كيف تقاوم سرطانات الجلد العلاج وتنتشر إلى الدماغ والكبد؟

العلماء يأملون أن تساعد هذه المعلومات الجديدة حول مقاومة سرطان الجلد للأدوية الحالية في تقديم علاجات جديدة (رويترز)
العلماء يأملون أن تساعد هذه المعلومات الجديدة حول مقاومة سرطان الجلد للأدوية الحالية في تقديم علاجات جديدة (رويترز)
TT

كيف تقاوم سرطانات الجلد العلاج وتنتشر إلى الدماغ والكبد؟

العلماء يأملون أن تساعد هذه المعلومات الجديدة حول مقاومة سرطان الجلد للأدوية الحالية في تقديم علاجات جديدة (رويترز)
العلماء يأملون أن تساعد هذه المعلومات الجديدة حول مقاومة سرطان الجلد للأدوية الحالية في تقديم علاجات جديدة (رويترز)

اكتشف العلماء كيف يتوقف بعض سرطانات الجلد عن الاستجابة للعلاج في النهاية. وتسمح النتائج للباحثين بمعرفة كيفية تطور الورم الميلانيني لينتشر إلى الدماغ والكبد، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
تكشف الدراسة أيضاً كيف يمكن للسرطان التغلب على العلاج الأكثر شيوعاً المتاح حالياً للأشخاص المصابين بمرض متقدم.
كان عدد من الأشخاص المصابين بالسرطان المتقدم قد خضعوا لعلاج سابق لم ينجح؛ لأن السرطان وجد طرقاً للتغلب عليه.
يأمل العلماء أن تساعد هذه المعلومات الجديدة حول مقاومة سرطان الجلد للأدوية الحالية في تقديم علاجات جديدة تمنح الأشخاص المصابين بالسرطان المتقدم مزيداً من الوقت مع أحبائهم.
وجد تحليل متعمق لـ14 مريضاً ماتوا بسرطان الجلد المستعصي، أن التغييرات في ترتيب وهيكل وعدد نُسخ الحمض النووي للورم يمكن أن يتسبب في مقاومة بعض سرطانات الجلد للعلاج.

يقترح الباحثون أن هذه التغييرات تشرح أيضاً كيف يمكن أن ينتشر سرطان الجلد إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وقالت الأستاذة المساعدة في كلية لندن الجامعية والباحثة الرئيسية في الدراسة، الدكتورة مريم جمال حنجاني: «تقدم هذه النتائج الصورة الأكثر تفصيلاً حتى الآن لما يبدو عليه سرطان الجلد في المراحل النهائية من الحياة. يمكننا الآن أن نرى كيف يتطور السرطان لينتشر إلى الدماغ والكبد، وكيف يمكنه التغلب على العلاج الأكثر شيوعاً المتاح حالياً للأشخاص المصابين بمرض متقدم».
قالت استشارية الأورام الطبية في وحدة سرطان الجلد في «رويال مارسدن» ورئيسة مجموعة الأبحاث في« معهد فرنسيس كريك»، البروفيسورة سمرا توراجليك: «لقد تحسنت خيارات العلاج للمرضى الذين عانوا من إعادة ظهور الورم الميلاني بشكل كبير في العقد الماضي. لكن للأسف، ما يقرب من نصف مرضى سرطان الجلد ما زالوا يفقدون حياتهم بسبب المرض».
وتابعت: «لفهم سبب فشل العلاجات الحالية في بعض الأحيان، نحتاج إلى معرفة ما يحدث في المراحل الأخيرة من السرطان. إنه أمر صعب، لكن الطريقة العملية الوحيدة للقيام بذلك هي تحليل عيّنات الورم بعد وفاة الأشخاص بسبب السرطان».
وأضافت: «لقد وجدنا أن سرطان الجلد يمكن أن يغير بشكل عميق جينومه ليختبئ من جهاز المناعة وينتشر في جميع أنحاء الجسم. هذه التغييرات العميقة معقدة جداً، لكننا نأمل أن نتمكن الآن من إيجاد طرق لاستهدافها في العيادة».
في الدراسة أخذ العلماء 573 عيّنة من 387 ورماً من 14 مريضاً مصاباً بسرطان الجلد المتقدم.
وكشف التحليل أن 11 من أصل 14 مريضاً في الدراسة فقدوا جينات عاملة تمكِّن بعض الأدوية من مساعدة جهاز المناعة على التعرف على السرطان ومهاجمته.
ويحدث هذا الفقد لأن السرطان يمكن أن يصنع نُسخاً متعددة من النسخ المعيبة من الجينات، أو يستخدم حلقات دائرية من الحمض النووي من خارج الكروموسوم (تسمى الحمض النووي خارج الصبغيات) لتجاوز النسخ الطبيعية للجينات.


