مخاوف من دخول الجيش الإسرائيلي على خط الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو

إسرائيليات بزي سلاح الجو خلال احتجاج ضد الحكومة في تل أبيب الخميس الماضي (إ.ب.أ)
إسرائيليات بزي سلاح الجو خلال احتجاج ضد الحكومة في تل أبيب الخميس الماضي (إ.ب.أ)
TT

مخاوف من دخول الجيش الإسرائيلي على خط الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو

إسرائيليات بزي سلاح الجو خلال احتجاج ضد الحكومة في تل أبيب الخميس الماضي (إ.ب.أ)
إسرائيليات بزي سلاح الجو خلال احتجاج ضد الحكومة في تل أبيب الخميس الماضي (إ.ب.أ)

حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، من أن الجيش على وشك الإضرار بنطاق عمليات معينة، بسبب تراجع عدد جنود الاحتياط الذين التحقوا في الخدمة هذا الشهر، على خلفية الاحتجاجات على خطة الحكومة الإسرائيلية لإضعاف القضاء.
وجاء تحذير هليفي للمستوى السياسي في وقت تخشى فيه قيادة الجيش من أن هذا الاحتجاج قد يمتد للجنود النظاميين في الخدمة العسكرية.
ورفض حوالي 200 طيار مقاتل في سلاح الجو الإسرائيلي الاستمرار في الخدمة كجنود احتياط، الجمعة، بحسب ما أوردته القناة الإسرائيلية (12).
وقالت مجموعة الطيارين (أجرى بعضهم عمليات إسرائيلية سرية)، إنهم اتخذوا قرارهم بعد خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، وسيراجعونه في غضون أسبوعين، مشيرين إلى أنه لا يمكنهم الاستمرار في الخدمة في ظل قيادة إسرائيل إلى الديكتاتورية عبر الائتلاف الحالي، واستمرار أزمة الثقة الخطيرة بين نواب الكنيست وأولئك الذين يخاطرون بحياتهم من أجل الدفاع عن إسرائيل.
ورفض الخدمة من قبل الطيارين الـ200 جاء بعد أن أبلغ نحو 100 من ضباط الاحتياط، قادتهم، الأربعاء الماضي، بإيقاف التطوع للخدمة الاحتياطية بسبب تقدم العملية التشريعية التي يروج لها الائتلاف الحكومي في إطار خطة الإصلاح القضائي.
وبالإضافة إلى ذلك، أعلن 150 ضابطاً وجندياً في الوحدة 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية، أنهم سيتوقفون عن خدمتهم العسكرية في قوات الاحتياط، في إطار احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لإضعاف جهاز القضاء.
كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن عشرات الجنود النظاميين تهديداً مبطناً برفض تنفيذ الأوامر حال استمرار الحكومة بخطوات تمرير قوانين تهميش القضاء. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن 17 جندياً من تشكيلات الجيش النظامية ظهروا في فيديو وهم يعربون عن استيائهم من قوانين تهميش النظام القضائي، قائلين إنهم لم يتجندوا في الجيش لحماية نظامٍ ديكتاتوري.
وهذه هي المرة الأولى التي ينضم فيها جنود نظاميون إلى موجة الاحتجاجات في صفوف جنود الاحتياط.
وجاءت موجة الاحتجاجات في الجيش بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه ماض في خطته لإضعاف القضاء.
لكن نتنياهو رفض بشدة «ظاهرة رفض الجنود الاحتياط الانصياع للأوامر احتجاجاً ضد التعديلات القضائية»، قائلا إن ذلك «يمكن أن يدمر الدولة»، معتبراً أن «الاستسلام لمثل هذا التهديد هو تهديد وجودي لدولة إسرائيل».
وقال نتنياهو: «استخدام رفض الانصياع للأوامر كأداة سياسية يبدأ من اليسار لكن يمكن أن ينتقل إلى اليمين... لن ينتهي الأمر بطرف واحد بل سينتقل من جانب إلى آخر. هذا السؤال مقلق جداً بالنسبة لي. هذه مشكلة خطيرة للغاية».
أضاف نتنياهو: «على رؤساء الأجهزة الأمنية اتخاذ موقف حازم ضد ظاهرة الرفض هذه»، موضحاً أنه «لا يمكن للدولة أن توجد دون جيش».
وكان نتنياهو أعلن، الخميس، أنه لا ينوي وقف التشريعات المتعلقة بالقضاء، وأنه ينوي الدخول في مفاوضات حول الأمر. وجاء بيان نتنياهو بعد لقائه مع وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي خطط للدعوة علناً إلى وقف التشريع القانوني لمخطط الإصلاح القضائي والتراجع عنه. وقالت هيئة البث الرسمية إن غالانت أبلغ نتنياهو بأنه إذا لم يتم تعليق الإجراءات التشريعية الخاصة بخطة التغييرات القضائية أو التوصل إلى حل وسط بشأنها فإنه سيصوت ضدها. وأثناء لقاء جرى بينهما، الخميس، عرض غالانت على نتنياهو صورة مقلقة حول أن الأزمة الناجمة عن هذه الخطة بدأت تتغلغل إلى صفوف الجنود النظاميين وضباط الخدمة الدائمة أيضاً، وليس جنود الاحتياط. وطلب نتنياهو من غالانت مهلة لعدة أيام لمحاولة تسوية الأزمة. تحذيرات غالانت وهليفي جاءت في ظل قناعة متزايدة لدى جهاز الأمن الإسرائيلي بأن التهديدات الأمنية أصبحت مرتفعة أكثر وملموسة في ظل الوضع الهش الداخلي وتدهور العلاقات مع العالم الخارجي بما فيه الولايات المتحدة.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، عضو الكنيست غادي آيزنكوت، إن إسرائيل في نظره أصبحت الآن في «أقسى وضع أمني من عام 1973».
قبل ذلك في محادثة جرت بين رئيس «الشاباك» رونين بار ونتنياهو، ناقش الطرفان زيادة التهديدات الأمنية إلى جانب «الصدع في المجتمع الإسرائيلي». وقال بار لنتنياهو في الاجتماع إن تقارب التهديدات يؤدي بدولة إسرائيل إلى «مكان خطير».
وانضمت دعوة بار إلى دعوات مماثلة بشأن هذه القضية من رؤساء جهاز الأمن. ومنهم غالانت وهليفي الذي قدم مؤخراً مواد استخباراتية إلى رئيس الوزراء مع تحذيرات صريحة.


مقالات ذات صلة

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي إسرائيل: «حزب الله» وراء انفجار قنبلة شمال البلاد الشهر الماضي

إسرائيل: «حزب الله» وراء انفجار قنبلة شمال البلاد الشهر الماضي

قال مستشار الأمن الوطني الإسرائيلي تساحي هنجبي أمس (الجمعة) إن «حزب الله» اللبناني كان وراء هجوم نادر بقنبلة مزروعة على جانب طريق الشهر الماضي، مما أدى إلى إصابة قائد سيارة في شمال إسرائيل، وفقاً لوكالة «رويترز». وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات الأمن قتلت رجلا كان يحمل حزاما ناسفا بعد أن عبر على ما يبدو من لبنان إلى إسرائيل وفجر قنبلة في 13 مارس (آذار) بالقرب من مفترق مجيدو في شمال إسرائيل. وأوضح مسؤولون في ذلك الوقت أنه يجري التحقيق في احتمال تورط «حزب الله» المدعوم من إيران في الانفجار.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي مقتل فلسطيني برصاص جنود إسرائيليين في الضفة الغربية

