الراوي... قصة سقوط بغداد واللقاءات الأخيرة مع صدّام

وزير التجارة العراقي الأسبق يتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن مشاهد «الجثث المحترقة» و«معركة المطار» وكيف سلّمه السوريون للأميركيين «يداً بيد»

محمد مهدي صالح الراوي
محمد مهدي صالح الراوي
TT

الراوي... قصة سقوط بغداد واللقاءات الأخيرة مع صدّام

محمد مهدي صالح الراوي
محمد مهدي صالح الراوي

كان محمد مهدي صالح الراوي، وزير التجارة العراقي الأسبق ووكيل رئيس ديوان الرئيس الراحل صدّام حسين سابقاً، شاهداً على الغزو الأميركي لبلاده في 20 مارس (آذار) 2003. عاين بأم عينيه حملة «الصدمة والترويع» التي أعلنها الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش وتضمنت قصفاً عنيفاً للمنشآت العراقية، قبل تقدم القوات البرية نحو بغداد. يتذكر «الجثث المحترقة» التي نتجت عن القصف الأميركي. يتذكر الاجتماعات الأخيرة التي عقدها مع صدّام، قبل انهيار نظامه. ويتذكر مشاهدته الدبابات الأميركية وهي تدخل العاصمة العراقية. غادر الراوي بغداد بعد سقوطها في 5 أبريل (نيسان). ذهب إلى مسقط رأسه في راوة بمحافظة الأنبار قرب الحدود السورية. ومن هناك، دخل إلى سوريا نفسها حيث استقبله آصف شوكت، مسؤول الأمن السوري وزوج شقيقة الرئيس بشار الأسد. كان الراوي يعتقد أنه سيكون موضع ترحيب في سوريا. فهو من مهندسي عودة العلاقات العراقية – السورية، وكان مكلفاً من الرئيس صدّام بملف سوريا. لم يدم بقاؤه في سوريا طويلاً. أعاده السوريون إلى الحدود العراقية حيث تسلّمه مباشرة الجنود الأميركيون يداً بيد. فهو المطلوب رقم 35 على قائمة أبرز المطلوبين للولايات المتحدة من أركان حكم صدّام. وُضع في قائمة المطلوبين بملف «أسلحة الدمار الشامل» التي زعم الأميركيون أن صدّام يمتلكها وبرروا بها الغزو، من دون أن يجدوا دليلاً على وجودها. بعد 9 سنوات في المعتقل، أُفرج عن الراوي بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية العراقية العليا حكماً ببراءته. «الشرق الأوسط» أجرت حواراً مع المسؤول العراقي الأسبق تحدث فيه عن ذكرى الغزو وكيف انتهى به المطاف في أيدي الأميركيين:
يتذكر الراوي بوضوح ليلة بدء الحرب، لكنه يؤكد أنها لم تكن مفاجئة. يقول: «لم يكن الغزو الأميركي للعراق وبداية الاعتداء الغاشم على بلدنا مفاجئاً للمسؤولين والوزراء والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية والتنظيمات الحزبية... كان الجميع متأهباً في تلك الليلة وحتى قبل أن يحصل القصف الجوي وتبدأ المعارك البرية. كانت الدولة والأجهزة الأمنية مستعدة على الأرض وفي كل الميادين لمواجهة العدو. وبالتالي لم نفاجأ بهذا الغزو غير المبرر. فقد كان هناك قرار أميركي مسبق باحتلال العراق تحت أي ذريعة».
ويتابع: «بالنسبة لي، بقيتُ في الوزارة مع زملائي. لم نترك مقراتنا، وكنا نتابع الأمور. فقد استبقنا الحرب بأن أمّنّا خزيناً من الغذاء الاحتياطي للمواطنين يدوم ستة أشهر. كان الهدف أن يكون لدى المواطنين ما يكفيهم عندما تندلع الحرب. وبالفعل أنجزنا هذه المهمة قبل أن يبدأ القصف الجوي على بغداد. بقينا في الوزارة أنا والمديرون العامّون والموظفون... كنا في الوزارة ليلة بدء القصف، ولم نغادر مكاننا. ولكن كان لدينا أيضاً مكان آخر احتياطي في ساحة عدن القريبة من موقع الوزارة. يقع هناك مقر إحدى شركاتنا التي تدير مخازن الدقيق والخبز. بقينا نتناوب بين مقر الوزارة والمقر الاحتياطي طوال فترة القصف الجوي والمعارك البرية وحتى احتلال بغداد. لم نغادر».

محمد مهدي صالح الراوي ضمن قائمة أبرز المطلوبين للولايات المتحدة من نظام الرئيس الراحل صدام حسين (غيتي)

ويتحدث الراوي عن آخر الاجتماعات التي حضرها للقيادة العراقية خلال الغزو وحتى سقوط النظام. يقول: «حضرت 3 اجتماعات بعد الغزو مع الرئيس الراحل صدّام حسين. الاجتماع الأول كان بعد أكثر من أسبوع من بدء القصف الجوي وانطلاق المعارك البرية. حضرت مع وزير النفط. كان الرئيس قد طلب منّي أن أُدخل مواد غذائية إلى مدينة بغداد تحسباً لأن تكون هناك معارك مع العدو داخلها. كذلك طلب من الدكتور عامر رشيد، وزير النفط، أن يكثّف الدخان المحترق من الوقود لحرف اتجاهات الصواريخ عن أهدافها المحددة. الاجتماع الثاني حضرته أيضاً مع وزير النفط، بعدما طلبنا الرئيس الراحل مجدداً. حضرنا وقتها اجتماع القيادة وكان الرئيس صدّام يتابع موضوع تأمين الغذاء داخل بغداد. فطمأنته وقلت له إننا أكملنا تجهيز 6 أشهر للمواطنين، ولذلك لا يوجد مبرر للقلق من هذا الجانب. كما أكدت له أنه لا سبب للقلق في بغداد تحديداً؛ إذ لدينا مخزون فائض من الأغذية يكفي أكثر من ستة أشهر. فقال: رغم ذلك، واصلوا جهدكم... كان هذا قبل أن تدخل الدبابات الأميركية إلى المدينة. الاجتماع الثالث كان في يوم 3 أبريل وحضره قادة عسكريون. وكان حاضراً (ابنا صدّام) قصي وعدي ووزير الدفاع (سلطان هاشم الطائي). كان القادة العسكريون يناقشون الوضع بعدما دخلت القوات الأميركية إلى بغداد، فطلب مني الرئيس الراحل أن أعاون الجيش في نقل السلاح. وبالفعل حضر عميد ركن من الحرس الجمهوري واستقر في إحدى شركات وزارة التجارة وهي الشركة العامة لتجارة الحبوب في باب المعظم بوسط مدينة بغداد إلى جانب المدير العام للشركة يوسف عبد الرحمن العاني. وحسب طلب ممثل الحرس الجمهوري، استمر نقل السلاح من مخازن العظيم ومن مخازن تكريت إلى المواقع المطلوبة. استمر النقل إلى أن احتُلت بغداد وتوقف العمل بعد دخول غوغائيين إلى مقر الشركة (بعد احتلال بغداد). كان هذا آخر اجتماع لنا بالرئيس صدّام».
هل ودّعكم صدّام في اللقاء الأخير؟ هل شعرتم بأنه سيكون لقاء الوداع؟ يرد الراوي بالقول: «لا أبداً. لم يكن أبداً هذا شعورنا. لم نشعر بأن الأمور ستنتهي إلى ما آل إليه الوضع. ونحن أدّينا واجبنا في وزارة التجارة حتى آخر لحظة في تأمين الغذاء للشعب العراقي منذ أن فُرض الحصار وعلى مدى أكثر من 13 عاماً وساعدنا أيضاً جهات أخرى بقدر ما نستطيع وبقدر ما كُلّفنا به كوزارة تجارة... طبعاً وزارة التجارة لديها أسطول كبير لنقل المواد، ولذلك طلب منا الرئيس الراحل أن ننقل السلاح. فلدينا قرابة 2000 شاحنة من الشاحنات الكبيرة القادرة حتى على نقل الدبابات... وبالفعل، جهزنا وزارة الدفاع بنحو 45 شاحنة لنقل الدبابات قبل أن تبدأ المعارك و2750 ماطوراً بثلاث عجلات».
وعندما يُسأل عن شعوره وهو يرى الدبابات الأميركية تدخل بغداد، يرد الراوي قائلاً: «طبعاً شعوري هو شعور شخص وطني يقاوم احتلالاً غاشماً لبلده من دون سبب... كانت مشاهد الدبابات وهي تدخل بغداد مؤلمة. ولكن لا المجتمع الدولي ولا المجتمع الإقليمي ولا حتى الجامعة العربية قامت بدور جدّي لمنع هذا العدوان. قمة شرم الشيخ أصدرت بياناً يدين أي عدوان على العراق، ولكن لم يكن هناك عمل فعلي لمنع وقوعه».
ويتحدث الراوي عن مشاهداته للقصف الذي استهدف بغداد مع بداية الغزو، فيقول: «كان القصف شديداً جداً وبخاصة على بغداد. طال الدمار الأبنية والمواطنين. كنت أرافق شاحنات الدقيق التي توصّل الدقيق إلى المخابز في مدينة بغداد. وكنت شاهداً في إحدى المرات على طائرات الأباتشي وهي ترشق المواطنين بطلقات نارية يميناً وشمالاً على طريق (الدورة – مسجد أم الطبول- المطار)، فحرقت السيارات المارة والسيارات الواقفة على جانبي الطريق. استُشهد مدير التعبئة والإحصاء التابع لوزارة التجارة، هو وزوجته. ذهبت بنفسي إلى مكان الحادث في سايلو الدورة. لاحظت الجثث وبعضها كان ما زال يحترق بعد الضربة. بعضهم كانوا ما زالوا أحياء داخل السيارات المحترقة. وجدت أن الموظف عندي واسمه نصرت هو وزوجته قد تفحما بشكل فوري في سيارتهما. شاهدت منظراً لا إنساني يخالف قواعد الحرب سبّبته الضربات الأميركية على مواطنين يسيرون في الشارع. المشهد لا يزال في ذاكرتي وكيف كان الضحايا يحترقون داخل سياراتهم وهم في النزع الأخير».
ويضيف موضحاً: «كان هذا الحادث بداية معركة المطار، حيث أُعلن قبل يوم أن القوات الأميركية دخلت المطار. ذهبتُ مع وزير النقل أحمد مرتضى، ونقلتْ وسائل الإعلام مشهد صعودنا إلى طائرة جامبو داخل المطار لإثبات عدم صحة الخبر الذي أطلقه الأميركيون. بعدها بيوم دخلت القوات الأميركية المطار وواجهت مقاومة شرسة من فصائل الحرس الجمهوري والحرس الخاص و(فدائيي صدّام) والمتطوعين العرب، وأُبيد معظم القوات المعادية وتقهقر المتبقي خارج المطار، مما دفع القوات الأميركية إلى استخدام أسلحة فتاكة محرّمة أبادت معظم المقاتلين وصهرت الدبابات في هجومها الثاني على المطار، ما مكّنها من احتلاله. ولقد سبق أن أبلغني مسؤول عربي كبير قبل ثلاثة أشهر من بدء العدوان على العراق بأنه علم من قائد القوات الأميركية الجنرال تومي فرانكس المكلف بقيادة جيش بلاده لاحتلال العراق، بأنه إذا نشبت الحرب فإن القوات الأميركية ستحتلّ العراق بكل الأسلحة المتاحة حتى وإن تطلب الأمر استخدام القنابل النووية الميدانية (التكتيكية). شدد (المسؤول العربي) على ضرورة الكشف عن أسلحة الدمار إذا كانت موجودة، فقد كان حريصاً على منع وقوع الحرب. فأكدتُ في اللقاء خلوّ العراق من أسلحة الدمار، وتم إيصال هذه المعلومات إلى الرئيس... والذي أُريد التأكيد عليه هنا أن الذي حصل في المعركة الثانية في المطار باستخدام أسلحة محرمة وفتاكة كان جزءاً من خطة غزو العراق المعدّة مسبقاً والتصميم على احتلاله».

