ازدياد انتشار سرطان القولون والمستقيم بين الشباب يثير حيرة الأطباء

ازدياد انتشار سرطان القولون والمستقيم بين الشباب يثير حيرة الأطباء
TT

ازدياد انتشار سرطان القولون والمستقيم بين الشباب يثير حيرة الأطباء

ازدياد انتشار سرطان القولون والمستقيم بين الشباب يثير حيرة الأطباء

تبدأ علامات سرطان القولون والمستقيم أحيانًا بالإسهال أو تقلصات البطن أو فقدان الوزن غير المبرر، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وعلى الرغم من أنه يُنصح الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عامًا بالبدء بفحص سرطان القولون والمستقيم، إلا أن بيانًا صادرًا عن فريق الخدمات الوقائية بالولايات المتحدة عام 2021 أوصى بأن تبدأ فحوصات سرطان القولون والمستقيم بسن 45.
ووفقًا لمقال نشر عام 2023 في كاليفورنيا بمجلة «السرطان للعيادات»، فقد كانت حالات سرطان القولون والمستقيم في انخفاض منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. لكن هذا الانخفاض تباطأ بسبب زيادة الحالات بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 55 عامًا. وان نسبة تشخيص سرطان القولون والمستقيم بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 55 عامًا قد زاد بشكل حاد؛ وهو ما يمثل 20 % من الحالات عام 2019.
وبشكل عام، تتناقص حالات سرطان القولون والمستقيم. لكن يتم تشخيص المزيد من الأشخاص بهذه الحالة في سن أصغر بكثير.
وقد توقع مقال نشر عام 2021 بـ«JAMA Network Open» أنه بحلول عام 2040 سيكون سرطان القولون والمستقيم السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان في الفئة العمرية من 20 إلى 49 عامًا. فيما يقول مقال نشر بمجلة «Science» عام 2023 أنه عندما يتم تشخيص الأشخاص في هذه الفئة العمرية من السكان، فإن سرطانهم غالبًا ما يكون في مرحلة متقدمة. وعلى هذا فالباحثون في حيرة من أمرهم من سبب هذا الارتفاع، وذلك وفق ما نشر موقع «Health Digest» الطبي المتخصص.
من أجل ذلك، يبحث الباحثون عن كثب في العديد من عوامل الخطر التي تشير إلى سرطان القولون والمستقيم (عبر العلم). حيث يشير البعض إلى أن السمنة لدى الأطفال والمراهقين مصحوبة بقلة ممارسة الرياضة باعتبارها مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في وقت مبكر. فيما يرتبط ارتفاع ضغط الدم وارتفاع السكر في الدم ومرض السكري من النوع 2 أيضًا بهذا السرطان. كما قد يلعب النظام الغذائي غير الصحي الغني بالمشروبات السكرية واللحوم الحمراء والمعالجة دورًا أيضًا. إذ يمكن أن تؤدي السموم البيئية وزيادة استخدام المضادات الحيوية أيضًا إلى زيادة حالات سرطان القولون والمستقيم لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا.
وفي هذا الاطار، تقول ريبيكا سيجل المديرة العلمية الأولى لأبحاث مراقبة السرطان بجمعية السرطان الأميركية المؤلفة الرئيسية لمقالCA: A Cancer Journal for Clinicians الذي نشر هذا العام «نعلم أن المعدلات تتزايد بين الشباب، لكن من المثير للقلق أن نرى مدى السرعة التي يتحول بها المرضى إلى سن أصغر على الرغم من تقلص الأعداد بإجمالي عدد السكان. الاتجاه نحو المرض الأكثر تقدمًا لدى الأشخاص من جميع الأعمار هو أمر مثير للدهشة أيضًا ويجب أن يحفز كل شخص يبلغ من العمر 45 عامًا أو أكبر على الخضوع للفحص».
وحسب مقال نُشر عام 2021 بـ«JAMA Network Open»، فإن حالات سرطان القولون والمستقيم والوفيات كانت تتراجع بشكل عام لأن المزيد من الأشخاص يخضعون للفحص. ففي عام 1987، تم فحص 35 % فقط من الأشخاص فوق سن الخمسين للكشف عن سرطان القولون والمستقيم. لكن هذا الرقم قفز إلى 66 % بحلول عام 2010.
ويقول المعهد الوطني للسرطان إن فحوصات سرطان القولون والمستقيم المنتظمة يمكن أن تكتشف الأنسجة غير الطبيعية قبل ظهور الأعراض. وتشمل هذه الفحوصات فحص الدم الخفي في البراز أو التنظير السيني أو تنظير القولون أو تنظير القولون الافتراضي أو اختبار الحمض النووي للبراز.
وفي النهاية لا يمكن السيطرة على العديد من عوامل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم مثل العمر أو التاريخ العائلي أو الشخصي أو الروابط الجينية أو العرق. لكن الإقلاع عن الكحول (أو الشرب باعتدال) والإقلاع عن التدخين والحفاظ على وزن صحي هي عوامل يمكنك التحكم فيها وفقًا للمعهد الوطني للسرطان.
يمكنك حماية نفسك من سرطان القولون والمستقيم عن طريق دمج (أو الحفاظ على) النشاط البدني في نمط حياتك. لا يزال البحث غير واضح حول الكيفية التي قد يحميك بها النظام الغذائي الصحي من سرطان القولون والمستقيم على وجه التحديد. لذا توصي جمعية السرطان الأميركية باتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة للوقاية من السرطان. كما تقترح الحد من اللحوم الحمراء والمعالجة والمشروبات السكرية والأطعمة المصنعة.


مقالات ذات صلة

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».