مقتل فلسطيني برصاص جنود إسرائيليين في الضفة الغربية

قتل فلسطيني اليوم (الخميس)، بإطلاق نار من جنود إسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، بينما قالت القوات الإسرائيلية إنه كان يعتزم تنفيذ هجوم. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قالت الوزارة إن «أحمد يعقوب طه، 39 عاما، استشهد برصاص الاحتلال قرب سلفيت» في شمال الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967. من جهته، تحدث الجيش الإسرائيلي في بيان عن «محاولة دهس بسيارة قرب مفترق غيتاي أفيسار» في قطاع سلفيت.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية هل تزود واشنطن إسرائيل بأسلحة في أي حرب مستقبلية؟

هل تزود واشنطن إسرائيل بأسلحة في أي حرب مستقبلية؟

حذر الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي «أمان»، الجنرال أهرون زئيفي فركش، من سياسة حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة التي تسيء للعلاقات بواشنطن، وقال إن الاستمرار في هذه السياسة قد يقود إلى وضع تُقطع فيه الأسلحة. وقال فركش إن «العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة هي أهم عنصر بين عناصر الأمن القومي الإسرائيلي. واستمرار الأزمة الحالية بين حكومة نتنياهو وإدارة الرئيس جو بايدن، على خلفية خطة إضعاف جهاز القضاء الانقلابية وتعبير الأخيرة عن معارضتها الشديدة للخطة، من شأنه أن يؤدي إلى امتناع الولايات المتحدة عن تزويد إسرائيل بأسلحة وذخيرة خلال حرب ونفاد الذخائر في إسر

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية الشرخ في المجتمع الإسرائيلي يصل إلى مقابر الجنود

الشرخ في المجتمع الإسرائيلي يصل إلى مقابر الجنود

في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة الإسرائيلية الإعداد لفرض قوانين الانقلاب على منظومة الحكم وإضعاف الجهاز القضائي، والتصدي لها بمظاهرات ضخمة، وصل شرخ هذه الخطة في المجتمع الإسرائيلي إلى المقابر التي دفن فيها الجنود والضباط، إذ انقسمت العائلات إلى قسمين، أحدهما يطالب بإبقاء المقابر خارج الخلافات السياسية، والثاني يطالب بإلغاء تقليد إلقاء ممثلين عن الحكومة والائتلاف كلمات تأبين. على هذا الأساس، قررت حركة الكيبوتسات (التجمعات السكنية القائمة على مبدأ التعاونيات)، إلغاء مشاركة وزير الدفاع، يوآف غالانت، في حفل تأبين أعضائها، وبعثت إليه برسالة تشكره فيها على تلبيته الدعوة لكنها مضطرة لإلغائها، لأن حضو

نظير مجلي (تل أبيب)

تعيين إعلامي معادٍ لبايدن مستشاراً كبيراً لنتنياهو

غلعاد تسفيك المستشار الإعلامي الجديد لنتنياهو
غلعاد تسفيك المستشار الإعلامي الجديد لنتنياهو
TT

تعيين إعلامي معادٍ لبايدن مستشاراً كبيراً لنتنياهو

غلعاد تسفيك المستشار الإعلامي الجديد لنتنياهو
غلعاد تسفيك المستشار الإعلامي الجديد لنتنياهو

في الوقت الذي تسعى فيه جهات عديدة في تل أبيب وواشنطن لتحسين الأجواء بين الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، والتأثير على بايدن كي يوجه له الدعوة إلى البيت الأبيض، أقدم نتنياهو على تعيين أحد غلاة اليمين المتطرف مستشاراً في مكتبه، مع أنه معروف بكتاباته التي يعد فيها بايدن «غير مؤهل لمنصبه».

نتنياهو في إحدى جلسات الكنيست الأخيرة (إ.ب.أ)

فقد عيّن نتنياهو الصحفي غلعاد تسفيك، مستشاراً إعلامياً لرئيس الوزراء، وصدم بذلك حتى المقربين منه الذين يعدون التعيين «ضربة قاصمة» للجهود المبذولة لتحقيق تقارب بينه وبين البيت الأبيض. ونقل عن أحدهم، قوله «إنه لأمر صاعق. أنا لا أفهم ما الذي يريده نتنياهو. هل هي مسألة إهمال وسطحية في العمل، أم هي استفزاز مقصود لتصعيد التوتر بين العاصمتين أم ماذا».

الصحفي المستشار تسفيك في الأربعين من عمره. يدير صفحة في «تويتر» لها حوالي 30 ألف متابع. بدأ حياته الصحفية في مجال الرياضة، ثم تحول إلى السياسة. عمل في صحيفة «يسرائيل هيوم» وفي موقع «ميدا»، ثم انتقل إلى «القناة 14» للتلفزيون الإسرائيلي، وجميعها وسائل إعلام يمينية أقيمت لخدمة نتنياهو. عرف بتقاريره الصحفية التي تكشف عورات الجيش الإسرائيلي وقادته، يظهر نقاط ضعف اليسار، ويستخدم فيها لغة حادة ضد الفلسطينيين، ويدافع بحرارة وحماس عن نتنياهو.

في الشهر الماضي هاجم الجنرال عاموس مالكا، الذي يعد من أكثر العسكريين شعبية لدى الإسرائيليين، وقال إنه «ديكتاتور صغير يحاول الترويج للجيش وتبييض سمعته». لكن أبرز ما يميز كتاباته، وهي غزيرة، هجومه المثابر على الرئيس بايدن خلال السنتين الفائتتين. فقد اتهمه بأنه يهدم أمريكا. وشكك في قدراته بالقيام بمهمة رئيس الولايات المتحدة.

على سبيل المثال، شارك متابعيه بنشر شريط يحتوي على جزء من خطاب للرئيس بايدن في يوليو (تموز) الماضي، يظهر فيه وهو يتأتئ. وكتب يقول: «الإعلام يحاول بكل قوته أن يخفي أن بايدن ليس مؤهلاً. لكن الصينيين والروس والإيرانيين ليسوا بلهاء. ويفهمون جيداً أنه لا يوجد صاحب بيت في واشنطن». واستخدم لوصفه «القائد الأعلى بايدن»، وذلك في لسعة له يساويه فيها مع «المرشد الأعلى في إيران».

وكان تسفيك قد بدأ هذه الهجمة على بايدن منذ إعلان نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية في عام 2020، فأعاد نشر تغريدات الرئيس دونالد ترمب، التي عدَّ فيها الانتخابات مزورة. وعندما قام أنصار ترمب بالهجوم على مبنى الكونغرس، دعا اليمين الإسرائيلي لأن يتعلم من اليمين الأمريكي «الشجاعة والإقدام».


الاتحاد الأوروبي: إجراءات إيران النووية تثير «مخاوف كبيرة» بشأن نواياها

مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي (رويترز)
مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي (رويترز)
TT

الاتحاد الأوروبي: إجراءات إيران النووية تثير «مخاوف كبيرة» بشأن نواياها

مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي (رويترز)
مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي (رويترز)

أكد الاتحاد الأوروبي، اليوم (الثلاثاء)، أن الإجراءات التي تتخذها إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووي تنطوي على «مخاطر كبيرة للغاية» وتثير «مخاوف بالغة» بشأن نواياها.

وقال الاتحاد في بيان، تلاه سفيره ستيفان كليمنت، أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنه يشعر «بقلق عميق من التقارير المتتالية للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي توثق التصعيد المنذر بالخطر لبرنامج إيران النووي».

ودعا الاتحاد الأوروبي، إيران، إلى العودة لالتزاماتها السياسية في مجال عدم الانتشار النووي «دون تأخير».

وأكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، أمس، أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ارتفع بأكثر من الربع في 3 أشهر. وأضاف في كلمة أمام مجلس المحافظين، أن ذلك يشمل مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 20 بالمائة، الذي يقترب من نصف طن، ومخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب حتى 60 بالمائة الذي يزيد على 100 كلغ.


