«أطباء بلا حدود» تصف الوضع في اليمن بـ«الصادم»

قالت إن إيصال المساعدات الطبية «يتسم بالصعوبة والخطورة»

أطفال يقفون في طابور للحصول على ماء في صنعاء أمس (رويترز)
أطفال يقفون في طابور للحصول على ماء في صنعاء أمس (رويترز)
TT

«أطباء بلا حدود» تصف الوضع في اليمن بـ«الصادم»

أطفال يقفون في طابور للحصول على ماء في صنعاء أمس (رويترز)
أطفال يقفون في طابور للحصول على ماء في صنعاء أمس (رويترز)

ﻭصفت رئيسة المنظمة الدولية «أطباء بلا حدود» جوان ليو، الوضع في اليمن بالصادم، وذلك بعد علاج فرق من المنظمة لـ206 جرحى أصيبوا جراء قصف الحوثيين على مدينة عدن، بينهم كثير من النساء والمسنين والأطفال.
ﻭقالت ليو على حسابها على موقع «ﻓﻴﺴﺒﻮﻙ» ﺇﻧﻬﺎ «أﺻﻴﺒﺖ ﺑﺼﺪﻣﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ إزاء هوﻝ ﻣﺎ تبلغت بها من ﺯﻣﻼﺋﻬﺎ»، وإزاء «ﻤﺎ ﺷﺎﻫﺪﺗﻪ ﺑﺄﻡ عيني ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎﺕ صعدة ﻭﻋﻤﺮﺍﻥ ﻭﺗﻌﺰ». وقالت إن ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻷﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ﻳﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ، و«ﻗﺪ ﺃﺫﻫﻠﻨﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺠﺰﻩ ﺯﻣﻼﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺴﻢ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻭﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﺨﻄﻮﺭﺓ». وأضافت ﻟﻴﻮ أﻥ ﻣﻨﻈﻤﺔ «أطباء ﺑﻼ ﺣﺪﻭﺩ» ﺗﺪﻳﺮ ﻭﺗﺪﻋﻢ ﻣﺮﺍﻓﻖ ﺻﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻨذ بدء النزاع. ﻭﻣﻨﺬ ﻣﺎﺭﺱ (ﺁﺫﺍﺭ)، ﻋﺎﻟﺠت المنظمة الطبية الدولية مﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣن 9 آلاف جريح. ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﻮ ﺇﻥ أﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻨﺴاء ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﺎﺕ ﺟﺮاء ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻠﻎ «ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻗﻴﺎﺳيا»، ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻨساء ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﻴﻦ ﻫﺆلاء ﺍﻟﺠﺮﺣﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ «ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ».
ﻭﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﺣﻴﺚ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺃﺷﺪﻩ ﻗﺒﻞ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻳﺎﻡ، ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﻓﺮﻕ منظمة «أطباء ﺑﻼ ﺣدود» 206 ﺟﺮﺣﻰ ﺧﻼﻝ ﻋﺪﺓ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻓﻘﻂ ﻟﻴﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻳﻮﻟﻴﻮ الماضي، ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻘﺐ ﻗﺼﻒ ﻧﻔﺬﻩ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ.
وذكرت المنظمة أن أﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ «تفرض ﺣﺎﻟﺔً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻋﻠﻰ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﻼﺩ»، مضيفة أن «ﺣﻈﺮ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻔﺬﻩ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ الدولي ﻗﺪ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺣﺼﺎﺭ ﻓﻌﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ، ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻮﻗﻮﺩ والغذاء ﻭﺍﻹﻣﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺒﻼﺩ».
ﻭأفاد ليو بأن ﻣﺨﺰﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﺪﺍﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﻗﺪ ﻧﻔﺪ، ﻓﻔﻲ ﺗﻌﺰ ﺃﻏﻠﻖ 15 ﻣﺮﻓﻘًا ﻃﺒﻴًا ﻣﻦ ﺃﺻﻞ 20 ﺃﺑﻮﺍﺑﻪ، بينﻤﺎ يﻌﺎﻧﻲ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺿﻐﻮﻁ ﺗﻔﻮﻕ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ. ﻭﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻹﻣﺪﺍﺩﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﺇﺫ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺇﻳﺼﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻘﺼﻒ ﻳﻮﻣﻴًا.
في غضون ذلك، وقال مصدر طبي في مكتب الصحة بعدن لـ«الشرق الأوسط» إن حصيلة أعمال العنف التي سجلت أول من أمس هي 19 قتيلاً و133 جريحا. وأكد المتحدث أن هذا العدد من القتلى والجرحى ناجم عن الألغام الأرضية التي زرعتها ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في آخر معاقلهم قبل انسحابها وسيطرة قوات المقاومة على هذه الأحياء السكنية في شمال عدن.



الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
TT

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)

يواجه آلاف المرضى بالسرطان في محافظة إب اليمنية (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) خطر الموت نتيجة غياب الرعاية الصحية والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية وغياب الدعم، في ظل اتهامات لقادة الجماعة الحوثية بالمتاجرة بالأدوية وتعطيل مراكز علاج ودعم الحالات المصابة بالمرض.

