التمر في وصفات الحلوى... وحتى المعكرونة

رفيق مائدة رمضان الدائم

دمج التمر في أطباق مالحة
دمج التمر في أطباق مالحة
TT
20

التمر في وصفات الحلوى... وحتى المعكرونة

دمج التمر في أطباق مالحة
دمج التمر في أطباق مالحة

بات للتمر مكانة خاصة في وصفات الطهي، و«ترِكات» الشيفات؛ إذ أصبح من مكونات أطباق عديدة، في العالم العربي، وسط حرص بعض الطهاة على تقديم تنوع بين المطبخين المصري والأوروبي.
تقدم الشيف هالة فهمي، تنوعاً ما بين المشروبات والمأكولات، التقليدية والجديدة، ومنها كيك التمر باللبن والموز والعسل الأسود والليمون، والآيسكريم بالتمر والفانيليا وعسل النحل، والعجوة بماء الورد والسمسم المحمص. كما تقدم طريقة البن المحوج بالبلح والقرفة والحبهان والقرنفل، إضافة إلى المشروب التقليدي للتمر مع الزبيب.

الشيف مي أمين تقدم وصفات متعددة للتمر في رمضان (مدونة «أكلات زيزي»)

وتقول الشيف هالة لـ«الشرق الأوسط»: «التمر مفيد للغاية، وخصوصاً في شهر رمضان؛ لاحتوائه على نسبة عالية من السكر والفيتامينات والمعادن، مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم، وكذلك يعد مصدراً للألياف والكربوهيدرات»، وتلفت إلى أنه «يمنح الجسد ما يحتاج إليه من طاقة وفائدة».
أما الشيف راندة المصري، التي تقدم أطباقاً من المطبخ الأوروبي تعلمتها من والدتها النمساوية، فإنها تحرص على إضافة التمر إلى كثير مما تقدمه، ودمجه في الحلوى بشكل خاص ومنها «الكريست شتولن» المخلوطة بالتمر والشوكولاتة وعين الجمل والزبيب مع توابل الشتولن. تقول لـ«الشرق الأوسط»: «يعتقد كثير من المصريين أن التمر يقتصر استخدامه على تناوله بشكل منفرد أو ذائب في الماء أو اللبن، في حين أنه من المكونات الرائعة المرنة التي تسمح بتطويعه في أكلات مختلفة، كما أنه يسمح بالدمج بين المطابخ المختلفة من دون عناء، سواء في أطباق مالحة أو حلوة».

تمر محشو بالمكسرات

أما الشيف مي أمين، فتكثر من إضافة التمر أيضاً إلى وصفات متنوعة، مثل الأرز البسمتي بالتمر وبذور الرمان والفستق والأعشاب كطبق جانبي لذيذ مع اللحم الضأن بالتوابل، ومن الأطباق المدهشة سلطة التمر مع اللفت والأفوكادو والكرنب والجوز الصنوبر وجبن البارميزان وخل الليمون، وذلك مع إضافة الملح الخشن والفلفل المطحون والقليل من زيت الزيتون، ومن الطرق السريعة ذات الشكل المميز على المائدة «التمر المحشي»، حيث تنزع النواة منه ومن ثم حشوه بالجبن أو المكسرات، كوجبة خفيفة أو «جانبية» لوجبة غداء صحية.
وكذلك تنزع مي أمين النواة، وتقوم بتغطيته بالشوكولاتة البنية أو البيضاء وتتركه في الثلاجة حتى يبرد وتثبت الطبقة الخارجية عليه، وتعد مي أمين كذلك فطيرة البقان الممتزجة بالتمر والشوفان وبذور الشيا والقرفة.

التمر المغطى بالشوكولاته (مدونة «أكلات زيزي»)

وتعتبر الشيف مي التمر بديلاً ممتازاً للسكر للأطفال والرضع، تقول: «هو فاكهة جافة متعددة الاستخدامات لذيذة بشكل لا يصدق بالنسبة لهم» وتضيف: «قم بإزالة البذور، وانقع نحو 3 قطع في الماء، واطحنها لعمل هريس، وقدمه لطفلك منفصلاً أو مضافاً إلى أي طعام»، وترى أن «مسحوق التمر الجاف كذلك مناسب للغاية لأغذية الأطفال، وكذلك تحلية الحلويات أو البسكويت أو الكيك به بدلاً من السكر».
وتتفنن الشيف زيزي، صاحبة مدونة «أكلات زيزي» في إعداد مخبوزات وحلويات بالتمر، ومنها تورتة الشوكولاتة ببيوريه التمر أو التمر المهروس والقرفة والكريمة المخفوقة وملح كوشير والبيض، و«بارات» أو «ألواح» التمر بالكراميل. تقول لـ«الشرق الأوسط»: «يتحد التمر والمكسرات بطريقة سحرية في نسيج كثير من الأطباق الحلوة، بعضها يستغرق وقتاً في الإعداد مثل تورتة الشوكولاتة الفادج، وبعضها الآخر سريع التحضير مثل بارات التمر بالكاجو، ببساطة امزج التمر واللوز والكاجو والقرفة وقليلاً من اللبن معاً في محضر الطعام، ومن ثم ضعه في وعاء واضغط على الخليط حتى يصبح ذا طبقة متساوية، وقم بتجميده في الثلاجة حتى يتماسك العجين، قبل تقطيعه».