اندلاع حريق بمنطقة تجارية في طهران (فيديو)

جانب من الحريق بمخزن للغراء في منطقة سيد والي التجارية في طهران (إيسنا)
جانب من الحريق بمخزن للغراء في منطقة سيد والي التجارية في طهران (إيسنا)
TT

اندلاع حريق بمنطقة تجارية في طهران (فيديو)

جانب من الحريق بمخزن للغراء في منطقة سيد والي التجارية في طهران (إيسنا)
جانب من الحريق بمخزن للغراء في منطقة سيد والي التجارية في طهران (إيسنا)

اندلع حريق بمخزن للغراء في منطقة سيد والي التجارية ببازار طهران الكبير اليوم (الثلاثاء)، حسبما ذكرت وسائل إعلام إيرانية.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إيسنا» فيديو لمشاهد من الحريق.

وأظهرت لقطات فيديو أخرى حجم الحريق المدمر.

ولم ترد أنباء بعد عن وقوع قتلى أو إصابات.


إردوغان يستكمل تعيينات في أجهزة الدولة قبل أول اجتماع لحكومته

الرئيس إردوغان خلال مراسم أداء اليمين أمام البرلمان التركي السبت (مقع الرئاسة التركية)
الرئيس إردوغان خلال مراسم أداء اليمين أمام البرلمان التركي السبت (مقع الرئاسة التركية)
TT

إردوغان يستكمل تعيينات في أجهزة الدولة قبل أول اجتماع لحكومته

الرئيس إردوغان خلال مراسم أداء اليمين أمام البرلمان التركي السبت (مقع الرئاسة التركية)
الرئيس إردوغان خلال مراسم أداء اليمين أمام البرلمان التركي السبت (مقع الرئاسة التركية)

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، سلسلة تعيينات في عدد من المناصب المهمة في أجهزة الدولة، قبل أول اجتماع لحكومته الجديدة في وقت لاحق اليوم (الثلاثاء).

وعين إردوغان المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إبراهيم كالين، رئيساً لجهاز المخابرات في الموقع الذي خلا بتعيين رئيس الجهاز السابق هاكان فيدان وزيراً للخارجية.

وكتب كالين على حسابه في «تويتر» بعد قرار تعيينه، الذي صدر في ساعة متأخرة من ليل الاثنين - الثلاثاء: «لا تتوقف من أجل بلدي الجميل، استمر... أود أن أعبر عن امتناني لرئيسنا، رجب طيب إردوغان، الذي عهد إلي بمهمة رئيس جهاز المخابرات، وأود أن أشكر كل من هنأني بمنصبي الجديد ولم يدخروا صلواتهم من أجل تركيا قوية وآمنة ومستقلة... واصلوا العمل».

خبرة في العمل السياسي

ويمتلك إبراهيم كالين خبرة طويلة في العمل السياسي بحزب العدالة والتنمية الحاكم، وعمل مستشاراً لإردوغان لشؤون الأمن الوطني إلى جانب عمله متحدثاً للرئاسة، وقاد ملف الاتصالات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل، إلى جانب أنه سياسي ومفكر درس الفلسفة والتاريخ وأكاديمي حاصل على درجة الأستاذية، وأصدر عدداً من المؤلفات والترجمات.

ويجيد كالين العزف الموسيقي والغناء، وله مقطوعات موسيقية غنائية تقليدية أظهر فيها احترافه العزف على آلة «الساز» التركية التقليدية، وألغى عشية تعيينه رئيساً للمخابرات حفلاً كان سيقوم بالعزف فيه بإسطنبول.

إبراهيم كالين لرئاسة المخابرات (رويترز)

وكالين، المولود بإسطنبول في 15 سبتمبر (أيلول) 1971، تعود أصوله لعائلة من ولاية أرضروم شمال شرقي تركيا، وحصل على البكالوريوس في التاريخ من كلية الآداب بجامعة إسطنبول عام 1992، وحصل على الماجستير من جامعة بماليزيا، ثم حصل على الدكتوراه في مجال العلوم الإنسانية والفلسفة المقارنة من جامعة جورج واشنطن عن أطروحته التي تناولت نظرة الملا صدرا للوجود وفلسفته للمعرفة عام 2002.

وأجرى كالين، خلال دراسته للدكتوراه دراسات في الفلسفة والفكر الإسلامي والفلسفة الإسلامية، وترجم للتركية كتاب «فكرة الوجود في الإسلام» للباحث الياباني توشيهيكو إيزوتسو، وكتاب «رسائل مرسيدين» لمولاي العربي إد در كافي، ومقال خليل إينالجيك بعنوان «إسطنبول: مدينة الإسلام».

وأسس وترأس مركز الدراسات السياسة والاقتصاد والبحوث الاجتماعية التركي (سيتا) بين 2005 و2009، وأصدر عام 2007 أول كتاب بعنوان «الإسلام والغرب»، حصل به على «جائزة الفكر» من اتحاد الكتاب الأتراك.

شارك كالين في كثير من الأعمال الموسوعية مثل موسوعة «ماكميلان» للفلسفة، و«موسوعة الدين» و«قاموس أكسفورد للإسلام». وصدرت له كتب: «العقل والفضيلة» عام 2014، و«الوجود والفهم» عام 2015، و«أنا والآخر وما بعده: مقدمة في تاريخ العلاقات بين الإسلام والغرب» عام 2016.

تم تعيينه عام 2009 مستشاراً لإردوغان (رئيس الوزراء في ذلك الوقت) مسؤولاً عن ملف السياسة الخارجية، وشغل منصب المنسق في هيئة التنسيق الدبلوماسية العامة الملحقة برئاسة الوزراء عند تأسيس الهيئة في يناير (كانون الثاني) 2010. وفي عام 2012، أصبح مستشاراً مساعداً لرئيس الوزراء، وعين سكرتيراً عاماً لرئاسة الجمهورية عند تولي إردوغان الرئاسة عام 2014، وشغل منصب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية، ومنحه إردوغان درجة سفير.

وشغل كالين منذ عام 2018، منصب وكيل مجلس الأمن والسياسة الخارجية بالرئاسة التركية وكبير مستشاري إردوغان.

عاكف تشاغتاي كليج مستشار إردوغان الجديد (تويتر)

كليج مستشاراً

نشرت الجريدة الرسمية التركية، الثلاثاء، مرسوماً رئاسياً بتعيين عاكف تشاغتاي كليج، وزير الشباب والرياضة الأسبق، كبيراً لمستشاري الرئيس رجب طيب إردوغان، في المنصب الذي خلا بتعيين كالين رئيساً للمخابرات.

وبحسب المرسوم، منح إردوغان كليج درجة السفير.

ولد كليج عام 1976 في مدينة سيغن الألمانية وأكمل دراسته الثانوية في إسطنبول، وأتم دراسته الجامعية في قسم العلوم السياسة بجامعة هيرتفوردشاير البريطانية.

بدأ العمل السياسي من خلال حزب العدالة والتنمية عام 2003، وعمل مستشاراً لرئيس الحزب (إردوغان).

وفي انتخابات 12 يونيو (حزيران) 2011، دخل كليج البرلمان التركي نائباً عن «العدالة والتنمية»، وعين وزيراً للشباب والرياضة في 4 حكومات متعاقبة بين عامي 2013 و2017.

وأناب إردوغان قائد القوات البرية بالجيش التركي، موسى أوسوار، للعمل رئيساً لأركان الجيش مؤقتاً، لحين تعيين رئيس للأركان خلفاً ليشار غولر الذي عين وزيراً للدفاع.

ومن المتوقع أن يعين أوسوار رئيساً للأركان بشكل رسمي في اجتماع مجلس الشورى العسكري الذي يعقد في أغسطس (آب) كل عام، لإصدار التعيينات الجديدة في قيادة الجيش التركي.

