علماء: إنزيم قد يكون السبب وراء اكتئاب بعض الناس

علماء: إنزيم قد يكون السبب وراء اكتئاب بعض الناس
TT

علماء: إنزيم قد يكون السبب وراء اكتئاب بعض الناس

علماء: إنزيم قد يكون السبب وراء اكتئاب بعض الناس

من المعروف علميا أن هناك تفاعلًا معقدًا بين هرموناتنا وأمعائنا وصحتنا العقلية. لكن حل تشابك الروابط الأكثر صلة داخل أجسامنا أثبت أنه أمر صعب. لذا وجد بحث جديد إنزيمًا واحدًا يربط الثلاثة وقد يكون وجوده مسؤولاً عن الاكتئاب لدى بعض النساء خلال سنوات الإنجاب.
فقد قارن الباحث الطبي بجامعة ووهان دي لي وزملاؤه مصل دم 91 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و 45 عامًا مصابات بالاكتئاب، و98 امرأة غير مصابة. وبشكل لا يصدق، كان لدى المصابات بالاكتئاب ما يقرب من نصف مستويات مصل الاستراديول (الشكل الأساسي للإستروجين الذي تستخدمه أجسامنا خلال سنوات الخصوبة).
إن فكرة أن الإستراديول مرتبط بالاكتئاب لدى الأشخاص الذين يعانون من هرمونات أنثوية قادرة على الإنجاب هي أكثر من 100 عام. فمن المعروف أن الانخفاض الطبيعي في هرمون الاستراديول أثناء انقطاع الطمث وبعد الحمل مرتبط بتغيرات المزاج السلبية.
هناك حالات أخرى بينها متلازمة تكيس المبايض وتضخم الغدة الكظرية الخلقي يمكن أن تسبب أيضًا انخفاض الإستراديول والاكتئاب. كما ان من المحتمل أن يفسر ارتباط الاكتئاب بالإستراديول سبب انتشاره بين النساء أكثر من الرجال. حيث يتم إنتاجه في المبايض فيقوم بتنظيم الدورة الشهرية. أيضا يتم استقلاب الاستراديول في الكبد ثم ينتقل إلى الأمعاء. وهنا، تتم إعادة امتصاص الهرمون جزئيًا مرة أخرى في مجرى الدم للمساعدة بالحفاظ على مستويات الدورة الدموية من هرمون الاستروجين. من أجل ذلك قام الباحثون بالتحقيق بأنشطة الاستراديول في القناة الهضمية.
ففي غضون ساعتين من إضافة الاستراديول إلى عينات الميكروبيوم البرازي من النساء المصابات بالاكتئاب، كان هناك تدهور بنسبة 78 في المائة في الهرمون. وفي الوقت نفسه، فإن الأنبوب الذي يحتوي على عينات ميكروبيوم من النساء غير المصابات بالاكتئاب شهد انخفاضًا بنسبة 20 في المائة فقط في الهرمون.
كما زرع العلماء ميكروبيوتا الأمعاء من 5 من النساء المصابات بالاكتئاب في الفئران، فأظهر انخفاضًا بنسبة 25 في المائة بمستويات الاستراديول بمصل الدم مقارنة بمجموعة السيطرة على الفئران. وعليه يبدو من الواضح أن ميكروب الأمعاء مسؤول عن التحلل المتزايد لهذا الهرمون داخل أنظمتنا الهضمية.
وانه لعزل الميكروب المسؤول، وضع لي والفريق عينات من الميكروبيوم من النساء المصابات بالاكتئاب على طبق أجار وقدموا لها الإستراديول كمصدر غذائي وحيد. وبعد ساعتين تحلل أكثر من 60 في المائة من الإستراديول إلى إسترون. إذ ازدهرت النقط البيضاء ذات الحواف الملساء والضبابية. وباستخدام مقياس الطيف الكتلي حدد الباحثون الميكروب؛ وهو سلالة من البكتيريا أطلقوا عليها اسم «Klebsiella aerogenes TS2020».
وقد أوضح الباحثون في ورقتهم البحثية أن «هذه النتائج تظهر أن K. aerogenes TS2020 يمكن أن يقلل من مستوى الاستراديول في الدم لدى الفئران ويحفز سلوكيات شبيهة بالاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لإدارة سيفوتاكسيم أن تخفف من هذه السلوكيات الشبيهة بالاكتئاب لدى الفئران»، وذلك وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص، نقلا عن Cell Metabolism.
وحسب الموقع، أظهر التحليل الجيني أن «K. aerogenes» يحول الإستراديول إلى الإسترون بإنزيم يسمى 3β-HSD (3β-hydroxysteroid dehydrogenase). حيث أدى وضع الجين الخاص بهذا الإنزيم في الإشريكية القولونية ومن ثم إصابة الفئران بهذه البكتيريا إلى نفس الانخفاض في الاستراديول وظهور أعراض الاكتئاب.
ولم يؤد إعطاء الإسترون للفئران إلى زيادة السلوك الاكتئابي واستبعاد الإسترون الزائد باعتباره مشكلة. كما استبعد لي وزملاؤه وجود جزيئات أخرى.
جدير بالذكر، ان الفئران التي لديها 3β-HSD المنتجة للإشريكية القولونية كانت لديها أيضًا مستويات استراديول أقل في أدمغتها، بما في ذلك منطقة الحُصين؛ وهي منطقة دماغية معروفة بأنها متورطة بشدة في الاكتئاب. كل هذه الأمور مجتمعة تشير إلى أن الإنزيم الناتج عن الميكروبات يسبب مشاكل في الدماغ.
وفي دراسة سابقة، حدد الباحثون مستويات متزايدة من نفس الإنزيم في المرضى الذكور المصابين بالاكتئاب. إذ يمكن أن يؤدي الإنزيم أيضًا إلى تدهور هرمون التستوستيرون. فيما يوضح الباحثون أنه «بأخذ هاتين الدراستين معًا، نتوقع أن إنزيم 3β-HSD متورط في تطور الاكتئاب وأن هذه العلاقة مستقلة عن الجنس. نعتقد أن بكتيريا K. aerogenes في البراز ليست بكتيريا الأمعاء الوحيدة التي يمكنها إنتاج 3β-HSD. فقد أظهرت بيانات التسلسل الميتاجينومي لدينا أن بكتيريا Bacteroides thetaiotaomicron و Clostridia تمتلك 3β-HSD. ومع ذلك، قد يكون هناك 3β-HSD أخرى منتجة لبكتيريا الأمعاء لحد الكشف عن التسلسل الميتاجينومي. لذلك تحتاج البكتيريا التي يمكن أن تنتج 3β-HSD إلى مزيد من الدراسة».
ويشير لي إلى أن «البكتيريا المهينة للإستراديول في الأمعاء وخاصة الإنزيمات التي تعبر عنها هذه البكتيريا، قد تكون أهدافًا أفضل للتدخل».
ويعاني حوالى 280 مليون شخص من الاكتئاب حول العالم. وبالنسبة لأولئك الذين يعتمدون على المساعدة الخارجية في كيمياء الدماغ، فإن خيارات العلاج الأفضل المستمدة من فهم هذه الروابط بين الدماغ والأمعاء والهرمونات لا يمكن أن تكون قريبة الآن بما يكفي.


