نجمة المبارزة السعودية: ميداليتي الأوروبية بوابتي للعالم

ربى المصري قالت لـ «الشرق الأوسط» إن منتخب المملكة يعتبر الأفضل في الخليج... و«والدي فتح لي أبواب اللعبة»

حظيت ربى بإنجاز كبير في جولتها الأوروبية الأخيرة (الأولمبية السعودية)
حظيت ربى بإنجاز كبير في جولتها الأوروبية الأخيرة (الأولمبية السعودية)
TT

نجمة المبارزة السعودية: ميداليتي الأوروبية بوابتي للعالم

حظيت ربى بإنجاز كبير في جولتها الأوروبية الأخيرة (الأولمبية السعودية)
حظيت ربى بإنجاز كبير في جولتها الأوروبية الأخيرة (الأولمبية السعودية)

سجلت رُبى المصري لاعبة المبارزة السعودية تاريخاً جديداً ضمن سلسلة نجاح المرأة السعودية في المحافل الخارجية، ونجحت في تحقيق أول ميدالية سعودية في بطولة «الجولة الأوروبية» تحت سن 23 عاماً، في أول مشاركة للسيدات في بطولات «الجولة الأوروبية» بمدينة كامنيك السلوفينية.
وحققت الميدالية الذهبية في دورة الألعاب السعودية للمبارزة.
وقالت ربى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «شعور الفوز، شعور لا يوصف، جميل ومفرح للغاية. ودائماً ما أسعى وأبحث عن التميز والتفرد، خصوصاً كون البطولة في نسختها الأولى، فذلك كان دافعاً لي أن أحصل على أول بطولة في نسختها الأولى، والفوز له طابع خاص يؤثر في شخصية الرياضي المتمكن».
من جانبه، بارك محمد المصري منجز ابنته، مشدداً على أن الأهم كان المستوى الكبير الذي ظهرت به، فضلاً عن سعادته بالإشادات الكبيرة التي وجدها، مؤكداً أن الطموحات ستكون أعلى في الاستحقاقات المقبلة.

ربى شجعت الفتيات على ممارسة رياضة المبارزة (الأولمبية السعودية)

وعادت ربى لتؤكد أنها ورثت موهبتها الرياضية عن والدها، الذي كان لاعب مبارزة سابقاً وبطل العرب، وأضافت: «منذ أن كنت في سن صغيرة وأنا أرى الصور والميداليات التي حققها والدي خلال مسيرته الرياضية، وهذا ما ألهمني وشجعني على هذه اللعبة، ومع اهتمام المسؤولين عن الرياضة وتشجيعهم للفتاة لممارسة الرياضة وتشجيع والدي وأسرتي، أعطاني ذلك دافعاً وطموحاً أن أكمل المشوار الذي بدأت به في أبريل (نيسان) 2018 في (برنامج المبارز الأولمبي الصيفي)، الذي أطلقه الاتحاد السعودي للمبارزة. لم أصل إلى أهدافي وطموحي بعد، لكني أسعى للوصول لأهداف وضعتها».
وشاركت ربى في المحافل الدولية منذ بدء مسيرتها الرياضية بدايةً من البطولة العربية للعمومي بتونس 2018، والبطولة العربية للشباب تحت 20 سنة في الكويت 2019، والدورة السادسة لرياضة المرأة الخليجية لدول مجلس التعاون المقامة في الكويت 2019، وأخيراً البطولة العربية المقامة في البحرين 2023.
وأشادت النجمة السعودية بإمكانات وقدرات الفتاة رياضياً في بلادها، وأنها «تستطيع تحسين وتطوير مستواها في اللعبة التي تمارسها من خلال التطوير الدائم وعدم الاعتماد الكلي على الجهة المنتمية لها؛ لأن للفتاة برامجها، ويمكن للفتاة وضع خطة إضافية منفردة لتطوير مهاراتها بنفسها، وبإمكان المرأة السعودية أن تسلك طريق الإنجازات التاريخية والوطنية للمرأة من خلال ممارسة رياضتها، وهذا ما أعيشه الآن».
وحول الصعوبات التي واجهتها، ذكرت: «البدايات دائماً تكون صعبة وكثيرة التعثر، خصوصاً في توفر مواقع التدريب وإمكانية تسجيل لاعبات في الأندية المعتمدة تحت مظلة وزارة الرياضة. الرغبة في إثبات نفسي وقدراتي وموهبتي هي التي جعلتني أتقدم وأتطور وأنافس نفسي أولاً في كل مواجهة جديدة، كما أن التحدي الذي أخوضه لتحقيق أهدافي التي أعشقها هو الذي يقودني للاستمرار في كل شيء بحياتي، ولدي الصبر والإلهام، ودائماً ما أبحث عن التحديات لتحقيقها، وإبقاء شعلة الشغف مضيئة مهما عثرتني الظروف وكثرت العقبات، فالشغف يجعل المرء يعمل بسعادة وتفانٍ، كما أن الشغف والطموح والمثابرة والالتزام والانضباط هي مفتاح النجاح».