كما عين إردوغان رئيس مجلس الإدارة المدير العام لشركة «أسيلسان» للصناعات الدفاعية، خلوق غورغون، مستشاراً للصناعات الدفاعية برئاسة الجمهورية خلفاً لإسماعيل دمير.

وتولى غورغون رئاسة شركة «أسيلسان» الرائدة في مجال تكنولوجيا الصناعات الدفاعية بتركيا لمدة 6 سنوات، وهو مواليد إسطنبول عام 1973، وحصل على مؤهله الجامعي ودرجة الماجستير في الهندسة الكهربائية من جامعة يلدز التقنية في إسطنبول، وحصل على الدكتوراه من جامعة كونيتيكت الأميركية عام 2005.

وعين إردوغان داود غل والياً لإسطنبول خلفاً لواليها السابق علي يرلي كايا الذي عينه وزيراً للداخلية، السبت الماضي.

وكان غل والياً لغازي عنتاب، جنوب شرقي تركيا، منذ عام 2018 قبل تعيينه والياً لإسطنبول.

في الوقت ذاته، رشح حزبا العدالة والتنمية الحاكم وحليفه حزب «الحركة القومية»، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، نعمان كورتولموش، رئيساً للبرلمان.


إيران تكشف عن «فتاح»... صاروخها فرط الصوتي الأول

صورة للصاروخ «فتاح» أول صاروخ فرط صوتي إيراني (وكالة تسنيم)
صورة للصاروخ «فتاح» أول صاروخ فرط صوتي إيراني (وكالة تسنيم)
TT

إيران تكشف عن «فتاح»... صاروخها فرط الصوتي الأول

صورة للصاروخ «فتاح» أول صاروخ فرط صوتي إيراني (وكالة تسنيم)
صورة للصاروخ «فتاح» أول صاروخ فرط صوتي إيراني (وكالة تسنيم)

كشفت إيران اليوم (الثلاثاء)، عن أول صاروخ باليستي فرط صوتي من إنتاجها، وفقاً لوكالة أنباء إيران (إيرنا).

ونشرت الوكالة الرسمية صوراً للصاروخ الذي حمل اسم «فتاح» خلال مراسم حضرها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وكبار قادة الحرس الثوري.

ويمكن للصواريخ فرط الصوتية التحليق بسرعات تزيد بخمس مرات على الأقل، على سرعة الصوت وفي مسارات معقدة، ما يجعل من الصعب اعتراضها، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

 

 


تعيين المتحدث باسم إردوغان رئيساً للمخابرات التركية

رئيس وكالة المخابرات التركية الجديد إبراهيم كالين (رويترز)
رئيس وكالة المخابرات التركية الجديد إبراهيم كالين (رويترز)
TT

تعيين المتحدث باسم إردوغان رئيساً للمخابرات التركية

رئيس وكالة المخابرات التركية الجديد إبراهيم كالين (رويترز)
رئيس وكالة المخابرات التركية الجديد إبراهيم كالين (رويترز)

عيَّن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، المتحدث باسمه إبراهيم كالين رئيساً لوكالة المخابرات «الوطنية»، الاثنين، حسبما أعلن مكتب الاتصالات الرئاسي.

وكان إردوغان قد عيَّن هاكان فيدان، الذي شغل منصب رئيس المخابرات منذ 2010، وزيراً للخارجية.

وأعلن الرئيس التركي حكومته الجديدة، السبت، عقب انتخابات الشهر الماضي، التي فاز فيها بجولة الإعادة، وعيَّن جودت يلماز نائباً له بدلاً من فؤاد أوقطاي.


هاكان فيدان: سأواصل تطبيق رؤيتي لسياسة خارجية وطنية مستقلة

وزير الخارجية التركي الجديد هاكان فيدان يلقي كلمة بعد تسلمه منصبه بأنقرة الاثنين (أ.ف.ب)
وزير الخارجية التركي الجديد هاكان فيدان يلقي كلمة بعد تسلمه منصبه بأنقرة الاثنين (أ.ف.ب)
TT

هاكان فيدان: سأواصل تطبيق رؤيتي لسياسة خارجية وطنية مستقلة

وزير الخارجية التركي الجديد هاكان فيدان يلقي كلمة بعد تسلمه منصبه بأنقرة الاثنين (أ.ف.ب)
وزير الخارجية التركي الجديد هاكان فيدان يلقي كلمة بعد تسلمه منصبه بأنقرة الاثنين (أ.ف.ب)

حدد وزير الخارجية التركي الجديد، هاكان فيدان، ملامح سياسة تركيا الخارجية للسنوات الخمس المقبلة، مؤكدا أنه سيواصل «دفع رؤيته للسياسة الخارجية الوطنية التي تقوم على سيادة إرادة الشعب واستقلال الدولة عن جميع مجالات النفوذ».

وتسلم فيدان منصبه وزيراً للخارجية في حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان الجديدة من سلفه مولود جاويش أوغلو، في مراسم أقيمت بمقر الوزارة في أنقرة الاثنين، وعبر عن شكره لإردوغان للثقة والتقدير اللذين منحه إياهما بتعيينه وزيرا للخارجية بعد رئاسة جهاز المخابرات لمدة 13 عاما.

وقال فيدان، في كلمة خلال تسلم منصبه، إن منصبه الجديد يتطلب أيضا القدر نفسه من المسؤولية. وأشاد بسلفه جاويش أوغلو قائلا إنه «رجل دولة وسياسي والأهم من كل هذا، لديه مزايا فريدة وعالية من الناحية الإنسانية والصداقة»، مشيرا إلى أنهما تزاملا خلال الدراسة.

وعبر جاويش أوغلو عن شكره لإردوغان، الذي وضع فيه الثقة لتولي مهمة تسيير السياسة الخارجية للبلاد على مدى أكثر من 8 سنوات.

ويواجه فيدان، الذي حظيت كلمته باهتمام كبير من جانب وسائل الإعلام التركية التي قالت إن الشعب سمع صوته للمرة الأولى، حيث لم يسبق له أن ظهر أمام وسائل الإعلام بحكم منصبه السابق، سلسلة تحديات وملفات معقدة عليه التعامل معها بصفته وزير الخارجية.

* تحديات كبيرة

من أهم الملفات التي تفرض نفسها على هاكان، والتي تداخل فيها أيضا خلال الأشهر السابقة، سواء من خلال المحادثات أو الزيارات أو حضور لقاءات حيث كان مرافقا لإردوغان، ملفا التطبيع مع مصر، الذي كاد يصل إلى مرحلته الأخيرة، وسوريا، الذي يعد أكثر تعقيدا ويحوي تفاصيل تتعلق بالوجود العسكري في شمال سوريا وقضية عودة اللاجئين التي أصبحت ملفا ملحا وعاجلا على أجندة إردوغان وحكومته في ولايته الجديدة بعد الضغوط خلال فترة الانتخابات، وكذلك بسبب الترقب في الشارع التركي للتحرك في هذا الملف.

وزير الخارجية التركي الجديد هاكان فيدان يصافح سلفه مولود جاويش أوغلو في أنقرة الاثنين (أ.ف.ب)

وإلى جانب ذلك، هناك ملف التوتر في شرق البحر المتوسط والعلاقات مع اليونان والخلافات مع الولايات المتحدة وحالة الانسداد في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي والتضييق على الأتراك في الحصول على تأشيرة «شنغن»، ما اعتبره إردوغان وسيلة ضغط سياسي، وموقف تركيا من طلب السويد الانضمام إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والذي يتطلع الحلف إلى الانتهاء منه قبل قمته المقبلة في فيلينوس عاصمة ليتوانيا في يوليو (تموز) المقبل، والحرب بين روسيا وأوكرانيا، فضلا عن الاستمرار في تعزيز الدور التركي في دوائر علاقاتها ومصالحها في أفريقيا والقوقاز والبلقان، والعلاقات مع إيران وأرمينيا والقضية القبرصية.

وكان فيدان هو الاسم الذي أحدث ضجيجا عند إعلان إردوغان تشكيل حكومته، ليل السبت - الأحد، كونها المرة الأولى التي يتولى فيها رئيس المخابرات في تركيا حقيبة الخارجية، فيما كانت التكهنات تصب في اتجاه تعيينه وزيرا للداخلية.

* اختيار مناسب

وعدّ مراقبون اختياره للخارجية، موفقا بدرجة كبيرة، لا سيما مع خلفياته وتداخله في جميع ملفات السياسة الخارجية لتركيا من سوريا والعراق إلى ليبيا، وصولا إلى الدوائر الأخرى في القوقاز والبلقان، وحتى في العلاقات مع الغرب وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث أدى وظائف في الحكومة بصفته مستشارا، وعمل لفترة داخل «الناتو»، وانخرط في السنوات الأخيرة في جميع القضايا الخارجية الحساسة بالنسبة لتركيا، فضلا عن امتلاكه المعلومات عن مختلف الملفات والتركيز الشديد بحكم منصبه حيث كان رئيسا للمخابرات.

وتشير خلفيات فيدان حتى قبل توليه رئاسة جهاز المخابرات التركية التي استطاع أن يحقق فيه نقلة نوعية كبيرة، وينقله من جهاز مترهّل محاط بالخلافات الداخلية من كل اتجاه، إلى واحد من أجهزة المخابرات القوية والناجحة في العالم، عبر توسيع عمله خارجيا وإدخال تعديلات كبيرة في تكوينه، وإقناع إردوغان بتجميع جميع أجهزة الاستخبارات في الخارجية والأمن والجيش تحت مظلته، وهو الأمر الذي أزعج أوساطا في الأمن والجيش في البداية، قبل أن يصبح الجهاز أحد أجهزة الرئاسة التركية بعد تطبيق النظام الرئاسي في 2018.

وعمل فيدان بين 1986 و2001، في وحدة التدخل السريع التابعة لـ«الناتو»، كما عمل في صفوف فرع جمع المعلومات السريعة في ألمانيا، وتولى عام 2003 رئاسة وكالة التنمية والتعاون الدولي التركية التابعة لمجلس الوزراء التركي واستمر في رئاستها حتى 2007، وزار خلال شغله هذا المنصب معظم دول أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، كما عمل في الوقت ذاته مستشارا لرئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو عندما كان وزيرا للخارجية التركية. وعين فيدان أثناء دراسته في أكاديمية معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح مستشارا اقتصاديا وسياسيا في السفارة التركية في أستراليا، وفي عام 2007، عين نائبا لمستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن الدولي والسياسة الخارجية، عندما كان إردوغان رئيسا للوزراء، ثم في أكتوبر (تشرين الثاني) من العام نفسه أصبح عضوا في مجلس إدارة الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا).

رأى رئيس المخابرات العسكرية التركية الأسبق، إسماعيل حقي بكين، الذي يعرف فيدان جيدًا، أنه اسم مناسب تماما لمنصب وزير الخارجية، مشيرا إلى أن المشاكل الخارجية لا تحل إلا عن طريق الدبلوماسية أو العمل العسكري والاستخبارات. وأضاف أن فيدان يمتلك خبرات متعددة من خلال عمله في أجهزة الدولة المختلفة كما أمضى 13 عاما على رأس جهاز المخابرات التركية ولا تنقصه الخبرة في التعامل مع القضايا المطروحة على طاولة السياسة الخارجية لتركيا، فهناك الحرب الروسية الأوكرانية، والمسألة الأرمينية الأذربيجانية، والمسألة الليبية، التي يجب تسويتها مع مصر وروسيا، وبالطبع المسألة السورية، وهو على دراية بهذه الموضوعات.

وتابع بكين «يضاف إلى ذلك عنوان مكافحة الإرهاب. لسوء الحظ لم نتمكن من قطع الدعم الخارجي للمنظمات الإرهابية، ودور فيدان مهم من حيث قطع الدعم عن هذه المنظمات».


بلينكن يكشف استراتيجية مواجهة «الخطر الأكبر» في الشرق الأوسط

TT

بلينكن يكشف استراتيجية مواجهة «الخطر الأكبر» في الشرق الأوسط

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

عشية سفره إلى المملكة العربية السعودية، وضع وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، ما يمكن عدّها أوضح استراتيجية لدى إدارة الرئيس جو بايدن، حيال منطقة الشرق الأوسط، مشدداً على نهج ثلاثي الأبعاد لمواجهة «الخطر الأكبر» الذي يمثله النظام الإيراني بالنسبة إلى إسرائيل، مؤكداً أن «كل الخيارات على الطاولة» لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.

وأعلن أن للولايات المتحدة «مصلحة أمنية وطنية حقيقية» في توسيع نطاق اتفاقات إبراهيم للتطبيع بين إسرائيل والدول العربية، معترفاً في الوقت ذاته بأن الأمر لن يكون «سهلاً أو سريعاً»، رابطاً ذلك بالتقدم المنشود في جهود حل الدولتين، بما يسمح بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967.

وكان كبير الدبلوماسيين الأميركيين يتحدث في قمة السياسة 2023 للجنة الشؤون العامة الإسرائيلية - الأميركية «أيباك» التي تُعقد هذا العام في ظل الذكرى السنوية الـ75 لشراكة «لا غنى عنها» بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وفقاً لما استهلّ به بلينكن خطابه، مشيراً إلى أن هذه الشراكة تمتد من تطوير تقنيات الطاقة النظيفة للمستقبل، وإنتاج اللقاحات، وصولاً إلى استكشاف الفضاء.

بلينكن في المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية - الإسرائيلية «أيباك» في واشنطن (أ.ب)

وإذ استعاد بلينكن جزءاً من المحطات التاريخية في العلاقة بين الطرفين، أكد أن إدارة الرئيس جو بايدن تعمل على تعزيز هذه الأواصر.

وقال بلينكن إن العالم «يعيش حقاً نقطة انعطاف تحصل كل ستة أو سبعة أو عشرة أجيال» وسيشهد «تغييرات عميقة للغاية»، مؤكداً أن التزام الولايات المتحدة أمن إسرائيل «حازم» و«غير قابل للتفاوض».

وذكّر بأن بلاده تقدم 3.3 مليار دولار من التمويل العسكري لإسرائيل، بالإضافة إلى 500 مليون دولار من التمويل لأنظمة الدفاع الصاروخي وعشرات الملايين الأخرى من أجل التصدي للطائرات المسيّرة ولمكافحة الأنفاق، بما يتماشى مع مذكرة التفاهم لعام 2016 التي تفاوضت عليها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ونائبه حينذاك بايدن، فضلاً عن تقديم مليار دولار إضافية كتمويل لتجديد إمدادات للقبة الحديدية الإسرائيلية.

وتطرق بلينكن إلى توسيع المناورات العسكرية المشتركة، بالإضافة إلى التطوير المشترك للقدرات العسكرية المتقدمة، مثل الأشعة المركّزة بالليزر بهدف ضمان «التفوق العسكري النوعي لإسرائيل»، معتبراً أن «أميركا تصير أكثر أمناً عندما تكون إسرائيل قوية».

الخطر الإيراني

ورفض بلينكن ما سماها «الجهود المتواصلة لنزع الشرعية عن إسرائيل، والتي تهدف إلى تقويض مكانتها أو عزلها على المسرح الدولي»، بما في ذلك «الجهود المناهضة لإسرائيل لاستبعادها واستهدافها في مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان والمنتديات الأخرى في كل أنحاء العالم».

