دراسة: الأرقام القياسية للمعمرين قد ترتفع خلال 40 عاما

دراسة: الأرقام القياسية للمعمرين قد ترتفع خلال 40 عاما
TT

دراسة: الأرقام القياسية للمعمرين قد ترتفع خلال 40 عاما

دراسة: الأرقام القياسية للمعمرين قد ترتفع خلال 40 عاما

أشارت دراسة نمذجة جديدة إلى أن سجلات طول عمر الإنسان قد يتم كسرها في العقود القليلة المقبلة.
فقد ناقش العلماء منذ فترة طويلة أكبر عمر ممكن للانسان، مع دراسات سابقة وضعت الحد الأقصى لمدة تصل إلى 150 عامًا. لكن في السنوات الـ 25 الماضية، لم يتجاوز أحد الرقم القياسي لأكبر معمر في العالم؛ الذي يحمله جان لويز كالمينت المتوفى عن عمر ناهز 122 عامًا عام 1997.
وقال ديفيد مكارثي الأستاذ المساعد لإدارة المخاطر والتأمين بجامعة جورجيا «لقد دفع هذا الناس إلى الجدل بشأن بلوغ الحد الأقصى من العمر الافتراضي.
لكن في دراسة جديدة قام بها مكارثي وزملاؤه قالوا إنهم اكتشفوا أدلة على أن هذا الرقم القياسي الطويل الأمد سوف ينكسر في غضون العقود الأربعة المقبلة. ولم يقترح الفريق الحد الأقصى للعمر الذي يمكن للإنسان أن يعيشه. وبدلاً من ذلك، استخدموا نموذجًا رياضيًا لتوقع ما قد تبدو عليه اتجاهات الوفيات في السنوات القادمة.
ومع ذلك، لا يتفق الجميع مع استنتاجات الفريق، وذلك وفق ما ذكر موقع «لايف ساينس» العلمي المتخصص.
وفي الدراسة، التي نُشرت يوم أمس (الأربعاء) بمجلة «PLOS One»، حلل العلماء بيانات الوفيات من مئات الملايين من الأشخاص في 19 دولة ولدوا بين القرن الثامن عشر وأواخر القرن العشرين حتى عام 1969 بواسطة نموذج رياضي موجود لاستكشاف كيف اختلفت معدلات الوفيات بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و100 عام في الأشخاص الذين لديهم سنوات ميلاد مختلفة. ثم استخدموا هذه المعلومات للتنبؤ بالأعمار التي قد يصل إليها الناس في المستقبل.
وأوضح مكارثي أنه في هذا النموذج من المفترض أن تزداد معدلات الوفيات أضعافًا مضاعفة بعد سن الخمسين ثم تستقر في الأعمار القديمة للغاية. إذ يمكن أن تقدم مثل هذه النمذجة أدلة حول ما إذا كان البشر يقتربون من الحد الأقصى للعمر. مضيفا «إذا كان الأمر كذلك فستتوقع أن يكون أي انخفاض في معدلات الوفيات في الأعمار الأصغر مصحوبًا بمعدلات وفيات تزداد بسرعة أكبر مع تقدم العمر للحفاظ على الحد الأدنى للسن».
وفي هذا الاطار، وجد الباحثون أن هذا هو الحال بشكل عام بين أولئك الذين ولدوا قبل عام 1900. ومع ذلك، فإن اتجاهات معدل الوفيات بين الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1910 و 1950 تبدو مختلفة. فقد وصلت هذه المجموعة إلى القمة المرتبطة بالشيخوخة في أعمار أكبر مما كانت عليه مجموعة ما قبل القرن العشرين، ولم يروا ارتفاعًا مفاجئًا في معدل الوفيات في سن الشيخوخة لمرافقة الانخفاض بمعدل الوفيات الذي لوحظ في الأعمار الأصغر، وفق مكارثي، الذي يؤكد «أن هذا الاكتشاف يشير إلى أننا لم نصل إلى الحد الأقصى لعمر الإنسان». مبينا «في معظم البلدان التي فحصناها، نتوقع أن الحد الأقصى للسن سيرتفع بشكل كبير في المستقبل. وسيؤدي هذا إلى تحطيم سجلات طول العمر في الأربعين سنة القادمة أو نحو ذلك».
وكمثال على ذلك، يتصور النموذج أن المرأة اليابانية المولودة عام 1919 أو ما بعده لديها فرصة بنسبة 50 % على الأقل للعيش حتى تبلغ 122 عامًا أو أكثر. وامرأة يابانية ولدت في عام 1940 أو بعد ذلك لديها فرصة بنسبة 50 % لتجاوز سن الـ 130. (علما أن النموذج غطى تقريبًا الخمسين عامًا التالية ولم يتنبأ بأن أي شخص في أي بلد سيتجاوز سن 150 في ذلك الوقت).
ومع ذلك، فإن النموذج له قيود رئيسية؛ فهو لا يأخذ في الحسبان بيولوجيا الشيخوخة. وبعبارة أخرى، عند التنبؤ بمن لديه فرصة جيدة للعيش بعد عمر 122 عامًا، فإن النموذج لا يأخذ في الحسبان حقيقة أن خلايا الناس تتقدم في العمر بمرور الوقت وتصبح أكثر عرضة للأمراض المرتبطة بالعمر مثل السرطان. كما أنه لا يعترف بالكيفية التي قد يؤدي بها التقدم في الطب إلى إطالة عمر الإنسان في السنوات القادمة.
وفي ذلك يقول الدكتور مايكل روز الأستاذ بجامعة كاليفورنيا «بينما نجد هذا التحليل الديموغرافي مثيرًا للاهتمام اعتقدنا منذ فترة طويلة أن معالجة الأسئلة الأساسية حول ما إذا كانت أفضل طريقة لتسوية توقف الشيخوخة ومتى وكيف يتم ذلك عن طريق البحث مع مجموعات كبيرة من الحيوانات يتم الحفاظ عليها في ظل ظروف معملية مستقرة».
بدوره، يعقب ستيوارت جاي أولشانك أستاذ علم الأوبئة والإحصاء الحيوي بجامعة إلينوي بشيكاغو الذي لم يشارك في البحث بالقول «ان مدة الحياة هي في جوهرها ظاهرة بيولوجية وليست ظاهرة رياضية».


