مستشار روحاني ينتقد السياسة الإعلامية للحرس الثوري

ظريف يتهم الإعلام الأميركي بالسعي لتعكير أجواء مناخ الاتفاق النووي

صورة أرشيفية للرئيس الإيراني حسن روحاني يعرض الميزانية السنوية على البرلمان الإيراني نهاية 2014 (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية للرئيس الإيراني حسن روحاني يعرض الميزانية السنوية على البرلمان الإيراني نهاية 2014 (أ.ف.ب)
TT

مستشار روحاني ينتقد السياسة الإعلامية للحرس الثوري

صورة أرشيفية للرئيس الإيراني حسن روحاني يعرض الميزانية السنوية على البرلمان الإيراني نهاية 2014 (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية للرئيس الإيراني حسن روحاني يعرض الميزانية السنوية على البرلمان الإيراني نهاية 2014 (أ.ف.ب)

انتقد المستشار الثقافی للرئیس الإيراني حسام الدين آشنا السياسة الإعلامية المتبعة من قبل المؤسسات الإيرانية وقال: «مبالغ كبيرة تصرف باسم الميزانية الدفاعية على تأسيس وسائل إعلام باهظة الثمن، المهمة الأساسية لها قمع وسائل الإعلام الحقيقية في البلد، يجب أن نتساءل: لماذا الإعلام الحقيقي يعتبر معاديا وتخصص ميزانية البلد الدفاعية على قمع وسائل إعلامنا الحقيقية؟».
يشار إلى أن الحرس الثوري الإيراني يملك وسائل إعلام كثيرة وله الحصة الكبرى في الميزانية الدفاعية وتعتبر وكالات الأنباء التابعة للحرس الثوري مثل «فارس» و«تسنيم» وصحيفة «جوان» من أكثر وسائل الإعلام ميزانية وإثارة للجدل في الدفاع عن مواقف خامنئي والحرس الثوري والتهجم على الشخصيات الحكومية وجمعيات المجتمع المدني.
من جهته، هاجم وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف وسائل الإعلام الأميركية واتهمها بالسعي لتعكير مناخ التوافق النووي، ووصف ظريف تقريرا نشره موقع «بلومبرغ فیو» أفاد بأن نشاط إيراني «مريب» في موقع بارشين العسكري بـ«الادعاءات الواهية». وأوضح وزير الخارجية الإيراني في تصريح صحافي صباح السبت، أن النشاط الإيراني بـ«تشييد طريق جديد» بالقرب من بارشين.
ووعد ظريف بـ«إيضاح الأمر للرأي العام العالمي»، وقال: «الأميركيون تحدثوا بهذه الطريقة سابقا.. ادعاءاتهم الواهية ضجيج دعائي ضد التوافق النووي، قريبا تتضح الادعاءات الأميركية الواهية للجميع».
وشكك معهد بحثي أميركي بارز أول من أمس، في تفسير إيران للنشاط في موقع بارشين العسكري الذي ظهر في صور التقطتها الأقمار الصناعية، قائلا إن حركة المركبات ليس لها صلة - على ما يبدو - بأعمال طرق، حسب وكالة رويترز.
ويعتبر موقع بارشين العسكري المثير للجدل من المواقع النووية الحساسة التي وافقت إيران على دخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إليه وفق الاتفاق النووي في فيينا.
وعن دخول المفتشين كان علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة النووية، قد أعلن أنه لا يوجد اتفاق منفصل حول بارشين مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية: «لدينا تفاهم حول بارشين، ونعمل وفق التفاهم الذي اطلع عليه المجلس الأعلى للأمن القومي».
من جانبه، أعلن يوكيا أمانو بعد توافق فيينا على التوصل إلى «خريطة طريق» لحل الأبعاد العسكرية المحتملة في موقع بارشين الذي يشكل الدخول إليه «أولوية» للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومن المتوقع أن يقدم أمانو في منتصف التقييم النهائي لحل كل القضايا العالقة مع إيران.
وفي هذا السياق قال مصطفى بور محمدي وزير العدل الإيراني في حوار مع وكالة الأنباء الرسمية (أرنا) إن «من عجزوا عن منع التوافق النووی یریدون عرقلته، من الأربعاء الماضي بدأت عرقلة التوافق النووي»، معتبرا أن التوافق النووي سبب المسرة والفرح والرضا، لكن ذلك لا يدعو للبهجة واطمئنان البال.
وأضاف أنه «من الإنجاز الكبير الذي حققناه لم نحصل على كل ما نريد، يجب أن نسعى إلى منع العدو من الوصول الذي حققه في التوافق النووي».
من جهته، لاريجاني شدد على أهمية منشأة بارشين وقال إن «الحديث عن حركة في بارشين وإثارة الضجة حول نشاط داخل المنشأة، ليس صحيحا وقصة جديدة للتأثير على الاتفاق النووي»، متهما إسرائيل «الغاضبة» بأنها وراء التحرك الجديد.
من جانبه، دافع رئيس البرلمان الإيراني في افتتاح جلسة أمس عن التوافق النووي ووصفه بالإنجاز الكبير واعتبر القضية النووية من القضايا التي يندر حدوثها في تاريخ بلاده، مؤكدا أن بلاده «تابعت المفاوضات بجدية.. وفي جلسات متعددة ناقشنا لماذا نقبل مقترح المفاوضات الجديدة، المفاوضات حملت شيئا جديدا.. النظام أخذ جميع الجوانب بعين الاعتبار وفضلنا استمرار المفاوضات».
وأوضح لاريجاني أنه «يجب أن نعرف أن طريقنا بعد التوافق النووي طريق جديد، نواجه تحديات جديدة يجب علينا الإحاطة بجوانبها». وأضاف: «هذه أول مرة تعترف الدول العظمى في العالم بحق إيران في تخصيب اليورانيوم». وعن رفع العقوبات عن إيران قال: «الكثير من الوثائق تكتب على الورق لكنها عمليا لا تتقدم».
على صعيد آخر، أعلن حسين ذو الفقاري المساعد الأمني لوزير الداخلية الإيراني تشكيل «لجنة أمن الانتخاب» في وزارة الداخلية لرصد القضايا الأمنية ونشاط المجموعات المعارضة للنظام ومواقف التيارات السياسية في البلد، وما تؤكد عليه وسائل الإعلام الأجنبية في تغطية الانتخابات الإيرانية المقبلة.
وأضاف ذو الفقاري في حوار مع وكالة أنباء إيرنا المقربة من الإصلاحيين: «توجد اتجاهات في الفضاء المجازي، نرصدها حتى نعرف إلى أين تتجه، نتابع هذا المسار، وباكتشافها يمكن أن نقرر تدابير وخططا قبل الانتخابات حتى نفرض السيطرة ونمنع أي حركة من الممكن أن تزعزع الأمن في موعد الانتخابات».
ونوه بأن وزارة الداخلية تدرس حاليا مواطن الضعف وترصد التهديدات الأمنية الموجهة لانتخابات هذا العام في كل المحافظات الإيرانية لاتخاذ التدابير اللازمة وضمان أمن الانتخابات.
في غضون ذلك، هاجمت صحيفة «كيهان» الرسمية، أمس السبت، تشكيك هاشمي رفسنجاني بنزاهة وسلامة الانتخابات المقبلة في حواره الأخير مع موقع «المونيتور» الإخباري.
رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام قال لموقع «المونيتور»: «إذا كانت الانتخابات نزيهة فكل شيء جاهز حتى تصبح إيران نموذجا في العالم».
ومن جهته، نجات الله إبراهيميان المتحدث باسم مجلس صیانة الدستور هدد بمقاضاة هاشمي رفسنجاني بعد التشكيك بنزاهة الانتخابات، وصرح: «ادعاء التزوير في الانتخابات يعتبر من مصاديق الأعمال الإجرامية والإقدام على عمل إجرامي».
وفي غضون ذلك كشف موقع «راديو فردا» الأميركي أن إيران منحت طاقم أهم صحيفة يهودية أميركية «جوييش ديلي فوروارد» (Jewsih daily forward‬) تأشيرة الدخول إلى أراضيها لإعداد تقارير صحافية. وكانت وزارة الثقافة والإعلام الإيرانية أصدرت قبل أيام رخصة العمل لبعض وسائل الإعلام الأجنبية. وتعتبر صحيفة‬ «جوييش ديلي فوروارد» من الصحف التي حصلت على رخصة وزارة الثقافة والإعلام الإيرانية للنشاط في إيران. وحسب وزارة الثقافة والإعلام الإيرانية حصلت الصحيفة اليهودية على رخصة عمل لا تتجاوز ثلاثة أسابيع.
وحسب موقع «فردا» فإن الصحيفة لم تتخذ أي موقف صريح من التوافق النووي مع إيران، لكنها اعتبرت التوافق مهما لأمن اليهود ودعمت النقاش الجاد والعميق حول الملف النووي الإيراني. وصرحت جينز آيزنر رئيسة تحرير الصحيفة بأن تقارير الصحيفة التي استطلعت آراء الإيرانيين حول التوافق النووي، ستنشر في الأسبوع المقبل.



تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش»، وفق ما أفاد صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية».

يقف أفراد أمن «طالبان» في حراسة بينما يحضر الناس جنازة خليل الرحمن حقاني بمقاطعة غردا راوا في أفغانستان 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وقتل حقاني، الأربعاء، في مقر وزارته، حين فجّر انتحاري نفسه في أول عملية من نوعها تستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى السلطة عام 2021.

وشارك آلاف الرجال، يحمل عدد منهم أسلحة، في تشييعه بقرية شرنة، مسقط رأسه في منطقة جبلية بولاية باكتيا إلى جنوب العاصمة الأفغانية.

وجرى نشر قوات أمنية كثيرة في المنطقة، في ظل مشاركة عدد من مسؤولي «طالبان» في التشييع، وبينهم رئيس هيئة أركان القوات المسلحة، فصيح الدين فطرت، والمساعد السياسي في مكتب رئيس الوزراء، مولوي عبد الكبير، وفق فريق من صحافيي «وكالة الصحافة الفرنسية» في الموقع.

وقال هدية الله (22 عاماً) أحد سكان ولاية باكتيا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طالباً عدم كشف اسمه كاملاً: «إنها خسارة كبيرة لنا، للنظام وللأمة».

من جانبه ندّد بستان (53 عاماً) بقوله: «هجوم جبان».

أشخاص يحضرون جنازة خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين والعودة في نظام «طالبان» غير المعترف به دولياً العضو البارز في شبكة «حقاني» (إ.ب.أ)

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم، إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان، إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان»، وكذلك أقلية الهزارة الشيعية.

وخليل الرحمن حقاني، الذي كان خاضعاً لعقوبات أميركية وأممية، هو عمّ وزير الداخلية، واسع النفوذ سراج الدين حقاني. وهو شقيق جلال الدين حقاني، المؤسس الراحل لشبكة «حقاني»، التي تنسب إليها أعنف هجمات شهدتها أفغانستان خلال الفترة الممتدة ما بين سقوط حكم «طالبان»، إبان الغزو الأميركي عام 2001، وعودة الحركة إلى الحكم في 2021.