وقال: «لا يوجد خطر تواجهه إسرائيل أكبر من الخطر الذي يمثله النظام الإيراني» الذي «يهدد بشكل روتيني بمحو إسرائيل عن الخريطة، ويواصل توفير الأسلحة للإرهابيين والوكلاء مثل (حزب الله) و(حماس)، الذين رفضوا حق إسرائيل في الوجود»، مشيراً أيضاً إلى أن إيران تسلح القوات الروسية بطائرات مسيرة تُستخدم لقتل المدنيين الأوكرانيين وتدمير بناهم التحتية، مقابل تقديم روسيا أسلحة متطورة لإيران.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

وأضاف بلينكن بحزم: «إيران لا يمكن ولن يُسمح لها بامتلاك سلاح نووي». لكنه كرر التعبير عن اعتقاده أن «الدبلوماسية هي أفضل طريقة يمكن التحقق منها بشكل فعال ومستدام لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي»، مؤكداً أن بلاده ستواصل «الضغط الاقتصادي الموازي وتعزيز دبلوماسية الردع».

وحذّر من أنه «إذا رفضت إيران مسار الدبلوماسية، كما أوضح الرئيس بايدن مراراً وتكراراً، فإن كل الخيارات مطروحة على الطاولة لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي». وأعلن أن هذا «النهج الثلاثي الأبعاد»: الدبلوماسية، والضغط الاقتصادي، والردع، «يشمل أيضاً تعزيز القدرات العسكرية لإسرائيل، بدعم من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري)، يضعنا في أقوى موقف ممكن لمواجهة التهديد النووي الإيراني».

اتفاقات إبراهيم

وأفاد وزير الخارجية الأميركي بأن إدارة الرئيس بايدن «تعمل على تعميق علاقات إسرائيل مع جيرانها لدفع هدفنا المتمثل في التكامل الإقليمي وخفض التصعيد»، واصفاً ذلك بأنه «حجر الزاوية في سياسة بايدن للشرق الأوسط».

وكشف عن أن وزارة الخارجية ستنشئ قريباً «منصباً جديداً لتعزيز دبلوماسيتنا ومشاركتنا مع الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية (...) من أجل منطقة أكثر سلماً وأكثر ترابطاً»، معتبراً أن اتفاقات إبراهيم لتطبيع العلاقات بين إسرائيل من جهة والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، تمثل «تقدماً تاريخياً مهماً»، داعياً إلى «إعادة البناء» على هذه الاتفاقات. وإذ لفت إلى الاجتماعات الكثيرة التي عُقدت في هذا السياق، قال: «نحن نعمل الآن في الكواليس، ونقود بالدبلوماسية لمواصلة الزخم» بعد فتح أجواء المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان أمام الرحلات المدنية الإسرائيلية، وإتمام إسرائيل ولبنان «اتفاقاً تاريخياً في الخريف الماضي لترسيم حدودهما البحرية الدائمة»، فضلاً عن مساعدة إسرائيل والأردن إلى جانب الإمارات على تنفيذ مشروع تعاون في مجال المياه وأمن الطاقة وغير ذلك من النشاطات لدعم إسرائيل.

وأضاف أنه سيزور هذا الأسبوع مدينتي جدة والرياض «لإجراء محادثات مع نظرائنا السعوديين والخليجيين حول منطقة أكثر تكاملاً وازدهاراً واستقراراً».

آفاق حل الدولتين

واعترف بلينكن بأن «جهود التكامل والتطبيع ليست بديلاً للتقدم بين الإسرائيليين والفلسطينيين»، معتبراً أن علاقات إسرائيل مع شركائها «ينبغي أن تعزز رفاهية الشعب الفلسطيني وآفاق حل الدولتين (...) على أساس خطوط 1967» مع تبادل متفق عليه للأراضي بين الطرفين لأن ذلك «يظل أفضل طريقة لتحقيق هدفنا المتمثل في أن يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون جنباً إلى جنب بسلام» وسط «تدابير متساوية للأمن والحرية والعدالة والفرص والكرامة».

ورأى بلينكن أن «حل الدولتين أمر حيوي للحفاظ على هوية إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية». وكرر الدعوة إلى «وقف التصعيد والامتناع عن الإجراءات الأحادية التي تزيد من التوترات». ووصف الهجوم الأخير على الحدود مع مصر، والذي أدى إلى مقتل 3 جنود إسرائيليين، بأنه «تذكير مأساوي آخر بالتوسع الاستيطاني الخطير». وحذّر من «أي تحرك نحو ضم الضفة الغربية» أو «تعطيل الوضع التاريخي الراهن في الأماكن المقدسة، واستمرار هدم المنازل وعمليات الإخلاء».


تباين أميركي - إيراني بشأن احتكاك جديد في مضيق هرمز

قطعة بحرية أميركية وأخرى سعودية خلال تدريب الخميس الماضي (الأسطول الخامس الأميركي)
قطعة بحرية أميركية وأخرى سعودية خلال تدريب الخميس الماضي (الأسطول الخامس الأميركي)
TT

تباين أميركي - إيراني بشأن احتكاك جديد في مضيق هرمز

قطعة بحرية أميركية وأخرى سعودية خلال تدريب الخميس الماضي (الأسطول الخامس الأميركي)
قطعة بحرية أميركية وأخرى سعودية خلال تدريب الخميس الماضي (الأسطول الخامس الأميركي)

أعلن الأسطول الأميركي الخامس، اليوم (الاثنين)، أن قواته والبحرية الملكية البريطانية قدموا لمساعدة سفينة في مضيق هرمز بعد «مضايقات» من زوارق «الحرس الثوري» الإيراني الذي نفى بدوره رواية الأسطول الخامس الأميركي.

وقالت البحرية الأميركية في بيان، إن ثلاثة زوارق سريعة تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتربت من السفينة التجارية بعد ظهر الأحد. وعرضت صوراً بالأبيض والأسود قالت إنها جاءت من طائرة تابعة للبحرية الأميركية من طراز «بوينغ بي -8 بوسيدون» فوقها، وأظهرت ثلاثة زوارق سريعة بالقرب من السفينة التجارية.

صورة جوية وزعتها البحرية الإميركية للحادث (أ.ب)

وبحسب البيان الأميركي، استجابت مدمرة الصواريخ الموجهة «يو إس إس ماكفول» التابعة للبحرية الأميركية والفرقاطة البحرية الملكية البريطانية «إتش إم إس لانكستر» للحادث، وحلقت مروحية كانت على متن الفرقاطة البريطانية.

وأشار الأسطول الخامس إلى أن «حدة الموقف خفت بعد حوالي ساعة عندما أكدت السفينة التجارية أن مركب الهجوم السريع غادر المكان... وواصلت السفينة التجارية عبور مضيق هرمز من دون وقوع مزيد من الحوادث».

وذكرت وكالة «أسوشييتدبرس» أن بيانات موقع «مارين ترافيك» المختص بتعقب حركة السفن أظهرت أن سفينة شحن تجارية ترفع علم جزر مارشال، وتملكها شركة في اليونان، غيرت مسارها بشكل متقطع أثناء عبورها مضيق هرمز وقت الحادث. وتطابق موقع السفينة مع بيانات قدمتها هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية حول الحادث.

الرواية الإيرانية

في المقابل، نفى «الحرس الثوري» وقوع أي تحرش بسفينة أجنبية في مضيق هرمز، وادعى أن الزوارق الثلاثة اقتربت من السفينة بعد تلقيها طلب مساعدة من سفية تحمل علم جزر مارشال، مساء السبت، أثناء دخولها إلى مضيق هرمز.

