«توماسز».. أطباق وسط تصاميم «بيربيري» ورائحة جلدها الفواحة

دار الأزياء البريطانية تكرم مؤسسها وتفتح مقهى باسمه في لندن

مدخل مقهى «توماسز» الواقع في متجر بيربيري في لندن، جميع المكونات من مزارع بريطانية محلية، البوتيك داخل المقهى وتبدو فيه ماكينة طبع الأحرف الأولى من الاسم المخصصة للهدايا، طبق الكركند مع صلصة الزبدة والليمون
مدخل مقهى «توماسز» الواقع في متجر بيربيري في لندن، جميع المكونات من مزارع بريطانية محلية، البوتيك داخل المقهى وتبدو فيه ماكينة طبع الأحرف الأولى من الاسم المخصصة للهدايا، طبق الكركند مع صلصة الزبدة والليمون
TT

«توماسز».. أطباق وسط تصاميم «بيربيري» ورائحة جلدها الفواحة

مدخل مقهى «توماسز» الواقع في متجر بيربيري في لندن، جميع المكونات من مزارع بريطانية محلية، البوتيك داخل المقهى وتبدو فيه ماكينة طبع الأحرف الأولى من الاسم المخصصة للهدايا، طبق الكركند مع صلصة الزبدة والليمون
مدخل مقهى «توماسز» الواقع في متجر بيربيري في لندن، جميع المكونات من مزارع بريطانية محلية، البوتيك داخل المقهى وتبدو فيه ماكينة طبع الأحرف الأولى من الاسم المخصصة للهدايا، طبق الكركند مع صلصة الزبدة والليمون

عندما افتتح توماس «بيربيري» الخياط البريطاني الشاب ابن الـ21 عاما محله الصغير في شارع وينتشستر في منطقة بايزينغستوك التي تبعد 77 كلم عن لندن لم يكن يعلم بأن تصميماته ستغزو العالم بأسره وستكون فخر الصناعة البريطانية لتتوسع وتبقى على مدى أكثر من 150 عاما من أهم دور الأزياء في العالم. وما لم يعرفه توماس بيربيري أن اسمه الأول سيطلق على أول مقهى تابع للدار في المتجر الكبير في شارع «ريجنت» في وسط لندن، وكأن الدار لم تكتف بنجاحها منقطع النظير في عالم تصميم الملبوسات والجلديات والحقائب حتى تحولت إلى عالم الأكل والأطايب بقالب عصري لا يخلو من اللمسات الجميلة والمميزة.

* تفاصيل المقهى
* مقهى «توماسز» (Thomas’s) افتتحت الشهر الماضي وهي تحتل طابقين من المتجر العملاق الذي يعتبر من أكبر وأجمل المتاجر في لندن، ويمكن الدخول إليها من الطابق السفلي المقابل لشارع «ساكفيل» أو من المدخل الرئيسي للمتجر عند شارع «ريجنت»، وفي كلتا الحالتين سيقابلك السلم الحلزوني المصنوع من الحديد الصلب الأسود، بمجرد دخولك إلى المتجر تشعر بالعظمة والأبهة والأهمية، موظف استقبال يفتح الباب ويستقبلك بابتسامة عريضة، وتحتار حينها إلى أي ركن تنظر؟ إلى أرضية الرخام الأبيض المزين بمربعات من الرخام الأسود أم إلى السقوفية العالية والفوانيس العملاقة السوداء التي تتدلى منها؟ أو إلى البوتيك الجديد المخصص لبيع الهدايا؟ ولكن أول ما يطالعاك لحظة دخولك إلى المقهى هو رائحة الرقي، فإذا كانت له رائحة فهي رائحة الجلد الطبيعي ومشهد العلب المنمقة المخصصة لتوضيب الهدايا التي اعتمدت «بيربيري» إلى عرضها في المقهى الذي يضم زاوية لبيع أدوات المنزل مثل البطانيات والمدونات الجلدية الشخصية والأغطية المصنوعة من الكشمير الخالص وحتى المقصات المصنوعة في منطقة شيفيليد الإنجليزية والشموع التي تعبق برائحة الورد وروائح خشب الصندل والأرز. كل هذا ولم نصل بعد إلى صلب المقهى وهو الطعام.
المكان يتمتع بشبابيك كبيرة مطلة على الطريق العام مما يضفي نوعا من الانشراح، وتتوزع الطاولات الصغيرة حول بار يمكن الجلوس عليه، وعلى الطاولة لائحة طعام، بمجرد النظر إليها تعرف بأنك في متجر «بيربيري»، فالشعار الذهبي واضح عليها وعلى الصحون واسم «توماس» محفور على الشوك والسكاكين، عناية فائقة وانتباه كبير للتفاصيل والتصميم، كيف لا و«بيربيري» هي بمثابة تاريخ عريق في عالم الدقة والتصميم وكل ما هو جميل.
لائحة الطعام واضحة وتقدم المأكولات طيلة النهار، تقدم الفطور والغداء والشاي الإنجليزي والعشاء حيث يقفل المحل عند الساعة العاشرة مساء.
ولكن من أهم ما يقدم هو الكركند بصلصة الزبدة والكزبرة والليمون، إلى جانب البطاطس المقلية، وهنا تجدر الإشارة بأنها من ألذ ما يمكن أن تتذوقه من بطاطس مقلية لدرجة أننا لم نتكتف بطبق واحد فوضعنا مسألة السعرات الحرارية إلى جنب وطلبنا طبقا إضافيا، ويقدم الخبز في كيس من الخيش وهذه الطريقة مقصودة لأن مقهى «توماسز» تسعى إلى تقديم كل ما هو طبيعي، حيث يتم التعاقد مع مزارع بريطانية محلية لجلب جميع المكونات. وبعد الكركند كان قد جاء دور الحلوى، وبما أن «بيربيري» هي شعار إنجليزي أصيل فلا بد أن يكون الشاي وما يرافقه من سكريات على القائمة وحاضرا ليزين الطاولة بطلته البهية، فكانت النتيجة تشكيلة من الساندويتشات الصحية، بعضها مصنوع من الخبز الأسمر بالإضافة إلى قطع من الحلوى الجملية من دون أن ننسى قطع «السكونز» التقليدية التي تقدم مع القشدة والمربى.