مقالات ذات صلة

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

صحتك إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين. وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الناس يشعرون بعدم الثقة جرّاء ضغوط في العمل (أ.ف.ب)

نصائح لتعزيز الثقة بالنفس وزيادة القدرات الذهنية

يُعدّ الشعور بعدم الثقة بالنفس من المشاعر التي يصعب التعامل معها، وقد نشعر بها جرّاء عوامل خارجية، مثل اجتماع سيئ مع المدير في العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

«أوزمبيك»... «نافورة شباب» تبطئ الشيخوخة

وجد باحثون أن دواء إنقاص الوزن الشهير «أوزمبيك» قد يبطئ الشيخوخة وله «فوائد بعيدة المدى» تتجاوز ما كان متصوراً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أفريقيا تظهر العلامات على يد طفلة بعد تعافيها من جدري القردة (رويترز)

منظمة الصحة: تفشي جدري القردة في أفريقيا قد ينتهي خلال 6 أشهر

أعرب رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن اعتقاده أن تفشي فيروس جدري القردة في أفريقيا قد يتوقف في الأشهر الستة المقبلة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

مصر: مهرجان «العلمين الجديدة» يختتم بعد 50 يوماً من السهر

ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)
ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)
TT

مصر: مهرجان «العلمين الجديدة» يختتم بعد 50 يوماً من السهر

ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)
ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)

اختتم مهرجان «العلمين الجديدة» نسخته الثانية بحفل غنائي للمطرب المصري الشاب ويجز، الجمعة، بعد فعاليات متنوعة استمرت 50 يوماً، ما بين حفلات غنائية وموسيقية وعروض مسرحية، بالإضافة إلى أنشطة فنية ورياضية متعددة.

وشهدت النسخة الثانية تعاوناً بين إدارة المهرجان والهيئة العامة للترفيه، ممثلة في إدارة «موسم الرياض»، بتقديم عروض مسرحية في العلمين قادمة من «موسم الرياض»، من بينها مسرحيات «السندباد» لكريم عبد العزيز، ونيللي كريم، و«التلفزيون» لحسن الرداد، وإيمي سمير غانم، إلى جانب حفلات غنائية منها حفل الفنان العراقي كاظم الساهر.

