إتاوات حوثية تحرم السكان من الخضار والفاكهة

يمنيون يتسوقون من متجر في صنعاء (رويترز)
يمنيون يتسوقون من متجر في صنعاء (رويترز)
TT

إتاوات حوثية تحرم السكان من الخضار والفاكهة

يمنيون يتسوقون من متجر في صنعاء (رويترز)
يمنيون يتسوقون من متجر في صنعاء (رويترز)

شكا سكان في العاصمة صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرة الميليشيات الحوثية من غلاء أسعار الخضار والفواكه، بسبب فرض مزيد من الإتاوات والجبايات غير القانونية على المزارعين والتجار والباعة بالجملة والتجزئة.
يأتي ذلك بالتوازي مع تقرير دولي حديث أوضح أن ملايين الأسر اليمنية تواجه فجوات في استهلاك الغذاء بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية.
وتوقع تقرير شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة أن تتأثر الأسر اليمنية الفقيرة في الأشهر المقبلة بمزيد من الزيادات في أسعار الغذاء والوقود، حيث ستعاني الأسر الريفية بمناطق المرتفعات من انخفاض موسمي في الوصول إلى الدخل خلال الموسم الزراعي المحلي.
في غضون ذلك، أكد السكان في صنعاء استمرار الارتفاع المتكرر لأسعار الخضراوات والفواكه، واتهموا الميليشيات بمواصلة فرض مزيد من الإتاوات تحت مسمى الضرائب والزكاة والمجهود الحربي ودعم المناسبات الطائفية على التجار والمزارعين وناقلات الخضراوات والفواكه وبائعي الجملة والتجزئة في عدة أسواق رئيسية بصنعاء.
وفي ظل استمرار غياب أجهزة الرقابة الحوثية، ممثلة بما يسمى الإدارة العامة للتسويق والتجارة في وزارة الزراعة بحكومة الانقلاب غير المعترف بها، أكد سكان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أنه لا توجد أي مبررات لاستمرار ارتفاع أسعار الخضراوات والفواكه وغيرها، مشيرين إلى أن ذلك يأتي في ظل تقاعس تلك الأجهزة الرقابية وعدم قيامها بأي تحركات حيال المتلاعبين بأقوات الناس.
ويشكو «حمدي.ع»، وهو عامل بالأجر اليومي في صنعاء، من ارتفاعات يومية في أسعار مختلف أصناف الخضراوات والفواكه، ويؤكد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أنه لم يعد قادراً على توفير الحد الأدنى من تلك المتطلبات التي تشمل الخضراوات أو الفواكه لأفراد أسرته المكونه من خمسة أطفال، فضلاً عن الاحتياجات الأخرى الضرورية كالأرز والدقيق والسكر والزيت وغيره، التي تحتاج إلى عملية إنفاق.
إلى ذلك، اتهمت مصادر عاملة بقطاع الزراعة الخاضع للجماعة الحوثية بصنعاء، قيادات انقلابية، بتجاهل الارتفاعات السعرية المتكررة في الخضراوات والفواكه وغيرها من السلع الضرورية، التي أثقلت كاهل السكان في العاصمة وغيرها وفاقت قدرتهم الشرائية.
وذكرت المصادر أن الجماعة الانقلابية عادة ما تكتفي بأخذ ما تفرضه من مبالغ غير قانونية على المزارعين وكبار التجار وباعة الجملة والتجزئة، وذلك يتم بعيداً عن القيام بأي حملات رقابة حقيقية.
وأفادت بأن عمل ما يسمى إدارة التسويق والتجارة الخاضعة للحوثيين يقتصر منذ سنوات على نشر قوائم سعرية يومية للخضراوات والفواكه، على حساباتها بمنصات التواصل، لا تتطابق مع الأسعار على الأرض.
وتؤكد تقارير المنظمات الدولية أن اليمن «على بعد خطوة واحدة من المجاعة»؛ إذ يعيش غالبية السكان في حالة من انعدام الأمن الغذائي، وسط دعوات لحماية المزارعين من عبث الانقلابيين وتعسفهم، وتقديم المساندة والدعم العاجل لهم كي يتمكنوا من المساهمة في إنتاج السلع الزراعية.
وعمدت الجماعة الحوثية على مدى الثماني سنوات المنصرمة، إلى محاربة زراعة مختلف المحاصيل والمنتجات الزراعية، وسخّرت كل جهدها لدعم وتشجيع زراعة نبتة «القات»؛ كونها تدر مبالغ مالية طائلة على الجماعة من عائدات الضرائب.
ووفق تقارير محلية سابقة، فقد تضرّر القطاع الزراعي بدرجة كبيرة بسبب الحرب الحوثية، إذ إن إجمالي المساحة المزروعة لعام 2018 بلغ نحو 1.08 مليون هكتار، مسجّلة انخفاضاً عن مستوى عام 2005 بأكثر من 118 ألف هكتار.
وقدرت التقارير خسائر القطاع الزراعي في اليمن جراء الانقلاب بمليارات الدولارات، في حين أدى التوقف المتكرر لإنتاج النفط وانعدام الوقود، خصوصاً مادة الديزل، إلى جفاف وموت مساحات شاسعة من الحقول الزراعية.
وطيلة سنوات الانقلاب الماضية، دخل القطاع الزراعي كغيره من القطاعات في حالة تدهور كبيرة، وفق ما يقوله المراقبون الاقتصاديون؛ إذ قضت سياسات الجماعة التدميرية على ثلث الإنتاج الزراعي في مناطق سيطرتها.


