السمنة ترفع ضغط الدم لدى المراهقين

تسرّع تلف الأوعية الدموية

السمنة ترفع ضغط الدم لدى المراهقين
TT

السمنة ترفع ضغط الدم لدى المراهقين

السمنة ترفع ضغط الدم لدى المراهقين

من المعروف أن زيادة الوزن لدى الأطفال مرتبطة بكثير من المخاطر الصحية؛ أهمها الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وبشكل أقل مرض «ارتفاع ضغط الدم (Hypertension)».
وقد أوضحت أحدث دراسة تناولت مخاطر البدانة على الأطفال أن أي زيادة في الوزن؛ مهما كانت طفيفة، لها تأثير مباشر على زيادة ضغط الدم؛ خصوصاً في فترة المراهقة ونهاية بالبلوغ، حيث يمكن أن يتسبب هذا الارتفاع في تلف الأوعية الدموية على المدى الطويل؛ مما يسبب مشكلات صحية، أهمها الفشل الكلوي والسكتة الدماغية.

- ارتفاع ضغط الدم
الدراسة التي نشرت في النسخة الإلكترونية من مجلة «الرابطة الطبية الأميركية (JAMA Network Open)» في منتصف شهر مارس (آذار) من العام الحالي أجراها علماء من جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة، وأشارت إلى احتمالية أن مجرد زيادة بضعة كيلوغرامات قليلة (حتى لو كانت غير ملحوظة في الشكل العام للطفل)، قد يكون سبباً في ارتفاع ضغط الدم.
وأوضحت أن ارتفاع الضغط لا يسبب بالضرورة حدوث أعراض، وبالتالي لا يجري التعامل معه أو إبلاغ الطبيب عنه، خصوصاً لأنه غير متوقع الحدوث لدى الأطفال. ومن المعروف أن كثيرين من مرضى ضغط الدم العالي لا يشكون من أعراضه، ويكتشفون المرض بالصدفة.
تابع الباحثون السجلات الطبية لـ800 ألف من الأطفال والمراهقين الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 3 أعوام و17 عاماً في الفترة من 2008 وحتى عام 2015، وحددوا مؤشر كتلة الجسم (BMI) لكل طفل عند بداية الدراسة وبعدها بـ5 أعوام. وأيضاً جرى تحديد الأطفال الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. وحسبوا دهون الجسم والطول لكل المشاركين.
ثم قُسّم الأطفال وفق متوسط الأوزان إلى 3 مجموعات: الأولى أصحاب الوزن المنخفض الذين تتراوح أوزانهم بين 5 و39 في المائة من متوسط الوزن تبعاً للفئة العمرية (هناك جداول صحية خاصة بالوزن والطول المثالي لكل فئة عمرية لدى الأطفال تبعاً لعدد السنين). والثانية أصحاب الوزن المتوسط من 40 إلى 59 في المائة. والثالثة أصحاب الأوزان الكبيرة أكثر من 60 إلى 84 في المائة من المتوسط.
وبالمقارنة بين المراهقين في الفئة المتوسطة من الوزن؛ كان خطر الإصابة باحتمالية ارتفاع ضغط الدم في غضون 5 سنوات فقط أعلى بنسبة 26 في المائة بالنسبة إلى أولئك الذين يقعون في الحد الأعلى لهذه الفئة التي ما زالت تعدّ في حدود الوزن المتوسط. وأيضاً لاحظ الباحثون أن كل وحدة مكتسبة سنوياً (زيادة طفيفة في وزن الجسم) في وحدات مؤشر كتلة الجسم (BMI) تضيف 4 في المائة إلى مخاطر الإصابة بالضغط. كما أظهرت النتائج أن معدل ارتفاع ضغط الدم كان أعلى بين الذكور منه بين الفتيات، كما كان أعلى بين المراهقين في المدارس والمراكز الصحية المدعومة من الحكومة أكثر منه في المراكز الخاصة.

- ازدياد الإصابات
ارتفعت أعداد الأطفال المصابين بارتفاع الضغط في الولايات المتحدة بنسبة كبيرة منذ عام 2015 وحتى الآن؛ وهو الأمر الذي يؤثر بالسلب على صحة الشباب في المستقبل؛ خصوصاً أن هذا الارتفاع يحدث في عمر مبكر وفي الأغلب يمر من دون تشخيص ولا علاج مناسب، مما يسبب ازدياد سمك جدار الشرايين وتصلبها وتقلص الطبقة المبطنة لجدارها، ويؤدي في النهاية إلى تلف الأعضاء المختلفة في وقت أسرع من الطبيعي.
هناك عوامل عدة لارتفاع الضغط؛ منها عوامل وراثية، وبعضه من دون أسباب، وهناك أسباب تتعلق بأجهزة الجسم الأخرى، مثل بعض الأورام في الغدة الكظرية (ما فوق الكلية)، أو الأمراض المزمنة في الكلى والغدة الدرقية. ومعظم هذه العوامل يصعب التحكم فيه، ولذلك تعدّ السمنة من العوامل التي يمكن السيطرة عليها لتقليل مخاطر الإصابة. وقد وجد الباحثون أن خطورة الإصابة مرتبطة بازدياد الوزن أكثر منها لدى الأطفال الذين يعانون من السمنة بالفعل، بمعنى أن الأطفال الذين كانوا يتمتعون بوزن مثالي ولكن بدأوا في اكتساب مزيد من الوزن؛ حتى القليل منه؛ هم أكثر عرضة للإصابة.
وجرى تصنيف الارتفاع في الضغط للفئة العمرية من عمر 3 أعوام إلى 13 عاماً على أنه في المرحلة الأولى إذا كان في حدود 80/ 130 ملم زئبق، وفي المرحلة الثانية إذا كان 90/ 140 ملم زئبق، وبالنسبة إلى المراهقين الذين يبلغون من العمر 13 عاماً أو أكثر؛ فجرى تعريف ارتفاع ضغط الدم في المرحلة الأولى بأنه إذا كان من 80/ 130 إلى 89/ 139 ملم زئبق، وفي المرحلة الثانية إذا كان يبدأ من 90/ 140 ملم زئبق فما فوق، ويجب أن يجري التأكد من التشخيص في المرحلة الأولى من خلال 3 زيارات طبية مستقلة؛ لأن ارتفاع الضغط في مرة واحدة يمكن أن يكون ناتجاً عن القلق أو أي عرض آخر يمكن أن يؤثر في القياس.
نصحت الدراسة بضرورة متابعة قياس الضغط باستمرار لبعض الفئات من الأطفال الذين يعدّون أكثر عرضة لحدوث المرض، وأهمهم الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن، وأيضاً الأطفال أصحاب التاريخ العائلي للإصابة بالمرض، والأطفال الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثانى، والذين يعانون من خلل في مستويات الكوليسترول بالدم، والذين يتناولون كميات كبيرة من ملح الطعام؛ إذ يلعب الصوديوم الموجود في الملح دوراً أساسياً في زيادة ضغط الدم، وكذلك الأطفال الذكور لأن احتمالية الإصابة لديهم أكبر، والذين يعيشون حياة خاملة خالية من النشاط البدني وأيضاً أصحاب البشرة السمراء.
- استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

5 حقائق عن السجائر في اليوم العالمي للامتناع عن التدخين

صحتك عدد المدخنين يتجاوز مليار شخص في العالم (د.ب.أ)

