هل تتصالح دراما رمضان مع المشاهد المغربي؟

سامية أقريو تعود إلى الشاشة من خلال «كاينة ظروف» وربيع القاطي في «المكتوب»

مسلسل «كاينة ظروف»
مسلسل «كاينة ظروف»
TT

هل تتصالح دراما رمضان مع المشاهد المغربي؟

مسلسل «كاينة ظروف»
مسلسل «كاينة ظروف»

قبل انطلاق موسم رمضان التلفزيوني في المغرب بدأت التساؤلات حول مدى جودة الأعمال التي سيقدمها التلفزيون المغربي بقنواته الأولى والثانية والأمازيغية. وككل رمضان يذهب أغلب المنتقدين نحو التشاؤم وتتوزع الاتهامات بين هذا وذاك خاصة أن الإنتاجات الرمضانية يتخللها كثير من اللغو بسبب الاحتكار الذي يحصل من شركات إنتاج دون أخرى في الاستفادة من طلبات العروض، التي تبقى محط نقاش يتجدد كل موسم رمضاني.
«الشرق الأوسط» تحدثت إلى الممثلة المغربية سامية أقريو التي تعود إلى شاشة رمضان هذا العام كممثلة، وهي التي اشتغلت في مناسبات أخرى ككاتبة سيناريو أيضا لعدد من المسلسلات الناجحة التي عرضت في رمضان. وقالت أقريو: «أشارك كممثلة في مسلسل درامي جديد تحت عنوان (كاينة ظروف) أي «هناك ظروف» وهو من إخراج إدريس الروخ، وسيناريو بشرى ملاك، ألعب فيه دوري كممثلة فقط إلى جانب ثلة من الممثلين المحبوبين مثل راوية وابتسام العروسي وأسامة البسطاوي ورفيق بوبكر وسعاد البسطاوي وزهور السليماني، وكثير من الممثلين الشباب مثل وصال ووداد المنيعي».
ويحكي المسلسل قصة ثلاث نساء سجينات تبدأ قصتهن من داخل السجن. لكل منهن قضية معينة دفعن فيها ثمن حريتهن غاليا، بيد أن حياتهن ستتعقد أكثر بعد خروجهن من السجن.
ويعالج المسلسل، الذي تعرضه القناة التلفزيونية الأولى، أساسا كيفية إدماج هؤلاء النساء في مجتمع لا يرحم. ويسلط الضوء على ظروف وملابسات كل هؤلاء النساء اللواتي سيعانين الأمرين على حدة.
وتقول أقريو عن الدراما في رمضان، بأنها تخطو خطوات جدية ومهمة، وأنها استطاعت أن تكسب حب ومتابعة المشاهدين المغاربة بشكل لافت، رغم كثرة القنوات والمسلسلات العربية والتركية. وأضافت أن المشاهدين تواقون دائما لدراما قريبة منهم تمثلهم وتشبه حياتهم اليومية.
تعرض القناة التلفزيونية المغربية الأولى الجزء الثاني من المسلسل «المكتوب»، وهو من إخراج علاء اكعبون وتشخيص دنيا بوطازوت ومريم الزعيمي وهند بن جبارة وآخرين، ويراهن المسؤولون على نجاحه هذا الموسم، وهو العمل الذي عرف نجاحا مميزا خلال رمضان الماضي. ويقول الممثل ربيع القاطي إن الجزء الثاني من «المكتوب»، مختلف عن الجزء الأول، مشيرا إلى أنه سيحل كوافد جديد من خلال شخصية «ميلود» المهاجر المغربي، الذي سيدخل على الخط في عملية البحث عن ابنته التي تركها منذ أزيد من 20 عاما.
أما عن أزمة الدراما والانتقادات التي تصاحبها كل رمضان يقول المقاطي: «أظن أن الانتقادات تبقى في أحايين كثيرة مجحفة في حق الدراما المغربية اليوم، التي راكمت إنتاجا مهما كما وكيفا، ربما يتعلق الأمر ببعض الإنتاجات التي سادت قبل خمس سنوات وأكثر».
وأضاف قائلا: «يخطو المغرب اليوم بثبات نحو دراما محلية قوية».
ويعتبر القاطي أن الانتقادات التي قد تثار تكمن في غبن بعض الشركات الصغرى، التي لا تستطيع أن تحصل على فرصة إنتاج للتلفزيون، بينما يتم احتكار غالبية الأعمال من عدد من الشركات المعروفة والكبرى، وهو أمر يبرره المسؤولون عادة بالمرونة التي توفرها الشركات الكبرى، والتي لا تتوقف بالضرورة على الدفعات المالية التي يمنحها التلفزيون بسرعة، والتي تظل محكومة بعدد من المساطر الإدارية التي من شأنها التشويش على العمل.
ويقترح القاطي، في هذا السياق، صيغة متوازنة لفسح الفرص أمام شركات صغرى، يمكن أن تبدع وتمنح منتوجا صغيرا، لكنه سيكبر ويتطور مع مرور الوقت. لا بد من خلق هذا التوازن ليستفيد الجميع، ولنضمن منافسة جيدة تكون في صالح الإبداع الدرامي في المغرب.