مقالات ذات صلة

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

يوميات الشرق مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

في ظل النمو المتسارع لتطبيقات الذكاء الصناعي، تسعى حكومات دول عدة حول العالم لإيجاد وسيلة لتحقيق التوازن بين مزايا وسلبيات هذه التطبيقات، لا سيما مع انتشار مخاوف أمنية بشأن خصوصية بيانات المستخدمين. وفي هذا السياق، تعقد نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، اليوم (الخميس)، لقاءً مع الرؤساء التنفيذيين لأربع شركات كبرى تعمل على تطوير الذكاء الصناعي، بحسب وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية. في حين تدرس السلطات البريطانية تأثير «تشات جي بي تي» على الاقتصاد، والمستهلكين.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

يُعد النشاط البدني المنتظم والنظام الغذائي المتوازن والنوم الكافي من أكثر الممارسات الموصى بها للحفاظ على صحتك العامة. هذه العادات لها أيضاً تأثير إيجابي على أموالك الشخصية ومدخراتك بشكل عام. للوهلة الأولى، قد يكون من الصعب التعرف على الصلة بين العادات الصحية والأمور المالية الشخصية. ومع ذلك، هناك الكثير من القواسم المشتركة بين هذه المفاهيم. عندما تعتني بصحتك الجسدية والعقلية، فإنك تعزز أيضاً تطورك الشخصي والمهني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

أفادت وكالات الاستخبارات البريطانية بأن أحدث هجمات صاروخية روسية تردد أنها قتلت 25 مدنيا في أوكرانيا، تشير إلى استراتيجية هجومية جديدة وغير تمييزية بشكل أكبر، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقالت وزارة الدفاع في لندن في تغريدة اليوم (السبت): «اشتملت الموجة على صواريخ أقل من تلك التي استخدمت في الشتاء، ومن غير المرجح أنها كانت تستهدف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا». وأضافت الوزارة في أحدث تحديث استخباراتي أنه كان هناك احتمالية حقيقية أن روسيا حاولت أمس (الجمعة) الهجوم على وحدات الاحتياط الأوكرانية، وأرسلت مؤخرا إمدادات عسكرية. كانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أمس، أنه تم شن سلسلة من الهجم

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

وقّعت ميغان ماركل، زوجة الأمير البريطاني هاري، عقداً مع وكالة مواهب كبرى تُمثّل بعض أكبر نجوم هوليوود، وفقًا للتقارير. سيتم تمثيل ميغان من خلال «WME»، التي لديها عملاء من المشاهير بمَن في ذلك ريهانا ودوين جونسون (ذا روك) ومات دامون. وأفاد موقع «فارايتي» الأميركي بأنه سيتم تمثيلها من قبل آري إيمانويل، الذي عمل مع مارك والبيرغ، ومارتن سكورسيزي، وتشارليز ثيرون، وغيرهم. يقال إن التطور يأتي بعد معركة طويلة لتمثيل الدوقة بين عديد من وكالات هوليوود. وتركيز ميغان سينصب على الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وشراكات العلامات التجارية، بدلاً من التمثيل. وشركة «آرتشيويل» الإعلامية التابعة لميغان وهاري، التي

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

قصر عابدين التاريخي بمصر لاحتضان أشهر الاحتفالات الدولية

إحدى قاعات قصر عابدين (موقع رئاسة الجمهورية)
إحدى قاعات قصر عابدين (موقع رئاسة الجمهورية)
TT

قصر عابدين التاريخي بمصر لاحتضان أشهر الاحتفالات الدولية

إحدى قاعات قصر عابدين (موقع رئاسة الجمهورية)
إحدى قاعات قصر عابدين (موقع رئاسة الجمهورية)

يشهد قصر عابدين التاريخي بوسط القاهرة استضافة حفل «ذا جراند بول» (The Grand Ball)، بحضور أمراء وأميرات من الأسر النبيلة والحاكمة حول العالم، وفق بيان للمركز الإعلامي بمجلس الوزراء المصري، السبت.