سقوط بغداد... وسقوطه في أيدي الأميركيين

ويروي الراوي قصة خروجه من بغداد بعد احتلالها وكيف انتهى به المطاف في أيدي الأميركيين. فيقول: «لم نكن في الأساس نتوقع أن تُحتل بغداد وأن يُحتل العراق. لذلك لم تكن لدينا خطة، على الأقل كوزراء، للتعامل مع احتلال العراق. الذي حصل أنه بعد دخول القوات الأميركية إلى بغداد، اتصل بنا في يوم 9 أبريل سكرتير أمانة مجلس الوزراء الدكتور خليل المعموري وأبلغ ممثلي الوزراء الذين يستلمون التوجيهات من المجلس يومياً أو إيصال المعلومات إليه، بأن الوزراء يمكنهم أن يذهبوا إلى المكان الذي يرغبون فيه. مدينتي هي راوة وعائلتي وأهلي هناك. فاتجهت إلى راوة التي تبعد عن الحدود السورية نحو 100 كلم. عوائلنا الراويون موجودون في البوكمال وفي دير الزور وفي حلب. كان هناك تواصل منذ زمن طويل كعوائل على طول خط الفرات الأعلى (بين العراق وسوريا). فلما وصلت إلى راوة، أشاروا عليّ أن أذهب إلى سوريا لفترة أسبوعين وأراقب الموقف، علماً بأنني في الحقيقة لم أكن مهيئاً نفسياً للسفر إلى أي بلد خارج العراق ولا يوجد لديّ سوى جوازي الدبلوماسي. في اليوم التالي، اتجهت إلى سوريا مع أخي مزهر، ومعي المستشار في رئاسة الجمهورية عصام عبد الرحيم الراوي المشرف على نقطة طريبيل. وصلنا إلى سوريا، وفي الواقع لديّ علاقة قوية بالجانب السوري. فقد كنت عندما أطلب زيارة للرئيس بشار الأسد تتم تلبية الطلب. وقد أرسلني الرئيس الراحل صدّام مبعوثاً إلى الرئيس بشار حينما عُيّن رئيساً للجمهورية. وتم توقيع اتفاق للتجارة الحرة وفُتحت الحدود بحيث أصبح العراق وسوريا سوقاً اقتصادية موحدة وتم تشغيل أنبوب النفط الذي يعد خطوة مهمة في إطار الخروج من طوق الحصار عام 2000، وعلى هذا الأساس، حينما ذهبت إلى سوريا (بعد احتلال العراق) لم يكن لديّ قلق على أساس أنني أذهب إلى بلد أمتلك علاقة قوية به. استقبلني آصف شوكت في حينه وأبلغني أن أُحضر عائلتي إنْ رغبت، فقلت له: شكراً. أريد العودة للعراق، ولكن سأبقى في سوريا لأسبوعين كي أرى تطور الموقف في العراق، حسبما أبلغت مدير استخبارات دير الزور. في نفس الليلة، أخذَنا آصف شوكت إلى عشاء أنا والسفير العراقي... وتغيّر الموقف بالليل بعد العشاء».
يضيف الراوي شارحاً ما حصل معه: «نقلوني إلى شقة في المزة أنا وزملائي. كانت الشقة أقل ما يمكن أن نقول عنها إنها كانت وسخة جداً. ليس بها شيء. كان واضحاً أنها تعود لموظفي الاستخبارات العسكرية. لم يكن هناك شيء في الثلاجة. شعرنا بأن الاستقبال الأول كان جيداً قبل الظهر... ولكن في الليل كان الموقف قد تغيّر. ويبدو أنه تم اتخاذ قرار بتسليمي منذ ذلك الوقت. طلبنا مباشرة العودة إلى العراق. بعد يومين فرّقونا. اعتُقل أخي لدى استخبارات دير الزور، وأنا حجزوني في إقامة جبرية في قرية تسمى قرية الأسد، كما أعتقد، انتظاراً لاستكمال الترتيبات اللوجيستية للتسليم... سكنت في بيت وبقي برفقتي خمسة ضباط يراقبونني ولا يسمحون لي بأن أخرج منه. فكتبت رسالة إلى الرئيس بشار بيّنت فيها أنني فلان ابن فلان وأنني جئت إلى سوريا لمدة أسبوعين وشكرته على حسن الضيافة وطلبت العودة إلى العراق وإعلامي عن مصير شقيقي. كان هذا يوم 21 أبريل 2003 قبل يومين من تسليمي. يوم 23 أبريل جاءني العميد يونس مكلفاً من اللواء آصف شوكت وأخبرني بأنه حصلت موافقة (السيد الرئيس) على عودتك... الساعة 12 (ظهراً) غادرنا دمشق في سيارة أوبل ومعنا أحد موظفيه. وصلنا إلى قرب دير الزور فقلت رجاءً أن توقفني قليلاً في المدينة كي أرى أخي فلديّ حدس كبير أنه معتقل في دير الزور. وهذا الأمر كنت قد أوضحته في رسالتي إلى الرئيس بشار التي ذكرت فيها: أرجو إبلاغي عن مصير أخي لأنني فقدته في اليوم الثالث من مجيئي إلى سوريا. لدى وصولنا إلى البوكمال شكرت العميد يونس وقلت له: أمامنا مدينة القائم التي تسمى حصيبة، فاسمح لي أن أدخل إلى بلدي. فقال لي: لا تستطيع الدخول إلى بلدك من المنفذ الرسمي وإنما سيأتي نفس الشخص الذي أوصلك إلى دمشق من دير الزور في البداية، وهو العميد ركن نصيح، وهو سيوصلك إلى حصيبة وإنما عن طريق المهربين عبر الصحراء. فقلت له: ما السبب؟ أمامي القائم والمسافة قصيرة لا تستغرق أكثر من خمس دقائق سيراً على الأقدام وحالياً ليل والجو بارد، فلماذا تريدون إيصالي عبر طريق المهربين؟ فقال لي: هذا هو التوجيه. خرجتُ بالسيارة إلى الصحراء وكان معي العميد ركن نصيح من استخبارات دير الزور. بعد نحو 20 دقيقة، وصلنا إلى نقطة معينة. أطفأ الأضواء. مشينا في الظلمة. دخلنا إلى منخفض صغير وخرجنا في الأراضي العراقية. وجدت أمامي سبعة جنود أميركيين طلبوا منّا الوقوف ووجهوا البنادق الليزرية عليّ. فتوقفت. سلمني العميد ركن نصيح للأميركيين تسليم يد. كتّفوني ووضعوا قبعة على رأسي وأدخلوني إلى عربة همفي سارت في الصحراء العراقية نحو ربع ساعة. ثم دخلت مع السيارة في طائرة (تشينوك) وصلت إلى قاعدة يبدو أنها قاعدة الوليد قرب الحدود الأردنية. كانت هناك طائرة ثابتة الجناح تنتظرني، نقلوني بها إلى بغداد».
ويتابع: «وصلتُ قرابة العاشرة ليلاً، وبدأ التحقيق معي على مدى خمس ساعات. كان هناك مترجم لبناني يعمل مع المحقق الأميركي. قلت له إنني لا أحتاج إلى مترجم. فأنا خريج بريطانيا (لديه شهادة دكتوراه من جامعة مانشستر)، وأستطيع أن أتحدث معك بالإنجليزية. استمر التحقيق خمس ساعات. في الساعة الرابعة صباحاً نُقلتُ إلى غرفة كان فيها وزير التعليم العالي العراقي الدكتور همام عبد الغفور والدكتور سطام الكعود وشخص يدعى (أبو محمود الخلايلة) ينتمي إلى مجموعة أبو نضال الفلسطينية، وكان قد سلّم نفسه آنذاك وهو غير مطلوب للقوات الأميركية. أعطوني كيس زبالة أسود لاستخدامه كفراش، وكان الجو بارداً لكن نمنا أربعتنا على بطانية واحدة في هذه الغرفة من دون غطاء. في الصباح جاءني شخص وسأل: لماذا عدت؟ فقلت: طلبت من السلطات السورية -لم أقل من الرئيس بشار- أن أرجع إلى بلدي. سألني عن أمور أخرى مثل: مَن ذهب معك؟ فقلت: لم يذهب معي أحد. وبالطبع لا يمكن أن أبلغ عن زملائي. في اليوم التالي استدعاني رئيس المحققين في الاستخبارات العسكرية وقال لي إن واشنطن منزعجة جداً منك لأنك لم تقدم معلومات صحيحة. قلت له كيف؟ فقال: أنت تقول إنك ذهبت لوحدك إلى سوريا ولكن في الرسالة التي أرسلتها إلى الرئيس بشار الأسد كنت تسأل عن مصير أخيك مزهر مهدي صالح، إذن أنت لا تعطينا معلومات صحيحة. فقلت له: إن مزهر أخي رجل لا علاقة له بالسياسة وجاء معي ليخدمني، فلماذا أعطيكم اسمه؟ حتى رسالتي إلى الرئيس السوري وصلت إلى الأميركيين وعرضوها عليّ».
وعندما يُسأل الراوي عن فحوى رسالته إلى الرئيس السوري، يقول إنها تضمنت أموراً عدة بينها «موضوع يخص البلدين ومستقبل أمن سوريا. كان الرئيس صدّام قد كلفني بأن أبلغ الرئيس بشار بها. وقتها اجتمع مجلس قيادة الثورة والقيادة العراقية، وبعد انتهاء الاجتماع اتصل بي نائب رئيس الوزراء طارق عزيز، وقال لي إن الرئيس يقول إن هناك تهديداً على سوريا ونحن حاضرون أن نهيئ الجيش العراقي، فأبلغ الرئيس بشار بهذا الموضوع. اتصلت بالعميد ذو الهمة وقلت له إن هذه رسالة من الرئيس صدّام للرئيس بشار يقول فيها إن الجيش العراقي حاضر ومستعد لدعم سوريا في مواجهة أي تهديد بعدما سمعنا أن هناك تهديداً ضدكم. عاد العميد ذو الهمة بجواب بعد ساعة وشكر الرئيس صدّام، وقال: إن وضعنا حالياً جيد ولا نشعر بخطر، وسنبلغكم إذا احتجنا لأي شيء. انتهى الموضوع بالنسبة لي، ولكن الرئيس أرسل وزير الدفاع العراقي إلى دمشق وحرّك حينها الجيش باتجاهين؛ الأول التنف، والآخر البوكمال باتجاه سوريا لدعمها إزاء التهديد ضد سوريا من إسرائيل. كانت هذه الرسالة في الحقيقة مصدر التحقيق معي من الأميركيين الذي طلبوا معرفة السبب الذي دفع صدّام إلى أن يكلفني أنا بالذات بهذه المهمة، فقلت لهم: إنني الشخص المعنيّ بالعلاقة مع سوريا».
ويختم الراوي ذكرياته بالقول: «بعد انتهاء المحقق من أسئلته، وجّهت إليه السؤال التالي: لماذا جئتم لاحتلال العراق ولقد كانت علاقاتكم متينة معه في الثمانينات، وكنتم تقدمون له قرضاً سنوياً بمقدار مليار دولار، ووقّعت أنا مع وزير التجارة الأميركي اتفاقية واسعة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتكنولوجي؟ فأجاب: جئنا لبناء الديمقراطية وسننسحب بعد إنجاز ذلك. أجبته: لن تؤسسوا ديمقراطية حقيقية في العراق ولن تنسحبوا منه وسيحكم العراق كل من المؤسسة الدينية والمؤسسة العشائرية، وسيتحول العراق، البلد الآمن، إلى بلد ينشأ فيه التطرف وسترتفع أسعار النفط إلى أعلى بكثير من الأسعار الحالية البالغة 20 دولاراً للبرميل، وستحصل حالة عدم استقرار في المنطقة. فانهيار العراق، عبر التاريخ، يقود إلى انهيار في المنطقة وستنشأ حالة عدم استقرار واضطراب تقود إلى اختلال في التوازن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط. والشعب العراقي شعب صعب المراس لم يحكمه عبر التاريخ سوى سرجون الأكدي وحمورابي وآشور بانيبال ونبوخذ نصر والحجاج وهارون الرشيد وصدّام حسين. وكان يسجّل جوابي. وكان ذلك في صباح يوم 25 أبريل 2003».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

