مهرجان أفلام السعودية يحتفي بـ«سينما الكوميديا»

698 مشاركة.. 5 مسابقات و9 جوائز جديدة و4 منح مضافة لسوق الإنتاج

مسرح إثراء حيث يقام مهرجان أفلام السعودية
مسرح إثراء حيث يقام مهرجان أفلام السعودية
TT

مهرجان أفلام السعودية يحتفي بـ«سينما الكوميديا»

مسرح إثراء حيث يقام مهرجان أفلام السعودية
مسرح إثراء حيث يقام مهرجان أفلام السعودية

أعلن مهرجان «أفلام السعودية» إقامة الدورة التاسعة للمهرجان في الفترة من 4 - 11 مايو (أيار) المقبل، بتنظيم «جمعية السينما»، وبالشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء»، وبدعم من هيئة الأفلام بوزارة الثقافة.
ويقوم المهرجان بتسليط الضوء في كل دورة على محور سينمائي مختلف، وفي دورته التاسعة يختار المهرجان محوراً مهماً هو سينما الكوميديا، حيث يحفز ويشجع الصناع على الالتفات لهذا المحور في إنتاجاتهم القادمة، بالإضافة إلى أنه سيقدم برنامجاً خاصاً لعروض أفلام عالمية تقدَّم كنماذج مهمة من قلب هذا المحور، طيلة أيام المهرجان.
ويستمر المهرجان بتقليده السنوي في الاحتفاء بروّاد السينما في المملكة والخليج، والتعريف بإنجازاتهم ومسيرتهم، حيث يكرّم المهرجان، في دورته التاسعة، كلاً من: السينمائي السعودي صالح الفوزان، والذي عمل منتجاً في السينما المصرية أنتج خلالها 34 فيلماً روائياً طويلاً، كما يكرِّم «المهرجان السينمائي» البحريني أمين صالح؛ وهو كاتب وناقد سينمائي ترجم عدداً من الأعمال السينمائية العالمية للغة العربية، وكتب نحو عشرين سيناريو لمسلسلات تلفزيونية، وسبعة سيناريوهات لأفلام سينمائية درامية.
وتتضمن هذه الدورة مسابقات الأفلام والسيناريو مع تطوير لهيكلها وإضافات لجوائزها، حيث يقدم المهرجان، في دورته التاسعة، 20 جائزة لمسابقات الأفلام، 6 جوائز لمسابقة السيناريو غير المنفَّذ، و6 مِنح لمشروعات سوق الإنتاج. وتتنافس المشاركات المرشحة في خمس مسابقات على الجوائز التالية:
مسابقة الأفلام الطويلة: جائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم طويل، وجائزة لجنة التحكيم، والنخلة الذهبية لأفضل ممثل، والنخلة الذهبية لأفضل ممثلة، والنخلة الذهبية لأفضل تصميم صوت، والنخلة الذهبية لأفضل تصوير سينمائي، والنخلة الذهبية لأفضل سيناريو منفَّذ، والنخلة الذهبية لأفضل مونتاج.
وجوائز مسابقة الأفلام القصيرة: وتضم جائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم قصير، وجائزة لجنة التحكيم، والنخلة الذهبية لأفضل ممثل، والنخلة الذهبية لأفضل ممثلة، والنخلة الذهبية لأفضل تصوير سينمائي، والنخلة الذهبية لأفضل فيلم أنميشن، وجائزة عبد الله المحيسن للفيلم الأول.
وجوائز مسابقة الأفلام الوثائقية، وتضم: جائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم وثائقي، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة الموضوع الوثائقي الفريد، وجائزة جبل طويق لفيلم عن مدينة سعودية.
وجوائز مسابقة السيناريو غير المنفَّذ، وتشمل: جائزة أفضل سيناريو طويل أول، وجائزة أفضل سيناريو طويل ثان، وجائزة أفضل سيناريو طويل ثالث، وجائزة أفضل سيناريو قصير أول، وجائزة أفضل سيناريو قصير ثان، وجائزة أفضل سيناريو قصير ثالث.
ومنح مشروعات سوق الإنتاج، وتشمل: منحة التطوير لفيلم طويل، ومنحة دعم الإنتاج لفيلم طويل، ومنحة دعم ما بعد الإنتاج لفيلم طويل، ومنحة التطوير لفيلم قصير، ومنحة دعم الإنتاج لفيلم قصير، ومنحة دعم ما بعد الإنتاج لفيلم قصير.
جائزة خاصة: تحت عنوان جائزة الفيلم الخليجي.
وقد جرى إقفال التسجيل للمشاركة في مسابقات الأفلام والسيناريو غير المنفَّذ ومشروعات سوق الإنتاج بتاريخ 8 مارس (آذار) 2023م، والتي نتج عنها تسجيل 230 فيلماً، و401 سيناريو غير منفَّذ، و67 مشروعاً لسوق الإنتاج.
ويستمر المهرجان بتقديم حزمة مميزة من البرامج الثقافية والإثرائية التي تشمل الندوات والورش التدريبية المتقدمة ومعمل تطوير السيناريو، بالإضافة إلى استمرار توفير منصة لشركات الإنتاج والمنتجين وصنّاع الأفلام لتمكين مشروعاتهم من خلال سوق الإنتاج.
كما يقوم المهرجان بإصدار وترجمة 18 كتاباً معرفياً؛ استكمالًا لمسيرة المهرجان ودوره في إثراء المكتبة العربية بمجال صناعة الأفلام والسينما.
وقدَّم المهرجان، في دورته الثامنة، 120 برنامجاً على مسارين؛ الأول هو المسار الواقعي والذي نفّذ يومياً في مركز إثراء، والمسار الثاني هو البث الافتراضي عبر قناة المهرجان على منصة يوتيوب المفتوحة المستمرة على مدار 24 ساعة لمدة 8 أيام.
واستمر المهرجان بتقديم حزمة متميزة من البرامج الثقافية والإثرائية التي تشمل ندوات وورش عمل متقدمة استفاد منها 112 متدرباً، وإصدار 14 كتاباً معرفياً وثقافياً في مجال السينما.
بالإضافة لسوق الإنتاج، والتي جمعت المنتجين وشركات الأفلام وصانعي الأفلام لتمكين وتطوير مشروعاتهم، حيث استقبل تسجيل 103 مشروعات أفلام، جرى اختيار 37 مشروعاً منها عُرضت على أربع وعشرين شركة إنتاج محلية وعالمية، والتي جرى فيها إبرام عقود توزيع لعشرة أفلام، وستة عقود لتطوير أفلام طويلة.
كما شهدت الدورة الماضية إقبالاً من الصنّاع، حيث سجل عبر موقع المهرجان الإلكتروني 360 مشاركة بين فيلم ونص سيناريو غير منفَّذ، و363 مسجلاً للمشاركة في ورش المهرجان.
وكان محور المهرجان، في دورته الثامنة، «هو السينما الشعرية» حيث سلّط الضوء على تيار صاغَ الدهشة بصرياً برمزية جمالية، ودلالات فلسفية ورموز تحفز الخيال الإبداعي، بالإضافة إلى أنه قدَّم برنامجاً خاصاً لعروض أفلام عالمية عن السينما الشعرية، طيلة أيام المهرجان.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«الجميزة حبيبة قلبي» نشاطات منوعة ومسرح مفتوح أمام هواة الغناء

فرقة «عين عنوب» للرقص الفولكلوري تشارك في لوحات فنية
فرقة «عين عنوب» للرقص الفولكلوري تشارك في لوحات فنية
TT

«الجميزة حبيبة قلبي» نشاطات منوعة ومسرح مفتوح أمام هواة الغناء

فرقة «عين عنوب» للرقص الفولكلوري تشارك في لوحات فنية
فرقة «عين عنوب» للرقص الفولكلوري تشارك في لوحات فنية

لا يفرغ شارع الجميزة البيروتي العريق من نشاطات مختلفة تقام فيه. فهو يشهد أسبوعياً مهرجانات واحتفالات فنية وحرفية. فبعد انفجار بيروت الذي ترك بآثاره الدامية عليه، تعلق به اللبنانيون أكثر فأكثر، وصاروا يرتادون مقاهيه ومطاعمه، كي يضعوه من جديد على الخريطة السياحية في لبنان والعالم. وبعد «الجميزة عالماشي وعالبلكون» و«عطريق الجميزة» يقام في 17 و18 يونيو (حزيران) الجاري مهرجان «الجميزة حبيبة قلبي».

