انهيار مصرف «كريدي سويس» يثير قلق عالم الرياضة

فيدرر يعتبر سفيراً للعلامة التجارية للمصرف... وشراكتهما مستمرة معاً (رويترز)
فيدرر يعتبر سفيراً للعلامة التجارية للمصرف... وشراكتهما مستمرة معاً (رويترز)
TT

انهيار مصرف «كريدي سويس» يثير قلق عالم الرياضة

فيدرر يعتبر سفيراً للعلامة التجارية للمصرف... وشراكتهما مستمرة معاً (رويترز)
فيدرر يعتبر سفيراً للعلامة التجارية للمصرف... وشراكتهما مستمرة معاً (رويترز)

أدى الاستحواذ على مصرف «كريدي سويس» السويسري الشهير إلى طرح أكثر من علامة استفهام وإثارة القلق، حول مصير عديد من نجوم الرياضة والفرق والبطولات ومستقبل صفقات الرعاية التي تربط الطرفين.
استحوذ مصرف «يو بي أس»، في صفقة سريعة الأحد، على «كريدي سويس»، بعد انخفاض سعر سهم الأخير، الذي يرعى المنتخب الوطني لكرة القدم والدوري المحلي، وأسطورة كرة المضرب المعتزل روجيه فيدرر، إلى جانب نجم الغولف الإسباني سيرخيو غارسيا وملعب زيوريخ الجديد.
كما تعتمد مسابقات الغولف والفروسية أيضاً على الأموال التي يضخّها «كريدي سويس» الداعم أيضاً لمؤسسة «المساعدة الرياضية السويسرية» التي تدعم بدورها الرياضيين الشباب الموهوبين.
يتفاخر المسؤولون عن «كريدي سويس» بانغماسهم في عالم الرياضة: «تعكس رعايتنا (للأحداث الرياضية والنجوم)، شغفنا بالتميز والاستدامة والشراكة».
وضمن السياق عينه، قالت صحيفة «نويه تسورخر تسايتونغ» إنه بغض النظر عن مدى تورط مصرف «كريدي سويس» في الفضائح أو إعادة تنظيم استراتيجياته، «كان المصرف دائماً شريكاً موثوقاً به للرياضة».
وتبديداً لهذه المخاوف، صرّح متحدث باسم «كريدي سويس» لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «في الوقت الحالي، سنواصل التزاماتنا المقابلة من دون تغيير».
غير أن مصرف «يو بي أس» الذي يملك محفظته الخاصة من الرعاية الرياضية التي تركز على بطولة العالم لـ«الفورمولا 1» وألعاب القوى وهوكي الجليد، قد لا يستمر بالضرورة في الصفقات.
يُعدّ مصرف «كريدي سويس» الراعي الرئيسي للاتحاد السويسري لكرة القدم منذ عام 1993.
وخاض المنتخب الوطني للرجال، صاحب المركز الثاني عشر في الترتيب العالمي للمنتخبات، بعض أفضل سنواته منذ أن بات تحت رعاية «كريدي سويس».
وبعد أن شاركت في نهائيات كأس العالم مرة واحدة فقط بين عامي 1966 و2006، تأهلت سويسرا إلى آخر 5 نسخ للمونديال، كما تألقت بوصولها إلى الدور ثمن النهائي في 4 من تلك البطولات.
ويمتد العقد بين «كريدي سويس» والمنتخب الوطني حتى 30 يونيو (حزيران) من العام المقبل. علماً بأن قيمة الرعاية بين الطرفين تبلغ نحو 5 ملايين فرنك سويسري (5.4 مليون دولار) سنوياً، حسب ما أفادت صحيفة «بليك».
وقال المتحدث باسم الاتحاد السويسري للعبة أدريان أرنولد، قبل مباراة المنتخب أمام بيلاروسيا، السبت ضمن التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا 2024 إن شعار «كريدي سويس» سيبقى على السترات والقمصان التدريبية للمنتخبات الوطنية ما دام المصرف موجوداً.