وأرجعت مصادر طبية في المحافظة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، والتي كانت تقدم مجاناً من منظمات دولية وجهات خيرية، إلى مساعي الجماعة الحوثية للاستفادة من التمويل الموجه للمرضى، والحصول على إيرادات مالية من الأدوية والتدخل الدائم في العمل الإغاثي الطبي، وفرض قرارتها على الجهات الممولة، وإدارة شؤون المستشفيات والمراكز الصحية.

ووجّه فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب نداء استغاثة جديداً، هو الثالث خلال الأشهر القليلة الماضية، لدعم «مركز الأمل لعلاج الأورام» التابع لها، ومدّه بالأدوية والمستلزمات التي يحتاجون إليها لعلاج المرضى.

أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

وأعلن فرع مؤسسة مكافحة السرطان، في بيان له، تسجيل 753 حالة إصابة جديدة بمرض السرطان في إب خلال العام الحالي، موضحاً أن معظم المرضى الذين يتوافدون حالياً على مركز الأمل لعلاج الأورام، وهم من الأسر الفقيرة والأشد فقراً، لا يتحصلون على الرعاية الطبية؛ بسبب شح الإمكانات.

زيادة في المصابين

واشتكى فرع المؤسسة في بيانه من أن التزايد المستمر في أعداد المصابين بالمرض يُحمّل المؤسسة ومركز الأورام تبعات كثيرة في الوقت الذي يعانيان قلة الإيرادات والافتقار للدعم الثابت؛ ما يجعلهما غير قادرين على توفير، ولو الحد الأدنى من الخدمات التشخيصية والصحية للمرضى.

وناشد البيان الجهات ذات العلاقة والمنظمات ورجال الأعمال، بإسنادهم بالدعم من أجل الاستمرار بتقديم الخدمات الصحية التشخيصية والعلاجية للمرضى.

مبنى فرع مؤسسة مكافحة السرطان في إب (فيسبوك)

وذكرت مصادر طبية في إب لـ«الشرق الأوسط»، أن المحافظة الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، شهدت مئات الإصابات الجديدة بالمرض، بالتزامن مع معاناة كبيرة لأكثر من 6 آلاف مصاب من مختلف الأعمار.

موارد محدودة

اشتكى عدد من المرضى من انعدام العلاج وانقطاع الخدمات الطبية، لافتين إلى أنهم يواجهون خطر الموت جراء فشل الجماعة الحوثية في إدارة المرافق الصحية وعبث قادة الجماعة بالموارد والمساعدات والإتجار بها في السوق السوداء.

وبيَّنوا لـ«الشرق الأوسط»، أنهم لا يزالون يعانون مضاعفات كبيرة وظروفاً حرجة في ظل سياسات حوثية خاطئة تستهدف جميع مؤسسات ومراكز مكافحة السرطان في المحافظة وأثرت سلباً على تلقيهم الرعاية الطبية.

يقول عبد الله، وهو شاب من مدينة العدين غرب المحافظة، وقدِم إلى فرع مؤسسة مكافحة السرطان لعلاج والدته التي تعاني سرطاناً في الحلق، إنه تردد على فرع المؤسسة لأكثر من 3 أيام؛ أملاً في الحصول على الرعاية الطبية لوالدته، لكن دون جدوى.

قادة حوثيون يفرضون وجودهم في افتتاح مركز لمعالجة الأورام في إب اليمنية بتمويل من فاعلي خير (إعلام حوثي)

ويعبّر عبد الله لـ«الشرق الأوسط» عن شعوره بالحزن والأسى وهو يرى والدته تصارع المرض، بينما يعجز حتى اللحظة عن تأمين جرعة العلاج الكيماوي لها وبعض الأدوية الأخرى؛ بسبب انعدامها في فرع المؤسسة، وارتفاع تكلفتها في العيادات الخارجية والصيدليات التي تتبع أغلبها قيادات حوثية.

ويشير عاملون في فرع المؤسسة المعنية بمكافحة السرطان في إب خلال أحاديثهم لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن مركز الأمل لعلاج الأورام التابع لمؤسسة مكافحة السرطان، لا يزال يُقدم كل ما يمكن من خدمات مجانية للمرضى، رغم تكرار الاستهداف الحوثي له ومنتسبيه، معتمداً على القليل جداً من التبرعات المقدمة من بعض الجهات وفاعلي الخير.

وطالب العاملون المنظمات الدولية والمعنيين بسرعة إنقاذ مرضى السرطان الذين يواجهون خطر الموت ويتجمعون يومياً بالعشرات أمام المراكز والمؤسسات والمستشفيات في المحافظة، أملاً في الحصول على الرعاية الصحية المناسبة.

القطاع الصحي في اليمن يعيش وضعاً متردياً تحت سيطرة الجماعة الحوثية (إ.ب.أ)

وأقرَّت الجماعة الحوثية سابقاً بارتفاع عدد مرضى السرطان بعموم مناطق سيطرتها إلى نحو 80 ألف مريض.

وأطلق فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب، أواخر أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، نداء استغاثة، بعد بلوغ أعداد المرضى المسجلين لدى فرع المؤسسة بالمحافظة وقتها 6060 حالة.

وقبل ذلك بأشهر أطلق الفرع نداء استغاثة مماثلاً، لدعم «مركز الأمل لعلاج الأورام» التابع له، والذي يواجه الإغلاق الوشيك نتيجة نقص الدعم وغياب التمويل.