«الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي يرفع فائدته ربع نقطة مواصلاً سياسة كبح التضخم

المقر الرئيسي للبنك المركزي الأميركي في واشنطن (أرشيفية-رويترز)
المقر الرئيسي للبنك المركزي الأميركي في واشنطن (أرشيفية-رويترز)
TT
20

«الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي يرفع فائدته ربع نقطة مواصلاً سياسة كبح التضخم

المقر الرئيسي للبنك المركزي الأميركي في واشنطن (أرشيفية-رويترز)
المقر الرئيسي للبنك المركزي الأميركي في واشنطن (أرشيفية-رويترز)

رفع البنك المركزي الأميركي، اليوم (الأربعاء)، سعر الفائدة ربع نقطة مئوية، كما كان متوقعاً، مواصلاً سياسته الرامية إلى كبح التضخم المرتفع، رغم الاضطرابات التي يشهدها القطاع المصرفي التي قد تثقل كاهل الاقتصاد.
واتُّخذ القرار بالإجماع. ومع هذه الزيادة، أصبح سعر الفائدة الآن في نطاق 4.75 إلى 5 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2006.
وفي أعقاب الخطوة الأميركية، قرر البنك المركزي السعودي رفع معدل اتفاقيات إعادة الشراء «الريبو» والمعاكس «الريبو العكسي» بمقدار 25 نقطة أساس إلى 5.50 في المائة، و5.00 في المائة، على التوالي، وذلك في ضوء التطورات النقدية العالمية.
وأعلن مصرف قطر المركزي رفع سعر فائدته للإيداع والإقراض منه وإعادة الشراء بمقدار 25 نقطة أساس، ليصبح 5.25 بالمائة، و5.75 بالمائة، و5.50 بالمائة، على التوالي، بداية من غد الخميس.
كذلك، توقع «الاحتياطي الفيدرالي» أن تكون نسبة التضخم هذا العام أعلى بقليل مما توقعه في ديسمبر (كانون الأول)، عند 3.6 في المائة مقابل 3.5 في المائة، فيما توقّع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بواقع 0.4 في المائة مقابل 0.5 في المائة لعام 2023 وبنسبة 1.2 في المائة مقابل 1.6 في المائة لعام 2024. كما حذّر البنك المركزي، في بيان، من أن الأزمة المصرفية الأخيرة «من المرجح (...) أن تثقل كاهل النشاط الاقتصادي والتوظيف والتضخم»، مشيراً إلى أن «حجم هذه الآثار غير مؤكد».
لكنّه أعاد التأكيد على أن «النظام المصرفي الأميركي صلب ومرن، وأن اللجنة المكلّفة بالسياسة النقدية ما زالت متنبّهة لمخاطر التضخم».
وأكد رئيس البنك المركزي الأميركي جيروم باول، اليوم، أن أموال المودعين «بأمان» في بنوك الولايات المتحدة، في حين يشهد النظام المصرفي العالمي اضطرابات بعد انهيار مصارف أميركية.

وذكّر جيروم بأول، خلال مؤتمر صحافي، بأن النظام المصرفي الأميركي متين، مشدداً على أن «الاحتياطي الفيدرالي عازم على أخذ العبر» مما حصل. وأضاف: «سنستمر في مراقبة الوضع من كثب... ونحن مستعدون لاستخدام كل الأدوات المتاحة من أجل الحفاظ على أمان هذه الأموال».
وتوقّع المسؤولون في «الاحتياطي الفيدرالي» زيادات إضافية في سعر الفائدة في الأشهر المقبلة، مشيرين إلى «إجراءات تشديد إضافية» دون ذكر تفاصيل.
وتباينت بشدة التوقعات الخاصة برفع الفوائد الأميركية في الأسابيع الأخيرة، من رأي يقول إنها سترفع بقوة بعد تصريحات باول بشأن التضخم وآخر توقع عدم رفعها في ظل تداعيات الأزمة المصرفية الأخيرة.
فقد أثار انهيار مصارف «سيليكون فالي بنك» (إس في بي) و«سيغنيتشر بنك» و«سيلفرغيت»، موجة من القلق. تدخلت حكومات وبنوك مركزية وهيئات ناظمة بشكل عاجل لمحاولة استعادة الثقة في القطاع المصرفي لتجنب انتشار الهلع.
لكن بنك «كريدي سويس» السويسري الذي يواجه صعوبات منذ سنوات، دفع الثمن واستحوذ عليه، الأحد، مصرف «يو بي إس» السويسري أيضاً.
ويبدو أن الهدوء بدأ يعود إلى القطاع المالي منذ أمس. فبعد جلستَين ارتفعت خلالهما البورصات الأوروبية، كانت هذه الأسواق تحوم حول حالة من التوازن الأربعاء.



