ليلة ساخنة بالأقصى جلبت مواجهات في الضفة وصواريخ من غزة

الأميركيون ووسطاء يضغطون لاستعادة الهدوء بسرعة

قوات أمن إسرائيلية خارج المسجد الأقصى (أ.ف.ب)
قوات أمن إسرائيلية خارج المسجد الأقصى (أ.ف.ب)
TT

ليلة ساخنة بالأقصى جلبت مواجهات في الضفة وصواريخ من غزة

قوات أمن إسرائيلية خارج المسجد الأقصى (أ.ف.ب)
قوات أمن إسرائيلية خارج المسجد الأقصى (أ.ف.ب)

تدخلت الولايات المتحدة الأميركية ومصر والأردن والأمم المتحدة، لاحتواء التصعيد الكبير، الذي بدأ، فجر الأربعاء، بمواجهات واسعة في المسجد الأقصى، بعدما اقتحمت الشرطة الإسرائيلية باحته، مستخدمة الرصاص والغاز والهراوات، واعتدت بالضرب المبرح على المعتكفين واعتقلتهم، قبل أن تندلع مواجهات واشتباكات أخرى في مناطق بالقدس والضفة الغربية، ثم يدخل قطاع غزة على الخط عبر صواريخ، ردّت عليها إسرائيل لاحقاً.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1643527737271808000?s=20
وقال مصدر مطّلع، لـ«الشرق الأوسط»، إن الأميركيين تدخلوا فوراً بشكل غير معهود عادة، واتصلوا بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومسؤولين فلسطينيين، وكانوا على تنسيق مع أطراف أخرى.
ووفق المصادر، طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل خفض التصعيد في الأقصى، وتجنب جرّ الوضع إلى حرب في قطاع غزة، كما طلبت من الفلسطينيين تخفيف التوتر، وخفض مستوى الأجواء المشحونة واللغة المستخدمة، وذلك في وقت ضغطت فيه مصر كذلك على الإسرائيليين والفصائل في قطاع غزة؛ من أجل وقف التصعيد.

وقالت المصادر إن سيلاً من الاتصالات؛ أميركية مصرية أردنية، وعبر المنسق الأممي لعملية السلام تور وينسلاند، لم تتوقف؛ من أجل استعادة الهدوء، قبل بدء عيد الفصح اليهودي؛ خشية من اندلاع موجة تصعيد جديدة لا يمكن السيطرة عليها.
وأكدت المصادر أن الفلسطينيين كان لديهم طلب واحد؛ وهو كفّ يد إسرائيل عن الأقصى، وهو طلب أردني كذلك، إذ عبّرت الأردن، للأطراف الشريكة في الاتصالات، عن غضبها الشديد من الاقتحام الإسرائيلي للأقصى، وطالبت بوقف هذه التصرفات قبل أي شيء.
وأكد مسؤول إسرائيلي هذه الاتصالات، وقال إن ضغوطاً مُورست على إسرائيل لوقف اقتحام الأقصى، وعلى حماس لوقف إطلاق الصواريخ، على الرغم من أن التقديرات في إسرائيل أن «الجهاد الإسلامي» تقف وراء ذلك.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية أن السفير الأميركي في إسرائيل توماس نايدس شارك في اتصالات التهدئة، وتواصل مع مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
كما أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لـ«منظمة التحرير الفلسطينية» حسين الشيخ، أن القيادة الفلسطينية تُجري اتصالات مكثفة مع عدد من دول العالم، لوقف العدوان الإسرائيلي على الأقصى.
ولم تتضح نتائج الاتصالات فوراً، لكن مسؤولاً إسرائيلياً قال إنه ما زال بالإمكان «لجم التصعيد».
وقالت مصادر إسرائيلية إنه جرى إرسال رسالة لحركة «حماس»، عبر الوسطاء، مفادها أن الهدوء سيقابله هدوء، والتصعيد تصعيد.
وجاء التصعيد الكبير في الضفة والقدس وقطاع غزة، بعد اعتداء وحشي من قِبل قوات الاحتلال على المصلّين في المسجد الأقصى، واعتقال المئات منهم، وإصابة العشرات.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1643544627885080576?s=20
وأظهرت لقطات فيديو كيف انهالت قوات الشرطة الخاصة على مصلّين داخل المسجد، بالضرب المبرح بالهراوات وأعقاب البنادق، ثم قيّدت المئات منهم واعتقلتهم، قبيل صلاة الفجر؛ في محاولة لإفراغ المسجد من المعتكفين، أمام المستوطنين الذين اقتحموه لاحقاً.
مشاهد الفيديو، التي بُثّت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وتضمنت استغاثات معتكفين؛ بينهم نساء، وتكبيرات، وأظهرت حالة من الخراب والتكسير والفوضى والدمار داخل المسجد، سرعان من أجّجت المشاعر في الضفة الغربية التي خرج متظاهرون فيها، في مسيرات، في حين هاجم مسلحون نقاطاً عسكرية، قبل أن يدخل قطاع غزة على الخط، ويطلق قذائف من هناك، في ليلة وصفها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي بأنها كانت متوترة جداً.