وأضاف: «أجرينا مناقشات جيدة مع مصادرنا في مصرف (كريدي سويس) الذين أكدوا لنا أنه سيتم الوفاء بالعقود الحالية»، وأردف: «نوّد أن تستمر الشراكة بعد ذلك بأي شكل».
كما يعتبر «كريدي سويس» الراعي الرئيسي لملف سويسرا لاستضافة بطولة أوروبا للسيدات لكرة القدم 2025، ويأتي الاستحواذ قبل وقت قصير من قرار الاستضافة المقرر في 4 أبريل (نيسان) المقبل.
والمصرف هو أيضاً الراعي الرئيسي للدوري السوبر المحلي الذي يضم 10 أندية، أبرزها يونغ بويز، وغراسهوبر، وأف سي زيوريخ، وأف سي بازل.
وقالت «بليك» إن العقد يستمر حتى عام 2025 وقيمته نحو 8 ملايين فرنك سويسري (8.7 مليون دولار) في الموسم الواحد.
ومقابل الرعاية والأموال التي يقدمها «كريدي سويس» للأندية والبطولة على حد سواء، يوضع اسم المصرف على قمصان الفرق وعلى لوحات الإعلانات حول الملاعب.
في عام 2019، فاز المصرف بحقوق التسمية لملعب كرة قدم جديد مقترح في زيوريخ، حيث من المتوقع أن يلعب غراسهوبر وأف سي زيوريخ.
غير أن أعمال البناء في ملعب «كريدي سويس أرينا» تأخرت، حيث كان من المقرر افتتاحه في منتصف عام 2022، من دون إحراز أي تقدم يذكر. والآن مع انهيار المصرف يبدو مستقبل الملعب أكثر غموضاً.
علاقات وثيقة مع فيدرر في عالم كرة المضرب، يعتبر فيدرر الاسم الأكبر المرتبط بمصرف «كريدي سويس»، وذلك على الرغم من اعتزال أعظم نجم رياضي في سويسرا في سبتمبر (أيلول) الماضي، إلا أنه لا يزال سفيراً للعلامة التجارية للمصرف.
وعلى الرغم من أن فيدرر، المتوج بـ20 لقباً كبيراً، وضع مضربه جانباً فإنّ المشرفين على مصرف «كريدي سويس» كانوا على الاستعداد للإبقاء على الشراكة، إذ قالوا «نتطلع إلى سنوات عديدة أخرى معاً».
ومن غير المتوقع أن يتأثر فيدرر مع رحيل «كريدي سويس»، إذ يملك السويسري مجموعة من الرعاة الآخرين الذين يمكنه الاعتماد عليهم، بما في ذلك «رولكس» و«لينت» و«مرسيدس بنز» و«مويه إي شاندون».
كما يرعى «كريدي سويس» أيضاً بطولة «كأس ليفر للرجال» لكرة المضرب المدعومة من فيدرر، التي تجمع أفضل ستة لاعبين في أوروبا مقابل ستة من بقية العالم، بقيادة بيورن بورغ وجون ماكنرو.
ولم يرد أي جواب من المشرفين على تنظيم كأس ليفر في اتصال من وكالة «الصحافة الفرنسية».
رعاة يغادرون وآخرون يصلون في لعبة الغولف، يرعى «كريدي سويس» بطولة «أوميغا» للماسترز الأوروبية في كرانس-مونتانا منذ عام 1984، إضافة إلى الإسباني غارسيا، المصنف ثانياً عالمياً والفائز ببطولة الماسترز 2017.
قال مدير البطولة إيف ميتاز، إن العقد سارٍ حتى بطولة 2024، لذا فإن الحدث ليس في خطر.
وأضاف لصحيفة «تريبيون دي جنيف»: «هو راعينا الثاني بعد أوميغا. العقد الذي أبرمناه مع (كريدي سويس) لا يزال ساري المفعول حتى عام 2024، لذا لا داعي للهلع» و«هذا هو عمل الرياضة: رعاة يغادرون، وآخرون يصلون».
كما ينغمس «كريدي سويس» في عالم الفروسية، فهو الراعي الرئيسي للمسابقة الدولية «إيبيك دو جنيف»، إحدى أهم الحلبات المقفلة، ولمسابقة «وايت تورف» في سانت موريتز التي تنظم سباقات استعراضية للخيول على بحيرة متجمدة في المدينة السويسرية.


