«أزمة البنوك» توجّه الأنظار إلى «قنبلة السندات»

أسباب مستمرة للقلق بعد صفقة «كريدي سويس»

رجل يلتقط صورة للمقرّ الرئيسي لبنك «كريدي سويس» عقب إعلان «يو بي إس» صفقة الإنقاذ (أ.ف.ب)
رجل يلتقط صورة للمقرّ الرئيسي لبنك «كريدي سويس» عقب إعلان «يو بي إس» صفقة الإنقاذ (أ.ف.ب)
TT

«أزمة البنوك» توجّه الأنظار إلى «قنبلة السندات»

رجل يلتقط صورة للمقرّ الرئيسي لبنك «كريدي سويس» عقب إعلان «يو بي إس» صفقة الإنقاذ (أ.ف.ب)
رجل يلتقط صورة للمقرّ الرئيسي لبنك «كريدي سويس» عقب إعلان «يو بي إس» صفقة الإنقاذ (أ.ف.ب)

تراجعت أسهم البنوك لبعض الوقت صباح الاثنين مع انحسار الهدوء الأولي الذي أعقب صفقة تاريخية مدعومة من السلطات السويسرية لإنقاذ بنك كريدي سويس المتعثر من جانب منافسه مجموعة «يو بي إس»، وبزوغ مخاوف جديدة من مخاطر الديون مرتفعة العائد التي أصدرتها البنوك الكبرى. وفي حزمة تحت إشراف الجهات التنظيمية السويسرية أُعلنت مساء الأحد، ستدفع «يو بي إس» ثلاثة مليارات فرنك سويسري (3.23 مليار دولار) لشراء «كريدي سويس»، الذي تأسس قبل 167 عاماً، وستتحمل خسائر تصل إلى 5.4 مليار دولار.
وفي مواجهة أزمة ثقة سريعة الانتشار في النظام المالي، سعت البنوك المركزية الكبرى يوم الأحد أيضاً لتعزيز تدفق السيولة في النظام المصرفي العالمي بسلسلة من عمليات مبادلات العملة المنسقة لضمان حصول البنوك على الدولارات التي تحتاج إليها لتسيير عملياتها... ورغم أن تلك التحركات عزّزت فيما يبدو ثقة المستثمرين في مستهل التعاملات الآسيوية، فقد انحسرت موجة الصعود سريعاً مع تحول التركيز إلى الخسائر الكبيرة التي سيتحملها بعض حاملي سندات «كريدي سويس» بموجب صفقة الاستحواذ.
وبمقتضى الصفقة، قررت الجهة التنظيمية للقطاع المالي في سويسرا تقدير قيمة سندات إضافية من الفئة الأولى - أصدرها «كريدي سويس» بقيمة اسمية 17 مليار دولار - عند «الصفر»؛ وهو ما أثار غضب بعض حاملي السندات الذين ظنوا أنهم سيحصلون على حماية أكبر مما يحصل عليه المساهمون في صفقة الاستحواذ التي أعلنت مساء الأحد. وأضافت المخاوف بشأن ما قد تعنيه هذه الخطوة للسندات الإضافية من الفئة الأولى التي أصدرتها بنوك أخرى إلى القلق المستمر بشأن مجموعة من المخاطر، من بينها انتقال الأزمة عبر القطاع المصرفي وهشاشة البنوك المحلية في الولايات المتحدة ومخاطر أخلاقية.
وهبطت أسهم «ستاندرد تشارترد» و«إتش إس بي سي» أكثر من ستة في المائة لكل منها في هونغ كونغ يوم الاثنين، مسجلة أدنى مستوياتها في أكثر من شهرين، بينما يواجه «إتش إس بي سي» احتمال تسجيل أكبر تراجع في يوم واحد خلال ستة أشهر. وتراجع مؤشر «إم إس سي آي» لأسهم القطاع المالي في آسيا عدا اليابان بنسبة 1.3 في المائة.
وقال مايك أوروركي، كبير محللي استراتيجيات السوق لدى «جونز تريدنغ»: «ينبغي أن يكون واضحاً أن هذه الأزمة، بعد مرور أكثر من أسبوع على حالة الذعر المصرفي وتدخّلين من جانب السلطات، ليست في طريقها إلى الزوال... بالعكس، لقد اتسع نطاقها عالمياً». وأضاف، أن «أنباء استحواذ (يو بي إس) على (كريدي سويس) من المرجح أن تضع مشاكل (كريدي سويس) تحت المجهر بنقلها إلى (يو بي إس)».
تدخل منسق
الاندماج المصرفي القسري في سويسرا مدعوم بضمانات حكومية ضخمة بهدف المساعدة على منع ما من شأنها أن تكون واحدة من أكبر الانهيارات المصرفية منذ انهيار بنك «ليمان براذرز» في 2008، وساعد الضغط على «يو بي إس» على إتمام اتفاق يوم الأحد.
وقال كولم كيليهر، رئيس مجلس إدارة «يو بي إس»، للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف «هذا يوم تاريخي في سويسرا. بصراحة، يوم لم نكن نتمناه». وأضاف «أود أن أوضح أننا، رغم أننا لم نكن الطرف الذي بادر بفتح المحادثات، نعتقد أن هذه الصفقة جذابة مالياً بالنسبة لمساهمي (يو بي إس)». وقال رالف هامرز، الرئيس التنفيذي لبنك «يو بي إس»: إنه لا تزال هناك الكثير من التفاصيل التي لم يتم الاتفاق عليها بعد. وتابع بقوله «أعلم أنه لا بد أن هناك أسئلة ليست لدينا أجوبة عليها بعد. أتفهم ذلك وأريد حتى الاعتذار عنه».
وفي رد فعل عالمي لم يحدث منذ كانت الجائحة في ذروتها، قال مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي): إنه انضم إلى البنوك المركزية في كندا وإنجلترا واليابان والاتحاد الأوروبي وسويسرا في إجراء منسق لتعزيز السيولة بالسوق. وتعهد البنك المركزي الأوروبي تقديم قروض لدعم بنوك منطقة اليورو إذا لزم الأمر، مضيفاً أن إنقاذ سويسرا لبنك كريدي سويس كان «مهماً» لاستعادة الهدوء. وسارت عمليات بنك كريدي سويس كالمعتاد فيما يبدو بمقاره الرئيسية في آسيا يوم الاثنين.
مشاكل مستمرة
ولا يزال القطاع المصرفي الأميركي يعاني بعض المشاكل؛ إذ استمرت الضغوط على أسهم البنوك رغم تحرك بنوك كبرى عدة لإيداع 30 مليار دولار في بنك فيرست ريبابليك الذي تأثر جراء انهيار بنكي سيليكون فالي وسيغنتشر. وخفضت وكالة ستاندرد اند بورز غلوبل يوم الأحد التصنيف الائتماني لبنك فيرست ريبابليك، وقالت إن ضخ الودائع ربما لا يحل مشاكل السيولة التي يواجهها.
وهناك مخاوف أيضاً بشأن ما سيحدث في المرحلة التالية في «كريدي سويس» وما يعنيه ذلك للمستثمرين والعملاء والموظفين. وقال «كريدي سويس» في مذكرة للموظفين: إنه بمجرد إتمام صفقة الاستحواذ، ربما يرغب بعض عملاء قسم إدارة الثروات في نقل بعض أصولهم إلى بنك آخر إن كان لديهم مخاوف بشأن تركز أصولهم في بنك واحد. كما أن الصفقة ستجعل «يو بي إس» البنك العالمي الوحيد في سويسرا، وسيصبح الاقتصاد السويسري أكثر اعتماداً على بنك واحد.
وقال رئيس مجلس إدارة «يو بي إس» في مؤتمر صحافي: إن البنك سيقلص الأنشطة المصرفية الاستثمارية لـ«كريدي سويس» التي تضم آلاف الموظفين حول العالم. وذكر «يو بي إس»، أنه يتوقع توفيراً بنحو سبعة مليارات دولار في التكاليف السنوية بحلول 2027.
وفقدت أسهم بنك كريدي سويس ربع قيمتها الأسبوع الماضي. واضطر البنك إلى الاستفادة من 54 مليار دولار من تمويل البنك المركزي في الوقت الذي يحاول فيه التعافي من الفضائح التي قوضت ثقة المستثمرين والعملاء فيه.


مقالات ذات صلة

منظمة التعاون: تدفقات الهجرة تسهم في تعزيز نمو الدول الغنية

الاقتصاد أشخاص يدخلون إلى مكتب خدمات المواطنة والهجرة الأميركية في ميامي (أ.ب)

منظمة التعاون: تدفقات الهجرة تسهم في تعزيز نمو الدول الغنية

بينما رفعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، يوم الخميس، توقعاتها للنمو العالمي في 2024 إلى 3.1 في المائة، من توقعاتها السابقة في فبراير (شباط) البالغة…

«الشرق الأوسط» (باريس)
كتب «كفَى»... كتاب يربط تحولات الاقتصاد بتعاسة البشر

«كفَى»... كتاب يربط تحولات الاقتصاد بتعاسة البشر

في كتابها «كفى»، تدفع الكاتبة النرويجية لين ستالسبيرغ بوجود صلة بين التطورات الاقتصادية العالمية وتعاسة إنسان هذا العصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أزعور يتحدث في جلسة الطاولة المستديرة التي نظمها مركز «ثينك» للاستشارات (الشرق الأوسط) play-circle 02:00

أزعور: مراجعة السعودية لـ«رؤية 2030» تؤكد وعيها بالمتغيرات العالمية

قال مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، جهاد أزعور، إن المملكة «تعي اليوم التغيرات العالمية التي تحصل بشكل متسارع، وإنها يجب أن تواكبها بتعديل رؤيتها».

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان

ولي العهد: هدفنا الوصول إلى اقتصاد عالمي متماسك من خلال تعزيز التعاون الدولي

أكد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، أن المملكة أدركت مبكراً أهمية التعاون الدولي والنمو والطاقة، وعملت على تعزيز الشراكة والتكامل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد برنده يتحدث خلال جلسة للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض، في 28 أبريل (رويترز)

رئيس «دافوس»: السعودية شهدت تطورات تعكس الطموح الاقتصادي العالمي

لفت رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس»، بورغ برينده، إلى ما شهدته المملكة خلال الفترة الماضية من تطور وهو ما يعكس الطموح الاقتصادي العالمي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الاتحاد الأوروبي يفتتح في الرياض أول غرفة تجارية له بمنطقة الخليج

وصل إجمالي التجارة بين الاتحاد الأوروبي والسعودية إلى 75 مليار يورو عام 2022 (الشرق الأوسط)
وصل إجمالي التجارة بين الاتحاد الأوروبي والسعودية إلى 75 مليار يورو عام 2022 (الشرق الأوسط)
TT

الاتحاد الأوروبي يفتتح في الرياض أول غرفة تجارية له بمنطقة الخليج

وصل إجمالي التجارة بين الاتحاد الأوروبي والسعودية إلى 75 مليار يورو عام 2022 (الشرق الأوسط)
وصل إجمالي التجارة بين الاتحاد الأوروبي والسعودية إلى 75 مليار يورو عام 2022 (الشرق الأوسط)

تُفتتح في الثامن من الشهر الحالي أول غرفة تجارة أوروبية بمنطقة الخليج في الرياض، وذلك لـ«تشكيل مستقبل التعاون التجاري بين الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية»، وفق الموقع الرسمي الجديد لغرفة التجارة الأوروبية في السعودية والتي وصفت الحدث بـ«التاريخي».

وسوف تكون الغرفة الجديدة (ECCKSA) «صوت الأعمال الأوروبية في دول مجلس التعاون الخليجي باعتبارها أول غرفة تجارة أوروبية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي»، و«ستكرس، بدعم من الاتحاد الأوروبي، جهودها لتعزيز الاقتصاد والعلاقات التجارية بين السعودية والاتحاد الأوروبي».

كما أن غرفة التجارة الأوروبية في السعودية «تستفيد من علاقاتها الحكومية القوية لتسهيل الوصول إلى الأسواق للشركات الأعضاء، مما يضمن فرصاً عادلة لكل من الشركات الأوروبية والسعودية»، وفق الموقع الرسمي الذي أشار إلى أن «لجاننا القطاعية تعالج بشكل فعال مختلف القضايا الشاملة والمحددة بالصناعة، وتقدم رؤى وتوصيات أساسية لتحسين الوصول إلى أسواق الأعمال الأوروبية، والمساهمة في الازدهار الاقتصادي على المدى الطويل للسعودية».

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تم الاتفاق خلال منتدى الاستثمار السعودي - الأوروبي على تسريع الجهود لإنشاء غرفة تجارة أوروبية في المملكة، لتكون الأولى من نوعها في المنطقة.

وقال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح خلال أعمال المنتدى، إن التنسيق مع الاتحاد الأوروبي له دور حيوي في التحولات الاقتصادية المستمرة في المملكة؛ إذ إنها في وضع فريد لتلبية احتياجات أوروبا «لا مثيل له».

وأضاف: «أنا مقتنع بأنه لا تزال هناك إمكانات هائلة لتوسيع شراكتنا بشكل أكبر، خاصة من حيث الحجم والتنوع ونوعية استثماراتنا الصادرة والواردة». ولفت إلى وجود استثمارات سعودية كبيرة في معظم دول الاتحاد الأوروبي.

وأشار إلى أن قيمة المبادلات التجارية بين المملكة ودول الاتحاد الأوروبي نمت في عام 2022 بمعدل 30 في المائة لتبلغ نحو 80 مليار دولار، لافتاً إلى نمو قوي أيضاً في الاستثمار الأجنبي المباشر، مع وجود نحو 1300 شركة أوروبية تستثمر في قطاعات الاقتصاد السعودي.

من جهته، قال نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، ماروس سيفكوفيتش، خلال المنتدى، إن الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية لديهما مصلحة في مواصلة التفاعلات بشأن أجندات السياسة التجارية المتعددة الأطراف، بما في ذلك منظمة التجارة العالمية.

