بغداد تعيد القائم بأعمال سفارتها إلى البحرين

TT

بغداد تعيد القائم بأعمال سفارتها إلى البحرين

أعلنت بغداد متانة العلاقات العراقية ـ البحرينية فيما أعادت القائم بأعمال سفارتها إلى المنامة بعد سوء فهم دبلوماسي. وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان لها إن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقية فؤاد حسين أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني أكد خلاله أن العراق يولي تعزيز العلاقات الثنائية مع مملكة البحرين أهمية كبيرة. وطبقا للبيان فإن «نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير خارجية مملكة البحرين عبد اللطيف بن راشد الزياني». وأكد الوزير فؤاد حسين، خلال الاتصال، أن «العراق يولي تعزيز العلاقات الثنائية مع مملكة البحرين أهمية كبيرة؛ ويعمل على الارتقاء بسبل التعاون بما يحقق مصالح كلا البلدين». وقدم التهاني إلى نظيره البحريني بـ«حلول شهر رمضان، مبتهلا إلى الله - عز وجل - أن يعيده على البلدين بالمزيد من التقدم، والازدهار». من جهته، أشاد وزير الخارجية البحريني «بما وصلت إليه العلاقات بين بغداد والمنامة من تعاون بناء ومثمر»، متمنيا أن «يكون رمضان شهر رحمة، وعطاء». وكان العراق أعلن مساء أول من أمس الثلاثاء إعادة القائم بأعماله في البحرين، مؤيد عبد الرحمن، «حفاظا على الأعراف الدبلوماسية»، بعد استدعاء المنامة له إثر ما اعتبرته «تدخلا في شؤونها». وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية العراقية، أحمد الصحاف إن «وزير الخارجية فؤاد حسين وجه بإعادة القائم بالأعمال العراقي لدى البحرين إلى مركز الوزارة في بغداد». وأضاف الصحاف، أن «هذا الإجراء يأتي تعزيزا لمكانة الدبلوماسية العراقية التي تنتهجها الوزارة في الحفاظ على الأعراف الدبلوماسية»، دون مزيد من التفاصيل.
وكانت الخارجية البحرينية أعلنت من جهتها في بيان لها أن «الوزارة استدعت القائم بالأعمال العراقي وأبلغته عن بالغ أسفها واستيائها لمخالفاته المتكررة للأعراف الدبلوماسية». وقام عبد اللطيف الزياني وزير الخارجية البحريني، بـ«إبلاغ القائم بالأعمال العراقي استنكار الوزارة الشديد لما قام به مؤخرا من تصرف غير مقبول يتنافى مع البروتوكولات الدبلوماسية في المملكة». وأضافت الوزارة، أن هذا التصرف (الذي لم تعلنه) «يتعارض مع مهام عبد الرحمن الدبلوماسية كقائم بالأعمال لسفارة العراق في البحرين، باعتباره تدخلا مرفوضا في الشؤون الداخلية البحرينية».
وحسب البيان ذاته، سلم وزير الخارجية البحريني، القائم بالأعمال العراقي «مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص»، دون تفاصيل أكثر. ورغم سرعة تجاوز ما بدا أنه سوء فهم دبلوماسي بين العراق ومملكة البحرين غير أن كلتا العاصمتين تجنبتا الخوض في التفاصيل. لكن تسجيلا مصورا بصوت القائم بالأعمال العراقي في المنامة طبقا لما تناقلته بعض المواقع يشير إلى أن ما حصل هو «عبارة عن خطأ بروتوكولي ما كان ينبغي أن يقوم به يتعلق بموضوع فتح خط طيران وهو ما كان ينبغي بحثه مع وزارة النقل البحرينية».
يذكر أن المنامة سبقت إن استدعت عام 2019 القائم بأعمال سفارة العراق آنذاك، نهاد العاني، احتجاجا على بيان صادر عن الزعيم العراقي، مقتدى الصدر، قالت إنه «تم الزج فيه باسم المملكة، ويمثل إساءة مرفوضة لها وقيادتها، ويعد تدخلاً سافراً في شؤونها»، ورفضت الخارجية العراقية، وقتها تلك الاتهامات. وفي يوليو (تموز) 2019، استدعت الخارجية البحرينية، سفيرها لدى العراق، صلاح المالكي، للتشاور على خلفية اقتحام مبنى السفارة في العاصمة بغداد من قبل محتجين عراقيين على خلفية استضافة المنامة مؤتمرا بشأن مناقشة إحلال السلام في الشرق الأوسط. ولا يزال يقف التمثيل الدبلوماسي بين العراق والبحرين على مستوى القائم بالأعمال وهو ذات التمثيل الذي استمر منذ غزو العراق للكويت والحرب على العراق عام 1991.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

مساعد لهاريس معارض لاستراتيجية إسرائيل في غزة سيؤدي دوراً رئيسياً في تحديد سياسات واشنطن

كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية متحدثة خلال تجمع في سافانا  (أ.ب)
كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية متحدثة خلال تجمع في سافانا (أ.ب)
TT

مساعد لهاريس معارض لاستراتيجية إسرائيل في غزة سيؤدي دوراً رئيسياً في تحديد سياسات واشنطن

كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية متحدثة خلال تجمع في سافانا  (أ.ب)
كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية متحدثة خلال تجمع في سافانا (أ.ب)

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إنه من المتوقع أن نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ستستعين بمساعدها فيل جوردون ليكون مستشاراً للأمن القومي في البيت الأبيض، إذا فازت في الانتخابات الرئاسية.