مقالات ذات صلة

خبراء يحذرون من «سرعة تطور» فيروس إنفلونزا الطيور

كتكوت تحت تجربة لقاح إنفلونزا الطيور في كاليفورنيا الأحد الماضي (أ.ب)

خبراء يحذرون من «سرعة تطور» فيروس إنفلونزا الطيور

حذر خبراء من أن فيروس «إتش5إن1» الذي يقف وراء الانتشار القياسي لإنفلونزا الطيور في جميع أنحاء العالم، يتغير بسرعة مع توجيه نداءات متزايدة لتلقيح الدواجن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تم استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لإنشاء هذه الخريطة الملونة للمسارات العصبية ( YVONNE W. LUI, MD, AND EYAL LOTAN, MD)

أداة جديدة لاكتشاف تلف المخ غير المرئي لدى الرياضيين

عرف الخبراء منذ فترة طويلة المخاطر المحتملة لعملية الارتجاج في المخ بين الرياضيين؛ خصوصاً أولئك الذين يمارسون الرياضات عالية الاحتكاك، مثل كرة القدم والهوكي.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
صحتك تحديد 36 بروتيناً بالدم تتنبأ بسرطان الرئة (غيتي)

بروتينات في الدم تتنبأ بحدوث سرطان الرئة

حدد باحثون من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، 36 بروتينا في عينات الدم، تساعد على  التشخيص المستقبلي لسرطان الرئة

حازم بدر (القاهرة)
صحتك «فقدان الأحبة» قد يؤدي لخسائر صحية «فادحة» (Public Domain)

«فقدان الأحبة» قد يؤدي لخسائر صحية «فادحة»

يمكن أن يؤدي «فقدان الأحبة» إلى خسائر صحية «فادحة»؛ ليس على مستوى الصحة النفسية فقط؛ لكن على مستوى الصحة الجسدية أيضاً.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
أفريقيا معدل الوفيات بـ«ماربورغ»  يصل إلى 88 في المائة من الإصابات (رويترز)

تنزانيا تعلن انتهاء تفشي فيروس «ماربورغ» المميت

أعلنت تنزانيا اليوم الجمعة انتهاء تفشي فيروس «ماربورغ» المميت، بحسب ما أفادت منظمة الصحة العالمية.

«الشرق الأوسط» (دودوما)

تكريم الكاتب التوغولي سامي تشاك ومناقشة دور الناشرين في الإبداع

من أنشطة المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)
من أنشطة المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)
TT

تكريم الكاتب التوغولي سامي تشاك ومناقشة دور الناشرين في الإبداع

من أنشطة المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)
من أنشطة المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)

شهد اليوم الثاني من فعاليات الدورة الـ28 لـ«المعرض الدولي للنشر والكتاب» في الرباط، تنظيم نشاطات ثقافية عدّة، سلّط بعضها الضوء على الأدب الأفريقي، من خلال تكريم الكاتب التوغولي سامي تشاك، الحائز على جائزة «إيفوار» للأدب الأفريقي الناطق بالفرنسية لعام 2022.

وشكّل التكريم، ضمن ندوة حول «كتاب في دائرة الضوء أو فن التميز»، مناسبة للكاتب لتقديم روايته «قارة الكل أو تقريباً لا شيء». وتتناول هذه الرواية الحائزة على الجائزة، قصة عالم إثنيات فرنسي يزور، في إطار بحثه الخاص لإعداد رسالة الدكتوراه، قرية في توغو، فتتشكل لديه أسئلة حول تصوّره للغير وكتابة تاريخ الآخر. عنها، يعلّق الروائي التوغولي: «العلاقة بالآخر تكون دائماً محطّ سوء فهم. وقد يشكّل سوء الفهم هذا ثروة نملكها تكون منطلقاً لطرح الأسئلة الحقيقية»، مؤكداً أنه يحاول دائماً في كتاباته أن يكون «واضحاً بشأن مشاكل القارة الأفريقية التي تقع في صلب حركية العالم»، مشدداً على أنّ أفريقيا، انطلاقاً من مشاكلها، «ستحقق نهضتها لتثبت أنها قارة المستقبل». وأيضاً، كان له تعليق على التكريم الذي حظيت به توغو، فأكد فخره بتلقي هذا التكريم في بلد أفريقي، وعن شعوره بأنه موجود في بلده. يُذكر أنّ تشاك وُلد عام 1960 في توغو، حيث حصل على إجازة في الفلسفة، ليتابع دراساته العليا بجامعة السوربون وينال دكتوراه في علم الاجتماع. وهو ألَّف روايات عدّة حازت على جوائز مثل «عيد الأقنعة» و«هكذا تكلم والدي» و«خرافات العصفور».

من جهة أخرى، تناول عدد من المثقفين الدور الحيوي للجوائز في تنشيط فعل القراءة وإعادة ضخّ الروح في الحركة الثقافية العربية.

وجرى التطرّق، خلال ندوة حول موضوع «الأدب أفقاً للتفكير، أثر الجوائز في صناعة الكتّاب وتعزيز القراءة في العالم العربي»، إلى مساهمة مختلف الجوائز بإبراز الأعمال الأدبية المميزة وإنتاج المعرفة وصناعة الكتاب الأصيل. وقال الناقد العراقي عبد الله إبراهيم، إنّ الجوائز تساهم، في ظلّ التحديات المطروحة، في تنشيط فعل القراءة، مشدداً على ضرورة خلق تقاليد قرائية في المجتمع الأدبي عبر تركيز الاهتمام على الأعمال المهمّة. وأوضح أنّ «الجوائز، بصرف النظر عن جوانبها المتعلّقة بالاحتفاء والتكريم تستند إلى فكرة مهمّة تتمثل في تنقية الأعمال والدفع بها إلى واجهة اهتمام المجتمع الثقافي»، مضيفاً أنها تلقي الضوء على الأعمال المميزة بعد عكف لجان الجوائز لمدة طويلة على قراءة الأعمال المشاركة ومناقشتها والتأمل في مبناها ومعناها. وأبرز إبراهيم ضرورة عدم الاقتصار على القيمة المالية للجوائز، بل التفكير في كيفية إدراج مؤلّفات الكتّاب بتيار الثقافة القومية والعالمية والسعي إلى وضعها ضمن المخيال الأدبي العام، مشيراً إلى أنّ التعاون بين دور النشر وإدارة الجوائز والمؤلّفين يُعدّ أمراً ضرورياً.

من جانبه، لفت الباحث والكاتب السعودي عبد العزيز السبيل، إلى جدوى أن يهتم القائمون على الجوائز بالعمل في ذاته، مضيفاً: «الجوائز العربية مهمّة جداً في تنشيط المجتمع الأدبي والثقافي، ومن شأنها المساهمة بشكل كبير بإثارة انتباه الجوائز الأدبية العالمية الكبرى إلى أعمال الكتّاب».

بدوره، تطرّق الباحث السعودي سعيد بن فايز السعيد، إلى الموضوع من زاوية الترجمة، فألمح إلى أهمية وجود فروع للترجمة في الجوائز الأدبية، لكون الترجمة أضحت اليوم خياراً استراتيجياً لمواكبة التطوّر العلمي وحماية اللغة العربية والهوية القومية. وذكر أنه «يجب تجاوز النظرة السلبية القائلة بتدني مستوى الترجمة في العالم العربي»، مشيراً إلى وجود مبادرات عدّة استشعرت أهمية الترجمة في تنشيط تسويق الكتاب ونقل العلوم وإنتاج المعرفة.

من جانبه، شدّد الكاتب والشاعر المغربي حسن نجمي، على الحاجة إلى جائزة عربية كبيرة مخصّصة للشعر الحديث، لافتاً إلى أنّ الشعر يعيش اليوم حالة الهشاشة، ويحتاج إلى خطوط دعم خلفية في سياق التحولات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية المتسارعة. وحذّر من تحويل الجوائز الأدبية معياراً لتحليل المشهد الأدبي في العالم العربي ومقاربته وتقييمه، ورصد قيمه وتوجهاته وتياراته الجدّية، مشيراً الى أنّ الجائزة لا يمكن أن تشكل آلية حقيقية في تدقيق النظر إلى حقيقة المشروع الأدبي العربي.

على صعيد آخر، لفت ناشرون من المغرب وكيبيك إلى الدور المهم للناشرين في العملية الإبداعية، وتطرقوا خلال لقاء ضمن فعاليات المعرض إلى مواضيع تتناول العلاقة بين المؤلّف والناشر، مستعرضين التحديات المتعلّقة بعملية التأليف، بما فيها تطوير «حياة للكتاب بعد نشره»، ما يفسّر الحاجة إلى الامتثال لشروط تجارية معينة، وإيجاد أرضية تفاهم مع المؤلّف بشأن بعض الجوانب مثل غلاف الكتاب وعنوانه.

إلى العلاقة بين الناشر والمؤلّف، أثار المشاركون في اللقاء قضايا مرتبطة بتداول الكتاب في الفضاء الناطق بالفرنسية، داعين المؤلّفين إلى تحرير أنفسهم من تأثير الفولكلور والتقاليد، لتطوير كتابة شاملة ومعاصرة أكثر. كما دافعوا عن الأدب الناطق بالفرنسية في مواجهة زحف اللغة الإنجليزية، وطالبوا بدعم مالي أكبر لتعزيز مكانة الكتاب الفرنسي في السوق. كذلك دعوا إلى «إضفاء الطابع المهني» على صناعة الكتاب في المغرب، فضلاً عن وضع ميثاق أخلاقي حقيقي يلبي حاجات أصحاب المصلحة، مذكرين بأن مشروع المخطوط يتطلّب من الناشرين والمؤلّفين العمل سوياً للنهوض بالأدب والمشاركة في تنمية المجتمع.


