أمين المراني.. مصمم وظف موهبته لخدمة العروس

أول من اعتمد الفرو وجلد التمساح في القفطان المغربي التقليدي

دمج الطابع العصري مع التقليدي مفتاح لتسويق القفطان عالميا و قفطان أبيض مرصع بالخرز الملون
دمج الطابع العصري مع التقليدي مفتاح لتسويق القفطان عالميا و قفطان أبيض مرصع بالخرز الملون
TT

أمين المراني.. مصمم وظف موهبته لخدمة العروس

دمج الطابع العصري مع التقليدي مفتاح لتسويق القفطان عالميا و قفطان أبيض مرصع بالخرز الملون
دمج الطابع العصري مع التقليدي مفتاح لتسويق القفطان عالميا و قفطان أبيض مرصع بالخرز الملون

لم يكن أمين المراني بحاجة إلى البحث مطولا ليجد بغيته. كما لم يكن بحاجة لتجارب كثيرة قبل أن يكتشف موهبته، فقد كان دخوله عالم تصميم الأزياء، والقفطان المغربي تحديدا، قدره، كونه تربى وسط عائلة متخصصة في صناعة القفطان المغربي، من والديه إلى عدد من أفراد عائلته.
دخل المراني المجال وهو في السادسة عشرة من عمره، حيث كانت البداية مجرد تقديم يد المساعدة لعائلته حين كانت تحضر لعروض الأزياء ثم تطور الأمر حسب قوله، لا سيما أنه عشق هذه القطعة وتعرف عن قرب على شخصيتها وثقافتها وجمالياتها.
وهكذا بعد أن كان المراني يدرس التجارة، حول اهتمامه وتوجه لدراسة التصميم في مدينة الدار البيضاء. ما شجعه على هذا التحول، اكتشافه أنه يتمتع بموهبة ونظرة فنية، وما أكد له هذه القناعة أن كل العائلة فطنت لموهبته وتوسمت فيه خيرا، حين كان يضيف لمساته على التصاميم التي يعمل عليها، ويصر على تغيير بعض تفاصيلها وتجديدها. وكانت النتيجة دائما تبرهن أنه على حق ما أثار إليه الإعجاب.
فترة الدراسة بالنسبة لأمين المراني كانت في نفس الوقت فترة تألقه حيث كان يعمل على تصاميمه الخاصة بالموازاة مع دراسته وكانت أعماله تعرض داخل المغرب وخارجه. ويقول إن اشتغاله بمجال تصميم الأزياء كان مستمرا قبل وأثناء الدراسة وبعدها، ولم يضيع الوقت في أي مرحلة منذ الصغر.
فبالإضافة إلى موهبته الفطرية، كان يتابع بنهم شديد كل ما يُنشر في المجلات عن القفطان المغربي، ويتابع تطوراته، واكتشف أنه كان دائم الانتقاد، يرى أن هناك شيئا ناقصا فيها وقوة داخلية تحثه على أن يضع بصماته عليه، لهذا قرر أن يؤسس لعمله الخاص معلنا بذلك عن بداية موهبة جديدة في تصميم القفطان في عائلة المراني.
لمسته الخاصة تجلت في عدد من اللمسات، أهمها القصات الكبيرة والواسعة، واعتماده للفرو وجلود التمساح والأفاعي كذا الأحزمة المعدنية، وغيرها من التفاصيل التي كان جريئا في إدخالها على القفطان المغربي وجعلت من تصاميمه مميزة وفريدة دون أن تفقد طابعها التقليدي المغربي.
ووسط التصاميم المتعددة والمختلفة التي تظهر في كل موسم اختار المراني أن يركز بشكل أكبر على قفاطين العروس ويتخصص فيها، والتي تكتسي فخامة أكبر وأناقة تميز زي العروس المغربية عن قفاطين المدعوات، خاصة أن الأعراس المغربية تحرص فيها النساء جميعا على ارتداء الزي التقليدي، ومن هنا اختار أن تتوجه معظم تصاميمه للعروس والتي يحرص في تصميمها على إبراز الطابع العصري والتجدد ليستوعب ذوق العروس الشابة التي تحرص على التقليد والأصالة كما تهتم بكل ما هو عصري وجديد، وكذلك لأن الشباب أصبح اختيارهم يتماشى بالضرورة مع كل ما هو جديد سواء في الألوان أو الأثواب أو القصات.
ويرى المراني أن إدماج الطابع العصري مع التقليدي بطريقة متناسقة هو المفتاح لتسويق فكرة القفطان في الخارج مع مراعاة أن المتلقي الأجنبي يملك ثقافة وذوقا مختلفين، ومهما كان إعجابه كبيرا بالقفطان كزي شرقي ساحر إلا أنه يحتاج إلى وصفة تجعله يتمكن من ارتدائه بشكل مريح وتشعره في نفس الوقت بالتميز، وهذا في نظره السر في إكساب القفطان صفة العالمية.
وتشغل المراني كثيرا فكرة الترويج أكثر للقفطان في أوروبا إذ يرى أنه لا يحظى باهتمام كبير هناك بنفس الأهمية التي يلقاها في دول الخليج والمشرق مثلا، ورغم اكتسابه لشهرة عالمية فإنه لا توجد عروض للقفطان ذات مستوى عال في أوروبا تعكس صورته. ومن هذا المنطلق قرر المراني رفقة عدد من المصممين المغاربة من تنظيم عرض خاص بالقفطان في باريس عاصمة الموضة، وذلك في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل لتسليط الضوء أكثر على جمال القفطان وسحره في قلب أوروبا، وفي حال نجح العرض يطمح المراني أن يعيد التجربة في مدن عالمية أخرى.
وعن طموحه الشخصي لا يزال يرى أن مشواره في عالم التصميم في بدايته، كونه دخل هذا المجال في سن صغيرة فإن المستقبل يبدو واعدا أمامه، والتجربة ستمنحه بالتأكيد نضجا أكبر وأهدافا أكبر أهمها أن يصبح اسمه ماركة معروفة على المستوى الدولي وليس فقط على الصعيد الوطني، ويحقق بالتالي حلمه الأكبر في إثبات حضور القفطان على المستوى العالمي، مشددا على أن دور أزياء كبرى اعتمدت تقنيات العمل التي توجد في القفطان في تصاميمها، أهمها دار الأزياء فالنتينو في أحد عروضها لأزياء الرجالية، ثم دار الأزياء شانيل التي استوحت من «الشربيل» أو الحذاء التقليدي المغربي تصاميمها في أحد أكبر عروضها، وبالتالي يرى المراني أن من حق المصمم المغربي أن يطمح إلى أن يصل إبداعه لكبرى عواصم الموضة في العالم.



هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)
في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)
TT

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)
في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

صناع الموضة وعلى غير عادتهم صامتون بعد فوز دونالد ترمب الساحق. السبب أنهم خائفون من إدلاء آراء صادمة قد تُكلفهم الكثير بالنظر إلى أن الناخب الأميركي هذه المرة كان من كل المستويات والطبقات والأعراق والأعمار. وهنا يُطرح السؤال عما ستكون عليه علاقتهم بميلانيا ترمب، بعد أن عبَّر العديد منهم رفضهم التعامل معها بأي شكل من الأشكال بعد فوز ترمب في عام 2016.

بدت ميلانيا هذه المرة أكثر ثقة وقوة (دي بي آي)

المؤشرات الحالية تقول بأنه من مصلحتهم إعادة النظرة في علاقتهم الرافضة لها. فميلانيا عام 2024 ليست ميلانيا عام 2016. هي الآن أكثر ثقة ورغبة في القيام بدورها كسيدة البيت الأبيض. وهذا يعني أنها تنوي الحصول على كل حقوقها، بما في ذلك غلافها الخاص أسوة بمن سبقنها من سيدات البيت الأبيض.

تجاهُلها في الدورة السابقة كان لافتاً، وفيه بعض التحامل عليها. فصناع الموضة بقيادة عرابة الموضة، أنا وينتور، ورئيسة مجلات «فوغ» على مستوى العالم، كانوا موالين للحزب الديمقراطي ودعموه بكل قواهم وإمكانياتهم. جمعت وينتور التبرعات لحملات كل من باراك أوباما وهيلاري كلينتون ثم كامالا هاريس، ولم تُخف رفضها لما يمثله دونالد ترمب من سياسات شعبوية. شاركها الرأي معظم المصممين الأميركيين، الذين لم يتأخروا عن التعبير عن آرائهم عبر تغريدات أو منشورات أو رسائل مفتوحة على مواقع التواصل الاجتماعي. كانت ميلانيا هي الضحية التي دفعت الثمن، وذلك بعدم حصولها على حقها في تصدر غلاف مجلة «فوغ» كما جرت العادة مع من سبقنها. ميشيل أوباما مثلاً ظهرت في ثلاثة إصدارات.

أسلوبها لا يتغير... تختار دائماً ما يثير الانتباه وأناقة من الرأس إلى أخمص القدمين

لم ترد ميلانيا حينها، ربما لأنها لم تكن متحمسة كثيراً للعب دورها كسيدة البيت الأبيض وكانت لها أولويات أخرى. تركت هذا الدور لابنة ترمب، إيفانكا، مُبررة الأمر بأنها تريد التفرغ وقضاء معظم أوقاتها مع ابنها الوحيد، بارون، الذي كان صغيراً ويدرس في نيويورك. لكن الصورة التي تداولتها التلفزيونات والصحف بعد إعلان فوز ترمب الأخير، كانت مختلفة تماماً عن مثيلتها في عام 2016. ظهرت فيها ميلانيا أكثر ثقة واستعداداً للقيام بدورها. والأهم من هذا فرض قوتها.

