تحذير أممي من وصول الخطر النووي إلى «أعلى» نقطة منذ الحرب الباردة

روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للسياسة الخارجية

TT

تحذير أممي من وصول الخطر النووي إلى «أعلى» نقطة منذ الحرب الباردة

عشية تسلم موسكو رئاسة مجلس الأمن لشهر أبريل (نيسان) بدءاً من السبت، رأت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أن روسيا يجب ألا تكون عضواً دائماً في أقوى المنتديات الأممية. بينما حذرت الممثلة العليا للأمم المتحدة لشؤون نزع الأسلحة ايزومي ناكاميتسو من أن خطر استخدام السلاح النووي حالياً وصل إلى «أعلى» نقطة له منذ ذروة الحرب الباردة.
وكانت المسؤولة الأممية الرفيعة تخاطب أعضاء مجلس الأمن الذي عقد جلسة طارئة في نيويورك بطلب من أوكرانيا لمناقشة إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 25 مارس (آذار) الماضي نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا. وقالت ناكاميتسو إنه «يجب على كل الدول تجنب القيام بأي إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى التصعيد أو الخطأ أو سوء التقدير» في المسائل النووية، داعية إلى «التقيد التام» بالتزاماتها في معاهدة الحد من الانتشار النووي. وإذ أقرت بأن استضافة دولة غير نووية لأسلحة من هذا النوع «موجودة منذ عقود، عبر مناطق مختلفة وبموجب ترتيبات مختلفة»، ذكرت بأن «هذه الترتيبات تسبق تاريخ معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، باستثناء الإعلان الأخير» من بوتين. ونبهت إلى أن «غياب الحوار وتآكل هيكل نزع الأسلحة ومراقبتها، بالإضافة إلى الخطاب والتهديدات المستترة، تشكل الدوافع الرئيسية لهذا الخطر الوجودي المحتمل».
وعقدت هذه الجلسة قبل يوم واحد من تسلم روسيا رئاسة مجلس الأمن لشهر أبريل (نيسان). وكان مقرراً أن يتحدث المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا مع الصحافيين حول البرنامج الذي أعدته موسكو لهذه المناسبة، بما في ذلك عقد جلسات برئاسة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في ظل تساؤلات عما إذا كانت الولايات المتحدة ستمنحه تأشيرة الدخول الضرورية للمجيء إلى نيويورك، وسط مطالبات بمنع روسيا من تولي مناصب حساسة في المنظمة الدولية.
وفي هذا السياق جاءت تصريحات المندوبة الأميركية توماس غرينفيلد التي قالت من كوستاريكا حيث كانت تشارك في قمة الديمقراطية إن «روسيا عضو دائم في مجلس الأمن، يجب ألا تكون كذلك بسبب ما فعلته في أوكرانيا»، مستدركة بأن ميثاق الأمم المتحدة «لا يسمح بتعديل وضعها كعضو دائم». وأكدت أنها تتوقع من روسيا أن تتصرف «بطريقة مهنية» حين تتولى الرئاسة على رغم تشكيكها في ذلك، على أن تسعى أيضاً إلى «فرص للدفع قدما بحملتها للتضليل الإعلامي ضد أوكرانيا والولايات المتحدة وكل حلفائنا».
وفي سياق متصل تبنت روسيا الجمعة استراتيجية جديدة للسياسة الخارجية تقدم الولايات المتحدة والغرب على أنهما مصدر «تهديدات وجودية» لموسكو في أجواء الخلافات المتصاعدة المرتبطة بالنزاع في أوكرانيا. وقال الرئيس فلاديمير بوتين مبررا تبني هذه الخطة الجديدة إن «الاضطرابات على الساحة الدولية» تجبر روسيا على «تكييف وثائق التخطيط الاستراتيجي الخاصة بها».
وأكد وزير الخارجية سيرغي لافروف «الطبيعة الوجودية للتهديدات (...) الناتجة من سلوك الدول المعادية»، متهماً الولايات المتحدة بأنها «المحرض الرئيسي وقائد أوركسترا الخط المناهض لروسيا». وأضاف لافروف: «بشكل عام توصف سياسة الغرب المتمثلة في إضعاف روسيا بأي وسيلة بأنها نوع جديد من الحرب الهجينة». وأضاف أن استراتيجية السياسة الخارجية الروسية الجديدة تقوم على مبدأ أن «الإجراءات المعادية لروسيا التي تتخذها الدول غير الودية ستواجه باستمرار، بقسوة إذا لزم الأمر».


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أوروبا أوراق نقدية من فئة 20 و50 يورو (د.ب.أ)

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أعلن الاتحاد الأوروبي تأمين 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار) لدعم أوكرانيا، وهي أول دفعة من الأموال المكتسبة من الأرباح على الأصول الروسية المجمدة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بوتين يدعو إلى «معاقبة» الساعين لـ«تقسيم» روسيا

شجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المحققين الروس على التصدي لأي خطر يتسبب بانقسام المجتمع في روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم وزير الخارجية الصيني وانغ يي (إلى اليمين) يصافح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماع وزاري على هامش الاجتماع الـ57 لوزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والاجتماعات ذات الصلة في فينتيان 25 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

بدء محادثات بين روسيا والصين على هامش اجتماع «آسيان»

التقى وزيرا خارجية روسيا والصين، الخميس، في فينتيان عاصمة لاوس، على هامش اجتماع إقليمي وغداة لقاء الوزير الصيني نظيره الأوكراني في الصين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
رياضة عالمية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

زيلينسكي: مشاركة أوكرانيا في الأولمبياد إنجاز في زمن الحرب

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الأربعاء)، إن مجرد مشاركة بلاده في دورة الألعاب الأولمبية تمثل إنجازاً في زمن الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا صورة تُظهر جانباً من وسط موسكو في روسيا 23 نوفمبر 2020 (رويترز)

«هاكرز» أوكرانيون يوقفون الخدمات المصرفية وشبكات الهواتف في روسيا مؤقتاً

تردَّد أن خبراء في الحواسب الآلية بالاستخبارات العسكرية الأوكرانية عرقلوا أنظمة البنوك والهواتف المحمولة والشركات المقدِّمة لخدمة الإنترنت بروسيا لفترة وجيزة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فجر السبت، إلى لاوس حيث سيحضر اجتماعات رابطة دول «آسيان» ويجري محادثات مع نظيره الصيني، وذلك في مستهل جولة آسيوية تشمل دولاً عدة وتهدف إلى تعزيز علاقات واشنطن مع حلفائها الإقليميين في مواجهة بكين.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش محادثات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تعقد في فينتيان، عاصمة لاوس.

منافسة حادة

ويسعى بلينكن لتحقيق تطلّع بجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ «منطقة حرة ومفتوحة ومزدهرة»، وهو شعار يحمل في طيّاته انتقاداً للصين وطموحاتها الاقتصادية والإقليمية والاستراتيجية في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية في بيان صدر قبل وقت قصير من وصول بلينكن إلى فينتيان، إنّ «محادثات الوزير ستواصل البناء والتوسع غير المسبوق للعلاقات بين الولايات المتحدة وآسيان»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وهذه هي الزيارة الـ18 التي يقوم بها بلينكن إلى آسيا منذ توليه منصبه قبل أكثر من ثلاث سنوات، ما يعكس المنافسة الحادة بين واشنطن وبكين في المنطقة.

ووصل بلينكن بعد يومين على اجتماع عقده وزيرا خارجية الصين وروسيا مع وزراء خارجية تكتل «آسيان» الذي يضم عشر دول، وقد عقدا أيضاً اجتماعاً ثنائياً على الهامش.

وناقش وانغ وسيرغي لافروف «هيكلية أمنية جديدة» في أوراسيا، وفق وزارة الخارجية الروسية.

وقالت الوزارة إن وانغ ولافروف اتفقا على «التصدي المشترك لأي محاولات من جانب قوى من خارج المنطقة للتدخل في شؤون جنوب شرق آسيا».

وتقيم الصين شراكة سياسية واقتصادية قوية مع روسيا. ويعتبر أعضاء حلف شمال الأطلسي بكين مسانداً رئيسياً لموسكو في حربها على أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، الجمعة، إن وانغ وبلينكن «سيتبادلان وجهات النظر حول مسائل ذات اهتمام مشترك».

ووفق وزارة الخارجية الأميركية سيناقش بلينكن «أهمية التقيّد بالقانون الدولي في بحر الصين الجنوبي» خلال محادثات «آسيان».

توترات متصاعدة

وتأتي المحادثات في خضم توترات متصاعدة بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي، حيث سجّلت مواجهات في الأشهر الأخيرة بين سفن فلبينية وصينية حول جزر مرجانية متنازع عليها.

وتتمسك بكين بالسيادة شبه الكاملة على الممر المائي الذي تعبره سنوياً بضائع بتريليونات الدولارات، على الرغم من حكم أصدرته محكمة دولية قضى بأن لا أساس قانونياً لموقفها هذا.

وفقد بحار فلبيني إبهامه في مواجهة وقعت في 17 يونيو (حزيران) حين أحبط أفراد من جهاز خفر السواحل الصيني محاولة للبحرية الفلبينية لإمداد قواتها في موقع ناء.

وانتقدت الصين في وقت سابق من العام الحالي تصريحات لبلينكن أبدى فيها استعداد واشنطن للدفاع عن الفلبين إذا تعرضت قواتها أو سفنها أو طائراتها لهجوم في بحر الصين الجنوبي.

وتصر بكين على أنه «لا يحق» للولايات المتحدة التدخل في بحر الصين الجنوبي.

والبلدان على طرفي نقيض في ملفات التجارة وحقوق الإنسان ووضع جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.

وتشمل جولة بلينكن ستّ دول هي لاوس وفيتنام واليابان والفلبين وسنغافورة ومنغوليا.

ومن المقرر أن يصدر وزراء خارجية الدول المنضوية في «آسيان» بياناً مشتركاً في ختام الاجتماعات التي ستُعقد على مدى ثلاثة أيام.