توتر وغضب في اللاذقية والقرى العلوية غداة تشييع ضابط قتله قريب للأسد

المعارضة اعتبرتها نتيجة حتمية لتمادي عصابات النظام التي بدأت تأكل بعضها

صورة بثتها شبكة {رصد} لسوريين أثناء أدائهم صلاة الجمعة  في مدينة القريتين (أ.ب)
صورة بثتها شبكة {رصد} لسوريين أثناء أدائهم صلاة الجمعة في مدينة القريتين (أ.ب)
TT

توتر وغضب في اللاذقية والقرى العلوية غداة تشييع ضابط قتله قريب للأسد

صورة بثتها شبكة {رصد} لسوريين أثناء أدائهم صلاة الجمعة  في مدينة القريتين (أ.ب)
صورة بثتها شبكة {رصد} لسوريين أثناء أدائهم صلاة الجمعة في مدينة القريتين (أ.ب)

ساد التوتر الأمني مدينة اللاذقية والقرى العلوية في ريف اللاذقية، بعد حالة من الغضب الشديد الذي عمّ هذه المناطق، غداة تشييع الضابط في القوات الجوية العقيد حسان الشيخ، الذي قتله ليل الخميس الماضي سليمان الأسد، نجل ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد هلال الأسد، قائد قوات الدفاع الوطني في سوريا، الذي قتل في 23 من شهر مارس (آذار) من عام 2014. فيما شهدت قرى علوية اشتباكات مسلّحة على خلفية هذا الحادث، بين عائلة إسماعيل المعارضة للنظام السوري وعائلة العلي الموالية له، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «سليمان هلال الأسد قام بإطلاق النار على العقيد حسان الشيخ عند دوار الأزهري وسط مدينة اللاذقية أمام أعين أولاده، بسبب تجاوز العقيد بسيارته، سيارة سليمان الأسد». وأشار إلى أن «زوجة والد سليمان الأسد وأخواته، تبرأوا من أفعاله، فيما يحاول سليمان تبرئة نفسه، بعد قيام سلطات النظام السوري باستجوابه والتحقيق معه، وسط استمرار المطالبات وردود الأفعال الغاضبة، داخل أبناء الطائفة العلوية وفي مدينة اللاذقية، بإعدام سليمان الأسد عقابًا له على جريمته».
هذه العملية لم تكن إلا نتيجة حتمية ومتوقعة لتمادي عصابات آل الأسد التي بدأت تأكل بعضها بعضًا، حسبما أعلن عضو المجلس العسكري في الجيش السوري الحر رامي الدالاتي، الذي أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هلال الأسد والد سليمان الأسد هو من أسس فرقة الشبيحة في البيئة العلوية، وهو من كان يمدّ النظام بالمقاتلين في محاولة منه لقمع الثورة، فيما كان النظام يمكنه من عمليات التهريب وتجارة السلاح والدعارة». وأوضح أنه «أمام تمدد نفوذ هلال الأسد وشبيحته لم يعد بإمكان النظام ضبطهم حتى باتت جرائمهم تطال العلويين». وقال: «القتيل حسان الشيخ هو ضابط في القوى الجوية وكان مركزه في مطار (التيفور) العسكري في مدينة حمص، وهو واحد من أبرز مجرمي النظام، ومعروف بولائه الأعمى لهذا النظام، ومنذ خمسة أشهر لم يحظ بإجازة لأنه كان منهمكًا في الأعمال القتالية، لكن في أول يوم من إجازة قتله سليمان الأسد أمام الناس وعائلته في وسط اللاذقية». وأشار إلى أن «هذه العملية أدت إلى تصادم مسلّح في ريف اللاذقية خصوصًا بين عائلة إسماعيل المناهضة للأسد التي تعتبر نفسها أساس العلويين في المنطقة وأكثر المضطهدين من قبل النظام، وبين عائلة العلي المعروفة بولائها الأعمى لعائلة الأسد، وقد أدى هذا التصادم إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين».
وأعلن ناشطون أن «قرية بسنادا، حيث شيع الضابط القتيل، سادها هدوء مطبق لم يقطعه سوى بكاء قريبات العقيد». وتناقلت صفحات موالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي الخبر على نطاق واسع، وأولته أهمية كبيرة، كما طالب أغلبها بمعاقبة القاتل. ونُقل عن محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم في حديث لوسائل إعلام النظام أن «القاتل سيمثل أمام القضاء». وقال: «إن المتهم سليمان الأسد مواطن سوري وسيطبق القانون على أي شخص مهما كان اسمه أو كنيته أو عائلته، والقانون يطبق على الجميع وخصوصا في اللاذقية، نحن نتابع الموضوع مع كل الجهات وأيًا يكن المجرم كان هذا سيمثل أمام القضاء».
وقالت صفحة «شبكة أخبار جبلة» أمس «إن سيارة سليمان الأسد، وهي من نوع (هامر) سوداء بالكامل ودون لوحات مرورية، وصلت عند مستديرة دوار الأزهري في مدينة اللاذقية، وتوقفت خلف سيارة الضابط في الجيش السوري، فترجل منها سليمان الأسد حاملا رشاشا روسيا، وأطلق منه سبع رصاصات في صدر العقيد المهندس في القوات الجوية حسان الشيخ أمام ولديه وأرداه قتيلا على الفور». كما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدات، طالب فيها موالون لبشار الأسد بالتدخل شخصيا لمعاقبة «الابن العاق الذي أساء للعائلة الحاكمة»، في وقت أوردت فيه إحدى الصفحات الموالية خبرا عن طلب الرئيس مقابلة سليمان واستدعائه إلى دمشق. في حين أكدت صفحة مكافحة الفساد في اللاذقية أن «سليمان الأسد لا يزال في بيته، ولا يكترث بأي جهة قد تحاول القبض عليه ومعاقبته».
وعلى الصعيد العسكري، هزت مدينة اللاذقية الخاضعة لسيطرة النظام، عدة انفجارات إثر سقوط صواريخ داخلها. وقال «مكتب أخبار سوريا» المعارض «إن فصائل المعارضة المتمركزة في ريف اللاذقية الشمالي، استهدفت بستة صواريخ من طراز غراد مبنى نقابة المهندسين داخل المدينة، مما أدى إلى دمار كبير فيه». وأشار إلى «حالة من الهلع والترقب سادت معظم أحياء المدنية، وبعد الانفجارات، أغلقت المحال التجارية أبوابها، خاصة في سوق العنابة، وسط انتشار مكثف لعناصر الأمن الذين بدأوا بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي لأسباب مجهولة».



عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
TT

عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

استحوذت حرب غزة والقضية الفلسطينية والأزمات المختلفة في عدد من البلدان العربية على حيز واسع من مجريات اليوم الثالث من أعمال الدورة السنوية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؛ إذ صعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى منبرها للمطالبة بتجميد عضوية إسرائيل في المنظمة الدولية، ووقف تزويدها بالأسلحة، وإرغامها على تنفيذ التزاماتها وقرارات مجلس الأمن.

ودعا الرئيس الفلسطيني، الخميس، المجتمع الدولي إلى وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة؛ لمنع إراقة الدماء في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

وقال عباس من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «أوقفوا هذه الجريمة، أوقفوها الآن، أوقفوا قتل الأطفال والنساء، أوقفوا حرب الإبادة، أوقفوا إرسال السلاح لإسرائيل».

وأضاف: «إسرائيل دمرت القطاع بالكامل تقريباً، ولم يعد صالحاً للحياة». وأوضح أمام الجمعية العامة التي تضم 193 عضواً: «لا يُمكن لهذا الجنون أن يستمر. إن العالم بأسره يتحمل المسؤولية إزاء ما يجري لشعبنا».

وعرض عباس رؤية لإنهاء الحرب في غزة؛ تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية بما في ذلك غزة. وطالب الرئيس الفلسطيني بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك على معبر رفح، بوصفه جزءاً من خطة شاملة.

كما قال عباس إن إسرائيل «غير جديرة» بعضوية الأمم المتحدة، مشدداً على أن الدولة العبرية تحدت قرارات المنظمة الدولية ذات الصلة بالصراع.