* عناية في التفاصيل
* العناية بالتفاصيل لا تنتهي، فعندما أتى النادل بإبريق الشاي الزجاجي، وضع بجانبه ساعة تعمل بالرمل، وأشار إلى أنه يجب تناول الشاي عندما تشير الساعة إلى نزول كمية الرمل بالكامل إلى أسفل الساعة وهكذا حصل، فلم نجرؤ على تناول الشاي إلا بعدما أشارت الساعة التقليدية إلى ذلك وكانت النتيجة رائعة حتما.
وأثناء تناولك الشاي تنبعث الروائح من كل الزوايا، فتشعر بنوع من الحشرية لمعرفة ما يقوم به شخص يرتدي الأبيض والأسود في إحدى زوايا المحل، فتبرع هذا الأخير بخبرته وسأل: هل تودون التعرف على القطع الفريدة هنا؟ وكان الجواب بالتأكيد: «نعم»، فأخذ بنا في رحلة قصيرة عرفنا خلالها على ماكينة كتب عليها Monogramming ومهمتها تحويل القطع في المحل إلى قطع شخصية جدا تحمل الأحرف الأولى من اسم صاحب الحظ الذي سيحصل عليها، وأشار الشاب المسؤول إلى عمل هذه الماكينة مؤكدا أن هذه الخدمة ليست موجودة إلا في هذا المتجر ولا يمكن أن تجدها في أي فرع لمحلات «بيربيري» في أي مدينة حول العالم، كما أن هناك ماكينة أخرى تحول بطاقات المعايدة إلى مسألة شخصية أيضا، فعند شراء هدية لأحدهم يمكنك طبع العبارة التي تريدها على البطاقة المرافقة للهدية، والأهم من هذا كله هو أن هذه الخدمة مجانية عند شرائك محفظة أو أي قطعة جلدية أخرى.
كما يقدم المحل خدمة نسج الأحرف الأولى على الشالات والبطانيات مقابل مبلغ 75 جنيها إسترلينيا (نحو 100 دولار أميركي) والمهم هو أنه في الوقت الذي تقوم به بطلب وتناول الطعام في المقهى تكون القطع قد أصبحت جاهزة (الخدمة لا تستغرق أكثر من ساعة من الزمن) ويمكن أن تختار العلبة التي تريدها وحتى الشريط الذي تفضله.
ويقول كريستوفر بايلي المصمم والرئيس التنفيذي لـ«بيربيري»، إن الهدف من افتتاح المقهى هو خلق واحة، حيث يستطيع الزبائن تمضية أوقات مريحة، يستطيعون من خلالها التمتع بعالم «بيربيري» في إطار اجتماعي.
مشوار «توماسز» لا يزال في بدايته، ولكنه ليس سوى تتمة رائعة لدار رائدة، كل مفرداتها جميلة ومفعمة بالتصميم الراقي الإنجليزي.

سعر الكركند الكامل مع السلطة (45 جنيها إسترلينيا)، سعر الشاي الإنجليزي للشخص الواحد (32 جنيها إسترلينيا). للمزيد من التفاصيل:
www.burberry.com



«ألذ»... أكل بيت مصري في مطعم

فطور مصري (إنستغرام)
فطور مصري (إنستغرام)
TT

«ألذ»... أكل بيت مصري في مطعم

فطور مصري (إنستغرام)
فطور مصري (إنستغرام)

ألذ الأطباق هي تلك التي تذكرك بمذاق الأكل المنزلي، فهناك إجماع على أن النَفَس في الطهي بالمنزل يزيد من نكهة الطبق لعدة أسباب؛ على رأسها الشغف والحب والسخاء.

شوربة الفطر (الشرق الأوسط)

ألذ الأطباق المصرية تجدها في «ألذ» المطعم المصري الجديد الذي فتح أبوابه أمام الذواقة العرب والأجانب في منطقة «تشيزيك» غرب لندن.