القاهرة تبدأ مشاورات مع الفصائل... و«التهدئة» و«دعم غزة» على الطاولة

غارة إسرائيلية على غزة في 12 مايو الماضي (رويترز)
غارة إسرائيلية على غزة في 12 مايو الماضي (رويترز)
TT

القاهرة تبدأ مشاورات مع الفصائل... و«التهدئة» و«دعم غزة» على الطاولة

غارة إسرائيلية على غزة في 12 مايو الماضي (رويترز)
غارة إسرائيلية على غزة في 12 مايو الماضي (رويترز)

تستعدّ القاهرة لاستقبال عدد من قادة الفصائل الفلسطينية، خلال الأيام المقبلة، لإجراء مشاورات مع مسؤولين أمنيين مصريين؛ بهدف تثبيت التهدئة في قطاع غزة، في حين تحدثت مصادر ومراقبون مصريون وفلسطينيون عن «جدول أعمال واسع ومتعدد البنود» لمشاورات الفصائل في القاهرة، لكنها جميعاً تتركز على الجهود المصرية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، على المستويين الأمني والاقتصادي.

وقال مصدر مصري مطّلع، لـ«الشرق الأوسط»، اشترط عدم نشر هويته، إن وفداً كبيراً من حركة «الجهاد الإسلامي» وصل إلى القاهرة، الخميس؛ لبدء المشاورات، وأن الوفد، برئاسة زياد نخالة، القادم من خارج القطاع، ليترأس وفدها، في حين سيصل وفد حركة «حماس»، برئاسة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، خلال ساعات.

كان المكتب الإعلامي لحركة «الجهاد» قد صرح، في بيان، أن وفداً من الحركة يضم أعضاء في المكتب السياسي، وعدداً من القيادات، غادر، ظهر الخميس، إلى القاهرة، من دون تقديم تفاصيل إضافية.

وأكد المصدر المصري أن القاهرة ستركز، في هذه المشاورات، على الملف الأمني، وأنها تسعى إلى تأكيد أن «التهدئة الراهنة غير مستقرة»، وأن اندلاع مواجهات مسلَّحة «يمكن أن يحدث في أي وقت، في ضوء تركيبة الحكومة الإسرائيلية الحالية».

وتأتي جولة المشاورات الحالية لفصائل قطاع غزة، بعد يومين فقط من اختتام رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية زيارة رسمية إلى القاهرة استمرت 3 أيام، على رأس وفد وزاري ضم 9 وزراء، التقى فيها نظيره المصري مصطفى مدبولي وعدداً من المسؤولين المصريين، وجرى بحث تعزيز العلاقات الثنائية.

وأوضح المصدر أن المشاورات، التي تُجريها القاهرة، بدأت، بالفعل، خلال زيارة أشتية، الذي يشغل منصب عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، حيث التقى مسؤولين أمنيين بارزين في مصر، وجرى بحث جهود مصر للحفاظ على التهدئة في الأراضي المحتلّة، والاتصالات التي تُجريها القاهرة مع مختلف الأطراف لمواجهة انزلاق الأوضاع إلى مواجهات مفتوحة في قطاع غزة، كما جرى التطرق إلى مجموعة من الأفكار المرتبطة بتحقيق التوافق الوطني الفلسطيني، وسبل تخفيف معاناة المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتوقَّع المصدر أن تشمل المشاورات عدداً أكبر من الفصائل الفلسطينية، خلال الآونة المقبلة، حيث من المنتظر أن توجّه الدعوة كذلك إلى «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» (القيادة العامة)، و«الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين».

وكانت مصر قد استضافت، في فبراير (شباط) الماضي، جولة موسَّعة من المشاورات شاركت فيها قيادات حركتي «حماس»، و«الجهاد»، وركّزت على ضبط الأمن في قطاع غزة، وعدم انسياق الفصائل الفلسطينية وراء الاستفزازات الإسرائيلية.

واعتبر الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن حضور وفد كبير من حركة «الجهاد» للتشاور مع المسؤولين المصريين «يعكس جدّية الطرح المصري، والثقة، من جانب الحركة، بما تقدمه مصر لدعم صمود الشعب الفلسطيني».

وشدَّد فهمي، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، على أن نجاح القاهرة في وقف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة في كل مرة نشب فيها الصراع، «يعزز ثقة الفصائل الفلسطينية في أن القاهرة هي الطرف الوحيد في الإقليم القادر على توفير مظلة الأمان للمواطنين الفلسطينيين، وخاصة في قطاع غزة، في ظل ممارسات غير مسؤولة من حكومة متشددة لا تتجاوب مع الجهود الإقليمية والدولية، وتلجأ إلى التصعيد المستمر».

ولفت إلى أن جانباً من الجهود، التي ستبذلها القاهرة، خلال المشاورات الحالية، يتعلق بتقريب وجهات النظر بين حركتي «الجهاد» و«حماس»، خصوصاً في ظل بعض الانتقادات التي خرجت من جانب عناصر في «الجهاد» لعدم مشاركة «حماس» في المواجهتين الأخيرتين ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي.

واستبعد فهمي أن تتطرق المشاورات الحالية إلى ملف المصالحة الفلسطينية، أو ملف صفقات بشأن تبادل الأسرى، معتبراً أن هذين الملفّين «يتطلبان توفير أجواء من الثقة، سواء بين الأطراف الفلسطينية أو بين السلطات الإسرائيلية»، وهو «ما لا يتوافر حالياً»، على حد تعبيره.

وحول دلالة استضافة القاهرة مشاورات الفصائل، بعد يومين من زيارة لرئيس الوزراء الفلسطيني، اعتبر فهمي ذلك «رسالة بليغة» من القاهرة تؤكد انفتاحها على مختلف الأطراف الفلسطينية؛ من السلطة والفصائل، وأن دعمها للقضية الفلسطينية يشمل جميع الأطراف، كما اعتبر الأمر رسالة لأطراف إقليمية لم يُسمِّها، لكنه وصفها بأنها «تريد العبث في الملف الفلسطيني»، وتؤكد قدرة مصر على التواصل، واحتواء جميع الأطراف الفلسطينية دون تفرقة.

وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، القيادي بحركة «فتح»، إن جولة المشاورات الجديدة للفصائل الفلسطينية في القاهرة «ربما تحمل ما هو أبعد من الملف الأمني».

وأوضح الرقب، لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك أفكاراً بدأت تطفو على السطح حول وجود طرح بتشكيل حكومة (تكنوقراط) فلسطينية مؤقتة لمدة عام، تتولى الإشراف على إجراء الانتخابات الفلسطينية البرلمانية والرئاسية في الضفة وقطاع غزة، وأن الأمر يحظى بدعم إقليمي، ويمكن، في حال بلورته، التوافق على آليات إجرائية لتنفيذه على الأرض، بحيث تتولى الحكومة اتخاذ كل الترتيبات لإجراء الانتخابات، وإزالة مظاهر الانقسام، وبعدها يمكن الانطلاق نحو استكمال بقية إجراءات المصالحة الوطنية».

يُذكَر أن مصر توسطت للتوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة، في 12 مايو (أيار) الماضي، بعد عدة أيام من المواجهات بين حركة «الجهاد» وجيش الاحتلال الإسرائيلي، عقب اغتيال الأخير 5 من قادة الحركة. ونصّ الاتفاق على «الالتزام بوقف إطلاق النار، الذي يشمل وقف استهداف المدنيين وهدم البيوت، ووقف استهداف الأفراد».


بري: عدم الجدية في خوض الاستحقاق الرئاسي العائق الأكبر

الرئيس نبيه بري يراقب عد الأصوات في إحدى الجلسات التي فشلت في انتخاب رئيس (أ.ف.ب)
الرئيس نبيه بري يراقب عد الأصوات في إحدى الجلسات التي فشلت في انتخاب رئيس (أ.ف.ب)
TT

بري: عدم الجدية في خوض الاستحقاق الرئاسي العائق الأكبر

الرئيس نبيه بري يراقب عد الأصوات في إحدى الجلسات التي فشلت في انتخاب رئيس (أ.ف.ب)
الرئيس نبيه بري يراقب عد الأصوات في إحدى الجلسات التي فشلت في انتخاب رئيس (أ.ف.ب)

لعل السؤال الأكثر تداولاً في لبنان، بين ساسة البلاد، واللاعبين الدوليين والإقليميين هو إذا كان رئيس البرلمان نبيه بري سيدعو إلى الجلسة 12 لانتخاب رئيس للجمهورية، أم لا، ومتى.