وأضافت الصحيفة أن جوردون الذي يعد من المتشككين في استراتيجية إسرائيل تجاه غزة والتعامل الأميركي مع الأزمة، هو الشخص الذي تثق به هاريس أكثر من غيره عندما يتعلق الأمر بالشؤون العالمية، وقد جعله أسلوبه الهادئ محبوباً لديها.

وتابعت أن فيل جوردون سيلعب دوراً رئيسياً في مراجعة هاريس للسياسة الأميركية الإسرائيلية.

وقال زملاؤه السابقون إنه مخلص، ولا يجد أي مشكلة في التعبير عن آرائه في السر، لكنه سيدعم سياسة الإدارة بالكامل في العلن.

وكان جوردون يخشى ألا تنجح الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية والتعامل الأميركي في حل الأزمة بغزة، إذ كان قلقاً من أن الطريقة الوحيدة لتحقيق هدف إسرائيل المتمثل في تدمير حركة «حماس» هي تدمير غزة معها، مع كل المأساة الإنسانية التي قد تترتب على ذلك، وفقاً لشخص مقرب منه.

وأضاف هذا الشخص أن جوردون لا يعتقد أن الولايات المتحدة يمكن أن تؤثر على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تعامل معه خلال محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية قبل عقد من الزمان.

فيل جوردون (إ.ب.أ)

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يكون جوردون مستشاراً للأمن القومي في البيت الأبيض بقيادة هاريس، إذا فازت، حيث كانت آراؤه الشخصية متوافقة إلى حد كبير مع آراء هاريس مع تطور حرب إسرائيل وغزة، وفقاً لعدة أشخاص مطَّلِعين على الأمر تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لوصف العلاقة بين هاريس وجوردون.

من المحتمل أن تجري هاريس تحليلاً كاملاً للسياسة الأميركية الإسرائيلية مع قيادة جوردون لهذه الجهود لتحديد النجاحات والإخفاقات بها، وفقاً لعدة أشخاص مطَّلِعين على تفكير هاريس.

ومن غير الواضح ما الذي سيحدث لهذه العملية، لكن أولئك المطلعين على المحادثات بين هاريس وجوردون يقولون إنها قد تكون منفتحة على فرض شروط على بعض المساعدات لإسرائيل، وهي السياسة التي رفضها الرئيس جو بايدن إلى حد كبير.

واتخذ بايدن بعض الخطوات التي يمكن لهاريس البناء عليها لمتابعة مثل هذه السياسة، ففي فبراير (شباط)، أصدر بايدن مذكرة تلزم الدول التي تتلقى أسلحة أميركية بالالتزام بمعايير معينة، بما في ذلك الالتزام بالقانون الدولي، وتسهيل نقل المساعدات الإنسانية الأميركية، كما علق لفترة وجيزة شحنة قنابل لإسرائيل تزن 2000 رطل.

منذ أن أصبحت مرشحة الحزب الديمقراطي، واجهت هاريس ضغوطاً من الناشطين للتخلي عن سياسة بايدن تجاه إسرائيل لكنها رفضت؛ لأنها لا تزال نائبة الرئيس، ولكن إذا فازت في الانتخابات، فإنها قد تحدد مسارها الخاص.

وقال مكتب هاريس إنه لن يناقش سياساتها المحتملة إذا أصبحت رئيسة، وذكر دين ليبرمان، نائب مستشار الأمن القومي لهاريس، في بيان: «نائبة رئيس الولايات المتحدة ستظل تدعم سياسات إدارة بايدن، وأوضحت أنها ستضمن دائماً أن إسرائيل لديها ما تحتاجه للدفاع عن نفسها من إيران والإرهابيين المدعومين من إيران، ولن تترك إسرائيل أبداً عاجزة عن الدفاع عن نفسها».

ورغم أن هاريس لم تحدد تفاصيل سياستها الخارجية، فإنه من المتوقع أن تواصل إلى حد كبير نهج بايدن في كثير من المجالات، إذا فازت، بما في ذلك دعم أوكرانيا ضد روسيا، ومنافسة الصين، والسعي إلى بناء تحالفات دولية.

ويقول الحلفاء والمحللون إن الملف الذي من المرجح أن تختلف فيه هاريس عن بايدن هو إسرائيل، فعلى الرغم من دعمها العلني لموقف بايدن، فإن تصريحاتها مع تطور الحرب تشير إلى أنها ستكون منفتحة على تحدي إسرائيل بشكل أكثر مباشرة، وذلك وفقاً لأشخاص مطَّلِعين على آرائها تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم.

وتعد السيرة الذاتية لجوردون نموذجية فقد عمل مديراً للشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس بيل كلينتون، ثم مساعداً لوزير الخارجية في عهد الرئيس باراك أوباما، ثم أصبح متخصصاً في شؤون الشرق الأوسط بالبيت الأبيض خلال ولاية أوباما الثانية.