ويستعد قصر عابدين الذي يتمتع بطابعه التراثي المميز، لاستضافة حفل «ذا جراند بول» للمرة الأولى في مصر، ويقام الحدث بتنظيم Noble Monte-Carlo ليجمع بين الأناقة والفخامة والتاريخ العريق في قلب القاهرة.

ووفق بيان مجلس الوزراء، من المتوقع أن يضع هذا الحدث مصر على خريطة أشهر الاحتفالات الأرستقراطية الدولية، مؤكداً مكانتها بوصفها وجهة عالمية للثقافة والفن والتراث، ولتصبح ثاني دولة عربية تستضيف هذا المحفل الفريد. وفق البيان.

ويشارك في الحدث التاريخي الذي يقام احتفاء بحملة مانحي الأمل، وفق تقارير متلفزة، عدد من أصحاب السمو الملكي والنبلاء من أشهر البيوت الملكية في أوروبا، ومن بينهم الأميرة بياتريس دي بوربون، والأمير جواتشيم موراه. ويحضر الحدث ممثلون للأمير ألبير الثاني أمير موناكو، بالإضافة إلى شخصيات حكومية رفيعة المستوى من فرنسا وعدد من الدول الأوروبية.

ووفق الهيئة العامة المصرية للاستعلامات، تعد مراسم «الجراند بول» أحد أفخم وأهم الاحتفالات الخيرية الملكية بالعالم، وتقام فى القاهرة للمرة الأولى بالتاريخ ضمن فعاليات ختام حملة مانحي الأمل العالمية، ومدتها ثلاثة أيام متتالية تحت رعاية وتنسيق رسمي من وزارات الخارجية والشباب والرياضة والسياحة والآثار بمصر بالإضافة إلى مؤسسات محلية ودولية ومنظمات أممية.

ومن المقرر أن يقام الحفل تحت رعاية الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو، وبحضور كبار العائلات الملكية في أوروبا، ونجوم هوليوود، وشخصيات بارزة في الفنون والسياسة والعمل الإنساني من مختلف دول العالم.​

مشهد لحديقة بقصر عابدين (موقع رئاسة الجمهورية)

ويعد قصر عابدين من القصور الرئاسية ذات الطابع التاريخي، وتصفه التقارير الرسمية بأنه «جوهرة القرن التاسع عشر»، وقد شهد الكثير من الأحداث التي أسهمت في قيام مصر بوصفها دولةً مستقلة. وكان القصر منذ إنشائه عام 1863 حتى ثورة 1952 شاهداً على العديد من الأحداث الاجتماعية والسياسية التي مرت بمصر، وفق الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية.

وتم إنشاء القصر ضمن مخطط الخديوي إسماعيل لإعادة تخطيط القاهرة، التي تعرف الآن بالقاهرة الخديوية، وأقيم على أطلال منزل قديم كان يملكه «عابدين» بك أحد أمراء الأتراك، وعند البدء في بناء قصر عابدين تم ردم عدة برك كانت موجودة، ودأب الخديوي إسماعيل لعدة سنوات على شراء الأملاك المجاورة حتى وصلت مساحة الأرض إلى نحو 25 فداناً.

وتقام احتفالية «ذا جراند بول» الملكية في قصر عابدين، السبت، وسط أجواء ملكية تجمع بين الفخامة الأوروبية وعراقة التاريخ المصري، مع عروض موسيقية كلاسيكية، فيما تم تنظيم بعض مراسم حملة مانحي الأمل العالمية يوم الجمعة في متحف الحضارة المصرية في الفسطاط، ويقام اليوم الأخير في مدينة الفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة، يشارك في الحدث نحو 100 شخصية مرموقة، بينهم أكثر من 80 من أكبر أثرياء العالم، إضافة إلى ممثلين رسميين عن قصور العائلات الحاكمة الأوروبية، وفق هيئة الاستعلامات المصرية.