الجلسات الـ11 التي عقدت قبل الفراغ الرئاسي في أول نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وبعده، لا تشجع رئيس المجلس على «تكرار المهزلة»، والضغوط المحلية... ولاحقاً الدولية، لن «تجبر بري على الدعوة من أجل الدعوة»، كما يقول لـ«الشرق الأوسط». فالرئيس بري يريد جلسة مثمرة... وبمرشحين جديين اثنين على الأقل. «فلو أردنا تكرار سيناريو الجلسات السابقة، لدعوت إلى جلسة كل أسبوع. لكن مع غياب الجدية، واحتراماً للمجلس الذي أصبح موضع سخرية الكثيرين، لن أفعل. وبعض (الوشاة) في الداخل والخارج لن يجعلوني أفعل».

عادة لا يعطي بري أذناً صاغية لـ«مزايدات بعض السياسيين» حتى لو استفزوه بأنه لن يعقد جلسة ولو بعد 300 سنة، فهي «تدخل من أذن وتخرج من أخرى»، لكن الكلام الأميركي عن عقوبات على معرقلي الانتخابات ومحاولة بعض اللبنانيين الإيحاء بأن بري هو المقصود بها، دفع بري إلى إصدار بيان «يضع النقاط على الحروف».

موقف بري لا يزال على حاله قبل البيان الأميركي وبعده، «فهو لا يعد أن عدم الدعوة عرقلة، بل عدم الجدية في خوض هذا الاستحقاق العائق الأكبر. أنا سأدعو إلى جلسة فور توفر (الترشيح الجدي)، وليس فقط من أجل مرشحنا الذي ما زلنا نرى فيه الخيار الأفضل للخروج من الأزمة، بل لأي مرشح آخر، حتى لو كان خصماً لنا، علماً بأني لا أرى بين المطروحة أسماؤهم خصوماً».

ولا ينسى بري أن يستذكر تصريحات معلنة لرئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس حزب «الكتائب اللبنانية» اللذين جاهرا بنيتهما مقاطعة الجلسة لمنع وصول «مرشح الممانعة» على حد وصفهما الحرفي، «أما نحن، فكنا نقول دائماً، إن موازين القوى في البرلمان لا تسمح بحصول مرشح ما على الأصوات اللازمة لانتخابه، وبالتالي مع استعصاء الانتخاب دعونا إلى التفاهم، وهو ما يرفضونه ويضعون الانتخابات في حال من المراوحة المميتة والمؤذية». ويضيف: «في ظل هذا الواقع، ما الذي يمكن أن نفعله؟ هل نستمر في إرهاق الناس بإجراءات الأمن حول البرلمان وجعل أنفسنا محط سخرية القريب والبعيد بعقد جلسات لا جدوى منها ولا هدف؟ أم السعي إلى الوصول إلى حلول؟ وهو ما نفعله يومياً».

ترشيح فرنجية، لا يزال الخيار الأوضح. «هو مرشح تبنينا ترشيحه في فريقنا السياسي، ولديه خيارات معلنة، واستعداد للتعاون مع الجميع. أما ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور فلا يزال أسير النوايا. وعندما يصبح ترشيحه جدياً، سأدعو إلى جلسة فوراً». لا ينظر بري بجدية إلى بعض (الأرقام) التي يتم تداولها عن حصول أزعور على 68 صوتاً. فحتى التيار الوطني الحر لم يصدر بياناً واضحاً، وبعض نواب التكتل يجاهرون بمعارضته.

المعادلة واضحة، كما يراها بري، هناك شبه توازن سيحصل، إذا تم تبني ترشيح أزعور، وبالتالي يبقى صوت النواب السنة الحاسم. وهؤلاء لم يذهبوا في اتجاه واحد، ويتوزعون في مواقفهم، بما يوحي بأن الأمور صعبة من دون تفاهم وطني عام.

دولياً وإقليمياً، يرتاح الرئيس بري إلى الموقف الفرنسي. فباريس لا تزال متمسكة بترشيح فرنجية وتعمل من أجل تأمين تفاهم إقليمي ومحلي. أما المملكة العربية السعودية فهي لا تمانع وصول فرنجية، ولا تضع فيتو على أحد. هي تدعو إلى انتخاب رئيس وبرنامج إصلاحي وستحكم - كما بقية الدول - على هذا البرنامج وتطبيقه. الدول الخمس، تقول إنها تريد الخير للبنان وتعمل من أجل مساعدته في الوصول إلى طريق الخلاص، وهذا يستوجب تعاوناً لبنانياً داخلياً وجدية في مقاربة الملفات. «وأنا قلت لسفراء هذه الدول عندما زاروني إننا نريد منهم لا أن يختاروا لنا رئيساً، بل أن يساعدوا من سنختاره. هناك أمور توافقنا عليها، ومسارات تفاهمنا عليها، ونحن لا نزال ننتظر تنفيذ هذه التفاهمات التي تأخر بعضها لأسباب لا أعرفها».


معالجة مبكرة لانتهاء ولاية حاكم البنك المركزي اللبناني

المقر الرئيسي لمصرف لبنان (أ.ب)
المقر الرئيسي لمصرف لبنان (أ.ب)
TT

معالجة مبكرة لانتهاء ولاية حاكم البنك المركزي اللبناني

المقر الرئيسي لمصرف لبنان (أ.ب)
المقر الرئيسي لمصرف لبنان (أ.ب)

تتوالى الإشارات الجادّة في القطاع المالي اللبناني، والدالّة على تقدم اكتمال التوافق الداخلي على معالجة الشغور المرتقب في منصب حاكم البنك المركزي، من خلال آليات قانون النقد والتسليف التي تقضي بانتقال المسؤولية والمهام إلى نائبه الأول، ربطاً بتعذر تولي حكومة تصريف الأعمال مهمة تعيين حاكم جديد، وبموجبات الأعراف القاضية باحترام توجهات رئيس الجمهورية المقبل في قرارات التعيينات الأساسية وذات «الحساسية» العالية في مؤسسات الدولة.

ورصدت «الشرق الأوسط» بوادر ارتياح ظاهر في الأوساط المالية والمصرفية لبلوغ مرحلة الحسم المبكر في قضية خلافة الحاكم رياض سلامة، المشرف على اختتام 30 عاما بالتتالي في سدة «صانع» القرار النقدي مع انقضاء ولايته الخامسة بنهاية شهر يوليو ( تموز) المقبل، وبعدما أفضت المشاورات والاتصالات بين المرجعيات والفعاليات إلى تحييد هذا الاستحقاق عن التجاذبات السياسية والطائفية ذات الصلة بالاستحقاق الرئاسي والملابسات المحيطة بالوضعية الدستورية للحكومة المستقيلة وصلاحياتها.

وبحسب مسؤول مصرفي كبير، وبحال لم تطرأ تطورات مغايرة للمعطيات الحالية، فان الدكتور وسيم منصوري الذي يشغل منصبه الحالي كنائب أول للحاكم منذ 3 سنوات ضمن ولاية تمتد حتى يونيو (حزيران) 2025، سيتولى كامل مسؤولية الموقع وفقاً لنص المادة 25 من قانون النقد والتسليف بعد «زوال» التحفظات. وكل الدلائل تشي بأن عملية التسلم والتسليم ستجري بسلاسة، والأرجح بتدرج هادئ ومسبق بدأ بالفعل وسيستمر حتى حلول موعد الشغور، ارتكازاً إلى التعاون القائم والظاهر بين شخصيّ الخلف والسلف وحرصهما المشترك على انسياب العمل والمهام بشكل نظامي واعتيادي في كل مرافق السلطة النقدية ومكوناتها المؤسساتية.

ويتمتّع الحاكم، وفق التنظيم الخاص بالبنك المركزي الوارد ضمن مندرجات قانون النقد والتسليف، بأوسع الصلاحيات لإدارة المصرف العامة وتسيير أعماله. وهو مكلف، من دون طابع حصري بتطبيق هذا القانون وقرارات المجلس المركزي. وهو ممثل المصرف الشرعي، ويوقّع باسمه جميع الصكوك والعقود والاتفاقات، ويجيز إقامة جميع الدعاوى القضائية، ويتخذ جميع الإجراءات التنفيذية أو الاحتياطية التي يرتئيها، بما في ذلك التأمينات العقارية. كما ينظّم دوائر المصرف ويحدد مهامها، ويعيّن ويقيل موظفي المصرف من جميع الرتب، وبإمكانه أن يتعاقد مع فنيين، إما بصفة مستشارين أو لمهام دراسية أو لاستكمال تدريب مهني لموظفي المصرف.

إدارة جديدة بعقلية فريق عمل

وعلم من مصادر معنية ومتابعة، أن منصوري المتخصص بالقانون (دكتوراه في تخصص القانون الدستوري من «جامعة مونبيليه1» في فرنسا)، والحائز خبرات في الإدارة المالية، يحبّذ إدارة الموقع ومسؤولياته بعقلية فريق العمل، وسيترجم ذلك بحصر القرارات النقدية المفصلية بالمجلس المركزي، وبالتنسيق الصريح والتام مع نظرائه النواب الثاني والثالث والرابع، بشير يقظان وسليم شاهين وألكسندر موراديان، ولا سيما في ظل الأزمات الصعبة والمعقدة التي تعانيها البلاد على كل الصعد، وحساسية الاستحقاقات والمسؤوليات التي تحاصر القطاع المالي ومؤسساته على مستويي السلطة النقدية والجهاز المصرفي.

واستناداً إلى هذه المعطيات، يتوقّع المسؤول المصرفي، تحقيق تحولات نوعية في حضور السلطة النقدية وممارسة مهماتها بمنأى عن الاتهامات والشكوك التي ولّدتها الإشكاليات السياسية التي تحاصر سلامة وبلغت أخيراً مستوى المطالبة بإقالته «حتى لو قبل ساعة من انتهاء ولايته»، وأيضاً الملفات القضائية ببعديها المحلّي والخارجي، مع ضرورات التزام الموجبات القانونية أي إفصاحات مطلوبة.