مقالات ذات صلة

القطاع المصرفي لم يعد الأكثر أهمية للاقتصاد السويسري

الاقتصاد القطاع المصرفي لم يعد الأكثر أهمية للاقتصاد السويسري

القطاع المصرفي لم يعد الأكثر أهمية للاقتصاد السويسري

لم تعد سويسرا دولة مصرفية، حيث إن صناعات أخرى أسهمت أكثر في الاقتصاد، وفق صحيفة سويسرية بارزة. وقالت صحيفة «بليك»، أمس (السبت)، إن استحواذ مجموعة «يو بي إس» على مجموعة «كريدي سويس» سوف يقلل أكثر أهمية القطاع المصرفي الاقتصادية للبلاد، التي تراجعت بالفعل إلى أقل من 5 في المائة من إجمالي الناتج المحلي من نحو 8 في المائة قبل الأزمة المالية العالمية، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء. وتفوقت صناعة العقاقير والكيماويات التي تشكل نحو 3.‏6 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، على الأهمية الكلية التي كان يشكلها القطاع المصرفي للاقتصاد السويسري. ونقلت «بلومبرغ» عن الخبير الاقتصادي أليكسندر راتك من معهد «كيه أ

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم سويسرا تفرض عقوبات على مجموعة «فاغنر» الروسية

سويسرا تفرض عقوبات على مجموعة «فاغنر» الروسية

أدرجت سويسرا اليوم (الخميس)، مجموعة المرتزقة الروسية «فاغنر» على قائمتها للعقوبات، بعد خطوة مشابهة قام بها الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي. وأفادت وزارة الاقتصاد السويسرية، بأنّ «مجموعة (فاغنر) منظمة عسكرية مقرّها روسيا استُخدمت، في ظلّ قيادة يفغيني بريغوجين، أداة في الحروب الهجينة الروسية». وأضافت، في بيان نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية: «بينما تعدّ طبيعتها القانونية غير واضحة، تشكّل مجموعة (فاغنر) جزءاً من شبكة معقّدة من الشركات العالمية (العاملة ضمن مجموعة قطاعات تشمل الطيران والأمن والتكنولوجيا وتجارة السلع الأساسية والخدمات المالية وأنشطة التأثير) المرتبطة بهياكل ملكية متطابقة وشبكات لوج

«الشرق الأوسط» (جنيف)
كيف يُقاس إجهاد العمل بالنقر على الكومبيوتر؟

كيف يُقاس إجهاد العمل بالنقر على الكومبيوتر؟

قد تشكّل الطريقة التي ينقر بها الأشخاص لوحة مفاتيح الكومبيوتر ويستخدمون فأرته مؤشرات إلى مدى الإجهاد، أفضل من الاعتماد على معدل ضربات القلب، على ما أفاد باحثون سويسريون أمس (الثلاثاء)، مضيفين أن نموذجهم يمكن أن يساعد في تفادي الإجهاد المزمن، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وأوضح باحثون من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ، أنهم استخدموا بيانات جديدة وتعلماً آلياً لوضع نموذج جديد لاكتشاف مستويات الإجهاد في العمل، بناءً على طريقة كتابة الأشخاص أو استخدامهم الفأرة. وأوضحت عالمة الرياضيات ومعدة الدراسة مارا ناغلين، أن «طريقة الكتابة على لوحة المفاتيح وتحريك فأرة الكومبيوتر يبدو أنهما مؤش

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الاقتصاد صادرات الأدوية السويسرية إلى روسيا لمستوى قياسي