ينظم هذا المهرجان مؤسسة «كاراج سوق» التي سبق وأقامت أكثر من نشاط فني وترفيهي في هذا الشارع.

ويحيي هذا المهرجان كل من الفنانين جو أشقر ونيكول سابا. كما يفتح أبوابه أمام هواة الغناء والعزف الموسيقي، فيتيح لهم فرصة إبراز مواهبهم مجاناً ومن دون مقابل، لقاء المشاركة فيه.

وتعرب منظمة هذا المهرجان جيهان زهاوي بأن هذا النشاط يقام عشية عيد الموسيقى. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد اعتدنا في لبنان على إقامة الحفلات في مختلف المناطق بمناسبة هذا العيد العالمي. ورغبنا من خلال (الجميزة حبيبة قلبي) أن يشهد هذا الشارع البيروتي العريق تظاهرة فنية وثقافية بالمناسبة».

شارع الجميزة العابق دائماً بنشاطات فنية وحرفية

يصادف عيد الموسيقى 21 يونيو من كل عام، وهو تقليد يتبعه لبنان منذ سنوات طويلة. وعادة ما تنظم خلاله حفلات في الهواء الطلق وعلى خشبات المسارح احتفاء به.

وفي «الجميزة حبيبة قلبي» سيقام معرض حرفي وفني يشارك فيه أكثر من 100 شخص. «جميعهم يمثلون صناعات ومنتجات لبنانية». توضح زهاوي لـ«الشرق الأوسط». وتتابع: «هو بمثابة سوق مفتوحة أمام الجميع، فيه أعمال حرفية ويدوية وتصاميم مجوهرات وحُلي. وكذلك يتضمن ركناً خاصاً بالطعام من لبناني و(فاست فود) وإيطالي وغيرها من المطابخ المعروفة عالمياً. فنحن بهذه المبادرة نشد على أيادي سكان هذا الشارع وأصحاب المطاعم والمقاهي فيه، كي يشعروا بالفرح بعد أيام سوداء عاشوها».

وتبدي زهاوي إعجابها بالاهتمام الكبير الذي يسهم في إنجاح هذا النوع من المهرجانات من قبل محافظ بيروت القاضي مروان عبود. «الجميع يجتهد من أجل إحياء هذا المهرجان من أهالي المنطقة والزوار الذين اعتادوا مشاركتنا الفرحة. لقد آثرت شخصياً منذ انفجار بيروت حتى اليوم إحياء هذا النوع من المبادرات للتأكيد على أن اللبنانيين لا يستسلمون. فهم لديهم القدرة على تجاوز كل المصاعب حباً ببلدهم، ولأنهم متشبثون بأرضهم وبيوتهم».

جو أشقر يحيي مهرجان «الجميزة حبيبة قلبي» (خاص الشرق الأوسط)

«الجميزة حبيبة قلبي» اسم أطلق على هذا المهرجان بعد أن استوحي من أغنية «حبيبة قلبي» لجو أشقر. فهو من الفنانين الذين لم يترددوا في المشاركة بهذا المهرجان لنشر أجواء إيجابية لدى أهل بيروت عامة والجميزة خاصة.

ويشارك أيضاً في هذا المهرجان «فرقة عين عنوب» للدبكة اللبنانية الأصيلة. وتعد واحدة من أكبر الفرق الراقصة. وتضم تحت جناحها نحو 170 راقصاً وعازفاً من عمر 5 سنوات لغاية الـ24 عاماً. وخصصت للمهرجان لوحات فولكلورية بحيث تقدمها مباشرة على أرض شارع الجميزة. ويقول رئيسها مصطفى عمار لـ«الشرق الأوسط»: «أردناها مناسبة لتكريم التراث اللبناني. فالدبكة اللبنانية هي فولكلور عريق نريد الحفاظ عليه.

وبالتعاون مع (أفراح غروب أكاديمي) سيستمتع زوار المهرجان بمتابعة 6 لوحات راقصة من هذا النوع. وعلى موسيقى أغانٍ معروفة كـ(طلوا الصيادة) و(راجع يتعمر لبنان) وغيرها سنقدم الدبكة اللبنانية العريقة».

مغني الـ«راب» «إل دون» يغني موضوعات اجتماعية

أما مغني الـ«راب» اللبناني «إل دون» فسيشارك في إحياء «الجميزة حبيبة قلبي» من خلال تقديمه أغنيات تتناول موضوعات اجتماعية مختلفة. ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنه جاء خصيصاً إلى لبنان من لندن كي يغني في هذه التظاهرة الثقافية والفنية. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «جلت العالم بأكمله وتنقلت بين لندن والخليج العربي وباريس وغيرها من العواصم الغربية. ولكني لا أتوقف عن العودة إلى لبنان بين وقت وآخر لأنه بيتي الأول والأخير».

وتختم جيهان زهاوي لـ«الشرق الأوسط»: «سنستضيف عدداً كبيراً من الفنانين المعروفين أمثال باسم فغالي وفيفيان مراد وشيراز ووائل صعب وغيرهم. ولكننا في الوقت نفسه سنفتح أبوابنا أمام كل هاوٍ للموسيقى، فيستطيع أن يأتي ويمسك بآلته الموسيقية ويختار الركن الذي يريده، ويغني أمام الناس ويبرز وجه لبنان الثقافي».


هل تعود حلا شيحة للتمثيل بعد أزماتها وتصريحاتها المثيرة للجدل؟

الفنانة المصرية حلا شيحة (إنستغرام)
الفنانة المصرية حلا شيحة (إنستغرام)
TT

هل تعود حلا شيحة للتمثيل بعد أزماتها وتصريحاتها المثيرة للجدل؟

الفنانة المصرية حلا شيحة (إنستغرام)
الفنانة المصرية حلا شيحة (إنستغرام)

أثارت تصريحات نقيب الممثلين أشرف زكي عن الفنانة حلا شيحة، بجانب منشوراتها المتتالية عبر حسابها الشخصي على «إنستغرام» تساؤلات بشأن عودتها للتمثيل مجدداً.

وبعد حديث شيحة عبر «إنستغرام»، أكثر من مرة عن مواقفها الإيجابية من الفن والتمثيل، خلال الشهور الأخيرة، بعد تبرئها من آخر أعمالها السينمائية عقب زواجها من المنتج معز مسعود، بدا واضحاً وجود تغير في نظرتها للفن والتمثيل بشكل عام، بحسب نقاد.

لم تكن شيحة أول فنانة تعلن اعتزالها الفن أو ابتعادها عنه لقناعات دينية أو شخصية، وتعود مجدداً للتمثيل، بل سبقها كثيرون من بينهم سهير رمزي، وعبير صبري، وتوفيق عبد الحميد، وصابرين، وفضل شاكر، وحسن يوسف، وأخيراً الفنانة ميرهان حسين، وغيرهم ممن فضلوا الاحتجاب لفترة والعودة مجدداً للوسط الفني.

وكشف الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية عبر برنامج «معكم» موقفه من عودة شيحة للفن، حيث أوضح أنها تحدثت معه بالفعل، وأن الرأي الأول والأخير للأسرة الفنية التي ترحب بعودتها بالتأكيد.

الفنانة المصرية حلا شيحة (إنستغرام)

وبدورها، وجهت شيحة الشكر لزكي عبر صفحتها بـ«إنستغرام»، حيث أوضحت أنها مرت بفترة عصيبة زادتها قوة وإصراراً، و«أبدت اعتذارها عن أي كلمة صدرت منها بوقت حرج في حياتها».

 

وكانت حلا قد لفتت الأنظار بعد طلاقها من زوجها الكندي المسلم يوسف هاريسون، بعد زواج دام لمدة 12 عاماً وارتدائها النقاب، ومن ثم إعلان عودتها إلى الفن وظهورها في مسلسلي «زلزال»، و«خيانة عهد»، لتعلن مرة أخرى ابتعادها عن المشاركات الفنية بعد زواجها من الداعية معز مسعود وتبرئها من آخر أعمالها فيلم «مش أنا»، وعلقت حينها قائلة: «أحمد الله أنني أخيراً وجدت التوازن بين أن أكون سعيدة في حياتي، وأن أكون صادقة مع نفسي».

