«جميلة» يشتبك مع مشكلات الأسرة والصداقات المزيفة

مؤلف المسلسل المصري دافع عن تعدد «العلاقات المشوهة» بالعمل

سوسن بدر وريهام حجاج في لقطة من المسلسل
سوسن بدر وريهام حجاج في لقطة من المسلسل
TT

«جميلة» يشتبك مع مشكلات الأسرة والصداقات المزيفة

سوسن بدر وريهام حجاج في لقطة من المسلسل
سوسن بدر وريهام حجاج في لقطة من المسلسل

بينما لفت مسلسل «جميلة»، الذي يعرض في الموسم الرمضاني الحالي، اهتمام المصريين بسبب إطاره التشويقي، فإنه تعرض لانتقادات بسبب تناوله «علاقات مشوهة» متعددة، بجانب اعتماد فريق العمل وبطلته ريهام حجاج على نفس الوجوه التي ظهرت معها خلال الموسم الماضي.
يشارك في المسلسل سوسن بدر، هاني عادل، يسرا اللوزي، عبير صبري، أحمد وفيق، هشام إسماعيل، نبيل عيسى، تأليف أيمن سلامة وإخراج سامح عبد العزيز.
تدور قصة المسلسل حول مشاكل الميراث ومواجهة الأزمات الزوجية، حيث فوجئت (جميلة)، التي تعمل بالنيابة الإدارية، بكتابة والدها كامل ميراثه لها بعد وفاته، وحرمان والدتها وأبنائه الآخرين منه، في الوقت الذي تسود حياتها الزوجية تطورات عديدة تسيطر عليها الأزمات.
لا يقتصر المسلسل على الخلافات والميراث؛ إنما يسلط الضوء على قضايا مجتمعية عديدة في مقدمتها دعم المرأة، وفق المؤلف أيمن سلامة الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «يُعد المسلسل استكمالاً لدعمي لقضايا المرأة في كل أعمالي السابقة، وستشهد نهاية المسلسل مفاجأة كبيرة ترتبط بالمرأة». وتابع: «اخترت عمل البطلة في مجال النيابة، في إطار تشجيعي للمرأة على خوض مجالات عمل جديدة كانت حكراً على الرجال في الماضي، كما أنه كان هناك مبرر درامي قوي، وهو أن كونها في النيابة الإدارية فإن ذلك يجعلها في صراع شديد بين عملها الذي تحبه وبين أزماتها مع عائلتها».


الممثل هاني عادل (لقطة من المسلسل)

وتأخذ الأحداث كذلك المشاهدين إلى أنه كيف يمكن للمرء حينما يكون في مثل هذا المنصب الرفيع أن يدفع ثمن تصرفات الآخرين غالياً من دون ارتكابه هو نفسه أي خطأ، ومن ثم على المقربين منه الانتباه جيداً لأفعالهم.
ورداً على تكرار تناول الميراث بين أفراد الأسرة إلى حد الاحتكام للقضاء في الدراما المصرية أخيراً، قال سلامة: «أطلب من المعترضين التوجه إلى المحاكم؛ ليروا بأنفسهم كيف أن معظم القضايا أصبحت بين الأهل، بسبب الميراث»، مشيراً إلى أن «مشكلات الميراث تحولت إلى ظاهرة ينبغي أن نرصدها في الدراما حتى يستيقظ الناس من استغراقهم في هذا النزاع، وما يحدث عيب في حقنا كمجتمع قائم على الترابط».
وبشأن عدم منطقية احتفاظ جميلة بثروة والدها رغم مثاليتها الشديدة ومحاربتها الفساد، بحسب انتقادات متابعين، رد سلامة قائلاً: «لا نعرف حتى الآن إذا كانت بالفعل محتفظة بالثروة أم لا، فذلك ما ستكشفه الحلقات القادمة، كما سيظهر ماذا وراء هذا الخيط من مفاجآت». لكن ليس توتر العلاقات بين الإخوة وحدها ما يتناوله «جميلة» إنما يعكس أيضاً قدراً كبيراً من «الصداقات المشوهة»، وحول ذلك يضيف مؤلف العمل: «في الغالب لم تعد هناك صداقات حقيقية، هناك أصدقاء يكنون الشر لأصدقائهم، ويعملون على خراب بيوتهم، ولا بد أن نضع الناس أمام الحقائق، ولا ندفن رؤوسنا في الرمال». لافتاً: «أردت أن أكشف كل مخطئ أمام نفسه، وأن أنبه في الوقت نفسه كل مشاهد إلى أنه لا ينبغي أن يمنح الآخرين الثقة المطلقة، وثمة مساحات كبيرة ينبغي أن نتركها مع الأصدقاء ولا ندخلهم في مشكلاتنا الخاصة».


