علاج جديد غير جراحي للسمنة قد يشفي من مرض السكري

علاج جديد غير جراحي للسمنة قد يشفي من مرض السكري
TT

علاج جديد غير جراحي للسمنة قد يشفي من مرض السكري

علاج جديد غير جراحي للسمنة قد يشفي من مرض السكري

يمكن أن يوفر علاج جديد للسمنة فقدانًا كبيرًا للوزن من دون جراحة أو غثيان؛ إذ يمكن لفئة جديدة من المركبات أن تفعل ذلك بالضبط؛ حيث تقلل هذه العلاجات المحتملة الوزن بشكل كبير وتخفض نسبة الغلوكوز في الدم.
وتتجنب المركبات القابلة للحقن أيضًا الآثار الجانبية الشائعة مع أدوية إنقاص الوزن ومرض السكري الحالية مثل الغثيان والقيء. إذ أفاد العلماء بأن العلاج الجديد لا يقلل من تناول الطعام فحسب، بل يزيد أيضًا من حرق السعرات الحرارية.
وسيقدم الباحثون نتائجهم اليوم باجتماع الربيع للجمعية الكيميائية الأميركية (ACS) ACS Spring 2023؛ هو اجتماع مختلط يُعقد في الفترة من 26 إلى 30 مارس (آذار) الحالي.
والعلاج الجديد يمكن أن يكون بديلا ناجحا لعملية «مجازة المعدة» التي تقوم على تحويل مسار المعدة.
ولمزيد من التوضيح، قال الدكتور روبرت دويل أحد الباحثين الرئيسيين في المشروع والذي يعمل بجامعة سيراكيوز وجامعة صني أبستيت الطبية مع الدكتور كريستيان روث الذي يعمل بمعهد سياتل لأبحاث الأطفال «كانت السمنة ومرض السكري هما الوباء قبل جائحة كوفيد - 19. ومن المتوقع أن يزداد الأمر سوءًا»، وذلك وفق ما ذكر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.
وتقدم «مجازة المعدة» والإجراءات ذات الصلة المعروفة باسم «جراحة السمنة» حلاً واحدًا وغالبًا ما يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل دائم وحتى الشفاء من مرض السكري. لكن هذه العمليات تنطوي على مخاطر، وهي ليست مناسبة للجميع ولا يمكن الوصول إليها لمئات الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم الذين يعانون من السمنة أو السكري. وكبديل، وفق دويل «يمكنهم معالجة مشاكلهم الأيضية باستخدام دواء يكرر الفوائد طويلة المدى للجراحة. إذ ترتبط هذه الفوائد بتغيير ما بعد الجراحة في مستويات إفراز الأمعاء لهرمونات معينة؛ بما في ذلك الببتيد الشبيه بالغلوكاجون 1 (GLP-1) والببتيد YY (PYY)؛ والتي تشير إلى الامتلاء وكبح الشهية وتطبيع نسبة السكر في الدم. فالأدوية الحالية التي تهدف إلى تكرار هذا التأثير تنشط بشكل أساسي المستقبلات الخلوية لـ GLP-1 في البنكرياس والدماغ. لذا أظهر هذا النهج نجاحًا كبيرًا في تقليل الوزن وعلاج مرض السكري من النوع 2».
ويضيف دويل «ان الكثير من الناس لا يمكنهم تحمل الآثار الجانبية للأدوية. ففي غضون عام واحد فان 80 إلى 90 % من الأشخاص الذين بدأوا بتناول هذه الأدوية سوف لا يعودون لتناولها». ولمعالجة هذا العيب، صمم باحثون مختلفون علاجات أخرى تتفاعل مع أكثر من نوع واحد من مستقبلات هرمون الأمعاء. على سبيل المثال، ابتكرت مجموعة دويل ببتيدًا ينشط مستقبلين لـ PYY ، بالإضافة إلى مستقبل GLP-1. وقد تسبب هذا المركب، الذي يطلق عليه اسم GEP44، في أن تأكل الفئران البدينة ما يصل إلى 80 % أقل مما تأكله عادة. وبنهاية دراسة استمرت 16 يومًا، فقدت ما معدله 12 % من وزنها. كان هذا أكثر من ثلاثة أضعاف الكمية التي فقدتها الفئران التي عولجت بالليراغلوتيد، وهو دواء محقون ينشط فقط مستقبل GLP-1 والذي تمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج السمنة.
وعلى عكس الليرلوتيد، فإن الاختبارات التي أجريت على GEP44 في الجرذان والزبابة (حيوان ثديي على عكس الفئران قادر على التقيؤ) لم تكشف عن أي علامة على الغثيان أو القيء، ربما لأن تنشيط عدة مستقبلات قد يلغي مسار الإشارات داخل الخلايا الذي يؤدي إلى ظهور تلك الأعراض، حسب دويل.
وفي أحدث نتائجه، أفاد فريق دويل بأن فقدان الوزن الناجم عن GEP44 الآن يمكن تتبعه ليس فقط لتقليل الأكل، ولكن أيضًا لزيادة حرق الطاقة والتي يمكن أن تأخذ شكل زيادة الحركة أو معدل ضربات القلب أو درجة حرارة الجسم.
ويتمتع GEP44 بعمر نصف في الجسم يبلغ حوالى ساعة واحدة فقط، لكن مجموعة دويل صممت للتو ببتيدًا بعمر نصف أطول بكثير. وهذا يعني أنه يمكن حقنه مرة أو مرتين في الأسبوع بدلاً من عدة مرات في اليوم.
ويقول الباحثون الآن إن الفئران التي عولجت بمركب الجيل التالي تحافظ على جسدها النحيف الجديد حتى بعد انتهاء العلاج؛ وهو ما لا يحدث في كثير من الأحيان مع الأدوية المعتمدة حاليًا.
غير ان فقدان الوزن ليس هو الفائدة الوحيدة من العلاجات الببتيدية. فكما أنها تقلل نسبة السكر في الدم عن طريق سحب الغلوكوز إلى الأنسجة العضلية، يمكن استخدامها كوقود وتحويل خلايا معينة في البنكرياس إلى خلايا منتجة للأنسولين، ما يساعد على استبدال تلك التي تضررت بسبب مرض السكري.
وهناك فائدة أخرى وفق دويل وهيث شميدت من جامعة بنسلفانيا هي أن GEP44 يقلل من الرغبة بتناول المواد الأفيونية مثل الفنتانيل في الفئران. وإذا نجح ذلك أيضًا مع البشر فقد يساعد المدمنين على الإقلاع عن المخدرات غير المشروعة أو تجنب الانتكاس.
وقدم الباحثون براءات اختراع لمركباتهم؛ وهم يخططون لاختبار ببتيداتهم في الرئيسيات. وسيدرسون أيضًا كيف تغير العلاجات التعبير الجيني وتعيد أسلاك الدماغ وما قد يعنيه ذلك بالنسبة لهذه المركبات، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الأدوية.
ويخلص دويل الى القول انه «لفترة طويلة لم نعتقد أنه يمكن فصل إنقاص الوزن عن الغثيان والقيء لأنهما مرتبطان بالجزء نفسه من الدماغ. لكن الباحثين فصلوا الآن هذين المسارين؛ وهذا له آثار على العلاج الكيميائي؛ الذي يسبب آثارًا جانبية مماثلة».