5 حقائق عن السجائر في اليوم العالمي للامتناع عن التدخين

ما الخمس نقاط الأساسية التي تجب معرفتها في اليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي تحييه منظمة الصحة العالمية غداً (الأربعاء)

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك تساعد التمارين الرياضية في إطلاق بروتينات الميوكينات التي تحسن وظيفة العضلات (رويترز)

كيف تؤثر عضلات الساقين على صحة القلب؟

توصلت دراسة جديدة إلى أن قوة عضلات الساقين «مرتبطة بشدة» بانخفاض خطر الإصابة بفشل القلب بعد التعرض لنوبة قلبية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك تعد آلام الرقبة وآلام أسفل الظهر من أكثر أمراض الجهاز العضلي الهيكلي شيوعاً (بابليك دومين)

الأفكار السلبية قد تؤذي فقرات الظهر والعنق

أظهرت نتائج دراسة جديدة أن الاضطرابات النفسية والعقلية يمكن أن تؤدي إلى زيادة الضغط على منطقة الرقبة وأسفل الظهر.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
صحتك البروفيسور جورج غاو (رويترز)

عالم صيني بارز: لا ينبغي استبعاد فرضية تسرب فيروس كورونا من مختبر

قال البروفيسور جورج غاو، الرئيس السابق للمركز الصيني للسيطرة إنه لا ينبغي استبعاد فرضية تسرب فيروس كورونا من مختبر.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق مشروبات محلاة (أرشيفية-شاترستوك)

خبراء يحذرون مرضى السكري من تناول كميات كبيرة من المشروبات المحلاة بالسكر

«ضع تلك الصودا المحلاة جانباً، لأنها قد تكون مميتة، خصوصاً إذا كنت مصاباً بداء السكري من النوع الثاني».

حازم بدر (القاهرة)

5 حقائق عن السجائر في اليوم العالمي للامتناع عن التدخين

عدد المدخنين يتجاوز مليار شخص في العالم (د.ب.أ)
عدد المدخنين يتجاوز مليار شخص في العالم (د.ب.أ)
TT

5 حقائق عن السجائر في اليوم العالمي للامتناع عن التدخين

عدد المدخنين يتجاوز مليار شخص في العالم (د.ب.أ)
عدد المدخنين يتجاوز مليار شخص في العالم (د.ب.أ)

يموت كل دقيقة 15 شخصاً بسبب التبغ، ويُشعل 10 ملايين مدخّن سيجارة.

في ما يأتي 5 نقاط أساسية تجب معرفتها في اليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي تحييه منظمة الصحة العالمية غداً (الأربعاء).

كم عدد المدخّنين؟

تقدّر منظمة الصحة العالمية ومركز «توباكو أطلس» (The Tobacco Atlas) أن عدد المدخنين يتجاوز مليار شخص في العالم، حيث يعيش نحو 8 مليارات شخص.

كلّ عام، يستهلك المدخّنون أكثر من 5 آلاف مليار سيجارة، وفق مركز «توباكو أطلس» للمعلومات عن التبغ في منظمة «فايتل ستراتيجيز» الأميركية وجامعة إيلينوي بولاية شيكاغو.

تتراجع نسبة المدخنين على المستوى العالمي منذ سنوات، بفضل التدابير التي تفرضها الدول لمكافحة التدخين؛ مثل زيادة الضرائب وكذلك ظهور السجائر الإلكترونية في السنوات الأخيرة.

في عام 2000، كان ثلث سكان العالم الذين يزيد عمرهم على 15 عاماً يدخّنون. أمّا اليوم فتراجعت هذه النسبة إلى نحو 20 في المائة.

أين يتركّز العدد الأكبر من المدخّنين؟

تضمّ الصين (1.4 مليار نسمة) أكبر عدد من المدخّنين في العالم (نحو 300 مليون مدخّن)، بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية لعام 2020.

إندونيسيا الدولة التي تضم أعلى نسبة من المدخنين الذكور، إذ إن 62.7 في المائة من المدخنين فيها الذين يزيد عمرهم على 15 عاماً من الذكور.

وباتت السيجارة آفة تؤثر بشكل رئيسي على الدول الفقيرة: يعيش 80 في المائة من المدخنين في دول ذات دخل منخفض أو متوسط.

في أفريقيا والشرق الأوسط، تراجعت عادة التدخين قليلاً، لكنها تزداد في بعض الدول مثل مصر ولبنان والعراق.

كم عدد ضحايا التدخين؟

التبغ السبب الرئيسي للوفاة الذي يمكن الوقاية منه: يموت شخص كل 4 ثوانٍ في العالم بسبب السجائر.

تسبب التدخين النشط أو التدخين السلبي بوفاة نحو 9 ملايين شخص في عام 2019، بحسب دراسة نشرتها مجلة «ذي لانست» في عام 2021.

إن الأمراض المرتبطة بشكل مباشر بالتبغ هي السرطان - خصوصاً سرطان الرئة - واحتشاء عضلة القلب وأمراض القلب والأوعية الدموية واضطرابات الجهاز التنفسي من نوع مرض الانسداد الرئوي المزمن.

في القرن العشرين، تسبب التبغ بمصرع 100 مليون شخص، وفق دراسة نشرتها مجلة «نيتشر» في عام 2009، أي أكثر من عدد ضحايا الحرب العالمية الثانية (بين 60 و80 مليون شخص)، بالإضافة إلى 18 مليون حالة وفاة في الحرب العالمية الأولى.

يمكن أن يتسبب التدخين الجماعي بوفاة 450 مليون شخص في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين وهو مكلف بالنسبة للمجتمع، فهو يمتص 6 في المائة من الإنفاق الصحي العالمي، وفق دراسة نسّقتها منظمة الصحة العالمية ونشرتها مجلة «توباكو كونترول» في عام 2018.

ما تأثير التدخين على الكوكب؟

لا تضرّ السجائر برئات المدخنين وشرايينهم فحسب، بل تضر بالكوكب أيضاً. فإنتاج التبغ واستهلاكه ينفثان نحو 84 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، أي ما يعادل خمس التلوث الذي مصدره الطائرات التجارية، وفق أرقام منظمة الصحة العالمية.

يُرمى نحو مليون طنّ من أعقاب السجائر سنوياً وهي تحتوي على مادة أسيتات السليلوز غير القابلة للتحلل. وتتطلب زراعة التبغ 22 مليار طن من المياه سنوياً، وتنتج صناعته 25 مليون طن من النفايات الصلبة.

تراجع القطاع؟

هل قطاع تصنيع السجائر في حالة تراجع مع التراجع التدريجي لاستهلاك التبغ منذ عام 2012؟

ما مِن شيء مؤكد بحسب «توباكو أطلس». ففي الدول الثرية، توسّعت هذه الصناعة القوية إلى منتجات بديلة في مقدمتها السجائر الإلكترونية. وفي الدول ذات الدخل المنخفض أو المتوسط، تواصل شركات التبغ الكبرى سياسة الأسعار «العدوانية»، وتنفق مبالغ هائلة لمحاربة تدابير مكافحة التبغ.

يتوقع مكتبا تحليلات اقتصادية أميركيان أن تشهد السنوات الخمس إلى الثماني المقبلة زيادة سنوية تناهز 2.5 في المائة، في إجمالي حجم التداول للقطاع الذي سيصل إلى 940 مليار دولار في عام 2023.

بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، دعت منظمة الصحة العالمية المزارعين إلى زراعة مواد غذائية صالحة للأكل بدلاً من نباتات التبغ، بهدف تعزيز الأمن الغذائي. لكنها أشارت أيضاً إلى أن المساحات المخصصة لهذا النوع من المحاصيل في أفريقيا زادت بنحو 20 في المائة خلال 15 عاماً.


كيف تؤثر عضلات الساقين على صحة القلب؟

تساعد التمارين الرياضية في إطلاق بروتينات الميوكينات التي تحسن وظيفة العضلات (رويترز)
تساعد التمارين الرياضية في إطلاق بروتينات الميوكينات التي تحسن وظيفة العضلات (رويترز)
TT

كيف تؤثر عضلات الساقين على صحة القلب؟

تساعد التمارين الرياضية في إطلاق بروتينات الميوكينات التي تحسن وظيفة العضلات (رويترز)
تساعد التمارين الرياضية في إطلاق بروتينات الميوكينات التي تحسن وظيفة العضلات (رويترز)

توصلت دراسة جديدة إلى أن قوة عضلات الساقين «مرتبطة بشدة» بانخفاض خطر الإصابة بفشل القلب بعد التعرض لنوبة قلبية.

ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد قال فريق الدراسة إنه بعد النوبة القلبية، المعروفة طبياً باسم «احتشاء عضلة القلب»، يمكن للقلب أن يمر بعملية تسمى إعادة تشكيل عضلة القلب أو إعادة تشكيل القلب، حيث تتراكم الأنسجة الليفية، مما يؤدي إلى تضخم القلب. لكن الأدلة المستجدة تشير إلى أن إعادة التأهيل القلبي القائمة على التمرينات يمكن أن تغير مسار إعادة التشكيل بطريقة تحسن وظائف القلب.

وأضاف الباحثون في دراستهم التي تم تقديمها في المؤتمر العلمي لفشل القلب 2023 في براغ، والتابع للجمعية الأوروبية لأمراض القلب: «إعادة تشكيل القلب السبب الرئيسي لحدوث قصور القلب بعد احتشاء عضلة القلب. ويمكن أن تساعد التمارين في التخفيف من آثار هذه المشكلة. وتساعد التمارين الرياضية في إطلاق الميوكينات، وهي بروتينات صغيرة قد تساعد في تحسين وظيفة العضلات، بما في ذلك عضلة القلب وتمنع تطور تصلب الشرايين، وتساعد في استقرار ضغط الدم».

وفي دراستهم، قام الباحثون بتحليل قوة عضلات الفخذ لدى 932 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 57 و74 عاماً، تم نقلهم إلى المستشفى بسبب نوبة قلبية بين عامي 2007 و2020. ووجدوا أن معدل حدوث قصور القلب اللاحق كان أعلى، بمعدل 22.9 لكل 1000 شخص، بين المرضى الذين كان يعانون من ضعف في عضلات الفخذ الخاصة بهم، مقارنة بمعدل حدوث 10.2 لكل 1000 شخص بين أولئك الذين كانت لديهم عضلات فخذ قوية.

وقال كينسوكي أوينو وكينتارو كاميا، الباحثان في قسم إعادة التأهيل في جامعة كيتاساتو للعلوم الصحية في اليابان ومؤلفا الدراسة الجديدة، إن نتائجهم تسلط الضوء على أهمية ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحفاظ على قوة العضلات في سن الشيخوخة، حيث يمكن أن تتضاءل كتلة العضلات مع تقدم العمر، مما قد يؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يدرس فيها أوينو وكاميا العلاقة بين قوة العضلات وصحة القلب والأوعية الدموية. ففي عام 2016، قال الباحثان في دراسة نُشرت بالمجلة الأميركية لأمراض القلب، إن الكتلة العضلية في الذراعين العلويين يمكن أن ترتبط بمعدلات النجاة من أمراض القلب.


الأفكار السلبية قد تؤذي فقرات الظهر والعنق

تعد آلام الرقبة وآلام أسفل الظهر من أكثر أمراض الجهاز العضلي الهيكلي شيوعاً (بابليك دومين)
تعد آلام الرقبة وآلام أسفل الظهر من أكثر أمراض الجهاز العضلي الهيكلي شيوعاً (بابليك دومين)
TT

الأفكار السلبية قد تؤذي فقرات الظهر والعنق

تعد آلام الرقبة وآلام أسفل الظهر من أكثر أمراض الجهاز العضلي الهيكلي شيوعاً (بابليك دومين)
تعد آلام الرقبة وآلام أسفل الظهر من أكثر أمراض الجهاز العضلي الهيكلي شيوعاً (بابليك دومين)

تعد آلام الرقبة وآلام أسفل الظهر من أكثر أمراض الجهاز العضلي الهيكلي شيوعاً في المجتمعات الصناعية، وبالرغم من أن غالبية المرضى تتعافى خلال فترة زمنية قصيرة، يطور نحو 10-40 في المائة منهم أعراضاً مزمنة، كما تتطور معاناة البعض لتصل إلى مستوى الإعاقة، الأمر الذي ينتج عنه عبء اقتصادي هائل. في هذا الإطار، أظهرت نتائج دراسة جديدة أن الاضطرابات النفسية والعقلية الناجمة عما يعرف بالتنافر المعرفي - مواجهة معلومات تتعارض مع الطريقة التي تصدر عنها تصرفاتنا أو تخالف ما نعتقد - يمكن أن تؤدي إلى زيادة الضغط على منطقة الرقبة وأسفل الظهر أثناء المهام التي تتطلب رفع الأجسام وخفضها.

وأظهرت النتائج المنشورة في دورية «أرجونومكس» (Ergonomics)، أنه كلما زادت درجة التنافر المعرفي، زاد حجم تحميل الجسم على الأجزاء العلوية والسفلية من العمود الفقري.

وتشير النتائج التي أُعلن عنها الأربعاء الماضي، إلى أن التنافر المعرفي ربما يكون عامل خطر لم يتم تحديده سابقاً لآلام الرقبة وأسفل الظهر، مما قد تكون له آثار إيجابية على الوقاية من تلك المخاطر في مكان العمل.

يقول كبير الباحثين، ويليام ماراس، والمدير التنفيذي لمعهد أبحاث العمود الفقري بجامعة ولاية أوهايو لـ«الشرق الأوسط»: «تبرهن النتائج على وجود علاقة بين العقل والجسم تؤثر على تطور القوى الواقعة على العمود الفقري، مما قد يؤدي إلى اضطرابات مثل آلام أسفل الظهر وآلام الرقبة».

ويضيف: «أظهرت الدراسة هذا المسار الذي يمكن توسيعه في الدراسات المستقبلية حتى نفهم بشكل أفضل كيف يقود التعرض للعوامل غير المادية (مثل التفاعل مع العالم من حولك) إلى مزيد من الضغوط التراكمية على العمود الفقري».

ويوضح: «تزداد الأحمال على العمود الفقري لدى البعض بنسبة تصل إلى 35 في المائة، فعندما يقع شخص ما تحت هذا النوع من الإجهاد النفسي والاجتماعي، يميل إلى فعل ما نسميه تنشيط العضلات في منطقة الجذع، ما يخلق هذا الشد والجذب في العضلات نتيجة الشعور بالتوتر».

وللوصول إلى هذه النتائج، قيل للمشاركين في تجارب الدراسة، إنهم كانوا يؤدون أداءً ضعيفاً منخفض الجودة، بعد أن أٌخبروا في البداية أنهم يقومون بعمل جيد، مما أدى إلى أن ترتبط حركاتهم بزيادة التحميل على فقرات العنق وفقرات أسفل الظهر.

