«المركزي المصري» يرفع الفائدة 2 %... والأنظار صوب الدولار

المصريون يترقبون انعكاس قرارات رفع الفائدة على أسعار السلع (رويترز)
المصريون يترقبون انعكاس قرارات رفع الفائدة على أسعار السلع (رويترز)
TT

«المركزي المصري» يرفع الفائدة 2 %... والأنظار صوب الدولار

المصريون يترقبون انعكاس قرارات رفع الفائدة على أسعار السلع (رويترز)
المصريون يترقبون انعكاس قرارات رفع الفائدة على أسعار السلع (رويترز)

في تأكيد لتوقعات خبراء ومراقبين، أعلنت لجنة السياسة النقدية لـ«البنك المركزي المصري» في ختام اجتماعها الدوري (الخميس) زيادة أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 200 نقطة أساس (2 في المائة)، فيما يترقب المتابعون انعكاسات القرار على الأسواق وأسعار سعر صرف العملة المحلية مقابل الدولار.
وتواجه مصر «أزمة اقتصادية» ضاغطة ظهرت بعض تبعاتها في غلاء غير مسبوق لأسعار السلع، غير أن المسؤولين الرسميين أرجعوا ذلك إلى «ظروف عالمية»، منها «الحرب الروسية - الأوكرانية»، وتداعيات «جائحة كورونا».
وربط «المركزي المصري» قراره بـ«استمرار حالة عدم اليقين المرتبطة بتوقعات الأسعار عالمياً»، فضلاً عن «اختلالات سلاسل التوريد العالمية، وتوقعات النشاط الاقتصادي العالمي في ضوء سياسة الإغلاق المصاحبة لجائحة (كورونا) في الصين، بالإضافة إلى التطورات الأخيرة في القطاع المالي في الاقتصادات المتقدمة». معتبراً أن تلك التطورات «انعكست في تقلبات كبيرة في الأوضاع المالية للاقتصاد الأمريكي والاتحاد الأوروبي، ما يؤكد ارتفاع مستويات عدم اليقين المتعلقة بالاقتصاد العالمي».
كما ذكّر «المركزي» باستمرار ارتفاع المعدل السنوي للتضخم العام في حضر مصر ليسجل 25.8 في المائة و31.9 في المائة في يناير (كانون الثاني)، وفبراير (شباط) 2023، على الترتيب. كما سجل المعدل السنوي للتضخم الأساسي 31.2 في المائة في يناير 2023، ووصل إلى أعلى معدل تم تسجيله تاريخياً في فبراير 2023 ليسجل 40.3 في المائة.
وقال الخبير الاقتصادي، وائل النحاس، لـ«الشرق الأوسط»، إن «منطلق قرار (المركزي) يستند إلى تصور بأن التضخم المتواصل جراء زيادة الطلب على السلع واحتفاظ المصريين بالأموال، بينما جزء أساسي من المشكلة سببه اختلال سعر صرف العملة المحلية، والعودة لوجود سعر بالبنوك وآخر في السوق الموازية».
وأضاف النحاس: «أعتقد أن تلك القرارات جاءت متأخرة، وكان يتوجب أن تظهر مباشرة بعد انتهاء فترة الشهادات بعائد 18 في المائة، التي طرحتها البنوك بموازاة قرار رفع الفائدة الأسبق قبل عام». متابعاً: «بالتأكيد ستظل هناك حالة من عدم اليقين في الأسواق لفترة بعد القرار، وسيكون يوم الأحد المقبل (بداية أسبوع عمل البنوك) كاشفاً لمصير تخفيض سعر العملة، باعتبارها الخطوة التالية المرتقبة في الأسواق».



تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)
يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)
TT

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)
يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد، حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته التي سجّلها قبل أكثر من عامين.

وأعلنت وزارة العمل الأميركية، الخميس، أن مؤشر أسعار المنتجين، الذي يتتبع التضخم قبل أن يصل إلى المستهلكين، ارتفع بنسبة 0.4 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) مقارنة بأكتوبر (تشرين الأول)، مقارنة بـ0.3 في المائة الشهر السابق. وعلى أساس سنوي، ارتفعت أسعار الجملة بنسبة 3 في المائة في نوفمبر، وهي أكبر زيادة سنوية منذ فبراير (شباط) 2023، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وساعدت أسعار المواد الغذائية المرتفعة في دفع التضخم بالجملة إلى الارتفاع في نوفمبر، وهو ما كان أعلى مما توقعه خبراء الاقتصاد، وباستثناء أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفعت أسعار المنتجات الأساسية بنسبة 0.2 في المائة عن أكتوبر، و3.4 في المائة عن نوفمبر 2023.

ويأتي تقرير أسعار الجملة بعد يوم من إعلان الحكومة أن أسعار المستهلك ارتفعت بنسبة 2.7 في المائة في نوفمبر مقارنة بالعام السابق، ارتفاعاً من زيادة سنوية بنسبة 2.6 في المائة في أكتوبر.

وأظهرت الزيادة، التي جاءت مدفوعة بارتفاع أسعار السيارات المستعملة، وكذلك تكلفة غرف الفنادق والبقالة، أن التضخم المرتفع لم يتم ترويضه بالكامل بعد.

وعلى الرغم من تراجع التضخم من أعلى مستوى له في 4 عقود عند 9.1 في المائة في يونيو (حزيران) 2022، فإنه لا يزال أعلى من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة.

ورغم الارتفاع المعتدل في التضخم الشهر الماضي، يستعد بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة القياسية الأسبوع المقبل للمرة الثالثة على التوالي. ورفع البنك المركزي التركي سعر الفائدة الرئيس قصير الأجل 11 مرة في عامي 2022 و2023، إلى أعلى مستوى له في عقدين من الزمن، وذلك في محاولة للحد من التضخم الذي نشأ عن التعافي القوي غير المتوقع للاقتصاد بعد ركود «كوفيد-19». ومع التراجع المستمر في التضخم، بدأ البنك المركزي في سبتمبر (أيلول) الماضي عكس تلك الزيادة.

وقد يقدم مؤشر أسعار المنتجين، الذي صدر يوم الخميس، لمحة مبكرة عن الاتجاه الذي قد يسلكه التضخم الاستهلاكي. ويراقب الخبراء الاقتصاديون هذا النمو، لأنه يتضمن بعض المكونات، خصوصاً الرعاية الصحية والخدمات المالية، التي تسهم في مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو المقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي.