نوهت البعثة الأممية في ليبيا بأنه على الرغم من «الجهود المضنية التي بذلها الشركاء في برامج مكافحة الألغام على مدار العقد الماضي، فإن أكثر من 15 مليون متر مربع لا تزال ملوَّثة بالذخائر المتفجرة في أنحاء ليبيا جميعاً». بينما اعتبر عبد الله باتيلي، المبعوث الأممي إلى ليبيا، «الجهود التي تندرج تحت إجراءات مكافحة الألغام عنصراً أساسياً في رحلة البلاد نحو السلام والاستقرار»، مشيراً إلى أنها «تضاف إلى الإصلاحات في قطاع الأمن، الهادفة إلى معالجة انتشار الذخائر المتفجرة وانتشار الأسلحة».
وقال باتيلي في بيان للبعثة الأممية أمس، بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام والمساعدة على مكافحتها، إن «التهديد الذي يتعرض له المواطنون الليبيون يقوّض الاستقرار والحق في الحياة دون خوف».
وخلال شهر مارس (آذار) الماضي، أعدمت رئاسة أركان القوات التابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، 16 طناً من مخلفات الحرب في مناطق العقربية بعين زارة، وغريان ووادي ميمون ببني وليد، بالإضافة إلى منطقة بئر الغنم جنوب غربي طرابلس.
وتطرقت البعثة إلى «الاستخدام العشوائي للأسلحة في المناطق الآهلة بالمدنيين خلال النزاعات الأخيرة»، ما يعني أن «المناطق الحضرية لم تعد مستثناة من انتشار المتفجرات من مخلفات الحرب»، ورأت أن مخلفات النزاع هذه «تعوق الوصول الآمن إلى التعليم والرعاية الصحية والتنمية، وتتسبب في القتل أو الإصابة بعد فترة طويلة من توقف القتال، مما يشكل تهديداً يومياً للحياة وسبل العيش».
وعانت مناطق عدة في ليبيا، مثل جنوب طرابلس وسرت وبنغازي، من الألغام الأرضية التي حصدت مئات الأرواح خلال السنوات الماضية، وخلفت جيلاً من «مبتوري الساق». ولا زالت هناك عائلات ليبية بمناطق غرب ليبيا نازحة خارج منازلها، بسبب خوفها من التفخيخ بالألغام الأرضية، خصوصاً بعد أن دفع بعض العائدين حياتهم ثمناً لدخول منازلهم قبل تطهيرها من فرق الهندسة الفنية.
ويحيي العالم المناسبة هذا العام تحت شعار «لا يمكن تأخير الإجراءات المتعلقة بالألغام»، وهو شعار ينطبق تماماً على السياق الليبي، وفقاً للبعثة، التي تذكرت مقتل 19 شخصاً خلال سنة 2022 بسبب المتفجرات من مخلفات الحرب في البلاد، كما نوهت بسقوط 14 طفلاً ضحايا للمتفجرات والألغام.
ويعمل برنامج الإجراءات المتعلقة بالألغام، التابع لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مع المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام ومخلفات الحروب، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وشركاء آخرين في مجال مكافحة الألغام، على إزالة هذه المواد المهدِّدة للحياة من المدارس والمنازل والأراضي الزراعية والمستشفيات، وعلى حماية الليبيين من خلال زيادة الوعي بتهديد الذخائر المتفجرة. وخضع أفراد تابعون لإدارة الهندسة العسكرية بغرب ليبيا إلى دورات تدريبية في مجال «إزالة مخلفات الحروب والألغام والمفخخات المبتكرة» تحت إشراف بعثة التدريب التركية.
وخلال عام 2022، أزال الشركاء في ليبيا 27400 ذخيرة متفجرة في طرابلس ومصراتة وبنغازي وسرت. وترى البعثة أنه «ما زالت هناك حاجة للقيام بالمزيد، ومضاعفة الجهود من أجل وضع ليبيا على درب مستقبل أكثر أماناً، وخالٍ من مخاطر المتفجرات». وقالت البعثة إنها «تعتزم الانضمام للمركز الليبي لمكافحة الألغام ومخلفات الحروب في الاحتفال رسمياً باليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام والمساعدة على مكافحتها، الذي سينظم في الثاني من مايو (أيار) 2023».
ومن وقت إلى آخر، تعلن الأجهزة المختصة بغرب ليبيا جمع أطنان من مخلفات الحرب بمحيط جنوب العاصمة طرابلس. وسبق لوزارة الداخلية التابعة لحكومة عبد الحميد الدبيبة الإعلان تجميع 62 قذيفة هاون، و35 من مخلفات الحروب، بالإضافة إلى 23 قذيفة 155 ملليمتراً، و9 قذائف صواريخ راجمة، و13 صاروخ «سي» راجم.
البعثة الأممية: أكثر من 15 مليون متر مربع من أراضي ليبيا ملغومة
البعثة الأممية: أكثر من 15 مليون متر مربع من أراضي ليبيا ملغومة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة