شاشة الناقد

«شظايا السماء» للمغربي عدنان بركة (ألفا أورسيا برودكشن)
«شظايا السماء» للمغربي عدنان بركة (ألفا أورسيا برودكشن)
TT
20

شاشة الناقد

«شظايا السماء» للمغربي عدنان بركة (ألفا أورسيا برودكشن)
«شظايا السماء» للمغربي عدنان بركة (ألفا أورسيا برودكشن)

شظايا السماء ****
قبل نحو عشر سنوات، انتشرت في المغرب ظاهرة قيام بعض الصحراويين بالبحث عن أحجار يمكن لها أن تكون سقطت كنيازك صغيرة أو انشقت عن أخرى. ما نراه على شاشة فيلم «شظايا السماء»، هو تجسيد للفكرة التي استوعبها المخرج المغربي عدنان بركة وأضاف إليها تساؤلاته.
هذا الفيلم الثاني للمخرج يكشف عن موهبة مهمّة أخرى لديها ما يكفي من الرغبة في التجديد والخروج من القوالب السردية الجاهزة. «شظايا السماء»، بذلك، يتبع تلك المجموعة من الأعمال السينمائية التي يمكن أن يُطلق عليها لقب «خارج التصنيف» مثل «باب الوداع» لكريم حنفي أو «لو يطيحوا الحيطان» للحكيم بلعبّاس أو «هواجس ممثل منفرد بنفسه» لحميد بن عمرة.
يدور «شظايا السماء» حول مجموعة من أبناء الصحراء المغربية ينطلقون بحثاً عن أحجار من النيازك التي يُعتقد أنها سقطت فوق تلك الصحراء الشاسعة وأن من يجدها سوف يستطيع امتلاك القدرة على التغيير وتعزيز الوضع الاقتصادي والاجتماعي. شيء ما بين البركة والمنفعة.
حياكة بسيطة بمدلولات زمنية ومكانية ووجدانية لجانب اهتمام بالصوت والصورة واهتمام بجماليات جافة وقاسية كالمكان ذاته.
Shasam‪!‬ Fury of the Gods *‬
«شازام» هي الكلمة السحرية التي إذا ما نطق بها الصبي بيلي (آشر أنجل) تحوّل إلى سوبر هيرو بجسد رجل بقدرات خارقة (زكاري ليفي) تحت اسم «كابتن مارفل». كان حرياً بتلك القدرات أن تتدخل قليلاً لرفع مستوى الفيلم الذي ليس لديه الكثير لإضافته على الجزء السابق المنجز سنة 2019.
حكاية مجموعة من هذه القوى القافزة من براءة الطفولة إلى سذاجة البطولة تكتشف أن «الآلهات» غاضبة على أهل الأرض وتتوعد بغزو مدمّر. لا يكترث السيناريو الذي كتبه ثلاثة وقام ديفيد ساندبيرغ بإخراجه للبحث في سبب هذا الغضب أو الذهاب إلى ما تحت سطح الشخصيات الآدمية لتقديم ما هو أبعد من الفعل وردات الفعل والحوار الحاذق. هناك قصّة عاطفية تمتد كخيط كذلك مشاهد من الدمار أفضلها يقع بعد نحو ربع ساعة من الفيلم عندما ينقذ كابتن عشرات الناس في سيارتهم بعدما بدأ جسر بالانهيار. لكن غير هذا وذاك يمر الفيلم بإثارة ومتعة أقل من تلك، التي أنجزهما «مغامرات كابتن مارفل» لويليام وتني وجون إنغليش سنة 1941.

Casanova Returns ***
«كازانوفا يعود» للإيطالي غبريال سلفتوري دراما آسرة حول رجل يحاول القبض على الحياة قبل أن تتسرب تماماً من بين أصابعه. يترجم المخرج بعض أوجه هذه الحياة إلى مشاهد لا تخلو من الغرابة بطلها مخرج سبق له أن كان من أهم سينمائيي أوروبا والآن يجد نفسه ممحياً من الوجود بفعل منافسة الجيل الجديد له. يكشف الفيلم بالليونة ذاتها عن مشاعر الرجل ذاته في حياته الخاصّة.
يحسن المخرج الانتقال ما بين الحياة الخاصّة وتلك المهنية، خصوصاً أن المخرج يكتشف أنه يهيم حباً بالفتاة التي تؤدي دور الشابّة (بيانكا بانكوني) التي يطمح كازانوفا (ليو برناردي) في كسب مودتها داخل الفيلم. لكن كل من المخرج وكازانوفا أصبحاً في سن التقاعد عاطفياً وبدنياً بحيث إنهما آيلان إلى إخفاق. كتب المخرج السيناريو مع أمبرتو كونتاريللو الذي وضع سابقاً سيناريو فيلم غير بعيد عن هذا الموضوع هو «الجمال العظيم» (أخرجه باولو سورنتينون).


مقالات ذات صلة

12 فيلماً جديداً برسم الدورة الـ78 لمهرجان «كان»

سينما «طريق الريح» لترينس مالك (بابلسبيرغ بيكتشرز)

12 فيلماً جديداً برسم الدورة الـ78 لمهرجان «كان»

محظوظة السينما بأفلامها، وأفلامها محظوظة بمهرجاناتها. من «برلين» إلى «نيويورك» ومن «تورنتو» و«مونتريال» إلى «سان سيباستيان».

محمد رُضا (لندن)
سينما «المستعمرة» (ماد سوليوشن)

شاشة الناقد: المستعمرة

بعد بداية تُثير القلق حول مستوى الفيلم، تتبدَّى الخيوط على نحوٍ أوضح يقود المخرج الجديد محمد رشاد فيلمه صوب نتائج فنية ملائمة لما يريد الحديث فيه وكيف.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق لدى المسلسل ما يقوله وسط الكلام المُكرَّر وما يُصوِّره خارج المشهد الجاهز (البوستر الرسمي)

«ليالي روكسي»... حكايةُ ولادة أول فيلم سينمائي سوري

للمسلسل مزاجه، وقد يراه البعض بطيئاً ومملاً. لا تتسارع الأحداث ولا تتزاحم المفاجآت، بقدر ما يتمهَّل برسم ملامح زمن ساحر تلفحه ذكريات الأوقات الحلوة...

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق إيفان فوند خلال تسلمه الجائزة على المسرح في برلين (إدارة المهرجان)

المخرج الأرجنتيني إيفان فوند: السينما مساحة للتجربة والدهشة

وصف المخرج الأرجنتيني، إيفان فوند، «السينما بأنها مساحة للتجربة والدهشة تعيدنا إلى الطفولة».

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق جانب من الأمسية الرمضانية التي شهدت حضوراً كثيفاً من الإعلاميين

«أفلام السعودية» يعد عشاق السينما بمفاجآت كثيرة

ينتظر عشاق السينما في السعودية الكثير من المفاجآت التي كشف عنها «مهرجان أفلام السعودية»، في أمسية رمضانية ومؤتمر صحافي مصاحب، أزاح الستار عن ملامح الدورة الـ11.

إيمان الخطاف (الدمام)

12 فيلماً جديداً برسم الدورة الـ78 لمهرجان «كان»

«طريق الريح» لترينس مالك (بابلسبيرغ بيكتشرز)
«طريق الريح» لترينس مالك (بابلسبيرغ بيكتشرز)
TT
20

12 فيلماً جديداً برسم الدورة الـ78 لمهرجان «كان»

«طريق الريح» لترينس مالك (بابلسبيرغ بيكتشرز)
«طريق الريح» لترينس مالك (بابلسبيرغ بيكتشرز)

محظوظة السينما بأفلامها، وأفلامها محظوظة بمهرجاناتها. من «برلين» إلى «نيويورك» ومن «تورنتو» و«مونتريال» إلى «سان سيباستيان». من «ڤينيسيا» الإيطالي إلى «كان» الفرنسي، ومن «مهرجانات البحر الأحمر» و«مراكش» و«القاهرة» و«قرطاج» إلى مهرجانات «كارلوڤي ڤاري» و«لوكارنو» و«نيويورك» و«سان فرنسيسكو» وألوف سواها من بينها عشرات لا بدّ من متابعتها وحضورها.

«كان» يبقى وسطها أفقياً وفي المقدّمة عمودياً. الحدث الذي يسعى إليه أولاً كل منتج ومخرج. بالتالي تجد أهم الأفلام المنتجة عالمياً سبيلها للعرض على شاشات هذا الحدث الكبير. في حفل الأوسكار الأخير 9 أفلام عُرِضت في «كان» 2024 بينها ما فاز بجوائز ذلك المحفل الأميركي.

هذا العام بدأت الأفلام الجديدة تحوم حول الدورة الـ78 المقبلة. بعضها صار جاهزاً وبعضها الآخر ما زال في مراحل ما بعد التَّصوير. التالي 12 فيلماً من بين نحو 40 فيلماً يتنافس «كان» و«ڤينيسيا» على استقطابها.

Calle Malaga -1

هذا هو الفيلم الجديد للمخرجة المغربية مريم توزاني التي كانت شاركت سنة 2022 بفيلمها الجيد «القفطان الأزرق». يدور «شارع مالاغا» حول امرأة تعيش في طنجة وترفض محاولات ابنتها لبيع المنزل والانتقال إلى مدينة أخرى، وعندما تبيع الابنة أثاث البيت تبحث الأم عن المشتري لتستعيده.

المخرجة السعودية هيفاء المنصور
المخرجة السعودية هيفاء المنصور

Unidentified-2

‫فيلم المخرجة السعودية هيفاء المنصور الجديد؛ «مجهولة الهوية» هو حكاية لغزية بوليسية حول جثة امرأة وُجِدت في منطقة غير مأهولة من دون هوية. عرضت هيفاء المنصور أفلامها السابقة (بدءاً من «وجدة» سنة 2012) في مهرجان «ڤينيسيا»، بيد أن هناك مصادر تُعزِّز احتمال انتقالها إلى المهرجان الفرنسي هذه المرّة.‬

The Avenging Silence-3

الفيلم الأول للمخرج الدنماركي نيكولاس ويندينج ريفين منذ 2016 عندما شارك في فيلمه «The Neon Demon»، أعلن حينها عن هذا الفيلم، بيد أنه انشغل في مشروعات أخرى، ومن ثمَّ باشر بتصويره في خريف العام الماضي.