وقالت «هيئة شؤون الأسرى والمحررين» إن الشرطة اعتقلت حوالي 400 فلسطيني من داخل المسجد. وقال «الهلال الأحمر الفلسطيني» إنه تعامل مع عدد من الإصابات في المواجهات التي استمرت حتى الفجر.
وفي الوقت الذي حذّرت فيه الرئاسة الفلسطينية إسرائيل من تجاوز الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة؛ لأن ذلك سيؤدي إلى انفجار كبير، وسيشعل الحرائق في المنطقة، أطلق مسلحون عدة صواريخ من غزة تجاه مستوطنات الغلاف، فيما بدا أنه ذروة التصعيد.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان صحافي، إن 5 صواريخ «أُطلقت من قطاع غزة على المناطق الإسرائيلية، وجرى اعتراضها جميعاً بوساطة منظومة الدفاع الجوي».
لكن أحد الصواريخ تسبب في أضرار بجانب مصنع في سديروت.

وردّت طائرات حربية إسرائيلية بغارات على قطاع غزة، وهاجمت موقع تدريب، تابعاً لـ«كتائب عز الدين القسام (الجناح المسلح لحركة حماس)»، غرب مخيم النصيرات للاجئين، في وسط قطاع غزة، وموقعاً آخر جنوب غربي مدينة غزة، ثم تجدّد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، وردتّ إسرائيل مرة أخرى.
وجاءت الصواريخ من غزة، بعد تصريحين مقتضبين؛ الأول لرئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية، قال فيه إن ما يجري، الآن، في المسجد الأقصى المبارك جريمة غير مسبوقة، ولها ما بعدها، والثاني لأمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، قال فيه إن على الشعب الفلسطيني أن يكون حاضراً بكل مكوناته للمواجهة الحتمية في الأيام المقبلة.

وأكدت «حماس» لاحقاً أنها لن تسمح بتمرير المخططات في الأقصى، وستكون سيفاً للقدس، وأكدت «الجهاد» أن الصواريخ من غزة لم تكن سوى رسالة تحذير أولية للاحتلال.
لكن، مع صباح الأربعاء، وفي ذروة اتصالات التهدئة، اقتحم عشرات المستوطنين باحات الأقصى.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن المستوطنين اقتحموا المسجد على شكل مجموعات، تضم كل واحدة منها 50 مستوطناً، ونفّذوا جولات استفزازية في ساحات الحرم، وتلقّوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، وأدوا طقوساً تلمودية، في الجهة الشرقية من الساحات، وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروا المكان من جهة باب السلسلة.
جاء اقتحام المستوطنين بعد اقتحام ثان للشرطة أجبرت فيه من تبقّى من المصلّين والمعتكفين بعد صلاة الفجر، على مغادرته عنوة.
كل هذا التصعيد جاء قبل ساعات من بدء عيد الفصح اليهودي؛ وهو العيد الذي يبدأ اعتباراً من غروب شمس الأربعاء، ويسعى فيه المتطرفون إلى ذبح «قربان الفصح» داخل الأقصى، في خطوة إذا ما جرت، فمِن شأنها تأجيج الموقف أكثر.


مقالات ذات صلة

الرئاسة الفلسطينية: الاستفزازات الإسرائيلية في الأقصى تهدد بإشعال المنطقة

المشرق العربي الرئاسة الفلسطينية: الاستفزازات الإسرائيلية في الأقصى تهدد بإشعال المنطقة

الرئاسة الفلسطينية: الاستفزازات الإسرائيلية في الأقصى تهدد بإشعال المنطقة

أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس باقتحام مئات المستوطنين، صباح اليوم (الأحد)، المسجد الأقصى المبارك، من باب المغاربة، بحماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية في رابع أيام ما يسمى «عيد الفصح» اليهودي. ووفق وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) اليوم، «نشرت شرطة الاحتلال المئات من عناصرها ووحداتها الخاصة في ساحات الأقصى وعند أبوابه وفي البلدة القديمة، تمهيداً لتأمين اقتحامات المستوطنين». وقالت دائرة الأوقاف إن «500 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى منذ الصباح، على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوساً تلمودية في المنطقة الشرقية منه، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال». وأوضحت أن «ش