وأكمل 17 مشاركاً في البحث - 9 رجال و8 نساء - تتراوح أعمارهم بين 19 و44 عاماً - 3 مراحل من التجارب، وجرى دمج التغييرات التي طرأت أثناء التجارب على قياسات ضغط الدم وتقلب معدل ضربات القلب مع الردود على استبيانين جرى تصميمهما لتقييم مستويات الانزعاج لدى المشاركين، بالإضافة إلى كل من التأثيرات الإيجابية والسلبية لأفكارهم - والشعور بالقوة والإلهام مقابل الحزن والخجل. كما جرى استخدام مستشعرات قابلة للارتداء وتقنية التقاط الحركة (لرصد وتحليل حركة الجسم) للكشف عن ذروة أحمال العمود الفقري في منطقة الرقبة وأسفل الظهر.

يقول ماراس: «تظهر النتائج الدور الذي يلعبه العقل الباطن في تجنيد العضلات»، مشدداً على أنه «يجب أن ننتبه ليس فقط للبيئة المادية المحيطة بنا في أماكن العمل، ولكن أيضاً للبيئة النفسية والاجتماعية التي نتعرض لها».

افترض الباحثون أن عضلات أسفل الظهر ستزيد من نشاطها بسبب التنافر المعرفي، لأنها كانت تشارك بشكل مباشر في مهمة رفع الأجسام أثناء التجارب. ومع ذلك، فإن عضلات الرقبة لا تشارك بشكل مباشر في تلك المهمة. لقد فوجئ الباحثون بكثير من النشاط العضلي غير المتوقع الذي أدى إلى زيادة أحمال الأنسجة في الرقبة.

«هذا يدل على أن البشر ليسوا مجرد أنظمة ميكانيكية، فالبشر أنظمة معقدة للغاية تتألف من عقل وجسد، وهي حساسة للغاية للعالم من حولها»، وفق ماراس: «اعتقدنا أننا سنجد تأثير ذلك في منطقة أسفل الظهر، ولم نكن نعرف ما الذي سنجده في الرقبة. لقد وجدنا ذلك التأثير هناك أيضاً»، مشدداً على ذلك بوصفه: «لقد كانت هناك استجابة قوية جداً في الرقبة».

وأكد أنه «لا تعتبر نسبة صغيرة من الحمل كهذه مشكلة كبيرة إذا حدثت مرة واحدة. ولكن فكر في أنك تعمل يومياً، وأنك في وظيفة تتحمل فيها هذا الأمر 40 ساعة في الأسبوع - قد يكون أخذ ذلك في الاعتبار مهماً، فقد يكون هو الفرق بين حدوث الاضطراب وعدم حدوثه».

وفيما يتعلق بإذا ما كانت هناك خطوات أخرى سيتخذها هو وفريقه في المستقبل القريب، أم لا، قال: «نحن منخرطون الآن بالفعل في دراسة تحاول فهم القوى التي تؤثر على أنسجة العمود الفقري لدى المرضى الذين يعانون من آلام أسفل الظهر، في محاولة لفهم كيفية ارتباط ذلك بمهام مثل النوم والاكتئاب والقلق وما إلى ذلك».


عالم صيني بارز: لا ينبغي استبعاد فرضية تسرب فيروس كورونا من مختبر

البروفيسور جورج غاو (رويترز)
البروفيسور جورج غاو (رويترز)
TT

عالم صيني بارز: لا ينبغي استبعاد فرضية تسرب فيروس كورونا من مختبر

البروفيسور جورج غاو (رويترز)
البروفيسور جورج غاو (رويترز)

قال عالم حكومي صيني كبير سابق إنه لا ينبغي استبعاد فرضية تسرب فيروس كورونا من مختبر.

وفي مقابلة مع شبكة «بي بي سي» البريطانية، قال البروفسور جورج غاو، عالم الفيروسات والمناعة الرائد عالمياً والرئيس السابق للمركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها: «يمكنك دائماً الشك في أي شيء. هذا علم. لا تستبعد أي شيء».

ويشغل غاو حاليا منصب نائب رئيس المؤسسة الوطنية للعلوم الطبيعية في الصين بعد تقاعده من مركز السيطرة على الأمراض العام الماضي، وبعد أن لعب دوراً رئيسياً في الاستجابة للوباء وفي الجهود المبذولة لتتبع أصوله. وترفض الحكومة الصينية أي إشارة إلى أن المرض ربما نشأ في مختبر ووهان لعلم الفيروسات.

لكن البروفسور غاو أخبر «بي بي سي» أنه تم إجراء نوع من التحقيق الرسمي في مختبر ووهان، في إشارة محتملة إلى أن الحكومة الصينية ربما تكون قد أخذت نظرية التسرب في المختبر على محمل الجد دون أن تكشف ذلك في العلن.

وقال غاو: «لقد تم فحص هذا المختبر مرتين من قبل الخبراء في هذا المجال. لم أر نتيجة هذه الفحوصات، لكنني سمعت أن المختبر حصل على شهادة صحية نظيفة، حيث وجد الخبراء أنه يتبع جميع البروتوكولات من دون أي أخطاء». وأضاف: «لا نعرف حقاً من أين أتى الفيروس... السؤال لا يزال مفتوحاً».

واكتشف الفيروس لأول مرة في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر (كانون الأول) 2019؛ إذ اشتبه كثيرون في أنه انتشر في سوق للحيوانات الحية قبل أن ينتشر في جميع أنحاء العالم، ويقتل ما يقرب من 7 ملايين شخص.

والشهر الماضي، حث تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لـ«منظمة الصحة العالمية»، الصين، على مشاركة معلوماتها حول منشأ جائحة كورونا، قائلاً إنه لحين حدوث ذلك تظل جميع الفرضيات مطروحة على الطاولة.

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (رويترز)

وقال تيدروس رداً على سؤال حول منشأ الفيروس: «من دون الوصول الكامل إلى المعلومات التي تمتلكها الصين، لا يمكنك قول هذا أو ذاك». وأضاف: «جميع الفرضيات مطروحة على الطاولة. هذا هو موقف (منظمة الصحة العالمية)، ولهذا السبب كنا نطلب من الصين أن تتعاون في هذا الشأن». وقال: «إذا فعلوا ذلك فسنعرف ما حدث أو كيف بدأ».

وفي عام 2021، أعلن خبراء منظمة الصحة العالمية المكلفين البحث في منشأ (كوفيد - 19)، بعد قضائهم أربعة أسابيع في ووهان الصينية، أنهم لم يتمكنوا من كشف أصول الفيروس، معتبرين أن نظرية تسربه من مختبر «مستبعدة للغاية» من دون تمكنهم من تحديد الحيوان المسؤول عن نقل الوباء إلى البشر.

والعام الماضي، أجرى الخبراء تحقيقا آخر حول منشأ «كوفيد - 19»، لكنهم لم يتوصلوا إلى نتائج حاسمة، وذلك يرجع إلى حد كبير لنقص البيانات الواردة من الصين، حسب قولهم.

ومن جهتها، ترى وزارة الطاقة الأميركية أن الفيروس ربما تسرب بعد حادث مختبر، وهي بذلك تتفق مع تقييمات مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي).


علماء نفس: الأرق يسوء في هذه الحالة؟!

علماء نفس: الأرق يسوء في هذه الحالة؟!
TT

علماء نفس: الأرق يسوء في هذه الحالة؟!