مافن التمر بالشوكولاته من الشيف أسماء درويش

كما تقدم زيزي وصفة التمر وحليب جوز الهند المخفوق مع الشوكولاتة، وتقول: «ضع حليب جوز الهند في قالب مكعبات الثلج وقم بتجميده، ثم اخلط المكعبات مع مسحوق الكاكاو والتمر، ستحصل في دقائق على طعم غني بالشوكولاتة وفائدة كبيرة من التمر. إنه مشروب طازج وخفيف ومناسب للترطيب في رمضان في الوقت نفسه».

وصفات متنوعة من التمر

وعلى مدونتها «عندما تطبخ سو» تُدخل الشيف أسماء درويش التمر في وصفة لصينية المعكرونة في الفرن، ومافن الشوكولاتة، وكذلك تقدم البقلاوة والكنافة بالتمر المهروس، ومن الأطباق العربية تقدم «الكليجة العراقية» بالتمر والحليب. تقول لـ«الشرق الأوسط»: إن «وصفات التمر لا تنتهي؛ وعلينا أن نغير ثقافتنا تجاهه؛ فهو مادة خصبة لوصفات عديدة، وقد لفت نظري أنه أصبح مكوناً لأطباق كثيرة في المطبخ الأميركي أخيراً، رغم عدم توفره بشكل كافٍ في أسواقها؛ ولذلك علينا أن نستفيد من توفره وبسعر منخفض في السوق العربية للابتكار في إعداد أطباق منه، حتى ست البيت تستطيع أن تفعل ذلك في مطبخها وفق ذوقها وميول أسرتها».



ثلث مطاعم لندن تعاني من ظاهرة «كل واهرب»

تكثر السرقات في الجلسات الخارجية بالمطاعم (الشرق الاوسط)
تكثر السرقات في الجلسات الخارجية بالمطاعم (الشرق الاوسط)
TT
20

ثلث مطاعم لندن تعاني من ظاهرة «كل واهرب»

تكثر السرقات في الجلسات الخارجية بالمطاعم (الشرق الاوسط)
تكثر السرقات في الجلسات الخارجية بالمطاعم (الشرق الاوسط)

ظاهرة «Dine and Dash» أو الخروج من المطعم دون دفع الفاتورة تعدّ مشكلة متزايدة في كثير من المطاعم في بريطانيا، وبالأخص في لندن.

وفقاً لبعض التقارير والإحصائيات الحديثة، تشير بعض الدراسات إلى أن ثلث المطاعم في لندن ومناطق أخرى في المملكة المتحدة قد تأثرت بهذا النوع من السلوك. هذه الظاهرة ليست جديدة، لكنها في تزايد كبير، وتعود لأسباب عديدة، مثل الازدحام، حيث تعدّ لندن مدينة ذات كثافة سكانية عالية جداً، ومن بين أكثر عواصم العالم من حيث استقبال ملايين السياح سنوياً، وهذا الازدحام يخلق بيئة يسهل فيها على البعض الخروج من المطاعم دون أن يُلاحَظوا من قبل الموظفين، كما أن هناك من يعتقد أنه ليس هناك قانون صارم بما فيه الكفاية، ما يساهم في ازدياد هذه الحوادث.

القانون في بريطانيا قد يتغير قريباً، خاصة أنه تم إصدار حكم بالسجن لمدة عام لزوجين بريطانيين قاما برفقة أبنائهما الستة بالأكل في مطاعم كثيرة في بريطانيا من دون دفع الفاتورة، بالإضافة إلى سرقة منتجات من السوبرماركت، ويبدو أن الحكومة في بريطانيا أرادت أن تجعل من برنارد ماك دونا، وزوجته آن ماك دونا، عبرة لكل من يعتقد أنه سيتمكن من الفرار من دون عقوبة، بعدما ازدادت هذه الظاهرة بشكل كبير.

يتهرب بعض الزبائن من الدفع عند جلوسهم على الطاولات الخارجية (الشرق الاوسط)
يتهرب بعض الزبائن من الدفع عند جلوسهم على الطاولات الخارجية (الشرق الاوسط)

ومن بين الأسباب التي تساعد على حدوث هذا النوع من السرقات هو استخدام بعض المطاعم أنظمة دفع عبر الهواتف المحمولة أو الأجهزة اللوحية أو «كيو آر كود»، ما يجعل من السهل على الشخص مغادرة المكان دون التفاعل المباشر مع الموظفين، وفي بعض الأحيان قد تكون الأنظمة في بعض المطاعم غير كافية لتوثيق المدفوعات بشكل صحيح، ما يمنح الأشخاص فرصة للهروب من دفع الفاتورة.