«الشرق الأوسط» (القدس)
المشرق العربي «صواريخ لبنان» تحوّل مسار جلسة أممية هدفها بحث الاعتداءات الإسرائيلية

«صواريخ لبنان» تحوّل مسار جلسة أممية هدفها بحث الاعتداءات الإسرائيلية

فرضت الهجمات الصاروخية التي أطلقت من قطاع غزة ومن جنوب لبنان في اتجاه إسرائيل نفسها بقوة على وقائع الجلسة الطارئة المغلقة التي عقدها أعضاء مجلس الأمن اليوم (الخميس)، والتي كانت مقررة لمناقشة الاعتداءات الإسرائيلية ضد المصلين في حرم المسجد الأقصى بالقدس، في وقت تصاعدت فيه التحذيرات الأممية من «الخطورة البالغة» للتطورات الراهنة على الاستقرار في المنطقة. وعقد أعضاء مجلس الأمن الجلسة الطارئة هذه بطلب من الإمارات العربية المتحدة والصين استجابة لدعوة من السلطة الفلسطينية والحكومة الأردنية لمناقشة الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة في حرم المسجد الأقصى داخل البلدة القديمة بالقدس.

علي بردى (واشنطن)
العالم باريس تدعو إلى «احترام الوضع القائم التاريخي للأماكن المقدسة في القدس»

باريس تدعو إلى «احترام الوضع القائم التاريخي للأماكن المقدسة في القدس»

دعت فرنسا، اليوم (الخميس)، إلى «احترام الوضع القائم التاريخي للأماكن المقدّسة في القدس»، بعد أعمال العنف التي وقعت في باحة الحرم القدسي. ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا ديلماس إنّ فرنسا تحضّ أيضاً «على الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يزيد العنف».

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي إصابة فتى فلسطيني برصاص مستوطن إسرائيلي في القدس

إصابة فتى فلسطيني برصاص مستوطن إسرائيلي في القدس

أصيب فتى فلسطيني من البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة ليل الأربعاء - الخميس برصاصة مستوطن في ذراعه، بحسب الشرطة الإسرائيلية وعائلة الفتى. ووفق ما أفاد به سامر غراب لوكالة «الصحافة الفرنسية»، فقد أصيب نجله خضر (15 عاما) برصاص مستوطن يسكن الحي نفسه في عقبة السرايا بالقدس القديمة. وقالت روان والدة خضر من مستشفى المقاصد لوكالة «الصحافة الفرنسية» إن «الأطباء يعملون على إيقاف النزف في ذراعه». وأكدت جمعية الهلال الأحمر بالقدس أن طواقمها «نقلت فتى (15 عاما) أصيب برصاصة حية في الذراع في البلدة القديمة إلى مستشفى المقاصد».

«الشرق الأوسط» (القدس)
المشرق العربي مستوطنون يقتحمون «الأقصى» والقوات الإسرائيلية تخرج المعتكفين منه

مستوطنون يقتحمون «الأقصى» والقوات الإسرائيلية تخرج المعتكفين منه

أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس باقتحام عشرات المستوطنين، صباح اليوم الأحد، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية، التي أخرجت المعتكفين عنوة من المسجد وأبعدت الشبان عن مسار الاقتحامات. وقالت دائرة الأوقاف، في بيان أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، إن «المستوطنين اقتحموا ساحات الأقصى على شكل مجموعات، ضمت كل واحدة 40 مستوطناً، وذلك بعد انتشار أعداد كبيرة من شرطة الاحتلال في ساحاته». وذكرت أن «المستوطنين نفذوا جولات استفزازية في ساحات الحرم، وتلقوا شروحات عن الهيكل المزعوم، وقاموا بتأدية طقوس تلمودية في الجهة الشرقية من الحرم وقبالة قبة

«الشرق الأوسط» (القدس)

استجابة فلسطينية لضبط السلاح داخل مخيمات لبنان

مدخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان (الوكالة الوطنية للإعلام)
مدخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

استجابة فلسطينية لضبط السلاح داخل مخيمات لبنان

مدخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان (الوكالة الوطنية للإعلام)
مدخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان (الوكالة الوطنية للإعلام)

بدأ العمل جدياً في لبنان على تنظيم السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، بعدما كان قد شدد رئيس الجمهورية العماد جوزيف عماد في خطاب القسم على ضرورة «تنظيم السلاح الفلسطيني داخل مخيمات لبنان»، وتشديده على «تحسين الوضع الإنساني للاجئين». وقد عقدت «لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني»، قبل ثلاثة أيام، اجتماعاً موسعا في السراي الحكومي للبحث في هذا الأمر، ضم الفصائل الفلسطينية كافة لإعلان «إقفال ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات بشكل كامل، ووضع أطر تنظيم السلاح داخل المخيمات، انسجاماً مع ما ورد في خطاب القسم لجهة بسط سيادة الدولة على أراضيها كافة».

