اتهمت روسيا المملكة المتحدة بزيادة فرص حدوث «تصادم نووي» من خلال تزويد أوكرانيا بقذائف دبابات من اليورانيوم المنضب خارقة للدروع، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».
وحذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن على روسيا «الرد وفقاً لذلك»، حيث انتهز فرصة أخرى للتهديد بتصعيد نووي في حرب أوكرانيا.
وأكدت وزيرة الدولة للدفاع في بريطانيا أنابيل غولدي أن بعض الذخيرة الخاصة بدبابات «تشالنجر 2» القتالية التي ترسلها بريطانيا إلى أوكرانيا تتضمن طلقات خارقة للدروع تحتوي على اليورانيوم المنضب.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس (الأربعاء)، إن قرار بريطانيا تزويد أوكرانيا بقذائف من اليورانيوم المنضب يصعّد الموقف إلى مستويات جديدة وخطيرة.
وفي وقت سابق، صرحت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن خطط بريطانيا لتزويد كييف بذخيرة اليورانيوم المستنفد هي «استفزاز يهدف إلى نقل الصراع في أوكرانيا إلى مرحلة جديدة من المواجهة».
وقالت زاخاروفا، لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية، رداً على سؤال ذي صلة: «هذا استفزاز بريطاني آخر يهدف إلى نقل الصراع في أوكرانيا إلى جولة جديدة من العدوان والصراع والمواجهة لإعطاء بُعد نوعي جديد».
لكن ما هي المخاطر الفعلية المرتبطة بهذه الذخيرة؟ ولماذا تحتوي قذائف الدبابات على اليورانيوم المنضب في المقام الأول؟
ما هو اليورانيوم المستنفد؟
اليورانيوم المستنفد (DU) هو المادة المتبقية بعد إزالة معظم أشكال اليورانيوم عالية النشاط الإشعاعي، المعروفة باسم U – 235، من خام اليورانيوم الطبيعي.
يوفر «U – 235» الوقود المستخدم لإنتاج الطاقة النووية والتفجيرات القوية المستخدمة في الأسلحة النووية.
يعد اليورانيوم المنضب أقل نشاطاً إشعاعياً، حيث تنبعث منه جزيئات ألفا بشكل أساسي، التي لا تحتوي على طاقة كافية للمرور عبر الجلد، لذلك لا يعد التعرض لجزء خارجي منه خطراً كبيراً.
ومع ذلك، يمكن أن ترتبط المواد مع مخاطر صحية إذا تم ابتلاعها أو استنشاقها.
ما هي ذخيرة اليورانيوم المنضب؟
يستخدم اليورانيوم المنضب في الأسلحة لأنه يمكن أن يخترق الدبابات والدروع بسهولة أكبر بسبب كثافته وخصائصه الفيزيائية الأخرى.
وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن اليورانيوم المنضب يستخدم للأسلحة الخارقة للدروع والدروع نفسها.
تصبح القذائف التي تحتوي على اليورانيوم المنضب أكثر حدة وتشتعل عند ملامستها للدروع.
هل قذائف اليورانيوم أسلحة نووية؟
وفقاً لمعهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، لا يمكن اعتبار ذخيرة اليورانيوم المستنفد أسلحة نووية.
ويقول إن اليورانيوم المستنفد لا يفي بالتعاريف القانونية للأسلحة النووية أو الإشعاعية أو السامة أو الكيماوية أو الحارقة.
هل من مخاطر إشعاعية؟
تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن استنشاق أو تناول اليورانيوم يمكن أن يكون ضاراً «بكميات كافية» بسبب «سميته الكيميائية».
الخطر الرئيسي هو مادة كيميائية، وليس مشعة. في التركيزات العالية في الجسم، يمكن لليورانيوم أن يسبب الفشل الكلوي بسبب سميته الكيميائية، على سبيل المثال.
ومع ذلك، كما هو الحال مع أي مادة مشعة، هناك مخاطر الإصابة بالسرطان. لكن قد يستغرق ظهور أي تأثيرات سنوات.
عندما يتعلق الأمر باليورانيوم المنضب، فإن المخاطر تكون أقل. اليورانيوم المستنفد أقل نشاطاً إشعاعياً من اليورانيوم الطبيعي. ولكن مع وجود قذائف تحتوي على اليورانيوم المنضب، فإن الخطر الرئيسي يتمثل في استنشاق الهباء الجوي المنطلق عند الاصطدام بهدف مدرع.
المخاطر طويلة المدى ممكنة من اليورانيوم المنضب المتروك في التربة في ساحات القتال، على سبيل المثال. هناك بعض المخاوف من أن اليورانيوم المنضب قد يلوث المياه أو الإمدادات الغذائية إذا تسرب إلى التربة في المكان الخطأ على مر السنين. لكن الخطر يتناقص مع مرور الوقت.
لذلك، تسلط الوكالة الدولية للطاقة الذرية الضوء على أخطر مستوى للتلامس مثل التعامل مع قذيفة أو نوع آخر من ذخيرة اليورانيوم المنضب مباشرة. ومع ذلك، فإن حروق الجلد أو «أي تأثير إشعاعي حاد آخر» غير محتمل.