«جلباب المتحف الكبير» يفجر سجالاً بشأن الزي الشعبي المصري

المصريون من فئات مختلفة زاروا المتحف الكبير وعبروا عن فخرهم به (إ.ب.أ)
المصريون من فئات مختلفة زاروا المتحف الكبير وعبروا عن فخرهم به (إ.ب.أ)
TT

«جلباب المتحف الكبير» يفجر سجالاً بشأن الزي الشعبي المصري

المصريون من فئات مختلفة زاروا المتحف الكبير وعبروا عن فخرهم به (إ.ب.أ)
المصريون من فئات مختلفة زاروا المتحف الكبير وعبروا عن فخرهم به (إ.ب.أ)

تفجّر سجال حول «الزي الشعبي المصري» المتمثل في «الجلباب البلدي»، عقب تعليق من الإعلامية سمر فرج فودة (ابنة الكاتب الراحل فرج فودة) على صورة انتشرت بوسائل «السوشيال ميديا» خلال الأيام الماضية، لرجل وزوجته في زيارة للمتحف المصري الكبير وهما يرتديان الزي الشعبي الشهير في مصر.

وتصدر اسم سمر فودة «الترند» على «غوغل» و«إكس» في مصر، السبت، عقب تدوينة كتبتها معلقة على الصورة التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيها زوجان بالجلباب البلدي البسيط يمسكان يد بعضهما، ويسيران في مدخل المتحف المصري، ويتأمل الزوج الآثار والمبنى المحيط بنظرة إعجاب وفخر، وهي الصورة التي حظيت بانتشار واسع واحتفاء من مستخدمي وسائل التواصل عدوها تعبر عن «الأزياء المصرية الأصيلة».

وكتبت سمر مؤكدة أن هذا الزي لا يمثل مصر، وأن مصر معروفة باعتدادها بالأزياء الأنيقة على أحدث الصيحات، وتمثلها أزياء السيدات في الأربعينات والخمسينات التي كانت تنافس أزياء الباريسيات والإنجليزيات في ذلك الوقت. منتقدة الملابس التي تعطي انطباعاً دينياً للسيدة الموجودة في الصورة.

لتعود بعد ساعات وتعتذر عن التعليق مدونة: «أعتذر عن أي شيء قد مس قلوب المصريين بالسلب، أعتذر للزوجين، فهما بالتأكيد فخر لنا جميعاً»، وأكدت أنها حذفت المنشور لأن المتابعين لم يفهموا وجهة نظرها، مؤكدة أن أهلها من الفلاحين، وأنها لم تتطرق لـ«الجلابية الفلاحي» للرجال.

وتوالت التعليقات على منشور سمر فودة، بل وظهر ما يمكن اعتباره «ترند» يدعو الجميع لارتداء الجلباب الصعيدي والفلاحي كدليل على الأصالة والزي الشعبي للمصريين، وتفاعلت سمر فودة نفسها مع هذا «الترند»، ونشرت تعليقاً على صفحتها بـ«فيسبوك» على سبيل المزاح والفخر لشخص كتب: «وسيشهد التاريخ أن سمر فودة لبّست مصر كلها جلاليب في 6 ساعات».

المتحف المصري شهد حضوراً متنوعاً منذ افتتاحه (إ.ب.أ)

وتوالت التعليقات التي استنكرت ما اعتبروه تهكماً من سمر فودة على الجلباب، وتعرضت لانتقادات حادة، في حين أوضحت هي في اعتذارها أنها تعتز بالجلباب البلدي ولم تقصد التطرق إليه، وإنما كانت تنتقد أزياء لها دلالات دينية، تراها دخيلة على المجتمع المصري.

وعدت المتخصصة في التراث الشعبي، الدكتورة فاتن صلاح سليمان: «الجلباب البلدي المصري مميز منذ المصريين القدماء»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الصورة التي انتشرت والتعليق عليها بأنها لا تمثل المصريين أخذا منحى غريباً، وهناك أمثلة كثيرة تؤكد ارتباط هذا الزي بالمصريين منذ القدم، فهو قريب جداً من أزياء الكهنة المصريين المعروضة في بعض متاحف العالم»، وأكدت فاتن أن «الجلباب المصري لا مثيل له في العالم، ويختلف عن الجلباب السوداني أو العربي أو المغربي، وهذا الزي انتشر في الفترة القبطية، وكان يصنع من القماش القباطي المصري، وهو خليط من القطن والكتان، وله شكل مميز للغاية».

