رحيل أبلة فضيلة... أشهر مقدمة برامج أطفال بالإذاعة المصرية

بصوتها الجميل المميز، تبدأ أبلة فضيلة برنامجها الإذاعي بنداء: «حبايبي الحلوين»، على مدار أكثر من خمسين عاماً في الإذاعة المصرية، لتصبح علامة خالدة، لا تنسى في ذاكرة أجيال من الأطفال في مصر.
وأعلنت اليوم (الخميس)، ابنة الإذاعية المصرية الكبيرة، فضيلة توفيق الشهيرة بلقب «أبلة فضيلة»، رحيل والدتها عن عمر يناهز 94 عاماً، بعد أن غيبها الموت في كندا، حيث كانت تعيش مع ابنتها، وتقام صلاة الجنازة غداً الجمعة في مسجد عثمان في مدينة بيكرينج في كندا.
ولدت فضيلة توفيق في 4 أبريل (نيسان) عام 1929. ولديها ثلاثة أشقاء، منهم الفنانة الراحلة محسنة توفيق، وعاشت فضيلة توفيق طفولتها في القاهرة، في شارع الملكة نازلي سابقاً (رمسيس حالياً) ودرست في مدرسة الأميرة فريال، وكانت في نفس المدرسة السيدة ناريمان التي تزوجها الملك فاروق فيما بعد، وأيضاً كانت سيدة الشاشة العربية الراحلة فاتن حمامة زميلة دراستها وكان والدها سكرتير المدرسة.
وبعد تخرجها في كلية الحقوق، ولتفوقها في الدراسة، اختارها أستاذها حامد باشا للعمل معه، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً في مهنة المحاماة، فرشحها أستاذها للعمل في الإذاعة، وبالفعل توجهت إلى الإذاعة، ونجحت في الاختبارات، وعينت مذيعة هواء لفترة، وبعد عام من عملها في الإذاعة تم افتتاح التلفزيون، ورشحت للعمل فيه، لكنها فضلت الميكروفون.
بدأت مع بابا شارو؛ فقد كان الوحيد وقتها الذي يذيع على الهواء، كانت موجودة مع الأطفال في الاستوديو، ويكون هو في الاستوديو الآخر، بعدها يبدأ برنامج «حديث الأطفال» وكان يذاع ثلاث مرات أسبوعياً، أعقبه بعد ذلك برنامجها الأشهر «غنوة وحدوتة».
ومع تتر البداية في العاشرة صباحاً بتوقيت القاهرة عبر إذاعة البرنامج العام: «يا ولاد يا ولاد... تعالوا تعالوا... علشان نسمع أبلة فضيلة راح تحكي لنا حكاية جميلة»، يلتف الأطفال حول الراديو، لتقص عليهم الإذاعية الكبيرة، القصص وتذيع بعد ذلك أغنية مرتبطة بالقصة.
ورغم انجذاب الجميع إلى التليفزيون، فإن برنامجها حافظ على مستمعيه على مر سنوات طويلة، وتُعيد الإذاعة المصرية بث حلقات من البرنامج في نفس التوقيت يومياً عبر إذاعة البرنامج العام.
رفضت أن يطلق على البرنامج اسم ماما فضيلة لاقتناعها أنه لا يوجد أحد يستطيع أن يسمى بماما سوى الأم نفسها لذلك فضلت كلمة «أبلة» (الأخت الكبرى باللغة التركية) لسهولته ورواجه عند الصغار والكبار معاً.
تولت منصب مراقبة برامج الأطفال 1960. ثم مدير عام برامج الأطفال 1970، فنائب رئيس الشبكة التجارية عام 1980، قدمت على مدار مشوارها الإذاعي عدة برامج منها برنامج «مستقبلي»، ولكن يظل «غنوة وحدوتة» أشهر برامجها على الإطلاق.
كرمت أبله فضيلة 52 مرة في مناسبات كثيرة بدول عربية وأوروبية، حيث حصلت على وسام الاستحقاق من الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، وشهادة تقدير من الاتحاد السوفياتي ونقابة الصحافيين المصريين، ومن المركز الكاثوليكي للسينما باعتبارها صاحبة أجمل رسالة في عالم الطفولة، وتم تكريمها (أم مثالية للإعلاميين) في عيد الأم لعام 2016.
وفي تصريح صحافي سابق لـ«الشرق الأوسط» قالت: «إن أطفال مصر هم أصحاب فضل عليَّ، فهم من جعلوني (أبلة فضيلة)، وأفضل تكريم بالنسبة لي خطاباتهم التي يرسلونها لي بخطوطهم الصغيرة غير الواضحة، فهذا هو التكريم الحقيقي بالنسبة لي، لأنه يحمل مشاعر صادقة ونقية ويشعرني بحب الأطفال لي، وهذا سر نجاحي».