وعلق الفنان التشكيلي أحمد شيحة، والد حلا، على موقف ابنته تجاه الفن، قائلاً: «إن ابنته بداخلها مشاعر طيبة تجاه الجميع، وإنها خلقت للفن وتحبه كثيراً».

وفي تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أكد شيحة أن ابنته «سوف تعود من كندا خلال 15 يوماً، وتنوي العودة للساحة الفنية مرة أخرى، حسب رؤيتها، وما تراه مناسباً لها، سواء بعمل درامي أو سينمائي أو مسرحي».

الفنانة المصرية حلا شيحة (إنستغرام)

ويرى الناقد الفني طارق الشناوي أن أي «ممثل بشكل عام لديه موهبة فطرية، لكن ما هي آلية إدارة الموهبة، فتارة نراه متردداً، وتارة أخرى ينتقل من حالة إلى حالة أخرى تؤثر عليه. المحترف يعلم جيداً قيمة تحديث أدواته مهما وصل لأعلى درجات النجاح، حتى وإن لم يغب يوماً عن الاستوديوهات».

وعن عودة شيحة، أكد الشناوي لـ«الشرق الأوسط» أن «حلا كانت الوجه الأبرز والأكثر اختلافاً في بداية الألفية، حيث توقعت لها النجاح الكبير عندما بدأت رحلتها بالفن؛ لذلك أرحب بعودتها، لكن مع الاهتمام بالبناء الفني والنفسي وورش التمثيل، وفن أداء الممثل الذي هو علم بالأساس له تدريبات».

وطالب الشناوي حلا بالتماسك والبناء النفسي الصلب، وأن تكون أكثر وسطية و«ستجد قلوب الناس مرحبة بها، لأن الجمهور بالفعل يحبها، ومن المستحيل أن يحجم عنها مطلقاً».

وتفسر الاستشارية النفسية السورية لمى الصفدي، حالة التذبذب التي تنتاب بعض الممثلين، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «يوجد بعض الأشخاص الذين يعتقدون حسب فكرهم ومعتقداتهم أن الفن حرام، وهذا نتيجة توجه معين مروا به في حياتهم وأثر عليهم نفسياً»، مضيفة أن «تأثير ما يمرون به حسب الظروف الأسرية أو العاطفية يجعلهم يغيرون مسارهم قليلاً ويتجهون للاعتزال، ولكن حب الفن والموهبة الفطرية، وفكرة النجاح والشهرة، تجعل البعض منهم يتعلق بالمجال مجدداً».

وأشارت الاستشارية النفسية إلى أن «الفن يعد مصدر رزق وفير، وانعكاساً لموهبة الفنان، ومحبة جمهوره بسبب موهبته، بجانب السعادة التي يحصل عليها نتيجة اهتمام الناس به بشكل ملحوظ، وهو ما نطلق عليه (الوجود الاجتماعي)، فإذا تخلى الشخص فترة عن كل هذه الأمور لأي سبب من الأسباب من دون قناعة كاملة، يضطر للرجوع».


اكتشاف «صهريج» بجبانة القاهرة يعزّز مطالب تسجيلها أثرياً

جانب من أعمال الحفر بميدان السيدة عائشة بالقاهرة (عبد الفتاح فرج)
جانب من أعمال الحفر بميدان السيدة عائشة بالقاهرة (عبد الفتاح فرج)
TT

اكتشاف «صهريج» بجبانة القاهرة يعزّز مطالب تسجيلها أثرياً

جانب من أعمال الحفر بميدان السيدة عائشة بالقاهرة (عبد الفتاح فرج)
جانب من أعمال الحفر بميدان السيدة عائشة بالقاهرة (عبد الفتاح فرج)

في تطوّر جديد يلتحق بمفاجآت أعمال التطوير التي تشهدها القاهرة القديمة، أعلن باحثون في وزارة السياحة والآثار العثور على بقايا حجرية تشير إلى وجود «صهريج مياه» أثري في منطقة السيدة عائشة.

وفي هذا السياق، أعلن رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية أبو بكر عبد الله، ظهور بقايا حجرية تحت الأرض خلال متابعة الأعمال الجارية بتطوير ميدان السيدة عائشة، موضحاً لـ«الشرق الأوسط»: «بعد الاكتشاف، شُكّلت لجنة من منطقة آثار شرق القاهرة لمعاينة موقع الحفر مبدئياً، فتبيّن اكتشاف بئر مياه مشيّدة من الحجر».

المنطقة التي تم اكتشاف صهريج المياه الأثري بها (عبد الفتاح فرج)

وأضاف: «بناء على هذا الاكتشاف، تجري حالياً دراسة طبيعة البناء تحت الأرض وتحديد كونه صهريجاً وبئر مياه، أو ساقية لرفع المياه. ويدرس الفريق البحثي المُكلّف من المجلس الأعلى للآثار، كيفية التعامل مع الموقف الحالي لجهتَي الترميم والتوثيق، بجانب أعمال الرفع المساحي والرجوع إلى المصادر التاريخية لتحديد هوية البناء وتاريخ إنشائه».

ويجدّد هذا الاكتشاف الجدل حول التسجيل الأثري للمقابر والمواقع التي تتخللها عمليات التطوير في هذه المنطقة التاريخية، بما فيها مدافن الأعلام والمشاهير في مناطق الخليفة والإمام الشافعي والسيدة نفيسة والسيدة عائشة بقلب القاهرة القديمة، وهي الإزالات التي تأتي ضمن أعمال تطوير البنية التحتية ومدّ طرق ومحاور مرورية جديدة تقوم بها محافظة القاهرة.

ووفق الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار سابقاً محمد عبد المقصود، «فإن قراراً صدر عن (المجلس) عام 2015 يقضي بعدّ منطقة الجبانات بالكامل منطقة أثرية، بما تحتويه من مدافن ومبانٍ ومقتنيات. لكنه لم يُنفذ، ولكن لا بدّ على الأقل ألا ننساه لكونه لم يُلغَ»، يقول لـ«الشرق الأوسط».

ويرى أنه «لا بدّ، وبشكل عاجل، من أن تُطلق وزارة السياحة والآثار مشروعاً متكاملاً وموازياً للعمل جنباً إلى جنب مع الجهات التي تنفّذ عملية التطوير»، مرجحاً أن يحمل هذا المشروع اسم «مشروع إنقاذ آثار القاهرة التاريخية»، بكل ما يشمله من اكتشاف وترميم وحفائر وتسجيل وتوثيق أثري.

ويرى عبد المقصود أنّ «مشروع تطوير الطرق في منطقة القاهرة القديمة ضخم، بموازاة الدور المفترض أنه منوط بوزارة الآثار، فلا يقتصر تحرّكها على رد فعل حيال صور ومبادرات من أهالي ومثقفين تنتشر عبر وسائل التواصل والإعلام، أو رد فعل على عثور مواطنين أو باحثين، بمبادرات فردية، على آثار ونقوش في مناطق التطوير والجبانات خلال عمليات الحفر».


مصر: مقتل روسي في هجوم لسمكة قرش بالغردقة

«جرى اصطياد سمكة القرش التي تسببت في الحادث» (وزارة السياحة والآثار المصرية)
«جرى اصطياد سمكة القرش التي تسببت في الحادث» (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر: مقتل روسي في هجوم لسمكة قرش بالغردقة

«جرى اصطياد سمكة القرش التي تسببت في الحادث» (وزارة السياحة والآثار المصرية)
«جرى اصطياد سمكة القرش التي تسببت في الحادث» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس، مقطع فيديو يُظهر هجوم سمكة قرش على شخص في مدينة الغردقة، جنوب شرقي مصر. وقالت السفارة الروسية في القاهرة إنه «مواطن روسي». وأوضحت السفارة، في بيان لها، الخميس، أن «رجلاً تُوفي نتيجة هجوم سمكة قرش في منطقة (دريم بيتش) بمدينة الغردقة المصرية». ودعت السفارة المواطنين الروس إلى «توخي اليقظة أثناء الوجود في الماء، والالتزام الصارم بالحظر المفروض على السباحة والغوص الذي فرضته السلطات المصرية، والالتزام الصارم بالإشارات الواردة من موظفي الفندق وخفر السواحل».

ووفق أحد الغواصين في مدينة الغردقة تحدّث، لـ«الشرق الأوسط»، فإنه «جرى اصطياد سمكة القرش التي تسببت في الحادث»، مشيراً إلى أن «نمط هجوم سمكة القرش يُعدّ غريباً على مدينة الغردقة، التي شهدت واقعة مماثلة في يوليو (تموز) من العام الماضي، وأسفرت عن وفاة سائحتين في الغردقة».

كانت السلطات المصرية قد أجرت تحقيقاً موسعاً، في يوليو الماضي، عقب هجوم سمكة قرش أودت بحياة سائحتين، قبالة منتجع سهل حشيش بالغردقة، وأغلقت محافظةُ البحر الأحمر حينها الشواطئ المحيطة بموقع الحادث، بداية من منطقة سهل حشيش، وحتى منطقة مكادي.

لكن مصدراً مصرياً مطّلعاً قال، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحادث عارض، ووارد حدوثه في أي مكان بالعالم»، موضحاً أن «البحر مفتوح في مكان الحادث، وبه جميع أنواع الأسماك وسلوكها (غير مأمون)، والسياح يعلمون ذلك قبل نزولهم المياه».

وفي أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2020، تعرَّض زوار محمية رأس محمد بمحافظة جنوب سيناء، إلى هجمات قرش لم تُسفر عن وفيات. وتُعدّ هجمات القرش بمدينة شرم الشيخ في عام 2010، من أخطر حوادث هجوم القرش في مصر، خلال العقود الثلاثة الأخيرة، حيث قُتل وأصيب عدد من السائحين الأوروبيين، في سلسلة من الهجمات الدامية.

وقع الحادث في منطقة «دريم بيتش» بمدينة الغردقة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ودخل مصريون على خط حادث سمكة القرش، وانتقد رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس تداول فيديو الحادث، وقال، في تغريدة على حسابه الشخصي عبر «تويتر»، الخميس، إن «تبادل فيديو (حادث الغردقة) عمل (مُسيء) و(مُضرّ بالأرزاق)». وطالب ساويرس، الذي يمتلك شقيقه منتجعاً في مدينة الجونة على ساحل البحر الأحمر، بالقرب من موقع الحادث، روادَ مواقع التواصل الاجتماعي بـ«التوقف عن نشر الفيديو».

بدوره، طالب المحامي الحقوقي المصري، عضو مجلس أمناء «الحوار الوطني» في مصر، نجاد البرعي، بـ«تحرك رسمي من الدولة المصرية»، وقال، تعليقاً على تغريدة ساويرس، إنه «على الدولة المصرية أن تتحرك وتعلن الأمور بكل (شفافية)، ولا بد من إعلان الإجراءات التي تم اتخاذها، أو سيتم اتخاذها، حيال الموضوع».


ذكرى رحيل نجيب الريحاني الـ74 تجدد دعوات تكريمه

نجيب الريحاني (أرشيفية)
نجيب الريحاني (أرشيفية)
TT

ذكرى رحيل نجيب الريحاني الـ74 تجدد دعوات تكريمه

نجيب الريحاني (أرشيفية)
نجيب الريحاني (أرشيفية)

جددت الذكرى الـ74 لوفاة الفنان المصري نجيب الريحاني، الملقب بـ«الضاحك الباكي»، دعوات تكريمه بإطلاق اسمه على أحد فروع جوائز «مهرجان القاهرة السينمائي»، وتدشين تمثال له؛ تخليداً لتاريخه السينمائي والمسرحي المميز خلال النصف الأول من القرن العشرين.

نجيب الريحاني، الذي نشأ في حي باب الشعرية بالقاهرة، عاش حياة بسيطة عكس ما يعتقد البعض، وفق ابنته جينا الريحاني، التي تقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «أطمح في إقامة تمثال لوالدي في حديقة الأزهر (شرق القاهرة)، وسط الورود والأشجار، كما أتمنى أيضاً إنشاء جائزة باسمه تابعة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي تُمنح لأعمال الكوميديا وفنانيها تخليداً لاسمه، حيث لا يوجد له متحف في القاهرة يضم أغراضه ومتعلقاته بعدما تم بيع جزء كبير منها بمزاد علني».

وأشارت جينا إلى أن شغلها الشاغل راهناً هو «إحياء سيرة والدها الراحل»، وأن عدم نيل موافقتها من قبل صناع مسلسل «الضاحك الباكي» أمر لا يهمها، موضحة: «كل ما كان يهمني هو الحديث عن سيرة نجيب فقط؛ كي تتعرف عليه الأجيال الحالية، لكن لم يحدث ذلك وخاب أملي»، وأكدت جينا أنها «لا ترغب في إبداء اعتراضها على العمل برمته، أو مقاضاة صناعه؛ لأنها لا تحب أن تنتشر سيرة والدها بأروقة المحاكم بعدما كان (صانع البهجة) في حياة الناس».

وأضافت الريحاني أنها لم تشاهد مسلسل «الضاحك الباكي»، الذي تم عرضه في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2022، لكنها «علمت من مقربين أن العمل لم يكن دقيقاً في السرد».

وأوضحت جينا أن الفنان المصري عمرو عبد الجليل فنان رائع، لكن ما قدمه بعيد عن قلب وروح الريحاني وأسلوبه الذي حُفر في أذهان الناس، وتتمنى جينا تقديم عمل فني متكامل يقدم سيرة والدها، ولكنها في الوقت نفسه تشعر بحزن شديد كون شخصية والدها لا يمكن لفنان تجسيدها باقتدار.

الريحاني (أرشيفية)

وتبحث الابنة الوحيدة للفنان المصري عن كنوز والدها الفنية كي تعرضها في المحافل الدولية، قائلة: «أطمح في الحصول على النسخة الأصلية من فيلمَي (صاحب السعادة كشكش بيه)، الذي تم إنتاجه في عشرينات القرن الماضي، و(بسلامته عايز يتجوز)، لكنني فقدت الأمل في الحصول عليهما، بعدما بحثت في لبنان وسوريا وفي مبنى ماسبيرو، وتواصلت مع إدارات قنوات عربية». وأشارت جينا إلى أنها أقامت أسبوعاً لأفلام الريحاني في باريس، وكذلك في برلين منذ 4 سنوات، بعد التنسيق مع الجهات المعنية هناك لاستعارة عدد من أفلامه المملوكة للتلفزيون المصري، وبعض القنوات الخاصة، خصوصاً المترجم منها.

وذكرت جينا أنها عاشت مع والدها ما يقرب من 3 سنوات بطفولتها، وأن الصور الخاصة التي جمعتهما معاً فقدتها ذات يوم في قطار القاهرة المتجه إلى الإسكندرية، وعن تشكيك البعض في نسبها لوالدها، قالت جينا: «لا يشغلني ما يقال، ولدي أوراقي الثبوتية التي تبطل أقوالهم».

وأكدت أنها استمعت لكثير عن حياة والدها بعد وفاته من طبيبه، وبديع نجل عمها، وسائقه الخاص، بجانب والدتها لوسي. وذكرت جينا أن الريحاني استعان باسم سائقه الخاص (حمام)، وظهر به في آخر أفلامه «غزل البنات»، بعدما اشتراه منه بـ10 جنيهات في ذلك الوقت.

وتعد شخصية «كشكش بيه» إحدى أشهر الشخصيات التي قدمها الريحاني في عدد من مسرحياته وأفلامه، وتجسد شخصية أحد وجهاء الريف الذي يأتي إلى العاصمة؛ بحثاً عن اللهو، فينخرط في سهرات الملاهي الليلية، وتحيط به الحِسان من كل حدب وصوب حتى يفلس تماماً، فيتخلين عنه، فيعض على أصابع الندم ويعزم على ألا يعود إلى تلك النزوة التي دفع ثمنها غالياً.

وكان الريحاني قد استلهمها من شخصية واقعية صادفها في مقتبل حياته العملية حين عمل بأحد البنوك الزراعية، وجاءه أحد الوجهاء يطلب قرضاً بعد أن أفلس تماماً نتيجة التجربة سالفة الذكر.

