الإفراج عن صانع المحتوى الأميركي البريطاني أندرو تيت

أندرو تيت (إلى اليسار) وشقيقة تريستن (أ.ب)
أندرو تيت (إلى اليسار) وشقيقة تريستن (أ.ب)
TT

الإفراج عن صانع المحتوى الأميركي البريطاني أندرو تيت

أندرو تيت (إلى اليسار) وشقيقة تريستن (أ.ب)
أندرو تيت (إلى اليسار) وشقيقة تريستن (أ.ب)

ذكرت قناة «ديجي 24» التلفزيونية المحلية الرومانية، في بث مباشر، أنه تم الإفراج عن صانع المحتوى الأميركي البريطاني، أندرو تيت، وثلاثة من شركائه المزعومين، من السجن في بوخارست، بعد ثلاثة أشهر من احتجازهم، وتم وضعهم رهن الإقامة الجبرية، في أعقاب قرار أصدرته محكمة استئناف، مساء الجمعة.
وأظهرت القناة التلفزيونية أن الأربعة، المتهمين بالاستغلال الجنسي لشابات، غادروا السجن، وسط تصفيق من الكثير من المشجعين، خارج البوابة، طبقاً لتقرير وكالة الأنباء الألمانية.
ومن المقرر أن تستمر الإقامة الجبرية 30 يوماً، في البداية، بعدها ستتخذ المحكمة قراراً جديداً حول ما إذا كانت ستمدد الإقامة الجبرية، أو تفرض احتجازاً جديداً، أو تفرج عن الأربعة.
وكانت أجهزة الأمن الرومانية قد ألقت القبض على صانع المحتوى البريطاني الأصل الأميركي المولد أندرو تيت في رومانيا بتهم الاغتصاب والاتجار بالبشر، في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حسبما أكدت المديرية الرومانية للتحقيق في الجريمة المنظمة والإرهاب.
كما ألقي القبض على شقيق تيت واثنين من المواطنين الرومانيين بعد أن أجرت المديرية خمس عمليات تفتيش لمنازل في العاصمة بوخارست والمنطقة المحيطة بها.
وتردد أن المشتبه بهم الأربعة شاركوا في الاتجار بالبشر في رومانيا، وكذلك في الولايات المتحدة وبريطانيا منذ بداية عام 2021، وأجبروا النساء على ممارسة الدعارة.
وأصبح أندرو تيت شخصية شهيرة في عام 2016 عندما تم طرده من برنامج «الأخ الكبير» البريطاني بعد انتشار مقطع مصور يظهر فيه وهو يضرب سيدة بحزام.
وأصبح الملاكم السابق شخصية مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي عبر الترويج لمحتوى يدعو إلى كراهية النساء.
وقامت المديرية بتوسيع تحقيقها، الذي بدأ في أبريل (نيسان) عام 2021، بتفتيش المزيد من العقارات في المنطقة المحيطة.
وتتردد مزاعم بأن المشتبه بهم الأربعة متورطون في عمليات تهريب للبشر في رومانيا، وكذلك في الولايات المتحدة وبريطانيا منذ بداية عام 2021.



واشنطن تنسب الهجمات داخل روسيا إلى متعاطفين مع أوكرانيا

لحظة استهداف «الكرملين» بطائرة مسيّرة الشهر الماضي (رويترز)
لحظة استهداف «الكرملين» بطائرة مسيّرة الشهر الماضي (رويترز)
TT

واشنطن تنسب الهجمات داخل روسيا إلى متعاطفين مع أوكرانيا

لحظة استهداف «الكرملين» بطائرة مسيّرة الشهر الماضي (رويترز)
لحظة استهداف «الكرملين» بطائرة مسيّرة الشهر الماضي (رويترز)

كشف مطلعون على معلومات استخبارية أميركية أن أوكرانيا أنشأت شبكة من العملاء والمتعاطفين معها داخل روسيا بغية تنفيذ أعمال تخريبية ضد أهداف روسية، ومنها الهجوم بطائرة مسيّرة استهدف الكرملين في مطلع مايو (أيار) الماضي.

وازدادت التساؤلات في الآونة الأخيرة في شأن الحرائق والانفجارات الغامضة التي تشهدها روسيا منذ العام الماضي، ومنها استهداف مستودعات للنفط والوقود والسكك الحديدية ومكاتب التجنيد العسكرية وخطوط الأنابيب. وتصاعدت هذه الهجمات على الأراضي الروسية في الأسابيع الأخيرة، بدءاً من الهجوم على مبنى الكرملين.

أضرار لحقت بشقة في موسكو خلال هجوم بطائرات مسيّرة في 30 مايو (إ.ب.أ)

ونقلت شبكة «سي إن إن» التلفزيونية عن مسؤولين أميركيين اعتقادهم أن هجوم الكرملين نُفّذ من داخل الأراضي الروسية، من دون أن يتضح ما إذا كانت الهجمات الأخيرة بمسيّرات، ومنها واحد استهدف حياً سكنياً قرب موسكو، وآخر على مصاف للنفط في جنوب روسيا، انطلقت أيضاً من داخل روسيا أو نفذتها هذه الشبكة من الناشطين الموالين لأوكرانيا. وعبّر المسؤولون عن اعتقادهم أن الخلايا التخريبية التي جرى إنشاؤها تتكون من مزيج من المؤيدين لأوكرانيا وناشطين مدربين جيداً على هذا النوع من الحروب، وجرى تزويدهم بطائرات مسيّرة أوكرانية الصنع. وأفاد مسؤولان أميركيان بأنه لا دليل على أن أياً من هذه الهجمات نُفذ بطائرات مسيّرة قدمتها الولايات المتحدة. وأوضحا أن كييف اعتمدت «طرق تهريب جيدة» يمكن استخدامها لإرسال الطائرات المسيّرة أو مكوّناتها إلى روسيا لجمعها هناك.

طائرات روسية مسيّرة مدمّرة قرب آلية عسكرية أوكرانية خلال احتفال بمنطقة قريبة من كييف يوم 10 مايو (رويترز)

ونسبت «سي إن إن» لمسؤول استخباري أوروبي أن الحدود الروسية - الأوكرانية شاسعة، ويصعب للغاية السيطرة عليها، ما يجعلها جاهزة للتهريب، علماً أن الأوكرانيين كانوا يقومون بذلك طوال العقد الذي شهد حرباً مع موالين لموسكو ومع القوات الروسية. وقال: «عليكم أيضاً أن تفكروا في أن هذه منطقة هامشية لروسيا»، مضيفاً أن «البقاء على قيد الحياة مشكلة الجميع، لذا فإن النقود تصنع المعجزات».

ورغم اعتقاد أن عناصر من الاستخبارات الأوكرانية ضالعة في هذه العملية، ليس واضحاً بعد من يتحكم في ذلك، علماً أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وضع معايير عامة لما يُمكن القيام به من أجهزة الاستخبارات والأمن التابعة له، لكن الأمر لا يستوجب موافقته المسبقة على كل عملية. وقال الناطق باسم رئيس جهاز الأمن الأوكراني لشبكة «سي إن إن» إن الانفجارات الغامضة والضربات بالطائرات المسيّرة داخل روسيا ستستمر. وأضاف: «لن نعلق على الحالات (...) إلا بعد انتصارنا». ونقل عن رئيس جهاز الأمن فاسيل ماليوك أن هذه العمليات ستستمر.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيليسنكي (أ.ف.ب)

ونسب مسؤولون أميركيون لرئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف أنه اقترح بعض أكثر الخطط جرأة للعمليات ضد روسيا.

ووفقاً لما نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، كشفت وثائق سرية لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) سربت هذا العام أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) حضت بودانوف على «إرجاء» الهجمات على روسيا في ذكرى غزوها أوكرانيا، مضيفة أن بودانوف وافق على هذا الطلب. ومع ذلك، رصدت طائرات مسيّرة قرب موسكو في 28 فبراير (شباط) الماضي، بعد أيام فقط من الذكرى السنوية الأولى للحرب التي بدأت في 24 فبراير.

وكشف تقرير استخباري أميركي آخر أن زيلينسكي اقترح في أواخر فبراير أيضاً «ضرب مواقع انتشار روسية في منطقة روستوف الروسية» باستخدام المسيّرات، لأن أوكرانيا ليس لديها أسلحة بعيدة المدى قادرة على بلوغ تلك المنطقة. ولم يتضح ما إذا كانت الخطة نفذت، غير أن النيران اشتعلت في منشآت روستوف النفطية الروسية بعد تعرضها لهجمات بمسيّرات مرات عدة خلال العام الماضي. وعلى الأثر، ألقت روسيا باللوم على «الأعمال الإجرامية التي ارتكبتها التشكيلات المسلحة لأوكرانيا».