وأضاف من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «إسرائيل التي ترفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة غير جديرة بعضوية هذه المنظمة الدولية»، معرباً عن أسفه لأن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد إعطاء دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وتابع: «يؤسفنا أن الإدارة الأميركية عطّلت 3 مرات مشاريع قرارات لمجلس الأمن تطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار باستخدامها الفيتو، وفوق ذلك زوّدتها بالأسلحة الفتّاكة التي قتلت آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، وهو ما شجّع إسرائيل على مواصلة عدوانها». وخلص إلى القول «فلسطين سوف تتحرر».

وأعلنت إسرائيل، الخميس، الحصول على مساعدة عسكرية أميركية بقيمة 8.7 مليار دولار.

كذلك عرض الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رؤية لإنهاء الحرب في غزة، تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك غزة.

وطالب عباس بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك معبر رفح، بصفته جزءاً من خطة شاملة، فالفلسطينيون يرفضون إقامة مناطق عازلة إسرائيلية، مشدداً: «لن نسمح لإسرائيل بأخذ سنتيمتر واحد من غزة».

اليمن ووكلاء إيران

من جهته، تحدّث رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد محمد العليمي، أولاً عن الوضع في بلاده، قائلاً: «إن تعافي اليمن ليس مجرد قضية وطنية، بل حاجة إقليمية وعالمية»، لأن «استقراره يعد أمراً حاسماً للحفاظ على السلام وأمن المنطقة، وطرق التجارة في البحرين الأحمر والعربي والممرات المائية المحيطة».

وأضاف: «أن الحكومة اليمنية تظل ملتزمة بنهج السلام الشامل والعادل، لكنه من الضروري في هذه الأثناء تعزيز موقفها لمواجهة أي خيارات أخرى، بالنظر إلى تصعيد الميليشيات الحوثية المتواصل على الصعيدين المحلي والإقليمي، وتهديد الملاحة الدولية، ولمنع تواصل توسع واستدامة هذا التصعيد».

ولفت إلى أن «هجمات الحوثيين المستمرة على حركة التجارة العالمية في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة تظهر أنها تُشكل تهديداً متزايداً ليس فقط للداخل اليمني، ولكن أيضاً لاستقرار المنطقة بأكملها».

وعن الوضع في بقية الشرق الأوسط، قال العليمي: «إن الحرب الإسرائيلية الوحشية على الشعب الفلسطيني يجب أن تتوقف على الفور، لأن ذلك هو مفتاح السلام المنشود، ومدخل لرفع الغطاء عن ذرائع إيران ووكلائها لتأزيم الأوضاع في المنطقة».

وتطرق إلى الوضع في لبنان، قائلاً: «إن السبيل الوحيدة لردع العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان ستكون بموقف حازم من المجتمع الدولي، ووحدة اللبنانيين أنفسهم واستقلال قرارهم وعدم التدخل في شؤون بلدهم الداخلية، واستعادة الدولة اللبنانية لقرار السلم والحرب».

ليبيا نحو الانتخابات

وسبقه إلى المنبر رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، الذي قال إن الليبيين هم الأقدر على تقرير مصيرهم من خلال «الاستفتاءات النزيهة وعقد انتخابات شاملة (...) لإنهاء أي انسداد سياسي»، مؤكداً أن «الحل السياسي الشامل في مساراته المالية والاقتصادية والأمنية، إضافة لمسار المصالحة الوطنية، هو السبيل الوحيدة لتوحيد المؤسسات وضمان الاستقرار وصولاً إلى الانتخابات، وتجديد الشرعية لجميع المؤسسات وتقرير الشعب الليبي لمصيره».

وشدد المنفي على أن ما يرتكبه «الاحتلال الإسرائيلي من جرائم إبادة وتطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني واللبناني يُمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية».

وشدد على أن إبعاد «شبح نشوب حرب إقليمية» في المنطقة يكون من خلال معالجة الوضع في غزة، وإيقاف «الانتهاكات والاعتداءات الجسيمة» في فلسطين.