ويرجح، بحسب المصادر، عدم إقدام الإدارة الجديدة على تغييرات جوهرية تطال سلسلة التعاميم الطارئة التي اتخذها سلامة لإدارة السيولة بالليرة وبالدولار، وبشكل خاص منصة المبادلات النقدية التي يديرها البنك المركزي، والتدابير الخاصة على السحوبات من الودائع، ولا سيما بعد القرار الرسمي الصادر عن مجلس الوزراء قبل أسابيع، والذي شكّل بديلاً مؤقتاً عن تعذر تشريع وضع ضوابط استثنائية على السحوبات والتحويلات (كابيتال كونترول)، عبر الطلب من البنك المركزي اتخاذ الإجراءات الضرورية والمناسبة، لإلزام المصارف بمنح عملائها حرية التصرف بالأموال الجديدة والالتزام بسقف السحوبات المتاحة للمودعين، سحباً أو تحويلاً، وفقاً للتعاميم ذات الصلة.

وقد انطلقت فعلياً أول الشهر الحالي المرحلة التنفيذية للتعميم الأساسي رقم 165، وهو التدبير الأحدث والقاضي بفتح مقاصة خاصة لإدارة «الأموال الجديدة» (الفريش)، بالليرة اللبنانيّة وبالدولار الأميركي لدى مصرف لبنان مخصّصة بشكل حصري لإجراء العمليّات المتعلّقة بمقاصة الشيكات والتحاويل الإلكترونيّة الخاصّة بالأموال النقديّة.

وبرز أيضاً في نطاق متصل، الإفصاح المحدث بشأن الحصيلة التراكمية للتعميم رقم 158 الصادر قبل نحو السنتين، والذي يقضي بإتاحة صرف حصة تبلغ 800 دولار شهرياً من الحسابات المصرفية الدولارية للمودعين. وبتوزيع مناصف بين 400 دولار ورقي، و400 يتم تصريفها بالليرة، وبسعر 15 ألف ليرة لكل دولار.

وبيّنت الجردة الحسابية حتى نهاية شهر أبريل (نيسان) الماضي، أن نحو 181 ألف مودع استفادوا من تنفيذ مندرجات التعميم، وبمبالغ ناهزت دفترياً (أي وفق قيود الحسابات) نحو 1.77 مليار دولار، منها فعلياً بالدولار نحو 889.4 مليون دولار، تم دفعها نقداً مناصفة بين مصرف لبنان والمصارف.

ولوحظ، أن التدبير أفضى إلى تسديد كامل الرصيد لنحو 87.6 ألف مودع، أي ما نسبته 48.4 في المائة من إجمالي المستفيدين طوعياً. وبذلك يستمر نحو 93 ألف مودع بإجراء السحوبات المحددة شهرياً، ولا يزال في قيود حساباتهم المتفرعة أرصدة تزيد قليلاً على المليار دولار. علماً أن 93 في المائة من الحسابات الإجمالية المستفيدة تعود لمقيمين و7 في المائة لغير المقيمين.


الصين تحسم الجدل العراقي حول طريقي «الحرير» و«التنمية»

صورة من صفحة السوداني في «فيسبوك» لاجتماع مع السفير الصيني الخميس
صورة من صفحة السوداني في «فيسبوك» لاجتماع مع السفير الصيني الخميس
TT

الصين تحسم الجدل العراقي حول طريقي «الحرير» و«التنمية»

صورة من صفحة السوداني في «فيسبوك» لاجتماع مع السفير الصيني الخميس
صورة من صفحة السوداني في «فيسبوك» لاجتماع مع السفير الصيني الخميس

في الوقت الذي لا يزال فيه الجدل في العراق محتدماً بشأن مشروع «طريق التنمية» الذي أطلقه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قبل أيام لجهة علاقته بمبادرة الصين «الحزام والطريق»، حسمت الصين هذا الجدل بما ينسجم مع استمرار المشروع ونجاحه.

وكان العراقيون قد انقسموا، كالعادة إلى فريقين: فريق يؤيد المشروع الذي يعد أول مشروع تنموي متكامل بعد عام 2003 عقب سلسلة الإخفاقات في تنفيذ مشاريع كبرى، وفريق آخر يرى أن هذا المشروع لن يحقق الجدوى الاقتصادية المطلوبة منه بالقياس إلى التكلفة المادية الكبيرة التي سوف تنفق عليه (بحدود 17 مليار دولار أميركي).

الجدل العراقي الداخلي انقسم بين فريقين واحد من الخبراء المؤيدين والمعارضين وكل منهما له رؤيته التي يحاول طرحها بالمعلومات والأرقام تأييداً لفكرته مع أو ضد، وفريق آخر كانت مساحته مواقع التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا).

المسؤولون العراقيون المدافعون عن المشروع الذي عقدت الحكومة العراقية لأجله مؤتمراً حضره عشرة من وزراء النقل في الدول المجاورة للعراق، من بينها دول مجلس التعاون الخليجي، مستمرون في وضع الخطط اللازمة لإطلاق مرحلته الأولى التي من المؤمل أن تبدأ مطلع العام المقبل، بينما مهاجمو المشروع، لا سيما ممن بدوا أنهم يمثلون أشبه ما يكون بـ«لوبي صيني» في العراق اصطدموا مؤخراً بالموقف الذي عبّرت عنه بكين عبر سفيرها في العراق تسوي وي الذي أكد، لدى لقائه السوداني، أهمية مشروع «طريق التنمية» للعراق والمنطقة.

وطبقاً لبيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، فإن «السوداني أكد انفتاح العراق على كل الشراكات مع الدول الصديقة، وحرصه على تأسيس تنمية مستدامة تدعم جهود الأمن والاستقرار». وأشار إلى أن «مشروع العراق الاستراتيجي الواعد المتمثل بطريق التنمية يحظى باهتمام الدولة بكل سلطاتها»، مؤكداً: «العمل حالياً بالتوازي في مشاريع طريق التنمية وميناء الفاو والمدينة الصناعية، فضلاً على إنشاء مدينة سكنية جديدة بجوار الميناء». ولفت إلى «تلقي العراق عروضاً من دول عدة في المنطقة للتمويل والتنفيذ».

«طريق التنمية مهمّ جداً للعراق، وسيكون طريق السلام والازدهار في المنطقة، وسيصبح مكمّلاً لمشروع الحزام والطريق»

السفير الصيني في العراق تسوي وي

ومن جانبه، نقل تسوي وي تحيات القيادة الصينية إلى السوداني، وحرصها على استدامة أفضل العلاقات مع العراق في مختلف ميادين التعاون والشراكة. ورأى أن مشروع «طريق التنمية» مهمّ جداً للعراق، وسيكون طريق السلام والازدهار في المنطقة، وسيصبح مكمّلاً لمشروع الحزام والطريق»، مبدياً رغبته في الاطلاع على دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع، واستعداد الصين لتقديم المشورات الفنية لإنجاز هذا المشروع الحيوي.
 

 

حقائق

17 مليار دولار

تكلفة مشروع التنمية الذي يربط العراق بأوروبا

وكان وزير النقل العراقي رزاق محيبس السعداوي قد التقى هو الآخر السفير الصيني الذي أبدى استعداد بلاده للمساهمة في هذا المشروع الذي يربط العراق بأوروبا، والمقرر أن ينتهي بعد 6 أعوام بتكلفة 17 مليار دولار. وقال الوزير السعداوي طبقاً لبيان لمكتبه، إن الحكومة العراقية «تسعى لتطوير التعاون والتنسيق المشترك بين بغداد وبكين، كما تعمل على زيادة التبادل التجاري بين البلدين». وأضاف السعداوي أن «حكومتنا ترحب بمشاركة الصين بمشروع طريق التنمية، في إطار التنفيذ والأستثمار»، مؤكداً أن «المشروع يخدم العراق وسائر المنطقة بما فيها الصين، ويضمن تقليل الوقت والجهد والتكلفة». وأوضح أن «الحكومة العراقية تطمح لأن تكون للصين مساهمة فاعلة في عمل وأنشطة مشروع طريق التنمية، بناءً على الثقة الكبيرة بخبرات الشركات الصينية الكبرى، لا سيما في مجالات النقل والاستثمار والبنية التحتية». وأشار السعداوي إلى «أننا نخطط لعقد مؤتمر ثانٍ خاص بطريق التنمية، وسنوجه دعوة إلى الصين للمشاركة فيه».

وبدوره، أكد السفير الصيني أن «علاقاتٍ طيبة تربط بين بغداد وبكين، وأن الصين تطمح للمزيد من التعاون والتنسيق بين البلدين على كافة الأصعدة». كما أعرب عن تمنياته للعراق بالنجاح في إكمال مشروعيه ميناء الفاو الكبير ومشروع طريق التنمية، مبدياً «اهتماماً واضحاً بمعرفة الكثير من تفاصيل ومقومات مشروع طريق التنمية». وفيما يفترض أن تكون الصين قد وضعت حداً للجدل المستمر منذ أسبوعين بشأن جدوى أو عدم جدوى مشروع طريق التنمية فإن، وفقاً للمراقبين والمتابعين، جزءاَ من هدف الحملة المضادة للمشروع لا يتصل بالضرورة بطريق الحرير الصيني من منطلق أن طريق التنمية العراقي سوف يقتصر على نقل البضائع فقط، وهو ما يعني أن دول الجوار هي المستفيدة منه أكثر من العراق.


توفيق سلطان يستعيد مراحل تسلّم وليد جنبلاط من كمال.. وتيمور أخيراً

وليد جنبلاط (رويترز)
وليد جنبلاط (رويترز)
TT

توفيق سلطان يستعيد مراحل تسلّم وليد جنبلاط من كمال.. وتيمور أخيراً

وليد جنبلاط (رويترز)
وليد جنبلاط (رويترز)

يستعيد الباحث السياسي توفيق سلطان، مراحل استلام رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، زعامة الحزب والطائفة الدرزية والكتلة النيابية من والده، إثر إعلان وليد جنبلاط عن استقالته، تمهيداً لتسليم الإرث السياسي والاجتماعي إلى نجله تيمور. يخلص إلى أن جنبلاط الذي وجد نفسه فجأة يتقلد عباءة والده، ينقل الزعامة إلى ابنه تدريجياً، من غير أن يتخلى عن العمل السياسي، ويحصّن نجله بشبكة علاقات واسعة ومتشعبة، ستمكّنه من تأمين استمرارية «دار المختارة»، أي مركز الزعامة الجنبلاطية في جبل لبنان.

من يراقب مسار تسليم جنبلاط مقاليد الدار لابنه تيمور، يعقد مقارنة مباشرة مع تسلم والده في عام 1977، إثر اغتيال كمال جنبلاط. يقول سلطان لـ«الشرق الأوسط»: «كان ظرف استلام وليد جنبلاط مختلفاً كلياً عن الظرف اليوم، لأنه استلم مقعد والده فجأة، ولم يكن كمال قد هيّأ نجله الوحيد لوراثة زعامة المختارة».