وعندما سئل عن هجوم بسيارة مفخخة أودى بحياة ابنة شخصية سياسية روسية بارزة في ضواحي موسكو العام الماضي، قال بودانوف لموقع «ياهو نيوز» الشهر الماضي: «كل ما سأعلق عليه هو أننا قتلنا الروس». وأضاف: «وسنستمر في قتل الروس في أي مكان على وجه هذا العالم حتى النصر الكامل لأوكرانيا».

وندد كبار المسؤولين الأميركيين علناً بالضربات داخل روسيا، محذرين من احتمال تصعيد الحرب، لكن بعضهم رأى أن الهجمات عبر الحدود استراتيجية عسكرية ذكية يمكن أن تحول الموارد الروسية لحماية أراضيها، فيما تستعد أوكرانيا لهجوم مضاد كبير.


السعودية: مطالب بإنشاء مشاريع صغيرة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية

مشروع محطة سكاكا لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية (الشرق الأوسط)
مشروع محطة سكاكا لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية (الشرق الأوسط)
TT

السعودية: مطالب بإنشاء مشاريع صغيرة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية

مشروع محطة سكاكا لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية (الشرق الأوسط)
مشروع محطة سكاكا لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية (الشرق الأوسط)

طالب مجلس الشورى السعودي بتشجيع ودعم القطاع الخاص للاستثمار في إنشاء مشروعات صغيرة ومتوسطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، لا سيما في المدن الصغيرة والنائية.

وأصدر المجلس، اليوم (الاثنين)، قرارات عدة بشأن التقرير السنوي الأخير لهيئة تنظيم المياه والكهرباء، خلال الجلسة العادية الـ37 للعام الثالث من الدورة الثامنة.

ودعا المجلس في تمكين هيئة تنظيم المياه والكهرباء بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، للتأكد من دقة معلومات وإحداثيات المواقع في تراخيص الحفر قبل إصدارها للشركات المنفذة، ومتابعة التنفيذ وتقييمه.

الخدمات الرقمية

واتخذ المجلس قراراً بشأن التقرير السنوي لهيئة الحكومة الرقمية، طالب فيه الأخيرة بالتنسيق مع مجلس المخاطر الوطنية، بإلزام جميع الجهات الحكومية بضوابط إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال بما يضمن الرفع من جودة وموثوقية الخدمات الرقمية على المستوى الوطني.

وأشار إلى ضرورة دعم الهيئة من الحصول على بيانات الإنفاق التقني من الجهات الحكومية مباشرةً، وبما يمكنها من تخطيط وتنفيذ مبادرات التحول الرقمي، بالإضافة إلى إشراكها في اعتماد مبادرات وبرامج تحقيق الرؤية ذات العلاقة، بما يضمن مواءمتها مع الاستراتيجية الوطنية للحكومة الرقمية.

القطاع المالي

إلى ذلك، أصدر المجلس قراراً بشأن التقرير السنوي للأكاديمية المالية، مطالباً بالعمل على توفير برامج تدريبية شاملة ومتخصصة تكون منافسة للمعاهد المثيلة على المستويين الإقليمي والدولي، وكذلك مراجعة آلية وضع مؤشرات الأداء الاستراتيجي لتحقيق مستهدفات طموحة تُسهم في تحقيق أهداف برنامج تطوير القطاع المالي.

وضمن الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الجلسة، ناقش المجلس التقرير السنوي للمؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية، مؤكداً أهمية إيجاد مصادر دخل أخرى من خلال الفرص الاستثمارية المتنوعة، وعدم الاعتماد على أسعار التذاكر بشكل مباشر.

تذاكر الطيران

وطالب عبد الله آل طاوي، عضو مجلس الشورى، بإعادة النظر في ارتفاع أسعار التذاكر بما يخدم الشركة ويكون متوافقاً مع إمكانات المواطن المسافر على متن الخطوط السعودية، ووضع آلية لخدمة المسافرين على رحلات الترانزيت، فيما يضمن وصولهم إلى رحلاتهم وأمتعتهم دون تأخير.

وتساءل الدكتور حسن الحازمي، عضو المجلس، عن تدني نسبة الانضباط في مواعيد الرحلات خلال العام الماضي، مطالباً المؤسسة بالاستفادة من تجاربها وتحسين الخدمات المقدمة وتطوير مستوى الانضباط.


وزير العدل المغربي يدعو لتوحيد إجراءات تتبع غسل الأموال

وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي يلقي كلمته في المؤتمر (الشرق الأوسط)
وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي يلقي كلمته في المؤتمر (الشرق الأوسط)
TT

وزير العدل المغربي يدعو لتوحيد إجراءات تتبع غسل الأموال

وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي يلقي كلمته في المؤتمر (الشرق الأوسط)
وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي يلقي كلمته في المؤتمر (الشرق الأوسط)

دعا وزير العدل المغربي، عبد اللطيف وهبي إلى «تبادل التجارب بين الدول، وربط أواصر التعاون بين مختلف السلطات القضائية والتنفيذية والتشريعية، بهدف توحيد المساطر والإجراءات التي تسهل رصد وتتبع ومصادرة عمليات غسل الأموال».

جاء ذلك في كلمة ألقاها وهبي خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي، الاثنين، في مدينة سلا المجاورة للرباط، حول موضوع: «تعزيز التعاون القضائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا... من أجل مقاربة متكاملة مندمجة للتحقيقات والمتابعات في مجال مكافحة غسل الأموال». وحث وهبي، على إرساء «تعاون إقليمي أكثر نجاعة من أجل تطويق هذه الجريمة العابرة للحدود ما سيسهم لا محالة في دفع عجلة التنمية في مختلف القطاعات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».

محل صيرفة في بيروت (أ.ف.ب)

وأشار وهبي إلى «أن التعاون الدولي في مجال مكافحة جريمة غسل الأموال يتحقق من خلال الرقابة المتبادلة ما بين الدول على عمليات تحويل ونقل الأموال والأوراق المالية بين مختلف البلدان، الذي يجري بداية من خلال إرساء قوانين داخلية متلائمة مع المعايير الدولية المعتمدة في هذا المجال تسمح بذلك ليس فقط من حيث التجريم والعقاب، بل حتى من خلال إرساء قواعد استثنائية كعدم الاعتداد بالسر المهني أو البنكي أمام الهيئات المتخصصة في الرقابة المالية أو البنكية».

وقال وزير العدل المغربي إن المملكة المغربية «استطاعت بفضل جهود الكثير من المؤسسات والفاعلين الوطنيين ونتيجة احتكاكها مع تجارب أجنبية في بناء نموذج متميز للتعاون القانوني والقضائي الدولي سواء مع محيطه العربي والأفريقي أو مع دول الاتحاد الأوروبي وبقية دول العالم، سواء من حيث انخراطها في الممارسات الاتفاقية الدولية ذات الصلة بمكافحة الجريمة، خصوصاً المنظمة أو من خلال تفاعلها مع الآليات الدولية».

وافتتح المؤتمر الذي ينعقد على مدى ثلاثة أيام، بحضور عدد من المسؤولين المغاربة منهم وزيرة الاقتصاد والمالية؛ نادية فتاح، ورئيس المجلس الأعلى للسلطة القضائية؛ محمد عبد النباوي، ورئيس النيابة العامة؛ الحسن الداكي، ووالي بنك المغرب؛ عبد اللطيف الجواهري، وبحضور (عن بعد)، للأمين التنفيذي لمجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (GAFIMOAN)، كما حضرت سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب؛ ورئيس الوكالة الأوروبية للتعاون القضائي الجنائي (Eurojust)؛ ومدير مشروع البرنامج العالمي لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب التابع للاتحاد الأوروبي (EU AML/CFT)؛ ورئيس معهد سيراكوزا الدولي للعدالة الجنائية وحقوق الإنسان.

مصرية تمر قرب محل صيرفة في القاهرة (إ.ب.أ)

وأوضح وهبي، في كلمته أن تنظيم هذا المؤتمر الإقليمي يكتسي أهمية بالغة من نواحٍ متعددة، سواء من حيث ظرفيته التي تتصادف ومجموعة من التحولات التي يشهدها العالم وتأثيرها على المجالين المالي والاقتصادي، أو من حيث حجم الحضور بفعل التمثيلية الواسعة رفيعة المستوى لـ21 دولة عضواً في مجموعة العمل المالي، أو من حيث الشراكة؛ إذ يأتي في إطار تعاون متميز مع البرنامج العالمي لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب التابع للاتحاد الأوروبي و«معهد سيراكوزا الدولي للعدالة الجنائية وحقوق الإنسان» ومجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

كما ينعقد المؤتمر في سياق تفعيل التوصية 15 لمؤتمر المنامة المنعقد في مارس (آذار) 2022، الذي أكد ضرورة مناقشة التحديات التي يطرحها التعاون القضائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتبادل الآراء حول السبل الكفيلة لمواجهتها.