وُلد الريحاني في حي باب الشعرية الشعبي بالقاهرة لأب عراقي وأم مصرية، ومن أشهر أعماله في المسرح «الستات ميعرفوش يكدبوا»، و«حماتك بتحبك»، و«آه من النسوان»، وفي السينما «غزل البنات»، و«لعبة الست»، و«سلامة في خير».

ويؤكد المخرج المسرحي ناصر عبد المنعم أن «التراث المتبقي من نجيب الريحاني هو أفلامه السينمائية فقط، حيث لم يتم تصوير أعماله المسرحية، وبالتالي اندثرت»، ما دفعه إلى «اختيار عدد من نصوص مسرحياته التي كتبها رفيق دربه، الكاتب بديع خيري، وتقديم بعض مشاهدها في مسرحية (صانع البهجة)».

ويوضح عبد المنعم أن الريحاني كان رائداً في تقديم شخصية مصرية تنتمي إلى الطبقة الوسطى عبر كوميديا الموقف، ومواجهة حظ عاثر وظلم اجتماعي قبل أن تنفرج الأمور.


معرض الكتاب بالرباط يطرح هواجس الترجمة ويشجّع على القراءة والكتابة

جانب من لقاء تقديم الترجمة العربية لرواية «أخي الشبح» للمغربي ماحي بنبين (الشرق الأوسط)
جانب من لقاء تقديم الترجمة العربية لرواية «أخي الشبح» للمغربي ماحي بنبين (الشرق الأوسط)
TT

معرض الكتاب بالرباط يطرح هواجس الترجمة ويشجّع على القراءة والكتابة

جانب من لقاء تقديم الترجمة العربية لرواية «أخي الشبح» للمغربي ماحي بنبين (الشرق الأوسط)
جانب من لقاء تقديم الترجمة العربية لرواية «أخي الشبح» للمغربي ماحي بنبين (الشرق الأوسط)

أكد اليوم السابع من فعاليات الدورة الـ28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط، حرص المنظّمين على أن تكون هذه التظاهرة مناسبة للتشجيع على القراءة والكتابة، عبر إطلاق مبادرات ثقافية وفكرية وفنية وتربوية، أو استقطاب دُور نشر من بلدان مختلفة تضع القارئ المغربي أمام عرض ثقافي غني يتضمّن عناوين أدبية وعلمية ودينية وتاريخية متنوعة.

وشكلت التجربة الروائية للأديبة المالية دجنيبا موموني تراوري، محور لقاء مفتوح أضاء على روايتها «بصمة الحب» الفائزة بجائزة الاتحاد الأوروبي لعام 2022.

وأثبتت تراوري، العاشقة للأدب منذ بداياتها، التزاماً تجاه القضايا المتعلقة بالمرأة والقيم الجوهرية للمجتمع.

وتدور «بصمة الحب»، وهي رواية من ثلاثة أجزاء، حول رحلة ثلاث شابات اخترن العمل في مجال الموضة، ليجدن أنفسهن في مواجهة مجتمع محافظ تطغى عليه سلطة أبوية.

ويتناول الجزء الأول الاختلافات بين جيلين يكافحان لفهم بعضهما البعض، إذ تدور أحداثها حول الطموح والإحباط والحب والخيانة والأحلام، والرغبة في تحقيق الذات.

في هذا السياق، دعت تراوري، التي تناولت العنف الجسدي ضد المرأة من بين الموضوعات الرئيسية في الرواية، إلى التصدّي بشتى الوسائل لحالات العنف هذه، وتحطيم الصور النمطية حيال النساء، مضيفة أنها تسعى إلى التحدّث باسمهنّ وتوضيح خياراتهنّ.

إلا أنّ حديثها لم يخلُ من التشديد على الدور المحوري للرجل، وخصوصاً الأب داخل الأسرة، معتبرة أن «المرأة تعاني من دون دعمه»، ووجوده يجعلها تنفتح على الحياة خارج فرض الخيارات أو الضغط عليها.

على صعيد آخر، أُعلن عن الفائزين بجائزة مسابقة الكتابة في نسختها الأولى، خلال حفل خُصص لتوزيع جوائز تتويج الفائزين الثلاثة الأوائل بهذه المسابقة التي نظّمتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل - قطاع الثقافة، بالتعاون مع معهد «كونيكت إنستيتوت»، وبحضور عائلات الفائزين ومهتمين بالكتابة والأدب.

ونال الجائزة الأولى زكريا بيشلفن، والثانية هاجر عطيف، بينما فازت بالجائزة الثالثة أميمة زيلا. وشارك في المسابقة، التي أطلقتها الوزارة للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة، 99 متبارياً، اختارت منهم لجنة تحكيم متخصّصة ثلاثة فائزين.

وتهدف المسابقة إلى تشجيع الشباب على الكتابة؛ إحدى الأدوات الرئيسية للتعبير عن الأفكار والمشاعر ونقل المعارف، كما تشكّل فرصة لهم لتطوير مهاراتهم الكتابية والتعبيرية، وتحفيزهم على الإنتاج الأدبي والثقافي.

وضمن الفعاليات، شكّل تقديم الترجمة العربية لرواية «أخي الشبح» للفنان التشكيلي والكاتب المغربي ماحي بنبين، فرصة لاستعراض تجربته الروائية، والإشكالات والهواجس التي تثيرها الترجمة من لغة إلى أخرى.

في هذا الإطار، قال مترجم الرواية من الفرنسية إلى العربية توفيق سخان، إنّ التحدّي الأكبر في مواجهة المترجمين هو كيفية نقل الرونق الذي يميز النص الأصلي، مشيراً إلى أنّ «للغة العربية قدرة هائلة على نقل المحكي والشفهي بشكل يضمن للنص المترجم انسيابه وروحه المرحة».

من جهته، استعاد بنبين طفولته ومساره التعليمي خلالها، وكيف أمكن لمحيطه العائلي أن يقترح عليه حكايات وشخصيات، منها ما يصلح لأن يُجمَع في رواية، على غرار شخصية «كامل» في رواية «أخي الشبح»، الصادرة عن دار «لو فينيك»، وهي تنقل القارئ إلى عوالم المدينة القديمة لمراكش، من خلال قصة شخصيتين تتعايشان داخل جسد واحد، فتتصارعان وتتجادلان.


معرض «المدار»... وصلُ مقتنيات الفنون الإسلامية بروابطها الزمكانية

سجادة أثرية تتوسط العرض في قاعة «المدار» (واس)
سجادة أثرية تتوسط العرض في قاعة «المدار» (واس)
TT

معرض «المدار»... وصلُ مقتنيات الفنون الإسلامية بروابطها الزمكانية

سجادة أثرية تتوسط العرض في قاعة «المدار» (واس)
سجادة أثرية تتوسط العرض في قاعة «المدار» (واس)

جذب جناح «المدار»، الذي أقيم ضمن «بينالي الفنون الإسلامية» بجدة، والذي اختتم فعالياته الشهر الماضي، اهتمام الزوار بما ضمَّه من قِطع أثرية وفنية نادرة مستمدة من مجموعات خاصة ومقتنيات متاحف عربية وعالمية. وضمَّت القاعة أكثر من 260 عملاً وقطعة فنية وأثرية مثَّلت احتفاء بماضي الفنون الإسلامية وحاضرها، بما يحاكي فكرة الإيمان والمعرفة، والرحلة الزمنية للقطع، والمؤسّسات والشخصيات خلف تأسيسها والاحتفاظ بتلك الكنوز.

منبر أثري من بين المعروضات (واس)

وأقيم «المدار» تحت رعاية وزارة الثقافة، ومؤسسة «بينالي الدرعية»، ومن المقرّر تنظيمه بشكل دائم ومصاحب لجميع الدورات المقبلة من «بينالي الفنون الإسلامية»، التي ستسعى إلى استقطاب مؤسّسات وأفراد جدد من العالم في كل دورة.