البطولة النسائية... موضة عابرة أم استثمار طويل الأمد؟

البطولة النسائية... موضة عابرة أم استثمار طويل الأمد؟
TT

البطولة النسائية... موضة عابرة أم استثمار طويل الأمد؟

البطولة النسائية... موضة عابرة أم استثمار طويل الأمد؟

خلال السنوات القليلة الماضية تحوّلت البطولة النسائية في الدراما العربية، إلى ما يُشبه الموضة. داخل الموسم التلفزيوني الرمضاني وخارجه، باتت الحكايات التي تتمحور حول سيدات هي الطاغية على سواها؛ أكان في الدراما أم في الكوميديا، أو حتى في التشويق.

تراجَع حضور الذكور على الشاشة لصالح الإناث، وليست مسلسلاتٌ مثل «تحت الوصاية»، و«للموت»، و«حضرة العمدة» وغيرها، سوى دليل على هذا الواقع الدرامي المستجدّ.

لا تُنكر كاتبة «للموت» نَدين جابر في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن «المساحة الممنوحة لحكايات النساء اتّسعت مؤخراً في الدراما العربية». هذا عموماً، أما على صعيد قلمها فهي تكشف أنها عندما راودتها فكرة المسلسل عام 2016، تساءلت: «لماذا يجب أن تكون المرأة دائماً شخصية مسانِدة أو مكمّلة للرجل؟ لماذا لا تتشارك البطولة مع نساء أخريات، وليس مع رجل كما جرت العادة؟».

في «للموت» وسواه من مسلسلاتها، ركّزت نَدين جابر على الشخصيات النسائية (الشرق الأوسط)

المرأة تكتب عن المرأة

يبدو أن السؤال الذي راود نَدين جابر، طرحه كذلك كتّابٌ ومنتجون كثُر على أنفسهم؛ فكانت النتيجة عشرات المسلسلات حيث البطولة نسائية. لم يقتصر الأمر على الحكايات المستوحاة من قضايا إنسانية وحقوقية واجتماعية، كما في «تحت الوصاية» و«لعبة نيوتن» مع منى زكي، و«فاتن أمل حربي» و«عملة نادرة» مع نيللي كريم، و«بطلوع الروح» مع إلهام شاهين ومنّة شلبي. فقد انسحبت البطولة النسائية المطلقة على الكوميديا كذلك، من خلال أعمال مثل «البحث عن عُلا» مع هند صبري، و«صالون زهرة» مع نادين نجيم، و«كامل العدد» مع دينا الشربيني، و«شغل عالي» مع فيفي عبده وشيرين رضا.

للممثلات البطلات حصّـتهن كذلك في مسلسلات الجريمة والتشويق، مثل «اختطاف» مع إلهام علي، وثلاثية «للموت» حيث كرّست ماغي بو غصن ودانييلا رحمة مفهوم البطولة النسائية المشتركة. توضح الكاتبة نَدين جابر في هذا السياق أنها تمرّدت على نفسها عندما بدأت تسكب فكرة المسلسل على الورق. تضيف: «تعمّدت منح الممثلة المرأة المساحة الكافية لتقول ما تريد».

منذ انطلاقتها في الكتابة الدرامية، حرصت نَدين جابر على رفع صوت النساء وتمييزهنّ كما كانت الحال في مسلسلات مثل «قصة حب»، و«بلحظة»، و«عشرين عشرين»، و«صالون زهرة». يبدو لها الأمر بديهياً: «مَن أفضل من المرأة ليكتب عن المرأة؟ أفهمها. هي أنا وأنا هي. أوجاعنا ومشاكلنا مشتركة»، تقول نَدين جابر.

تتجنّب الكاتبة اللبنانية توصيف البطولة النسائية بأنها موضة رائجة، بل تراها ضرورة فتقول: «من الواضح أن الانطلاقة كانت في مصر ووصلت متأخرةً إلى الدراما اللبنانية – السورية المشتركة. كان يجب أن نمنح المرأة صدارة الدراما منذ زمن». وتذكّر هنا بممثلات رائدات وضعن حجر الأساس للبطولات النسائية مثل فاتن حمامة، وليلى علوي، ويسرا.

البطولة النسائية الهادفة

الصورة الدرامية الأنثوية التي كان متعارفاً عليها في الماضي القريب، هي صورة الفتاة الجميلة والأنيقة حيث كانت تكتفي الممثلة بمساندة البطل والوقوع في حبّه. أما حالياً، فقد تحطّم هذا النموذج أو على الأقل، فإنه ما عاد رائجاً. البطلات في الدراما هنّ سيدات مستقلّات وقويّات وصاحبات رسائل وقضايا، وحتى في الشكل فهنّ تخفّفن من التبرّج وتعمّدن الظهور على طبيعتهنّ وبأقلّ قدر ممكن من الأناقة.

تتحدّث نَدين جابر عن البطولة النسائية الهادفة، التي «تحمل فيها الشخصية على ظهرها رسائل اجتماعية ومشاكل تعانيها النساء». حتى في البطولات المشتركة بين امرأة ورجل، باتت للأنثى فرادتها وخطّها الدرامي المستقل، وفق الكاتبة.

نادين نجيم في مسلسل «صالون زهرة» (إنستغرام)

ليست الرسالة التي تحملها البطلة منبثقة بالضرورة عن قضية واقعية، كما حصل في «فاتن أمل حربي» و«تحت الوصاية» وغيرها من المسلسلات الاجتماعية. ففي رأي نَدين جابر: «الدراما ليست واقعاً مائة بالمائة، بل غالباً ما تكون خيالاً وحدّوتة». وتضيف: «نحن لا نصنع (وثائقياً)، بل نمرر رسائلنا الواقعية ضمن حبكة دراميّة، كما حصل في (للموت)».

حمّلت نَدين جابر شخصيتَي سحر وريم رسائل عدّة، كقضية أطفال الشوارع، وتزويج القاصرات، والاغتصاب الزوجي. لا تُنكر مؤلّفة العمل أن «المبالغة هي سيدة الموقف في هذا المسلسل، فهذه هي لعبة الدراما ومن المشروع تضخيم الأحداث والشخصيات». أما التوظيف الزائد لصورة المرأة العنيفة والمثيرة، بما في ذلك من استعراض للقوة البدنية وللألفاظ غير اللائقة، فتفسّره نَدين جابر على أنه انعكاس لنماذج حقيقية مستوحاة من الحياة اليومية. توضح قائلةً: «يمكن إيجاد شخصيات شبيهة بسحر وريم في الواقع وليس على الشاشة فحسب، مثل النساء اللواتي يصطدن رجالاً أثرياء لاستغلالهم مادياً».

البطولة النسائية ترفع نسبة المشاهَدة

لا تلقى البطولات النسائية رواجاً في الدراما العربية حصراً، فهوليوود وأوروبا كانتا في طليعة مَن وضع المرأة في صدارة المسلسلات. ووفق الأرقام، فإن نسبة الشخصيات النسائية في المسلسلات الأميركية ارتفعت من 36 في المائة في 2018 إلى 50 بالمائة عام 2021.

هوليوود وأوروبا في طليعة مَن منح النساء بطولة المسلسلات

لم يأتِ اهتمام الجهات الإنتاجية بالبطولة النسائية من عدم، بل ارتكز إلى قاعدة «الجمهور عايز كده». خلال السنوات القليلة الماضية، اتّضح أن المشاهدين في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية يفضّلون المسلسلات حيث البطولة للنساء، أكان في الكوميديا أم في الخيال العلمي أو التشويق. أما الدراما فغالبيّة مشاهديها من الإناث، اللواتي يتماهين مع البطلات ومع قصصهنّ ومع القضايا التي يحملنها.

تَبيّنَ أن صورة البطلة الجميلة ما عادت تكفي القاعدة الجماهيرية، والدليل على ذلك نجاح مسلسلات مثل «Scandal»، و«Inventing Anna»، و«Maid»، و«The Crown»، و«The Queen’s Gambit»... هذا لا يعني أن البطلات في تلك المسلسلات لا يتمتّعن بمواصفات جماليّة كافية، لكنّ حكاياتهنّ تتفوّق على أشكالهنّ، وقوّتهنّ الحقيقية تكمن داخل رؤوسهنّ وليس فوق وجوههنّ.


بلدة آيرلندية تمنع أطفالها من استخدام الهواتف الذكية

دشن الآباء هذه المبادرة بسبب المخاوف من تسبب استخدام الهواتف في زيادة القلق (أ.ف.ب)
دشن الآباء هذه المبادرة بسبب المخاوف من تسبب استخدام الهواتف في زيادة القلق (أ.ف.ب)
TT

بلدة آيرلندية تمنع أطفالها من استخدام الهواتف الذكية

دشن الآباء هذه المبادرة بسبب المخاوف من تسبب استخدام الهواتف في زيادة القلق (أ.ف.ب)
دشن الآباء هذه المبادرة بسبب المخاوف من تسبب استخدام الهواتف في زيادة القلق (أ.ف.ب)

استناداً إلى مبدأ «القوة في العدد»، تجمّع آباء في بلدة غريستونز الآيرلندية، وتوحدوا في مواجهة أطفالهم، ومنعهم من استخدام الهواتف الذكية حتى يلتحقوا بمرحلة التعليم الثانوي.

تبنت اتحادات الآباء في المدارس الابتدائية الثماني الموجودة في المنطقة قاعدة عدم استخدام الهواتف الذكية؛ من أجل تكوين جبهة موحدة ضد تجمع الأطفال في إطار جماعة ضغط. قالت لورا بورن، التي لديها ابن في المرحلة الابتدائية: «إذا فعل الجميع ذلك في كل الأنحاء لن يشعر أحد بأنه غريب. إن هذا يجعل الأمر في غاية السهولة. كلما طالت مدة حفاظنا على براءتهم، كان ذلك أفضل».

وكانت المدارس والآباء في البلدة بمقاطعة ويكلاو قد دشنوا تلك المبادرة خلال الشهر الماضي على خلفية المخاوف من تسبب استخدام الهواتف الذكية في زيادة القلق، وتعريض الأطفال إلى مواد مخصصة للبالغين. يمثل هذا نموذجاً نادراً لبلدة كاملة تتخذ موقفاً مشتركاً فيما يتعلق بهذا الأمر، طبقاً للتقرير الذي نشرته صحيفة «الغارديان» الإنجليزية.

ويتمثل الاتفاق الطوعي الاختياري في منع الأطفال من استخدام الهواتف الذكية، سواء كان ذلك في المنزل أو المدرسة أو أي مكان آخر، إلى أن يصلوا إلى مرحلة التعليم الثانوي. وهناك أمل في أن ينجح تطبيق ذلك على كل الأطفال في المنطقة في الحد من ضغط الأقران وتخفيف مشاعر الاستياء.

وقالت ريتشيل هاربر، مديرة مدرسة «سانت باتريك»، التي قادت المبادرة: «فترات الطفولة تصبح أقصر فأقصر»، مشيرة إلى أن الأطفال ذوي التسعة أعوام بدأوا يطلبون امتلاك هواتف ذكية. وأضافت قائلة: «لقد بدأ هذا يتسلل إليهم في مرحلة مبكرة من العمر، ويستمر حدوثه بدرجة أكبر. ونحن نرى هذا بوضوح».

وكانت المدارس قد منعت في السابق استخدام الأجهزة داخلها، أو وضعت قيوداً على هذا الأمر، لكنها ظلت تشهد أثر مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال الذين لديهم هواتف، وكيف تسبب ذلك في إثارة فضول تلاميذ آخرين.

وقد جذبت تلك المبادرة اهتمام اتحادات الآباء في آيرلندا، وخارجها، وحثّت ستيفن دونيلي، وزير الصحة الآيرلندي، الذي يعيش بالقرب من بلدة غريستونز، على التوصية بتطبيق هذا الأمر بوصفه سياسة عامة على مستوى البلاد.


اعتزال التمثيل المفاجئ بمصر: قناعة شخصية أم محاولة لـ«لفت الانتباه»؟

تصدرت الفنانة ميرهان حسين ترند موقعي «غوغل» و«تويتر» (حسابها على إنستغرام)
تصدرت الفنانة ميرهان حسين ترند موقعي «غوغل» و«تويتر» (حسابها على إنستغرام)
TT

اعتزال التمثيل المفاجئ بمصر: قناعة شخصية أم محاولة لـ«لفت الانتباه»؟

تصدرت الفنانة ميرهان حسين ترند موقعي «غوغل» و«تويتر» (حسابها على إنستغرام)
تصدرت الفنانة ميرهان حسين ترند موقعي «غوغل» و«تويتر» (حسابها على إنستغرام)

بينما يفضل بعض الفنانين المصريين الابتعاد عن الأضواء واعتزال التمثيل في صمت تام، فإن آخرين يعلنون عن قراراتهم بشكل مفاجئ يبدو صادماً للجمهور.

وعلى الرغم من اختلاف الأعمار والأسباب، فإن كثيراً من المعتزلين انتقدوا آلية توزيع الأدوار واختيار أطقم الأعمال الدرامية، واتهام الوسط الفني بـ«الشللية» و«عدم التقدير»، وسط تساؤلات بشأن الإعلان عن الاعتزال وهل هو اعتزال نهائي لا رجعة فيه عن قناعة شخصية تامة، أم مجرد صرخة فنية للفت الانتباه.

وتصدرت الفنانة المصرية ميرهان حسين ترند موقعي «غوغل» و«تويتر» خلال الساعات الماضية، بعدما باغتت الجميع بإعلانها الاعتزال عبر «ستوري» بصفحتها الشخصية على «إنستغرام»، مبررة لجوءها إلى هذا القرار بـ«عدم تقديرها شخصياً أو مهنياً»: «لا أحد يقدر مواهبي الفنية المتعددة، لذلك قررت الاعتزال ولن أعرض موهبتي مرة أخرى في وسط تحكمه المصالح والواسطة».

وأعلن فنانون وفنانات خلال السنوات الأخيرة عن اعتزالهم التمثيل، من بينهم ليلى طاهر ولقاء سويدان والفنان اللبناني يوري مرقدي وأدهم نابلسي وشيرين عبد الوهاب وعبير صبري ومنة فضالي وحلا شيحة وإيمان العاصي وحنان ترك ومنى عبد الغني وتوفيق عبد الحميد ووفاء سالم وشريف إدريس وحسين أبو الحجاج وساندي.

وعلقت الاستشارية النفسية الدكتورة إيمان الريس على ضجة اعتزال الفنانين بين الحين والآخر، قائلة: «الموضوع له شقان نفسي ودعائي، والممثل مثله مثل أي إنسان عرضة للشعور بعدم التقدير وعدم وجود فرص مناسبة وسيطرة المحسوبية وعدم تكافؤ الفرص».

وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «القدرة تكمن في تخطي البعض هذه الفترة بسهولة عن طريق السعي والتغير الجذري في نمط الحياة وإعادة الحسابات والتأني في الخطوات المقبلة، أما الجانب الدعائي فهو يخص البعض ممن يسعون لتصدر الترند، والعودة للظهور على الساحة، وهي طريقة يستخدمها البعض من أجل إحياء اسمه مجدداً، وهذا يعد نداء للمنتجين والقائمين على الأعمال الفنية للالتفات إليهم».

الفنانة ميرهان حسين (حسابها على إنستغرام)

بدأت ميرهان حسين مشوارها الفني من خلال مشاركتها في برنامج اكتشاف المواهب «ستار أكاديمي» عام 2008، وشهد فيلم «عمر وسلمى 2»، أولى مشاركتها السينمائية عام 2009، بينما كان مسلسل «ماما في القسم» بداية أعمالها في الدراما التلفزيونية عام 2010، وكان آخر عمل سينمائي شاركت فيه فيلم «اثنين للإيجار» وتلفزيونياً من خلال مسلسل «الونش»، وفي المسرح شاركت في «موسم الرياض» بمسرحية «مبروك جالك ولد»، التي عُرضت على مسرح محمد العلي بالعاصمة السعودية الرياض، وكان آخر ظهور إعلامي للفنانة المصرية من خلال برنامج «جمعتنا الليلة» عبر قناة الظفرة الإماراتية في شهر رمضان الماضي، وخلال حلقتها قالت ميرهان إن «الموهبة هي أساس الفن وليس الواسطة، وإن إعلاني الاعتزال من قبل كان لحظة إحباط، وعدلت عنه لأنني أحب الفن بشكل كبير».

واشتهرت ميرهان حسين بتقليد الشخصيات الفنية بشكل عام، خصوصاً الأعمال اللافتة التي قدمتها الفنانة المصرية نبيلة عبيد من خلال فيديوهات عدة تنشرها عبر صفحتها الشخصية بموقع «إنستغرام»، وفي حوار سابق قالت نبيلة عبيد إنها أعجبت بتقليد ميرهان لشخصياتها الفنية ولضحكتها الشهيرة، وفي تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أكدت نبيلة عبيد أن «ميرهان فنانة جميلة ومرحة، وقرار الاعتزال أمر شخصي»، لكنها طالبتها بالاستمرار في تقليدها حتى بعد الاعتزال.

وقالت يارا أحمد، المسؤولة الإعلامية للفنانة ميرهان حسين، إنها لن تستطيع الحديث أو الرد في الوقت الحالي، لكنها في الوقت نفسه لا تسعى لتصدر الترند كما يشاع، مؤكدة في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أن «ميرهان فنانة موهوبة وتهتم بالتفاصيل وتحضّر لأعمالها بجدية، ولا تعتمد على (الشللية)».

ويرى الناقد الفني المصري محمد عبد الخالق أن أي فنان عرضة للمرور بلحظة يشعر فيها بالظلم أو بعدم جدوى ما يفعل، وأكد عبد الخالق لـ«الشرق الأوسط» أن «بعض الفنانين يحدث لهم تحول فكري يدفعهم للاعتزال وأحياناً يصل الأمر إلى التبرؤ مما قدموا كل حسب قناعاته».

وعلق عبد الخالق على قرار اعتزال ميرهان حسين قائلاً: «ميرهان أعلنت اعتزالها من قبل في ديسمبر (كانون الأول) 2022، بسبب عدم التقدير الفني والشللية حسب تعبيرها». وأكد عبد الخالق أن العلاقات والصداقات في الوسط الفني بالفعل مفيدة جداً للفنان وتختصر له وقتاً وجهداً بشرط أن يكون فناناً حقيقياً يستحق الفرصة التي يحصل عليها، لأنه في النهاية لن يستمر سوى الموهوب، مشيراً إلى أن «هذه الشكوى لا نسمعها من الفنانين الشباب فقط بل امتدت لأسماء كبيرة في عالم الفن يجلسون في بيوتهم من دون عمل».


هشام نزيه: الميزانيات الضخمة ليست السبب الوحيد لتفوّق أميركا فنياً

هشام نزيه (فيسبوك الفنان)
هشام نزيه (فيسبوك الفنان)
TT

هشام نزيه: الميزانيات الضخمة ليست السبب الوحيد لتفوّق أميركا فنياً

هشام نزيه (فيسبوك الفنان)
هشام نزيه (فيسبوك الفنان)

يعدُّ الموسيقار المصري هشام نزيه، أيَّ عمل يخوضه «بداية جديدة» ويشدد على أنّ «الإبداع أمانة لا يمكن خيانتها». يجمعه مع «الشرق الأوسط» حديث عن تجربته في حلقات «Moon Knight» مع المخرج المصري محمد دياب، ومشاركته في «موكب المومياوات الملكية»، إلى تجربته في لجنة تحكيم جوائز «الأوسكار» خلال الدورة الماضية.

يرى «الموسيقى حياة»، وهو دائم الانشغال بها. وتتويجاً لهذا الحب، حصل أخيراً على جائزة أفضل موسيقى تصويرية عن فيلم «كيرة والجن» مرتين، إحداهما من «المهرجان الكاثوليكي للسينما المصرية»، والأخرى من «مهرجان جمعية الفيلم».

الموسيقار هشام نزيه وجائزة أفضل موسيقى تصويرية بالمهرجان الكاثوليكي للسينما (فيسبوك الفنان)

يؤكد نزيه أنّ تأليف موسيقى أي فيلم هي لحظة خاصة لن تتكرر: «أؤمن أنّ الفرص لا تتشابه، وكل خطوة بداية جديدة». يعلّق على فيلم «كيرة والجن»: «هو متقدّم جداً على المستوى الفني؛ ضمّ فنانين يروقني العمل معهم. كان بمثابة مبارزة ترتقي بمستوى الفنان»، موضحاً أنه آخر مَن يشاهد نسخة الفيلم قبل طرحها جماهيرياً، «فشعرتُ بتحدٍ لأنّ الجميع قدّم أفضل ما لديه، وانتابني شعور بأنني في امتحان شخصي». له نظرته للأفلام والإبداع: «هي تعيش لفترات طويلة، والإبداع أمانة لا يمكن أن أخونها. وأشعر بالفخر لكوني شاركتُ في هذا الفيلم».

وضع نزيه الموسيقى التصويرية لأفلام عدّة من بينها «الساحر»، «هيستريا»، «إكس لارج»، «الفيل الأزرق»... لافتاً إلى عدم موافقته على أي فيلم، فيقول: «هي مسؤولية لرفضي الاستهانة بالمُشاهد. ثمة أفلام أكون معنياً بها منذ البداية، وأخرى تبدأ علاقتي بها مع تسلُّم نسخة الفيلم. كلما كان لدي الوقت، فكّرتُ ملياً بما سأقدّمه. بعض الموسيقى قد تستغرق أشهراً وأخرى أياماً، فقد وضعتُ موسيقى (كيرة والجن) في ثلاثة أسابيع مثلاً. الفكرة قد تولد في ثانية، لكن هذه الثانية قد تأتي كل أشهر».

الموسيقار المصري هشام نزيه (فيسبوك الفنان)

خاض هشام نزيه تجربة مهمة في حلقات عالم مارفل «Moon Knight» التي أخرجها محمد دياب وعرضت العام الماضي عبر «ديزني بلس». يقول عن هذه «التجربة الخاصة»: «لطالما شاهدنا بانبهار هذه الأعمال وأُعجبنا بها وتوقفنا عند أسباب تفوّقها. حين دخلت مطبخ (مون نايت) اكتشفتُ جانباً من هذا التفوّق. الحكاية ليست مجرّد فارق في الميزانيات. ثمة أشياء على المستويَيْن المهني والإنساني تُحدث الفارق الكبير. لا شك أنها فرصة مهمّة جداً لي، لأنّ جمهور (مارفل) متعدّد الأطياف، وهي التجربة الأولى لمخرج مصري وبروح مصرية في الموسيقى والأغنيات؛ كان وراءها المخرج محمد دياب الذي أشكره لإتاحته الفرصة».

وانضم الموسيقار المصري العام الماضي إلى أعضاء «أكاديمية فنون وعلوم الصورة الأميركية» التي تنظم مسابقة «الأوسكار»، وشارك في تحكيم دورتها الـ95، إذ أُتيحت له مشاهدة الأفلام المتسابقة والمشاركة في التصويت. عن التجربة، يقول: «يكمن فارق بين أفلامنا وأفلامهم، ليس في الموهبة أو الميزانيات الضخمة؛ لكن لاعتبارات أخرى أهمها الإصرار على الإتقان وجرأة الطموح الفني الذي لو تحقّق لدينا سنتقدّم كثيراً من المنافسة».

وفي «موكب المومياوات الملكية» الذي لاقى اهتماماً عالمياً قبل عامين، قدّم نزيه عملاً ضخماً عبر موسيقى غير تقليدية حملت بصمته الفنية. نستعيد معه تلك اللحظات، فيقول: «أتذكر حين نُقل تمثال رمسيس منذ سنوات، وخرج المصريون يتابعونه عبر الشرفات. فما البال بنقل 22 ملكاً وملكة في حدث تابعه العالم كله؟ الحقيقة أنّ المسؤولين لم يبخلوا عليَّ في أي فكرة طرحتها، ومنها أن تكون الموسيقى مباشرة، وهو قرار خطر. مع آخر بروفة قبل العرض، اكتشفتُ ضخامة الاحتفال وشعرتُ أننا نقدّم (حالة حلوة). سمعتُ إطراء لن أنساه، وغمرتني سعادة لتقديم عمل تضافرت فيه الجهود بشكل إيجابي ومنضبط، مما يؤكد أننا نستطيع تحقيق إنجازات كبيرة لو تعالينا عن الصغائر».

وكان «مهرجان القاهرة السينمائي» في دورته الأربعين، كرَّم نزيه بـ«جائزة فاتن حمامة للتميز»، التي تُمنح عادة لممثلين، وكانت المرة الأولى التي تذهب إلى موسيقي بإجماع أعضاء اللجنة بسبب التأثير الذي أحدثه في موسيقى الأفلام.

كذلك، وضع نزيه الموسيقى التصويرية للفيلم السعودي «الهامور»، فيعلّق: «شاهدت نسخة الفيلم وفوجئت بمستواه الفني المتميز. أتمنى أن يكون هناك تبادل فني قوي بيننا، وتحقّق مصر والسعودية مكاسب بهذا التعاون. ولا بدّ من الإشارة إلى حفلتَي الموسيقيَيْن الكبيرَيْن محمد الموجي وهاني شنودة في المملكة. لقد كانتا رائعتين».

يُذكر أنّ نزيه قدّم ألحاناً لأغنيات بينها «نص حالة» لأصالة وأخرى لفريق «واما»، وعن التلحين يوضح: «ألحّن حين يحمّسني عمل. أنا مؤلّف موسيقي في المقام الأول، وتلحين الأغنيات نشاط ثانوي».

وهو ظهر ممثلاً في فيلم «آيس كريم في جليم» مع عمرو دياب، لكنه لم يكرّر التجربة: «كنت في السنة الأولى بكلية الهندسة، وحين طُلبت في الفيلم لم أكن أعرف شيئاً عن دوري. اعتقدتُ أنني سأعزف الموسيقى. التمثيل مجال لا أطمح إليه».

مصدر الصور:


تشيلي تستبعد إنفلونزا الطيور في نفوق آلاف منها

بلغ عدد الطيور البحرية النافقة في أكثر من 3500 طائر حتى الآن (أ.ب)
بلغ عدد الطيور البحرية النافقة في أكثر من 3500 طائر حتى الآن (أ.ب)
TT

تشيلي تستبعد إنفلونزا الطيور في نفوق آلاف منها

بلغ عدد الطيور البحرية النافقة في أكثر من 3500 طائر حتى الآن (أ.ب)
بلغ عدد الطيور البحرية النافقة في أكثر من 3500 طائر حتى الآن (أ.ب)

عُثر على ما لا يقل عن 3500 طائر بحري نافق منذ 26 مايو (أيار) على شواطئ شمال تشيلي، وفقاً للسلطات التي تحقق في هذه الظاهرة لكنها تستبعد فرضية إنفلونزا الطيور.

وتَبيّنَ أن الطيور النافقة من نوع الغاق بوغانفيل، التي تُطلق عليها تسمية غاق غواناي في أميركا الجنوبية وتتميز بريشها الأبيض والأسود.

وعمل موظفون من إدارة الزراعة والثروة الحيوانية يرتدون بزات واقية خاصة على جمع مئات الطيور النافقة التي كانت تنتشر على شواطئ كوكيمبو، على بعد نحو 400 كيلومتر إلى الشمال من العاصمة سانتياغو، وهي منطقة سياحية تضم فنادق ومطاعم وكازينوهات.

وقال مدير مكتب الزراعة والثروة الحيوانية في كوكيمبو خورخي ماوتز لوكالة الصحافة الفرنسية إن نتائج التحاليل التي صدرت الجمعة استبعدت أن يكون النفوق ناجماً عن إنفلونزا الطيور، لكنّها لم تتوصل بعد إلى تحديد أسباب الظاهرة.

وتوقّع ماوتز أن يكون «شيء ما يحدث في البحر» يتسبب في نفوق هذه الطيور التي تغوص في المحيط لاصطياد فرائسها.

وفاجأت هذه الظاهرة سكان المنطقة. وقال الصياد إديسون ألفارو (47 عاماً) للوكالة: «لم يسبق أن رأينا أمراً مماثلاً. وجود كل هذه الطيور الصغيرة النافقة مثير للاستغراب».

وتضررت تشيلي بشدة من إنفلونزا الطيور التي قضت حتى الآن على 10 في المائة من طيور بطريق همبولت الضعيفة وآلاف الطيور الأخرى. وبات رجل في الثالثة والخمسين أول إنسان يصاب بالمرض في تشيلي في نهاية مارس (آذار)، ولا يزال يعالج في المستشفى.


علاج واعد للسكري من خلايا الحبل السري

الخلايا الجذعية الوسيطة علاج آمن لمرض السكري من النوع الأول (شاترستوك)
الخلايا الجذعية الوسيطة علاج آمن لمرض السكري من النوع الأول (شاترستوك)
TT

علاج واعد للسكري من خلايا الحبل السري

الخلايا الجذعية الوسيطة علاج آمن لمرض السكري من النوع الأول (شاترستوك)
الخلايا الجذعية الوسيطة علاج آمن لمرض السكري من النوع الأول (شاترستوك)

أثبتت المرحلتان الأولى والثانية من التجارب السريرية التي أجراها فريق بحثي من جامعة أوبسالا بالسويد فاعلية خلايا مستمدة من الحبل السري في علاج داء السكري من النوع الأول، وفق دراسة نُشرت في العدد الأخير من دورية «السكري Diabetologia».

وبحثت التجارب التي شملت عينة صغيرة من 24 مشاركاً، في استخدام الخلايا اللحمية المتوسطة، لوقف تقدم مرض السكري من النوع الأول الذي جرى تشخيصه حديثاً، حيث وجد الباحثون أنها تحافظ على إنتاج الإنسولين الداخلي في داء السكري من النوع الأول.

واستخدم الباحثون الخلايا المشتقة من «هلام وارتون»، وهو النسيج الجيلاتيني الشبيه بالمخاط الذي يحيط بإمداد دم الحبل السري بين الجنين النامي والمشيمة، حيث أعطيت جرعة من العلاج لمجموعة من البالغين المصابين بداء السكري من النوع الأول، وجرت مقارنة النتائج مع مجموعة أخرى حصلت على دواء وهمي.

وجرى تصميم الدراسة لاختبار التغيرات في مستويات «الببتيد سي»، خلال عام واحد بعد حقن العلاج الجديد والدواء الوهمي.

و«الببتيد سي» مادة تُصنع في البنكرياس إلى جانب الإنسولين، وتعني المعدلات المرتفعة منها أن الشخص لديه مقاومة للإنسولين، بمعنى أن جسمه لا يستخدمه كما ينبغي.

ووجد الباحثون أن مستويات «الببتيد سي» انخفضت في الأفراد الذين عولجوا بدواء وهمي بنسبة 47 في المائة، بينما انخفضت في الأفراد المعالجين بالخلايا المشتقة من «هلام وارتون» بنسبة 10 في المائة فقط.

وبالمثل، زادت متطلبات الإنسولين لدى الأفراد المعالجين بالدواء الوهمي بمتوسط 10 وحدات في اليوم، بينما لم تتغير احتياجات الإنسولين للأفراد المعالجين بالخلايا المشتقة من «هلام وارتون»، خلال فترة المتابعة البالغة 12 شهراً.

ويقول بير أولا كارلسون، من قسم بيولوجيا الخلايا الطبية بجامعة أوبسالا، والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الجمعة، الموقع الإلكتروني للجامعة، إن «هذه الدراسة تشير إلى أن الخلايا الجذعية الوسيطة المشتقة من (هلام وارتون)، هي علاج آمن لمرض السكري من النوع الأول حديث الظهور، مع إمكانية الحفاظ على وظيفة (خلايا بيتا) على المدى الطويل».

و«خلايا بيتا» توجد في البنكرياس، وتنتمي لجهاز الغدد الصماء، وهي مسؤولة عن إنتاج وإفراز هرمون الإنسولين كرد فعل لارتفاع مستوى السكر في الدم.

ويضيف أنه «لم تظهر أي علاجات أخرى في السوق أو في التجارب السريرية لديها القدرة على وقف تطور مرض السكري، وهذه هي قيمة هذا العلاج».


فساتين الزفاف الملكي... حالمة وروحها عربية

الملكة رانيا ارتدت تصميماً لإيلي صعب في حفل الاستقبال بينما اختارت العروس فستاناً بتوقيع دولتشي إي غابانا (أ.ف.ب)
الملكة رانيا ارتدت تصميماً لإيلي صعب في حفل الاستقبال بينما اختارت العروس فستاناً بتوقيع دولتشي إي غابانا (أ.ف.ب)
TT

فساتين الزفاف الملكي... حالمة وروحها عربية

الملكة رانيا ارتدت تصميماً لإيلي صعب في حفل الاستقبال بينما اختارت العروس فستاناً بتوقيع دولتشي إي غابانا (أ.ف.ب)
الملكة رانيا ارتدت تصميماً لإيلي صعب في حفل الاستقبال بينما اختارت العروس فستاناً بتوقيع دولتشي إي غابانا (أ.ف.ب)

شغل حفل زفاف ولي عهد الأردن الأمير الحسين وزوجته الأميرة رجوة الجمهور العربي بتفاصيله وبوقعه العربي الأصيل، وتنافست منصات التواصل الاجتماعي والمواقع المختلفة في إفراد تغطيات متنوعة لكل تفاصيل الحفل. ونالت الأزياء نصيبها من الاهتمام؛ فالحفل تحول إلى عرض مذهل للأزياء قدم فساتين لمصممين عرب وعالميين، وتنوعت التصميمات بين التواضع الآسر وأزياء ضيوف الأعراس العربية الراقية.

العروس في تصميم لإيلي صعب (رويترز)

للتصميمات العربية ألقها الخاص وثراء في التفاصيل والتنفيذ، ولا أبرز من المصمم اللبناني إيلي صعب في هذا المجال، ولم يكن غريباً أن تظهر تصاميمه بشكل كبير في الحفل وعلى رأسها تصميمه فستان الزفاف الهادئ والحالم في آن واحد، الذي تألقت فيه العروس الأميرة رجوة بجمال أميرات الحكايات الخيالية. وفي فستان بتوقيع صعب أيضاً ظهرت أميرة ويلز كيت ميدلتون، وتميز بلونه الوردي الذي يتناغم مع موجة الأزياء الوردية التي ظهرت بها في الفترة الأخيرة، واختارت ذلك الرداء الرومانسي من مجموعة المصمم لخريف وشتاء 2017، متميزاً ببصمة صعب الحائمة حول التفاصيل المطرّزة وخط العنق الرفيع لإبراز صورة ظلّية داكنة.

وممن لفتن الأنظار، شقيقة العريس، الأميرة إيمان، التي احتفلت أخيراً بزفافها إلى جميل ثيرميوتيس، وقد حضرت أول حدث عائلي كبير لها منذ زواجها بإطلالة كاملة تختزل الماركات العربية. صُورت الأميرة الشابة في ثوب بسيط وراق من «ستوديو آشي» للمصمم السعودي محمد آشي؛ وكملت أناقتها بحمل حقيبة يد بتصاميم الـ«أرابيسك» العربية الخالصة لعلامة تجارية لبنانية تحمل مسمى «حقيبة سارة». أكملت الأميرة إيمان الإطلالة الرائعة بحذاء «فيتوريو أريغوني» بنيّ من العلامة التجارية اللبنانية المعروفة باسم «جينيفر شاماندي»، أما الأميرة سلمى ففضّلت اختيار حذاء من الجلد الذهبي من دار الأزياء اللبنانية عينها.

الأميرة إيمان بنت عبد الله تألقت في تصميم هادئ من دار «آشي» (رويترز)

وعلى مستوى الإبداع أيضاً، سرعان ما أصبحت مصمّمة الأزياء اللبنانية ريم عكرا، المصمّمة المفضّلة في حفلات الزفاف الدبلوماسية والملكية؛ فقد ارتدى عدد من الضيوف أزياءها في يوم الحفل الكبير. السيدة الأولى للولايات المتحدة الأميركية جيل بايدن، قدّمت درساً في إعادة ارتداء الفساتين، فظهرت بثوب طويل بنفسجي من أعمال المصمّمة اللبنانية، بعدما ارتدته سابقاً خلال عشاء رسمي في البيت الأبيض. كما حضرت بياتريس، أميرة يورك، الحفل برفقة زوجها إدواردو مابيلي موزي، وأطلّت بفستان الـ«ستان» الوردي الزاهي المزخرف من تصاميم عكرا.

رغم أنه لم يحلّ ضيفاً على الزفاف، إلا أن ثمة إشارة مشرّفة إلى فستان إيلي صعب الذي ارتدته الملكة رانيا؛ وذلك بعد ارتدائها فستاناً من تصميم «دار ديور». وفستان صعب عبارة عن تعديل لرداء من عرض أزيائه الراقية لموسم ربيع وصيف 2023، أظهر صدرية مزخرفة بالكامل.

خلال المراسم، شوهدت الملكة رانيا وهي تُحيي الضيوف إلى جانب زوجها الملك عبد الله، مرتدية فستاناً أسود أنيقاً من تصميم «كريستيان ديور». مزج فستانها الذي يتميّز بخط عنق مرتفع وأكمام طويلة، مع ما يبدو أنها زخرفة خرزية معقدة، بظلال من الذهبي والبيج على طول العنق والأكمام، حتى أسفل الظهر. وقد شوهد للمرة الأولى في عرض أزياء الدار بخريف 2022. وأكملت الملكة مظهرها الراقي بأقراط ذهبية خافتة، وحقيبة ذهبية ذات مقبض علوي.

أما العروس فقد أبهرت الحضور مرة أخرى بارتدائها فستاناً منفوشاً من تصميم دولتشي آند غابانا لحفل الاستقبال الذي تميز بالرسمية، حيث ارتدى الضيوف الميداليات التكريمية والأوسمة العسكرية لتكملة طلتهم.

* حكايات التاج الملكي وغيره

ارتدت الأميرة رجوة تاجاً من الألماس من تصميم دار فريد ومعه قرطان من الألماس من ذات الدار، وبالتقريب تبدو عبارة جميلة مكتوبة على جانب التاج وهي «رجوة من الله»، ذات العبارة التي استخدمتها الملكة رانيا للحديث عن زوجة ابنها في حفل الحناء الأسبوع الماضي.

تاج الأميرة رجوة (أ.ف.ب)

ويبدو أن كتابة العبارات بأحجار الألماس والبلاتين من التقاليد المتوارثة في العائلة الملكية الأردنية، فالملكة رانيا أيضاً ارتدت تاجاً من دار فريد أيضاً وعليه عبارة «العظمة لله» وتاج الأميرة إيمان بنت عبد الله (أيضاً من فريد) ويحمل عبارة «إيماني بالله».

تاج الملكة رانيا (أ.ف.ب)


«لوكارنو السينمائي» لترميم «باب الشمس» بعد 19 عاماً من إنتاجه

مشهد من الفيلم (صفحة يسري نصر الله بـ«فيسبوك»)
مشهد من الفيلم (صفحة يسري نصر الله بـ«فيسبوك»)
TT

«لوكارنو السينمائي» لترميم «باب الشمس» بعد 19 عاماً من إنتاجه

مشهد من الفيلم (صفحة يسري نصر الله بـ«فيسبوك»)
مشهد من الفيلم (صفحة يسري نصر الله بـ«فيسبوك»)

يحتفي مهرجان «لوكارنو السينمائي» في دورته الـ76 من 2 إلى 12 أغسطس (آب) المقبل بعرض نسخة مرمّمة «4k» للفيلم المصري «باب الشمس» للمخرج يسري نصر الله، وذلك بعد 19 عاماً من إنتاجه (صدر عام 2004)، وهي النسخة التي قام المهرجان بترميمها ليعرضها ضمن برنامج «تواريخ السينما» الذي يعنى بكلاسيكيات الأفلام العالمية.

وعبّر المخرج يسري نصر الله، عن سعادته بهذا الأمر، وكتب عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «سعيد جداً لقيام مهرجان (لوكارنو السينمائي) بترميم فيلم (باب الشمس) من النيغاتيف الأصلي، فالفيلم مختفٍ منذ أكثر من 15 سنة، وسيعرض في قسم (تواريخ السينما)»، موجهاً الشكر للمهرجان ومديره جيونا ناتسارو، لإتاحة الفيلم لجيل جديد من المتفرجين.

