من بينها السجاد والمواد اللاصقة... دراسة تكشف عن مسببات محتملة للإكزيما

ارتفعت معدلات الإصابة بالإكزيما بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات في البلدان الصناعية منذ السبعينات (رويترز)
ارتفعت معدلات الإصابة بالإكزيما بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات في البلدان الصناعية منذ السبعينات (رويترز)
TT

من بينها السجاد والمواد اللاصقة... دراسة تكشف عن مسببات محتملة للإكزيما

ارتفعت معدلات الإصابة بالإكزيما بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات في البلدان الصناعية منذ السبعينات (رويترز)
ارتفعت معدلات الإصابة بالإكزيما بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات في البلدان الصناعية منذ السبعينات (رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن بعض المواد الكيميائية المنتشرة في الهواء الذي نتنفسه قد تكون هي السبب في ارتفاع معدلات الإصابة بالإكزيما خلال العقود الأخيرة.
وقال الدكتور إيان مايلز، رئيس وحدة الأبحاث في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في مختبر علم المناعة الإكلينيكي والأحياء الدقيقة: «لدينا بيانات قوية تثبت أن بعض الملوثات الناتجة عن منتجات نستخدمها بشكل يومي من المحتمل جداً أن تكون وراء زيادة حالات التهاب الجلد التأتبي».
والتهاب الجلد التأتبي، المعروف أكثر باسم الإكزيما، هو حالة جلدية التهابية تجعل الجلد جافاً وملتهباً ومثيراً للحكة.
ويبدأ المرض دائماً تقريباً في السنة الأولى من العمر، ويبلغ ذروته في مرحلة الطفولة المبكرة، وفقاً لجمعية الإكزيما الوطنية. ويمكن أن تتسبب مسببات الحساسية، مثل الحيوانات الأليفة والعطور والأصباغ والطعام، في تفاقم الحالة بشكل غير متوقع، حتى عند البالغين.
وارتفعت معدلات الإصابة بالإكزيما بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات في البلدان الصناعية منذ السبعينات، ما جعل الخبراء مقتنعين بأن شيئاً ما في البيئة وراء هذه الزيادة الهائلة.
وقام مايلز وفريقه بالبحث بدقة في «النقاط الساخنة» للإكزيما في جميع أنحاء البلاد، أي الأماكن التي تعالج فيها العيادات أعداداً أكبر من مرضى الإكزيما، ودرسوا معدلات التلوث والسموم والمواد الكيماوية في البيئة المحيطة.
ووجد الفريق أن العامل المشترك بين جميع هذه «النقاط الساخنة» هو وجود معدلات عالية من مواد كيميائية تسمى ثنائي الأيزوسيانات والأيزوسيانات، في الهواء بها.
وتُستخدم مواد ثنائي الأيزوسيانات في عملية تصنيع العديد من منتجات البولي يوريثان، مثل المواد اللاصقة والسجاد والأقمشة المصممة لتكون قابلة للتمدد أو المقاومة للماء.
أما الأيزوسيانات فتنتج عن أبخرة عوادم السيارات الحديثة التي تستخدم ما يعرف بـ«المحولات الحفازة Catalytic converters».
وتعمل «المحولات الحفازة» على القضاء على العديد من المواد الكيميائية الضارة الموجودة في البنزين، ولكن في هذه العملية، فإنها تنتج الأيزوسيانات كمنتج ثانوي.
وأصبحت المحولات الحفازة إلزامية لجميع المركبات في الولايات المتحدة في عام 1975، بالتزامن مع بداية ارتفاع حالات الإكزيما.
وللتأكد من تأثير هذه المواد على الجلد، قام فريق الدراسة الجديدة بإجراء تجربة على عدد من الفئران، قاموا خلالها بتعريضهم لثنائي الأيزوسيانات والأيزوسيانات.
ووجد الباحثون أن هذه المواد الكيماوية أثرت بشكل مباشر على ميكروبيوم الجلد بطريقتين، حيث أجبرت البكتيريا الصحية على التوقف عن صنع الزيوت التي ترطب البشرة، وأثناء قيامها بذلك، قامت أيضاً بتنشيط مستقبل معين على الجلد، وإرسال إشارات إلى الدماغ تثير الحكة والالتهابات.
وأكد الفريق أن نتائجهم يمكن أن تساعد في الوصول إلى علاجات جديدة لالتهاب الجلد التأتبي، داعين حكومات المناطق الأكثر عرضة للخطر إلى ابتكار أنظمة تنقية هواء قادرة على إزالة ثنائي الأيزوسيانات والأيزوسيانات.


مقالات ذات صلة

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».