وذكر بيان أوردته وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، أن «قيادة المنطقة الأولى التابعة لقوات بحرية (الحرس الثوري) ردت إيجابياً على طلب مساعدة من ربان سفينة تجارية في مضيق هرمز».

وقال قائد المنطقة الأولى في «الحرس الثوري» عباس غلام شاهي أن «ربان السفينة طلب مساعدة بعد مشاهدة ثلاثة قوارب غير عسكرية بالقرب من السفينة». وأضاف: «بعد اتصال وتعاون مع دول صديقة دخلت السفينة في مياهها، رفعت مخاوف الربان وواصلت السفينة الإبحار».

ولم يتطرق القيادي الإيراني إلى هوية الزوارق غير العسكرية أو وجهتها.

الزوارق الثلاثة تطوق السفينة في مضيق هرمز (أ.ب)

وألقى غلام شاهي باللوم على «وسائل الإعلام المعادية» التي قال إنها «غذت خلق جو من انعدام الأمن بطريقة غير مهنية ومن دون التقيد بأخلاق الإعلام». وأضاف: «عبر نشر الأخبار الكاذبة، يحاولون تبرير الوجود غير الشرعي وغير المبرر لدول خارج المنطقة في الخليج».

طهران تعرض تحالفاً بحرياً

يأتي التباين الأميركي - الإيراني حول حادث التحرش البحري، بعد أيام من إعلان طهران سعيها لتشكيل تحالف بحري يضم دولاً خليجية، والهند والصين وروسيا.

وقال قائد القوات البحرية في الجيش الإيراني الأميرال شهرام إيراني في تصريحات للتلفزيون الرسمي، الجمعة، إن التحالف المقترح يهدف إلى «تحقيق الأمن للمنطقة» التي شهدت أحداثاً بحرية، منذ قرار الإدارة الاميركية السابقة تشديد العقوبات النفطية على إيران قبل أربع سنوات.

ولفت إيراني إلى أن طهران ترغب بأن يضم التحالف السعودية والعراق والإمارات والبحرين وقطر، إضافة إلى روسيا والصين والهند وباكستان. وأضاف أن «دول المنطقة أدركت اليوم أن التعاون في ما بينها هو فقط الذي يحقق الأمن للمنطقة... قريباً سنشهد أن شعوب المنطقة ستهيمن على مجالها الأمني باستخدام جنودها».

وأوضح المسؤول البحري الرفيع أن «غالبية دول شمال المحيط الهندي وصلت إلى قناعة بأنه يجب عليها إرساء الأمن جنباً إلى جنب بالتعاون والتآزر». وتابع: «كان لدينا عمل مشترك مع عمان من قبل، والآن السعودية لديها الهدف نفسه».

وتشرف القوات البحرية التابعة للجيش الإيراني على أمن المياه الإيرانية في خليج عمان، لكنها تقوم بدور محدود للغاية في الخليج يقتصر على قواعدها البحرية. وتتولى قوات البحرية في «الحرس الثوري»، وهي موازية لبحرية الجيش، مسؤولية حماية المياه الإيرانية في الخليج ومضيق هرمز.

ولم يعرف موقف «الحرس الثوري» من إعلان قائد بحرية الجيش بشأن التحالف المقترح، وهي مواقف عادة تعبر عنها هيئة الأركان التي تتولي التنسيق بين القوات المسلحة، خصوصاً بين وحدات الجيش الإيراني والقوات الموازية لها في «الحرس الثوري».

وينأي الجيش الإيراني بنفسه عادة عن أحداث الاحتكاك البحري التي تقع على عاتق بحرية «الحرس الثوري» الذي يملك ترسانة ومعدات أحدث من قوات الجيش.

تهوين أميركي

وقلل المتحدث باسم الأسطول الأميركي الخامس تيم هوكينز من أهمية الإعلان الإيراني، واصفاً إياه بأنه «لا يبدو منطقياً». وصرح لموقع «بركينغ ديفنس» المعني بالشؤون الاستراتيجية، بأن «إيران السبب الأول لعدم الاستقرار الإقليمي، تدعي أنها تريد تشكيل تحالف أمني بحري لحماية المياه ذاتها التي تهددها». وتابع أنه في العامين الماضيين فقط، هاجمت إيران أو استولت على 15 سفينة تجارية ترفع أعلاماً دولية.

جاء ادعاء إيران بعد أيام قليلة من إعلان الإمارات الانسحاب من تحالف بحري تقوده الولايات المتحدة. وقال بيان رسمي إن «دولة الإمارات تلتزم بالحوار السلمي والسبل الدبلوماسية كوسائل لتعزيز الأهداف المشتركة والمتمثلة في الأمن والاستقرار الإقليميين». وتابعت أن «الإمارات مستمرة في التزامها بضمان سلامة الملاحة في بحارها بشكل مسؤول».

وفي أبريل (نيسان) الماضي، عيّنت إيران سفيراً في الإمارات، بعد قرابة ثماني سنوات على مغادرة سلفه، وذلك في إطار سعي طهران إلى إصلاح علاقاتها المتوترة مع دول خليجية عدة.

وفي مارس (آذار) الماضي، استأنفت السعودية وإيران العلاقات الدبلوماسية وأعادت فتح المقرات الدبلوماسية، بموجب اتفاق توسطت فيه الصين، وأكدتا على الحاجة إلى الاستقرار الإقليمي والتعاون الاقتصادي.

اتهامات متبادلة

وفي السنوات الأخيرة، تبادلت واشنطن وطهران الاتهامات، على خلفية سلسلة حوادث في مياه الخليج، بما في ذلك هجمات غامضة على سفن وإسقاط طائرة مسيّرة ومصادرة ناقلات نفط. وزادت الوقائع التي تشهدها منطقة الخليج من المخاوف الدولية من انزلاق الجانبين إلى حرب في الممر المائي الاستراتيجي الحيوي لإمدادات النفط العالمية. ودفع ذلك أسعار النفط للارتفاع مرات عدة.

وقبل خمسة أسابيع، احتجزت إيران ناقلتين في غضون أسبوع في مياه الخليج بالقرب من مضيق هرمز. وكانت الناقلة الثانية، وتدعى «نيوفي» متجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي.

وقالت «البحرية» الإيرانية، في أوائل أبريل إنها وجّهت تحذيراً لطائرة استطلاع أميركية، بعد رصدها قرب خليج عُمان. وفي عام 2019 أسقطت إيران طائرة أميركية مسيَّرة قالت إنها كانت تحلِّق فوق جنوب إيران.

وأبدى رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، الشهر الماضي، اهتمام بلاده بالتعاون مع جيرانها على ضمان أمن مياه الخليج والملاحة في المنطقة، في أعقاب التوترات المستجدة مع الولايات المتحدة في هذا الممر الحيوي.

في المقابل، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستتعزز وجودها العسكري في الخليج في ظل «تهديدات» إيرانية متزايدة لسفن في مياه المنطقة التي تعد من أبرز الممرات المائية عالمياً وتحظى بأهمية كبرى لإمدادات النفط.

وفي منتصف الشهر الماضي، صعدت قادة القوات البحرية الأميركية والبريطانية والفرنسية المتمركزون في المنطقة، على متن المدمِّرة «يو إس إس بول هاملتون» وعبروا مضيق هرمز، في رسالة ردع لإيران.

حقائق

ما هو التحالف الدولي البحري في الخليج؟

  • تقود الولايات المتحدة تحالفاً بحرياً دولياً باسم «سانتينال» في مياه المنطقة.
  • يتولي التحالف مراقبة طرق الملاحة والممرات المائية وحماية السفن التجارية وناقلات النفط من أي اعتداء قد تتعرض له.
  • تعمل القوة على ضمان الأمن ومكافحة الإرهاب والقرصنة في البحر الأحمر والخليج.
  • تتألف القوة البحرية الموحدة من 34 دولة ويقع مقرها في القاعدة البحرية الأميركية في البحرين.
  • أجرت هذه القوات قبل أيام أحدث تدريباتها البحرية، وشملت دوريات في مضيق هرمز.