وفي مقابلة مع الشيف الإيطالي ألدو زيلي، قال: «الحوادث تزداد بشكل كبير، ولا سيما المطاعم التي لديها جلسات خارجية، فمن الصعب على فريق العمل في المطبخ أن يراقبوا الجالسين في الخارج طيلة الوقت. وبالتالي من السهل على النصابين ترك الطاولة دون أن يدفعوا فلساً واحداً».

وأكثر المطاعم التي تتعرض للسرقة في لندن وخارجها هي المطاعم الفاخرة أو التي تقدم المأكولات الراقية، فقد يجد البعض أن الفاتورة مرتفعة للغاية ولا يستطيعون دفعها، وبالتالي يلجأون إلى الهروب دون دفع. وعن الخسائر المادية التي تتكبدها المطاعم، يقول زيلي: «هذا النوع من السلوك يؤدي إلى خسائر مالية للمطاعم، ويؤثر على أرباحها، خاصة إذا كانت الظاهرة منتشرة في مناطق مثل لندن، حيث يزداد عدد الزبائن بشكل مستمر. وفي حال لم تتدخل الحكومة فستضطر عدة مطاعم لإقفال أبوابها أو سيكون مصيرها الإفلاس».

وتابع الشيف زيلي أنه بدأ يطلب من زبائنه ترك بطاقة الائتمان الخاصة بهم مع النادل قبل طلب الطعام لضمان دفع الفاتورة. في حين يرى البعض الآخر من الطهاة وأصحاب المطاعم أن هذه الطريقة قد تؤثر على علاقة المطعم بزبائنه، ومن الصعب تطبيق هذا الأسلوب.

يعاني الطهاة من الهروب من دفع الفاتورة في بريطانيا (رويترز)
يعاني الطهاة من الهروب من دفع الفاتورة في بريطانيا (رويترز)

مكافحة مثل تلك السرقات مكلفة جداً بالنسبة للمطاعم، فهي تخسر عندما تأتي مجموعات من الأشخاص لتناول الطعام، وغالباً ما يختارون أغلى الأطباق المتوفرة على لائحة الطعام، وبعدها يتركون المطعم والعاملين فيه لتحمل العبء المادي، فبعض المطاعم تحمل الموظفين والندل هذه المسؤولية، وتقوم بخصم المبالغ المسروقة من رواتبهم، كما أن التكلفة الأخرى التي تعاني منها المطاعم تكمن في طرق مكافحة الاحتيال من خلال استخدام تقنيات وأدوات مكلفة، مثل كاميرات المراقبة أو أنظمة الدفع المعززة، لتقليل حدوث هذا النوع من السلوك.

على الرغم من أن ثلث المطاعم في لندن يعاني من هذه الظاهرة، فإن الأمر يعدّ أقل من الظواهر الأخرى مثل الاحتيال أو السرقة في الأسواق الكبرى، لكنه لا يزال يمثل تحدياً لصناعة المطاعم في المدينة.

ومن بين المطاعم التي تعرضت للنصب بهذه الطريقة، مطعم «ذا لادبيري» في منطقة نوتينغ هيل، ومطعم «غوردون رامسي» في مايفير وكينزينغتون، بالإضافة إلى مطعم «هاكاسان» الآسيوي في منطقة مايفير، ويتعرض أيضاً كثير من المطاعم السياحية، مثل كوفنت غاردن وسوهو ونوتينغ هيل وبوند ستريت وأكسفورد ستريت، التي تعدّ من بين أكثر الشوارع التجارية ازدحاماً في لندن، حيث يكثر فيها التسوق وتناول الطعام. ومع وجود حركة مرور دائمة، قد يعتقد البعض أنه بإمكانهم مغادرة المطاعم دون أن يُلاحظ أحد.

ولم تسلم مطاعم الوجبات السريعة من هذه الظاهرة، فيتعرض يومياً كل من «فايف غايز» و«شيك شاك» للسرقة، بالإضافة إلى مطاعم للوجبات السريعة من مناطق مكتظة بالسياح مثل «شورديتش» و«هاكني».

ويقول ألدو زيلي إن عدم دفع الفاتورة لا يقتصر على الهرب فقط من المطعم، إنما على استخدام الأزواج لأطفالهم. ويروي: «الأطفال يتدربون على السرقة أيضاً، فيكونون على دراية بالسيناريو الذي يرسمه الأهل، وهذا الأمر مؤسف للغاية».

ويتابع زيلي: «من أساليب عدم دفع الفاتورة أيضاً هو وضع قطعة من البلاستيك في الأطباق للتهرب من الدفع، والوقاحة تتعدى هذا الشيء لدرجة أن بعضهم يأكلون أغلى الأطباق، وبعد الانتهاء من أكلها يرفضون الدفع لأن الأكل لم يرق لهم».

«الزبون هو دائماً على حق»، لكن هل يحقّ له أن يأكل ويهرب؟ وهل يحقّ له أن يتسبب في إفلاس مطعم وإقفاله؟!