تركيا ترفض تقرير {الخارجية} الأميركية {المتحيز} حول الإرهاب

رفضت تركيا ما وصفته بـ«مزاعم لا أساس لها وتعليقات متحيزة» تضمنها تقرير حقوق الإنسان لعام 2022 الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية، ودعت الولايات المتحدة إلى التركيز على سجلها الخاص لحقوق الإنسان. كما جددت أنقرة تنديدها بالاعتداء على القرآن الكريم والعلم التركي في الدنمارك.
وقالت وزارة الخارجية التركية إن أنقرة تعرب عن إدانتها ورفضها لمزاعم تضمنها التقرير الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية، مضيفة أن التقرير تضمن، كما في السنوات السابقة، «معلومات مجهولة المصدر ولا تمت للحقيقة بصلة، ومزاعم لا أساس لها، وتعليقات متحيزة بحق تركيا». وذكرت الخارجية التركية أن البلاد تواصل كفاحها ضد التنظيمات الإرهابية بحزم، لا سيما حزب العمال الكردستاني وذراعه السورية «وحدات حماية الشعب الكردية»، و«داعش» و«تنظيم فتح الله غولن» (حركة الخدمة التابعة لفتح الله غولن المقيم في أميركا التي نسبت إليها السلطات تدبير محاولة انقلاب فاشلة وقعت في 15 يوليو/ تموز 2016)، و«جبهة حزب التحرير الشعبي الثورية».
وأكد البيان أن تركيا ترفض تناول «كفاحها المشروع» ضد التنظيمات الإرهابية المختلفة بعد تحريفه في التقرير، معرباً عن الأسف لعدم تضمين التقرير سوى جزء من الهجمات الإرهابية التي نفذها حزب العمال الكردستاني في تركيا عام 2022، وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها التنظيم بأبعاد لا يمكن إخفاؤها. وتابعت الخارجية التركية: «نلفت انتباه الرأي العام إلى أن تقرير الخارجية الأميركية قد تم إعداده من قبل دولة تغض الطرف عن أنشطة التنظيمات الإرهابية (العمال الكردستاني، الوحدات الكردية، الحزب الديمقراطي الكردي وغولن)، بل وتؤسس شراكة معها، وإننا نشكك في شرعية ومصداقية التقرير، الذي صيغ بدوافع سياسية وخلا تماماً من الموضوعية، وبالتالي لا يمكن أن يؤخذ على محمل الجد».
من ناحية أخرى، نددت الخارجية التركية، في بيان السبت، بأشد العبارات بـ«الهجوم الدنيء» على القرآن الكريم، والعلم التركي في الدنمارك الجمعة. وقال البيان إن تركيا «لا يمكن أن تقبل، بأي حال من الأحوال، هذا الفعل الحقير الذي يشكل جريمة كراهية، ولا يمكن أن نقبل بأن يكون مسموحاً به تحت اسم حرية التعبير». وأضاف: «أظهر هذا الفعل الذي حدث في شهر رمضان، مرة أخرى وبوضوح، أن الإسلاموفوبيا والتمييز وكراهية الأجانب كل ذلك يصل إلى مستويات مقلقة في أوروبا يوماً بعد يوم، وأنه لم يتم تعلم أي دروس من الماضي». ولفت البيان إلى أن تركيا أبلغت السلطات الدنماركية بأنها تدين بأشد العبارات وتحتج على هذا العمل، ودعت إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد «مرتكبي جريمة الكراهية»، واتخاذ تدابير ملموسة لمنع مثل هذه الاستفزازات التي تستهدف السلم الاجتماعي وثقافة التعايش السلمي.
وقامت مجموعة متطرفة، تعرف باسم «باتريوت لايف»، بحرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في كوبنهاغن. وتم بث الاعتداء المتطرف على الهواء مباشرة عبر حساب المجموعة على «فيسبوك»، ورفع منفذوه لافتات معادية ورددوا شعارات مسيئة للإسلام، إلى جانب الاعتداء على العلم التركي بالحرق. وأعادت الحادثة الجديدة إلى الأذهان ما قام به السياسي اليميني الدنماركي المتطرف، راسموس بالودان، في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث أقدم على إحراق نسخة من القرآن الكريم أمام مبنى السفارة التركية في العاصمة السويدية استوكهولم، ثم كررها أمام مسجد في كوبنهاغن. ووجه بالودان تهديداً للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بأنه سيحرق نسخة من القرآن الكريم كل يوم جمعة، ما دامت تركيا تعرقل انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
ومنعت السلطات البريطانية السياسي الدنماركي المتطرف راسموس بالودان من دخول المملكة المتحدة، بعد أن هدد بحرق نسخة من القرآن في ميدان عام بمدينة ويست يوركشاير البريطانية. وقال وزير الأمن البريطاني، توم توغندهات، الثلاثاء، إن راسموس بالودان، مؤسس حزب «الخط المتشدد» اليميني المناهض للإسلام، تمت إضافته إلى قائمة الممنوعين من دخول المملكة المتحدة، بعدما أعلن الأحد، أنه يعتزم حرق نسخة من القرآن في بريطانيا على أثر إيقاف 4 طلاب في مدرسة ثانوية بسبب تمزيق أحدهم مصحفاً.