ألقى المعرض الضوء على قِطع ومقتنيات ثمينة اختزلت مدى تأثير الفنون الإسلامية في مشهد التعبير الفني العالمي، عُرض عدد منها للجمهور، للمرة الأولى؛ علماً بأنه استوحى أفكاره من اسمه، فدارت معروضاته في مدار متّسق عَكَس، بشكل تصويري، تعزيز تطوير الفنون الإسلامية والارتقاء بمكانتها.

في هذا السياق، رأى مساعد وزير الثقافة ونائب رئيس مجلس أمناء «مؤسسة بينالي الدرعية» راكان بن إبراهيم الطوق، أن المعرض «مثّل حجر الأساس للإرث الذي نسعى إلى تأسيسه لكل من (بينالي الفنون الإسلامية)، و(مؤسسة بينالي الدرعية)، في إطار تركيز وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان، وضمن مهمتنا الأساسية، للارتقاء بالذائقة الفنية، وترسيخ دور المملكة العربية السعودية في جمع مختلف الأصوات ووجهات النظر العالمية حول الفنون الإسلامية».

بدورها، شدّدت الرئيسة التنفيذية لـ«مؤسسة بينالي الدرعية» آية البكري، على الحرص على أن يقدّم المعرض للزوار «تجربة زمكانية تنتقل بهم عبر الأزمان والمناطق الجغرافية التي كان لها تأثير واضح في تطور الفنون الإسلامية»، مؤكدة التطلع إلى «تعزيز التعاون ورفع مستوى الوعي باتساع نطاق الفنون الإسلامية وامتدادها التاريخي».

جانب من معروضات قاعة «المدار» (واس)

وتصدَّر مشهد المعرض، في نسخته الأولى، أكثر من 100 قطعة من مقتنيات مجموعة آل الصباح الكويتية، و«دار الآثار الإسلامية»؛ تكريماً لمؤسّسها الراحل الشيخ ناصر الصباح، أحد أبرز روّاد عالم جمع الفنون الإسلامية، مما أتاح للزوار فرصة تأمل قطع أثرية تعكس امتداد الحضارة الإسلامية، بدءاً من الأمويين، وانتهاء بالمغول.

وشملت مقتنيات آل الصباح صحيفة مزدوجة من مخطوطة قرآنية من زمن العباسيين، إلى خنجر وغمد تقليدي من زمن ملوك المغول، وقطع شطرنج من الدولة العباسية منحوتة من الكريستال الصخري، وغيرها.

قِطع شطرنج من الدولة العباسية منحوتة من الكريستال الصخري (الشرق الأوسط)

وأدخل المعرض زواره في رحلة نحو فضاءات عالمية أرحب، بدأت بمخطوطات عتيقة من «معهد أحمد بابا للتعليم العالي والبحث الإسلامي» في تمبكتو، وصور فوتوغرافية للشاعرين بازومانا سيسوكو، وبابا سيسوكو، من مجموعة الصور المملوكة لـ«معهد العلوم الإنسانية» في باماكو. في حين عكست معروضات «معهد التراث الوطني» بتونس التنوع الثقافي للإرث الإسلامي.

كذلك عُرضت لوحة من خشبَي الأبنوس والساج، صُنعت للحاكم المملوكي أبي النصر سيف الدين الأشرف قايتباي في القاهرة، ولوحة رخامية ثُمانية الأضلاع مزخرفة من بين معروضات أخرى من «متحف الفنون الإسلامية» في العاصمة المصرية.

ومن المعروضات أيضاً مقتنيات من مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء»، بعنوان «رحلة تفاهم: إعادة تقييم الثقافة البصرية الإسلامية في ضوء أبحاث الجمهور في إثراء»، وهي المعروضات الوحيدة في «المدار»، التي شملت الأعمال الفنية التاريخية والمعاصرة. كذلك شارك الزوار في تجربة الواقع الافتراضي الفريدة، التي نقلتهم مباشرة إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة.

من جهتها، أثنت مديرة متحف «إثراء» فرح أبو شليح على الالتزام «بتمثيل علاقة المملكة الأصيلة بالإسلام من خلال الاحتفاء بالتراث الإسلامي. وقد خصّص (إثراء) المساحة والموارد لدراسة الثقافة البصرية الإسلامية والحفاظ عليها وعرضها، بما يقدم فرصاً لربط الفن الإسلامي بالشعوب والمناطق والمجتمعات».

إضافة إلى ما سبق، عُرضت مقتنيات متنوعة من دول «مجلس التعاون الخليجي»، كما وجّه المتحف الوطني لسلطنة عُمان دعوته لزوار «المدار»، لتجربة مفهوم الجمال الذي شكّله التراث الإسلامي العُماني.

جانب من معروضات قاعة «المدار» (الشرق الأوسط)

كما تأمَّل الزوار مجموعات مختارة من «مؤسسة تنمية الفن والثقافة» في طشقند - أوزباكستان، كما شملت المعروضات من «المتحف الوطني للفنون» في باكو - أذربيجان، مجموعة من سجاد الصلاة المنسوج من صوف مدينة قوبا القوقازية، من القرن التاسع عشر، ومخطوطة من القرن الثالث عشر لقصيدة «ورقة وكلشاه» للشاعر والأديب الفارسي عيوقي.


مشاركات مصرية لافتة في أسبوع الحرف اليدوية بالرياض

جانب من معروضات بيت التل الأسيوطي (الشرق الاوسط)
جانب من معروضات بيت التل الأسيوطي (الشرق الاوسط)
TT

مشاركات مصرية لافتة في أسبوع الحرف اليدوية بالرياض

جانب من معروضات بيت التل الأسيوطي (الشرق الاوسط)
جانب من معروضات بيت التل الأسيوطي (الشرق الاوسط)

حظيت المعروضات المصرية المشاركة في أسبوع الحرف اليدوية الدولي بالرياض «بنان» المقام في الفترة من 6 وحتى 12 يونيو (حزيران) الحالي، باهتمام الزوار، وتنوعت بين مشغولات التلي والكتان المطرّزة، بأيدي فتيات وسيدات، فضلاً عن منتجات تراثية أخرى ما زالت تشتهر بها مناطق عديدة في مصر.

وقالت منال سعد زغلول، مسؤولة «بيت التلي» بأسيوط، (جنوب مصر) المشارك في أسبوع الحرف اليدوية بالرياض، لـ«الشرق الأوسط»، «إن الاستعداد لمثل هذه المهرجانات الكبيرة يستغرق وقتاً طويلاً، كما احتاجت لجهد 15 فنانة من المنتميات للبيت اللواتي قمنا بتدريبهن منذ سنوات ليقدمن التلي بشكله التراثي دون أي تغيير وبصورته التي كانت تعرفها جداتنا، حرصاً منا على قيمته وعراقته وشخصيته بوصفه منتجا ينتمي للبيئة في جنوب مصر؛ خصوصاً في محافظتي أسيوط وسوهاج».

وذكرت زغلول أن «المشاركة في أسبوع الحرف اليدوية بالرياض، جاءت بترشيح من جهاز تنمية المشروعات المصري»، و«تعتبر المرة الرابعة التي نشارك فيها في معارض خارج مصر، وهناك اهتمام كبير بمعروضاتنا لاحظته من رواد المعرض منذ اليوم الأول».

جناح بيت التلي بمعرض الرياض (الشرق الأوسط)

وتتنوع مشغولات بيت التلي بين الجلابية والشال والبلوزات والعباءات، وتتعدد الألوان بين البيج والأحمر والأخضر والبرتقالي والأزرق وهذه تغلب على المشغولات من أغطية الرأس، أما العباءة والجلباب والبلوزة، فتتنوع ألوانها بين البنفسجي والزهري والرمادي والأسود والأبيض، وهي جميعها تحتاج لدقة وصبر حتى تخرج بصورة تعبر عنا وتحافظ على السمعة الطيبة لإبداعاتنا.

ولا تتوقف المشاركة المصرية عند حدود «بيت التلي» بل برزت مؤسسة «بدّارة للحرف اليدوية» بمنتجاتها اليدوية المصنوعة في ريف مصر، وبخامات صديقة للبيئة، وتتميز برسومات تعبر عن الهوية المصرية، وتنوعت بين الأوشحة والملابس الكتانية والمفروشات الأرضية، وحقائب السيدات والمحافظ والأكياس والمقاعد والسلال المصنوعة من خوص النخيل.

