الإضرابات تشل الحياة في إسرائيل بإغلاق المطار والموانئ والمستشفيات والمتاجر

عشرات الآلاف يطوقون مبنى «الكنيست» ويغلقون الشوارع المركزية

إسرائيليون يتظاهرون ضد خطة الإصلاح القضائي خارج البرلمان في القدس الاثنين (أ.ب)
إسرائيليون يتظاهرون ضد خطة الإصلاح القضائي خارج البرلمان في القدس الاثنين (أ.ب)
TT

الإضرابات تشل الحياة في إسرائيل بإغلاق المطار والموانئ والمستشفيات والمتاجر

إسرائيليون يتظاهرون ضد خطة الإصلاح القضائي خارج البرلمان في القدس الاثنين (أ.ب)
إسرائيليون يتظاهرون ضد خطة الإصلاح القضائي خارج البرلمان في القدس الاثنين (أ.ب)

تشهد إسرائيل شللاً تاماً في الحياة (الاثنين)، بعد إعلان إضرابات عامة في حركة النقل والتجارة؛ إذ أغلق منذ ساعات الصباح مطار بن غوريون الدولي وميناءا حيفا وأسدود، وتوقف العمل في المصانع والورش، ونزل العاملون والموظفون إلى الشوارع وأغلقوا تل أبيب، وتجمع عشرات الآلاف حول مبنى «الكنيست» (البرلمان)، وذلك ضمن أعمال الاحتجاج ضد خطة الحكومة للانقلاب على منظومة الحكم وإضعاف جهاز القضاء، التي تصاعدت بشكل كبير عندما قرر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إقالة وزير الدفاع، يوآف غالانت، بسبب إعلانه عن ضرورة وقف الخطة الحكومية لأسباب أمنية.
وكان يفترض أن يعلن نتنياهو عن وقف تنفيذ الخطة وتأجيل التصويت على التشريعات الجديدة في «الكنيست»، ولكن إعلانه تأخر، بسبب تهديد حليفه وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بالانسحاب من الائتلاف، إلا أن قادة الاحتجاجات أعلنوا رفضهم التراجع، مؤكدين أنهم لن يكتفوا بالتأجيل والتجميد، وقالوا: «لن نكون مستعدين لأي تسوية تستهدف استقلالية المحكمة العليا وتفوق القضاء. ونطالب بإبقاء الوزير غالانت كوزير للأمن من أجل منع تفكيك الجيش الإسرائيلي وأمن الدولة».
وكان الحراك الشعبي قد انفجر ليلة الأحد/ الاثنين، حال الإعلان عن نية نتنياهو إقالة غالانت. فقد خرج عشرات ألوف المواطنين إلى مظاهرات عفوية غير مخططة. وخلال ساعتين بلغ عددهم أكثر من 150 ألفاً، أمضوا طيلة الليل في الشوارع.
وامتنعت الشرطة عن تفريقهم مع أنهم أغلقوا شوارع مركزية تعتبر شريان الحياة بين المدن الرئيسية، مثل شارع «ايلون» المجاور لمقر وزارة الدفاع ورئاسة أركان الجيش في تل أبيب، وفقط في ساعات الفجر فرقتهم. وتجددت المظاهرات صباح الاثنين، وفي مركزها مظاهرة طوقت مقر «الكنيست».
وترافقت المظاهرات مع قرار غير مسبوق اتخذه قادة اتحاد النقابات واتحاد أصحاب العمل معاً، ببدء إضراب عن العمل في جميع المرافق الاقتصادية، علماً أن النقابات كانت قد اتخذت قراراً مبدئياً بعدم المشاركة في الاحتجاج منذ أكثر من شهرين، حتى لا تقحم عمل النقابات في السياسة.