ورأى وهبي «أنه انطلاقاً من كون حركة العائدات الجرمية وأنشطة غسل الأموال تجري في معظم الأحوال داخل محيط دولي، أو عبر الحدود الوطنية، فإن سبل المواجهة يجب أن تجري أيضاً في المحيط الدولي، ومن خلال شبكة مكافحة متكاملة ومتناسقة من الترتيبات والتدابير، والمتابعات القضائية العالمية والإقليمية والثنائية والوطنية، التي تكفل قيام تعاون فعال ومتكافئ بين الدول المعنية، في مختلف مراحل البحث والتحقيق والمحاكمة، وتسليم المجرمين وتنفيذ الأحكام القضائية».


«الدولي للكتاب» في الرباط يناقش الأعمال الأدبية في السينما والمسرح... والأدب النسائي بالصحراء

جانب من ندوة «أحمد اليبوري مدرسة نقدية مغربية أصيلة» ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط (الشرق الأوسط)
جانب من ندوة «أحمد اليبوري مدرسة نقدية مغربية أصيلة» ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط (الشرق الأوسط)
TT

«الدولي للكتاب» في الرباط يناقش الأعمال الأدبية في السينما والمسرح... والأدب النسائي بالصحراء

جانب من ندوة «أحمد اليبوري مدرسة نقدية مغربية أصيلة» ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط (الشرق الأوسط)
جانب من ندوة «أحمد اليبوري مدرسة نقدية مغربية أصيلة» ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط (الشرق الأوسط)

جاء اليوم الرابع (الأحد) من فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط غنياً ومتنوعاً في فقراته وضيوفه، فيما حافظت فقرة توقيع الإصدارات الجديدة على زخمها.

وشكل تكييف الأعمال الأدبية مع السينما والمسرح محور لقاء نُظّم، في إطار فعالية احتفى في رابع أيامه بالليبي إبراهيم الكوني والملغاشية راكوتسون... واستحضر فاطمة المرنيسي الأدب فضاءً للتأمل، بمشاركة مهنيين سينمائيين وكتّاب من خلفيات مختلفة، مناسبة لمناقشة أسئلة تتعلق بدرجة الوفاء للعمل الأدبي أثناء كتابة سيناريو مسرحية أو فيلم، وتقنيات تحويل الرواية إلى سيناريو.

«جميع كلاسيكيات السينما العظيمة هي عملياً مقتبسة من أعمال أدبية، مثل (ولادة أمة) و(ذهب مع الريح) و(كازابلانكا)».

المخرج المغربي فؤاد سويبة

وقال المخرج المغربي فؤاد سويبة، إن «صناعة السينما ضعيفة تاريخياً أمام الأدب، بسبب اختراعها المتأخر»، مشيراً إلى أن «الفن السابع جاء ليستخدم كل ما سبقه، مثل الروايات والقصص القصيرة أو حتى الموسيقى». ونقل سويبة عن الكاتبة الأميركية ليندا سيجر، مؤلفة كتاب «فن التكيف»، قولها إن التكيف هو شريان حياة صناعة السينما والتلفزة، مضيفاً أن «جميع كلاسيكيات السينما العظيمة هي عملياً مقتبسة من أعمال أدبية، مثل (ولادة أمة)، و(ذهب مع الريح) و(كازابلانكا)».

وأشارت الروائية والكاتبة المسرحية وكاتبة السيناريو التركية سيديل إيسر، إلى أن «خيانة» العمل الأدبي في الاقتباس «أمر حتمي تقريباً»، لا سيما بسبب تقنيات الكتابة المختلفة للفن السادس والسابع، مقارنة مع كتابة الرواية وضرورة تكييف كتابة السيناريو مع ميزانيات الإنتاج، وكذلك مع عدد الممثلين والكوميديين المتوفرين.

وقال المخرج المغربي نبيل عيوش، إن ممارسة تكييف العمل الأدبي تبدأ «من لحظة إعجاب بحكاية ما»، لكن التكييف مع السينما هو نوع من «خيانة العمل الأدبي». وأشار، في هذا الصدد، إلى تجربته في الفيلم الروائي «يا خيل الله»، المقتبس من رواية الكاتب المغربي ماحي بنبين، تحت عنوان «نجوم سيدي مؤمن»، موضحاً أنه «وقع في حب» هذه الرواية، لكنه وجد نفسه «يبتعد عن السرد الذي اقترحه المؤلف، لخلق شكل مختلف تماماً من التعايش بين الشخصيات المختلفة في الفيلم».

على صعيد آخر، قدم باحثون وأكاديميون مغاربة نظرات متقاطعة عن مؤلفات وأبحاث عالمة الاجتماع المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي، تناولوا من خلالها الأفكار والقضايا الكبرى التي تناولتها في أعمالها.

واستعرضت رجاء الرهوني، الأستاذة في جامعة شعيب الدكالي بالجديدة، المراحل المختلفة التي ميزت مسار الكاتبة الراحلة. وقالت إنها حللت في كتابها «نقد النسوية الإسلامية والعلمانية في أعمال فاطمة المرنيسي» الطابع المعقد لنصوصها، واصفة أعمالها بـ«نموذج الخطاب النسوي ما بعد حقبة الاستعمار».

أما مختار الهراس، أستاذ علم الاجتماع في جامعة محمد الخامس بالرباط، فركز على مفهوم الفردانية والتفرد في أعمال المرنيسي. وأوضح أنها أبرزت في هذه الكتب مدى أهمية هذه المفاهيم في الحياة العائلية للمغاربة، مشيراً إلى أنها كانت تتابع أيضاً قضية تحرر المرأة عبر التاريخ من القيود والضغوط العائلية التي تمنعها من تعزيز صفاتها الفردية. ولاحظ الهراس أن أعمال المرنيسي تتناول أيضاً العديد من القضايا والأفكار الإنسانية، بما في ذلك حرية التفكير والسيادة والتسامح واعتبار المشاعر الفردية.

من جهة أخرى، وخلال لقاء مفتوح نشّطه الكاتب المغربي ياسين عدنان، بسط الكاتب الليبي إبراهيم الكوني تطلعاته الأدبية التي تهتم بالصحراء منطقة شاسعة ذات أبعاد إنسانية وكونية، في صيغ إبداعية تظهر الإنسان الصحراوي في شمولية تجلياته. وقال إن الهم الذي يسكنه هو الكيفية التي يستطيع بها أن يستنطق الصحراء لتتكلم له، وتكشف عن مكنوناتها، مبرزاً أن الصحراء لم تستطع أن تقول كلمتها على المستوى الأدبي، رغم أن إبداعاته تتجاوز التسعين عملاً، لأن «الصحراء بالفعل سر كبير».

ورأى الكوني أنه «لا يوجد عمل أدبي في العالم يتحدث عن الصحراء وجودياً ودينياً»، لأن «الصحراء ليست مسرحاً للنزهة السياحية وظاهرة طبيعية فقط، بل لها أبعادها الكينونية والميتافيزيقية والدينية»، مضيفاً: «الصحراء وطني الذي يسكنني».

وعن سؤال حول كيفية نقل أساطير الصحراء إلى جنس الرواية، شدد الكوني على أن تفكيره الأول ينطلق من الأمازيغية وينقل خطابه إلى اللغة العربية، معتبراً أنه لا يمكن لأي شخص أن «يكتب جيداً عن الصحراء إن لم يكن صحراوياً، ولديه معرفة بخصوصيات إنسان الصحراء الذي تسكنه الأساطير والنبوءات والديانات»، وهي مجالات «لا يستطيع الإنسان الغربي أن يتخيلها».

وذكر الكوني أن «الإنسان الصحراوي مختلف عن الآخرين في كل نشاطه»، مشدداً على أن «الأدب العربي الكلاسيكي لم يستطع أن يلامس المناطق الروحية للإنسان الصحراوي، وبالتالي تقديم حقيقة الصحراء»، قبل أن يخلص إلى أن «الصحراء ما زالت تنتظر من يقول كلمتها».

بدوره، قال عدنان إن للكوني، المسكون بالصحراء وعالمها، قراءً عديدين في مختلف مناطق العالم، وهو «أكثر أدباء اللغة العربية ترجمة إلى اللغات الأجنبية». وأضاف أن الكاتب الليبي تشبّع بثقافة الطوارق وسافر بها إلى كل الأمكنة، وأنه ضمن أصحاب المشاريع الأدبية الذين أدمنوا الهجرات والسفر، معتبراً أن «الصحراء لا تبوح بأسرارها بسهولة» للأدباء.

وشكل التكريم الذي نُظم للأديب والناقد المغربي أحمد اليبوري، فرصة للاحتفاء بصدور كتابه «مجال السرديات العربية»، الذي جمع فيه هذا الباحث، الذي طبع بحضوره الدرس الجامعي المغربي، أعماله السردية الكاملة.