كان كمال جنبلاط متعدد المهام والمواقع، فإلى جانب كونه الزعيم الأول لدى طائفة الموحدين الدروز، كان رئيساً للحزب التقدمي الاشتراكي، ورئيساً لـ«كتلة النضال الوطني» النيابية، و«رئيس الجبهة العربية للأحزاب المشاركة في الثورة الفلسطينية». وعندما أَلبَسَ شيخ العقل الشيخ محمد أبو شقرا والشيخ بهيج تقي الدين عباءة الزعامة لوليد أثناء جنازة كمال في المختارة، «بقيت المناصب الأخرى شاغرة»، حيث لم يتسلّم رئاسة الحزب إلا بعد أشهر، كذلك رئاسة «جبهة النضال الوطني» لأنه لم يكن نائباً.

هذه التجربة، استفاد منها وليد جنبلاط لتسليم المناصب لتيمور بالتدرج، كما يقول توفيق سلطان، ويضع وليد بين يدي ولده شبكة من العلاقات «خاطها بصعوبة، وأجاد بينها احترام التوازنات، وتمكن من صياغتها بذكاء شخصي»، متوقفاً عند زيارة وليد للجنة المركزية للحزب الشيوعي في أول زيارة له إلى الاتحاد السوفياتي، بالتزامن مع زيارة ياسر عرفات برفقة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، بدعوة من الاتحاد الآسيوي الأفريقي.

ورث وليد جنبلاط صراعاً محتدماً مع سوريا، استطاع تطويعه، حسب ما يقول سلطان، وهو تحدٍّ ماثل أمام تيمور. يعود بالذاكرة إلى زيارة وليد إلى السويداء للتعزية بوفاة شيخ العقل في أواخر السبعينات. «كان وليد يريد مشاهدة العمارة التراثية للمحافظة، لكن حصل التباس حيث لم يقدم محافظ السويداء لوليد التكريم اللائق»، يضيف سلطان: «في الليلة نفسها، كنا على طاولة الرئيس الراحل حافظ الأسد في منزله بدمشق، فور دخولنا، قال له الأسد: لقد تم نقل محافظ السويداء». كانت تلك رسالة سورية لجنبلاط، فهمها على أنه مرحب به.

جنبلاط ودروز سوريا

والترحيب مرده إلى نظرة دروز سوريا لجنبلاط. يُستدل إليها من زيارة سلطان باشا الأطرش في منزله. يومها، طلب وليد صورة تذكارية أمام المنزل. فسح وليد الطريق للأمير الأطرش ليتقدمه، لكن سلطان باشا رفض، قائلاً لجنبلاط: «نحن متفقون منذ مئات السنين، لا أحد يتقدم عليكم أنتم آل جنبلاط»، في إشارة إلى أنهم يتولون زعامة الدروز.

وينسحب الأمر على دروز فلسطين، وهو ما فاتح به أسامة الباز في مصر، توفيق سلطان، طالباً منه بعد تطبيع مصر مع إسرائيل سؤال وليد جنبلاط من يفضل لمنصب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في فلسطين.

يرى سلطان الذي عايش كمال ووليد جنبلاط على مدى أكثر من 50 عاماً، أن وليد جنبلاط مميز بين الزعامات اللبنانية. يضيف: «لبس العباءة إرثاً وتبّوأ الزعامة عن جدارة واستحقاق في عام 1977، وهي الجدارة التي أوصلته إلى موقعه السياسي»، شارحاً: «وليد يُستقبل في الإليزيه، قبل أن يستلم أي منصب سياسي في لبنان أيام الرئيس فرانسوا ميتران، والتقى بخمسة ملوك للمملكة العربية السعودية، بدءاً من الملك فيصل، إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، كذلك استقبله الرئيس المصري الراحل أنور السادات في مصر قبل أن يشغل في لبنان أي موقع سياسي، كذلك في العراق استقبله أحمد الحسن البكر، ثم صدام حسين، وكانت له في الكويت علاقات مميزة منذ كان الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وزيراً للخارجية».

وإلى جانب علاقاته المميزة مع الاتحاد السوفياتي، واليوم مع روسيا من خلال «الاشتراكية الدولية»، لم تنقطع علاقاته مع الغرب، ومن بينها الولايات المتحدة، حتى أن الرئيس جو بايدن كان زاره في المختارة عام 2007.

يسرد سلطان تلك التجارب ليؤكد أن جنبلاط «انسحب من رئاسة الحزب، ويقوم بانكفاء بالتدرج، لكن لم ينسحب من الحياة السياسية. يسخر علاقاته لابنه، ويدعمه. 46 سنة في رئاسة الحزب كانت كافية لأن يؤهل في الحزب كوارد وينشئ مؤسسات فاعلة وموجودة على الأرض»، معتبراً أنه «من القلة التي بقيت متناسقة ومتنامية».

وفي السياسة الداخلية، يرى سلطان أن وليد جنبلاط «الشخصية الأبرز في الحياة السياسية، رفض مرشح تحدٍ للرئاسة، وبقي على توازن مع كل الأطراف، وحافظ على موقعه بيضة قبان، وانفتح على الجميع من (حزب الله) إلى رئيس (التيار الوطني الحر) جبران باسيل، ولم ينقطع عن التواصل مع الفريق المؤيد لانتخاب النائب ميشال معوض، ولم يتوقف عن تقديم الحلول».

ويرى أن جنبلاط يلتزم برؤيته لانتقال سلس في الزعامة، وفتح الباب أمام قيادة جديدة شابة بوجوده، ومستعد ليعطيهم من خبرته وشرعيته وعلاقاته. كذلك «أوصى ابنه بالالتزام بالعمق العربي».


إصابة 11 فلسطينياً خلال اعتداءات إسرائيلية بالضفة

متظاهرون فلسطينيون بعضهم يلوح بالأعلام الفلسطينية يتشاجرون مع جنود إسرائيليين خلال مواجهات بعد مظاهرة ضد التوسع الاستيطاني الإسرائيلي بالقرب من مدينة نابلس بالضفة الغربية (إ.ب.أ)
متظاهرون فلسطينيون بعضهم يلوح بالأعلام الفلسطينية يتشاجرون مع جنود إسرائيليين خلال مواجهات بعد مظاهرة ضد التوسع الاستيطاني الإسرائيلي بالقرب من مدينة نابلس بالضفة الغربية (إ.ب.أ)
TT

إصابة 11 فلسطينياً خلال اعتداءات إسرائيلية بالضفة

متظاهرون فلسطينيون بعضهم يلوح بالأعلام الفلسطينية يتشاجرون مع جنود إسرائيليين خلال مواجهات بعد مظاهرة ضد التوسع الاستيطاني الإسرائيلي بالقرب من مدينة نابلس بالضفة الغربية (إ.ب.أ)
متظاهرون فلسطينيون بعضهم يلوح بالأعلام الفلسطينية يتشاجرون مع جنود إسرائيليين خلال مواجهات بعد مظاهرة ضد التوسع الاستيطاني الإسرائيلي بالقرب من مدينة نابلس بالضفة الغربية (إ.ب.أ)

أصيب 11 من الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق، اليوم (الجمعة)، خلال قمع القوات الإسرائيلية، لمسيرة انطلقت في شمال الضفة الغربية.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة 11 فلسطينياً بجروح وحالات اختناق، خلال اعتداء الجيش الإسرائيلي على مسيرة مناهضة للاستيطان وجدار الفصل، نظمت في بلدة بيت دجن بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وانتشرت قوات الاحتلال بكثافة في بلدات بيتا وعصيرة القبلية.

وفي وقت سابق اليوم، أفادت مصادر فلسطينية، باندلاع مواجهات بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في مناطق متفرقة من الضفة الغربية تخللها اعتقال متضامنين أجانب.

وذكرت المصادر أن قوات الجيش الإسرائيلي اعتقلت متضامنين أجانب خلال «قمع» فعالية سلمية مطالبة بإعادة فتح وتأهيل طريق الكرمل في مسافر يطا جنوب الخليل.

ونشرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، صوراً توثق اعتقال القوات الإسرائيلية المتضامنين، وبينهم سيدة دون أن تورد المزيد من التفاصيل.

وبحسب مصادر محلية، اندلعت مواجهات في عدد آخر من القرى والبلدات في الضفة الغربية عقب مسيرات أسبوعية مناهضة للتوسع الاستيطاني ما أسفر عن إصابات بالرصاص المطاطي والاختناق.


أبو الغيط: توافق السعودية ومصر يؤدي إلى تغيير جوهري في الوضع العربي

الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط خلال المقابلة (قناة إكسترا نيوز المصرية)
الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط خلال المقابلة (قناة إكسترا نيوز المصرية)
TT

أبو الغيط: توافق السعودية ومصر يؤدي إلى تغيير جوهري في الوضع العربي

الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط خلال المقابلة (قناة إكسترا نيوز المصرية)
الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط خلال المقابلة (قناة إكسترا نيوز المصرية)

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن التوافق بين المملكة العربية السعودية ومصر ومعهما دولة الإمارات العربية المتحدة وبعض الدول العربية الأخرى، خصوصاً في شمال أفريقيا، «يمكن أن يؤدي إلى تغيير جوهري في الوضع العام العربي كله وفي العالم الخارجي».

وأشار أبو الغيط إلى أن التلاقي بين مصر ودول الخليج، خلال السنوات التي أعقبت تجاوز مصر مرحلة ما بعد 2011، يمثل «نقطة تأثير كبيرة على المسرح العربي»، لافتاً إلى أن «هناك وعياً عربياً كبيراً اليوم بأهمية العمل العربي المشترك لإنقاذ الإقليم».

وأوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية، في مقابلة تلفزيونية بثتها فضائية «إكسترا نيوز» المصرية، مساء الخميس، أن «الدول العربية الكبرى، خصوصاً السعودية ومصر، استطاعت أن تجمع شتاتها وتشحذ همتها، لوقف التدخلات الخارجية في الشأن العربي»، عقب ما وصفه بمرحلة "التدمير العربي"، في إشارة إلى ما بات يُعرف بـ«الربيع العربي».

وأضاف أن الحديث الذي يطرحه البعض عن نظام عربي جديد «يفتقر إلى الواقعية»، مؤكداً أنه «يجب الحفاظ على الموجود وبعد ذلك نطوره وندفعه إلى التقدم»، رافضاً في الوقت ذاته مناداة البعض بتوسيع النظام العربي ليكون نظاماً «شرق أوسطي» بحيث تدخل إيران وتركيا وإثيوبيا وإسرائيل في الإطار العربي، عاداً ذلك الطرح «غير معقول».