وأضاف أنه تم الاتفاق على تسريع إنشاء غرفة تجارة أوروبية في السعودية لتكون الأولى في المنطقة. وبحسب سيفكوفيتش، فإن إجمالي التجارة بين الاتحاد الأوروبي والسعودية وصل إلى 75 مليار يورو في عام 2022، في حين وصل الاستثمار الأجنبي المباشر بين الطرفين إلى 55 مليار يورو في 2021.

وأكد الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج، لويجي دي مايو، أهمية العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والرياض، والتي قال إنها مبنية على الثقة والحوار والاحترام المتبادل والنتائج العملية. وأشار إلى أهمية استغلال كافة الأدوات والإمكانات لتعزيز العلاقات وتعزيز الاستثمار المستدام.


«الفاو»: أسعار المواد الغذائية العالمية ترتفع لشهرين متتاليين

ارتفع مؤشر الفاو الخاص بأسعار الغذاء بنسبة 0.3 في المائة في أبريل (رويترز)
ارتفع مؤشر الفاو الخاص بأسعار الغذاء بنسبة 0.3 في المائة في أبريل (رويترز)
TT

«الفاو»: أسعار المواد الغذائية العالمية ترتفع لشهرين متتاليين

ارتفع مؤشر الفاو الخاص بأسعار الغذاء بنسبة 0.3 في المائة في أبريل (رويترز)
ارتفع مؤشر الفاو الخاص بأسعار الغذاء بنسبة 0.3 في المائة في أبريل (رويترز)

قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أمس الجمعة إن أسعار المواد الغذائية العالمية ارتفعت للشهر الثاني على التوالي في أبريل (نيسان). وأشارت المنظمة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي ترتفع فيها الأسعار في شهرين متتاليين منذ أكثر من عامين، بحسب «وكالة الأنباء الألمانية».

وقالت «الفاو» إن الارتفاع الملحوظ في أسعار اللحوم، وأيضاً الزيادات الطفيفة في أسعار الحبوب والزيوت النباتية قابلتها انخفاضات أكبر في أسعار منتجات الألبان والسكر.

وارتفع مؤشر «الفاو» الخاص بأسعار الغذاء بنسبة 0.3 في المائة في أبريل (نيسان) مقارنة بشهر مارس (آذار). وقبل شهر، كان المؤشر الأوسع أعلى بنسبة 1.1 في المائة من فبراير (شباط)، بينما كان قد انخفض في السابق لمدة سبعة أشهر على التوالي.

وكانت آخر مرة ارتفع فيها مؤشر أسعار الغذاء في شهرين متتاليين في فبراير ومارس 2022، عندما تسببت أسعار الطاقة المرتفعة في ارتفاع المؤشر إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 160.2 نقطة.

وعلى الرغم من هذه الزيادات خلال الشهرين الماضيين، ارتفع المؤشر إلى 119.1 نقطة، وهو مستوى أقل كثيراً من أعلى مستوى له.

وأضافت «الفاو» أن أعلى زيادة في أسعار المواد الغذائية في أبريل كانت في اللحوم التي ارتفعت بنسبة 1.6 في المائة، وكان ذلك جزئياً بسبب الطلب المرتفع على الدواجن في الشرق الأوسط.


«فيتش» تعدل النظرة المستقبلية لمصر من «مستقرة» إلى «إيجابية»

قالت فيتش إن مخاطر التمويل الخارجي لمصر على المدى القريب تراجعت بشكل ملحوظ (رويترز)
قالت فيتش إن مخاطر التمويل الخارجي لمصر على المدى القريب تراجعت بشكل ملحوظ (رويترز)
TT

«فيتش» تعدل النظرة المستقبلية لمصر من «مستقرة» إلى «إيجابية»

قالت فيتش إن مخاطر التمويل الخارجي لمصر على المدى القريب تراجعت بشكل ملحوظ (رويترز)
قالت فيتش إن مخاطر التمويل الخارجي لمصر على المدى القريب تراجعت بشكل ملحوظ (رويترز)

عدلت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، اليوم (الجمعة)، النظرة المستقبلية لتصنيف مصر إلى «إيجابية» من «مستقرة».

كما أبقت الوكالة في تقرير لها تصنيف مصر دون تغيير عند«-B».

وقالت فيتش إن مخاطر التمويل الخارجي على المدى القريب تراجعت بشكل ملحوظ بسبب اتفاق "رأس الحكمة» مع الإمارات العربية المتحدة، والانتقال إلى سعر صرف مرن، وتشديد السياسة النقدية، وهو ما أدى أيضاً إلى إتاحة تمويل إضافي من المؤسسات المالية الدولية وعودة تدفقات أجنبية إلى سوق الدين المحلي.

وذكرت مؤسسة التصنيف الائتماني أن اتفاق رأس الحكمة يؤكد قوة الدعم المالي الذي تقدمه دول مجلس التعاون الخليجي لمصر، مشيرة أيضاً إلى أن لدى فيتش «ثقة أكبر إلى حد ما» في أن مرونة سعر الصرف ستكون أكثر استدامة مما كانت عليه في الماضي.

وقالت فيتش إنه بالإضافة إلى ذلك، فإن الخطوات الأولية لاحتواء الإنفاق خارج الموازنة من شأنها أن تساعد في الحد من مخاطر القدرة على تحمل الدين العام.


النفط يسجل أكبر انخفاض أسبوعي في 3 أشهر

حقل نفطي في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
حقل نفطي في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أكبر انخفاض أسبوعي في 3 أشهر

حقل نفطي في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
حقل نفطي في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

شهدت أسعار النفط تراجعاً طفيفاً يوم الجمعة وسط احتمالات بأن يبقي تحالف «أوبك بلس» على تخفيضات الإنتاج، واتجه الخامان الأساسيان لتسجيل أكبر تراجع أسبوعي في ثلاثة أشهر بضغط من غموض يتعلق بالطلب وتراجع حدة التوتر في الشرق الأوسط، مما قلل المخاطر المرتبطة بالإمدادات.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يوليو (تموز) 32 سنتاً إلى 83.35 دولار للبرميل بحلول الساعة 14:33 بتوقيت غرينتش، وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يونيو (حزيران) 45 سنتاً إلى 78.50 دولار للبرميل.

واتجه الخامان لتسجيل خسائر أسبوعية وسط قلق المستثمرين من احتمال أن يؤدي بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، إلى كبح النمو فيها وفي مناطق أخرى في العالم. كما يخفت أثر المخاطر الجيوسياسية من حرب غزة، والتي أبقت الأسعار مرتفعة بسبب مخاوف تأثيرها على الإمدادات، وذلك مع بحث إسرائيل و«حماس» لهدنة وعقدهما محادثات مع وسطاء دوليين.

واتجه برنت صوب انخفاض أسبوعي نسبته 6.6 بالمائة، في حين اتجه خام غرب تكساس الوسيط نحو خسارة 6 بالمائة في الأسبوع.

ويأتي التراجع قبل أسابيع من الاجتماع المقبل لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها بقيادة روسيا ضمن التكتل المعروف باسم «أوبك بلس».

وقالت ثلاثة مصادر في منتجين بـ«أوبك بلس» إن التكتل قد يمدد تخفيضاته الطوعية لإنتاج النفط بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً إلى ما بعد يونيو المقبل إذا لم يرتفع الطلب على النفط، لكن التكتل لم يبدأ بعد محادثاته الرسمية قبل اجتماع مقرر في الأول من يونيو.

وكانت السوق تترقب الجمعة بيانات التقرير الشهري للوظائف غير الزراعية الأميركية، وهو مقياس لقوة سوق العمل في البلاد، ويأخذه مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) في الاعتبار عند تحديد أسعار الفائدة. وعادة ما تؤثر أسعار الفائدة المرتفعة على الاقتصاد، ويمكن أن تقلل الطلب على النفط.


مصادرة الأصول الروسية... بين المكاسب السريعة والتكاليف بعيدة المدى

مواطنون روس في العاصمة موسكو خلال مناسبة إحياء ذكرى «يوم النصر» في الحرب العالمية الثانية (إ.ب.أ)
مواطنون روس في العاصمة موسكو خلال مناسبة إحياء ذكرى «يوم النصر» في الحرب العالمية الثانية (إ.ب.أ)
TT

مصادرة الأصول الروسية... بين المكاسب السريعة والتكاليف بعيدة المدى

مواطنون روس في العاصمة موسكو خلال مناسبة إحياء ذكرى «يوم النصر» في الحرب العالمية الثانية (إ.ب.أ)
مواطنون روس في العاصمة موسكو خلال مناسبة إحياء ذكرى «يوم النصر» في الحرب العالمية الثانية (إ.ب.أ)

تمثل مصادرة الأصول واحدة من السياسات التي تهدف إلى فرض عقوبات على الدول أو الكيانات التي تنتهك القوانين الدولية أو تشارك في أنشطة غير مشروعة. ويعد استخدام هذه السياسات في العلاقات الدولية أمراً مثيراً للجدل، حيث يتمتع بعض الأطراف بالفوائد منها، بينما يرى آخرون أنها تثير توترات وتعقيدات جديدة.

وقال الباحث كريون بتلر، مدير برنامج الاقتصاد العالمي والتمويل في المعهد الملكي للشؤون الدولية «تشاتام هاوس» في بريطانيا، إن هجوم روسيا على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 يتعارض مع أهم مبادئ ميثاق الأمم المتحدة. ويجب على مجموعة الدول السبع الكبرى أن تستمر في تقديم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري القوي لأوكرانيا؛ ما يمكنها من الدفاع عن نفسها. ويعود هذا بالفائدة على الشعب الأوكراني، ويعد أمراً حاسماً لأمن دول مجموعة السبع الكبرى نفسها على المدى الطويل، وفق تحليل لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

لكن مصادرة 300 مليار دولار من الأصول الروسية الخاضعة للعقوبات - للمساعدة في تغطية تكاليف هذا الدعم - هي مسألة أكثر تعقيداً. وليس من المؤكد أن الفوائد لمجموعة الدول السبع ستتفوق على التكاليف التي ستتحملها. وقد يكون تمويل الدعم لأوكرانيا من خلال الإنفاق العام العادي، على الأقل في الوقت الحالي، الخيار الأفضل.

والفوائد الرئيسية لمصادرة الأصول محددة بشكل جيد نسبياً، وقابلة للحساب الكمي. أولاً، يمكن لحكومات مجموعة السبع استخدام تلك العائدات لدفع احتياجات أوكرانيا الفورية مثل إمدادات الأسلحة، أو إتاحتها بمرور الوقت لتمويل إعادة الإعمار على المدى الطويل.

وسيكون لهذا تأثير كبير على النفقات المستقبلية، إذ بلغ الدعم الثنائي الإجمالي لأوكرانيا نحو 278 مليار دولار حتى يناير (كانون الثاني) 2024، قبل صدور أحدث حزمة أميركية. وقد جرى تقدير تكلفة إعادة إعمار أوكرانيا بنحو 500 مليار دولار، على الرغم من أن الجزء الأكبر من هذا سيجري تمويله من قبل المؤسسات المالية الدولية والقطاع الخاص. كما يمكن أن تؤمن المصادرة الآن دعماً مالياً لأوكرانيا قبل الفترات الغامضة التي قد ينطوي عليها حكم دونالد ترمب المحتمل في الولايات المتحدة، وفق بتلر.

ثانياً، ستزيد المصادرة لأصول الدولة من الثمن النهائي الذي تدفعه روسيا بسبب عدوانها. ومن غير المرجح بشكل كبير أن تقنع رئيس روسيا بإنهاء الحرب، فالخسائر التي تكبدها الجيش الروسي والأضرار التي سببتها العقوبات الاقتصادية هائلة بالفعل. لكن يمكن أن تساعد على ردع الدول الأخرى عن التفكير في أفعال مماثلة، على الأقل تلك التي تمتلك أصولاً في متناول حكومات مجموعة السبع.

ومقابل هذا، هناك تكاليف غير محددة بشكل واضح، ولكنها قد تكون كبيرة جداً. أولاً، هناك أثر الانتقال من تجميد الأصول إلى أجل غير مسمى إلى المصادرة التامة على الأسواق المالية العالمية.

وفي الوقت الحاضر، لا يوجد بديل عملي للدولار الأميركي وغيره من العملات الغربية القابلة للتحويل بالكامل كمكان للجزء الأكبر من احتياطات النقد الأجنبي في العالم البالغة 12 تريليون دولار.

ومن الممكن أن يعمل اليوان الصيني وسيلةً للصرف أو وحدة حساب، ولكن الجمع بين ضوابط رأس المال والخطر المتصور المتمثل في التدخل السياسي من قبل السلطات الصينية يستبعده كمخزن دولي للقيمة سواء للاستخدام من قبل الصين ذاتها أو دول أخرى. وتستبعد التقلبات العالية والتهديد بالقمع التنظيمي العملات المشفرة، في حين أن الكتلة المادية ونقص العائد المالي يجعلان الذهب غير عملي.

لكن المصادرة الدائمة لـ300 مليار دولار من أصول احتياطي النقد الأجنبي الروسي (2.5 بالمائة من الإجمالي العالمي) الموجودة في دول ليست في حالة حرب مع روسيا، من شأنه أن يزيد من المخاطر التي تتصورها كثير من الدول الأخرى.

ومن الأمثلة الهامة على ذلك الصين والهند، التي هي حالياً حائزة كبيرة جداً لهذه الأصول، وفق بتلر. وتخشى تلك الدول أن تخضع في مرحلة ما لتدابير مماثلة، على الرغم من أن احتمال عبورها العتبة السياسية التي حددها هجوم روسيا على أوكرانيا قد يكون منخفضاً.