«تأثيرات مُدّمرة» لاستخدام مياه الصرف الصحي في الري

استخدام مياه الصرف الصحي غير المعالَجة في الري يضرّ بصحة الإنسان والبيئة (أرشيفية - الأمم المتحدة)
استخدام مياه الصرف الصحي غير المعالَجة في الري يضرّ بصحة الإنسان والبيئة (أرشيفية - الأمم المتحدة)
TT

«تأثيرات مُدّمرة» لاستخدام مياه الصرف الصحي في الري

استخدام مياه الصرف الصحي غير المعالَجة في الري يضرّ بصحة الإنسان والبيئة (أرشيفية - الأمم المتحدة)
استخدام مياه الصرف الصحي غير المعالَجة في الري يضرّ بصحة الإنسان والبيئة (أرشيفية - الأمم المتحدة)

مع ازدياد عدد سكان العالم وارتفاع الكثافة السكانية في التجمعات الحضرية والمدن الكبرى، وزيادة الضغط على الموارد المائية الإقليمية، تلجأ بعض الدول إلى إعادة استخدام مياه الصرف الصحي لري الأراضي الزراعية.

تاريخياً، يُعد ري الأراضي الزراعية بمياه الصرف الصحي من أقدم التقنيات التي استخدمها البشر، وقد تطوّرت هذه الممارسات مع تطور المدن عبر العصور. وعلى الرغم من أن اللجوء إلى هذا الحل قد يوفّر مصدراً مستداماً للمياه ويخفّف الضغط على مصادر المياه العذبة، فإنه يحمل مخاطر صحية وبيئية مُدمّرة، إذا لم تُعالج المياه بشكل مناسب، وفقاً لدراسة دولية قادها باحثون من ألمانيا.

وأوضح الباحثون بجامعة «الرور» الألمانية، أن نحو 30 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في العالم تُروى بمياه الصرف الصحي غير المعالجة أو المعالجة جزئياً، وهذه المساحة أكبر بكثير مقارنة بمساحة الأراضي التي تُروى باستخدام مياه الصرف المعالجة، التي لا تتجاوز مليون هكتار، ونُشرت النتائج، بعدد 27 يناير (كانون الثاني) الماضي، من دورية «npj Clean Water».

وتُروى الكثير من المناطق في مختلف أنحاء العالم بمياه الصرف الصحي غير المعالجة، خصوصاً في شمال أفريقيا وجنوب أوروبا وأستراليا وشبه القارة الهندية وشرق آسيا.

مخاطر كبيرة

تأتي إعادة استخدام مياه الصرف الصحي غير المعالجة في الري مع بعض المخاطر الصحية والبيئية، أبرزها انتقال مسببات الأمراض؛ مثل: البكتيريا والفيروسات والطفيليات، بالإضافة إلى تراكم المعادن الثقيلة والمواد الكيميائية الأخرى في التربة والمحاصيل، مما يشكّل تهديداً على صحة الإنسان، وفق الدراسة.

وحول المخاطر البيئية، كشفت الدراسة عن أن المياه غير المعالجة يمكن أن تؤدي إلى تقليل خصوبة التربة وإنتاجية المحاصيل، ممّا يعزّز التدهور البيئي ويزيد من التحديات المتعلقة بالأمن الغذائي في المناطق التي تعتمد عليها في ري المحاصيل.

ورصدت أبحاث عدة مجموعة من المخاطر، أبرزها أن المياه غير المُعالجة تحمل مجموعة واسعة من مسببات الأمراض الأكثر شيوعاً، مثل العدوى بالطفيليات مثل الديدان المعوية، التي قد يُصاب بها المزارعون وأسرهم، بالإضافة إلى الفيروسات والبكتيريا المعوية التي تسبّب أمراضاً مثل الإسهال، وتنتقل الملوثات عبر المحاصيل أو عبر المياه الجوفية، ما يشكّل خطراً على الأفراد، خصوصاً في البلدان النامية.