وتسعى فعاليات «بنان»، الذي تقيمه هيئة التراث في الرياض، لتسليط الضوء على الإبداعات اليدوية مثل المشغولات المعدنية والنسيجية والنخيلية والجلدية والخشبية والفخارية، وحِرف التجليد والتذهيب، والحُلِي والمجوهرات، والمشغولات المطرّزة التي يقدمها مبدعون من السعودية فضلا عن آخرين جاءوا من 12 دولة عربية وأجنبية هي مصر وقطر، والإمارات، والبحرين، وعمان، والكويت، والأردن، والمغرب، وباكستان، وإيطاليا، والمكسيك.

الدكتور جاسر الحربش الرئيس التنفيذي لهيئة التراث في أثناء زيارته جناح بيت التلي (الشرق الأوسط)

وتأتي فعالية «بنان» برعاية الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث، وبدأت بحفل في واجهة الرياض حضره حامد بن محمد فايز نائب وزير الثقافة نائب رئيس مجلس إدارة هيئة التراث، والدكتور جاسر الحربش الرئيس التنفيذي لهيئة التراث، ولفيف من الخبراء والحرفيين المحليين والعرب والعالميين. وتضمَّن الافتتاح فيلماً وثائقياً عن عراقة الحِرف القديمة، وقصة الصناعات اليدوية المتوارثة منذ مئات السنين، التي تعبّر عن ثقافة السعودية وتنوُّع تراثها، وجمال تلك الحِرف.

وتشتهر محافظات مصرية بالحفاظ على حرف يدوية تراثية، منها صناعة التلي، في سوهاج وأسيوط، فضلاً عن صناعة الخوص ومنتجات السعف، وبينما رصد «أطلس الفلكلور» الذي قام بإعداده الباحث المصري أسامة غزالي نحو 40 حرفة في كل محافظة في جنوب مصر، فإنه سلط الضوء على وجود 8 حرف فقط في كل محافظة من محافظات الدلتا تتنوع بين الحُصر، وصناعة الأكل الحلو، فيما تتميز المدن الساحلية بصناعة شباك الصيد.


مازن كيوان لـ«الشرق الأوسط»: نفتقد الإصغاء وعمق الصلة بالطبيعة

يُقام المشروع حيث يجمع الطبيعة بالفن (الشرق الأوسط)
يُقام المشروع حيث يجمع الطبيعة بالفن (الشرق الأوسط)
TT

مازن كيوان لـ«الشرق الأوسط»: نفتقد الإصغاء وعمق الصلة بالطبيعة

يُقام المشروع حيث يجمع الطبيعة بالفن (الشرق الأوسط)
يُقام المشروع حيث يجمع الطبيعة بالفن (الشرق الأوسط)

يفتتح الكوريغراف اللبناني مازن كيوان، في 24 يونيو (حزيران) الحالي، المشروع الحلم. الفكرة قديمة، استمدّها من تجربة شخصية. انخرط في المدينة وظلّ بحاجة إلى سكينة الجبال. راح يتخبّط بين العيش في الصخب وإلحاح الإبداع المُستقى من الصمت. سمّى المشروع، الرابض في قلب طبيعة قضاء الشوف المذهلة، «كون». يقصد به «كُن النسخة الفضلى عن نفسك». فضَّل «كون» بالمحكية، على «كُن» بالفصحى لتفادي وَقْع فعل الأمر. يبدأ حواره مع «الشرق الأوسط» بتوضيح القصد: «أردنا هذه المساحة الفنية دعوة للجميع ليكونوا حقيقيين من الداخل».

لمازن كيوان خبرة في الرقص والمسرح تزيد على 30 عاماً. تخمّرت فيه سطوة الأماكن على المرء. من جهة، أكسبته بيروت إيقاعات الحياة، ومن أخرى افتقد أصله الإنساني خارج روح الطبيعة. يقول: «غرفتُ من المدينة صداها الإيجابي، نبضها الثقافي وإيقاعاتها، فرسمتُ مساري الفني. مع ذلك، ظللتُ في حاجة إلى سكون، وحدها الطبيعة تتيحه». على ارتفاع 1400 متر، حيث البحر البعيد يرسم لوحة خلابة لحظة غروب الشمس، راودته فكرة يحلو له وصفها بـ«الجسر»: «جسر بين المدينة ونبضها الثقافي، ونبض من نوع آخر، تغمر به الجبال ساكنيها».

مازن كيوان يتطلّع لمشروع يصبح ملتقى الفنانين (الشرق الأوسط)

العملية أشبه بالعبرة من الغطس. كأنْ يبدو البحر عاصفاً، عاليَ الموج، ومتى أبحر الإنسان إلى أعماقه، بلغ الصفاء الذهني. اختلاف الحياة بين المدن والجبال، جعل المشروع مُلحّاً: «أردتُ مكاناً يستمد من المدينة تدفّق الأفكار، ومن الجبل القدرة الفريدة على فلترتها. المكان عامل أساسي في عملية الإبداع».

كثُرت الصعوبات، فالمشروع لم يولد بالسهل. إنها «الأوضاع» وما تُرتّبه على الأحلام والطموح. يُضاف إليها «عدم الاهتمام بالبنى التحتية». ينوّه كيوان برئيس بلدية جباع - الشوف إيهاب حماد لـ«جهده الشخصي»، ورئيس محمية الشوف نزار الهاني للمساهمة في تعبيد الطريق إلى «كون». يتابع: «باقي المسائل من كهرباء وماء، تولّيتها بنفسي. لو طُرح المشروع في بلد أوروبي مثلاً، للاقى اهتماماً كبيراً، خصوصاً لكونه صديقاً للبيئة، يحمل تأثيرات فنية، ثقافية، اجتماعية، وأيضاً اقتصادية، من خلال توظيف عاملين من المنطقة».

منذ «الكوفيد»، والإنسان يجدد علاقته بالطبيعة ويلجأ إليها لتفادي الزحمة. هذه العودة إلى الأصل، تطبع مشروع مازن كيوان. من تجربته يقول: «تعلّمتُ من المدينة وانخرطتُ في فنونها. لكنّ كثراً من أبناء الجبال يعانون فرصاً أقل. أحد أهداف (كون) هو جعلهم على تماس مع الفن بأنواعه لبناء خبراتهم؛ مسرح ورقص وسينما وموسيقى ونشاطات رياضية روحية. كلها طرق مؤدّية إلى الداخل».

مشهد من الطبيعة الخلابة في منطقة الشوف اللبنانية (الشرق الأوسط)

يرى مصمّم الرقص أنّ المناهج التعليمية والقوانين الاجتماعية تؤطّر الإنسان وتساهم في محدوديته: «يصبح التحدي استعادة الذات. نحن جزء من الطبيعة، لا نستطيع فصل أنفسنا عنها. وسط الضجيج، افتقدنا متعة الإصغاء. يا لها من كلمة رائعة، الإصغاء! وهو لا يتحقق ما لم يحلّ الصمت. يستحيل الإصغاء في الصخب. (كون) مكان متكئ على جبل عالٍ ضمن السلسلة الغربية لجبال لبنان، يملك امتياز الانشراح على البحر بمدى أكثر من 180 درجة. في محيط مُشابه، يزيل الإنسان طبقات الغضب المتراكمة. تسقط ستارة (السترس) الغليظة لتحلّ قدرة عميقة على التواصل، بدل الندوب والجراح وما نحمله فيُثقل».

هل تصبح الحياة في بيروت مستحيلة بالنسبة إليه، ليحلّ الحيّز الموازي والفسحة البديلة؟ يجيب: «بيروت ملهمة جداً. وهي رائعة بتسليم وجوهها للبحر. مشهدها ليس واحداً، وأحياؤها مختلفة. حين دعوتُ أصدقاء أجانب إلى مهرجان التانغو، لفتهم نبضها الحيوي. قالوا لي إنها مليئة بالطاقة (It’s vibrating! Full of energy)، مع ذلك مُتعب الصخب طوال الوقت. لا بدّ من الهدوء لصفاء الرؤية».