وشهد اللقاء، الذي اختير له عنوان «أحمد اليبوري، مدرسة نقدية مغربية أصيلة» تقديم مجموعة من الكلمات التي سلّطت الضوء على المنجز العلمي المميز للأديب المحتفى به، باعتباره من أعلام الأدب في المغرب، حيث أجمع الناقد المغربي نجيب العوفي، والكاتبة والباحثة المغربية نجاة المريني، والأكاديمي المغربي أحمد بوحسن، على أن اليبوري يُعدّ من مؤسسي الخطاب النقدي الحديث والمعاصر في المغرب، إلى جانب أسماء بارزة، مثل محمد برادة وعباس الجراري، مبرزين أنه أرسى القواعد المنهجية للدرس النقدي في الجامعة المغربية «باستيعابه الحسن للمناهج الغربية الحديثة».

وأشار المتدخلون إلى أن المحتفى به يعد علامة مضيئة في تاريخ الفكر والأدب المغربيين، مبرزين إسهاماته في التكوين والتأطير، إذ نجح في تكوين مجموعة من الباحثين المغاربة في مجال الدراسة النقدية، وكذا إسهامه في الكتابة والتأليف، يمتاز بـ«لغة مشرقة صافية وأسلوب عذب يغري القارئ للقراءة والتتبع»، كما «أهدى المكتبات المغربية مؤلفات ذات طعم معرفي خاص».

واستعاد اليبوري، في كلمة له بالمناسبة، مساره العلمي وأبحاثه الجامعية، مشيراً إلى أن مشواره في تدريس الجنس الروائي بكلية الآداب في الرباط، كان «مناسبة لتجريب ذخيرته الأدبية والنقدية».

وخلال لقاء حول «الأدب النسائي في الصحراء»، نظم في إطار لقاءات «الكتابة بالمؤنث»، أجمع باحثون متخصصون في الثقافة الصحراوية والتراث الحساني على فرادة الأدب النسائي في الصحراء. وقالوا إن المرأة تحظى بقيمة بالغة على المستوى الوجودي والإنساني والثقافي في الصحراء، فهي الشاعرة والمقاومة وصاحبة الخيمة، مسجلين في المقابل «محدودية» هذه التجربة الأدبية.

واعتبر المتحدثون أن تدوين الثقافة الحسانية النسائية لا يزال يعاني العديد من الإشكالات، مرجحين أن يكون «تعثر» تثمين هذا التراث الأدبي قد انعكس على «ندرة وقلة» النصوص والإبداعات بشكل عام، بالنسبة للنساء والرجال من المبدعين، ومشددين على دور الإعلام في إبراز نخب الأدب الصحراوي.

وتوقفت الباحثة في الثقافة الحسانية، العزة بيروك، عند «التبراع» باعتباره شعراً نسائياً بامتياز، وهو عبارة عن قصيدة مختصرة جداً ومختزلة، مكتملة المعنى ومشحونة بالكثير من العواطف والشجن بلغة دقيقة تنهل من الحسانية، كما تتميز بالكثير من الضوابط الشعرية، منبهة إلى أنه خاص بالنساء دون ذكر أسمائهن، ولا يمكن للرجال الخوض فيه. وأشارت إلى أن المرأة لم تعد، في الوقت الراهن، ترى ضيراً في التصريح باسمها في شعر «التبراع»، معتبرة أن الشاعرة تعبر من خلاله عن مجموعة من القيود المجتمعية، وكلما «زادت القيود زادت قيمة التبريعة»، وبذلك فالنساء على «أجنحة الشعر الحساني» هن باحثات عن منافذ للتغزل بالرجل برؤية أنثوية بالغة الحساسية.

من جهته، أبرز الباحث المهتم بالتراث الحساني، محمد مولود الأحمدي، أن للجنس الأدبي «التبراع» في الشعر الحساني قدرة رهيبة على تكثيف المعنى، وهو يترجم قدرة المرأة على الإبداع وتوفير المعاني في أشطر قصيرة، بينما يحتاج الشعر الحساني إلى أشطر كثيرة للتعبير عن المعنى نفسه. وبعدما أشاد بإبداع المرأة الصحراوية، أبدى الأحمدي أسفه لما سماه تعرضها «للظلم»، داعياً الشاعرات إلى تحرير مكنوناتهن الشعرية والدفاع عن الشعر النسائي «كأدب قائم بذاته يضاهي الشعر الحساني الرجالي»، والباحثين إلى دارسة جنس «التبراع» والغوص فيه باهتمام.

وأوضحت الباحثة زوليخة بابا، أن الكتابة الروائية في الصحراء «حديث ذو شجون»، مبرزة أن الصحراء ارتبطت بالثقافة الحسانية وبعدة مجالات، أهمها الشعر، كما ارتبط السرد بالحكايات الشعبية التي تأتي في سياقات الجماعة. ونوهت الباحثة بالروائيات اللواتي يلامسن موضوع المرأة كذات مبدعة وكموضوع للإبداع، مشيرة إلى بعض الأسماء النسائية التي تناولت موضوع المرأة المثقفة الطموحة التي عاشت تجربة الغربة، وموضوع المرأة التي عانت من سنوات العتمة داخل أسوار المعتقل، على غرار رواية «سيدات الكثيب» لكاتبتها الروائية المغربية البتول محجوب.

وخلال لقاء احتفائي بالكاتبة الملغاشية ميشيل راكوتسون، الفائزة بـ«جائزة الكتاب البرتقالي» في أفريقيا لعام 2023، قامت هذه الصحافية والناشطة والكاتبة المسرحية والأستاذة في الأدب، الحاصلة على شهادة في علم الاجتماع، باستعراض المراحل الرئيسية التي ميزت مساريها المهني والشخصي، بالإضافة إلى تفاصيل مهمة عن التاريخ الاستعماري لمدغشقر. وقالت إنها تعد نفسها «ثنائية الثقافة»، إذ إنها ترتاد المدرسة الفرنسية وتكتب كتبها باللغة الفرنسية، لكنها تظل مرتبطة بلغتها الملغاشية الأم، التي تتحدثها بمجرد عودتها إلى بلدها. وأوضحت أنها أمضت 10 سنوات في كتابة أحدث إصداراتها بعنوان «أمباتومانجا... صمت وألم»، بعد أن تعمقت كثيراً في وثائق من أرشيفات ملغاشية وفرنسية، وبفضلها تمكنت من تعزيز روايتها بشهادات مؤثرة.

وأعربت راكوتسون عن استيائها من الصمت الذي يسود حول الاستعمار والجيش الاستعماري والتجانس الذي يعيشه عالم النشر. ودعت، في هذا الصدد، إلى «الحق في النظر والرد» على المستعمر، وإلى إضفاء الطابع الديمقراطي على الولوج إلى الكتب وتحرير الأدب الملغاشي.


مصر و«الفاو» لوضع المياه على أجندة العمل المناخي العالمي

وزير الري المصري يبحث تعزيز التعاون مع «الفاو» في مجال المياه (مجلس الوزراء المصري)
وزير الري المصري يبحث تعزيز التعاون مع «الفاو» في مجال المياه (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر و«الفاو» لوضع المياه على أجندة العمل المناخي العالمي

وزير الري المصري يبحث تعزيز التعاون مع «الفاو» في مجال المياه (مجلس الوزراء المصري)
وزير الري المصري يبحث تعزيز التعاون مع «الفاو» في مجال المياه (مجلس الوزراء المصري)

تُنسق مصر ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لوضع المياه على أجندة العمل المناخي العالمي من خلال الفعاليات الدولية المختلفة، جاء ذلك خلال اجتماع وزير الموارد المائية والري المصري، هاني سويلم، والممثل الخاص للمدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، دانيال جوستافسون، والمدير العام المساعد والممثل الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، عبد الحكيم الواعر، وممثل منظمة «الفاو» في مصر، نصر الدين حاج الأمين؛ في القاهرة (الاثنين) لبحث سُبل تعزيز التعاون بين الوزارة و«الفاو» في مجال المياه.

وأشار وزير الري المصري إلى ما تقوم به الدولة المصرية من مجهودات كبرى في «مجال تحسين عملية إدارة المياه، وتعظيم العائد من وحدة المياه، وتحسين الأمن الغذائي، وزيادة الإنتاجية المحصولية في ظل الترابط المهم بين الماء والغذاء»، مؤكداً «ضرورة وضع الأولوية لقطاعات المياه والزراعة والغذاء ضمن ملف التغيرات المناخية بأفريقيا»، موضحاً أن «أحد المشروعات التي تعمل عليها الوزارة حالياً هي مشروعات التوسع في نظم الري الحديث طبقاً لدراسات علمية متكاملة تحقق ترشيد استخدام المياه مع مراعاة تأثير الري الحديث على باقي عناصر المنظومة المائية، مع التحول لنظم الري الحديث بالأراضي الرملية ومزارع قصب السكر والبساتين كأولوية أولى، مع السعي لتعزيز قدرات الوزارة في مجال مراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق (الاستشعار عن بُعد) بما يُسهم في تحسين الممارسات الزراعية وإدارة المياه بكفاءة».