«يجب أن نتحرك»... أوروبا ترد على رسوم ترمب بإجراءات مضادة على سلع أميركية

رئيسة المفوضية الأوروبية لاين تتحدث في البرلمان الأوروبي (د.ب.أ)
رئيسة المفوضية الأوروبية لاين تتحدث في البرلمان الأوروبي (د.ب.أ)
TT
20

«يجب أن نتحرك»... أوروبا ترد على رسوم ترمب بإجراءات مضادة على سلع أميركية

رئيسة المفوضية الأوروبية لاين تتحدث في البرلمان الأوروبي (د.ب.أ)
رئيسة المفوضية الأوروبية لاين تتحدث في البرلمان الأوروبي (د.ب.أ)

رد الاتحاد الأوروبي سريعاً على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم، والتي دخلت حيز التنفيذ يوم الأربعاء، وذلك بعد إجراءات عقابية مضادة، قال إنها ضرورية لحماية المستهلكين والشركات.

وأكد البيت الأبيض الرسوم الجمركية - التي ستؤثر على كندا وأستراليا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى - في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، لكنه قال إن ترمب لم يعد يخطط لرفع الرسوم الجمركية على المعادن من كندا إلى 50 في المائة.

وكان رد الاتحاد الأوروبي سريعاً، قائلاً إنه سيفرض رسوماً جمركية مضادة على سلع أميركية بقيمة 26 مليار يورو (28.33 مليار دولار)، بدءاً من أبريل (نيسان).

وصرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للصحافيين يوم الأربعاء بأن الاتحاد الأوروبي «يجب أن يتحرك لحماية الشركات والمستهلكين... نأسف بشدة لهذا الإجراء (الذي اتخذته الولايات المتحدة)». وأضافت: «الرسوم الجمركية هي ضرائب، وهي ضارة بالأعمال التجارية وأسوأ للمستهلكين، فهي تُعطّل سلاسل التوريد، وتُثير حالة من عدم اليقين في الاقتصاد، وتُهدد الوظائف، وترفع الأسعار، ولا أحد يحتاج إلى ذلك، ولا أي من الطرفين يحتاج إليه».

وأوضحت دير لاين أن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «هي الأكبر في العالم»، وأن هذه العلاقة جلبت «الازدهار والأمن لملايين الناس»، بالإضافة إلى خلق فرص عمل على جانبي المحيط الأطلسي.

وسيشهد النهج المزدوج للاتحاد الأوروبي إعادة فرض الرسوم الجمركية المُعلّقة سابقاً على صادرات أميركية بقيمة 8 مليارات يورو، ومجموعة من التدابير المضادة الجديدة على سلع بقيمة 18 مليار يورو، في خطوة وصفتها فون دير لاين سابقاً بأنها «قوية ولكنها متناسبة».

وأضافت في بيان: «سنبقى دائماً منفتحين على التفاوض».

وأعلن الاتحاد الأوروبي أن الرسوم الجمركية ستؤثر على صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة بقيمة تصل إلى 26 مليار يورو (28.3 مليار دولار). وتُطبق هذه الرسوم على الفولاذ والألمنيوم الصناعيين، ومنتجاتهما الأخرى شبه المصنعة والنهائية، بالإضافة إلى مشتقاتهما التجارية، مثل قطع غيار الآلات وإبر الحياكة.

أحدث تطور في حرب تجارية محتدمة

يُمثل هذا الإجراء المتبادل أحدث تطور في حرب تجارية محتدمة، اتسمت بوعود جريئة بفرض رسوم جمركية - وما تلاه من تراجعات وتأخيرات - من قِبَل ترمب.

وامتدت التوترات التجارية إلى الأسواق في الأيام الأخيرة وسط مخاوف متزايدة من أن الرسوم الجمركية قد تدفع أكبر اقتصاد في العالم نحو الركود.

وعلى عكس المكسيك وكندا والصين، لم تتأثر المنتجات ذات المنشأ الأوروبي برسوم ترمب الجمركية حتى دخلت رسوم الصلب والألمنيوم حيز التنفيذ يوم الأربعاء.

تتصاعد التوترات بين واشنطن وبروكسل منذ تنصيب ترمب في يناير (كانون الثاني)، عندما أشار زعيم البيت الأبيض فوراً إلى نيته فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي.

وصرح ترمب في اجتماع لمجلس الوزراء في 26 فبراير (شباط): «لقد استغلونا حقاً»، مضيفاً: «إنهم لا يقبلون سياراتنا، ولا يقبلون، أساساً، منتجاتنا الزراعية. يتذرعون بشتّى الأسباب التي تمنعهم من ذلك. ونحن نقبل كل شيء منها».

يُعدّ العجز التجاري للولايات المتحدة مع عدد من شركائها التجاريين الرئيسيين، بما في ذلك كندا والاتحاد الأوروبي، من أكبر مصادر قلق ترمب.

وتُظهر بيانات المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي حقق فائضاً تجارياً قدره 155.8 مليار يورو (159.6 مليار دولار) مع الولايات المتحدة في السلع عام 2023، لكنه عانى عجزاً قدره 104 مليارات يورو في الخدمات. إجمالاً، بلغت قيمة تجارة السلع والخدمات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في عام 2023 ما قيمته 1.6 تريليون يورو (1.68 تريليون دولار)، وفقاً للاتحاد الأوروبي.

وتُشكل الآلات والمركبات الحصة الكبرى من صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة حسب مجموعة المنتجات، تليها المواد الكيميائية، والسلع المصنعة الأخرى، والمنتجات الطبية والصيدلانية.