تكاد الحياة أن تشبه كوباً من الماء يطفح بالترسبات؛ وحل ورمل وحجارة... الحركة الدائمة تُصعّب ركود هذه العناصر الشاقة، ولمجرّد أن تستريح، يتّسم المشهد بالوضوح. يتحدّث كيوان عن الامتلاء: «كأنْ لا يبقى مكان في الداخل بعدما يطفح الكيل. من خلال (كون) يتخذ العصف الذهني (Brainstorming) مسلكاً آخر. يصبح الذهن منشغلاً بالتجربة الفنية وتطويرها، بالتلاقي مع الغير، بالسؤال والجواب».

المشروع صيفيّ في مرحلته الأولى، ويطمح لملء أيام السنة بالنشاطات. «ينبغي تأمين الدعم، خصوصاً أنّ الثلوج تغمر المكان. نتطلّع لتصميم يتكيّف وتقلّبات الطبيعة، فيحضر كتّاب ومسرحيون وموسيقيون وسينمائيون، للتأمل والتأليف. حلم (كون) التحوّل إلى ملتقى لفنانين متمرّسين ومواهب تتطلّع للتقدّم».

يعطي لمحة عن البرنامج: «الفنانون من خارج البريق الخدّاع والشهرة الزائفة. أردتهم حقيقيين، يستمدّون التجدّد من الطبيعة، ويكترثون للحظات سامية من خلال الفن. الافتتاح في 24 من الشهر الحالي مع الفنان اللبناني خالد الهبر. إنه ملتزم بنصّه وموسيقاه، وفنان بإنسانيته. من الضيوف، التينور إيليا فرنسيس، والفنانة رانيا الحاج. وأيضاً بشار مارسيل خليفة البارع على البيانو». يكمل أنّ «كون» سيشهد لقاءات بين الجمهور وممثلين ومخرجين معروفين، إلى ورش عمل مع ندى أبو فرحات وزينة دكاش، وعروض أفلام، تليها جلسات نقاش. ذلك الوادي بين الفنان والناس، يشاء كيوان ردمه، فيلتقي الجميع على خشبة.


السعودية تشارك في بينالي لندن للتصميم بـ«منسوج»

جانب من «منسوج» الذي تشارك به السعودية في «بينالي لندن للتصميم» (هيئة فنون العمارة والتصميم)
جانب من «منسوج» الذي تشارك به السعودية في «بينالي لندن للتصميم» (هيئة فنون العمارة والتصميم)
TT

السعودية تشارك في بينالي لندن للتصميم بـ«منسوج»

جانب من «منسوج» الذي تشارك به السعودية في «بينالي لندن للتصميم» (هيئة فنون العمارة والتصميم)
جانب من «منسوج» الذي تشارك به السعودية في «بينالي لندن للتصميم» (هيئة فنون العمارة والتصميم)

تعود السعودية للمشاركة في «بينالي لندن للتصميم» بعمل نابع من تراث المملكة وثقافتها، وتم تصميمه ليمثل تجربة إبداعية يتفاعل معها زوار البينالي. يحمل العمل عنوان «منسوج» ويستمد روحه الإبداعية من ممارسات محلية وحرفة تميزت بها النساء السعوديات، وهي حِرفة «السدو» التي سجلتها المملكة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة «اليونيسكو» في عام 2020.

وقد دشنت هيئة فنون العمارة والتصميم الجناح السعودي في حفل حضرته الرئيس التنفيذي للهيئة الدكتورة سمية السليمان إلى جانب جمعٍ من المسؤولين في الحكومة البريطانية، ومسؤولين من مختلف دول العالم.

وتقام النسخة الرابعة من «بينالي لندن للتصميم» في «سومرست هاوس» بالعاصمة البريطانية لندن تحت عنوان «إعادة رسم خريطة التعاون» (Remapping Collaboration)، ويشارك في العمل الفني السعودي القيِّم الفني والمصممة، المختصة في الابتكار والتصميم الاستراتيجي ربا الخالدي، والقيّم الفني ومصممة المواد العضوية لجين رافع.

يقدّم العمل الفنيّ «منسوج» تجربة إبداعية تفاعلية تتداخل فيها مرئيات الزوّار حيال المستقبل لتشكّل نسيج الإنسانية. ويُصنع هذا النسيج عبر محاكاة حرفة فن السدو اليدوية، بحيث يُشارك كل زائر بضَفر الخيط في النسيج بوحيٍ من أفكاره وتفرّده، وتطلّعه للمستقبل؛ لتتداخل الخيوط في انسجامٍ تام صانعةً تصميماً فريداً. وستوضّح هذه الآراء ما إذا كانت المعرفة هي الأساس المتين للنمو، أم أن الابتكار هو جذر التغيير وصانع الفرص، ومعرفة ما إذا كانت الروحانية تساعد في العثور على إجابات تجاه المستقبل، أو أن التركيز على موازنة قوة العقل والجسد هو الأفضل، كما يُمكن الاعتماد على قوة الطبيعة لتشكيل التنمية.

يقدّم العمل الفنيّ «منسوج» تجربة إبداعية تفاعلية تتداخل فيها مرئيات الزوّار حيال المستقبل لتشكّل نسيج الإنسانية (هيئة فنون العمارة والتصميم)

فكل خيط في هذا النسيج يمثّل مجالاً تنموياً واعداً، فيختار كل زائر ما يمثّله من المجالات التنموية، ويعيش تجربة نسجِه بنفسه، وتسهم اختياراتهم في بناء نموذج عضوي زخرفي يتطور طوال فترة بينالي لندن للتصميم؛ لِيُنجِز الجناح السعودي تصميم نسيجٍ يصل طوله إلى 50 متراً، على أن يعود هذا النسيج إلى المملكة مع نهاية المعرض المقررة في 25 يونيو (حزيران)؛ ليبدأ جولته العالمية والمحلية، ولِتمتدّ رسالته نحو التواصل والازدهار للجميع.

وقد استعانت الهيئة بكلٍّ من الدكتورة دليّل القحطاني، المختصة في السدو من المعهد الملكي للفنون التقليدية، وإسراء الصخري، وهيا النعيمة - من طالبات المعهد في برنامج تلمذة النسيج التقليدي (السدو) -؛ للمشاركة في حياكة النسيج بالعمل التركيبي خلال مدة إقامة المعرض، ويأتي اختيار السدو باعتباره عنصراً مهماً من عناصر الثقافة والعمارة بالمملكة، والذي تميّزت في تصميمه النساء السعوديات عبر التاريخ، ونجحت المملكة في تسجيله بالقائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة «اليونيسكو» في عام 2020.

تقام النسخة الرابعة من «بينالي لندن للتصميم» في «سومرست هاوس» بلندن (أ.ف.ب)

يُذكر أن «بينالي لندن للتصميم» الذي يُقام كل عامين منذ انطلاقته في عام 2016م يهدف إلى تعزيز التعاون الدولي للتصميم عبر المعارض، والتركيبات التي تُظهر الطموح لإنشاء حلول عالمية للمشاكل التي تهِمّ جميع مجتمعات العالم، كما ويسلّط الضوء على الابتكارات والإبداعات والبحوث في عالم التصميم على مستوى العالم، وتُركّز نسخته الرئيسية لهذا العام على موضوع خلق أشكال جديدة للتعاون، بحيث يدعو البينالي المشاركين من جميع أنحاء العالم إلى خلق أشكال جديدة للتعاون في عالم التصميم، وستكون هناك طريقة يتّبعها المشاركون لمساعدتهم في تحديد فرص التعاون وتشكيلها.

وتُعدّ هذه المشاركة الثالثة للمملكة في هذا البينالي الدولي، بعد أن شاركت في نسختَيْ 2016م و2018م، وتدعم هذه المشاركة عدداً من الأهداف الاستراتيجية لهيئة فنون العمارة والتصميم، من أبرزها الإسهام في الناتج المحلي الإجمالي، ودعم المواهب والقدرات، والمساهمة في تعزيز المشاركات السعودية عالمياً، والتشجيع على الابتكار والبحث في قطاع العمارة والتصميم.

حقائق

السدو

يأتي اختيار السدو باعتباره عنصراً مهماً من عناصر الثقافة والعمارة بالمملكة، والذي تميّزت في تصميمه النساء السعوديات عبر التاريخ، ونجحت المملكة في تسجيله بالقائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة «اليونيسكو» في عام 2020.