ولفت أبو الغيط إلى أن القرارات الخاصة بتركيا وإيران جرى تخفيف حدتها، في الإعلان الصادر عن القمة العربية الأخيرة في مدينة جدة، استجابة للخطوات التي سبقت القمة على المسارين «المصري - التركي»، وكذلك بالنسبة للمسار السعودي - الإيراني، مؤكداً أن «هذا الهدوء انعكس على قرارات القمة العربية الأخيرة»، مشيراً إلى أن «ما يحدث الآن يمكن البناء عليه للوصول إلى ثوابت للعلاقات العربية مع الدول الإقليمية غير العربية».

وفيما يتعلق بالشأن السوداني، قال أبو الغيط إنه توقع منذ عام أن يحدث هذا الصدام في السودان، مشيراً إلى أنه لا يمكن للقوات المسلحة السودانية أو أي قوات مسلحة في أي دولة عربية أن تسمح بوجود ميليشيا مسلحة على أرضها.

وأضاف أنه «لم يسبق له إطلاقاً أن تحدث عن تكافؤ بين الاثنتين لأنه مؤمن بأنه دائماً تجب المحافظة على المؤسسات الرسمية الشرعية للدولة الوطنية»، وهو ما تضمنته قرارات القمة العربية الأخيرة.

وحول توقعاته للتجاوب السوري مع الدور العربي بعد استعادة دمشق مقعدها في الجامعة العربية، أعرب أبو الغيط عن توقعه بأن يكون الأداء السوري «هادئاً ومتزناً»، وقال إنه «يتمنى ألا تكون هناك مرارة لدى الوفد السوري أو الأداء السوري تجاه الجامعة؛ لأن الجامعة هي انعكاسٌ لإرادات عربية، وكانت هناك دول عربية اتخذت مواقف في 2011 و2012 تحت مظلة وضع عانينا منه جميعاً ومن التدخلات الأجنبية في سوريا»، وأشار إلى أن سوريا «لديها وضع صعب، ولم تشف بعد منذ 2011».

وتطرق الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال المقابلة إلى الوضع الدولي، ووصفه بأنه «بالغ الخطورة»، مشبهاً ما يجري حالياً على الساحة العالمية، بالفترة التي سبقت الحربين العالميتين الأولى والثانية، لكنه استدرك مؤكداً أن «الوضع يزداد خطورة، في ظل تصاعد احتمالات المواجهة بين دول نووية»، واصفاً ما يجري من مواجهة على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية بأنه «لحظة خطيرة فى حياة الإنسانية».

وتوقع أبو الغيط ظهور قوى دولية جديدة على الساحة العالمية، مشيراً في هذا الصدد إلى إمكانية ظهور كتلة جديدة هي التكتل «الأورو - آسيوي»، عبر تحالف عضوي بين الاتحاد الروسي والصين يمتد من الحدود الأوكرانية ويصل إلى المحيط الهادئ أو على شاطئ الصين الشرقي، ستكون في مواجهة كتلة أخرى أقوى اقتصادياً هي الكتلة الغربية متمثلة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، معرباً عن اعتقاده أن الصين تراقب من كثب ما يجري الآن من تطورات، وتستعد لمواجهة محتملة في السنوات المقبلة.


المشهد الرئاسي في لبنان بدأ يكتمل استعداداً للمواجهة الساخنة بين أزعور وفرنجية

سليمان فرنجية (رويترز)
سليمان فرنجية (رويترز)
TT

المشهد الرئاسي في لبنان بدأ يكتمل استعداداً للمواجهة الساخنة بين أزعور وفرنجية

سليمان فرنجية (رويترز)
سليمان فرنجية (رويترز)

يفترض أن يستكمل في مطلع الأسبوع المقبل، المشهد السياسي لإطلاق المواجهة الرئاسية بين زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية المدعوم من محور «الممانعة»، والوزير السابق جهاد أزعور، الذي تقاطعت على ترشيحه قوى المعارضة و«التيار الوطني الحر» وعدد من النواب المستقلين وزملائهم من النواب المنتمين إلى «قوى التغيير»، ما يفتح الباب أمام دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، وإن كان يتريّث في تحديد موعد الجلسة إفساحاً في المجال للبطريرك الماروني بشارة الراعي للتحاور مع المكوّنات السياسية الرئيسية المعنية بانتخابه استجابة للنصيحة التي تلقاها من الفاتيكان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته الأخيرة لروما وباريس.

فاستكمال المشهد السياسي للأطراف المؤيدة لترشيح أزعور لرئاسة الجمهورية يبدأ، كما علمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية، باجتماع لقوى المعارضة المؤلفة من حزبي «القوات اللبنانية» و«الكتائب» وكتلة «الاعتدال الوطني» تعقده في منزل النائب ميشال معوض، لما له من دلالة سياسية رمزية بإشراكه بترشيحه.

ويمكن أن ينضم إلى هذا الاجتماع عدد من النواب المنتمين إلى «قوى التغيير»، إلا إذا ارتأوا أنه من الأفضل لهم الإعلان عن تأييدهم لأزعور في اجتماع منفصل عن لقاء المعارضة، على أن يحدد موعده لاحقاً فور انتهاء الأخير من التحاور معهم كأفراد إنما عن بعد من مقر عمله في صندوق النقد الدولي في واشنطن، لأن هناك ضرورة، بحسب المصادر السياسية، لإسقاط من يتذرّع بعدم تأييده باستبعاده عن التواصل معه.

* اتصالات أزعور

وكشفت المصادر نفسها أن تواصل أزعور مع النواب التغييريين أتاح له تسجيل حضور مؤيد لترشّحه بعد اطلاعهم على مقاربته السياسية والاقتصادية إذا انتُخب رئيساً للجمهورية، وتقول إن امتناع بعضهم عن تأييده لا يعني حتماً انتقالهم إلى صفوف المؤيدين لمنافسه النائب السابق فرنجية لأن هذا يتعارض مع تطلعاتهم إلى التغيير.

وتكشف أن النواب المنتمين إلى «قوى التغيير» لم ينقطعوا عن التواصل مع بعضهم، ولو من موقع الاختلاف في مقاربتهم لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، لعل بعضهم يبادر إلى إعادة النظر في موقفه بانضمامهم إلى صفوف مؤيدي أزعور.

وتؤكد أن أزعور بادر إلى توسيع اتصالاته لتشمل العدد الأكبر من النواب المستقلين، ومن بينهم النواب الأعضاء في كتلة «الاعتدال الوطني» وغالبيتهم من النواب السُّنّة الذين لا يزالون يترددون في حسم خياراتهم الرئاسية ويحاولون زيادة عددهم بإقناع النائب نعمة افرام وزميله في «مشروع وطن» جميل عبود بالانضمام إليهم، إضافة إلى نائبي بيروت نبيل بدر وعماد الحوت المنتمين إلى «الجماعة الإسلامية»، مع أن لا شيء نهائياً حتى الساعة، لأنه لا مصلحة لافرام بالالتحاق بتكتل نيابي كونه يصنّف حالياً على لائحة المرشحين لرئاسة الجمهورية.

* باسيل

وفي المقابل، يترك لـ«التيار الوطني الحر» برئاسة النائب جبران باسيل الحرية في الإعلان عن تقاطعه مع المعارضة بتأييد أزعور، رغم أنه يتردد أنه قد يأخذ وقته في تأييده الرسمي له إلى حين جلاء المواقف على جبهة «اللقاء النيابي الديمقراطي» برئاسة تيمور جنبلاط والعدد الأكبر من النواب المستقلين، تحديداً المترددين منهم حتى الساعة في الإفصاح عن خياراتهم الرئاسية.

لذلك تبقى الأنظار مشدودة إلى الموقف الذي سيصدر عن «اللقاء الديمقراطي» في اجتماعه الثلاثاء المقبل، كونه يشكل بيضة القبان في اقتراب أزعور من الحصول في دورة الانتخاب الأولى على 65 صوتاً، أي الغالبية المطلقة، هذا في حال تأييده له لأن اسمه ورد في اللائحة التي طرحها رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط قبل أشهر من استقالته من رئاسة الحزب في اجتماعه بوفد «حزب الله» إلى جانب اسمي قائد الجيش العماد جوزيف عون والنائب السابق صلاح حنين.

ولم يلقَ جنبلاط أي جواب من الحزب، مع أنه صارحه بقوله إن هناك ضرورة لانتخاب رئيس للجمهورية لا يشكل تحدياً لأي فريق.

وفي هذا السياق، تقول مصادر نيابية محسوبة على المعارضة إن أزعور يتقدم حالياً على منافسه فرنجية، وإن تأييد «اللقاء الديمقراطي» له سيمكّنه من الاقتراب من 65 صوتاً إذا حسم المتردّدون أمرهم بتأييده على الأقل من نواب لا يتجاوز عددهم أصابع اليد.

ويبقى السؤال حول الموقف الذي سيتخذه «اللقاء الديمقراطي»، خصوصاً أنه موضع اهتمام داخلي ودولي ليكون في وسع المعنيين بانتخاب الرئيس أن يبنوا على الشيء مقتضاه، مع أن النواب الأعضاء فيه كما أسرّوا إلى «الشرق الأوسط»، يفضّلون عدم استباق ما سيصدر عنه ويتركون القرار للمداولات بين النواب على قاعدة عدم الرهان على انقسامهم.

ويؤكد هؤلاء النواب أن الحوار يدور تحت سقف عدم تأييد فرنجية واستحالة انقسامهم بتوزيع أصواتهم على أكثر من مرشح، ويلفتون إلى أن «جنبلاط الأب كان أول من رشح أزعور. ولا نزال نؤيده، لكن لا بد من التوقف أمام الانقسام الحاد داخل البرلمان الذي بدأ يتسم بطابع مذهبي تحديداً بين المعارضة المسيحية والثنائي الشيعي، ويقولون إن التقدمي وكتلته النيابية لن يكونا طرفاً في الاصطفافات الطائفية التي بلغت ذروتها، وهناك ضرورة للتوافق على رئيس لا يشكل تحدياً لأحد».

وبكلام آخر، فإن «اللقاء الديمقراطي» لا يتعامل مع أزعور على أنه مرشح تحدٍّ ويفضّل التوافق عليه.

