توقيع «الجهيم» يثير أزمة بين ثلاثة أندية

الطائي يتهم الفتح بـ«الإخلال بميثاق الشرف».. والرائد يؤكد سلامة موقفه

أحمد الراشد، حمد الجهيم ({الشرق الأوسط})، منصور الرسيني
أحمد الراشد، حمد الجهيم ({الشرق الأوسط})، منصور الرسيني
TT

توقيع «الجهيم» يثير أزمة بين ثلاثة أندية

أحمد الراشد، حمد الجهيم ({الشرق الأوسط})، منصور الرسيني
أحمد الراشد، حمد الجهيم ({الشرق الأوسط})، منصور الرسيني

أثار حمد الجهيم مهاجم الطائي المعار إلى الرائد، والمنتقل حديثا إلى الفتح بعد إسقاطه من كشوفات الفريق القصيمي، أزمة قد يطول مداها في ردهات لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم، بسبب تظلم ناديه الأصلي على الإخلال بالاتفاقية الموقعة والتي تنص على عودته إليه بعد نهاية عقد الإعارة مع الرائد.
وكان الطائي أعار الجهيم للرائد العام الماضي وقبض شيكا مصدقا بقيمة 3 ملايين ريال، يعاد للرائد بعد عودة المهاجم إليه بنهاية عقد الإعارة. وفي منتصف شهر رمضان الماضي أسقط اللاعب من كشوفات الرائد، إلا أن تطورا مفاجئا حدث بشكل سريع، بتوقيع إدارة الفتح عقدًا احترافيًا مع الجهيم، ألحقته ببيان إعلامي أكدت من خلاله على صحة التوقيع، مستغربة ما تم تداوله من أخبار حول صفقة انتقال صاحب الـ8 عاما.
وقالت إدارة الفتح: «ناء على ما تم تداوله من أخبار حول صفقة انتقال الجهيم من الرائد إلى الفتح، تود إدارة النادي التأكيد على أن انتقال اللاعب جاء وفق لوائح التسجيل والنشاط، كونه تم تنسيقه من الرائد وأصبح لاعبًا حرًا وغير مسجل في كشوفات أي ناد فكان من حق النادي التعاقد معه كلاعب محترف وفق فترة العقد المبرم بين النادي واللاعب».
من جانبه أكد سعد الصعب نائب رئيس نادي الطائي أن الرائد واللاعب أخلوا بالاتفاقية. وقال: «الرائد والجهيم لم يلتزموا بالاتفاقية المبرمة مع نادي الطائي، كما أن نادي الفتح أخل بميثاق الشرف بين الأندية». وأضاف: «اللاعب وقع على إقرار خطي لدينا على أنه لن ينتقل إلى أي ناد داخل أو خارج السعودية إلا بموافقة الطائي ولكنه فعل عكس ذلك».
وحول شروط إدارة الطائي السابقة مع الرائد. قال: «الإدارة السابقة أجرت اتفاقا موثقًا مع إدارة نادي الرائد وفق الأنظمة والقوانين، والاتفاقية تلزم الجهيم بالعودة لنادي الطائي بضمان شيك من نادي الرائد كتب عليه: هذا الشيك ضمان لحقوق نادي الطائي لا يحق صرفه إلا في حالة عدم إسقاط اللاعب من قبل نادي الرائد والرجوع للنادي أولا، والشيك بمبلغ ثلاثة ملايين ريال من نادي الرائد لنادي الطائي وليس من رئيس نادي الرائد».
وأشار أنه بعد الاتفاقية قامت إدارة الطائي السابقة برئاسة خالد الباتع بتوقيع مخالصة مالية مع اللاعب وتسلم كامل حقوقه المالية وأنه لا يطالب النادي بأي مبالغ حالية أو مستقبلية، وهناك اتفاقية مع اللاعب بتوقيعه وبصمته اعتبارا من 1 رمضان الماضي براتب شهري قدره 10 آلاف ريال بالإضافة إلى استمارة تسجيل جاهزة وموقعة، كذلك إقرار خطي من اللاعب نصه: «لن أنتقل إلى أي ناد داخل أو خارج السعودية إلا بموافقة نادي الطائي»، كما أجرت الإدارة السابقة اتفاقا موثقًا مع إدارة نادي الرائد وفق الأنظمة.
وواصل الصعب حديثه: «بعد أن سمعنا بمفاوضات الفتح للجهيم اتصلت بأحمد الراشد رئيس نادي الفتح وأخبرته بأننا نملك أوراقا تمنع توقيع اللاعب مع أي نادي، كما اجتمعت بمعية رئيس النادي مع الجهيم وكان رده بأنه لم يخرج من النادي إلى الرائد لكي يعود مرة أخرى، رغم أننا طلبنا منه فتح صفحة جديدة في ظل الأجواء الجديدة والجيدة بالنادي الآن وعرضنا عليه مبلغ 300 ألف (150 ألفا مقدم و150 كرواتب شهرية)، لـ10 أشهر إضافة إلى وظيفته الرسمية بالصحة، وعرضنا عليه تقديم إجازة استثنائية إذا كان يفكر بالاحتراف، وبعدها ذهب الجهيم إلى عرعر لتقديم إجازة استثنائية (حسب كلامه) إلا أنه أكد أنه واجه مشكلة في عمله وأن إدارة المتابعة تواصلت معه وأكد أنه سيراجعهم يوم الأحد».
وتابع: «طلبت منه أن يكون على اتصال معي لكي نحسم الأمور، لكنه أقفل جواله، واتصلت على أحد أشقائه لكنه جواله أيضًا كان مغلقا وفوجئنا بعد ذلك بتوقيعه للفتح، والأخير أخل بميثاق الشرف بين الأندية وسنسعى لحفظ نحفظ حقوق النادي بالأوراق الموجودة لدينا عبر أحد المحامين».
وأكد الصعب أنهم يمتلكون خطابًا صادرًا من نادي الرائد وموجهًا إلى الأمين العام لاتحاد القدم يؤكدون من خلاله أنه لا مانع لديهم من استقطاع قيمة الشيك لصالح نادي الطائي مع أول استحقاق مالي لنادي الرائد فيما لو أخلوا بالاتفاق ووجدنا الشيك بلا قيمة مالية. وبيّن أن النادي بعث خطابًا إلى الأمانة العامة ومن المتوقع أن يحال الموضوع لغرفة فض المنازعات.
وفي الجانب الرائدي، شدد منصور الرسيني نائب رئيس النادي على صحة موقف إدارة ناديه. وقال: «موقفنا سليم ولم نخل بأي اتفاقية مع شقيقنا نادي الطائي بل على العكس عملنا الاتفاق على أكمل وجه، وإنه في حال وردهم خطاب رسمي من الأخير أو من غرفة فض المنازعات في اتحاد كرة القدم، سيظهر هناك صوتنا بالأدلة والبراهين واثبات سلامة موقفنا في هذه القضية»، مشددًا أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام حقوق ناديهم.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».