مقالات ذات صلة

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام
TT

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

أشار تقرير صادر عن مجلس اللوردات إلى أن هيئة الإذاعة البريطانية تخذل المشاهدين من الأسر ذات الدخل المنخفض، الذين يشعرون بأنهم «يخضعون للسخرية» في تغطيتها (الإخبارية)، لذا فقد يتحولون إلى وسائل إعلام بديلة، مثل قناة «جي بي نيوز».

بيئة إعلامية مليئة بالأخبار الزائفة

ويخشى أعضاء مجلس اللوردات أيضاً من نشوء بيئة إعلامية «من مستويين»، مقسمة بين «عشاق الأخبار»، الذين يشتركون في منافذ إخبارية عالية الجودة ورائدة، و«نسبة زائدة» من متجنبي الأخبار، الذين يرون القليل جداً من الأخبار المنتجة بشكل احترافي، ولذا فإنهم أكثر عُرضة للأخبار الزائفة، ونظريات المؤامرة التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

«صحارٍ إخبارية»

وحذّر تحقيق في «مستقبل الأخبار» الذي أجرته لجنة الاتصالات والشؤون الرقمية، الذي نُشر أمس، من مستقبل «قاتم»، حيث يؤدي تراجع الصحف المحلية والإقليمية إلى خلق «صحارٍ إخبارية».

وتحمل التحذيرات بشأن مستقبل هيئة الإذاعة البريطانية أهمية خاصة، حيث تضم اللجنة اللورد هول، المدير العام السابق للهيئة.

تهميش المجموعات الدنيا من السكان

وأشار التقرير إلى أن «المجموعات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا تشعر بأنها (مُنتقدة أو مُعرضة للسخرية) بدلاً من أن تعكسها هيئة الإذاعة البريطانية بشكل أصيل». ونصّ على أن «الوسائل الإعلامية الوافدة الجديدة مثل (جي بي نيوز) تقدم بديلاً وخياراً في ميدان الخدمة العامة»، وهذا ما يجب أن يدفع وسائل الإعلام الأخرى للتفكير في كيفية اجتذاب تلك المجموعات إليها.

وتابع نشرات أخبار هيئة الإذاعة البريطانية 9.6 مليون مشاهد الشهر الماضي (من أصل 19 مليوناً لكل قنواتها) مقابل 3.5 مليون مشاهد لنشرات أخبار «جي بي نيوز».

وقالت اللجنة إن «قدرة هيئة الإذاعة البريطانية على الحفاظ على مستويات عالية من مشاركة الجمهور والثقة والرضا أمر مهم».