«زلزال أسوان» بمصر... هل يعيد إحياء نظرية الهولندي فرانك هوغربيتس؟

معهد الفلك بالقاهرة عدَّه الأول الذي تشهده المدينة منذ 813 عاماً

متنبئ الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس (تويتر)
متنبئ الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس (تويتر)
TT

«زلزال أسوان» بمصر... هل يعيد إحياء نظرية الهولندي فرانك هوغربيتس؟

متنبئ الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس (تويتر)
متنبئ الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس (تويتر)

قبل أيام تلقت نظرية اصطفاف الكواكب وتأثيرها على حدوث الزلازل، والتي يروّج لها متنبئ الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس، «ضربة قوية»، عندما حددت هيئة هندسة الكواكب التابعة للمتنبئ، ثماني دول قالت: إنها ستشهد زلازل، ثم جاء زلزال الإكوادور، الذي وقع السبت الماضي بقوه (6.8 درجة)، خارج نطاق الدول الثماني التي تم تحديدها.
وبينما كان المتابعون لحساب هوغربيتس على موقع «تويتر»، ينتظرون توضيحاً منه، لعدم ضم هيئة هندسة الكواكب، التابعة له، الإكوادور، ضمن قائمة الدول التي توقعت الهيئة حدوث زلازل بها، فوجئوا بتغريدة جديدة من حساب تلك الهيئة، تتوقع حدوث بعض الأنشطة الزلزالية في حدود يوم 22 مارس (آذار) الحالي، مشيرة إلى «إمكانية حدوث الزلازل بقوة 5 أو 6 درجات على مقياس ريختر».
وجاء الزلزال الذي شهدته مدينة أسوان (جنوب مصر) في الثانية من صباح (الأربعاء) بقوة 4 درجات على مقياس ريختر، لتجعل بعض متابعيه، الذين تسربت إليهم الشكوك بعد خطأ زلزال الإكوادور، لتعود إليهم الثقة من جديد فيما يقوله هذا المتنبئ الهولندي، رغم أن «التحليل العلمي الدقيق لتغريدة زلازل 22 مارس يكشف عن أنها (غامضة) ولا تقول أي شيء»، وفق شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر، وهي الجهة المسؤولة عن الشبكة القومية لرصد الزلازل.
ويعود الهادي إلى تغريدته الأولى التي أكسبته الشهرة، والتي قال فيها «إن آجلاً أو عاجلاً ستشهد منطقة صدع شرق الأناضول زلزالاً»، ثم حدث الزلزال بعدها بأيام. ويضيف «هذه تغريدة (غامضة) لا تقول أي شيء؛ لأن العلماء يعرفون أن تلك المنطقة ستشهد زلزالاً، والقول إن آجلاً أو عاجلاً لا يحمل أي معلومة، وكذلك فإن تغريدة زلازل 22 مارس، لا تقل غموضاً عنها».
وأوضح، أنه «إذا رجعنا إلى المواقع العالمية التي توثق لوقوع الزلازل، لن نجد يوماً يخلو من حدوث زلازل»، لافتاً إلى أن «التغريدة (أي تغريدة الهيئة التابعة لهوغربيتس) تجنبت هذه المرة ذِكر أي دول، حتى يكون وقوع أي زلزال، بمثابة إحياء لنظريته التي لا تخرج عن كونها (تنجيماً مبطناً بالعلم)».
ووصف الهادي «زلزال أسوان»، الذي كان مصدره يبعد نحو 45 كم شمال شرقي أسوان، بأنه «نشاط طبيعي يحدث كل فترة من الزمن على فترات متباعدة، ولا يشكل خطورة ويحدث نتيجة الحركة الطبيعية لبعض الفوالق أو الكسور المتواجدة، والتي تحدث في باطن القشرة الأرضية شرق النيل في تلك المنطقة، نتيجة (ترييح الأرض)».
والمقصود بـ«ترييح الأرض»، هو حدوث حركة خفيفة على الكسور الموجودة في المنطقة بالقشرة الأرضية بفعل عامل الزمن؛ مما يسبب زلازل أقل من المتوسطة من حين إلى آخر، وهي «غير خطرة على البنية التحتية».
وقبل الزلزال الأخير الذي وقع في الثانية من صباح (الأربعاء)، كانت آخر مرة شهدت فيها تلك المنطقة زلازل في عام 1210 ميلادية، أي أن الأرض احتاجت إلى 813 عاماً، لتجميع طاقة تسبب هذا الزلزال، الذي كانت قوته أقل من المتوسط (4 درجات).
ولم يتسبب هذا الزلزال في أي تدمير للبنية التحتية، ولم تكن له أي أضرار تذكر، ولم يتعدَ تأثيره، مجرد الشعور بالهزة الأرضية، ومع ذلك، فإن حالة الخوف التي سيطرت على المواطنين، كان سببها ما يعرف بـ«رهاب الزلازل»، والتي أصبحت ملحوظة بشكل واضح بعد زلزال تركيا وسوريا، كما يؤكد الهادي.
ويقول «هذه الحالة النفسية لا تخص مصر وحدها، لكن تخص كل دول المنطقة، التي أصبح مواطنوها يسألون عن موقع بلدهم من حزام الزلازل». ويضيف، أن «مصر ليست في حزام الزلازل، وهذا الزلزال قوته أقل من المتوسط ومصدره منطقة ليست (نشطة زلزالياً)».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.