المخرج يسري نصر الله خلال عرض الفيلم الافتتاحي في مهرجان «كان» (صفحة يسري نصر الله بـ«فيسبوك»)

ووجّه نصر الله الشكر لفريق العمل وراء الكاميرا الذين شاركوا في تصوير الفيلم، مؤكداً أن «هناك من نسيهم بعد نحو عشرين عاماً؛ لكن هناك من لا يمكن أن ينساهم، من بينهم، سمير بهزان، وبيير شيفالييه، وجيروم كليمان، وإلياس خوري، ومحمد سويد، ولوك بارنيه، وجابي خوري، ومنى أسعد، وعبير أسبر، وناهد نصر الله، وتامر كروان، وفرنسيس فارنيي، ذاكراً أسماء عديدة أخرى، مشيداً بكل من وقفوا معه خلال تصوير الفيلم في سوريا ولبنان، وبعد التصوير في فرنسا خلال عرضه الافتتاحي بمهرجان «كان» السينمائي، موجهاً الشكر لتييري فريمو، رئيس مهرجان «كان» في ذلك الوقت؛ لجرأته في اختيار الفيلم للعرض بالمهرجان حينها، مؤكداً أنها «كانت مغامرة رائعة». في حين وجّه متابعون الشكر لمهرجان «لوكارنو» على الاهتمام بالفيلم، قائلين إن «الفيلم له مكانة في وجدان الجمهور العربي».

وبحسب المخرجة والكاتبة الفلسطينية، ليالي بدر، فإن «ترميم مهرجان (لوكارنو) للفيلم سيكون بمثابة ميلاد جديد له بنسخة رقمية تواكب نظم العرض الحديثة»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن «(باب الشمس) من أهم الأفلام التي عرضت للقضية الفلسطينية بصدق، وتناول الفيلم كيف تم تهجير الفلسطينيين من أراضيهم»، مؤكدة أن «العمل جمع ببراعة بين الكاتب اللبناني إلياس خوري، والمخرج المصري يسري نصر الله، وممثلين كبار من سوريا ولبنان وفلسطين، ليكشف من خلاله حقيقة التهجير والمذابح التي شهدتها الأراضي الفلسطينية منذ أربعينات القرن الماضي»، منوهة إلى أن «ترميم الأفلام بات أحد الأدوار المهمة للمهرجانات السينمائية الكبرى، والتي يقوم بها حالياً (مهرجان البحر الأحمر)، و(القاهرة السينمائي) بين المهرجانات العربية».

بوستر العمل (صفحة يسري نصر الله بـ«فيسبوك»)

وكان مهرجان «كان» السينمائي قد شهد العرض الأول للفيلم عام 2004 (خارج المسابقة الرسمية) الذي قدّمه المخرج يسري نصر الله الفيلم في جزأين (الرحيل والعودة)، عبر قصة حب بين مناضل فلسطيني تتمسك زوجته بالبقاء في قريتها بالجليل، حيث يلتقيها في مغارة «باب الشمس»، ويعود لينضم إلى تنظيم المقاومة في لبنان. والفيلم مأخوذ عن رواية بالعنوان نفسه للأديب اللبناني إلياس خوري. وشارك في بطولة الفيلم عدد كبير من الممثلين، من سوريا ولبنان وفلسطين ومصر، من بينهم، هيام عباس، وباسل خياط، ونادرة وحلا عمران، وباسم سمرة، وريم تركي.

الناقدة المصرية صفاء الليثي، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «ترميم الفيلم وعرضه في نسخة جديدة بالمهرجان، يعكس أهمية هذا العمل الملحمي»، لافتة إلى أنه «من المهم أن تكون هناك نسخة مرمّمة لعرضه بمصر؛ نظراً لأهمية الفيلم كونه من الأعمال التي تناولت المقاومة الفلسطينية بشكل إنساني، وعبر صورة فنية رائعة».

وترى الليثي أن «الفيلم يعد نموذجاً للتعاون السينمائي العربي»، متمنية أن «يتكرر في أعمال أخرى لإنتاج أفلام عربية كبيرة تنافس بقوة في المهرجانات».


أغنيات تشارك ولي عهد الأردن وزوجته فرحة العمر

عمر عبد اللات ومحمد عبده («إنستغرام» عبد اللات)
عمر عبد اللات ومحمد عبده («إنستغرام» عبد اللات)
TT

أغنيات تشارك ولي عهد الأردن وزوجته فرحة العمر

عمر عبد اللات ومحمد عبده («إنستغرام» عبد اللات)
عمر عبد اللات ومحمد عبده («إنستغرام» عبد اللات)

لاقت أغنيات حفل زفاف ولي عهد الأردن الحسين بن عبد الله الثاني، تفاعلاً مصرياً وعربياً، وتصدّرت قوائم الأكثر رواجاً في مصر والعالم العربي عبر «تويتر»، لاختزالها قصة حب الحسين وزوجته رجوة آل السيف.

وجرى الزفاف الملكي في قصر زهران، واستُكمل في قصر الحسينية بحضور أفراد من العائلة الهاشمية وأفراد من العائلات المالكة في الدول الصديقة والشقيقة للأردن ورؤساء وزعماء دول وأفراد عائلة رجوة آل السيف.

وأبرز أغنيات الزواج الملكي التي لاقت تفاعلاً كبيراً، هي ديو «حسين ورجوة» بصوت الفنان السعودي محمد عبده والفنان الأردني عمر عبد اللات، وهي تُعد الأغنية الرسمية للزفاف، وأُدِّيت للمرة الأولى في قصر الحسينية عقب عقد القران.

جانب من حفل زفاف ولي عهد الأردن («إنستغرام» الملكة رانيا)

وكشف عمر عبد اللات بعض كواليس الأغنية لـ«الشرق الأوسط»: «حظيتُ بشرف كبير لاختياري للغناء في حدث سعيد ومناسبة كبيرة مثل زفاف ولي العهد الأردني، وبالمشاركة مع فنان العرب محمد عبده. ربما كان الأمر صعباً في البداية، لأننا نريد سرد كل قصة الزواج في عمل غنائي لتقديمه في فترة قصيرة، كما كنا نريد الحديث عن الثقافتَيْن الأردنية والسعودية».

عن تسجيلها، تابع: «جرى ذلك ما بين الأردن والسعودية ومصر ولبنان، والهَم المشترك هو أن ترقى الأغنية بتلك المناسبة السعيدة».

بدوره، أشار مؤلّف أغنية «حسين ورجوة»، صالح الشادي، في تصريحات تلفزيونية، إلى أنّ «سبب اختيار عمر عبد اللات ومحمد عبده للأغنية، هو رمزيتهما في الدولتين، فعبد اللات يراه الأردنيون رمز الغناء الأردني، وملقّب بـ(صوت الأردن)، ومحمد عبده، هو فنان العرب، وصاحب الشعبية الكبرى في المملكة العربية السعودية».

أما الفنان اللبناني راغب علامة، وهو إحدى الشخصيات المدعوة لحضور الحفل، فكان أطلق أغنية «نفرح بالحسين»، وغنّاها للمرة الأولى ضمن الحفل الذي أقيم قبل الزفاف بيوم في «استاد عمان الدولي»؛ وهو أكد في كلمته أثناء الحفل أنّ علاقة حب واحترام قوية تربطه بالملك عبد الله بن الحسين. في حين قدّم الفنان اللبناني وليد توفيق أغنية «يكفيه العز»، من كلمات نزار فرنسيس وألحان توفيق.

وأيضاً، أهدى الفنان اللبناني ملحم زين، العروسين، أغنية «قمر حزيران»، من كلمات المنتج الأردني عنان عوض وتوزيع عمر صباغ. وهو تحدّث عن كواليسها لـ«الشرق الأوسط»: «تشرّفت بالغناء للأسرة الهاشمية الأردنية، وفخر كبير لي أن تعجب الأغنية الملكة رانيا. أحبّ دائماً المشاركة في حفلات وأفراح العائلة الأردنية»، مشيراً إلى أنه أحبَّ أن يُقدم جُملاً مخصّصة لوصف العروسين في الأغنية من بينها «أمير محبوب»، و«نسمى مهيوب».