ووفق إفادة لـ«مجلس الوزراء المصري» (الاثنين)، فإن وزير الري المصري أشار إلى أن «منظمة (الفاو) تُعد شريكاً استراتيجياً للوزارة في العديد من الفعاليات الدولية، مثل (أسبوع القاهرة للمياه)، وفعاليات المياه المنعقدة ضمن مؤتمرات المناخ، حيث استعرض الإجراءات التحضيرية لـ(أسبوع القاهرة السادس للمياه)»، موضحاً أن «(الأسبوع) أصبح علامة (مميزة) في جدول الأعمال الدولي للمياه، وأصبح منصة مهمة لرفع صوت القارة الأفريقية على المستوى الدولي، خاصة في مجالي المياه وتغير المناخ».

وزير الري المصري أشار أيضاً إلى مجهودات مصر خلال الفترة الماضية في «إدراج المياه في قلب العمل المناخي العالمي، خلال فعاليات المياه ضمن مؤتمر (كوب 27)، حيث تم ذكر المياه خلال قرارات المؤتمر خمس مرات (للمرة الأولى في تاريخ مؤتمرات المناخ)»، كما «قامت مصر بإطلاق مبادرة دولية للتكيف مع التغيرات المناخية بقطاع المياه». ودعا وزير الري منظمة «الفاو» إلى دعم المبادرة والتي تهدف إلى «تنفيذ مشروعات بالدول النامية، وخاصة الدول الأفريقية في مجال التكيف مع التغيرات المناخية، والعمل على بناء قدرات المتخصصين في مجال المياه، من خلال مركز التدريب الإقليمي للموارد المائية التابع لوزارة الري المصرية».

وبحسب بيان «مجلس الوزراء المصري»، «تعمل مصر على المستوى القاري من خلال رئاستها الحالية مجلس وزراء المياه الأفارقة (الامكاو) على تعزيز التعاون مع الدول الأفريقية كافة في مجال المياه، والخروج برسائل موحدة تعرض احتياجات القارة الأفريقية في المحافل الدولية كافة».


الرباط: الإطلاق الرسمي للدورة الـ19 من تمرين «الأسد الإفريقي»

أعلام الدول المشاركة في التدريبات (ماب)
أعلام الدول المشاركة في التدريبات (ماب)
TT

الرباط: الإطلاق الرسمي للدورة الـ19 من تمرين «الأسد الإفريقي»

أعلام الدول المشاركة في التدريبات (ماب)
أعلام الدول المشاركة في التدريبات (ماب)

انطلقت اليوم (الاثنين) في مدينة أكادير (وسط المغرب)الدورة الـ19 لتمرينات «الأسد الأفريقي» التي تنظم بشكل مشترك بين القوات المسلحة الملكية المغربية والقوات المسلحة الأميركية، وذلك إلى غاية 16 يونيو (حزيران) الحالي.

وذكر بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، أنه تم الاثنين تنظيم حفل الافتتاح بمقر القيادة العامة للمنطقة الجنوبية بأكادير للإعلان عن الإطلاق الرسمي لهذا التمرين المشترك متعدد الجنسيات بحضور ممثلين عن البلدان المشاركة.

من التدريبات السابقة (غيتي)

وأضاف أنه تم، بهذه المناسبة، عرض موضوع التمرين ومختلف الأنشطة المدرجة في برنامج هذه الدورة من التمرين، ولا سيما تمرين التخطيط العملياتي لفائدة أطر هيئات الأركان بـ«فريق العمل» «TaskForce»، والتدريبات التكتيكية البرية والبحرية والجوية والمشتركة، ليلاً ونهاراً، وتمرين مشترك للقوات الخاصة، والعمليات المحمولة جوا، والمستشفى العسكري الميداني الذي يقدم خدمات جراحية - طبية للسكان، وتمارين مكافحة أسلحة الدمار الشامل.

وخلص البيان إلى أن تمرين «الأسد الإفريقي 2023»، المقرر تنظيمه في سبع مناطق ، وهي: أكادير، وطانطان، والمحبس، وتزنيتوا، ولقنيطرة، وبن جرير وتفنيت، «يعد موعداً سنوياً يساهم في توطيد التعاون العسكري المغربي - الأميركي، وكذلك تقوية التبادل بين القوات المسلحة لمختلف البلدان من أجل تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة».


ميليشيا في طرابلس تمنع إخضاع صهر القذافي للمحاكمة

عبد الله السنوسي (رويترز)
عبد الله السنوسي (رويترز)
TT

ميليشيا في طرابلس تمنع إخضاع صهر القذافي للمحاكمة

عبد الله السنوسي (رويترز)
عبد الله السنوسي (رويترز)

منعت ميليشيا «قوة الردع» التي يتزعمها عبد الرؤوف كارة، في طرابلس، إحضار عبد الله السنوسي، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في النظام السابق، من محبسه للمثول أمام محكمة استئناف طرابلس، للمرة الخامسة على التوالي، لمحاكمته في قضية تتعلق بـ«قتل الثوار».

وكان مفترضاً عرض السنوسي، على محكمة استئناف طرابلس، الاثنين، لكن «قوة الردع»، التي تعتقله في سجن معيتيقة، لم تحضره إلى المحكمة، مع منصور ضو، رئيس الأمن المكلف بحماية القذافي، فقررت المحكمة تأجيل نظر القضية للمرة الخامسة على التوالي إلى 17 يوليو (تموز) المقبل.

رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في عهد القذافي (أ.ف.ب)

وفي كل مرة يصطف عدد من عائلات «شهداء ثورة 17 فبراير» و«مذبحة سجن أبو سليم» أمام المحكمة، داخل قاعدة معيتيقة، للتعبير عن رفضها الإفراج عن السنوسي، لكن في المقابل يطالب أبناء قبيلة «المقارحة» بإطلاق سراحه، لا سيما بعد مقتل نجله محمد، الأسبوع الماضي.

والسنوسي (72 عاماً)، صهر القذافي، ينتمي إلى قبيلة «المقارحة» بجنوب ليبيا، ويحاكم في قضية تتعلق بـ«قمع ثورة» فبراير (شباط) التي أطاحت بالنظام السابق عام 2011.

وقال أحمد نشاد محامي السنوسي، في تصريحات صحافية، إن هيئة المحكمة طلبت موكله للاستماع إلى أقواله، لكن القوة الأمنية التي تحتجزه لم تحضره إلى المحكمة للمرة الخامسة، متهماً «مجموعة من أطراف محلية ودولية بمنع وصول السنوسي إلى المحكمة حتى لا يتم الفصل في القضية».

ويأتي النظر في قضية السنوسي، بعد خمسة أيام من مقتل نجله محمد في مشاجرة بمدينة سبها جنوب البلاد، وسعت قبيلة السنوسي لدى السلطات للإفراج عنه لحضور جنازته، لكن دون استجابة من سجانيه.

وقال نشاد، إن قانون السجون «يمنح السجين الحق في إجازة قصيرة لدفن أحد المتوفين من أسرته، لكن هذا الحق سُلب من موكلي، دون تدخل من السلطة التنفيذية أو القضائية».

وأضاف محامي السنوسي في حديث إلى «الشرق الأوسط»، أن محاكمة موكله، «تسير بشكل اعتيادي، لكن الإشكال يكمن في (قوة الردع الخاصة) التي تحتجزه لديها، ومدى التزامها بالخضوع لتعليمات النائب العام».

المنفي مستقبِلاً في لقاء سابق وفداً من قبيلة «المقارحة» المنتمي إليها السنوسي (المجلس الرئاسي)

وسبق للشيخ هارون أرحومة، أحد أعيان قبيلة «المقارحة»، القول لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحالة الصحية للسنوسي سيئة للغاية»، محذراً بأن القبيلة «لن تصمت إن أصابه مكروه، في ظل ما يعانيه من مرض السرطان، وحرمانه من الأطباء والدواء».

وتسعى قبيلة «المقارحة»، التي ينتمي إليها السنوسي، لدى السلطات التنفيذية للإفراج عنه، لكن دون استجابة. وسبق أن التقى رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، وفداً من مشايخ وأعيان القبيلة، وتضمن اللقاء، الذي أعلن عنه مكتبه، بحث «أوضاع السجناء السياسيين الذين صدرت بحقهم أحكام بالإفراج ولم تُنفذ».

وشدد المنفي، على «الدور الكبير» الذي تلعبه القبائل الليبية كافة بشكل عام، وقبيلة «المقارحة» بشكل خاص، في سبيل دعم ملف المصالحة الذي يقوده المجلس.


