العراق يتبنى قتل «أخطر إرهابيي داعش» في سوريا

بعد يوم من إعلان الجيش الأميركي تنفيذه العملية

صورة الإرهابي القتيل خالد الجبوري (وكالة الأنباء العراقية)
صورة الإرهابي القتيل خالد الجبوري (وكالة الأنباء العراقية)
TT

العراق يتبنى قتل «أخطر إرهابيي داعش» في سوريا

صورة الإرهابي القتيل خالد الجبوري (وكالة الأنباء العراقية)
صورة الإرهابي القتيل خالد الجبوري (وكالة الأنباء العراقية)

بعد يوم من إعلان الجيش الأميركي مسؤوليته عن قتله، أعلن جهاز المخابرات العراقي، اليوم (الأربعاء)، عن تمكنه من قتل «أخطر إرهابيي داعش»، على حد وصفه في بيان أصدره بعد استدراجه واستهدافه في محافظة إدلب السورية.
وقال الجهاز إنه «تَمكن بعملية استخبارية نوعية من قتل الإرهابي خالد عايد أحمد الجبوري المكنى يعقوب المهاجر، الذي يُعد أحد أخطر إرهابيي (داعش)، وصادرة بحقة مذكرة قبض من قبل قاضي الجهاز المختص، حيث تم استدراجه واستهدافه في محافظة إدلب السورية». وأضاف أن الجبوري انضم سابقاً إلى تنظيم «القاعدة» الإرهابي، ثم التحق بعصابات «داعش»، وشغل عدداً من المواقع في هيكليته، أهمها: المسؤول العسكري لمناطق خارج نينوى، والمسؤول الأمني لولاية شرق وشمال نينوى، وآخرها والي تركيا، إذ كان يخطط لتنفيذ عملية إرهابية في أوروبا.
وأكد الجهاز «استمراره بملاحقة فلول (داعش) داخل العراق وخارجه»، معاهداً «أبناء الشعب العراقي الكريم على البقاء حصناً منيعاً لدرء المخاطر وإحباط المخططات التي تستهدف الأمن القومي العراقي».
وما زالت بعض عناصر تنظيم «داعش»، الذي هزمه الجيش العراقي عسكرياً في أكتوبر (تشرين الأول) 2017، بعد سيطرته على نحو ثلث الأراضي العراقية عام 2014، تقود هجمات عسكرية متفرقة ضد المدنيين وقوات الأمن العراقية في مناطق وجودها بمحافظات ديالى وصلاح الدين ونينوى والأنبار، وتُقدَّر أعداد هؤلاء، بحسب تقرير أصدره «مجلس الأمن الدولي»، في فبراير (شباط) الماضي، ما بين 5 و7 آلاف عضو ومؤيد ينتشرون في العراق وسوريا.
لكن الفريق أول ركن قيس المحمداوي نائب رئيس قيادة العمليات المشتركة، قال في مارس (آذار) الماضي: «وفقاً لكل الوكالات الاستخباراتية، وحسب معلومات دقيقة، فإن مجمل عناصر التنظيم لا يتجاوز 400 إلى 500 مقاتل، في 3 إلى 4 محافظات». وفي فبراير أيضاً، أعلن رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، عن مقتل 22 من تنظيم «داعش»، في محافظة الأنبار، من بينهم ما يُسمى بـ«والي الفلوجة» المدعو برزان حسين علي.
وأشار إلى أن العملية تمت «بعد رصد المعلومات المستحصلة من قبل المخابرات». وكانت القيادة الوسطى في الجيش الأميركي (سنتكوم)، أعلنت، في بيان، أمس (الثلاثاء)، أن خالد عيد أحمد الجبوري، قُتل، الاثنين، في ضربة أحادية الجانب بشمال غربي سوريا، وأنه كان مسؤولاً عن التخطيط لهجمات (داعش) في أوروبا، وعن تطوير قيادة شبكة التنظيم.
وقال الجنرال مايكل كوريلا، قائد «القيادة المركزية الأميركية»: «لا يزال (داعش) قادراً على قيادة عمليات في المنطقة، مع رغبة بضرب مناطق خارج الشرق الأوسط». وأشار إلى أنه ليست هناك مؤشرات على وقوع إصابات بين المدنيين نتيجة للضربة. وجاء في البيان أن «مقتل خالد عيد أحمد الجبوري سيعطل، بصورة مؤقتة، قدرة التنظيم على التخطيط لشن هجمات خارجية».
وحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فقد استهدفت مسيرة أميركية، الجبوري، بينما كان يتحدث عبر الهاتف قرب منزله في ريف إدلب الشمالي، وذلك بعد 10 أيام من وصوله إلى المنطقة، وتعريفه عن نفسه بأنه سوري يتحدر من محافظة دير الزور (شرق).
وفي خبر أمني آخر، أعلن «جهاز الأمن الوطني»، اليوم (الأربعاء)، عن تمكُّنه من تحرير فتاتين اختُطِفتا في محافظة النجف، وإلقاء القبض على أحد الخاطفين خلال 48 ساعة. وقال الجهاز في بيان: «بناءً على معلومات دقيقة وجهد استخباري مكثف تمكنت مفارز جهاز الأمن الوطني في محافظة النجف من تحرير فتاتين مختطفتين، وإلقاء القبض على أحد الخاطفين، عقب 48 ساعة من ارتكابهم الجريمة». وأضاف: «تم تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين مديريتي أمن النجف وبغداد، ونصب كمين محكم استطاعت من خلاله مفارزنا تنفيذ عملية تحرير المختطفتَين بعد نقلهما إلى منطقة التاجي (شمال) بغداد».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.