون.
يقول بعض الاستراتيجيين الجمهوريين إن ترمب قد تكون لديه حجة للدفاع عن أن المدعين الفيدراليين يعاملونه بشكل غير عادل، لكنهم يحذرون من أن الضغط على الحلفاء في الكونغرس لإلغاء تمويل وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي يذهب بعيداً.
ونقلت صحيفة «ذي هيل» عن وايت أيريس، وهو استراتيجي جمهوري بارز، قوله إن وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي لا علاقة لهما باستدعاء ترمب في 34 تهمة جنائية في محكمة مانهاتن يوم الثلاثاء. وقال: «وزارة العدل ليست لها علاقة بهذه القضية، مكتب التحقيقات الفيدرالي ليست له علاقة بهذه القضية، ورغم ذلك من المفترض أن نوقف تمويل كيانين لا علاقة لهما بالقضية. هل هذا حقاً منطقي لأي شخص؟».
وفي العام الماضي، شن الجمهوريون هجمات شديدة على المرشحين الديمقراطيين في انتخابات الكونغرس، في ولايات ويسكونسن وبنسلفانيا ونورث كارولينا، بإعلانات تهاجمهم لكونهم متساهلين مع الجريمة ويتهمون الديمقراطيين بانتظام بالرغبة في نزع تمويل الشرطة. ويرى المراقبون أن دعوة ترمب إلى وقف تمويل وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية الكبرى في البلاد، تشوش هذه الرسالة الآن.
وكان ترمب قد عانى من انتكاسة قانونية أخرى يوم الثلاثاء، عندما أمرت محكمة الاستئناف في العاصمة واشنطن، رئيس ديوان ترمب السابق مارك ميدوز وغيره من كبار مسؤولي البيت الأبيض، بالتعاون مع تحقيق وزارة العدل في أحداث الهجوم على الكابيتول في 6 يناير 2021. وثبتت محكمة الاستئناف قرار محكمة محلية، برفض مزاعم ترمب بالامتياز التنفيذي.
وما زاد من مخاوف ترمب، أن نائبه مايك بنس، أعلن الأربعاء أيضاً، أنه قرر عدم استئناف حكم قاض يطلب منه الإدلاء بشهادته أمام هيئة محلفين كبرى، كجزء من تحقيق المستشار الخاص في هجوم 6 يناير.
ويواجه ترمب في الوقت نفسه مشاكل قانونية أخرى مع التحقيقات الجارية في ولاية جورجيا في جهوده لإلغاء نتائج انتخابات 2020، وتعامله مع المستندات السرية في مقر إقامته في مارالاغو. وكتب ترمب على منصته «تروث سوشال»: «الديمقراطيون قاموا بتسليح تطبيق القانون بالكامل في بلدنا ويستخدمون بشكل شرس إساءة استخدام السلطة هذه للتدخل في انتخاباتنا المحاصرة بالفعل!».
ويتوقع فريق الدفاع عن ترمب أن يكون هناك تحرك في التحقيقات الأخرى التي يخشونها أكثر من تحقيقات نيويورك، بحلول الصيف. ونقل عن مستشارين لترمب، أنه أعرب عن غضبه وشعوره بالانزعاج، من التقارير التي تلقاها عن محاميه ومساعديه المقربين الذين أدلوا بشهاداتهم بسبب أوامر المحكمة، كجزء من تحقيق المحامي الخاص جاك سميث في سوء التعامل المحتمل مع المستندات السرية التي كانت بحوزته.


مقالات ذات صلة

تقرير: ترمب قد يفرض عقوبات على مدعي «الجنائية الدولية» رداً على مذكرة اعتقال نتنياهو

المشرق العربي مقر المحكمة الجنائية في لاهاي (أ.ف.ب)

تقرير: ترمب قد يفرض عقوبات على مدعي «الجنائية الدولية» رداً على مذكرة اعتقال نتنياهو

قالت صحيفة «تليغراف» البريطانية إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يفكر في فرض عقوبات على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية البريطاني كريم خان

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بمناسبة سابقة برفقة روبيو في يوليو 2024 (أ.ف.ب)

ترمب يكشف عن سلسلة تعيينات جديدة في حكومته

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عن أسماء جديدة لشغل مناصب رفيعة ضمن حكومته المقبلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي تساؤلات حول نوع الضغوطات التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)

تقرير: ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات بشأن أزمة غزة

قالت كارولين ليفيت، التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أنها ستكون متحدثةً باسم البيت الأبيض، لموقع «أكسيوس»، إن ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات

الاقتصاد الملياردير إيلون ماسك يظهر أمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

إيلون ماسك أكثر ثراءً من أي وقت مضى... كم تبلغ ثروته؟

أتت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 بفوائد على الملياردير إيلون ماسك بحسب تقديرات جديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دمار جراء غارة إسرائيلية في غزة في 22 نوفمبر 2024 (رويترز) play-circle 01:41

ترمب ووعد إنهاء الحروب: ورقة انتخابية أم خطط واقعية؟

انتزع ترمب الفوز من منافسته الديمقراطية، معتمداً وعوداً انتخابية طموحة بوقف التصعيد في غزة ولبنان، واحتواء خطر إيران، ووضع حد للحرب الروسية - الأوكرانية.

رنا أبتر (واشنطن)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».