وأعلن رئيس مركز السلطات المحلية والبلديات، حايم بيباس، الانضمام إلى الإضراب، وجاء قراره صادماً لأنه من قادة «الليكود» وكان رئيساً لحملة نتنياهو الانتخابية الأخيرة. وفعل مثله قائد آخر في «الليكود»، هو بنحاس عيدان، رئيس نقابة عمال مطار بن غوريون الدولي، ما أدى إلى إلغاء سفر 73 ألف مسافر.
وقال عيدان: «أنا عضو في (الليكود)، لكنني أخجل من هذه القيادة»، ثم أعلنت نقابة الأطباء في إسرائيل، الإضراب التام والمفتوح في المستشفيات وعيادات الجهاز الصحي، إلى حين وقف تشريعات خطة الحكومة. وقال رئيس نقابة الأطباء، بروفيسور تسيون حغاي، إن «الإضراب سيتوقف عندما يتم بلورة خطة واضحة ومتفق عليها لضمان الحفاظ على حقوق المرضى في جهاز الصحة». وأضاف أن «نظاماً ديمقراطياً وجهاز قضاء مستقلاً هما الأساس لمجتمع سليم وجهاز صحة متطور. وحان الوقت للقول: كفى». وأعلنت نقابة الممرضين والممرضات أنها ستنضم إلى الإضراب الثلاثاء.
وأعلنت شبكتان تضمان أضخم وأكبر التجمعات التجارية «بيغ» و«عزرائيلي»، المنتشرة في عشرات المدن، أنهما تنضمان إلى الإضراب الذي أعلن عنه رئيس «الهستدروت» ورئيس اتحاد الصناعيين، وتقرر إغلاق جميع هذه التجمعات، باستثناء الصيدليات وشبكات الأغذية. كذلك أضرب ميناءا حيفا وأسدود عن العمل، وتوقف إفراغ بضائع من السفن وإدخال سفن إلى الميناءين.
وبدأ آلاف المتظاهرين ضد خطة إضعاف القضاء يتجمعون في منطقة «الكنيست» في القدس الغربية، بعد الظهر.
وفي موازاة ذلك، دعت مجموعات من اليمين المتطرف، بينها منظمة «لا فاميليا»، المؤيدين لها، للحضور إلى القدس، وأعلنت: «نحن في حالة حرب مع أعداء الدولة. سنتظاهر ضد معارضي خطة الحكومة. وسندمر اليسار اليوم. فقد حان الوقت لإنهاء اليساريين ودهسهم بسيارة (جيب). هم بدأوا الحرب ضدنا، وسنرد عليهم بحرب».
وكان نتنياهو، الذي صُدم بردة الفعل على قراره، قد أجرى مشاورات طوال الليلة الماضية، مع رؤساء أحزاب الائتلاف والمستشارين، حول كيفية الرد. وخلال اجتماعاته، طلب رئيس «الشاباك» (المخابرات العامة)، رونين بار، لقاءه في منتصف الليل وأخبره بأن «جهازه يحذره رسمياً من أن الوضع الناشئ في أعقاب إقالة غالانت يهدد أمن إسرائيل بشكل حقيقي».
وفي الوقت نفسه، أعلن رئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، عن عقد جلسة طارئة لرئاسة الأركان للبحث في التهديدات الأمنية التي تسببت بها قرارات الحكومة وتبعاتها الخطيرة على الجيش.
وإزاء ذلك، قرر نتنياهو تجميد بعض القوانين، وأعلن حزب «شاس» وكتلة «يهدوت هتوراة»، وكذلك وزراء في «الليكود»، تأييدهم لتعليق تشريعات الخطة الحكومية. وفي وقت لاحق من صبيحة الاثنين، أعلن أيضاً بتسلئيل سموترتش عن تأييده، لكن الوزير بن غفير رفض الأمر، وأعلن أنه سينسحب من الائتلاف الحكومي إذا تم تعليق الخطة، مضيفاً أنه سيدعم الحكومة من الخارج حتى لا تسقط.


