إردوغان يطلق حملته الانتخابية على وقع تصاعد الخلافات مع المعارضة

أطلق الرئيس رجب طيب إردوغان، أمس، حملته الانتخابية الرسمية من مناطق دمّرها زلزال السادس من فبراير (شباط)، فيما تفاقم التوتر في البلاد بعد تعرض مقرّ حزب معارض لهجوم في إسطنبول.
وقال الرئيس التركي، في غازي عنتاب القريبة من الحدود مع سوريا، أمام حشد قرب مشروع سكني بدأ في المحافظة: «جئنا لخدمتكم وليس لقيادتكم». وقبل ستة أسابيع من انتخابات 14 مايو (أيار)، كثّف رئيس الدولة وعود إعادة الإعمار وزيارات خيام الناجين من الزلزال الذي خلّف أكثر من خمسين ألف قتيل وثلاثة ملايين نازح ومئات الآلاف من العائلات المنكوبة.
وفي مواجهة إردوغان (69 عاما)، يعتزم ثلاثة مرشحين صادقت على ترشحهم خلال الأسبوع الحالي اللجنة الانتخابية منافسته على أمل نجاح المعارضة، وفي مقدّمتهم مرشح «طاولة الستة» كمال كليتشدار أوغلو. وكشف استطلاع للرأي أجراه معهد «تاغ» للأبحاث، عن أن 51.8 في المائة من الناخبين يأملون في فوز مرشح المعارضة وزعيم حزب «الشعب الجمهوري» بالرئاسة، مقابل 42.6 في المائة يؤيدون إردوغان.
في سياق متصل، تعرض مقر حزب «الجيد» المعارض في إسطنبول لهجوم مسلح، أطلق خلاله مجهول 3 رصاصات من بندقية على الطابق الأرضي وإحدى النوافذ والطابق الثالث من المبنى الواقع في حي زيتين بورنو.
وجاء الهجوم عقب توتر شديد بين إردوغان ورئيسة الحزب ميرال أكشينار. وفي تصريحات من أمام مقر الحزب، حمّلت أكشينار الرئيس التركي المسؤولية عن الهجوم، ونددت بمحاولة «ترهيب» الأحزاب قبل أسابيع من الانتخابات. وقالت في كلمة ألقتها إلى جانب رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، أمس: «بقي على موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية أقل من شهر ونصف. من غير المقبول محاولة ترهيب الأحزاب السياسية قبل الانتخابات، هذه إهانة كبيرة للناخبين». وأضافت: «السيد رجب (إردوغان) هددني 3 مرات. تعرّض منزلي للهجوم من قبل، دون القبض على الفاعل. والآن، تمّ إطلاق النار على مقر حزبنا الإقليمي في إسطنبول، بعد أقل من يومين على تهديد إردوغان لي».
ودعت أكشينار الناخبين إلى الرد على هذا الهجوم عبر صناديق الاقتراع. وقالت إنه «ابتداء من صباح يوم 15 مايو، لتكن لدينا تركيا جديدة لا تعرف التهديد أو الاعتداء... اجعلوا حزب الجيد هو الحزب الأول من خلال صناديق الاقتراع، وصوتوا لكمال كليتشدار أوغلو مرشح تحالف الأمة للرئاسة... هذا هو طريقنا للخلاص من هذا النظام المثير للاشمئزاز».
وكان الرئيس رجب طيب إردوغان علق على تصريحات لأكشينار انتقدت فيها أداء حكومته في مواجهة كارثة زلزال 6 فبراير (شباط)، خلال مقابلة مع عدد من القنوات التلفزيونية ليل الأربعاء - الخميس، وقال: «لا يليق بامرأة أن تهاجِم بهذا الشكل»، ناصحا إياها بعدم تعريض نفسها للخطر.
وأدان المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر تشيليك، الهجوم، قائلا: «ندين الهجوم على مبنى حزب الجيد في إسطنبول. نحن ضد كل أنواع المضايقات والاعتداءات على المؤسسات السياسية، ولا يمكن لأي استفزاز أو اعتداء أن يحقق هدفه». وانتقد تشيليك تصريحات أكشينار، وقال إن «اتهامها لرئيسنا بعد هذا الهجوم هو نهج غير مسؤول واستفزازي».وتوافد قادة أحزاب المعارضة على مقر حزب الجيد في إسطنبول بعد تعرضه للهجوم أمس. وندد كل من رئيس حزب الشعب الجمهوري مرشح المعارضة للرئاسة كمال كليتشدار أوغلو، ورئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو، وغيرهما من قادة المعارضة، بالهجوم واعتبروه نوعا من التهديد قبل الانتخابات، مطالبين بسرعة القبض على منفذه وتقديمه للمحاكمة.
وانتشرت الشرطة التركية في محيط مقر الحزب، وبدأت عمليات تفقد المبنى والكاميرات المثبتة به والموجودة في محيط المكان، في محاولة لتحديد هوية المهاجم الذي فر عقب إطلاقه النار على مقر الحزب.
من جهته، قال مكتب والي إسطنبول في بيان إنه تم إرسال فرق وخبراء من شرطة إسطنبول إلى مكان الحادث، عقب تلقي إخطار بوقوع الهجوم، وبدأت التحقيقات.
وفي خضم هذه التطورات، واصل كليتشدار أوغلو لقاءاته مع رؤساء تركيا السابقين والشخصيات السياسية البارزة في إطار استعداداته للانتخابات الرئاسية. وقام بزيارة لافتة إلى الرئيس التركي السابق عبد الله غل بمقر إقامته في إسطنبول، بعد يوم واحد من لقاء الرئيس الأسبق أحمد نجدت سيزر في أنقرة. ولم تصدر تصريحات عن أي من كليتشدار أوغلو أو غل، الذي يعد أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية الحاكم، والذي انتهت رئاسته لتركيا في 2014. لكن بدا أن خلافات عميقة طرأت على علاقته برفيق دربه السابق الرئيس رجب طيب إردوغان.