سيطرة نسائية بالنصف الثاني من موسم دراما رمضان بمصر

منة شلبي ومنى زكي وغادة عبد الرازق ودنيا سمير غانم الأبرز

الفنانة المصرية منة شلبي في لقطة من مسلسل «تغيير جو» (فيسبوك)
الفنانة المصرية منة شلبي في لقطة من مسلسل «تغيير جو» (فيسبوك)
TT

سيطرة نسائية بالنصف الثاني من موسم دراما رمضان بمصر

الفنانة المصرية منة شلبي في لقطة من مسلسل «تغيير جو» (فيسبوك)
الفنانة المصرية منة شلبي في لقطة من مسلسل «تغيير جو» (فيسبوك)

يشهد النصف الثاني من موسم دراما رمضان في مصر، سيطرة فنية نسائية حيث يعرض 6 مسلسلات درامية جديدة من 15 حلقة، يتصدر بطولة 5 منها فنانات، في مقابل عمل واحد بعنوان «حرب» يقوم ببطولته الفنان أحمد السقا.
يشارك في الأعمال الخمسة؛ منى زكي، عبر مسلسل «تحت الوصاية» الذي تدور أحداثه حول شخصية «حنان»، وهي امرأة في منتصف الثلاثينات من عمرها، يتوفى زوجها وتصبح المسؤولة عن طفليها حيث تبحث عن مصدر يضمن لهما حياة كريمة فتلجأ للعمل بمهنة الصيد، التي تدخلها في صراع مع بعض الرجال الذين يرفضون مشاركتها لهم بهذه المهنة. ومنة شلبي التي تقدم مسلسل «تغيير جو» وتدور أحداثه حول شخصية «شريفة» التي تعمل مهندسة ديكور وتواجهها عدة أزمات اجتماعية نظراً لبعض الظروف العائلية الخاصة بوالدتها، حتى تلتقي بشخص يغير مجرى حياتها.

فيما تقدم الفنانة دنيا سمير غانم مسلسل «جت سليمة» الذي تدور أحداثه حول شخصية فتاة تقرأ الكتب، ومن خلالها تعود لأزمنة مختلفة بصحبة شقيقها، الذي تفقده في إحدى المرات، وتواصل البحث عنه في رحلة مثيرة ومشوقة في إطار كوميدي.
وتعود الفنانة غادة عبد الرازق من خلال مسلسل «تلت التلاتة»، وذلك بعد غياب عن المشهد الدرامي منذ تقديمها مسلسل «لحم غزال» 2020. وتدور أحداث «جدت سليمة» في إطار تشويقي حول 3 توائم، لكل منهن حياتها الخاصة المليئة بالإثارة والغموض. أما الفنانة هدى المفتي فتتقاسم بطولة مسلسل «الصندوق» مع الفنان الشاب أحمد داش، وتدور أحداثه حول صندوق بداخله رسائل مثيرة تحثّ على تقديم المساعدة لشخص مجهول قبل تعرضه للقتل.

وسجلت ممثلات مصريات حضورهن القوي في موسم دراما رمضان الحالي، على غرار يسرا بطلة مسلسل «1000 حمد الله على السلامة»، وحنان مطاوع في «وعود سخية»، وياسمين عبد العزيز في «ضرب نار»، و«جميلة» لريهام حجاج، و«الهرشة السابعة» لأمينة خليل، و«عملة نادرة» لنيللي كريم، و«حضرة العمدة» لروبي، و«كامل العدد» لدينا الشربيني، و«ستهم» لروجينا. بينما تقاسم كل من ياسر جلال ومي عمر بطولة مسلسل «علاقة مشروعة» ومحمد ممدوح وريهام عبد الغفور بطولة مسلسل «رشيد».

وعن الزيادة الملحوظة في عدد البطولات النسائية هذا العام، يقول الناقد الفني محمد عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»: «ما ساهم في زيادة عدد البطولة النسائية هو وجود نجمات قادرات على تحمل المسؤولية، عكس ما اعتدنا عليه في السنوات الأخيرة؛ حيث كانت البطولة تقتصر على نجمات الدراما يسرا، وإلهام شاهين، وليلى علوي، على سبيل المثال».

وأضاف عبد الرحمن أن «المنتجين أصبحت لديهم حماسة كبيرة لتبني سيناريو بطلته فنانة، بعكس الجمهور الذي له حسابات أخرى حيث لا يشغله التصنيف، سواء البطل رجل أو امرأة، فالأهم لديه حبه للبطل، وإعجابه بالحكاية الدرامية، فالأمر في مجمله تصنيف نقدي، وليس تصنيف جماهيري، بالتالي إذا خرج من هذا الموسم بطلات أثبتن تحملهن للبطولة فمؤكد أن العدد سيصبح في ازدياد، لكن إذا أخفق بعضهن في تحمل البطولة فسيقل العدد بالتأكيد».