ومنحت الشراكة بين «موسم الرياض» و«العلمين الجديدة»، زخماً كبيراً للفعاليات، حسب الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: إن «تقديم العروض المسرحية يُعدّ من أهم الإضافات التي شهدها المهرجان في نسخته الثانية العام الحالي، خصوصاً مع وجود نجوم كبار شاركوا في هذه العروض».

عمر خيرت مع إسعاد يونس ضمن فعاليات المهرجان (إدارة المهرجان)

وأضاف عبد الرحمن أن «من بين الأمور المميزة في العروض التي تضمّنها المهرجان عدم اقتصار المسرحيات على النجوم، ولكن أيضاً على الشباب، على غرار مسرحيتي (الشهرة)، و(عريس البحر)، وهما العرضان اللذان لاقيا استحسان الجمهور، ما انعكس في نفاد تذاكر المسرحيات خلال ليالي العرض».

يدعم هذا الرأي الناقد الفني خالد محمود، الذي يشير إلى أهمية التعاون بين الجانبين بما ينعكس إيجاباً على المحتوى الفني المقدم للجمهور، مشيراً إلى أن «في النسخة الثانية من مهرجان (العلمين الجديدة) تحقق جزء كبير من الأحلام والطموحات التي جرى الحديث عنها بعد انتهاء الدورة الأولى، عبر مشاركة نجوم عرب في الحفلات على غرار ماجدة الرومي، وكاظم الساهر، بعد غياب لفترة طويلة».

وأشار محمود إلى «تنوع الحفلات الغنائية والفعاليات المصاحبة للمهرجان، خصوصاً فيما يتعلّق بالاستعانة بفرق الفنون الشعبية من مختلف المدن المصرية لتقديم عروضها في المهرجان بحفلات متنوعة»، لافتاً إلى أن «غياب البث المباشر للحفلات كان بمثابة نقطة ضعف لا بدّ من تجاوزها في النسخة المقبلة».

وتضمن المهرجان، الذي افتتح حفلاته الغنائية محمد منير في يوليو (تموز) الماضي، فعاليات جماهيرية كثيرة، منها الاحتفال بأبطال مصر الحاصلين على ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية، بالإضافة إلى إطلاق فعاليات مهرجان «نبتة»، الذي قدم أنشطة فنية وترفيهية للأطفال بمشاركة فنانين، من بينهم أحمد أمين وهشام ماجد.

محمد منير خلال حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

ومن بين الحفلات الفنية الكبرى التي شهدها المهرجان، حفلات عمرو دياب، وتامر حسني، وعمر خيرت، وفريق «كايروكي»، بجانب تصوير عشرات الحلقات التلفزيونية مع نجوم الفن من مصر والعالم العربي الذين شاركوا في المهرجان.

وشهدت سماء مدينة العلمين الجديدة عروضاً جوية بالطائرات في الأيام الأخيرة للمهرجان، فيما قدمت فرق متعددة من جهات وأقاليم مختلفة عروضاً مجانية لمسرح الشارع.

إحدى فرق الفنون الشعبية ضمن فعاليات المهرجان (إدارة المهرجان)

وأعلنت «اللجنة العليا» للمهرجان، في بيان، السبت، انتهاء الفعاليات بعد تحقيقه «خدمة توعوية وتثقيفية وسياسية وتنموية ومجتمعية للدولة المصرية وأبنائها بتنفيذ عدد غير مسبوق من الفعاليات الشاملة، ومشاركة جميع أطياف المجتمع المصري وفئاته العمرية والصحية والاقتصادية والتعليمية، واستقبال زوار من 104 جنسيات لدول أجنبية، وكذلك عدد كبير من المسؤولين والدبلوماسيين العرب والأجانب».

ويتوقف محمد عبد الرحمن عند إعلان المهرجان تخصيص 60 في المائة من الأرباح لدعم فلسطين للتأكيد على أن «تأثير المهرجان ليس فنياً ترفيهياً فقط، بل يحمل رسالة مجتمعية مهمة».

ويشير خالد محمود إلى «ضرورة استفادة المهرجان مما تحقّق على مدار عامين بترسيخ مكانته بين المهرجانات العربية المهمة، الأمر الذي يتطلّب مزيداً من التوسع في النُّسخ المقبلة التي تتضمن التخطيط للاستعانة بنجوم عالميين لإحياء حفلات ضمن فعالياته».