طبعاً إذا تُرك الأمر لأنا وينتور، فإن حصولها على غلاف خاص بها مستبعد، إلا أن الأمر قد يتعدى قوة تأثير أقوى امرأة في عالم الموضة حالياً. فهي هنا تواجه عدداً لا يستهان به من القراء الذين انتخبوا ترمب بدليل النتائج التي أثبتت أنه يتمتع بقاعدة واسعة من كل الطبقات والمستويات.

في كل زياراتها السابقة مع زوجها كانت تظهر في قمة الأناقة رغم رفض الموضة لها

ميلانيا أيضاً لعبت دورها جيداً، وقامت بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة. عكست صورة جديدة تظهر فيها كشخصية مستقلة عن زوجها وسياساته، لا سيما بعد تصريحاتها خلال الحملة الانتخابية بأنها تدعم حق المرأة في الإجهاض، مؤكدة أن هذا قرار يخصها وحدها، ولا يجب أن يخضع لأي تدخل خارجي، وهو ما يتناقض مع موقف زوجها بشأن هذه القضية التي تُعد رئيسية في الانتخابات الأميركية. كتبت أيضاً أنها ملتزمة «باستخدام المنصة ودورها كسيدة أولى من أجل الخير».

أسلوبها لا يروق لكل المصممين لكلاسيكيته واستعراضه للثراء لكنه يعكس شخصيتها (أ.ف.ب)

كانت رسائلها واضحة. أعلنت فيها للعالم أنها ذات كيان مستقل، وأن لها آراء سياسية خاصة قد لا تتوافق بالضرورة مع آراء زوجها، وهو ما سبق وعبرت عنه في مكالمة شخصية مع صديقة تم تسريبها سابقاً بأنها ترفض سياسة زوجها في فصل أطفال المهاجرين عن عائلاتهم، وأنها أصيبت بالصدمة عندما علمت بها. وبالفعل تم التراجع عن هذا القرار في يونيو (حزيران) 2018 بعد عاصفة من الجدل.

وحتى إذا لم تُقنع هذه التصريحات أنا وينتور وصناع الموضة، فهي تمنح المصممين نوعاً من الشرعية للتراجع عن تعهداتهم السابقة بعدم التعامل معها. بالنسبة للموالين لدونالد ترمب والحزب الجمهوري، فإن الظلم الذي لحق بميلانيا ترمب بعدم احتفال صناع الموضة بها، لا يغتفر. فهي لا تفتقد لمواصفات سيدة البيت الأبيض، كونها عارضة أزياء سابقة وتتمتع بالجمال وأيضاً بذوق رفيع. ربما لا يعجب ذوقها الكل لميله إلى العلامات الكبيرة والغالية، إلا أنه يعكس شخصية كلاسيكية ومتحفظة.

وحتى إذا لم تنجح أنا وينتور في إقناع المصممين وبيوت الأزياء العالمية، وتبقى على إصرارها عدم منحها غلافها المستحق في مجلة «فوغ»، فإن صوت الناخب المرتفع يصعب تجاهله، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية. وهذا ما يعود بنا إلى طرح السؤال ما إذا كان من مصلحة صناع الموضة الأميركيين محاباة ميلانيا وجذبها لصفهم. فقوتها هذه المرة واضحة وبالتالي سيكون لها هي الأخرى صوت مسموع في تغيير بعض السياسات، أو على الأقل التخفيف من صرامتها.

إيجابيات وسلبيات

لكن ليس كل صناع الموضة متخوفين أو قلقين من دورة ثانية لترمب. هناك من يغمره التفاؤل بعد سنوات من الركود الاقتصادي الذي أثر بشكل مباشر على قطاع الموضة. فعندما يقوى الاقتصاد الأميركي فإن نتائجه ستشمل كل القطاعات. ربما تتعلق المخاوف أكثر بالتأشيرات وزيادة الضرائب على الواردات من الصين تحديداً. فهذه أكبر مورد للملابس والأنسجة، وكان صناع الموضة في الولايات المتحدة يعتمدون عليها بشكل كبير، وهذا ما جعل البعض يستبق الأمور ويبدأ في تغيير سلاسل الإنتاج، مثل شركة «بوما» التي أعلنت أنها مستعدة لتغيير مورديها لتفادي أي عوائق مستقبلية. الحل الثاني سيكون رفع الأسعار وهو ما يمكن أن يؤثر على القدرة الشرائية للمستهلكين بنحو 50 مليار دولار أو أكثر في العام. فتهديدات ترمب برفع التعريفات الجمركية على الواردات الصينية بنسبة 60 في المائة لا بد أن تؤثر على المستهلك العادي، رغم نيات وقناعات ترمب بأن تحجيم دور الصين سيمنح الفرص للصناعة الأميركية المحلية. المشكلة أنه ليس كل المصممين الذين يتعاملون مع الموردين والمصانع في الصين منذ سنوات لهم الإمكانيات للبدء من الصفر.