وهناك أيضاً خطر يتمثل في أن التكاليف المالية قد تكون أعلى كثيراً، مع امتداد الضرر إلى الاقتصاد الحقيقي. وقد تكون النتيجة نقطة تحول في الأسواق المالية، على غرار «مذبحة السندات الكبرى» في عام 1994. وفي هذه الحالة، أثار القرار غير الضار الذي اتخذه بنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي بزيادة أسعار الفائدة ردود فعل هائلة في أسواق السندات أدت إلى خسائر بلغت 1.5 تريليون دولار.

ويمكن القول إن الضرر قد حدث بالفعل بسبب قرار تجميد أصول الدولة الروسية إلى أجل غير مسمى. ولكن من المعقول بنفس القدر أن تدرك الأسواق فرقاً كبيراً بين إجراءات تجميد الأصول (بطريقة قد تستبعد في نهاية المطاف كلياً أو جزئياً بموجب وقف الأعمال العدائية عن طريق التفاوض) والمصادرة الدائمة.

ويسلط هذا الضوء على تكلفة ثانية لمصادرة الأصول، لا سيما التأثير الذي يمكن أن تحدثه على تحقيق نهاية للحرب بشروط مقبولة لأوكرانيا.

ومن غير المرجح أن يهزم هذا الطرف أو ذاك تماماً، وبالتالي يجب وضع حد للأعمال العدائية من خلال المفاوضات. وفي تلك المرحلة، يجب على مجموعة السبع دعم أوكرانيا في السعي للحصول على تعويض عن الأضرار الهائلة الناجمة عن الحرب الروسية، فضلاً عن انتهاكات حقوق الإنسان.

ويقول بتلر إن تجميد أصول الدولة الروسية المتاحة لأن يكون لها دور في هذه المفاوضات سيزيد من نفوذ مجموعة السبع وأوكرانيا ومرونتهما. ولا يلزم رفع التجميد عن الأصول إلا إذا وافقت روسيا على التعويض.

ولكن في حالة تولي حكومة روسية إصلاحية جديدة في مرحلة ما بعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زمام الأمور، وهو أمر لا يمكن استبعاده، فسوف يكون هناك مجال للرد باستخدام الأصول بمرونة في المفاوضات.

وفي المقابل، فإن مصادرة أصول الدولة الروسية بشكل دائم الآن تقضي على هذه الخيارات، فمن المرجح كثيراً أنه لا يمكن استعادتها مرة أخرى بمجرد إنفاق الأموال.

وجرى اقتراح أفكار عدة لاستخلاص بعض القيمة من الأصول الدولية المجمدة لصالح أوكرانيا على المدى القصير مع تقليل المخاطر القانونية الفورية، وفي بعض الحالات الحفاظ على الأصول بوصفه ورقة مساومة لمفاوضات التسوية المستقبلية. كما جرى اقتراح أن تبيع أوكرانيا مطالبات أضرار الحرب المستقبلية المضمونة بأصول الدولة المجمدة لمستثمرين من القطاع الخاص.

وكقاعدة عامة، كلما زادت قيمة المكاسب التي تتحقق لأوكرانيا الآن، زادت درجة عدم اليقين القانوني والمخاطر المالية بعيدة المدى، وقلت مرونة استخدام الأصول المجمدة في المفاوضات المستقبلية.

ويرى بتلر أن المسار الأفضل هو الحفاظ على الوضع الراهن، بما في ذلك التهديد بالمصادرة كملاذ أخير، والاحتفاظ بمعاملة الأصول المجمدة لتحقيق أقصى قدر من التأثير لدعم أوكرانيا عندما تبدأ المفاوضات لإنهاء الحرب في نهاية المطاف.


اليابان تتأهب لمعركة طويلة مع مضاربي الين

مقر بنك اليابان المركزي وسط العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)
مقر بنك اليابان المركزي وسط العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)
TT

اليابان تتأهب لمعركة طويلة مع مضاربي الين

مقر بنك اليابان المركزي وسط العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)
مقر بنك اليابان المركزي وسط العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)

يبدو أن اليابان قد اشترت «بعض الوقت» والهدنة للين المتراجع من خلال أحدث تدخلاتها المحتملة في الأسواق، لكنها أعدَّت نفسها أيضاً لحرب طويلة الأمد مع سوق تنظر إلى الين بوصفه عملة مقنعة، كما يقول المحللون.

ويقدر المتداولون أن بنك اليابان أنفق ما يقرب من 59 مليار دولار للدفاع عن العملة هذا الأسبوع، مما ساعد على وضع الين على المسار الصحيح لتحقيق أفضل أداء أسبوعي له منذ أكثر من عام.

وارتفعت العملة اليابانية بنسبة 5 في المائة من أدنى مستوى لها في 34 عاماً عند 160.245 ين مقابل الدولار الذي سجَّلته يوم الاثنين، ولم تؤكد طوكيو بعدُ تدخلها.

لكنَّ ارتفاع هذا الأسبوع لم يكن خطياً في سوق هبوطية بالتأكيد للعملة اليابانية، نظراً إلى الفجوة الهائلة بين العوائد اليابانية المنخفضة للغاية وتلك الموجودة في الاقتصادات الرئيسية الأخرى. وتأرجح الين بشكل حاد خلال نوبات التدخل المشتبه بها، حيث ارتفع بما يقرب من 5 ينات في غضون دقائق وتخلى عن جزء من ذلك بسرعة.

وقال روب كارنيل، رئيس أبحاث آسيا والمحيط الهادي في «آي إن جي»: «لم يتغير شيء فعلياً. أعتقد أن هذا وفَّر هدنة مؤقتة فيما ستختبره الأسواق حتماً مرة أخرى»، حسب «رويترز». متابعاً أن الين أصبح «حلم المتداولين»، حيث يمكنهم جني الأموال بسهولة عن طريق شراء الدولار مقابل الين، وانتظار ارتفاع السعر ثم بيعه مع تدخل بنك اليابان لدعم الين، مؤكداً أن السلطات اليابانية ستعاود التدخل في مرحلة ما.

وقبل التدخل المحتمل الحالي، تدخلت السلطات اليابانية آخر مرة بين سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) في عام 2022 وأنفقت نحو 60 مليار دولار للدفاع عن العملة. وكان سعر الين آنذاك يقترب من 152 يناً للدولار، ولكن في غضون شهرين بعد ذلك التدخل، عاد سعر الين إلى الانخفاض مرة أخرى. وفقدت العملة اليابانية نحو 20 في المائة من قيمتها مقابل الدولار عندما وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ عام 1990 هذا الأسبوع.

وقال كاسبار هينس، مدير المحفظة لدى شركة «بلوباي» لإدارة الأصول: «بسبب الفوارق الكبيرة في العوائد، سيظل المضاربون على الجانب الآخر من هذه التجارة». حيث يبلغ الفارق بين عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات وعوائد سندات الحكومة اليابانية نحو 4 نقاط مئوية.