ونفى عبد الرحمن أن تكون تجربة 15 حلقة وراء حماس المنتجين لإسناد البطولة لهؤلاء الفنانات: «لا يمكننا قول ذلك، فعلى سبيل المثال غادة عبد الرازق ومنى زكي ودنيا سمير غانم قدمن مسلسلات مكونة من 30 حلقة قبل ذلك، ولم تكن بدايتهن مع البطولة بأعمال من 15 حلقة، لكن يمكننا القول إن العودة للمسلسلات القصيرة ساهمت في زيادة عدد المسلسلات المعروضة والأفكار الدرامية التي تقدم في وقت وتكلفة أقل».


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

«مهرجان القدس» يوثق مأساة أهالي غزة تحت القصف

جانب من عروض الأفلام (إدارة المهرجان)
جانب من عروض الأفلام (إدارة المهرجان)
TT

«مهرجان القدس» يوثق مأساة أهالي غزة تحت القصف

جانب من عروض الأفلام (إدارة المهرجان)
جانب من عروض الأفلام (إدارة المهرجان)

على عمود خرساني باقٍ من أطلال بيت محطم، انتصبت شاشة عرض «مهرجان القدس السينمائي» في غزة، لتقدّم مشاهد من مأساة يعيشها أهالي القطاع المنكوب منذ نحو 10 أشهر.

يعرض المهرجان، في دورته الثامنة، أفلاماً فلسطينية؛ من بينها مشروع أفلام «من المسافة صفر»، الذي يشرف عليه المخرج رشيد مشهراوي، والذي شهد إقبالاً من سكان مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.

ويقام مهرجان القدس السينمائي في غزة منذ عام 2009، لكنه توقّف بسبب الحروب التي عاناها القطاع، وعاد مرة أخرى عام 2017، وفق الدكتور عز الدين شلح، رئيس المهرجان، الذي شدّد على حرصه على تنظيم المهرجان رغم الحرب.

وأضاف شلح، لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «يشاهد العالم كلّه حرب الإبادة التي تتعرض لها غزة ويحاصرها الموت من كل الزوايا، ونحن نؤمن بأن السينما حياة، ففكرنا بمواجهة الموت بها».

أفلام المهرجان تحكي معاناة أهالي غزة (إدارة المهرجان)

واختير مكان المهرجان بعد اجتماع إدارته مع عدد من المثقفين والسينمائيين، الذين أجمعوا على إقامة الدورة الثامنة بشكل استثنائي، وبالفعل بدأت الفعاليات يوم 25 يوليو (تموز) الحالي، وتستمر لمدة 4 أيام.

وعن الصعوبات التي واجهها عز الدين شلح ورفاقه في تنظيم هذه الدورة الاستثنائية، يقول: «المقر الذي كنا نعرض فيه كان مدمَّراً، وهناك مكان آخر بديل وجدناه مدمراً أيضاً، حتى (البروجوكتور) الذي نعرض عليه كان في مؤسسة استهدفها القصف، فلا كهرباء أو إمكانيات، ورغم ذلك أصررنا على تنظيم المهرجان».

ولم يغِب عن منظميه أن يستعيدوا بعض مظاهر المهرجانات السينمائية، ولكن بطريقة «مأساوية»، إذ يقول رئيس المهرجان: «فردنا السجادة الحمراء بين الخيام، ولم تكن هناك أي إمكانيات متاحة».

أفلام مهرجان القدس تُعرض وسط الأنقاض (إدارة المهرجان)

وتابع شلح: «اخترنا موقع العرض في مركز إيواء بجواره منزل مدمَّر، وضعنا الشاشة على هذا المنزل، وحضر كل من في المخيّم المهرجان، وهناك أشخاص جاؤوا من خارجه، وافتتحنا المهرجان بأفلام (المسافة صفر)، وهي 22 فيلماً، عرضنا منها 10 أفلام في الافتتاح، وستُعرض الأفلام الباقية في الختام». وأوضح أن «هذه الأفلام لمخرجين من غزة، وصُنعت عن غزة والحرب، فالجمهور الموجود كان يرى نفسه من خلال هذه الأفلام، ولكن بعمق وبصورة مختلفتين، وبرؤية مخرج يفكر بإحساس آخر أكثر عمقاً».

ويضم المهرجان كثيراً من الأفلام الفلسطينية الأخرى التي تُعرَض في مراكز إيواء أخرى بدير البلح، وفق ما يؤكد رئيس المهرجان، ويشير إلى أنهم كانوا جاهزين لإطلاق الدورة الثامنة يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، الذي يصادف اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، و«بسبب الحرب لم نتمكن من إقامة الدورة، إلى أن قررنا تنظيمها، سواء انتهت الحرب أم لم تنتهِ».

المهرجان افتُتح وسط خيام الإيواء (إدارة المهرجان)

ونشر المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي صوراً من المهرجان، على صفحته بـ«فيسبوك»، وكتب معلقاً: «يسعدني عرض أفلام (من المسافة صفر) في غزة، خلال افتتاح (مهرجان القدس السينمائي)، على الرغم من كل ما يحدث هناك. وتُسعدني النقاشات التي تثيرها العروض حول العالم، وموضوعات الأفلام التي تؤكد، بلغة سينمائية، أننا شعبٌ اختار الحياة ويضحّي من أجلها في جميع المجالات، بما في ذلك السينما والفن والثقافة»، كما استعاد جملة شعرية لمحمود درويش تقول: «هزَمَتك يا موت الفنون جميعها».