صادرات الأدوية السويسرية إلى روسيا لمستوى قياسي

تراجع إجمالي الصادرات السويسرية إلى روسيا بشكل طفيف فقط رغم العقوبات التي فرضتها برن، فيما ارتفعت صادرات الأدوية إلى مستويات قياسية، وفق ما أوضح تقرير نشر أمس الأحد. فرضت سويسرا عقوبات على روسيا في إطار الحزم العشر المشددة التي فرضها عليها الاتحاد الأوروبي منذ بدء غزوها أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. وقالت صحيفة «نيو زيورخ تسايتونغ أم تسونتاغ» بعد تحليل الأرقام الصادرة عن المكتب الفيدرالي للجمارك وأمن الحدود، إنه رغم توقف التجارة السويسرية مع روسيا في العديد من القطاعات الرئيسية، لا سيما الآلات والساعات، فإن صادرات الأدوية سجلت ارتفاعاً قياسياً. تعتبر الأدوية سلعاً إنسانية وهي معفاة من العقوب

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق تحذير من خطر تفشي حمى الضنك وفيروس «زيكا» في أوروبا

تحذير من خطر تفشي حمى الضنك وفيروس «زيكا» في أوروبا

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الدول الواقعة شمالي الكرة الأرضية معرضة لخطر تفشي حمى الضنك وفيروسي «زيكا» و«شيكونجونيا»، في حين يعزز التغير المناخي المدى الذي يمكن أن ينقل فيه البعوض هذه الأمراض، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أمس (الأربعاء). وفي ظل حدوث الكوارث المناخية بصورة أكبر من ذي قبل، يتخوف الخبراء من أن تصبح الأمراض التي تنقلها الحشرات أكثر شيوعاً، بما في ذلك في مناطق العالم التي لا تمثل فيها تهديداً حالياً. وهذا هو ما حدث العام الجاري في دول نصف الكرة الجنوبي التي عاد فيها الصيف لتوه؛ حيث يشهد الفصل عادة زيادة أعداد البعوض.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

شاهد... روبوتات تنافس البشر في نصف ماراثون بكين

الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)
الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)
TT

شاهد... روبوتات تنافس البشر في نصف ماراثون بكين

الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)
الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)

تنافس أكثر من 20 روبوتاً في أول نصف ماراثون بشري في العالم في الصين اليوم (السبت)، ورغم تفوقها التكنولوجي المذهل، فإنها لم تتفوق على البشر في المسافة الطويلة.

وشارك أكثر من 12 ألف شخص في السباق الذي يمتد إلى 21 كيلومتراً. وفصلت حواجز مسار عدْو الروبوتات عن منافسيها من البشر.

وبعد انطلاقها من حديقة ريفية، اضطرت الروبوتات المشاركة إلى التغلب على منحدرات طفيفة، وحلبة متعرجة بطول 21 كيلومتراً (13 ميلاً) قبل أن تصل إلى خط النهاية، وفقاً لصحيفة «بكين ديلي» الحكومية.

شاركت فرق من عدة شركات وجامعات في السباق، الذي يُمثل عرضاً للتقدم الذي أحرزته الصين في تكنولوجيا الروبوتات، في محاولتها اللحاق بالولايات المتحدة، التي لا تزال تفخر بنماذج أكثر تطوراً، وفق ما أفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية.

وتم السماح للمهندسين بإجراء تعديلات على أجهزة التكنولوجيا المتقدمة الخاصة بهم على طول الطريق، مع تحديد محطات مساعدة خاصة للروبوتات. ولكن بدلاً من الماء والوجبات الخفيفة، كانت المحطات تقدم بطاريات، وأدوات فنية للروبوتات.

روبوت يفقد السيطرة عند بداية أول نصف ماراثون روبوتي في العالم خلال نصف ماراثون الروبوتات البشرية الذي أقيم في بكين (أ.ب)

ورغم منح الروبوت أقصى طاقة ممكنة، تأخر الروبوت «تيانغونغ ألترا» كثيراً عن أسرع رجل في السباق، الذي عبر الخط في ساعة واحدة و11 ثانية تقريباً. أول روبوت يعبر خط النهاية، تيانغونغ ألترا، من ابتكار مركز بكين لابتكار الروبوتات البشرية، أنهى السباق في ساعتين و40 دقيقة. وهذا يقل بنحو ساعتين عن الرقم القياسي العالمي البشري البالغ 56:42 دقيقة، والذي يحمله العداء الأوغندي جاكوب كيبليمو. أما الفائز بسباق الرجال اليوم (السبت)، فقد أنهى السباق في ساعة ودقيقتين.

