شرب الحوامل من ماء الصنبور قد يصيب أطفالهن بالتوحد

يوجد الليثيوم في مياه الصنبور بنسب متفاوتة (رويترز)
يوجد الليثيوم في مياه الصنبور بنسب متفاوتة (رويترز)
TT

شرب الحوامل من ماء الصنبور قد يصيب أطفالهن بالتوحد

يوجد الليثيوم في مياه الصنبور بنسب متفاوتة (رويترز)
يوجد الليثيوم في مياه الصنبور بنسب متفاوتة (رويترز)

وجدت دراسة جديدة أن شرب النساء ماء الصنبور الملوث بمستويات عالية من الليثيوم أثناء الحمل قد يزيد من خطر إنجاب طفل مصاب بالتوحد.
والليثيوم هو معدن طبيعي موجود في الأرض ويتم تعدينه بشكل مكثف، لأنه مكون رئيسي في أكثر أنواع البطاريات شيوعاً، التي تستخدم في كل شيء من الهواتف إلى أدوات الحفر والطائرات من دون طيار.
ويوجد الليثيوم في مياه الصنبور بنسب متفاوتة، حسب المنطقة التي يعيش فيها الأشخاص.
وهذا المعدن معروف أيضاً بخصائصه الطبية، وهو وصفة طبية شائعة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الصحة العقلية المختلفة، بما في ذلك الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب.
ولقد وجدت الدراسات مؤخراً أن الليثيوم في مياه الشرب قد تكون له فوائد للصحة العقلية، وقد يكون مرتبطاً بتقليل مخاطر الانتحار.
ومع ذلك، كان هناك جدل منذ فترة طويلة حول آثاره الجانبية السلبية، خصوصاً بالنسبة للنساء الحوامل.

ووفقاً لصحيفة «التلغراف» البريطانية، فقد أجريت الدراسة الجديدة على 8842 طفلاً دنماركياً مصاباً بالتوحد ولدوا بين عامي 2000 و2013، وأكثر من 43 ألف طفل غير مصاب بالمرض، ولدوا في نفس المكان والزمان.
ووجد العلماء أن عيش الحوامل في منطقة بها مستويات عالية من الليثيوم في مياه الشرب يزيد من احتمالية إصابة أطفالهن بالتوحد بنسبة 46 في المائة، مقارنة بالأمهات الحوامل المعرضات عند مستويات منخفضة.
وكتب الباحثون في دراستهم المنشورة بمجلة «JAMA Pediatrics»: «تشير هذه الدراسة إلى أن الليثيوم الموجود بشكل طبيعي في مياه الشرب قد يكون عامل خطر بيئياً جديداً لتطور اضطراب طيف التوحد».
ويحذر المؤلف الرئيسي للدراسة البروفسور بيت ريتز، وهو طبيب أعصاب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، من أنه «في المستقبل، قد ينتشر الليثيوم في الماء على نطاق أوسع بكثير من انتشاره في الوقت الحالي، بسبب زيادة استخدام بطاريات الليثيوم والتخلص منها في مدافن النفايات مع احتمال تلوث المياه الجوفية».
يذكر أنه تم ربط عدة عوامل مختلفة بخطر التوحد سابقاً، بما في ذلك تلوث الهواء ومبيدات الآفات والمواد الكيميائية التي تسمى الفثالات، والتي تستخدم في الصناعات البلاستيكية وصناعة الطلاء.


مقالات ذات صلة

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

الخليج الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

اتفقت تركيا وسلطنة عمان على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون فيما بينهما وأكدتا دعمهما لأي مبادرات لوقف إطلاق النار في غزة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
صحتك ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد (أ.ف.ب)

لعبة شائعة في كرة القدم قد تسبب تلفاً بالدماغ

وفقاً لدراسة جديدة، فإن ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يشكل النوم أهمية مركزية للصحة العامة ومستوى رفاهية الإنسان (جامعة ولاية أوريغون)

تغيير وقت الذهاب إلى الفراش كل ليلة يؤثر على صحتك

أشارت دراسة جديدة إلى وجود صلة قوية بين عدم الذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه كل ليلة وخطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ارتفاع ضغط الدم يشكّل تحدياً للصحة (رويترز)

6 أشياء يقول أطباء السكتة الدماغية إنه لا يجب عليك فعلها أبداً

تعدّ السكتات الدماغية أحد الأسباب الرئيسة للوفاة، والسبب الرئيس للإعاقة في أميركا، وفقاً لـ«جمعية السكتات الدماغية الأميركية»، وهو ما يدعو للقلق، خصوصاً أن…

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا (د.ب.أ)

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرهما من الفيروسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.