خبيرة تكشف حقيقة الفوائد الصحية لشاي الماتشا مقارنة بالشاي الأخضر

خبيرة تكشف حقيقة الفوائد الصحية لشاي الماتشا مقارنة بالشاي الأخضر
TT

خبيرة تكشف حقيقة الفوائد الصحية لشاي الماتشا مقارنة بالشاي الأخضر

خبيرة تكشف حقيقة الفوائد الصحية لشاي الماتشا مقارنة بالشاي الأخضر

على الرغم من أن شاي الماتشا والشاي الأخضر موجودان منذ قرون، إلا أن شعبية الأول ازدادت أخيرًا. حيث يزعم الكثيرون أن هذا الشاي له فائدة لصحتنا أكثر من الشاي الأخضر.
شاي الماتشا والشاي الأخضر يأتيان من نفس النبات «كاميليا سينينسيس»؛ إذ يتم إنتاج الشاي الأخضر (المعروف باسم سنشا) من الأوراق غير المخمرة لهذا النبات. ويتضمن شاي ماتشا (المعروف باسم تينشا) تظليل النبات من أشعة الشمس الأقل كثافة ثم حصاد الأوراق وتبخيرها وتجفيفها قبل طحنها وجعلها مسحوقا. لذلك، في حين يتم استهلاك الشاي الأخضر كأوراق مجففة، فإن شاي الماتشا ينطوي على استهلاك مسحوق الأوراق بالكامل؛ ما يعني أنه قد يوفر فائدة غذائية أكثر من كوب الشاي الأخضر العادي. ومع ذلك، فإن البحث في الماتشا قد بدأ للتو؛ وهذا يعني أنه لا يزال هناك الكثير لا نعرفه حتى الآن حول مدى فائدته الصحية، وذلك وفق ما نشر موقع «theconversation» العلمي المتخصص، نقلا عن الدكتورة جوستين روبرتس التي تعمل بجامعة أنجليا روسكين وأبحاث دانون نوتريشيا بمجال فسيولوجيا التغذية والمغذيات الوظيفية.

فوائد الشاي الأخضر

يعتقد أن الشاي الأخضر له العديد من الفوائد الصحية. وهذا بسبب بعض المركبات الموجودة فيه التي تسمى البوليفينول؛ والتي لها خصائص مضادة للأكسدة، ما يعني أن هذه المركبات قد تتفاعل مع جزيئات أخرى غير مستقرة يمكن أن تسبب تلفًا لخلايانا. فقد ارتبط البوليفينول الموجود في الشاي الأخضر بانخفاض طفيف بمستويات الكوليسترول وضغط الدم لدى البشر. علاوة على ذلك، تشير تحليلتان تلويتان إلى أن شرب الشاي الأخضر قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. فيما يُعتقد أن مركبات البوليفينول المحددة التي تسمى مضادات الاكسدة الموجودة في الشاي الأخضر قد تساهم في آثاره الوقائية.
وتشير دراسات أخرى إلى أن الشاي الأخضر قد يقلل من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان لأن الكاتيكين الذي يشتمل عليه قد يتداخل مع نمو الخلايا السرطانية.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر الشاي الأخضر أيضًا على عملية التمثيل الغذائي في الجسم على المدى القصير من خلال تعزيز قدرة الجسم على حرق الدهون أثناء التمرين إلى حد ما. فعلى المدى الطويل، قد يؤثر الشاي الأخضر على التغييرات في التعبير عن جينات معينة مرتبطة بحرق الدهون. وهذا قد يعني أن الاستهلاك المنتظم للشاي الأخضر قد يؤثر جزئيًا بشكل متواضع في قدرتنا على فقدان الدهون بمرور الوقت، خاصةً مع ممارسة الرياضة.

كيف يقاس شاي ماتشا؟

قد يحتوي كوب نموذجي من شاي ماتشا الأخضر على حوالى 70 مليغراما من مادة الكاتيكين؛ وهو ما يعادل ضعف كمية الشاي الأسود (على الرغم من أن العديد من العوامل، مثل درجة حرارة الماء ومدة تخمير الشاي يمكن أن تؤثر على ذلك). ومع ذلك، يمكن أن يحتوي شاي الماتشا على أكثر من ثلاثة أضعاف كمية الكاتيكين لكل حصة؛ حيث أفادت إحدى الدراسات بأن مادة الكاتيكين تزيد 137 مرة عن الشاي الأخضر العادي. وهذا يعني أن شاي الماتشا يحتوي على مضادات أكسدة أكثر من الشاي الآخر، ما قد يفسر فوائده لصحة القلب والأوعية الدموية والمناعة.
ولأننا تستهلك أوراق الشاي بأكملها، فقد تحتوي الماتشا على كميات أكثر فعالية من المكونات الطبيعية الأخرى؛ بما في ذلك الأحماض الأمينية مثل L-theanine. (في كل من الدراسات الحيوانية والبشرية ارتبط L-theanine في الماتشا بتقليل القلق والتوتر).

ماتشا والشاي الأخضر مشتقان من نفس النبات (آنايل/ شاترستوك)

يحتوي الماتشا أيضًا على مستويات أعلى من الكافيين من حيث الوزن؛ حوالى 20-40 ملغم لكل غرام؛ وهو ما يزيد بمقدار 2-4 مرات على تلك الموجودة في كمية معادلة من حبوب البن. وعلى هذا النحو، نظرت الدراسات الحديثة التي تبحث الماتشا في التأثيرات المشتركة لمحتوى الكاتشين والكافيين. وقد وجدت دراستان حديثتان تبحث في النساء أواخر العشرينات من العمر أن شرب شاي الماتشا أدى بشكل متواضع إلى تحسين كمية الدهون المحروقة أثناء المشي بنسبة تصل إلى 35 %.
كما ثبت أن الماتشا يعمل على تحسين اليقظة وصنع القرار والذاكرة والتركيز؛ وفق إحدى الدراسات حيث تم اعطاء المشاركين 4 غرامات من مسحوق الماتشا كمشروب أفضل في الاختبارات المعرفية التي تبحث في الانتباه ومعالجة المعلومات وردود الفعل والذاكرة مقارنة بأولئك الذين أعطوا دواءً وهميًا.
وتشير أبحاث أخرى أيضًا إلى أن عدة أكواب من الشاي الأخضر يوميًا قد تمنع التدهور المعرفي المرتبط بالعمر. قد يكون هذا جزئيًا مرتبطًا بتأثيرات L-theanine في الحد من الإجهاد، بالإضافة إلى كاتشين قوي يسمى epigallocatechin gallate أو EGCG وهو مرتفع بشكل خاص في الماتشا. لذا؛ في حين أنه من المحتمل أن يكون لشاي ماتشا فائدة معرفية مماثلة للشاي الأخضر، سيكون من المهم للدراسات المستقبلية أن تنظر في الماتشا بشكل أكثر تحديدًا.
جدير بالذكر، ان البحث في هذا المجال ما يزال حديثًا وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات؛ خاصة مع البالغين، من أجل فهم مدى فائدة الماتشا. ولكن إذا كنت ممن يحبون بدء يومهم بفنجان من الشاي أو القهوة، فقد ترغب في التفكير بالتبديل إلى شاي الماتشا؛ هذه ليست طريقة رائعة للحصول على الكافيين فحسب، بل قد تكون لها أيضًا فوائد أخرى للصحة. قد يكون ما بين 2-4 غرامات من الماتشا يوميًا (ما يعادل 2-4 أكواب) كافيًا للحصول على بعض هذه الفوائد المبلغ عنها بمرور الوقت.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق ما هو التفكير المُفرط

«كفأرٍ يركض على عجلة»... 15 عادة تؤدي للإفراط في التفكير

هل شعرت يوماً أن عقلك عبارة عن فأر يركض على عجلة، ولا يتوقف أبداً للراحة؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص نائم  (د.ب.أ)

نصائح للاستغراق في النوم خلال الليالي الحارة

يعد النوم الجيد أمراً ضرورياً للصحة العقلية والجسدية، ولكن عندما يكون الجو حاراً يمكن أن يتأثر نومنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الأدلة تزداد على أن الروائح قد تؤثر بشكل مباشر على الحالة المزاجية (رويترز)

باحثون يربطون بين حاسة الشم والاكتئاب... ما العلاقة؟

هناك ظاهرة أقل شهرة مرتبطة بالاكتئاب، وهي ضعف حاسة الشم، وفقاً لتقرير لموقع «سايكولوجي توداي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تمارين تساعدك على زيادة سعة الرئة

تمارين تساعدك على زيادة سعة الرئة

تلعب الرئة دوراً مهماً في صحة الجهاز التنفسي واللياقة البدنية بشكل عام، وتشير سعة الرئة إلى الحد الأقصى من كمية الهواء التي يمكن أن تحتويها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.