علماء نفس: الأرق يسوء في هذه الحالة؟!

توضح دراسة جديدة كيف يمكن للمصابين بالأرق أن يجعلوا حالتهم أكثر إرهاقًا من خلال مراقبة الساعة.

ويبدو أن هذا يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأرق وزيادة الإحباط واستخدام مساعدات النوم. كما وجد الباحثون أن TMB يؤدي لتفاقم الأرق وما يرتبط به من مضايقات، ما يؤدي إلى مزيد من مراقبة الساعة وما إلى ذلك.

ومن أجل المزيد من التوضيح، يقول عالم النفس الإكلينيكي سبنسر داوسون من جامعة إنديانا بلومنجتون «يشعر الناس بالقلق من أنهم لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم، ثم يبدأون في تقدير المدة التي سيستغرقونها للنوم مرة أخرى ومتى يتعين عليهم الاستيقاظ. هذا ليس نوع النشاط الذي يساعد في تسهيل القدرة على النوم؛ فكلما كنت أكثر توتراً زادت صعوبة وقتك في النوم»، وذلك وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص نقلا عن مجلة (رفيق الرعاية الأولية لاضطرابات الجهاز العصبي المركزي).

ووفق الموقع، درس داوسون وزملاؤه بيانات خاصة بالنوم من 4886 مريضًا أكملوا استبيانًا في مركز طبي للنوم بأريزونا عن شدة أرقهم والوقت الذي يقضونه في مراقبة سلوكهم أثناء محاولتهم النوم واستخدامهم لكليهما (الأدوية المضادة للنوم والوصفات الطبية). ثم استخدم الفريق تحليلات الوساطة؛ حيث تتم مقارنة المتغيرات إحصائيًا مع بعضها البعض لإيجاد علاقة. (الأرق هو السبب واستخدام أدوية النوم هو النتيجة ومراقبة الساعة هي الوسيط المشتبه به في المتغيرات الثلاثة)؛ فتم العثور على علاقة قوية بين جميع العوامل الثلاثة في البيانات؛ فأولئك الذين يعانون من الأرق والحالات النفسية المرتبطة بها أفادوا بمزيد من مراقبة الساعة واستخدام أكبر للمساعدات على النوم.

وفي هذا الاطار، سأل الباحثون المشاركين أيضًا عن الإحباط الناجم عن TMB؛ وهذا يعني أنه يمكنهم ربط هذا الإحباط باستخدام الأدوية من أجل النوم بشكل أفضل. إنه دليل جوهري على الفرضية القائلة بأن مشاهدة الساعة تدفع إلى استخدام مساعدات النوم، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن الإحباط الناتج يجعل الأرق أسوأ.

ويبين داوسون «وجدنا أن مراقبة الوقت لها تأثير أساسي على استخدام أدوية النوم لأنها تؤدي إلى تفاقم أعراض الأرق. ومع ذلك، لم يكن TMB هو المحرك الوحيد للأدوية. فقد لاحظ الباحثون أن الإحباط من عدم القدرة على النوم له نفس الأهمية عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الأرق».

من أجل ذلك، أوصى الباحثون بعلاجات محددة (إعادة الهيكلة المعرفية أو معالجة المعالجة العاطفية) لزيادة تخفيف الإحباط، وبالتالي التخفيف من استخدام أدوية النوم.

جدير بالذكر، تم إجراء البحث كجزء من نظرة أوسع على الاستخدام المتكرر لأدوية النوم، سواء بوصفة طبية أو بدونها. إذ تأتي هذه الأدوية مع مخاوف بشأن المخاطر الصحية والفعالية على المدى الطويل؛ بمعنى آخر، كلما قل عدد الأشخاص الذين يستخدمونها، كان ذلك أفضل. فإذا كان من الممكن خفض هذا الرقم من خلال تدخلات بسيطة كالتحقق من الساعة بشكل أقل أثناء محاولة النوم، فإن الأمر يستحق التحقيق.

وبالإضافة إلى التوصية بدراسات مستقبلية حول TMB في مجموعات أكبر من الأشخاص على مدى فترات زمنية أطول، يقترح الباحثون أن اتخاذ تدابير لإزالة إغراء التحقق من الوقت قد يكون مفيدًا.

ويخلص داوسون الى القول «ان أحد الأشياء التي يمكن أن يفعلها الناس هو الالتفاف أو التستر على ساعتهم، والتخلي عن الساعة الذكية وإبعاد الهاتف حتى لا يتحققون من الوقت». وتابع «ليس هناك أي مكان تكون فيه مشاهدة الساعة مفيدة بشكل خاص».


الحليب النباتي وفائدته الصحية الكبيرة

الحليب النباتي وفائدته الصحية الكبيرة
TT

الحليب النباتي وفائدته الصحية الكبيرة

الحليب النباتي وفائدته الصحية الكبيرة

يعد الحليب النباتي واحدا من تطورات عالم بدائل الألبان بدءا من فول الصويا المتواضع إلى اللوز القوي؛ حيث أصبحت هذه الأكاسير غير المصنوعة من منتجات الألبان مثالًا لأسلوب حياة صحي ومستدام.

وتقدم خيارات الحليب النباتي كنزًا دفينًا من الفوائد الصحية التي ستجعلك تتوق للمزيد. فقد تم استخدام الألبان النباتية على مر العصور في المجتمعات بجميع أنحاء العالم. إذ يستخدم حليب جوز الهند، على وجه الخصوص في الطهي، كما تم استهلاك حليب الصويا منذ عام 1365 في الصين. وهذه العناصر ليست جديدة، لكنها تكتسب شعبية بسبب فوائدها العديدة. فالقوى الغنية بالمغذيات بخيارات الحليب النباتي كحليب الصويا واللوز والشوفان وجوز الهند مدعمة بالفيتامينات والمعادن الأساسية، ما يجعلها خيارًا مغذيًا للأفراد الذين يسعون إلى اتباع نظام غذائي جيد.

وغالبًا ما تحتوي الألبان النباتية المدعمة على عناصر غذائية حيوية مثل الكالسيوم وفيتامين (د) وفيتامين (ب 12) وأحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي تعتبر ضرورية لصحة العظام ووظيفة المناعة وتطور الدماغ.

والحليب النباتي يوفر راحة رائعة. إذ ان اللاكتوز الموجود في حليب البقر ، يمكن أن يسبب ضائقة في الجهاز الهضمي لدى بعض الأفراد الذين يفتقرون إلى الإنزيم الضروري لتفتيته. ومن ناحية أخرى، لا تحتوي البدائل النباتية على اللاكتوز، ما يجعلها سهلة الهضم ولطيفة على المعدة، وفق ما يذهب موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

وتكمن إحدى أهم مزايا الحليب النباتي في طبيعته الصحية للقلب. حيث تشير الدراسات إلى أن تناول الحليب النباتي يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب بسبب انخفاض مستويات الدهون المشبعة والكوليسترول.

يمكن أيضا أن يؤدي اختيار الإصدارات غير المحلاة إلى تعزيز هذه الفوائد، ما يساعد في إدارة الوزن ومستويات ضغط الدم. فهي غنية بفيتامين (ه).

والحليب النباتي يحتوي على الكثير من فيتامين (هـ)، وهو منخفض السعرات الحرارية، ويسير بصورة جيدة مع النظام الغذائي النباتي. ومع ذلك، نظرًا لأن حليب الكاجو يحتوي على مستوى منخفض من البروتين، فقد لا يكون مفيدًا في تلبية متطلبات البروتين الإجمالية.