The Way of the Wind-4

‫ترينس مالك هو أحد أفضل فناني السينما في هذا العصر، وسبق له أن خطف السعفة الذهبية من دورة 2011. لا يُعبِّر عنوانه عن فحواه، بيد أن حكايته تدور حول السيد المسيح. باشر المخرج تصوير هذا الفيلم سنة 2019 واحتوى على 3 آلاف ساعة تصوير قبل دخوله التوليف منذ عام ونصف العام، ‬مع علي سليمان وبن كينغسلي وآخرين.

Die‪,‬ My Love-5

المخرجة لين رامزي من زبائن مهرجان «كان» منذ أن قدّمت أفلامها القصيرة، مثل «Small Deaths» و«Gasman» في التسعينيات. وانتقلت في عام 1999 إلى الأفلام الروائية الطويلة مع فيلم «Ratcatcher»، الذي عرضته في قسم «نظرة ما». منذ ذلك الحين تَعرِضُ أفلامها، على تباعد مسافاتها الزمنية، في المهرجان الفرنسي.

‫ The Chronology of Water-6‬

كريستين ستيوارت من الوجوه التي يُحبها «كان»، وسبق لها أن حضرته مرات عدّة بصفتها ممثلة. ستسعى هذه المرّة إلى الحضور مخرجة و«التَّسلسل الزمني للماء» هو أول عمل لها في هذا الاتجاه ومقتبس عن مذكَّرات الكاتبة اليهودية ليديا يوكنافيتش وعمّا تعرضت إليه من اعتداءات جنسية من والدها. موضوعٌ حساسٌ، ولطالما رحَّب «كان» بالموضوعات الصعبة.

Eleanor the Great-7

مثل كريستين ستيوارت تُقدِم سكارلت جوهانسون على الانتقال لأول مرّة، من أمام الكاميرا إلى خلفها. يسرد «إليانور العظيمة» حياة امرأة مات صديقها الأقرب إليها. تحاول التعايش مع فقدان من تحب إلى أن تجد بديلاً.

توم هانكس في «الخطة الفينيقية» (أميركان إمبريكال بيكتشرز)
توم هانكس في «الخطة الفينيقية» (أميركان إمبريكال بيكتشرز)

The Phoenician Scheme-8

المخرج ويس أندرسن زبون دائم للمهرجان، وفيلمه الجديد «الخطة الفينيقية» هو آخر أعماله التي ستدخل المسابقة بلا ريب. وصف الفيلم بأنه كوميديا، وكتبه المخرج مع السيناريست رومان كوبولا (ابن فرنسيس). أما الممثلون فهم كثيرون من بينهم توم هانكس، وريز أحمد، وجيفري رايت، وهوب ديڤيز، وبنثيو دل تورو.

One Battle After Another-9

أندرسن آخر ليس غريباً عن «كان» والمهرجانات الكبرى هو، ربول توماس أندرسون. المخرج الذي قدّم، فيما قدّم، تحفته «سيكون هناك دم» (There Will Be Blood). الفيلم الجديد مختلف، فهو الأعلى تكلفة بين كلِّ أعماله (140 مليون دولار). إذا انتهى توليفه في الوقت المناسب فسيذهب إلى «كان» وإن لم ينتهِ فموعده «ڤينيسيا».

Dracula‪:‬ A Love Story-10

المخرج الفرنسي لوك بيسون يقف على مسافة بعيدة من النُّقاد الفرنسيين الذين يُعيبون عليه تحقيقه أفلاماً أميركية باللغة الفرنسية تبعاً لتأثُّره بالنمط الهوليوودي من العمل. هذه المرّة وعبر فيلمه الجديد «دراكولا: قصة حب»، يُبدي استعداده لدخول «كان»، وفي المقابل أبدت إدارة المهرجان استعداها المبدئي. الاعتقاد السائد أن الفيلم سيُعرض رسمياً خارج المسابقة.

The Stories-11

المخرج المصري أبو بكر شوقي ليس غريباً عن «كان»؛ إذ سبق له أن قدّم باكورة أعماله قبل 7 أعوام تحت عنوان «يوم الدين»، وحصد حينها إعجاباً كبيراً بين النقاد. الفيلم الجديد يدور حول كاتبي رواية مصري ونمساوية، اعتادا على التواصل بالمراسلة منذ 1967 حتى آخر الثمانينات.

Rosebush Pruning-12

‫جال المخرج البرازيلي كريم عينوز (من أصول جزائرية) المهرجانات الرئيسية الثلاثة وقطف بعض الحصاد. هذه المرَّة يختار «كان» لعرض جديدِهِ «جذب شحيرات الورد»، الذي اقتبسه عن فيلم إيطالي قديم هو (Fists in the Poxket) «القبضات في الجيب» لماركو بيلوكيو (1965).‬