ويبقى السؤال عن كيفية تصرف الثنائي الشيعي إذا أدرك أن هناك صعوبة في انتخاب فرنجية، وإن كانت لديه - كما الآخرين - القدرة على تعطيل انتخاب الرئيس بتطيير النصاب. فهل يبادر «حزب الله» إلى إطلاق مبادرة لإنقاذ الاستحقاق الرئاسي؟ أم أنه يستمر في مقاربته، ما يعني أن الفراغ سيكون مديداً؟


تداعيات العاصفة الترابية تتواصل في مصر لليوم الثاني وسط تحذيرات

مدينة العاشر من رمضان خلال العاصفة الترابية (خاص - الشرق الأوسط)
مدينة العاشر من رمضان خلال العاصفة الترابية (خاص - الشرق الأوسط)
TT

تداعيات العاصفة الترابية تتواصل في مصر لليوم الثاني وسط تحذيرات

مدينة العاشر من رمضان خلال العاصفة الترابية (خاص - الشرق الأوسط)
مدينة العاشر من رمضان خلال العاصفة الترابية (خاص - الشرق الأوسط)

لليوم الثاني على التوالي، تواصلت تداعيات عاصفة ترابية ضربت أنحاء مختلفة من مصر، مترافقة مع درجات حرارة مرتفعة، شهدتها العاصمة المصرية، اليوم (الجمعة)، وطبقاً لمحطات الرصد التابعة للهيئة العامة للأرصاد الجوية سجّلت درجة الحرارة على القاهرة الكبرى 40 درجة مئوية، كما نشطت الرياح الجنوبية الغربية الجافة التي يصاحبها انخفاض في نسب الرطوبة وإثارة الرمال والأتربة في بعض المناطق.

مدينة العاشر من رمضان خلال العاصفة الترابية (خاص - الشرق الأوسط)

وحذرت هيئة الأرصاد الجوية من استمرار نشاط الرياح المثيرة للرمال والأتربة على أغلب الأنحاء، حتى ليل الجمعة، مناشدةً مرضى الحساسية ارتداء الكمامة حال الخروج، مع تناول كميات كبيرة من المياه، مشيرةً إلى أنه مع فترة المساء سيكون هناك تحسن في الأحوال الجوية، واعتباراً من (السبت)، ستنخفض درجات الحرارة.

كانت عاصفة ترابية قد باغتت مناطق متفرقة من البلاد، (الخميس)، متسببةً في ارتباك مروري، ونتج عن العاصفة سحابة ترابية، أثّرت بشكل كبير على الرؤية، كما أدت إلى سقوط لافتات إعلانية وأشجار.

جانب من عملية رفع لافتة إعلانية ضخمة سقطت على جسر كوبري «6 أكتوبر» (خاص - الشرق الأوسط)

إلى ذلك، كشفت وزارة التنمية المحلية عن حجم الخسائر التي تعرضت لها مناطق بالقاهرة إثر موجة الطقس السيئ. وأوضح الدكتور خالد قاسم، مساعد وزير التنمية المحلية، في تصريحات تليفزيونية، أن هناك حالة من عدم الاستقرار في الطقس والرياح الشديدة والأمطار التي تعرضت لها الكثير من المحافظات، بالإضافة إلى نشاط لحركة الرياح محملة بالرمال والأتربة ومصحوبة بأمطار خفيفة إلى متوسطة.

وأشار إلى سقوط لوحة إعلانية على جسر كوبري «6 أكتوبر»، الذي يربط محافظتي القاهرة والجيزة، بالقرب من منطقة حدائق القبة، موضحاً أن الحادث تسبب في تحطم 3 سيارات ملاكي ودراجة بخارية وتوقف حركة المرور أعلى الجسر في الاتجاهين، وتم الدفع بسيارات الإسعاف حيث تبين وفاة أحد المواطنين، وإصابة 2 آخرين نُقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم. ولفت إلى سقوط بعض الأشجار وأعمدة الإنارة ومنزل خالٍ من السكان في عدد من الأحياء بمحافظة القاهرة، ولوحة إعلانية بمنطقة حي غرب بالقاهرة، وقال إنه «تمت السيطرة على الموقف».

وفي حين وجّهت الحكومة باستمرار رفع درجة الاستعداد القصوى في المحافظات التي تشهد سوء أحوال الطقس لحين الاستقرار في الأحوال الجوية؛ دخل البرلمان على خط الأزمة، بتقديم طلبات إحاطة حول تساقط الكثير من اللوحات الإعلانية في الشوارع.

وتقدم «الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي» عبر رئيسه ونائبه، عضوَي مجلس النواب المصري (الغرفة الأولى للبرلمان)، بطلبَي إحاطة حول السلامة الإنشائية للوحات الإعلانية المنتشرة في أرجاء مصر كافة، وطالبا الحكومة باتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المواطنين والحفاظ على أرواحهم، مؤكدين أنه «للأسف لا يوجد أي دور رقابي ملحوظ في هذا الشأن من الجهات المختصة».

كما أكد طلب إحاطة ثالث «أهمية تقنين أوضاع الشركات مالكة اللافتات الإعلانية مع الدولة من الناحية المالية والتنظيمية».

في غضون ذلك، صرح الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، بأن «حركة الملاحة بالقناة منتظمة، ولم تتأثر بسوء الأحوال الجوية، حيث نجحت قناة السويس، الخميس، في إتمام عبور 63 سفينة من الاتجاهين بما يؤكد قدرة الهيئة على إدارة المجرى الملاحي في أصعب الظروف المناخية»، موجهاً رسالة طمأنة بجاهزية الهيئة للتعامل مع موجة الطقس السيئ واتخاذ التدابير والإجراءات الاستباقية كافة التي تكفل عبور السفن المارة بالقناة بأمان، مشيراً في هذا الصدد إلى أن «حركة الملاحة بالقناة شهدت، اليوم (الجمعة)، عبور 67 سفينة من الاتجاهين».

وحول ما تتعرض له البلاد، قالت منار غانم، عضو المركز الإعلامي في الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك أربعة أسباب أدت لهذه الظاهرة: الأول هو تأثر القاهرة والمحافظات المصرية بمنخفض جوي حراري خماسيني موجود في الصحراء الغربية، تصاحبه كتل هوائية جنوبية قادمة من مناطق جنوبية صحراوية، وسرعات رياح تراوحت بين 40 و45 كم في الساعة، تسببت في إثارة رمال وأتربة، مع وجود سحب رعدية بها رياح هابطة أدت إلى مزيد من إثارة الرمال والأتربة بالصحراء الغربية».

وأضافت غانم أن «فصل الربيع، فصل التقلبات الجوية السريعة، ونشاط رياح الخماسين المحملة بالأتربة، وربما فقط يكون الاختلاف في أنها تأخرت بعض الشيء».

حركة الملاحة بقناة السويس تشهد انتظاماً ولم تتأثر بسوء الأحوال الجوية (صفحة رئاسة مجلس الوزراء على «فيسبوك»)

ولا يختلف خبراء المناخ مع ما ذهبت إليه غانم من أن الرياح الخماسينية المحملة بالأتربة تعد مشهداً معتاداً خلال الربيع، لكنهم يرون أن هناك عوامل عدة ترجح وجود تأثير واضح لتغير المناخ، وهو حجم الظاهرة وشدتها وتواتر حدوثها.

ويقول سيباستيان لونينغ، من معهد الهيدروغرافيا والجيولوجيا وعلوم المناخ بسويسرا، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن «زيادة الاحتباس الحراري، بسبب تغيرات المناخ، يؤدي بدوره إلى الجفاف، الذي يعني قلة الغطاء النباتي، لذلك يمكن للرياح التقاط الغبار بسهولة أكبر، كما أن ارتفاع درجات الحرارة أكثر من المعتاد ينتج عنه تكاثر لبخار المياه في البحار والمحيطات وتصاعده بكثرة، ما يسبّب سحباً رعدية بها رياح هابطة تؤدي إلى إثارة الرمال والأتربة».


جنود إسرائيليون يعتقلون متضامنين يهوداً وأجانب في الخليل

جنود إسرائيليون يعتقلون ناشطة أجنبية الجمعة (وكالة وفا)
جنود إسرائيليون يعتقلون ناشطة أجنبية الجمعة (وكالة وفا)
TT

جنود إسرائيليون يعتقلون متضامنين يهوداً وأجانب في الخليل

جنود إسرائيليون يعتقلون ناشطة أجنبية الجمعة (وكالة وفا)
جنود إسرائيليون يعتقلون ناشطة أجنبية الجمعة (وكالة وفا)

اعتقلت قوات من الجيش الإسرائيلي، الجمعة، متضامنين من الأجانب وكذلك من قوى اليسار الإسرائيلية، خلال قمعها فعالية سلمية مطالبة بإعادة فتح وتأهيل طريق الكرمل، في مسافر يطا، جنوب الخليل.

وحضر هؤلاء المتضامنون إلى هذه المنطقة الفلسطينية للتضامن، بعد أن كانت المحكمة العليا أصدرت الخميس قراراً سمحت فيه بإقامة ست بؤر استيطانية عشوائية فيها، على الرغم مما يعتري هذا القرار من ترحيل للسكان الفلسطينيين، بذريعة أنها منطقة تدريبات عسكرية وإطلاق نار حي يقرر الجيش من يوجد فيها.

والبؤر الاستيطانية العشوائية هذه على شكل مزارع يوجد في كل واحدة منها قطيع من المواشي على الأقل، وأقيمت بالقرب من البؤر الاستيطانية العشوائية «متسبي يائير» و«أفيغيل» و«حَفات ماعون».

وأفاد الناشط الشبابي أسامة مخامرة بأن القوات الإسرائيلية قمعت المشاركين في الفعالية المطالبة بإعادة تأهيل وفتح الطريق التي تربط المسافر ببلدة يطا، وأنها أوقفت العمل في المنطقة ومنعت طواقم المجالس المحلية من استكمال عملية التأهيل وفتح الطريق. وتصرفت بفظاظة مع المتضامنين، الذين تصدوا للمستوطنين. ووقعت سلسلة اعتداءات من المستوطنين في عدة مناطق فلسطينية في الضفة الغربية، تحت حماية الجنود. فقد ألحق مستوطنون من مستوطنة «متسئير يائير» أضراراً بمئات الأشجار خلال رعيهم أغنامهم في منطقة السمرة، بالمسافر. وذكرت مصادر محلية أن المستوطنين يواصلون جولاتهم الاستفزازية في المسافر، ورعي أغنامهم في أراضي مواطنين من عائلات المخامرة، والجبارين، وأبو فنار، الأمر الذي تسبب بأضرار بالغة في أشجار زيتون ولوزيات وكرمة.

وفي بلدتي قصرة وبرقة في قضاء نابلس، أحرق مستوطنون مساحات من المزروعات في الأراضي. وقال الناشط في مقاومة الاستيطان، فؤاد حسن، إن مستوطني «ايش كودش» أضرموا النار في حقول رعوية من الأراضي الواقعة بالمنطقة الجنوبية الشرقية من البلدة، ما أدى إلى احتراق مساحات شاسعة منها. فيما حطم مستوطنون شواهد قبور في قرية برقة، شمال غربي نابلس.

وفي منطقة أريحا، اقتحم عشرات المستوطنين، ظهر الجمعة، أماكن متفرقة في المدينة، مثل مخيم عين السلطان للاجئين، ومنطقة تل أريحا القديم، والمنطقة الأثرية في جبل هيرودس بمنطقة وادي القلط، وسط اندلاع مواجهات بين الشبان والقوات الإسرائيلية التي حضرت لحماية المستوطنين.