ويقول بن بينيت، استراتيجي الاستثمار في منطقة آسيا والمحيط الهادي في شركة «ليغال آند جنرال إنفستمنت مانجمنت»، إن وزارة المالية اليابانية، التي تتمثل مهمتها في إدارة الين، تدرك جيداً كيفية تكديس الاحتياطيات النقدية مقابل الين، ولا تعمل إلا على احتواء الوتيرة. وأضاف أن «التدخل له ثمن، وأعتقد أن وزارة المالية لن تكون مستعدة لإنفاق الأموال على هدف محدد».

وحتى بعد تحرك بنك اليابان المركزي بعيداً عن أسعار الفائدة السلبية في مارس (آذار) الماضي، يظل الين أرخص عملة رئيسية للاقتراض والبيع على المكشوف، مما يحسم مصيره.

ويقول المحللون إن هذا يزيد من تعقيد التوقعات بالنسبة للين، ولكن يبدو أن مستوى 160 هو المستوى الذي يريد بنك اليابان حمايته.

ويعتقد هيروفومي سوزوكي، كبير استراتيجيي العملات في مؤسسة «سوميتومو ميتسوي» المصرفية في طوكيو، أن السلطات اليابانية تعد الانخفاض بعد اجتماعها في مارس «مضاربات غير مقبولة»، وربما تهدف إلى إعادة الين إلى 155 يناً للدولار الواحد، حيث كان مستواه قبل قرار الفائدة.

ويشعر يوجيرو جوتو، رئيس استراتيجية العملة لليابان في بنك «نومورا»، بأن السلطات تريد فقط مساعدة مستورديها في الحصول على الدولارات التي يحتاجون إليها. وقال: «أعتقد أن المستوى 150 مثالي للمستوردين اليابانيين. وأعتقد أن المستوى 152 - 152.50 هو على الأرجح ما أرادت وزارة المالية تحقيقه، لكنها لم تصل إلى هذا المستوى، لذلك هناك خطر من عودة وزارة المالية لجولة أخرى من التدخل».

ويدرك المضاربون أيضاً أن الاحتياطي الحكومي ليس بلا حدود. وتمتلك اليابان نحو 1.3 تريليون دولار من احتياطيات العملة، لكنَّ نحو 155 مليار دولار فقط تحتفظ بها في شكل ودائع سائلة بالدولار.

وفي الوقت نفسه، تتراجع رهانات بنك الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة مع بقاء الاقتصاد الأميركي وأسواق العمل ساخنة. وقد ارتفعت مراكز المضاربة على المكشوف بالين إلى أكبر مستوياتها منذ 17 عاماً.

ويقول فريد نيومان، كبير الاقتصاديين الآسيويين في بنك «إتش إس بي سي»، إن اليابان تحاول فقط إنهاء المضاربة غير المتماثلة من جانب واحد، بدلاً من الدفاع عن أي مستويات للين. وأضاف أنه «بالنظر إلى حقيقة ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية لفترة أطول، فإن هذا يعد بمثابة ممارسة لإدارة الموقف؛ وليس ممارسة تؤدي بالضرورة إلى ارتفاع سريع في قيمة الين».


«أكوا باور» توقع اتفاقية لتطوير أكبر مزرعة طاقة رياح في آسيا الوسطى بـ4.85 مليار دولار

جانب من توقيع الاتفاقية التي تمت بحضور الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزيوييف ورئيس الوزراء عبد الله أريبوف والأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي ومحمد أبونيان رئيس «أكوا باور» (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع الاتفاقية التي تمت بحضور الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزيوييف ورئيس الوزراء عبد الله أريبوف والأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي ومحمد أبونيان رئيس «أكوا باور» (الشرق الأوسط)
TT

«أكوا باور» توقع اتفاقية لتطوير أكبر مزرعة طاقة رياح في آسيا الوسطى بـ4.85 مليار دولار

جانب من توقيع الاتفاقية التي تمت بحضور الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزيوييف ورئيس الوزراء عبد الله أريبوف والأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي ومحمد أبونيان رئيس «أكوا باور» (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع الاتفاقية التي تمت بحضور الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزيوييف ورئيس الوزراء عبد الله أريبوف والأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي ومحمد أبونيان رئيس «أكوا باور» (الشرق الأوسط)

أعلنت شركة «أكوا باور» السعودية أنها وقّعت مع الشبكة الكهربائية الوطنية في أوزبكستان اتفاقية شراء الطاقة لأكبر مزرعة رياح في آسيا الوسطى (مشروع آرال المستقل لطاقة الرياح)، الذي سيتم تطويره من قبل شركة «أكوا باور» بقدرة إنتاجية تصل إلى 5 غيغاواط في منطقة كاراكالباكستان.

وجاء التوقيع خلال حفل أقيم برعاية شوكت ميرزيوييف، رئيس أوزبكستان، وبحضور رئيس الوزراء الأوزبكي عبد الله أريبوف، والأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الطاقة السعودي.

وتم توقيع الاتفاقية على هامش منتدى طشقند الدولي للاستثمار، وذلك خلال حفل تدشين مشروعين جارٍ تطويرهما من قبل «أكوا باور» في أوزبكستان، وهما محطة سيرداريا لتوليد الطاقة بدورة الغاز المركبة، التي ستبلغ سعتها الإنتاجية 1.5 غيغاواط، ومحطة ريفرسايد للطاقة الشمسية بقدرة إنتاجية تصل إلى 100 ميغاواط في منطقة طشقند.

ويُعد مشروع «آرال» المستقل لطاقة الرياح، المشروع الـ15 ضمن محفظة شركة «أكوا باور» التي تديرها في أوزبكستان، حيث قالت إنه يعزز التزامها القوي بتوفير الطاقة المتجددة اللازمة لتحقيق الأهداف الطموحة لاستراتيجية الحكومة الأوزبكية طويلة المدى، والمتمثلة في توفير 40 في المائة من مزيج الطاقة لديها من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

وتعد أوزبكستان، ثاني أكبر دولة في المحفظة الاستثمارية لشركة «أكوا باور» خارج السعودية؛ وبهذا المشروع الأخير يصل إجمالي استثماراتها في البلاد إلى 13.9 مليار دولار.

وقال محمد أبونيان، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «أكوا باور»: «سيوفر هذا المشروع الطاقة النظيفة لنحو 4.5 مليون منزل في أوزبكستان، التي تقود مسيرة تحول الطاقة في منطقة آسيا الوسطى بفضل قيادتها الطموحة والحاسمة».

وسيتم تطوير مشروع «آرال» على 5 مراحل، حيث سيقوم بتوليد نحو 18.5 ألف غيغاواط في الساعة من الطاقة النظيفة سنوياً، مما يؤدي إلى التخلص من 247 ألف مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وتوفير الطاقة لنحو أربعة ملايين منزل. ويُمثل ذلك خطوة مهمة في سعي أوزبكستان نحو تحقيق استراتيجية التحول إلى الطاقة النظيفة. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أيضاً أن يستحدث المشروع مئات من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، فضلاً عن المساهمة في تحفيز الصناعة المحلية من خلال توطين الخدمات والإمدادات.