بأهداف خيالية وتصريحات جدلية... الأسطورة إبراهيموفيتش يودِّع الملاعب

TT

بأهداف خيالية وتصريحات جدلية... الأسطورة إبراهيموفيتش يودِّع الملاعب

بالحب والتقدير ودع إبراهيموفيتش جماهير ميلان (أ.ب)
بالحب والتقدير ودع إبراهيموفيتش جماهير ميلان (أ.ب)

موهوب، مقاتل، مغرور، عملاق... أوصاف كثيرة تم إطلاقها على المهاجم السويدي الأسطوري زلاتان إبراهيموفيتش الذي انحنى أخيراً لنداء الجسد وأعلن اعتزاله كرة القدم نهائياً في عمر 41 عاماً، وبعد مسيرة مظفرة في 6 بطولات أوروبية وتجربة بالدوري الأميركي.

اختار إبراهيموفيتش أن يختم مشواره بين جدران نادي ميلان وعقب المباراة الأخيرة للفريق بالدوري الإيطالي ضد فيرونا، لتأكيد مشاعر الحب تجاه النادي الشمالي الذي لعب له لفترتين، وقال في كلمته الوداعية على ملعب سان سيرو: «عندما جئت إلى هنا للمرة الأولى، منحتموني السعادة، وفي المرة الثانية منحتموني الحب. لقد استقبلتموني بالأحضان، أشعر بأني في بيتي، سأكون ميلانيستا إلى الأبد».

وأضاف: «إنها اللحظة التي أقول فيها وداعاً لكرة القدم، وليس فقط وداعاً لكم، إلى الأمام دائماً ميلان».

إبراهيموفيتش يحمل القميص الذي خاض به آخر لقاء ضمن صفوف ميلان (أ.ب)

وكان إبراهيموفيتش قد قضى موسمين في فترته الأولى مع ميلان قاده خلالهما إلى إحراز لقب الدوري المحلي عام 2011، وعاد مرة أخرى عام 2019 وأسهم في إحراز اللقب الموسم الماضي.

وكانت عودة إبراهيموفيتش الثانية إلى ميلان بعد تعرضه لإصابة خطيرة في الركبة عجّلت برحيله عن مانشستر يونايتد الانجليزي في عام 2018، لكنه واصل التحدي وكان يرى أن وجوده في ميلان هذه المرة بهدف جديد يتمثل في غرس روحه القتالية في نفوس اللاعبين الصغار الذين يحترمونه كثيراً.

كان إبراهيموفيتش الذي اشتهر بتصريحاته المثيرة للجدل يصر على أنه قادر على الاستمرار في الملاعب حتى الخمسين من عمره، لكنّ الإصابات المتكرّرة التي لحقت به، والعملية الجراحية الثانية التي خضع لها في ركبته اليسرى مايو (أيار) العام الماضي، حرمته من اللعب كثيراً هذا الموسم، وكان لها الأثر الأكبر في الوقوف ضد أحلامه بالاستمرار لفترة أطول في الملاعب.

واعترف المهاجم السويدي العملاق خلال مقابلة العام الماضي، عن تحدياته مع الألم ومقاومة النهاية الحتمية بالاعتزال قائلاً: «إنه ليس بالأمر السهل. كل يوم أستيقظ وأنا أشعر بالألم في كل مكان في جسدي، لكن عشقي للتحدي يجعلني أقاوم. لا أريد أن أشعر بالندم إذا توقفت، وأجلس لكي أقول إنه كان بإمكاني الاستمرار».

ويضيف: «زيادة متابعيك على وسائل التواصل الاجتماعي لن تشفيك، والحصول على المزيد من الأموال لن يشفيك، وجذب الانتباه لن يشفيك، فما يشفيك هو الحافز الذي تسعى من أجله... ليست لديّ مشكلات في المعاناة. بالنسبة إليّ، المعاناة مثل تناول وجبة الإفطار. لكنّ الكثير من الناس لا يفهمون المعاناة، لأن الجيل الجديد، في ظل وجود كل هذه المنصات، لا يقوم بالكثير لكي يحصل على الإشادة التي يستحقها. أما الجيل السابق فكان يفعل الكثير ولا يحصل إلا على القليل، أنا فخور جداً بأنني جئت من الجيل القديم».

ومن بين الأشياء التي جعلت إبراهيموفيتش يختار ميلان في الحقبة الأخيرة من مسيرته، أنه لعب ضد المدافع الإيطالي الرائع باولو مالديني، الذي كان عملاقاً في خط دفاع ميلان خلال الفترة بين عامي 1984 و2009، والذي اعتزل كرة القدم وهو في الحادية والأربعين من عمره. ويجسّد مالديني الحقيقة المتمثلة في أن ميلان يساعد لاعبيه العظماء على البقاء في الملاعب لفترات طويلة. ومن المثير للانتباه أن نجله البالغ من العمر 20 عاماً، دانيال، لعب إلى جوار إبراهيموفيتش في الفترة الثانية للسويدي. ويرى إبراهيموفيتش أنه كما استفاد من تجربة مالديني الأب، كان عليه مساعدة الابن، وحول ذلك قال: «إذا كان الأب قد صنع هذا التاريخ الحافل. فإننا نساعد الابن بكل الطرق الممكنة، فهو موهبة كبيرة، وأنا دائماً ما أطالبه بأن يلعب بطريقته المعتادة وأن يقاتل داخل الملعب ليحقق أحلامه. أنا سعيد لأنني لعبت مع الأب والابن»، وعلق ضاحكاً: «مَن يعلم فربما ألعب مع الحفيد أيضاً!».

اعتزل إبراهيموفيتش لكنّ بالتأكيد ستظل أهدافه الشهيرة عالقة بالأذهان، فلن ينسى جمهور الكره هدفه الذي أحرزه بمجهود فردي رائع عندما كان يلعب بقميص أياكس أمستردام الهولندي قبل 19 عاماً، وهدفه الأكروباتي مع السويد في مرمى إنجلترا عام 2011 بلعبة خلفية رائعة من 25 ياردة، والهدف الذي سجله في الشباك الخالية في أول ظهور له مع لوس أنجليس غالاكسي الأميركي، وغيرها الكثير من الأهداف ذات ماركة زلاتان. وبقدر ما كان لهذه الأهداف من تأثير في محيط إبراهيموفيتش، كانت تصريحاته المثيرة والاستفزازية هي النقطة التي تفوّق فيها على الجميع ولا ينافسه فيها أي شخص آخر!

إبراهيموفيتش اشتهر بتصريحات نارية تصل إلى حد الغرور، لا سيما في ما يتعلق بعظمته، ومنها ما قاله عندما ترك باريس سان جيرمان: «لقد جئت كملكٍ، وأرحل كأسطورة». وكان لسان حاله مماثلاً لدى رحيله عن لوس أنجليس غالاكسي الأميركي متوجهاً إلى أنصار النادي: « لقد أردتم زلاتان، لقد أعطيتكم زلاتان. التاريخ يستمر، من دوني تستطيعون العودة الآن إلى لعبتكم المفضلة؛ البيسبول».

وعندما سُئل إبراهيموفيتش في مقابلة صحافية عن رأيه في نجم كرة السلة الأميركية ليبرون جيمس، رد النجم السويدي قائلاً: «لا أحب عندما يصل الناس إلى مكانة معينة أن يمارسوا السياسة والرياضة في نفس الوقت. افعل ما تجيده، واعمل في المجال الذي تتفوق فيه. أنا ألعب كرة القدم لأنني الأفضل في لعب كرة القدم. أنا لا أشتغل بالسياسة».

لكنّ إبراهيموفيتش يدرك أن الرياضة والسياسة متشابكتان. ودائماً ما كانت الرياضة، منذ أيامها الأولى، وسيلة للسيطرة وسفينة للتغيير وتعبيراً عن القوة والمقاومة. ومن ماركوس راشفورد إلى كولين كابيرنيك إلى نعومي أوساكا إلى ليبرون جيمس نفسه، نادراً ما كانت فكرة الناشط الرياضي مترسخة بعمق في الثقافة.

ويقول إبراهيموفيتش: «الرياضة توِّحد الناس، أما السياسة فتقسّمهم... أنا لا أمارس السياسة. لو كنت أفعل ذلك لأصبحت رئيساً الآن». لكن سبق لإبراهيموفيتش أن وصف الملاكم الأسطورة محمد علي بأنه الرياضي المفضل بالنسبة إليه على الإطلاق، نظراً «لما فعله داخل الحلبة وخارجها». ولذا، ربما يكون هذا ببساطة هو السبب الذي يجعل زلاتان يعمل على بناء علامته التجارية الخاصة ويصوّر نفسه دائماً على أنه الرياضي الموهوب الذي يقول تصريحات تثير الجدل ويتذكرها الجميع.