وقالت إن «هذا الزي يمثل الهوية المصرية ومشرّف لأي شخص يرتديه، ويعبر عن الأصالة والثقافة المصرية الخالصة، والمفروض أن نعتز بهؤلاء الناس لأنهم يعبرون عن جزء مهم من موروثنا الثقافي الشعبي المصري».

ووصفت الدكتورة نهلة إمام، مستشارة وزير الثقافة المصري لشؤون التراث غير المادي، التعليق الذي نشرته سمر فودة، بشأن عدم تمثيل هذا الزي لهوية المصريين، بأنه «مؤلم بالنسبة لها»، وقالت في تصريحات متلفزة إن «الجلابية هي زي الفلاح المصري التقليدي، وتُعد جزءاً من هوية الشعب المصري وتاريخه، وعلينا أن نقدر هذا التراث ونفخر به».

وأشار الباحث في التراث الشعبي بأكاديمية الفنون المصرية، الدكتور عبد الكريم الحجراوي، إلى أن «الحديث عن الجلباب بأنه لا يعبر عن المصريين ولا يعبر عن وضعهم الحضاري، ويجب عدم الالتفات إليه لأنه يحمل قصوراً في الفكر»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «لا يصح بشكل من الأشكال أن نهين رمزاً يمثل الغالبية من سكان مصر، وأن نعتبر زياً لا يعبر عنا ولا يناسب المصريين حضارياً»، وأوضح أن «هذا الكلام حظي بتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأنه يمس كل المصريين تقريباً، ففي كل منطقة بمصر هناك نمط معين من الجلباب، ومن ثم يجب الاعتداد به واحترامه كزي شعبي ممتد منذ سنوات طويلة، ويجب عدم التعرض له بالإهانة أو التقليل من شأنه».

وقال الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، مؤسسة حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، إن «معظم شعوب العالم لها زي قومي مميز تفتخر به وترتديه على المستويين: القومي والشعبي، ويعد جزءاً لا يتجزأ من هويتها»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «يوجد زي له احترامه مرتبط بثقافة مناطق معينة وهوية مصر بشكل عام، مثل الجلباب والعمامة في الصعيد، والجلباب والطاقية بوجه بحري»، لافتاً إلى التنوع الثقافي في مصر والذي يعكسه الزي والفنون المرتبطة، مطالباً بـ«السعي لتسجيل هذه المفردات تراثاً عالمياً ثقافياً ضمن التراث اللامادي بـ(اليونيسكو)».


«النقد السينمائي الدولي» يناقش صناعة الأفلام في المهجر

جانب من مؤتمر النقد السينمائي بالرياض (الشرق الأوسط)
جانب من مؤتمر النقد السينمائي بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

«النقد السينمائي الدولي» يناقش صناعة الأفلام في المهجر

جانب من مؤتمر النقد السينمائي بالرياض (الشرق الأوسط)
جانب من مؤتمر النقد السينمائي بالرياض (الشرق الأوسط)

خلصت النقاشات التي جرت ضمن فعاليات النسخة الثالثة من «مؤتمر النقد السينمائي الدولي» في الرياض حول «السينما خارج الحدود» إلى تأكيد أن السينما العربية خارج الحدود أصبحت مساحة للتعبير المتعدد، تجمع بين الذاكرة الأصلية والتجربة الجديدة، وتؤكد أن المخرج، أينما كان، يظل ابن بيئته الأولى، يحملها في رؤيته ولغته وأفكاره، حتى وهو يصنع أفلامه في المنفى.

الجلسة التي أدارها الناقد حسين الضو، وشارك فيها المخرج العراقي محمد الدراجي، ومؤسس مهرجان «مالمو» للسينما العربية، محمد قبلاوي، والمخرجة التونسية لمياء قيقة، تضمنت أحاديث موسعة حول علاقة السينما بالهوية، وتأثير الاغتراب واللغة والثقافة على التجارب الإبداعية للمخرجين العرب الذين يعملون خارج أوطانهم.