يذكر أن محفظة «أكوا باور» في أوزبكستان تضم 11.6 غيغاواط من الطاقة، منها 10.1 غيغاواط طاقة متجددة، بالإضافة إلى تطوير أول مشروع للهيدروجين الأخضر في أوزبكستان، بقدرة إنتاجية تصل إلى 3 آلاف طن سنوياً، حيث تم افتتاح المرحلة الأولى منه في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2023.


تباطؤ التوظيف الأميركي يشير إلى تأثير رفع أسعار الفائدة

باحث عن عمل يغادر معرض التوظيف المتعلق بالمطار في مطار لوغان الدولي في بوسطن ماساتشوستس - الولايات المتحدة (رويترز)
باحث عن عمل يغادر معرض التوظيف المتعلق بالمطار في مطار لوغان الدولي في بوسطن ماساتشوستس - الولايات المتحدة (رويترز)
TT

تباطؤ التوظيف الأميركي يشير إلى تأثير رفع أسعار الفائدة

باحث عن عمل يغادر معرض التوظيف المتعلق بالمطار في مطار لوغان الدولي في بوسطن ماساتشوستس - الولايات المتحدة (رويترز)
باحث عن عمل يغادر معرض التوظيف المتعلق بالمطار في مطار لوغان الدولي في بوسطن ماساتشوستس - الولايات المتحدة (رويترز)

خفض أصحاب العمل في الولايات المتحدة التوظيف في أبريل (نيسان)، حيث أضافوا 175 ألف وظيفة فقط، في إشارة إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة المستمر قد يبدأ في التأثير بشكل كبير على أكبر اقتصاد في العالم.

وأظهر تقرير حكومي صدر، الجمعة، أن مكاسب التوظيف الشهر الماضي انخفضت بشكل حاد مقارنة بالزيادة الهائلة التي بلغت 315 ألفاً في مارس (آذار). وكانت أقل بكثير من المكاسب البالغة 233 ألفاً التي توقعها الاقتصاديون لشهر أبريل، مما يشير إلى أن موجة رفع أسعار الفائدة التي ينتهجها الاحتياطي الفيدرالي ربما تؤدي أخيراً إلى تهدئة وتيرة التوظيف، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وعلى الرغم من التباطؤ، فإن نمو الوظائف في الشهر الماضي يُعدّ زيادة جيدة، على الرغم من أنه كان أدنى نمو وظيفي شهري منذ أكتوبر (تشرين الأول). ومع استمرار الأسر الأميركية في إنفاقها الثابت، كان على العديد من أصحاب العمل الاستمرار في التوظيف لتلبية طلب عملائهم.

وارتفع معدل البطالة إلى 3.9 في المائة - وهي الزيادة الأولى منذ أشهر - لكنه لا يزال أقل من 4 في المائة للشهر السابع والعشرين على التوالي، وهي أطول فترة منذ الستينات.

وتؤثر الحالة الاقتصادية على أذهان الناخبين مع اشتداد الحملة الانتخابية الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وعلى الرغم من قوة سوق العمل، فإن الأميركيين ما زالوا غاضبين بشكل عام من ارتفاع الأسعار، والعديد منهم يلقون اللوم على الرئيس جو بايدن.

وقد أثبتت سوق العمل الأميركية مراراً وتكراراً أنها أكثر قوة مما توقعه أي شخص تقريباً. فعندما بدأ الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة بشكل حاد قبل عامين لمكافحة موجة التضخم القاسية، توقع معظم الاقتصاديين أن تؤدي الزيادة الناتجة في تكاليف الاقتراض إلى ركود ورفع معدلات البطالة إلى مستويات مرتفعة بشكل مؤلم.

ورفع الفيدرالي سعر الفائدة الأساسي 11 مرة في الفترة من مارس 2022 إلى يوليو (تموز) 2023، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ عام 2001. وقد انخفض التضخم بالفعل كما هو متوقع، من ذروة سنوية تبلغ 9.1 في المائة في يونيو (حزيران) 2022 إلى 3.5 في المائة في مارس.

ومع ذلك، فإن قوة سوق العمل المستمرة والاقتصاد الكلي بشكل عام، بدعم من إنفاق المستهلكين الثابت، أبقت التضخم أعلى بكثير من هدف المركزي البالغ 2 في المائة. ونتيجة لذلك، يؤجل المركزي أي تفكير في خفض أسعار الفائدة إلى حين أن يكتسب مزيداً من الثقة في أن التضخم يتباطأ بثبات نحو هدفه.

وستؤدي تخفيضات أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، بمرور الوقت، إلى خفض تكلفة الرهن العقاري وقروض السيارات وغيرها من قروض المستهلكين والشركات. ويتوقع معظم الاقتصاديين عدم خفض أسعار الفائدة قبل الخريف على أقرب تقدير.

وأظهر سوق العمل بعض الدلائل على تباطؤه في النهاية. على سبيل المثال، أفادت الحكومة هذا الأسبوع بأن عدد الوظائف الشاغرة انخفض في مارس إلى 8.5 مليون، وهو أقل عدد في أكثر من ثلاث سنوات. ومع ذلك، لا يزال هذا يشكل عدداً كبيراً من الشواغر. قبل عام 2021، لم يتجاوز عدد الوظائف الشاغرة الشهرية 8 ملايين وظيفة، وهو الحد الذي تجاوزوه الآن كل شهر منذ مارس 2021.

وعلى أساس شهري، لم ينخفض ​​تضخم أسعار المستهلكين منذ أكتوبر. ولا يزال معدل التضخم السنوي البالغ 3.5 في المائة لشهر مارس أعلى بكثير من هدف المركزي البالغ 2 في المائة.


«نيبون ستيل» اليابانية ترجئ صفقة «يو إس» لما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية

مقر شركة «نيبون ستيل» اليابانية في العاصمة طوكيو (أ.ب)
مقر شركة «نيبون ستيل» اليابانية في العاصمة طوكيو (أ.ب)
TT

«نيبون ستيل» اليابانية ترجئ صفقة «يو إس» لما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية

مقر شركة «نيبون ستيل» اليابانية في العاصمة طوكيو (أ.ب)
مقر شركة «نيبون ستيل» اليابانية في العاصمة طوكيو (أ.ب)

قالت شركة «نيبون ستيل» اليابانية، الجمعة، إنها أرجأت الإغلاق المتوقع لاستحواذها على شركة «يو إس ستيل» الأميركية بقيمة 14.1 مليار دولار لمدة ثلاثة أشهر، بعد أن طلبت وزارة العدل الأميركية مزيداً من الوثائق المتعلقة بالصفقة.

وقالت شركة «نيبون ستيل» ومقرها طوكيو إن الصفقة، التي وافق عليها بالفعل مساهمو شركة الولايات المتحدة للصلب، لا يزال من المتوقع أن تتم. وأضافت في بيان: «ستواصل شركة نيبون ستيل التعاون الكامل مع التحقيقات التي تجريها السلطات المعنية».

وأثارت عملية البيع معارضة من إدارة الرئيس جو بايدن لأسباب اقتصادية وأمنية قومية، ومن الرئيس السابق دونالد ترمب، المرشح الرئاسي الجمهوري المحتمل في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وقد يؤدي التوقيت الجديد إلى دفع الإغلاق إلى ما بعد الانتخابات، لكن شركة «نيبون ستيل» نفت أن يكون التأخير مرتبطاً بذلك.

