كيف تحصل على مقعد في درجة رجال الأعمال بأرخص سعر؟

لراحة أكثر ومساحة أكبر وطعام أفضل

هناك طرق يتبعها المسافرون للحصول على ترقية في مقصورات الطائرات (شاترستوك)
هناك طرق يتبعها المسافرون للحصول على ترقية في مقصورات الطائرات (شاترستوك)
TT

كيف تحصل على مقعد في درجة رجال الأعمال بأرخص سعر؟

هناك طرق يتبعها المسافرون للحصول على ترقية في مقصورات الطائرات (شاترستوك)
هناك طرق يتبعها المسافرون للحصول على ترقية في مقصورات الطائرات (شاترستوك)

يعرف المسافرون الدائمون أن هناك طرقاً معينة تساعدهم في الحصول على كرسي أفضل على متن الرحلات الجوية وبأرخص سعر ممكن. فبدلاً من شراء تذكرة سفر في مقصورة درجة الأعمال أو الدرجة الأولى، من الممكن الانتظار لتلقي رسالة من شركة الطيران ودفع مبلغ صغير إضافي والحصول على ما يعرف بالـUpgrade أو ترقية، أو رسالة تدعو المسافر لخوض نوع من المزاد العلني على مقعد في درجة رجال الأعمال، لقاء مبلغ أقل بكثير من الذي يجب عليك دفعه لقاء التذكرة في تلك الدرجة.
كانت أماندا ميكس التي سافرت على متن «الخطوط الجوية الإثيوبية» لقضاء شهر العسل في تنزانيا في نوفمبر (تشرين الثاني)، على استعداد للاحتفال. لذا؛ عندما وصلت رسالة إلكترونية تدعوها إلى المزايدة على مقاعد درجة رجال الأعمال في المرحلة التي قطعتها في الرحلة بين أديس أبابا (إثيوبيا)، وجبل كليمنغارو في تنزانيا، اقتنصت الفرصة وحصلت على مقعدين للرحلة التي استغرقت أقل من 3 ساعات مقابل 590 دولاراً.

يرى البعض بأن دفع مبلغ إضافي لقاء مقعد في درجة رجال الأعمال قرار صائب (شاترستوك)

قالت ميكس، مدونة للسفر من سانت لويس، التي دفعت 910 دولارات للشخص مقابل تذكرة ذهابها في رحلة اقتصادية ذهاباً وإياباً من شيكاغو: «شعرنا بإحساس غامر من التباهي». يمكن أن تكون فئة الأعمال على المسار بأكمله خمسة أضعاف هذا المبلغ. «كان شعورنا إلى حد كبير بأن هذا هو شهر عسلنا، ونحن نفعل ذلك مرة واحدة فقط، فلم لا؟»
تولّد قرارات الإقدام (عدم الممانعة) بين رواد درجات الطيران الاقتصادية ما يعتقد المحللون أنه ملايين الدولارات لشركات الطيران المشاركة التي تقدم مزادات آلية لمقاعد الدرجة الأولى على الطائرات. وتتيح هذه الممارسة - التي تنمو بين شركات الطيران الأجنبية ذات المردود المحلي الشحيح - للناقلات الاقتصادية فرصة الترقية بمعدل منخفض، وتحسين ما يمكن أن يكون رحلة طويلة المدى ومرهقة وبلا نوم.
وفقاً للشركة، فإن شركات مثل «بلسغريد» التي حققت 3.5 مليار دولار من الأعمال في العام الماضي، تشهد ازدهاراً في أعمال العودة للسفر لما بعد الإغلاق، حيث يتطلع المسافرون إلى تدليل أنفسهم، وتملك شركات الطيران مزيداً من المقاعد الممتازة المتاحة بسبب التباطؤ المستمر في السفر لأغراض العمل.

كيف تعمل المزادات
على الرغم من أن شركات الطيران المشاركة تستطيع تحديد شروط وتوقيت المبيعات، فإن معظم هذه الشركات تعمل على النحو التالي: في غضون أسبوع من المغادرة، يتلقى الركاب بريداً إلكترونياً يبلغهم بفرصة التقدم بعطاءات للحصول على ترقية. (غالباً ما تكون الترقيات إلى درجة الأعمال، لكنها قد تشمل أيضاً الدرجة الاقتصادية الممتازة، وهي ترقية من الدرجة الاقتصادية العادية مع توفير مساحة أكبر للقدَمين، وغالباً ما تكون خدمات الأطعمة والمشروبات مُحسنة).
يضع البريد الإلكتروني في المعتاد حداً أدنى للعطاء، وهو الحد الأدنى للمشاركة، وأحياناً عرض سعر مقترح أعلى من ذلك. وتنطبق العطاءات على العدد الإجمالي للركاب في الحجز، لذلك؛ على سبيل المثال، سيكون مجموع عروض الترقية قدره 300 دولار لزوجين يسافران معاً في الحجز نفسه يبلغ 600 دولار إجمالاً. ويقدم المسافرون المزايدون بطاقة ائتمان للدفع في حالة الفوز.
معظم المزادات تكون مستترة، ويجري إخطار المسافرين بفوزهم أو خسارتهم في غضون أيام أو ساعات من المغادرة.

هل تستحق الترقية ذلك العناء؟
إذا كانت الترقية تستحق النفقات من عدمه فهي مسألة شخصية تماماً. وتقول خدمات المزاد: إن النتائج تختلف، لكنها تميل إلى تحقيق وفورات تتراوح بين 20 و30 في المائة على سعر الترقية.
تقول السيدة غيفورد، من تورونتو التي تعيش في ريغا في لاتفيا، حيث تدير وكالة لتسويق المحتوى والعلاقات العامة: «لقد تقدمت بالترقية في كلا الاتجاهين بعد تجربة أولية ممتازة». وذكرت أن الطعام، والمساحة، ومزاج المضيفات قد تحسن كثيراً. «كان الأمر يستحق العناء فعلاً».
في حين تتميز أسعار شركات الطيران بالديناميكية، فإنها تنظر إلى المسار نفسه على الرحلات الجوية الحالية، فإن الفارق بين أسعار الدرجة الاقتصادية وأسعار الدرجة الاقتصادية الممتازة في مقابل الأسعار القياسية قبل أي مزاد عادة ما يتجاوز 300 دولار. ووفقاً للأسعار الأخيرة، يبدو أن عطاء الترقية الناجح الذي تبلغ قيمته 300 دولار يوفر ما بين 7 و30 في المائة من السعر وقت الحجز.
تقول شاماريل أودوسانيا، طبيبة نفسية مقيمة في دبي، والتي فازت بترقية في درجة رجال الأعمال مقابل الثمن الذي دفعته مقابل مقعدها الاقتصادي (995 درهماً إماراتياً، أو نحو 270 دولاراً) على متن رحلة «طيران الاتحاد» منطلقة من دبي، وتجنبت سداد رسم باهظ مقابل حقيبة مسجلة بصورة إضافية لأنها كانت مدرجة في بطاقة الترقية: «أود أن أوصي بذلك بالتأكيد للأشخاص الذين يرغبون في السفر على درجة الأعمال وليسوا متأكدين من أن الأمر يستحق ذلك. لقد تمتعت بالهدوء في الردهة بصورة خاصة، الأمر الذي حوّل التجربة المرهقة إلى حالة ممتعة إلى حد ما».
يمكن للمسافرين الحصول على عروض أخرى للترقية مباشرة من شركات الطيران، وأحياناً مباشرة بعد حجز رحلة الطيران، وحتى عند مكتب تسجيل الدخول في المطار.
* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».