مقالات ذات صلة

الحوار الداخلي في إسرائيل يصل إلى باب مسدود

شؤون إقليمية الحوار الداخلي في إسرائيل يصل إلى باب مسدود

الحوار الداخلي في إسرائيل يصل إلى باب مسدود

في الوقت الذي تدب فيه خلافات داخلية بين كل معسكر على حدة، أكدت مصادر مشاركة في الحوار الجاري بإشراف رئيس الدولة، يتسحاك هيرتسوغ، أن الطرفين المعارضة والحكومة «وصلا إلى باب مسدود». وأكد هذه الحقيقة أيضاً رئيس كتلة «المعسكر الرسمي» المعارضة، بيني غانتس، الذي يعد أكثر المتحمسين لهذا الحوار، فقال: «لا يوجد أي تقدم في المفاوضات».

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي حلفاء نتنياهو يحذرون من سقوط حكومته إذا تراجع عن خطته «الانقلابية»

حلفاء نتنياهو يحذرون من سقوط حكومته إذا تراجع عن خطته «الانقلابية»

في ظل تفاقم الخلافات في معسكر اليمين الحاكم في إسرائيل، ما بين القوى التي تصر على دفع خطة الحكومة لإحداث تغييرات جوهرية في منظومة الحكم وإضعاف الجهاز القضائي، وبين القوى التي تخشى مما تسببه الخطة من شروخ في المجتمع، توجه رئيس لجنة الدستور في الكنيست (البرلمان)، سمحا روتمان، إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، (الأحد)، بالتحذير من إبداء أي نيات للتراجع عن الخطة، قائلا إن «التراجع سيؤدي إلى سقوط الحكومة وخسارة الحكم». وقال روتمان، الذي يقود الإجراءات القضائية لتطبيق الخطة، إن «تمرير خطة الإصلاح القضائي ضروري وحاسم لبقاء الائتلاف».

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي إسرائيل: «حزب الله» وراء انفجار قنبلة شمال البلاد الشهر الماضي

إسرائيل: «حزب الله» وراء انفجار قنبلة شمال البلاد الشهر الماضي

قال مستشار الأمن الوطني الإسرائيلي تساحي هنجبي أمس (الجمعة) إن «حزب الله» اللبناني كان وراء هجوم نادر بقنبلة مزروعة على جانب طريق الشهر الماضي، مما أدى إلى إصابة قائد سيارة في شمال إسرائيل، وفقاً لوكالة «رويترز». وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات الأمن قتلت رجلا كان يحمل حزاما ناسفا بعد أن عبر على ما يبدو من لبنان إلى إسرائيل وفجر قنبلة في 13 مارس (آذار) بالقرب من مفترق مجيدو في شمال إسرائيل. وأوضح مسؤولون في ذلك الوقت أنه يجري التحقيق في احتمال تورط «حزب الله» المدعوم من إيران في الانفجار.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية إسرائيل تعتقل نائباً أردنياً بتهمة تهريب سلاح وذهب

إسرائيل تعتقل نائباً أردنياً بتهمة تهريب سلاح وذهب

أكدت مصادر أردنية، اليوم (الأحد)، اعتقال نائب حالي في إسرائيل بتهمة تهريب كميات كبيرة من السلاح والذهب بسيارته التي تحمل رقم مجلس النواب ورخصته، إلى الداخل الفلسطيني عبر الحدود، وسط تقديرات رسمية بأن تأخذ القصة أبعاداً سياسية. وفيما تحفظت المصادر عن نشر اسم النائب الأردني، إلا أنها أكدت صحة المعلومات المتداولة عن ضبط كميات من السلاح والذهب في سيارته التي كانت تتوجه إلى فلسطين عبر جسر اللنبي، وسط مخاوف من استغلال الجانب الإسرائيلي للقصة قضائياً، في وقت تشهد فيه العلاقات الأردنية الإسرائيلية توتراً أمام التصعيد الإسرائيلي، والانتهاكات المستمرة من قبل متطرفين للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس

«الشرق الأوسط» (عمّان)
المشرق العربي لبنان يعلن تقديم شكوى لمجلس الأمن بعد «الاعتداءات الإسرائيلية جوا وبرا وبحراً»