ربى المصري... سعودية تألقت في المبارزة (الأولمبية السعودية)

وكشفت عن تجربتها في المحافل الدولية السابقة التي كانت على فترات متباعدة ومتقطعة واستفادت القليل منها، ولكن مع سياسة التخطيط المبكر بشكل خاص وبإشراف متخصصين لبرنامج موسم كامل والمشاركة بشكل مستمر في فترات قصيرة، ساعدها ذلك بشكل كبير في التطوير، وذكرت: «في كل بطولة أشعر بالتطور والاستفادة واكتساب الخبرة».
وأضافت: «دائماً هناك خطة وبرنامج يتم وضعهما من قبل مدربي المنتخب والاتحاد السعودي للمبارزة، بالإضافة إلى خطة فنية وبرنامج يتم وضعهما بشكل شخصي وخاص، بإشراف فريق عمل احترافي لهذا العام، أهدافهما الرئيسية التطوير من خلال المشاركات في الفعاليات والمعسكرات الدولية وتحقيق نتائج إيجابية في البطولات الآسيوية، والمشاركة في البطولات العالمية؛ للحصول على تصنيف دولي جيد خلال الموسم المقبل».
وأردفت: «رياضة المبارزة ليس لها مستوى أو سن معينة، وليست لها حدود، وكل يوم يتطور اللاعب من مشاركة إلى أخرى، ويكتسب الخبرة والتطور، كما توجد بطولات للأساتذة أو كما يطلق عليها (بطولة الرواد) فوق سن الـ40 والـ50 والـ60 سنة، ولكن يفضل في رياضة المبارزة البدء في سن مبكرة؛ ليسهل التطور والتعلم في الصغر كالنقش على الحجر».
وأعربت عن سعادتها لتزايد دخول الفتيات في رياضة المبارزة، وارتفاع نسبة ممارسة هذه اللعبة الجميلة، مشيرة: «المنتخب السعودي للسيدات يعتبر أفضل فريق نسائي في منطقة الخليج، وننافس بعض الدول العربية، لكن ما زلنا في البداية مقارنة بمستويات الدول العربية المتقدمة في المبارزة».

وحثت المصري كل مَن لديه رغبة في الالتحاق وممارسة رياضة المبارزة على أن يعمل على تطوير وتدريب نفسه على هذه المهارة باستمرار، رغبةً في التألق والإبداع في مجاله، «فلا يمكننا الحصول على النجاح دون تعب وصعوبة، وكلما بذلت الجهد في تنمية نفسك، زادت فرص استمتاعك بمتعة النجاح والتميز».


مقالات ذات صلة

إيران: عيادة للصحة العقلية لعلاج النساء الرافضات للحجاب

شؤون إقليمية امرأتان تشربان الشاي في الهواء الطلق بمقهى شمال طهران (أ.ب)

إيران: عيادة للصحة العقلية لعلاج النساء الرافضات للحجاب

ستتلقى النساء الإيرانيات اللاتي يقاومن ارتداء الحجاب، العلاجَ في عيادة متخصصة للصحة العقلية في طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا صورة جرى توزيعها في يناير 2024 لنساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)

شهادات «مروعة» لناجيات فررن من الحرب في السودان

نشرت «الأمم المتحدة»، الثلاثاء، سلسلة من شهادات «مروعة» لنساء وفتيات فررن من عمليات القتال بالسودان الذي يشهد حرباً منذ أكثر من عام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا صورة من معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس للتعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات (أ.ف.ب)

معرض صور في باريس يلقي نظرة على حال الأفغانيات

يتيح معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس التعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات، ومعاينة يأسهن وما ندر من أفراحهنّ.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا امرأة يابانية مرتدية الزي التقليدي «الكيمونو» تعبر طريقاً وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)

نساء الريف الياباني يرفضن تحميلهنّ وزر التراجع الديموغرافي

يعتزم رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا إعادة تنشيط الريف الياباني الذي انعكست هجرة السكان سلباً عليه.

«الشرق الأوسط» (هيتاشي (اليابان))
الولايات المتحدة​ صورة للصحافية الأميركية - الإيرانية مسيح علي نجاد مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (صفحتها على موقع «إكس»)

واشنطن تتهم مسؤولاً في الحرس الثوري الإيراني بالتخطيط لاغتيال صحافية في نيويورك

وجّهت الولايات المتحدة اتهامات جديدة إلى مسؤول في الحرس الثوري الإيراني وآخرين بمحاولة خطف صحافية أميركية من أصل إيراني في نيويورك واغتيالها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».