خيارات صديقة للحساسية

يمكن أن تشكل الحساسية والحساسية الغذائية تحديات كبيرة عندما يتعلق الأمر باستهلاك منتجات الألبان. الحليب النباتي الخالي من مسببات الحساسية الشائعة مثل الألبان واللاكتوز يوفر ملاذًا آمنًا للأفراد الذين يعانون من هذه القيود الغذائية، ما يسمح للأشخاص الذين يعانون من الحساسية بالاستمتاع بمنتجات غنية بالحليب دون خوف من ردود الفعل السلبية.

ونظرًا لأن شعبية الحليب النباتي تزداد يومًا بعد يوم، فمن الواضح أن بدائل الألبان هذه تقدم أكثر من مجرد بدائل عطوفة للمنتجات المشتقة من الحيوانات. فهي غنية بالمغذيات الأساسية ولطيفة على الجهاز الهضمي وداعمة لصحة القلب.

جدير بالذكر، أن الحليب النباتي ظهر كخيار مقنع للأفراد المهتمين بالصحة مع تعزيز الاستدامة البيئية أيضًا.


جهاز رخيص لقياس ضغط الدم ملحق بالهاتف الذكي

جهاز رخيص لقياس ضغط الدم ملحق بالهاتف الذكي
TT

جهاز رخيص لقياس ضغط الدم ملحق بالهاتف الذكي

جهاز رخيص لقياس ضغط الدم ملحق بالهاتف الذكي

طور مهندسون بجامعة كاليفورنيا بسان دييغو قطعة بسيطة منخفضة التكلفة تستخدم كاميرا الهاتف الذكي وفلاشًا لمراقبة ضغط الدم عند أطراف أصابع المستخدم.

إذ تعمل القطعة مع تطبيق مخصص للهواتف الذكية وتتكلف حاليًا حوالى 80 سنتًا؛ فيما يقدر الباحثون أن التكلفة يمكن أن تصل إلى 10 سنتات للقطعة الواحدة عند تصنيعها على نطاق واسع.

ويقول الباحثون إن القطعة يمكن أن تساعد في جعل مراقبة ضغط الدم المنتظمة سهلة وميسورة التكلفة ومتاحة للأشخاص في المجتمعات الفقيرة. كما يمكن أن تفيد كبار السن والنساء الحوامل في إدارة حالات مثل ارتفاع ضغط الدم.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال مؤلف الدراسة الأول الدكتور ينان توم شون المختص بالهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر «لقد ابتكرنا حلاً غير مكلف لتقليل الحاجز أمام مراقبة ضغط الدم».

من جانبه، أفاد كبير مؤلفي الدراسة الدكتور إدوارد وانغ أستاذ الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر في جامعة كاليفورنيا مدير معمل الصحة «يمكن إعطاؤك قطعة لمراقبة ضغط الدم عند الفحص، تمامًا مثل كيفية الحصول على حزمة من الخيط وفرشاة الأسنان عند زيارة طبيب الأسنان». مبينا «ان الميزة الرئيسية الأخرى للقطعة هي أنها لا تحتاج إلى معايرة على شكل سوار». مؤكدا «هذا ما يميز أجهزتنا عن أجهزة قياس ضغط الدم الأخرى»، وذلك وفق ما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.

وفي هذا الاطار، شدد مختبر الصحة الرقمي بالجامعة ان «لدينا نظاما خاليا من المعايرة، ما يعني أنه يمكنك فقط استخدام أجهزتنا دون لمس جهاز قياس ضغط دم آخر للحصول على قراءة ضغط دم جديرة بالثقة». ولقياس ضغط الدم، يضغط المستخدم ببساطة على المشبك بأطراف الأصابع.

جدير بالذكر، أن القطعة المبتكرة عبارة عن ملحق بلاستيكي مطبوع ثلاثي الأبعاد يتم وضعه فوق كاميرا الهاتف الذكي وفلاش. تتميز بتصميم بصري مشابه لتصميم الكاميرا ذات الثقب؛ وعندما يضغط المستخدم على المقطع ، يضيء فلاش الهاتف الذكي بأطراف الأصابع. ثم يتم عرض هذا الضوء من خلال قناة بحجم الثقب على الكاميرا كصورة لدائرة حمراء؛ فيما يسمح زنبرك داخل المشبك للمستخدم بالضغط بمستويات مختلفة من القوة. فكلما ضغط المستخدم بشدة زادت الدائرة الحمراء على الكاميرا. وفي النهاية يستخرج تطبيق الهاتف الذكي معلومتين رئيسيتين من الدائرة الحمراء؛ فمن خلال النظر إلى حجم الدائرة، يمكن للتطبيق قياس مقدار الضغط الذي يطبقه طرف إصبع المستخدم. ومن خلال النظر إلى سطوع الدائرة، يمكن للتطبيق قياس حجم الدم الداخل والخارج من الإصبع. وتقوم الخوارزمية بتحويل هذه المعلومات إلى قراءات ضغط الدم الانقباضي والانبساطي.

واختبر الباحثون القطعة على 24 متطوعًا من مركز الجامعة وكانت النتائج مماثلة لتلك التي تم أخذها بواسطة جهاز ضغط الدم.

وفي تعليق على هذا الأمر، قالت الكاتبة المشاركة في الدراسة المتعاونة الطبية الدكتور أليسون مور رئيسة فريق قسم طب الشيخوخة بكلية الطب بالجامعة «هذا نموذج أولي لمقطع مراقبة ضغط الدم. يضغط المستخدم على المقطع ويوجه تطبيق الهاتف الذكي المخصص المستخدم إلى مدى صعوبة وطول الضغط أثناء القياس».

ويخلص شون الى القول «بينما أثبت الفريق الحل على طراز هاتف ذكي واحد فقط، فإن التصميم الحالي للقطعة من الناحية النظرية يجب أن يعمل على طرازات الهواتف الأخرى. وتشمل الخطوات التالية جعل التكنولوجيا أكثر سهولة في الاستخدام ، خاصة بالنسبة لكبار السن واختبار دقتها عبر ألوان البشرة المختلفة وإنشاء تصميم أكثر شمولية».


روسيا تطور تكنولوجيا لعلاج السرطان والسكري

روسيا تطور تكنولوجيا لعلاج السرطان والسكري
TT

روسيا تطور تكنولوجيا لعلاج السرطان والسكري

روسيا تطور تكنولوجيا لعلاج السرطان والسكري

نشرت مجلة «Molecules» العلمية نتائج دراسة جديدة قام بها علماء بجامعة شمال القوقاز الروسية، تقوم على تكنولوجيا التخليق الثنائي المراحل للمركبات المصنوعة من الإندولات التي ستساعد في الحصول على أدوية جديدة ضد السرطان والسكري والملاريا؛ إذ ان الطريقة التي اقترحوها ستبسّط إنتاج المواد الفعالة بيولوجيا وطبيا.

والإندول هو أهم فئة من الجزيئات العضوية تستخدم مركباتها بإنتاج العديد من الأدوية التي تتمتع بشعبية، بما في ذلك الأدوية المضادة للسرطان والسكري والملاريا.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال ألكسندر أكسيونوف رئيس مختبر التكنولوجيات الاصطناعية في الجامعة «أن الأميندولات الثلاثية هي العناصر الأساسية المناسبة لصناعة مواد نشطة بيولوجيا مطلوبة في الطب. وإن هذه المركبات غالبا ما توجد في المركبات الطبيعية، لكنها غير مستقرة للغاية، وتجري عملية الحصول عليها في ظروف صعبة. كما تتطلب أموالا وموارد كثيرة». وذلك وفق ما نشرت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية.