في البداية كان من المفترض أن يتم إغلاق الصفقة بحلول سبتمبر (أيلول) المقبل، والآن سيتم إغلاقها بحلول ديسمبر (كانون الأول)، إلا أنه لا يزال من الممكن إغلاقها في وقت مبكر من سبتمبر، وفقاً لمتحدث باسم الشركة، الذي طلب عدم الكشف عن هويته المعتاد في الشركات اليابانية.

وقد صوّت أكثر من 98 في المائة من حاملي أسهم شركة «يو إس ستيل كورب» ومقرها بيتسبرغ، في اجتماع خاص للمستثمرين في أبريل (نيسان) الماضي، بالموافقة على عملية الاستحواذ. وقالت شركة «نيبون ستيل» إنها أعدت التمويل الكافي للمضي قدماً في الصفقة.

وتم الإعلان عن اندماج شركة «يو إس ستيل» الأميركية في شركة «نيبون ستيل» اليابانية لأول مرة في ديسمبر من العام الماضي، مما أثار مخاوف بشأن ما قد يعنيه ذلك بالنسبة للعمال النقابيين وسلاسل التوريد والأمن القومي الأميركي. وعارضت نقابة عمال الصلب المتحدة عملية الاستحواذ.

والتقى رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا مع بايدن الشهر الماضي، لكن لم يكن هناك ما يشير إلى أن الموضوع قد طرح في القمة.

وعندما زار بايدن المقر الرئيسي لاتحاد «يونايتد ستيل ووركرز» في بيتسبرغ مؤخراً، كرر معارضته لصفقة شركة «نيبون ستيل»، مشدداً على أن شركة «يو إس ستيل» كانت شركة أميركية بارزة لأكثر من قرن من الزمان، و«يجب أن تظل أميركية بالكامل».

وتراجعت صناعة الصلب في الولايات المتحدة على مدى العقود الماضية، حيث أصبحت اليابان تهيمن على إنتاج الصلب العالمي في البداية، ثم الصين مؤخراً. وبموجب الاتفاق، ستحتفظ شركة «يو إس ستيل» باسمها وبمقرها الرئيسي في بيتسبرغ، حيث تأسست عام 1901.

وقالت الشركتان من قبل إن «صفقة الاستحواذ من شأنها أن تساعد (يو إس ستيل) على إنتاج صلب أكثر تطوراً واستدامة من الناحية البيئية للعملاء الأميركيين، إضافة إلى «تعزيز صلابة الصناعة الأميركية في مواجهة التهديدات من جانب الصين».

وكان البيت الأبيض أعلن في بيان، الشهر الماضي، أن الرئيس الأميركي جو بايدن يعتزم مضاعفة الرسوم المفروضة على واردات الولايات المتحدة من الصلب والألومنيوم من الصين بواقع مرتين. وأضاف البيان أن العمال الأميركيين يواجهون منافسة غير عادلة بسبب استيراد المنتجات الصينية، كما أن هذه المنتجات كثيفة الانبعاثات الكربونية المسببة للاحتباس الحراري.


ارتفاع مؤشر أسعار الغذاء العالمي للشهر الثاني على التوالي

عرض المنتجات الطازجة في كشك للفواكه والخضراوات على طريق بورتوبيللو في لندن (رويترز)
عرض المنتجات الطازجة في كشك للفواكه والخضراوات على طريق بورتوبيللو في لندن (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر أسعار الغذاء العالمي للشهر الثاني على التوالي

عرض المنتجات الطازجة في كشك للفواكه والخضراوات على طريق بورتوبيللو في لندن (رويترز)
عرض المنتجات الطازجة في كشك للفواكه والخضراوات على طريق بورتوبيللو في لندن (رويترز)

ارتفع مؤشر أسعار الغذاء العالمي لـ«منظمة الأغذية والزراعة» (الفاو) للشهر الثاني على التوالي في أبريل (نيسان)، حيث عوض ارتفاع أسعار اللحوم والزيادات الطفيفة في الزيوت النباتية والحبوب انخفاض أسعار السكر ومنتجات الألبان.

وقالت المنظمة يوم الجمعة إن مؤشر أسعار الغذاء لـ«منظمة الأغذية والزراعة»، الذي يتتبع السلع الغذائية الأكثر تداولاً عالمياً، بلغ متوسط 119.1 نقطة في أبريل، ارتفاعاً من 118.8 نقطة المعدلة لشهر مارس (آذار)، وفق «رويترز».

ومع ذلك، كانت قراءة «منظمة الأغذية والزراعة» لشهر أبريل أقل بنسبة 7.4 في المائة عن مستواها قبل عام.

ووصل المؤشر إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات في فبراير (شباط)، حيث واصلت أسعار المواد الغذائية الانخفاض من الذروة القياسية التي بلغتها في مارس 2022 في بداية الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا، وهي دولة أخرى مصدرة للمحاصيل.

وفي أبريل، حققت اللحوم أقوى المكاسب في الأسعار، حيث ارتفعت بنسبة 1.6 في المائة عن الشهر السابق.

وارتفع مؤشر الحبوب التابع لـ«الفاو» بشكل طفيف لإنهاء انخفاض استمر ثلاثة أشهر، مدعوماً بأسعار تصدير أقوى للذرة. كما ارتفعت أسعار الزيوت النباتية أيضاً، حيث امتدت المكاسب السابقة لتصل إلى أعلى مستوى لها في 13 شهراً بسبب قوة زيت عباد الشمس وبذور اللفت.

وتراجع مؤشر السكر بشكل حاد، حيث انخفض بنسبة 4.4 في المائة عن مارس ليصل إلى 14.7 في المائة أقل من مستواه قبل عام وسط تحسن آفاق الإمداد العالمي.

وانخفضت أسعار الألبان بشكل هامشي، منهية سلسلة من ستة مكاسب شهرية متتالية.

وفي بيانات منفصلة عن العرض والطلب على الحبوب، رفعت «منظمة الأغذية والزراعة» تقديرها لإنتاج الحبوب العالمي في 2023-2024 إلى 2.846 مليار طن متري من 2.841 مليار طن تم التنبؤ بها الشهر الماضي، بزيادة قدرها 1.2 في المائة عن العام السابق، ويرجع ذلك بشكل ملحوظ إلى تحديث الأرقام الخاصة بميانمار وباكستان.

أما بالنسبة للمحاصيل القادمة، فقد خفضت الوكالة توقعاتها لإنتاج القمح العالمي لعام 2024 إلى 791 مليون طن من 796 مليون طن في الشهر الماضي، ما يعكس انخفاضاً أكبر في زراعة القمح في الاتحاد الأوروبي عما كان متوقعاً في السابق.

ومع ذلك، كانت توقعات إنتاج القمح المعدلة لعام 2024 أعلى بنسبة 0.5 في المائة تقريباً عن مستوى العام السابق.