إغلاق باب الترشح لرئاسة تركيا أمام المستقلين والأحزاب الصغيرة

أعلن المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا إغلاق باب الترشح للرئاسة أمام المرشحين المستقلين ومن الأحزاب التي ليست لها كتل بالبرلمان التركي، الاثنين، على أن تبدأ مرحلة جمع التوقيعات بالنسبة لهم في الفترة بين 22 و27 مارس (آذار) الحالي.
في الوقت ذاته، عقد مرشح «طاولة الستة» لأحزاب المعارضة، كمال كليتشدار أوغلو، لقاءً كان مرتقباً، ومثيراً للجدل، مع الرئيسين المشاركين لحزب «الشعوب الديمقراطية»، المؤيد للأكراد، مدحت سانجار وبروين بولدان، بمقر البرلمان التركي في أنقرة.
وقال المجلس الأعلى للانتخابات، في بيان، إنه تم الانتهاء من تلقي طلبات الترشيح من المتقدمين لخوض انتخابات الرئاسة التي تجرى مع الانتخابات البرلمانية في اليوم نفسه في 14 مايو (أيار) المقبل، كمستقلين أو من أحزاب ليست لها كتل برلمانية. ويتعين على كل مرشح جمع توقيعات من 100 ألف ناخب وتقديمها للمجلس خلال الفترة من 22 إلى 27 مارس الحالي.
وأضاف البيان، أن تقديم طلبات الترشيح بالنسبة لمرشحي الأحزاب الممثلة بكتل في البرلمان سيستمر حتى 23 مارس، مشيراً إلى أن القائمة النهائية لأسماء مرشحي الرئاسة ستنشر بالجريدة الرسمية في 31 مارس لتنطلق مرحلة الدعاية للانتخابات الرئاسية.
وأشار المجلس إلى أنه سيتم إعلان قوائم الناخبين مطلع الأسبوع المقبل، وستبدأ عمليات الطعن على القوائم، كما سيتم إعلان قوائم بأسماء المحظور خوضهم الانتخابات والمتهمين بجرائم الإهمال في الثاني من أبريل (نيسان)، وسيتمكن الناخبون في المناطق المتضررة من زلزالي 6 فبراير (شباط) من تغيير عناوينهم حتى التاريخ نفسه (2 أبريل).
وأعلن رئيس حزب «البلد»، محرم إينجه، أنه تقدم بطلب الترشح للرئاسة، رافضاً الدعوات التي وجهت إليه من بعض قادة أحزاب المعارضة، منهم رئيسة حزب «الجيد» ميرال أكشينار، لعدم خوض الانتخابات من أجل دعم مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو تحقيقاً لهدف فوزه من الجولة الأولى دون الانتقال إلى جولة الإعادة.
وواجه إعلان إينجه إصراره على الترشح انتقادات واسعة في أوساط المعارضة والشارع التركي أيضاً، لكنه رفض الاستماع إلى جميع الانتقادات، مؤكداً قدرته على الوصول إلى مرحلة الإعادة التي قد تكون أمام كليتشدار أوغلو أو الرئيس رجب طيب إردوغان.
ورد إينجه على دعوة من الرئيس السابق لـ«الحزب الديمقراطي الليبرالي»، جيم توكر، الذي حثه على التراجع عن الترشح حتى لا يفتت أصوات المعارضة، ببيان مطول على «تويتر»، اعتبر فيه أن الشعب هو الذي أراد منه أن يترشح، وأن 80 ألف شاب تقدموا بطلبات عضوية في حزبه الأسبوع الماضي فقط.
في الوقت ذاته، عقد كليتشدار أوغلو لقاءً استغرق ساعة بمقر البرلمان التركي في أنقرة مع الرئيسين المشاركين لحزب «الشعوب الديمقراطية»، مدحت سانجار وبروين بولدان. وأكد عقب اللقاء أن البرلمان هو العنوان الرئيسي لحل جميع مشكلات وقضايا البلاد، بما في ذلك القضية الكردية، قائلاً إن السياسة في تركيا لن تصبح، في حال فوزه بالرئاسة، ساحة معركة، بل «سنعمل جميعاً من خلال الحوار والوحدة والتكاتف».
وأضاف أنه لا يرى من الصواب إغلاق حزب «الشعوب الديمقراطية» (يواجه الحزب دعوى أقامها المدعي العام لمحكمة الاستئناف العليا في أنقرة بكير شاهين أمام المحكمة الدستورية لإغلاقه بدعوى صلته بالإرهاب). وشدد على أنه «يجب أن يكون هناك قضاء مستقل ونزيه، ويجب أن يكون الحكم للقانون، وألا يتحول القضاء إلى عصا للسياسة»، مستنكراً دعاوى إغلاق الأحزاب التي لا تزال ترفع في تركيا في القرن الواحد والعشرين.
وأشار إلى أنه تم التعبير بوضوح خلال اللقاء عن جميع التوقعات، وعن الأهداف التي سيعمل على تحقيقها، في مقدمتها القضاء على الخلل وعدم التوازن في توزيع الدخل، وحماية الحقوق والحريات الأساسية.
وقال كليتشدار أوغلو، «نعم لغة تركيا هي التركية، لكن هناك قناة في التلفزيون الرسمي ناطقة بالكردية، دعونا نبني على الإيجابيات ونبتعد على القتال». وطالب وسائل الإعلام بالابتعاد عن الخطاب الذي يعمل على تقسيم المجتمع.
وقالت الرئيسة المشاركة لحزب «الشعوب الديمقراطية»، بروين بولدان، «لقد تشاورنا لمدة ساعة تقريباً حول القضايا التي عبر عنها السيد كليتشدار أوغلو. وتحدثنا عن المشكلات الأساسية لتركيا وتوقعات الشعب من السياسيين».
بدوره، قال الرئيس المشارك للحزب، مدحت سانجار، «سنقدم شرحاً أكثر تفصيلاً في غضون يومين، تركيا تمر بفترة أزمة متعددة الأبعاد، كشف الزلزال بشكل مؤلم صورة الدمار، وجعلنا ندخل حقبة جديدة مع الكثير من الألم، لكن لم يعد من الممكن تنفيذ السياسة بتجاهل هذه الآلام، عقدنا اجتماعاً بناءً، تركيا بحاجة إلى برنامج عاجل وبداية جديدة لإصلاح أحوال الشرائح الاجتماعية التي تضررت من الدمار. ستكون بداية جديدة ممكنة من خلال إقامة نظام قائم على الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة والحرية. يجب حل جميع مشكلات تركيا هنا، في البرلمان مع إجماع مجتمعي واسع، سنأخذ ما دار في اللقاء إلى مجالسنا المسؤولة، وسنصدر بياناً أكثر تفصيلاً للجمهور خلال يوم أو يومين».
وأحاط جدل واسع بلقاء كليتشدار أوغلو بقادة حزب «الشعوب الديمقراطية» وسط اتهام إردوغان وحكومته له بدعم الإرهاب، لكن مرشح المعارضة أكد أنه سيلتقي الجميع بلا تفرقة. ويعد حصوله على دعم الحزب، الذي تصل شعبيته إلى نحو 12 في المائة، خطوة مهمة جداً في ضمان فوزه بالرئاسة.
في الوقت ذاته، فشلت مفاوضات حزب «العدالة والتنمية» مع حزب «الرفاه من جديد» الإسلامي، للانضمام إلى «تحالف الشعب». وأعلن الحزب أنه لن يدعم إردوغان في سباق الرئاسة، وأن رئيسه فاتح أربكان سيخوض السباق مرشحاً عن الحزب.