وفي حين لم تتضح حتى الآن الآلية التي ستعتمدها الدولة اللبنانية لمصادرة أو تنظيم السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، أكد مصدر أمني لبناني، أن «السلاح الفلسطيني سيعالَج في إطار السياسة التي ترسمها الحكومة اللبنانية، وينفذها الجيش مع الأجهزة الأمنية، بالتعاون والتنسيق مع الفصائل الفلسطينية داخل المخيمات وعلى رأسها حركة (فتح) الممثل الرسمي للشعب الفلسطيني، وهناك تفهّم كامل من الجانب الفلسطيني». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «ضبط السلاح الفلسطيني هو محطة في مسار تسليم كلّ السلاح غير الشرعي للدولة اللبنانية، فلا ذريعة بعد اليوم لبقائه بيد أي تنظيم». وقال: «إذا كان قرار حصر السلاح بيد الشرعية اللبنانية سيشمل في المرحلة المقبلة التنظيمات اللبنانية، فمن باب أولى أن ينسحب على السلاح الفلسطيني وقد يبدأ به، وهذا سيكون من ضمن استراتيجية تضعها الدولة التي ستأخذ طريقها إلى التنفيذ».

ولأول مرّة يلقى الموقف الرسمي الصادر عن رأس الدولة اللبنانية، استجابة فلسطينية سريعة، واستعداداً للتعاون مع لبنان لوضع حدّ لتفلّت هذا السلاح، وأعلن عضو المجلس الوطني والمركزي الفلسطيني هيثم زعيتر، أن منظمة التحرير الفلسطينية «تقرّ بأن المخيمات الفلسطينية هي جزء من الأراضي اللبنانية، وبالتالي تقع تحت سلطة الدولة اللبنانية وقوانينها». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك تعاوناً تاماً ما بين الأجهزة الأمنية اللبنانية ومنظمة التحرير داخل المخيمات، التي سلّمت عدداً من المطلوبين الفلسطينيين واللبنانيين ومن جنسيات الأخرى لجأوا إلى المخيمات لمحاكمتهم على الجرائم التي ارتكبوها»، مشيراً إلى أن «منظمة التحرير هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات».

وقال زعيتر إن «السلاح الفلسطيني في لبنان ينقسم شقين، سلاح خارج المخيمات لا يُعدّ سلاحاً فلسطينياً، هو تابع للجبهة الشعبية - القيادة العامة، وحركة (فتح الانتفاضة) اللتين سارعتا إلى تسليم سلاحهما ومواقعهما العسكرية في البقاع والناعمة (جنوب بيروت) فور سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أما السلاح داخل المخيمات فهو سلاح فردي، أما السلاح الثقيل فأدخل إلى المخيمات بمراحل سابقة، وكانت غايته النيل من منظمة التحرير التي تمثّل مركزية القضية الفلسطينية»، مذكراً بأن الرئيس (الفلسطيني) محمود عباس «دائماً ما يؤكد على التنسيق مع الجانب اللبناني لضبط هذا السلاح».

وجدَّد الرئيس جوزيف عون في خطاب القسم، التزامه بـ«مبدأ عدم توطين الفلسطينيين في لبنان؛ حفاظاً على حق العودة، والتأكيد على فرض سلطة الدولة اللبنانية على جميع المخيمات الفلسطينية». وتمنّى هيثم زعيتر ألّا «يقف الأمر عند ضبط السلاح، بل أن يشمل الجانب الإنساني للشعب الفلسطيني». وقال: «الرئيس جوزيف عون وعى باكراً عدالة القضية الفلسطينية، ومنذ أن وصل إلى قيادة الجيش (عام 2017) ترسخت العلاقة الوطيدة معه لضبط الأمن والتنسيق لحفظ أمن المخيمات، وفي خطاب القسم لمسنا إيجابية كبيرة من خلال حديثه عن عدالة القضية الفلسطينية ورفض التوطين وحقّ العودة، وليس من الزاوية الأمنية فقط».

اجتماع لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني في السراي الحكومي (لجنة الحوار)

وكانت لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني عقدت اجتماعاً موسعاً في السراي الحكومي، ضم الفصائل الفلسطينية كافة لإعلان إقفال ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات بشكل كامل، وذلك في سياق ما ورد في خطاب قسم الرئيس جوزيف عون حول تطبيق سيادة الدولة اللبنانية على كل أراضيها. وأكد رئيس اللجنة الدكتور باسل الحسن الذي ترأس الاجتماع، على «إقفال ملف السلاح خارج المخيمات والملف الحقوقي المُلحّ».