مقالات ذات صلة

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي قادة حوثيون في مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء (إعلام حوثي)

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

تواصل الجماعة الحوثية إجراء تغييرات في المناهج التعليمية، بإضافة مواد تُمجِّد زعيمها ومؤسسها، بالتزامن مع اتهامات للغرب والمنظمات الدولية بالتآمر لتدمير التعليم

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
TT

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)

في بلدة عمشيت الساحلية الهادئة التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة شمالي بيروت، استأنفت المدارس الحكومية أخيراً مهمتها التعليمية وسط عشرات الآلاف من النازحين الذين اتخذوا من بعض المدارس مأوى مؤقتاً.

وحسب «رويترز»، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه مع تصاعد الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» في سبتمبر (أيلول) لحق الدمار بمئات المدارس في لبنان أو اضطرت لغلق أبوابها بسبب الأضرار أو المخاوف الأمنية.

وقالت وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية إنه تم تحويل 505 مدارس من بين نحو 1250 مدرسة حكومية في لبنان إلى ملاجئ مؤقتة لبعض النازحين الذين يبلغ عددهم 840 ألف شخص.

وبدأت الوزارة، الشهر الماضي، إعادة فتح المدارس على مراحل، مما سمح بعودة 175 ألف طالب منهم 38 ألف نازح إلى بيئة تعليمية لا تزال بعيدةً عن وضعها الطبيعي.

وفي مدرسة عمشيت الثانوية الحكومية، التي تضم الآن 300 طالب مسجل ويُتوقع انضمام المزيد منهم مع استمرار وصول العائلات النازحة، تحولت المساحات المألوفة ذات يوم إلى مكان مخصص لاستيعاب الواقع الجديد.

وقال مدير المدرسة، أنطوان عبد الله زخيا، إنه قبل شهرين ونصف الشهر اختيرت المدرسة كملجأ.

واليوم، تتدلى الملابس المغسولة من نوافذ الفصول الدراسية، وتملأ السيارات ساحة اللعب التي كانت ذات يوم منطقةً صاخبة، والممرات التي كان يتردد فيها صوت ضحكات التلاميذ أصبحت الآن استراحةً للعائلات التي تبحث عن ملجأ.

وأعربت فادية يحفوفي، وهي نازحة تعيش مؤقتاً في المدرسة، عن امتنانها الممزوج بالشوق. وقالت: «بالطبع، نتمنى العودة إلى منازلنا. لا أحد يشعر بالراحة إلا في المنزل».

كما أعربت زينة شكر، وهي أم نازحة أخرى، عن قلقها على تعليم أطفالها.

وقالت: «كان هذا العام غير عادل. بعض الأطفال يدرسون بينما لا يدرس آخرون. إما أن يدرس الجميع، أو يجب تأجيل العام الدراسي».

التعليم لن يتوقف

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الخطة المرحلية لاستئناف الدراسة ستشمل تسجيل 175 ألف طالب من بينهم 38 ألف طفل نازح في 350 مدرسة عامة غير مستخدمة كملاجئ. وقال وزير التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، لـ«رويترز»: «العملية التعليمية هي أحد مظاهر مقاومة العدوان الذي يواجهه لبنان». وأضاف الحلبي أن قرار استئناف العام الدراسي كان صعباً لأن العديد من الطلاب والمدرسين النازحين لم يكونوا مستعدين نفسياً للعودة إلى المدرسة. وفي مبنى مجاور في مدرسة عمشيت الثانوية الرسمية، يتأقلم المعلمون والطلاب مع أسبوع مضغوط مدته 3 أيام ويشمل كل يوم 7 حصص دراسية لزيادة وقت التعلم إلى أقصى حد.

ولا تزال نور قزحيا (16 عاماً)، وهي من سكان عمشيت، متفائلة. وقالت: «لبنان في حالة حرب، لكن التعليم لن يتوقف. سنواصل السعي لتحقيق أحلامنا». ويتأقلم المعلمون مع الظروف الصعبة. وقال باتريك صقر وهو مدرس فيزياء (38 عاماً): «الجميع مرهقون ذهنياً... في نهاية المطاف، هذه الحرب تطولنا جميعاً». وبالنسبة لأحمد علي الحاج حسن (17 عاماً) النازح من منطقة البقاع، يمثل الأسبوع الدراسي الذي يدوم 3 أيام تحدياً لكنه ليس عائقاً. وقال: «هذه هي الظروف. يمكننا أن ندرس رغم وجودها».