واضاف أكسيونوف «لقد طورنا طريقة اقتصادية جديدة لتخليق مركبات الأميندولات الثلاثية تعتمد على التفاعل بين الإندولات والنيتروسترينات بحضور حمض الفوسفور، ونقوم بتحويل المركب الختامي إلى الأميندول الثلاثي عن طريق تفاعله مع هيدرات الهيدرازين في فرن الميكروويف». وتابع «لا يُعرف اليوم سوى عدد قليل من الطرق لتخليق هذه الجزيئات، وكل التكنولوجيات المتاحة تتطلب بذل جهود كبيرة واستخدام كواشف باهظة الثمن وعدوانية. وفي الوقت نفسه، تعتمد التكنولوجيا التي اقترحها علماء الجامعة على استخدام المواد المتاحة مثل النيتروسترين في المرحلة الأولى والهيدرازين أو أبسط الأحماض الأمينية في المرحلة الثانية».

وفي هذا الاطار، لفت الباحث إلى أن التكنولوجيا تُستخدم كذلك لتخليق عدد من المركبات الأخرى التي قد تصبح ذات أهمية خاصة للطب. إذ يرسل المتخصصون حاليا عينات للفحص البيولوجي وسيواصلون العمل مع أكثر العينات تقدما من ناحية طبية. مشيرا الى أنه من المتوقع أن تشكل بعض الجزيئات النشطة بيولوجيا أساسا لتطوير العقاقير الأكثر فعالية ضد السرطان والسكري والملاريا.


دراسة: التحفيز الكهربائي يعزز وظائف الدماغ

دراسة: التحفيز الكهربائي يعزز وظائف الدماغ
TT

دراسة: التحفيز الكهربائي يعزز وظائف الدماغ

دراسة: التحفيز الكهربائي يعزز وظائف الدماغ

يقترح بحث جديد بقيادة الدكتورة شري غروفر اخصائية علم النفس والدماغ بجامعة بوسطن، أن تحفيز الدماغ يمكن أن يساعد في تحقيق هدف تعزيز الوظيفة العقلية؛ ففي مختبر راينهارت بجامعة بوسطن كان العلماء يدرسون تأثيرات تقنية تحفيز الدماغ الناشئة (التحفيز الحالي المتناوب عبر الجمجمة TACS) على الوظائف العقلية المختلفة لدى المرضى والأشخاص الأصحاء.

وخلال هذا الإجراء، يرتدي الأشخاص غطاءً مرنًا مدمجًا بأقطاب كهربائية توفر تيارات كهربائية ضعيفة تتأرجح بترددات محددة إلى فروة الرأس. ومن خلال تطبيق هذه التيارات الخاضعة للرقابة على مناطق معينة من الدماغ، من الممكن تغيير نشاط الدماغ عن طريق دفع الخلايا العصبية لإطلاق الأوامر بشكل إيقاعي.

لماذا يكون إطلاق الخلايا العصبية بشكل إيقاعي مفيدًا؟

تشير الأبحاث إلى أن خلايا الدماغ تتواصل بشكل فعال عندما تنسق إيقاع إطلاقها. وبشكل حاسم، تُظهر هذه الأنماط الإيقاعية لنشاط الدماغ تشوهات ملحوظة أثناء الأمراض العصبية والنفسية. وان الغرض من TACS هو تحفيز نشاط الدماغ الإيقاعي خارجيًا الذي يعزز الوظيفة العقلية الصحية، خاصةً عندما لا يكون الدماغ قادرًا على إنتاج هذه الإيقاعات من تلقاء نفسه.

ومع ذلك، فإن TACS هي تقنية جديدة نسبيًا ولا تزال كيفية عملها غير واضحة. وما إذا كان بإمكانها تقوية أو إحياء إيقاعات الدماغ لتغيير الوظيفة العقلية كان موضوع نقاش كبير في مجال تحفيز الدماغ.

فبينما وجدت بعض الدراسات دليلًا على حدوث تغييرات في نشاط الدماغ والوظيفة العقلية باستخدام TACS، يشير البعض الآخر إلى أن التيارات المستخدمة عادةً في الأشخاص قد تكون أضعف من أن يكون لها تأثير مباشر؛ فعند مواجهة بيانات متضاربة في الأدبيات العلمية، قد يكون من المفيد إجراء نوع من الدراسة يسمى «التحليل التلوي» الذي يحدد مدى اتساق الأدلة عبر العديد من الدراسات. كما وجد تحليل تلوي سابق أجري عام 2016 أدلة واعدة على استخدام tACS في تغيير الوظيفة العقلية. ومع ذلك تضاعف عدد الدراسات منذ ذلك الحين. كما أصبح تصميم تقنيات tACS أكثر تعقيدًا، وذلك وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص نقلا عن The Conversation.

ووفق الباحثين «شرعنا في إجراء تحليل تلوي جديد للدراسات باستخدام tACS لتغيير الوظيفة العقلية. وعلى حد علمنا، يعد هذا العمل أكبر وأشمل تحليل تلوي حتى الآن حول هذا الموضوع؛ إذ يتألف من أكثر من 100 دراسة منشورة مع إجمالي مشترك يزيد على 2800 مشارك بشري. وبعد تجميع أكثر من 300 مقياس للوظيفة العقلية في جميع الدراسات، لاحظنا تحسنًا ثابتًا وفوريًا في الوظيفة العقلية باستخدام TACS. وعندما قمنا بفحص الوظائف المعرفية المحددة مثل الذاكرة والانتباه، لاحظنا أن TACS أنتجت أقوى التحسينات في الوظيفة التنفيذية، أو القدرة على التكيف في مواجهة المعلومات الجديدة أو المفاجئة أو المتضاربة». وأضافوا «لاحظنا أيضًا تحسينات في القدرة على الانتباه وحفظ المعلومات لفترات زمنية قصيرة وطويلة. إذ تشير هذه النتائج معًا إلى أن نظام TACS يمكن أن يحسن بشكل خاص أنواعًا معينة من الوظائف العقلية، على الأقل على المدى القصير». وتابعوا «ولفحص فعالية TACS لأولئك المعرضين بشكل خاص للتغيرات في الوظيفة العقلية، قمنا بفحص البيانات من الدراسات التي شملت كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات عصبية نفسية؛ ففي كلا المجموعتين، لاحظنا أدلة موثوقة على التحسينات في الوظيفة المعرفية باستخدام tACS. ومن المثير للاهتمام، وجدنا أيضًا أن نوعًا متخصصًا من TACS يمكنه استهداف منطقتين من الدماغ في نفس الوقت وان التلاعب في كيفية تواصلهما مع بعضهما البعض يمكن أن يعزز أو يقلل من الوظيفة الإدراكية. كما يمكن أن يكون هذا التأثير ثنائي الاتجاه على الوظيفة العقلية مفيدًا بشكل خاص في العيادة. فقد تنطوي بعض الحالات النفسية مثل الاكتئاب على انخفاض القدرة على معالجة المكافآت، في حين أن حالات أخرى مثل الاضطراب ثنائي القطب قد تنطوي على نظام فعال للغاية لمعالجة المكافآت. فإذا كان بإمكان TACS تغيير الوظيفة العقلية في أي من الاتجاهين، فقد يكون الباحثون قادرين على تطوير تصميمات مرنة ومستهدفة تلبي الاحتياجات السريرية المحددة».

