الركراكي: منتخب المغرب «دخل التاريخ» بإطاحته البرازيل «المصنف الأول عالمياً»

قال وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب إن اللاعبين دخلوا التاريخ بعد الفوز على المصنف الأول في كرة القدم العالمية بهدفين مقابل هدف في اللقاء الذي جرى فجر اليوم الأحد ضمن التحضيرات للمنتخبين في أيام «فيفا».
وقال الركراكي عقب المباراة: «دخلنا التاريخ بتحقيق أول فوز على البرازيل، قدم اللاعبون المطلوب منهم رغم التعب، (سفيان) أمرابط لعب وهو مريض، وحكيمي تحامل على الإصابة وكذلك (عز الدين) أوناحي». وأضاف: «قاتل كل اللاعبين، الشوط الأول كان جيداً، لم نكن جيدين في الشوط الثاني لكن أعجبني القتال ولم يتراجع الدفاع وتمسكنا بالفوز لإسعاد الجماهير وشكرها على دعمنا».
كانت الأجواء احتفالية قبل صفارة البداية وأحسن الجمهور في طنجة استقبال أول منتخب عربي وأفريقي يتأهل للمربع الذهبي في كأس العالم، كما وجه تحية لروح أسطورة البرازيل الراحل بيليه.
وتأتي المباراة ضمن استعدادات المغرب لكأس الأمم الأفريقية بعد أن أصبح أول المتأهلين للبطولة في ساحل العاج مطلع العام المقبل، وسيواجه بيرو ودياً يوم الثلاثاء المقبل.
وتابع الركراكي: «بعد الفوز على البرازيل وبهذه المعنويات المرتفعة سنسعى للتغلب على بيرو (في مدريد) أيضاً رغم الصعوبة وضيق الوقت وسط شهر رمضان».
وعلق مدرب المغرب وليد الركراكي قائلاً: «حققنا ما كنا نصبو إليه وهو إسعاد الجماهير الغفيرة التي جاءت لمساندتنا وأعتقد أننا كنا في الموعد بهذا الفوز التاريخي على منتخب كبير يملك الكثير من النجوم والمواهب».
وهو الفوز الأول للمغرب على البرازيل في ثلاث مواجهات جمعت بينهما حتى الآن بعدما خسر أمامها مرتين الأولى ودية عام 1997 في بيليم حيث قدّم عرضاً جيداً قبل أن يسقط بهدفين نظيفين في الدقائق العشر الأخيرة سجلهما دنيلسون (80 و88)، والثانية بعدها بسنة واحدة، في دور المجموعات في مونديال فرنسا 1998 في نانت بثلاثية نظيفة تناوب على تسجيلها رونالدو وريفالدو وبيبيتو.
وكانت المباراة الأولى للمنتخب المغربي بعد مشواره التاريخي في مونديال قطر عندما حقق انتصارات لافتة على بلجيكا وكندا وإسبانيا والبرتغال وأصبح أول منتخب أفريقي وعربي يبلغ نصف النهائي قبل أن يخرج على يد فرنسا بطلة نسخة 2018 التي خسرت نهائي الدوحة أمام الأرجنتين.
وأضاف: «رسالتنا اليوم هو أننا سنحرص على تحضير منتخب يقاتل على أرضية الملعب سواء فزنا أو انهزمنا، سنلعب دائماً بهذه الروح القتالية لتحقيق أفضل النتائج».
ودفع المدرب الركراكي بتشكيلته الأساسية التي أبلت البلاء الحسن في قطر وشهدت تعديلاً واحداً بدفعه بالواعد لاعب وسط غنك البلجيكي بلال الخنوس أساسياً على حساب لاعب بلد الوليد الإسباني سليم أملاح الغائب بسبب الإصابة.
وشارك مدافع باريس سان جيرمان الفرنسي أشرف حكيمي أساسياً بعدما كان الشك يحوم حوله بسبب إصابة أبعدته عن الملاعب في الأسبوعين الأخيرين.
كما كانت المباراة الأولى للمنتخب البرازيلي منذ خروجه المخيب من ربع النهائي بركلات الترجيح أمام كرواتيا.
وخاضت البرازيل المباراة في غياب قطبي دفاعها ماركينيوس (سان جيرمان) والمخضرم تياغو سيلفا (تشيلسي الإنجليزي) ومهاجمها ريشارليسون (توتنهام الإنجليزي) ونجمها نيمار (سان جيرمان) بسبب الإصابة، وبقيادة مدربها المؤقت رامون مينيزيس بانتظار التعاقد مع خليفة لتيتي، الذي استقال من منصبه عقب المونديال القطري.
واستدعى مينيزيس 10 لاعبين كانوا حاضرين في العرس العالمي.
ووقفت الجماهير المغربية التي ملأت مدرجات ملعب ابن بطوطة بكاملها دقيقة صمت تكريماً للأسطورة بيليه الذي وافته المنية في 29 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وارتدى لاعبو السيليساو قمصاناً كتب عليها اسم «الجوهرة السوداء».
وكان الركراكي عند وعده، الذي أطلقه قبل المباراة عندما لعب بمجازفة هجومية منذ بداية المباراة خلافاً لحذره الدفاعي، الذي تميَّز به في المونديال، لكن أول فرصة خطيرة في المباراة كانت برازيلية عندما انفرد مهاجم بالميراس روني داخل المنطقة إثر تلقيه كرة بينية من رودريغو سددها فوق العارضة (14).
وردَّ المغرب عندما مرر جناح تشيلسي حكيم زياش كرة عرضية إلى مدافع بايرن ميونيخ الألماني نصير مزراوي داخل المنطقة فهيأها على صدره وتلاعب بمدافعي توتنهام إيمرسون وريال مدريد إيدر ميليتاو قبل أن يسددها قوية بجوار القائم الأيسر (23).
وقال الركراكي، «إن لاعبي المنتخب المغربي يريدون كتابة تاريخ جديد لكرة المغرب بعد التفوق الكبير على البرازيل بهدفين لهدف واحد ودياً بمدينة طنجة». وتابع: «لا يجب أن نشعر بالغرور جرَّاء المستويات العالية التي نقدمها وعلينا أن نحافظ على تواضعنا ونواصل المضي قدماً في العمل».