وكان السباق بمثابة عرض فني، وقال رئيس الفريق الفائز إن روبوتهم -رغم تفوقه على البشر في هذا السباق تحديداً- كان نداً لنماذج مماثلة من الغرب، في وقتٍ يحتدم فيه السباق نحو إتقان تكنولوجيا الروبوتات البشرية.

المهندسون يتسابقون مع الروبوت «تيانغونغ ألترا» خلال نصف ماراثون «إي تاون» للروبوتات البشرية (رويترز)

وكانت الروبوتات، بأشكالها وأحجامها المتنوعة، تجوب منطقة ييتشوانغ جنوب شرقي بكين، موطن العديد من شركات التكنولوجيا في العاصمة.

خلال الأشهر القليلة الماضية، انتشرت مقاطع فيديو لروبوتات صينية بشرية وهي تؤدي حركات ركوب الدراجات، والركلات الدائرية، والقفزات الجانبية على الإنترنت.

روبوت يشارك في أول نصف ماراثون روبوتي في العالم خلال نصف ماراثون الروبوتات البشرية الذي أقيم في بكين (أ.ب)

في وثيقة سياسية لعام 2023، حددت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية صناعة الروبوتات البشرية باعتبار أنها «حدود جديدة في المنافسة التكنولوجية»، وحددت هدفاً بحلول عام 2025 للإنتاج الضخم، وسلاسل التوريد الآمنة للمكونات الأساسية.

وقال مهندسون لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن الهدف هو اختبار أداء الروبوتات، وما إذا كانت جديرة بالثقة. ويؤكدون أنّ الأولوية هي الوصول إلى خط النهاية، لا الفوز بالسباق. ورأى كوي وينهاو، وهو مهندس يبلغ 28 عاماً في شركة «نوتيكس روبوتيكس» الصينية، أن «سباق نصف الماراثون يشكل دفعاً هائلاً لقطاع الروبوتات بأكمله». وأضاف: «بصراحة، لا يملك القطاع سوى فرص قليلة لتشغيل آلاته بهذه الطريقة، بكامل طاقتها، على هذه المسافة، ولوقت طويل. إنه اختبار صعب للبطاريات، والمحركات، والهيكل، وحتى الخوارزميات». وأوضح أن روبوتاً تابعاً للشركة كان يتدرب يومياً على مسافة تعادل نصف ماراثون، بسرعة تزيد على 8 كيلومترات في الساعة.

منافسة مع الولايات المتحدة

وشدّد مهندس شاب آخر هو كونغ ييتشانغ (25 عاماً) من شركة «درويد آب»، على أن سباق نصف الماراثون هذا يساعد في «إرساء الأسس» لحضور هذه الروبوتات بشكل أكبر في حياة البشر. وشرح أنّ «الفكرة الكامنة وراء هذا السباق هي أنّ الروبوتات الشبيهة بالبشر يمكنها الاندماج بشكل فعلي في المجتمع البشري، والبدء بأداء مهام يقوم بها بشر». وتسعى الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلى أن تصبح الأولى عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، مما يضعها في منافسة مباشرة مع الولايات المتحدة التي تخوض معها راهناً حرباً تجارية. أصبحت الشركات الصينية، وتحديداً الخاصة منها، أكثر نجاحاً في استخدام التقنيات الجديدة.

في يناير (كانون الثاني)، أثارت شركة «ديب سيك» الناشئة اهتماماً إعلامياً واسعاً في الصحف العالمية بفضل روبوت محادثة قائم على الذكاء الاصطناعي، وتقول إنها ابتكرته بتكلفة أقل بكثير من تكلفة البرامج التابعة لمنافسيها الأميركيين، مثل «تشات جي بي تي».