واستهل حسين الضو الجلسة بالإشارة إلى سعي المخرج إلى «استكشاف التحولات التي تصيبه عندما ينتج فيلمه خارج وطنه، وكيف تنعكس تلك التجربة على اللغة البصرية والموضوعات المطروحة في أفلامه»، موضحاً أن «الهجرة والانفتاح الثقافي أفرزا ما يمكن تسميته السينما الهجينة التي تحمل سمات متعددة وتتحرك بين أكثر من هوية».

وقالت المخرجة التونسية لمياء قيقة إن العلاقة بين السينما والنقد تُشبه «خطيْن متوازييْن يسيران في الاتجاه نفسه دون أن يلتقيا تماماً»، مؤكدة أن الحديث عن الإنتاج خارج الوطن يفتح أسئلة الهوية والانتماء، خصوصاً عندما يعيش المخرج في بيئة مغايرة ثقافياً.

مؤتمر النقد السينمائي ناقش صناعة الأفلام خارج الحدود (الشرق الأوسط)

وأضافت أن «كل مخرج يحمل لغته الأم وثقافته معه أينما ذهب»، وأن هناك اليوم موجة من السينما التي يمكن وصفها بـ«الهجينة»، تجمع بين الهوية الأصلية وتأثيرات المكان الجديد الذي يعيش فيه المبدع، موضحة أن «المخرجين والمخرجات التونسيين الذين يعيشون في الخارج يواصلون صناعة أفلامهم عن واقعهم الأصلي، رغم بعدهم الجغرافي».

وتطرقت لمياء قيقة إلى إشكالية التكرار في بعض التجارب العربية، قائلة: «لا يمكن إنكار أن هناك أفلاماً قُدمت بطريقة تستنسخ ما هو مطلوب جماهيرياً أو في المهرجانات، لكن في المقابل هناك درجة من الوعي لدى المخرجين الشباب الذين يحاولون مقاومة الصورة النمطية التي يفضّلها الغرب عن المجتمعات العربية». مؤكدة أن «تمكن المخرج من لغته السينمائية وجمالياته الخاصة هو ما يمنحه القدرة على التعبير بصدق، بعيداً عن محاولات الإرضاء أو التقليد».

من جانبه، قال المخرج محمد قبلاوي إن «المخرجين من أصول عربية في أوروبا ينتمون إلى أجيال مختلفة»، موضحاً أن «الجيل الأول حمل معه ذاكرة الوطن الأولى وتاريخه، في حين يتعامل الجيل الثاني مع الواقع من موقع المراقب»، مشيراً إلى أن الفارق بين «أن تُروى قصتك من الخارج أو أن ترويها بنفسك هو ما يُحدد عمق التجربة السينمائية».

وأضاف أن هناك اليوم ما بين 32 و35 مليون ناطق بالعربية في أوروبا، وأن هذا الوجود السكاني انعكس على حضور السينما العربية في المشهد الأوروبي، مشيراً إلى أن الهوية لم تعد ثابتة، بل أصبحت «تعددية»، وفق وصفه، مضيفاً: «فكل مخرج يرى طريقه الخاص في التعامل مع قضاياه، وأن المنظور الذي يقدمه المخرج المقيم في الغرب عن القضايا العربية يختلف بطبيعة الحال عن المخرج المقيم في وطنه».

أما المخرج محمد الدراجي فتحدث عن تجربته قائلاً إنه بصفته مخرجاً عراقياً عاش سنوات طويلة خارج بلاده، لكنه «ما زال يُفكر في العراق في كل فيلم يقدمه»، موضحاً أن «موضوعات أفلامه غالباً ما تبدأ من فكرة الحنين إلى الوطن، وأن مشاهد الافتتاح في معظم أعماله تتناول السفر، والمرأة، والطفل، والجندي» بوصفها رموزاً للبحث عن الذات والانتماء وجزءاً من تجربته الذاتية.

وأضاف الدراجي: «أحياناً أفكّر في تقديم فيلم بريطاني، لكنني أتراجع لأنني لست بريطانياً. أنا عراقي، وهذه هويتي التي لا تنفصل عن عملي»، مؤكداً أن المخرج عندما يكتب أو يخرج فيلمه «لا ينطلق من اتجاه محدد، بل من إحساسه الشخصي ورؤيته الخاصة»، وأنه يحاول أن يقدّم ما يؤمن به بعيداً عن التأثيرات الغربية أو ضغوط السوق.