منذ نشأته في مالمو، يسعى زلاتان دائماً لتحقيق المجد الشخصي، سواء كان ذلك في صورة القوة أو الأهداف التي يسجلها أو السمعة التي يصنعها لنفسه أو الجوائز التي يحصل عليها أو الثروة. وبينما كان يشق إبراهيموفيتش طريقه في كرة القدم الأوروبية، كان يسعى دائماً لتصوير نفسه على أنه الرجل الذي يصنع مصيره بنفسه من خلال إيمانه الشديد بنفسه وبتفانيه في العمل. لقد قال ذات مرة: «إذا كنت تؤمن بنفسك فستنجح لا محالة، فكل شيء يعتمد عليك».

إبراهيموفيتش يحمل كأس «يوروبا ليغ»... اللقب الأوروبي الوحيد في سجله (غيتي)

كانت شخصيته الجدلية محل قلق المدربين الذين تعامل معهم، خصوصاً بعد هجومه المتواصل على الإسباني جوسيب غوارديولا عندما كان الأخير يشرف عليه في برشلونة وتم تهميش دور إبراهيموفيتش، وعلق السويدي قائلاً: «إنه مدرب جبان كان يخشى مواجهتي في غرفة الملابس لدرجة أنه استبعدني من الجلوس مع زملائي... كنت المهاجم الأكثر تأثيراً، لكنه أراد التركيز على ليونيل ميسي، اختلق أزمات شخصية ولم يكن قادراً على مواجهتي».

لكن على عكس ما تردد عنه، كان إبراهيموفيتش يكنّ التقدير الكبير لكلٍّ من البرتغالي جوزيه مورينيو خلال فترته في مانشستر يونايتد، وكذلك الإيطالي كارلو أنشيلوتي عندما كان في صفوف سان جيرمان. وقال زلاتان: «مورينيو مدرب يعرف إخراج طاقات كل لاعبيه، وقد كان سنداً قوياً خلال فترتي مع يونايتد، وأنشيلوتي مدرب رائع يلتفّ حوله كل اللاعبين». و في كتابه «أسراري كمدرب» قال عنه أنشيلوتي: «قدَّموا لي زلاتان على أنه لاعب من الصعب إدارته، لكني اكتشفت لاعباً محترفاً شديد التركيز دائماً على عمله».

بالتأكيد ذاكرة الملاعب ستحفظ لإبراهيموفيتش مكانه عظيمة في السجل الذهبي، فهو اللاعب الذي توج خلال مسيرته المظفرة ببطولة الدوري المحلي في هولندا مع أياكس أمستردام (2002 و2004)، وإيطاليا مع إنتر (2007 و2008 و2009)، وميلان (2011 و2022)، وإسبانيا مع برشلونة (2010)، وفرنسا مع باريس سان جيرمان (2013 و2014 و2015 و2016)، أما لقبه القاري الوحيد فكان في صفوف مانشستر يونايتد عندما توج بطلاً للدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) عام 2017. وإبراهيموفيتش هو صاحب أكبر رصيد من الأهداف في تاريخ منتخب السويد (62 هدفاً) في 122 مباراة دولية.

وستكون كلمة ستيفانو بيولي، مدربه في ميلان، هي العبارة الأخيرة في السجل الشرفي: «أمر حزين أن يقرّر بطل مثل إبراهيموفيتش التوقف عن كرة القدم».

 

 


طلبات عالمية للدخول في المدن الصناعية السعودية

جانب من توقيع الاتفاقية لإنشاء وتطوير 72 مصنعاً في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع الاتفاقية لإنشاء وتطوير 72 مصنعاً في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

طلبات عالمية للدخول في المدن الصناعية السعودية

جانب من توقيع الاتفاقية لإنشاء وتطوير 72 مصنعاً في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع الاتفاقية لإنشاء وتطوير 72 مصنعاً في الرياض (الشرق الأوسط)

كشف نائب الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال في الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن)؛ المهندس علي العمير، عن وجود طلبات عالمية للدخول في المدن الصناعية، مؤكداً أن هناك جهوداً كبيرة من المنظومة الصناعية في البلاد لجذب الاستثمارات العالمية عن طريق المشاركة، أو التواصل المباشر، أو استهداف الفعاليات العالمية.

وأضاف نائب الرئيس التنفيذي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «مدن» نجحت في استقطاب استثمارات وطنية وأجنبية بحجم استثمارات تراكمية يتجاوز 405 مليارات ريال (108 مليارات دولار)، فيما بلغ عدد المصانع العاملة 5926 مصنعاً و290 منشأة لوجيستية، وذلك لمساهمة أكبر في تنويع مصادر الدخل الوطني وتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 ومستهدفات الاستراتيجية الوطنية للصناعة للوصول إلى اقتصاد صناعي مستدام وبيئة جاذبة للاستثمار.

وتابع المهندس العمير: «هناك 36 مدينة صناعية موزعة على جميع مناطق البلاد، بمساحات مطورة تزيد على 198 مليون متر مربع، في حين بلغ إجمالي العقود فيها 7242 عقداً بين صناعي ولوجيستي واستثماري»، موضحاً في الوقت ذاته، أن «مدن» تعمل على تشجيع القطاع الخاص للإسهام في إنشاء المدن الصناعية وتطويرها وإدارتها وتشغيلها وصيانتها.

التوسع في إنشاء المدن الصناعية

ورداً على سؤال «الشرق الأوسط» حول التوسع في إنشاء مزيد من المدن الصناعية، قال إن «هناك نية للتوسع في إنشاء المدن الصناعية»، لافتاً إلى أن المدن الصناعية الموجودة مطورة جزئياً والتطوير مستمر بناء على احتياج السوق، «واليوم نستطيع أن نستقرئ المدن التي تحتاج إلى تطوير إضافي، وتماشياً مع السوق وطلباتها نعمل على تطوير هذه البنية التحتية».

وجاء حديث العمير، في أعقاب تدشين الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن)، أمس في مدينة جدة غرب السعودية، 98 مصنعاً جاهزاً بقيمة 100 مليون ريال (26.6 مليون دولار)، وذلك ضمن المشروع الذي أطلقته الهيئة مع شريكها الاستراتيجي «ماسك اللوجيستية» في عدد من المدن الصناعية، بهدف تمكين الصناعة بالاستفادة من الممكنات المتاحة وتعظيم الفائدة منها، ليصل عدد المصانع الجاهزة إلى 1200 مصنع منتشرة في كل المدن توفر الخدمات الأساسية للمستثمرين.

شراكة القطاعين العام والخاص

وحول تدشين المصانع الجديدة، قال العمير إنها مرحلة جديدة من التوسّع في الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ليكون داعماً وحليفاً عبر شراكة ناجحة مع الشريك الاستراتيجي من خلال تدشين مشروع «منتجون 3» في المنطقة الصناعية الثالثة بجدة بعدد 98 مصنعاً وبمساحة تتجاوز 92 ألف متر مربع، التي تؤكد أهمية بناء الشراكات الواعية التي تسهم في تحقيق مستهدفات «مدن».

ولفت إلى أن المصانع الجاهزة من شأنها تيسير دخول الصناعيين حيز الإنتاج في زمن قياسي، وتعزيز سلسلة القيمة، كما تخدم استدامة الأعمال وتواكب تطلّعات المستثمرين، خصوصاً رواد ورائدات الأعمال، بالإضافة إلى تسهيل استقطاب الاستثمارات العالمية، لافتاً إلى أنّ القطاع الخاص المحرّك الرئيسي في تطوير هذه المنتجات وتنفيذها.

واهتمت «مدن» ضمن مساعيها لمشاركة فاعلة في تعزيز التنوع الاقتصادي، وتنمية الناتج المحلي والصادرات غير النفطية، بتمكين المستثمرين من خلال التخطيط والعمل الدؤوب لفهم الاحتياجات والتحديات وسدّ الفجوات، وفقاً لـ«العمير»، الذي قال إن ذلك نتج عنه تطوير نهج عمل مبتكر يقدم حلولاً ومنتجات، كالمصانع الجاهزة التي من شأنها تيسير دخول الصناعيين حيز الإنتاج في زمن قياسي، وتعزيز سلسلة القيمة، كما تخدم استدامة الأعمال وتواكب تطلّعات المستثمرين، تحديداً رواد ورائدات الأعمال، كما أن ذلك يسهل في استقطاب الاستثمارات العالمية.

دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة

وشدد نائب الرئيس التنفيذي على أن «مدن» مواكبة للتطلعات الوطنية لدعم أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز مسيرة التنمية الصناعية، بتقديم منتجات وحلول إضافية تخدم شريحة أكبر من الصناعيين، وتدعمهم لبدء أنشطتهم، إلى جانب تقديم تجربة رقمية تسهم في رفع تنافسية المصانع، وتسهل رحلة المستثمر بـ72 خدمة رئيسية وفرعية إلكترونية تقدمها «مدن» حالياً.