نمط المطعم يمزج ما بين المطعم والمقهى، عندما تدخله سيكون التمثال الفرعوني والكراسي الملكية بالنقوش والتصاميم الفرعونية بانتظارك، والأهم ابتسامة عبير عبد الغني، الطاهية والشريكة في المشروع، وهي تستقبلك بحفاوة ودفء الشعب المصري.

شوربة العدس مع الخضراوات (الشرق الأوسط)

على طاولة ليست بعيدة من الركن الذي جلسنا فيه كانت تجلس عائلة عبير، وهذا المشهد يشوقك لتذوق الطعام من يد أمهم التي قدمت لنا لائحة الطعام، وبدت علامات الفخر واضحة على وجهها في كل مرة سألناها عن طبق تقليدي ما.

لحم الضأن مع الأرز المصري (الشرق الأوسط)

المميز في المطعم بساطته وتركيزه على الأكل التقليدي وكل ما فيه يذكرك بمصر، شاشة عملاقة تشاهد عليها فيديوهات لعالم الآثار والمؤرخ المصري زاهي حواس الذي يعدُّ من بين أحد أبرز الشخصيات في مجال علم المصريات والآثار على مستوى العالم، وهناك واجهة مخصصة لعرض الحلوى المصرية وجلسات مريحة وصوت «كوب الشرق» أم كلثوم يصدح في أرجاء المطعم فتنسى للحظة أنك بمنطقة «تشيزيك» بلندن، وتظن لوهلة أنك في مقهى مصري شهير في قلب «أم الدنيا».

كبدة إسكندراني (الشرق الأوسط)

مهرجان الطعام بدأ بشوربة العدس وشوربة «لسان العصفور» وشوربة «الفطر»، وهنا لا يمكن أن نتخطى شوربة العدس دون شرح مذاقها الرائع، وقالت عبير: «هذا الطبق من بين أشهر الأطباق في المطعم، وأضيف على الوصفة لمساتي الخاصة وأضع كثيراً من الخضراوات الأخرى إلى جانب العدس لتعطيها قواماً متجانساً ونكهة إضافية». تقدم الشوربة مع الخبز المقرمش والليمون، المذاق هو فعلاً «تحفة» كما يقول إخواننا المصريون.

الممبار مع الكبة وكفتة الأرز والبطاطس (الشرق الأوسط)

وبعدها جاء دور الممبار (نقانق على الطريقة المصرية) والكبة والـ«سمبوسة» و«كفتة الأرز» كلها لذيذة، ولكن الألذ هو طبق المحاشي على الطريقة المصرية، وهو عبارة عن تشكيلة من محشي الباذنجان، والكرنب والكوسة والفليفلة وورق العنب أو الـ«دولما»، ميزتها نكهة البهارات التي استخدمت بمعيار معتدل جداً.

محشي الباذنجان والكرنب وورق العنب (الشرق الأوسط)

أما الملوخية، فحدث ولا حرج، فهي فعلاً لذيذة وتقدم مع الأرز الأبيض. ولا يمكن أن تزور مطعماً مصرياً دون أن تتذوق طبق الكشري، وبعدها جربنا لحم الضأن بالصلصة والأرز، ومسقعة الباذنجان التي تقدم في طبق من الفخار تطبخ فيه.

الملوخية على الطريقة المصرية (الشرق الأوسط)

وبعد كل هذه الأطباق اللذيذة كان لا بد من ترك مساحة لـ«أم علي»، فهي فعلاً تستحق السعرات الحرارية التي فيها، إنها لذيذة جداً وأنصح بتذوقها.

لائحة الحلويات طويلة، ولكننا اكتفينا بالطبق المذكور والأرز بالحليب.

أم علي وأرز بالحليب (الشرق الأوسط)

يقدم «ألذ» أيضاً العصير الطبيعي وجربنا عصير المانجو والليمونادة مع النعناع. ويفتح المطعم أبوابه صباحاً ليقدم الفطور المصري، وهو تشكيلة من الأطباق التقليدية التي يتناولها المصريون في الصباح مثل البيض والجبن والفول، مع كأس من الشاي على الطريقة المصرية.

المعروف عن المطبخ المصري أنه غني بالأطباق التي تعكس التراث الثقافي والحضاري لمصر، وهذا ما استطاع مطعم «ألذ» تحقيقه، فهو مزج بين البساطة والمكونات الطبيعية واستخدم المكونات المحلية مثل البقوليات والأرز المصري.

كشري «ألذ» (الشرق الأوسط)

وعن زبائن المطعم تقول عبير إن الغالبية منهم أجانب بحكم جغرافية المنطقة، ولكنهم يواظبون على الزيارة وتذوق الأطباق المصرية التقليدية، وتضيف أن الملوخية والكشري وشوربة العدس من بين الأطباق المحببة لديهم.

وتضيف عبير أن المطعم يقدّم خدمة التوصيل إلى المكاتب والبيوت، كما يقوم بتنظيم حفلات الطعام على طريقة الـCatering للشركات والحفلات العائلية والمناسبات كافة.