لبنان يعلن تقديم شكوى لمجلس الأمن بعد «الاعتداءات الإسرائيلية جوا وبرا وبحراً»

عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اجتماعا مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، صباح اليوم (السبت)، لمتابعة البحث في الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب وموضوع الصواريخ التي أطلقت من الأراضي اللبنانية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأعلن بوحبيب، حسبما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» أنه تقرر توجيه رسالة شكوى إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، عبر بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة. ووفق الوكالة، «تتضمن الرسالة تأكيد التزام لبنان بالقرار الدولي 1701، كما تشجب الرسالة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان جوا وبرا وبحرا».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

شبح اعتقال الضباط والجنود في الخارج يحاصر إسرائيل

فلسطينيون يفرون من الجزء الشمالي من غزة، الأربعاء وسط عملية عسكرية إسرائيلية، في جباليا في شمال قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يفرون من الجزء الشمالي من غزة، الأربعاء وسط عملية عسكرية إسرائيلية، في جباليا في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

شبح اعتقال الضباط والجنود في الخارج يحاصر إسرائيل

فلسطينيون يفرون من الجزء الشمالي من غزة، الأربعاء وسط عملية عسكرية إسرائيلية، في جباليا في شمال قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يفرون من الجزء الشمالي من غزة، الأربعاء وسط عملية عسكرية إسرائيلية، في جباليا في شمال قطاع غزة (رويترز)

طلب الجيش الإسرائيلي من الضباط والجنود الذين أنهوا مهمتهم في قطاع غزة، وكانوا يعتزمون السفر إلى الخارج، الامتناع عن القيام بذلك، في حين أصدرت الأوامر لـ8 على الأقل بالعودة من الخارج؛ خشية من الاعتقالات، بعد إصدار الجنائية الدولية مذكرتَي اعتقال لكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.

وكانت المحكمة الدولية أصدرت في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مذكرتَي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت، بتهمتَي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» إنه في ظل تقديرات في الجيش بأن قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي، سيعطي زخماً للاعتقالات والإجراءات الجنائية الأخرى في جميع أنحاء العالم أيضاً ضد كبار الضباط في الجيش، وحتى ضد الجنود النظاميين والاحتياط الذين قاتلوا في قطاع غزة، بدأ الجيش في صياغة «تقييم المخاطر» لكل جندي يقدم استمارة طلب مغادرة البلاد، مع التركيز على المقاتلين والقادة الذين عملوا في غزة. وطلب الجيش من الجنود إزالة أي وثائق متعلقة بنشاطهم في غزة، وعدم تحميل صورهم ومقاطع الفيديو الخاصة بهم أثناء تواجدهم في غزة، أو التي تشير إلى تواجدهم في الخارج. وقد تم تعيين عشرات المحامين في الخارج لمواجهة «قوائم سوداء» للضباط والجنود.

وتشنّ إسرائيل حرباً على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي وقد قتلت نحو 50 ألف فلسطيني وجرحت أكثر من 100 ألف وخلَّفت دماراً واسعاً حوَّل الحياة إلى غير ممكنة في القطاع الساحلي الصغير.

خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)

وبحسب «يديعوت أحرنوت»، فقد حدد الجيش الإسرائيلي، في الآونة الأخيرة، نحو 30 حالة تم فيها تقديم شكاوى وتم اتخاذ إجراءات جنائية ضد ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي الذين شاركوا في القتال في قطاع غزة، وكانوا يعتزمون السفر إلى الخارج، وتم تحذيرهم لتجنب القيام بذلك بسبب الخوف من الاعتقال أو الاستجواب في البلد الذي يريدون زيارته، فيما قيل لثمانية منهم على الأقل، بما في ذلك المقاتلون الذين انطلقوا بالفعل في رحلة إلى الخارج، إلى قبرص وسلوفينيا وهولندا، أن يغادروا ذلك البلد على الفور بسبب المخاطر. وكان ضباط وجنود وثَّقوا عمليات تفجير واعتقال وتحقيق في قطاع غزة، ونشروها بصورة أثارت انتقادات وجدلاً واسعاً، وأدت إلى إعداد منظمات كثيرة «قوائم سوداء» لهم. وأكدت «يديعوت» أنه تم الطلب من الضباط والجنود الدائمين والاحتياطيين الذي عملوا في غزة منذ بداية القتال، وحتى مؤخراً، الامتناع عن نشر صور وفيديوهات لهم وهم يقاتلون في قطاع غزة؛ حتى لا يتم استخدامها ضدهم دليلاً في تحقيق جنائي متعلق بارتكاب جرائم حرب.