ديان اعترض على احتلال الجولان في حرب 1967

ديان في أول زيارة له إلى الجولان بعد احتلاله (مكتب الصحافة الحكومي في إسرائيل)
ديان في أول زيارة له إلى الجولان بعد احتلاله (مكتب الصحافة الحكومي في إسرائيل)
TT

ديان اعترض على احتلال الجولان في حرب 1967

ديان في أول زيارة له إلى الجولان بعد احتلاله (مكتب الصحافة الحكومي في إسرائيل)
ديان في أول زيارة له إلى الجولان بعد احتلاله (مكتب الصحافة الحكومي في إسرائيل)

كشف أحد البروتوكولات السرية الإسرائيلية الذي سمح بنشره الاثنين في ذكرى حرب 1967، أن وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه ديان، في حينه، اعترض على خطة لاحتلال المرتفعات السورية في الجولان. وحاول إقناع زملائه بأن احتلالاً كهذا غير ضروري وينطوي على مغامرة مع السوفيات.

لكنه تراجع عن موقفه، عندما شعر بأنه في أقلية معارضة. وتم تنفيذ خطة الاحتلال.

ظهرت هذه المعطيات من البروتوكول الذي يوثق جلسة سرية للجنة البرلمانية لشؤون الخارجية والأمن، عقدت بشكل استثنائي في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، وذلك في اليوم السابع من يونيو (حزيران) عام 1967، أي بعد 48 ساعة من الهجوم الإسرائيلي على مصر والأردن. وشارك في الاجتماع بالإضافة إلى ديان، كل من رئيس الوزراء، ليفي أشكول، ووزيرا الدولة، مناحيم بيغين ويسرائيل غاليلي، إضافة لأعضاء اللجنة البرلمانية.

صورة من وثيقة البروتوكول (مكتب الصحافة الحكومي)

ويشير البروتوكول إلى أن موضوع احتلال الجولان طرح على جدول البحث، مع أن سوريا لم تكن في حساب الحرب. وقد أعرب ديان عن معارضته جر سوريا للحرب بالمبادرة إلى تنفيذ خطة احتلال هضبة الجولان، وقال إنها «جبهة هادئة» قياساً بالجبهتين المصرية والأردنية.

وتبين أنه يتحسب بشكل خاص، من خطر رد فعل حربي من الاتحاد السوفياتي الذي كانت تربطه علاقة متينة مع سوريا. وقال ديّان خلال الجلسة، وفقاً لهذا البروتوكول، إن «رئيس الحكومة ذكر الاعتبارات بخصوص الحدود السورية. وأنا أعارض أن نتجاوز الحدود الدولية في سوريا. فلا توجد مصلحة لدينا بذلك بسبب العلاقات بين سوريا والاتحاد السوفياتي. وإذا اتُخذ قرار آخر، فبإمكان الجيش تنفيذ ذلك».

وأضاف ديان: «أنا ضد تجاوز الحدود الدولية. وهناك مناطق منزوعة السلاح كانت جزءاً من اتفاق وقف إطلاق النار. ولدى الجيش تعليمات بخصوص الجبهة السورية، إلا إذا اتخذت الحكومة قراراً آخر، بالحفاظ على هدوئها حتى الحدود الدولية وعدم إثارة مشاكل».

أتباع المفتي

بدوره، قال عضو اللجنة، النائب أريه بن إليعزر، وهو من حزب حيروت اليميني (الذي أصبح اليوم «الليكود»): «في الموضوع السوري، لا أوافق على تقييم وزير الدفاع حول المناطق منزوعة السلاح. وأعتقد أنه من الضروري الاستيلاء على سلسلة الجبال وليس مهماً ما سيحدث بعد ذلك».

واعتبر بن إليعزر أن «أحد الأمور الأكثر خطورة التي أدت إلى هذه الحرب التي دخلنا إليها، كان تصرف سوريا. هذه الدولة التي لم تتلقَّ الضربة اللازمة منا، لا في عام 1948، ولا في عام 1946 (السنة التي تم فيها ضرب مستوطنات يهودية)».

وأضاف، بحسب الوثائق، أن «الآلاف من أتباع أحمد الشقيري (أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية)، والمفتي (الحاج محمد أمين الحسيني 1895 - 1974 الذي كان المفتي العام للقدس)، وعناصر (فتح) والفدائيين موجودون في هذه المنطقة. وعلى الجيش أن يعلن أنهم ملزمون بمغادرة المنطقة خلال يوم واحد. إنهم مقاتلون».

وقد وافق مع بن إليعزر، حتى النائب عن حزب «مبام» اليساري، يعقوب حزان، الذي قال: «أنا أدرك الاعتبارات الخاصة بالهضبة، لكني أقول بكل تواضع إن هذه الحرب لا يمكن أن تنتهي من دون أن يتلقى الجيش السوري ضربة منا. أنا أوافق على الموقف النبيل الذي أبداه وزير الدفاع، لكني أعتقد أن علينا صعود الهضبة، والاستيلاء ولو على حزام ضيّق على رؤوس الجبال فيها، وعدم التفكير بأمور كبيرة. نحن بحاجة إلى شريط يحررنا من الفظائع التي سببها لنا القصف السوري حتى الآن. وسنرتكب خطأ إذا لم نفعل ذلك».

جنود إسرائيليون في خندق 10 يونيو 1967 عندما توقف القتال وسيطرت إسرائيل على شبه جزيرة سيناء والأراضي الأردنية غرب نهر الأردن ومرتفعات الجولان في سوريا (غيتي)

الجولان والضفة

وبعد أقوال أعضاء لجنة الخارجية والأمن، قال ديّان إن الجيش الإسرائيلي سينفذ ما ستقرره الحكومة. «وفي نهاية الأمر ليس واضحاً ما حجم الخسائر التي سيتم تكبدها من أي طرف. لكن إذا قررت الحكومة أخذ الهضبة، فسنأخذها. ولم نتنازل عن أهدافنا في الحرب، باجتثاث القوة المصرية. ومن دونه لن تشن دول أخرى حرباً».

وتابع ديّان أنه «في هذه الأثناء، كنتيجة نابعة عن ذلك، (احتلال) الضفة الغربية كلها مع القدس، وليس أقل من ذلك. وينبغي أن ندرك أننا خرجنا إلى حرب، وانجررنا إلى حرب ثانية، وقفزنا إلى حرب ثالثة، وهذا كله خلال يوم ونصف اليوم لاحتلال الهضبة أيضاً. لكن إذا قررت الحكومة هذا المساء، أو الآن، أن تأخذ الهضبة السورية، فغداً سنكون في وضع يسمح بتنفيذ ذلك».

وتشير البروتوكولات التي نشرت، الاثنين، إلى أن ديان غير رأيه، فقط بعد يومين من اجتماع لجنة الخارجية والأمن، وفي صباح التاسع من يونيو، أصدر أمراً لقائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، دافيد إلعزار، ببدء هجوم ضد المواقع السورية، من شمال هضبة الجولان وحتى جبل الشيخ.

واحتلت إسرائيل ما مساحته 1250 كيلومتراً مربعاً في الهضبة، وطرد الجيش الإسرائيلي نحو 131 ألف مواطن (بينهم لاجئون فلسطينيون) من الجولان إلى الجهة الشرقية من سوريا، ولم يبقَ فيها سوى 8 آلاف مواطن سوري فقط، يعيشون في 5 قرى.