وخلص الباحثون الى ان «التطورات في مجال TACS تقرب الباحثين من القدرة على تحسين الوظيفة العقلية بأمان ولا تتطلب دواء. فيما تشير الدلائل الإحصائية الحالية عبر الأدبيات إلى أن TACS تبشر بالخير. وأن تحسين تصميمها يمكن أن يساعدفي إحداث تغييرات أقوى وطويلة الأمد في الوظيفة العقلية».


تطور «واعد» في بحوث علاج «انفصام الشخصية»

العقاقير التي يتم استكشافها حالياً لمرض انفصام الشخصية (الفصام) مثيرة للاهتمام بسبب آليات عملها الجديدة (أ.ب)
العقاقير التي يتم استكشافها حالياً لمرض انفصام الشخصية (الفصام) مثيرة للاهتمام بسبب آليات عملها الجديدة (أ.ب)
TT

تطور «واعد» في بحوث علاج «انفصام الشخصية»

العقاقير التي يتم استكشافها حالياً لمرض انفصام الشخصية (الفصام) مثيرة للاهتمام بسبب آليات عملها الجديدة (أ.ب)
العقاقير التي يتم استكشافها حالياً لمرض انفصام الشخصية (الفصام) مثيرة للاهتمام بسبب آليات عملها الجديدة (أ.ب)

على مدى السنوات الماضية، لم يُسجَّل أي تقدم بارز في البحوث العلمية بشأن انفصام الشخصية (الفصام)، وهو مرض عاد إلى واجهة الأخبار في فرنسا أخيراً، إثر مقتل ممرضة على يد أحد المصابين بهذا الاضطراب الذهني، غير أن جزيئات جديدة قد تحرك هذا الركود.

ويقول الطبيب النفسي الأسكوتلندي روبن موراي الذي كرس عقوداً من حياته للأبحاث بشأن هذا المرض، لوكالة «الصحافة الفرنسية»، إن «العلاجات الدوائية لم تتغير بشكل جذري» في هذا المجال على مدى عشرين أو ثلاثين عاماً.

وفي فرنسا، سُلط الضوء على هذا الاضطراب النفسي الخطير، إثر هجوم بالسكين أودى قبل أيام بممرضة في مدينة رانس الفرنسية، على يد شخص يعاني مرض الفصام. ويُخشى أن تتسبب مثل هذه الحوادث في وضع وصمة سلبية على جميع المرضى.

وقالت الطبيبة النفسية سونيا دولفوس لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «كل العمل الذي أنجز على مدى سنوات لمحاولة إزالة وصمة العار عن هذا المرض، سقط في 24 ساعة»، مشددة على الطبيعة «النادرة للغاية» لهذا العمل.

وبالنسبة لمعظم مرضى الفصام الذين تقدر منظمة الصحة العالمية نسبتهم بواحد من كل 300 شخص في جميع أنحاء العالم، يمثل المرض خطراً أولاً وقبل كل شيء على المصابين به، لا سيما بسبب ارتفاع معدل حالات الانتحار بين هؤلاء (نحو 5 في المائة).

وعلى نطاق أوسع، فإن الفصام الذي تنتج عنه مجموعة واسعة من الاضطرابات متفاوتة الشدة من مريض إلى آخر، غالباً ما يؤدي إلى اضطراب عميق في الحياة الشخصية والاجتماعية.

كما أن علاج هذا المرض معقد، ويجمع بشكل عام بين تناول عقاقير والمساعدة في إعادة الإدماج الاجتماعي والعلاج النفسي.

على هذا المستوى الأخير، تحسنت المتابعة في العقود الأخيرة، حسب موراي الذي يشير إلى انخفاض في علاجات التحليل النفسي التي تُعتبر غير فعالة أو حتى تؤدي إلى نتائج عكسية، في مواجهة مثل هذه الاضطرابات الذهانية.

من ناحية أخرى، في المجال الطبي، ظل الوضع إلى حد كبير على حاله لسنوات عدة. ومع ذلك، على عكس الاضطرابات العقلية الأخرى، لا سيما الاضطرابات العصبية، يظل تناول الدواء حجر الزاوية في العلاج النفسي لمرض انفصام الشخصية.

وقالت دولفوس: «بعد فراغ بدءاً من العقد الثاني من القرن الحالي، حين أوقفت المختبرات فعلياً استثماراتها في الطب النفسي، يُسجل منحى ابتكاري حقيقي حالياً».

في المرحلة الراهنة، تتعلق الابتكارات الملموسة بمتابعة المرضى، على سبيل المثال عبر تطوير تطبيقات للكومبيوتر تسهل الاتصال بالطبيب النفسي، وطريقة تناول الأدوية المعروفة أصلاً.

وبذلك، وافقت السلطات الصحية الأميركية في أبريل (نيسان) على علاج طورته شركتا «تيفا» الإسرائيلية و«ميدينسيل» الفرنسية. وسيتم إعطاء الجزيء المعروف بالأصل لدى الأطباء النفسيين، عن طريق الحقن وليس عن طريق الفم. وبالتالي يمكن إطلاق الدواء تدريجياً في الجسم على مدار أسابيع، بدلاً من اشتراط تناوله يومياً.

يكمن التحدي في إتاحة مراقبة الأدوية بشكل أفضل، بينما يضطر مرضى كثر، بسبب اضطراباتهم، إلى وقف تناول العلاج بانتظام. فحسب مصادر مختلفة، كان هذا الحال مع منفذ الهجوم في رانس.

على الرغم من أن هذا تقدم واعد على المستوى العلاجي، فإنه لا يمكن التحدث عن ثورة ترتبط مثلاً بظهور جزيئات جديدة. ولكن في هذا المجال أيضاً، يبدو أن التقدم ممكن في النهاية.

توضح دولفوس أن «العقاقير التي يتم استكشافها حالياً مثيرة للاهتمام حقاً بسبب آليات عملها الجديدة».

الجزيئات المستخدمة حالياً في مرض انفصام الشخصية تتلخص أساساً في طريقة عمل واحدة: فهي تمنع عمل الدوبامين، وهو جزيء له تأثير مركزي في الجهاز العصبي.

ومع ذلك، يبدو أن الدوبامين يلعب دوراً معقداً في مرض انفصام الشخصية، سواء كان مفرطاً على مستويات معينة أو غير كافٍ في مستويات أخرى، وهذه العلاجات التي تكون فعالة جداً ضد أعراض مثل الهلوسة، لا تحسن الجوانب الأخرى للمرض، مثل فقدان الإرادة أو اللغة.

في مواجهة هذه الملاحظة، ركز البحث أخيراً على جزيئات أخرى، يكون أسلوب عملها أوسع من خلال تنظيم انتقال الدوبامين بدلاً من منعه، أثناء العمل بالتوازي مع جزيئات أخرى يُحتمل أن تكون متورطة في اضطرابات الفصام.

الأبحاث حول هذه العلاجات التي تستهدف بشكل خاص بروتيناً يسمى «تي إيه إيه آر 1 (TAAR1)» بلغت مرحلة متقدمة، إذ إن الدراسات واسعة النطاق، المسماة «المرحلة الثالثة»، بدأت في تسجيل نتائج جيدة. وتختتم دولفوس قائلة: «إنه مسار واعد حقاً».