ريهام حجاج في لقطة من العمل

وكشف المؤلف لـ«الشرق الأوسط» أن «المسلسل سيتطرق إلى الاستعانة ضمن أحداثه بأحدث التقنيات في العلم فيما يتعلق بعلاقات الأسر، كما يبرز تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في تدمير بعضها».
يعكس المسلسل اتجاه الدراما الاجتماعية المصرية إلى قالب التشويق، الذي يكاد يقتصر على الأعمال البوليسية، وذلك بهدف جذب المشاهدين بحسب سلامة: «في الماضي كان أساتذتنا من الكتاب يهتمون بالتشويق في الأعمال البوليسية وحدها، لكنني منذ بداياتي حرصت على تحقيقه في الأعمال الاجتماعية، وهو صعب للغاية في الكتابة، لكنه يساعد على وصول أفكاري؛ لذلك أتمسك به، وهو كذلك يتطلب تناغماً تاماً مع المخرج وألا تنكشف غموض بعض خيوطه، وهنا أحيي سامح عبد العزيز».
ويرى سلامة أن تكرار العمل مع فريق فني واحد يعني استثمار نجاح سابق وكيمياء تربط بين أفراده وليس «شللية»: «شهد الفن المصري توليفات ناجحة عديدة كانت تستريح للعمل معاً، مثل عادل إمام ووحيد حامد وشريف عرفة، وأنور وجدي وليلى مراد، ونادية الجندي وبشير الديك ونادر جلال وغير ذلك».
ونفى سلامة كل ما يتردد عن تدخل ريهام حجاج في العمل «كلها أكاذيب وادعاءات، ريهام موهوبة ومجتهدة للغاية، تؤدي دورها فقط من دون تدخل في الورق أو الإخراج».


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

الكويت تسحب الجنسية من الفنان داوود حسين والمطربة نوال الكويتية

الفنان داوود حسين والمطربة نوال الكويتية
الفنان داوود حسين والمطربة نوال الكويتية
TT

الكويت تسحب الجنسية من الفنان داوود حسين والمطربة نوال الكويتية

الفنان داوود حسين والمطربة نوال الكويتية
الفنان داوود حسين والمطربة نوال الكويتية

صدر في الكويت مرسوم بسحب الجنسية الكويتية من الفنان داوود حسين والمطربة نوال الكويتية، وعدد آخر من الأشخاص.

ووفقاً للمرسوم الذي تم نشره في الجريدة الرسمية «الكويت اليوم»، فقد صدر المرسوم بسحب الجنسية من داوود حسين والمطربة نوال، وممن اكتسبها معهما عن طريق التبعية.

وكانت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية قد قررت في اجتماعها، الخميس الماضي، سحب وفقد الجنسية من 1758 حالة تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء.

والثلاثاء الماضي، كشف عضو مسؤول في اللجنة العليا لتحقيق الجنسية أن عددَ مَن جرى سحب جنسيتهم، بالإسقاط أو الفقدان أو السحب، بلغ 4447 شخصاً، وفق آخر إحصاءات اللجنة.

وبدأت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية عملها مطلع مارس (آذار) الماضي، حيث شرعت السلطات الكويتية في حملة إسقاط جنسيات وذلك لأسباب مختلفة، يأتي في مقدمتها التزوير، كما أن سحب الجنسية يتم تجاه الأشخاص والتابعين الذين حصلوا عليها دون استيفاء الشروط القانونية، ومن بينها صدور مرسوم بمنح الجنسية؛ حيث دأب أعضاء في الحكومات السابقة تخطي هذا القانون ومنح الموافقات على طلبات الحصول على الجنسية دون انتظار صدور مرسوم بذلك.

وكان الفنان داوود حسين والمطربة نوال الكويتية قد حصلا على الجنسية الكويتية بمكرمة من أمير الكويت الأسبق الشيخ جابر الأحمد الصباح، في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2001.

ولد داوود حسين في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 1958، في مدينة الصوابر، شرقي العاصمة الكويت، ونشأ وترعرع فيها، وهو يعود لأصول باكستانية، وهو أحد أبرز الفنانين في الكويت؛ حيث تدرج في الأعمال الفنية منذ صغره عبر التمثيل في المسرح المدرسي كما انتسب إلى فرقة «مسرح النور» ودرس بعدها في المعهد العالي للفنون المسرحية في دولة الكويت. وانضمّ فيما بعد إلى فرقة «المسرح الكويتي»، وكانت أولى أعماله التلفزيونية مسلسل «المصير» الذي عُرض عام 1977.

وخلال مسيرته الفنية قدّم الفنان داوود حسين الكثير من الأعمال المميزة التي يتجاوز عددها 50 عملاً تلفزيونياً، وأكثر من 40 مسرحية، ومن أشهر أعماله المسرحية دوره في مسرحية «باي باي لندن» مع الفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا، وكذلك مشاركته الفنان الراحل في مسرحية «مراهق في الخمسين» وفي مسلسل «دلق سهيل»، ومسرحية «باي باي يا عرب»، وتمّ تكريم الفنان داوود حسين من قبل «مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي».

وبالنسبة للمطربة نوال، المعروفة فنياً باسم «نوال الكويتية»، فقد ولدت في منطقة شرق عام 1966، وهي أيضاً حصلت على الجنسية بمكرمة من أمير الكويت الأسبق الشيخ جابر الأحمد عام 2001.

بدأت حياتها الفنية بدراستها في المعهد العالي للفنون الموسيقية بالكويت في السبعينات الميلادية، وفي سنّ الـ17 قدّمت على خشبة المسرح لأول مرّة أول أعمالها الفنية.

قدمّها الموسيقار راشد الخضر في عام 1983 للغناء، وفي عام 1984 صدر لها أول ألبوم غنائي، ولديها رصيد غنائي يتجاوز 16 ألبوماً، وقامت بتصوير مجموعة من أغنياتها بطريقة الفيديو كليب، وفي عام 1998 شاركت كمغنية بالغناء بصوتها فقط في مهرجان الجنادرية بالسعودية في أوبريت «فارس التوحيد»، وهو من ألحان الفنان محمد عبده الذي رشّحها للغناء في هذا الأوبريت لتكون أول امرأة تغني في أوبريت وطني سعودي بالسعودية.