العالم يشارك مصر فرحتها بافتتاح قناة السويس الجديدة

إشادة دولية بالمشروع.. وتطلعات للشراكة في محور التنمية

العالم يشارك مصر فرحتها بافتتاح قناة السويس الجديدة
TT

العالم يشارك مصر فرحتها بافتتاح قناة السويس الجديدة

العالم يشارك مصر فرحتها بافتتاح قناة السويس الجديدة

توالت أمس ردود الفعل الدولية من مختلف الشخصيات المرموقة ووسائل الإعلام حول العالم، التي أشادت بمشروع قناة السويس الجديدة وشاركت مصر فرحتها بالمشروع. كما أعرب عدد من المسؤولين حول العالم عن تفاؤلهم بمستقبل مصر، وتطلعهم للمشاركة في الخطوات المقبلة التي تختص بتنمية محور قناة السويس.
وقال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إن موسكو تدرس إقامة منطقة صناعية روسية، كخطوة أولى للمشاركة في مشروعات تنمية محور قناة السويس، مؤكدا أن «تحديث قناة السويس هو مشروع شامل لا يقتصر على تطوير البنية التحتية للنقل والخدمات اللوجيستية، ويمكن اعتبار القناة نقطة انطلاق جديدة في تطوير الاقتصاد المصري، والتعاون الدولي مع الشركاء».
كما أوضح ميدفيديف، في تصريحات إعلامية، أن بعض الشركات الروسية أعربت عن رغبتها في فتح فروع في المنطقة الصناعية الروسية المزمع إقامتها في إطار مشروع تنمية محور القناة، مثل شركات السيارات ومصنعي مواد البناء، وممثلي شركات النقل البحري والنهري، ومعدات الطاقة والأدوية.
وعلى صعيد متصل، هنأ وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني نظيره المصري سامح شكري، خلال اتصال هاتفي بمناسبة الافتتاح، الذي تمثل إيطاليا فيه وزيرة الدفاع روبيرتا بينوتي.
كما وصف متحدث باسم الخارجية البريطانية المشروع بأنه «مثال عظيم» لما يمكن لمصر تحقيقه، مؤكدا أنه «على المدى الطويل، فإن الاقتصاد المصري سينجح من خلال جذب الاستثمار الأجنبي وخلق فرص العمل، وهذا يتطلب الاستمرار في برنامج الإصلاح الجريء الذي وضعته الحكومة المصرية خلال مؤتمر التنمية الاقتصادية في شرم الشيخ في مارس (آذار) الماضي».
وبدوره، أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الدولة الإماراتي، ورئيس المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر، قدرة الشعب المصري على تحدي الصعاب، قائلا: «نبارك لمصر قيادةً وحكومة وشعبا هذا الإنجاز الكبير الذي يعد ثمرةً للرؤية الاستراتيجية للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أصر على إنجاز العمل في سنة واحدة ليؤكد قدرة الشعب المصري على تحدي الصعاب».
وأوضح وزير الدولة الإماراتي أن قناة السويس الجديدة ترسخ المكانة «الجيوسياسية» المهمة لمصر التي تقع على مفترق طرق الملاحة بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، فضلا عن مساهمتها في تحقيق فوائد استراتيجية وعوائد اقتصادية واجتماعية مهمة.
من جانبه، أعرب نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن فخره بأن المشروع نفذ بسواعد وفكر وتمويل مصري خالص، مضيفا أن افتتاح المشروع العملاق دليل على دخول مصر لمرحلة جديدة من الرخاء والاستقرار، لافتا إلى أن فوائد القناة الجديدة ستعود على مصر والعالم أجمع.
من جهته، هنأ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الشعب المصري والرئيس السيسي، على افتتاح المشروع الجديد، معتبرا أن «التنفيذ السريع والفعال للمشروع يظهر أن المصريين قادرون على الإنجاز عندما يقفون جميعهم وراء مشروع كبير ذي أهمية قومية، لا سيما أن هذا المشروع سيدعم دور مصر كمركز نقل لوجيستي دولي». كما أكد أن «مشروع القناة الجديدة سيسهل تدفق التجارة العالمية من خلال عبور أسرع للقناة، كما سيخلق فرص عمل جديدة للمصريين، فكل دول العالم ستستفيد منها باعتبار أن القناة ستسهم في نمو أسرع للاقتصاد العالمي».
كما وجه موزيس أومر هاليسليفينز، نائب رئيس جمهورية نيكاراغوا، تهنئة لمصر بمناسبة إتمام المشروع بنجاح وخلال زمن قياسي. وقال هاليسليفينز، الذي يرأس وفد بلاده في الاحتفالات، إن بلاده تعتزم إقامة مشروع عملاق لحفر قناة تربط بين المحيطين الهادي والأطلنطي، وتتطلع للاستفادة من التجربة المصرية في هذا المجال من خلال التواصل والتعاون مع هيئة قناة السويس.
وأشارت سفارة أستراليا في القاهرة إلى المشروع معربة عن تهانيها لمصر. ووصفت المشروع الجديد بالإنجاز الكبير، وأنه مشروع وطني مهم تم الانتهاء منه في زمن قياسي بتمويل من الشعب المصري ولصالح العالم.
وأيضا، أكد بيريك أرين، سفير كازاخستان في القاهرة، أن القناة الجديدة تعد نجاحا كبيرا بالنسبة لمصر وترمز إلى مرحلة ناجحة على طريق تطوير البلاد، مشيرا إلى أن مشاركة العديد من رؤساء الدول والحكومات في حفل الافتتاح الرسمي للقناة تدل على أهمية هذا الحدث، وتؤكد على أهمية القناة الجديدة بالنسبة للمجتمع الدولي. كما أوضح أرين أن «القناة الجديدة ستعمل على اختصار الوقت والمسافة بين طرفي العالم، علما بأنه لا يوجد في العالم الكثير من مشاريع النقل والبنية التحتية الكبرى مثل قناة السويس»، مشيرا إلى أن العديد من الشركات الخاصة والعامة في كازاخستان تبحث عن مشاريع استثمارية جاذبة في الخارج، ومن المؤكد أن مشروعات تنمية قناة السويس ستكون مهمة جدا بالنسبة للاستثمارات الكبرى.
كما اهتمت وسائل الإعلام الدولية بالحدث المصري، وأشارت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية إلى أن افتتاح القناة الجديدة «من شأنه تعزيز وضع مصر على الساحة الدولية بعد سنوات من الاضطرابات»، واصفة قناة السويس بأنها طريق محوري لمرور التجارة العالمية بين الشرق والغرب. كما نوهت بما تحققه قناة السويس من عائدات تقدر بمليارات الدولارات سنويا لخزينة الدولة، وأنها تعد أقصر طريق تستخدمه السفن التجارية.
وبدورها، أكدت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن مصر تفتتح ممرًا مائيًا مهمًا بمحاذاة قناة السويس الأصلية، بحضور عدد كبير من القادة والمسؤولين من مختلف أنحاء العالم، مشيرة في تقارير لها أمس إلى توقعات الحكومة المصرية بمضاعفة قدرة القناة في غضون عشر سنوات، وضخ مليارات الدولارات في خزينة الدولة مع زيادة أعداد السفن العابرة للقناة.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).