وشهد الحفل توقيع الرئيس التنفيذي للهيئة المهندس ماجد العرقوبي، والرئيس التنفيذي لشركة «ماسك» رامي الشيخ، اتفاقية جديدة لإنشاء وتطوير 72 مصنعاً جاهزاً في المدينة الصناعية الثالثة بالرياض، ليصل إجمالي المصانع الجاهزة بعد تنفيذ المشروع الجديد إلى 361 مصنعاً بمساحات تفي باحتياجات المستثمرين وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتوفر عامل الوقت والجهد لبدء عملية الإنتاج بشكل مباشر.

///////////////////////////

///////////////////////////

شرح الصورة ٢ / جانب من توقيع الاتفاقية لإنشاء وتطوير 72 مصنعاً في الرياض


تضارب روسي - أوكراني حول مجريات «الهجوم المضاد»

تضارب روسي - أوكراني حول مجريات «الهجوم المضاد»
TT

تضارب روسي - أوكراني حول مجريات «الهجوم المضاد»

تضارب روسي - أوكراني حول مجريات «الهجوم المضاد»

تضاربت المعطيات الروسية والأوكرانية حول مسار المعارك على خطوط التماس، مع تأكيد موسكو نجاحها في صد هجمات واسعة النطاق على عدد من المحاور، في مقابل إعلان كييف أن قواتها تنفّذ «عمليات هجومية» على بعض الجبهات، وأنها حققت تقدماً ميدانياً؛ لا سيما قرب باخموت.

وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم، الاثنين، إن قواتها تتصدى لهجمات القوات الأوكرانية في جنوب منطقة دونيتسك، بالقرب من تجمعي نوفودونتسكي وأوكتيابرسكي السكنيين. وأضافت: «نواصل التصدي بنجاح لهجوم العدو، من خلال تحركات الوحدات ونيران المدفعية والغارات الجوية لمجموعة القوات الشرقية».

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، إن القوات المسلحة الأوكرانية شنت، منذ صباح الأحد، هجوماً واسع النطاق في 5 قطاعات من الجبهة في اتجاه جنوب دونيتسك، من أجل محاولة اختراق الدفاعات الأكثر ضعفاً في الجبهة، من وجهة نظر كييف. وقال كوناشينكوف إن العدو «لم ينجز مهامه ولم ينجح». كما أعلنت سلطات مقاطعة زابوريجيا المعينة من جانب موسكو أن قواتها صدت كذلك هجوماً واسعاً من جانب القوات الأوكرانية.

ورغم الإعلان الرسمي الروسي عن صد الهجمات الأوكرانية، فإن تقارير أشارت إلى أن القوات المهاجمة نجحت في تحقيق اختراق محدود على محور باخموت، بعد أيام على اندلاع معارك عنيفة في محيط المدينة التي سيطرت عليها موسكو تماماً قبل أسبوعين.

وقال قائد مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية، يفغيني بريغوجين، الاثنين، إن القوات الأوكرانية استعادت جزءاً من بلدة بيرخيفكا، شمال باخموت، ووصف الأمر بأنه «وصمة عار». وكانت قوات «فاغنر» قد أعلنت انسحابها من المدينة الاستراتيجية بعد السيطرة عليها، وسلَّمت مواقعها هناك إلى القوات الروسية النظامية.

وجاءت تصريحات بريغوجين بالتزامن مع إعلان قائد القوات البرية الأوكرانية، ألكسندر سيرسكي، الاثنين، أن قوات بلاده تواصل «التقدم»، بالقرب من مدينة باخموت. وأشار سيرسكي إلى أن القوات الأوكرانية نجحت في تدمير موقع روسي، بالقرب من المدينة.

القوات الروسية تقصف عربات أوكرانية تشارك في الهجوم المضاد اليوم (وزارة الدفاع الروسية- أ.ب)

في المقابل، نفت وزارة الدفاع الروسية صحة المعطيات حول تحقيق القوات الأوكرانية تقدماً في دونيتسك. وأكدت أنه «خلال محاولته الفاشلة لتنفيذ هجوم واسع النطاق على محور جنوب دونيتسك، الأحد، تكبد العدو خسائر كبيرة؛ حيث قُتل هناك ما يصل إلى 300 من جنوده، وتم تدمير 16 دبابة، و26 مدرعة، و14 مركبة، ولم يتمكن العدو من تحقيق أهدافه».

وأشارت الوزارة، في بيان رصد مجريات المعارك خلال يوم، إلى أن وحداتها بالتعاون مع قوات حرس الحدود والأمن الفيدرالي، أحبطت، الأحد، محاولة مجموعتين من الإرهابيين الأوكرانيين اختراق أراضي مقاطعة بيلغورود الروسية.

عربة عسكرية أوكرانية في قرية قرب الحدود مع روسيا في إقليم خاركيف اليوم الاثنين (رويترز)

وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنه «تم تدمير التشكيلات الإرهابية لنظام كييف، بضربات جوية ومدفعية نفذتها وحدات حماية الحدود التابعة للمنطقة العسكرية الغربية؛ حيث قُتل ما لا يقل عن 10 إرهابيين، ودُمر قاربان وعربة مدرعة». وزادت أنه تم خلال الساعات الـ24 الماضية، تدمير 5 فصائل لمدافع «الهاون» وراجمة صواريخ «غراد» أوكرانية، قرب مدينة فولتشانسك في مقاطعة خاركيف، إضافة إلى اثنين من المدافع ذاتية الحركة بولندية الصنع، كانت تُستخدم لقصف الأراضي الروسية.

ووفقاً للوزارة الروسية، فقد بلغ مجموع الخسائر البشرية للقوات الأوكرانية خلال اليوم الماضي نحو 900 جندي، بعد مقتل 90 جندياً على محور كوبيانسك، و65 على محور كراسني ليمان، و425 على محور دونيتسك، و20 على محور خيرسون.

مواطنة قرب ركام مطبخها الصيفي في بلدة هورليفكا بإقليم دونيتسك اليوم (رويترز)

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت السلطات الأوكرانية مجدداً حالة التأهب الجوي، الاثنين، في 5 مناطق بأوكرانيا، هي: سومي، وبولتافا، وخاركيف، ودنيبروبتروفسك، وميكولايف، وكذلك في أجزاء من منطقتي خيرسون، وزابوريجيا، الخاضعتين لسيطرة كييف، وذلك وفقاً لبيانات الخرائط على الإنترنت، لوزارة التحول الرقمي الأوكرانية.

في الوقت ذاته، قال وزير دفاع أوكرانيا أليكسي ريزنيكوف إن بلاده «لن تتمكن من استخدام مقاتلات (إف-16) في هجومها المضاد المنتظر؛ لأن تدريب الطيارين والتقنيين يستغرق وقتاً». وأشار الوزير الأوكراني، في مقابلة مع قناة تلفزيونية، إلى أن استخدام هذه المقاتلات ممكن في الخريف أو الشتاء. وأضاف خلال رده على سؤال حول احتمال استخدام المقاتلات في الهجوم المضاد: «للأسف، سنضطر في هذا الصيف للبقاء من دون مقاتلات (إف-16). سنستخدم جميع المعدات الموجودة على الأرض».

وشدد ريزنيكوف على أن أوكرانيا تحتاج؛ ليس لتدريب الطيارين فحسب؛ بل لتدريب وإعداد المهندسين والتقنيين وغيرهم من العاملين الضروريين في هذا المجال. وأعرب عن أمله في أنه سيكون من الممكن استخدام المقاتلات الأميركية الصنع «في الخريف أو الشتاء».

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قد قال في وقت سابق، إن الدنمارك وهولندا تقودان التحالف الأوروبي لتدريب الطيارين الأوكرانيين على استخدام مقاتلات «إف-16».

الدخان يتصاعد من بلدة فوفوشانسك الأوكرانية بإقليم خاركيف خلال تبادل قصف مع القوات الروسية اليوم (رويترز)

في غضون ذلك، أحاط الغموض، الاثنين، مصير رئيس المخابرات الأوكرانية كيريل بودانوف، بعد تردد أنباء -نفت كييف صحتها- عن مقتله خلال غارة صاروخية روسية الأسبوع الماضي. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية الروسية عن مصادر في أوكرانيا، أن المعطيات حول وفاة بودانوف تم تناقلها على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، وبعض وسائل الإعلام الأوكرانية، وأن تجهيزات أقيمت لدفنه في مقبرة حكومية؛ لكن مركز مكافحة التضليل في أوكرانيا وصف المعطيات بأنها غير صحيحة.

وكانت موسكو قد أعلنت نهاية الأسبوع الماضي أنها وجهت ضربة صاروخية مدمرة لمقر المخابرات العسكرية في أوكرانيا.