وتم مؤخراً شحذ هذه السياسة في ضوء ردة الفعل العالمية العنيفة ضد إسرائيل. وقالت «يديعوت أحرنوت» إن المنظمات المؤيدة للفلسطينيين تعمل بشكل رئيس من أوروبا، لكن منتشرة في شبكة من الممثلين في جميع أنحاء العالم. وهي تراقب، بالإضافة إلى نشر أسماء وصور الجنود منشوراتهم كذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، على أمل أن ينشروا قصصاً عن إجازتهم في بلجيكا، أو زيارتهم إلى فرنسا، أو رحلة إلى الولايات المتحدة أو الهند، على سبيل المثال. وفي تلك اللحظة سيتم تقديم شكوى ضدهم إلى النيابة المحلية، أو التماس شخصي ضدهم إلى المحكمة في ذلك البلد؛ وذلك للتحقيق معهم وتأخير مغادرتهم ذلك البلد. ولهذا السبب؛ نصح الجيش الجنود الذين يبلغون عن سفرهم إلى الخارج بتجنب نشر مواقعهم في العالم؛ حتى لا يصبحوا فريسة سهلة من شأنها أن تعرّضهم للخطر من جانبين: القانون الجنائي وبالطبع الأمن الشخصي أيضاً وتحذيرات ومناشدات.

نتنياهو متوسطاً وزير الدفاع المُقال يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي في أكتوبر 2023 (د.ب.أ)

ومنذ إصدار أوامر باعتقال نتنياهو وغالانت، ثمة مخاوف في أوساط المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن يطال ذلك قادة الجيش وجنوده. وتخشى إسرائيل حتى من صدور أوامر اعتقال سرية من قِبَل المحكمة الجنائية الدولية، ضد قادة الجيش الإسرائيلي، وكبار الضباط فيه. وتدور المخاوف بشكل أساسي حول إمكانية صدور مذكرة اعتقال بحق رئيس أركان الجيش، هيرتسي هاليفي. وثمة قلق في إسرائيل من أن مثل هذه المذكرات قد صدرت بالفعل داخل المحكمة وتم إبقاؤها سراً لحين تفعيلها في الوقت الذي تقرره المحكمة.

ويقدّر مكتب المدعي العام العسكري في إسرائيل أن المدعي العام في لاهاي، كريم خان، يمكن أن يتعامل مع مذكرات اعتقال لهاليفي وقادة كبار ولن يتعامل مع الجنود أو القادة الصغار؛ لأنهم نفّذوا تعليمات تلقوها في ساحة المعركة. وتخشى إسرائيل من أن الوضع الحالي قد يصبح متفجراً بالفعل إذا توقف القتال في غزة وفتحت الطريق أمام الصحافيين ومنظمات حقوق الإنسان. واستعداداً لمرحلة كهذه؛ تم تشكيل فريق موسع مشترك بين الوزارات، بقيادة وزارتي العدل والخارجية وإدارة القانون الدولي بمكتب المدعي العام العسكري، وتمت الاستعانة بخدمات قانونية من محامين في عشرات دول العالم.

وشارك في الفريق الإسرائيلي ممثلون عن الموساد (المخابرات الخارجية) والشاباك (الأمن العام).