كما يمكن أن يؤدّي التعرّض لمياه الصرف الصحي إلى التهابات تنفسية وأمراض جلدية، خصوصاً بين العمال الزراعيين الذين يتعاملون مباشرة مع المياه الملوثة. بالإضافة إلى انتقال ملوثات مثل المعادن الثقيلة، مثل الرصاص والكادميوم وبقايا الأدوية، إلى السلسلة الغذائية. وتشكّل هذه الملوثات مخاطر صحية طويلة الأمد، مثل السرطان، ومشكلات النمو لدى الأطفال، ومقاومة المضادات الحيوية.

أما فيما يتعلق بالمخاطر البيئية، فقد كشفت الأبحاث عن أن أبرزها يتمثّل في تملُّح التربة وتراكم الملوثات العضوية، ممّا يؤدي إلى آثار سامة على المحاصيل. وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تدهور جودة التربة وتراجع إنتاج المحاصيل، كما قد يؤدي تراكم المعادن الثقيلة مع الري المتكرر إلى تلوث طويل الأمد للتربة.

يقول رئيس وحدة الري والصرف بمركز بحوث الصحراء في مصر، الدكتور محمد الحجري: «على الرغم من أن مياه الصرف الصحي تُعد مصدراً مهماً يمكن الاستفادة منه في بعض الحالات، مثل توفير المياه للري، فإنه لا يمكن التغاضي مُطلقاً عن الأضرار الجسيمة التي قد تنتج عن استخدامها دون معالجة، مثل انتشار الأمراض والعدوى، ناهيك بالأضرار الاقتصادية الناتجة عن تكلفة علاج الأمراض المرتبطة بها».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن مياه الصرف غير المعالَجة «تلوث البيئة بشكل كبير؛ فعند تسربها إلى التربة، يحدث رشح عميق للملوثات إلى الخزانات الجوفية؛ مما يؤدّي إلى تلوث المياه الجوفية والمجاري المائية مثل الترع، ويؤثر ذلك سلباً في التوازن البيئي بشكل عام». كما «تحتوي مياه الصرف على مركبات صيدلانية ومنظفات معقّدة يصعب التخلص منها؛ ما يجعلها تبقى في التربة لفترات طويلة وقد تتسبّب في أمراض صعبة العلاج».

تقنيات المعالجة

تزداد الجهود العالمية لتحسين تقنيات معالجة المياه في الكثير من الدول، بهدف تقليل المخاطر الصحية والبيئية، حيث تُسهم طرق المعالجة الأولية والبيولوجية، في تقليل ملوثات مياه الصرف بشكل كبير، وهذا يعزّز سلامتها للاستخدام في الري.

ورغم فاعلية هذه الطرق، تشير الدراسات إلى أنها لا تزيل المعادن الثقيلة مثل الرصاص والملوثات بنسبة 100 في المائة. كما تظل محطات المعالجة بؤراً لانتشار مقاومة الميكروبات بسبب بقاء جينات المقاومة والبكتيريا المقاومة في المياه المعالجة.

وأشار الدكتور الحجري إلى أن تكلفة معالجة مياه الصرف مرتفعة للغاية، حيث تصل إلى نحو 200 دولار لكل متر مكعب، وهذه التكلفة لا تعكس العائد المرجو إذا استُخدمت في الزراعة. لذلك، يجب البحث عن بدائل لترشيد استهلاك المياه في الزراعة باستخدام تقنيات الري الحديثة، بالإضافة إلى إدارة موارد المياه بطرق فعّالة.

ولتقليل تكلفة مُعالجة مياه الصرف، نصح الحجري بفصلها إلى نوعَيْن، الأول هو مخرجات الإنسان، والآخر يتضمّن بقية صرف المياه الخاص بالمساكن، ويطلق عليه «المياه الرمادية» التي تتطلّب معالجة أقل تكلفة مقارنة بالنوع الأول.

ونوه إلى أنه يمكن توجيه تلك المياه المعالجة لري الغابات الشجرية التي تنتج الأخشاب؛ مثل: السيسبان، والبردي، والبامبو، أو حتى إلى ملاعب الغولف والمسطحات الخضراء، بدلاً من استخدامها في ري المحاصيل الغذائية. كما نصح بضرورة تنفيذ حملات تفتيش منتظمة لمراقبة مصارف الري والتأكد من عدم احتوائها على ملوثات الصرف الصحي، لضمان الحفاظ على صحة البيئة وموارد المياه.