مسؤول فلسطيني مقدسي: إنها محاولة إسرائيلية لتجميل صورة الاحتلال

معهد إسرائيلي يدعي زيادة طالبي الجنسية الإسرائيلية من العرب

فلسطينيون أمام مكاتب وزارة الداخلية الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة (رويترز)
فلسطينيون أمام مكاتب وزارة الداخلية الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة (رويترز)
TT

مسؤول فلسطيني مقدسي: إنها محاولة إسرائيلية لتجميل صورة الاحتلال

فلسطينيون أمام مكاتب وزارة الداخلية الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة (رويترز)
فلسطينيون أمام مكاتب وزارة الداخلية الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة (رويترز)

أعلن «معهد القدس للأبحاث الإسرائيلية» أن ارتفاعًا كبيرًا حصل في عدد سكان القدس الشرقية المحتلة، الذين تقدموا في الآونة الأخيرة بطلب الحصول على الجنسية الإسرائيلية. ففي حين بلغ العدد 114 شخصًا في سنة 2003، ارتفع في السنة الأخيرة إلى 800. وقال بيان للمعهد، نشر أمس، إن 10 في المائة من سكان القدس العرب باتوا يحملون الجنسية الإسرائيلية، بعد أن أقسموا يمين الولاء لإسرائيل.
وقد رد مسؤول فلسطيني في القدس على ذلك قائلاً: «إن هذه محاولة بائسة لتجميل الاحتلال الإسرائيلي. وإذا افترضنا أن الأرقام صحيحة، فإنها تدل على حقيقة صارخة، تقول إن 90 في المائة من السكان يرفضون الاحتلال (..)، ويتمسكون بالانتماء لشعبهم ويتمسكون بالدولة الفلسطينية». وأضاف المسؤول في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن عدد الذين يحصلون على الجنسية الإسرائيلية بشكل فعلي لا يزيد على 10 في المائة من الأرقام التي يذكرها المعهد. فالحكومة الإسرائيلية ليست معنية بمنحهم الجنسية، وتخشى من مواقفهم الوطنية، وتخطط للحظة التي تتخلص منهم، ولديها الكثير من الخطط والبرامج لسحب إقامتهم فيها.
وجاء في إحصائيات المعهد الإسرائيلي، أن وزارة الداخلية الإسرائيلية لا تسارع إلى قبول طلبات الجنسية وترفض معظمها. فمن مجموع 1434 طلبًا قدمت إليها في السنتين 2013 – 2014 تم قبول 189 طلبًا ورفض 169، ووضعت 1061 طلبًا قيد الدرس.
الجدير بالذكر أن عدد سكان القدس، بشرقها وغربها، زاد على 800 ألف نسمة. عدد السكان العرب بينهم نحو 300 ألف (38 في المائة)، منهم 24 ألفًا يحملون الجنسية الإسرائيلية. وقد كانت حكومات إسرائيل تخطط لئلا تتعدى نسبة الفلسطينيين منهم 28 في المائة، لتبقى المدينة ذات أكثرية يهودية. وأقامت لهذا الغرض 14 حيًا استيطانيًا جديدًا للمستوطنين اليهود، يعيش فيها نحو 180 ألفًا. وقد تم بناؤها بطريقة تضمن أن يصبح مستحيلاً إعادة تقسيم المدينة إلى قسمين، أحدهما عاصمة لإسرائيل والثاني عاصمة للدولة الفلسطينية.
وبالمقابل يستغل الكثير من العرب القانون التوسعي الذي سنته إسرائيل بضم القدس الشرقية إليها، فينتقلون للسكنى في القدس الغربية وحتى في الأحياء الاستيطانية الجديدة. والأمر يزعج السلطات الإسرائيلية، لكنها لا تستطيع عمل شيء لمنعه، إذ إن هؤلاء العرب يشترون البيوت بأموالهم ويستطيعون التنقل في أي مكان في المدينة وفي إسرائيل عمومًا. وقد بنت إسرائيل جدارًا يلتف حول ضواحي القدس الشرقية والجنوب شرقية، يفصلها عن المدينة ويخرج منها أحياء تضم نحو 100 ألف نسمة. وهي تسحب الإقامة من العرب الذين يغادرون المدينة لمدة سبع سنوات. ومع ذلك، فإن غالبية المقدسيين العرب يتمسكون بها وليس عددهم فقط، بل نسبتهم تزداد باستمرار. وهم يشكلون اليوم 38 في المائة من السكان، علمًا بأنه في جيل الدراسة ترتفع نسبة الفلسطينيين في القدس إلى 42 في المائة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.