«الشباب» تشن هجمات على قوات الجيش الصومالي

تزامناً مع وجود الرئيس الصومالي في أوغندا

وصول الرئيس الصومالي إلى أوغندا (الرئاسة الصومالية عبر تويتر)
وصول الرئيس الصومالي إلى أوغندا (الرئاسة الصومالية عبر تويتر)
TT

«الشباب» تشن هجمات على قوات الجيش الصومالي

وصول الرئيس الصومالي إلى أوغندا (الرئاسة الصومالية عبر تويتر)
وصول الرئيس الصومالي إلى أوغندا (الرئاسة الصومالية عبر تويتر)

شنّت حركة «الشباب» الصومالية المتطرفة سلسلة هجمات متفرقة ضد قوات الجيش في عدة مناطق، في حين بدأ الرئيس حسن شيخ محمود زيارة إلى أوغندا، الأحد؛ لحضور حفل تخرُّج دفعة جديدة من طلاب الجيش الوطني الصومالي الذين أكملوا برنامجهم التدريبي العسكري هناك.
واستهدفت عناصر من حركة «الشباب» معسكراً لقوات الجيش في منطقة باردير بإقليم جيدو جنوب الصومال، مما أسفر عن مصرع 5 على الأقل، وفقاً لوسائل إعلام محلية، مساء السبت.
وقالت وسائل الإعلام إن الهجوم، الذي استهدف بالتفجيرات المعسكر المخصص لتدريب السكان المحليين الذين يستعدّون لمحاربة حركة «الشباب»، أعقبه وقوع اشتباكات مباشرة بين القوات في المخيم والمهاجمين.
وادّعت الحركة المرتبطة بـ«تنظيم القاعدة» مسؤوليتها عن الهجوم، وزعمت استيلاءها على المخيم وقتل المسلَّحين فيه، بينما لم يصدر أي بيان من السلطات الحكومية أو العسكرية.
كما ادّعت الحركة تنفيذ عناصرها ما وصفته بعملية تفجيرية في ناحية أفجوي، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 3 جنود، وإصابة 2 آخرين، وزعمت أن عناصرها خاضوا أيضاً معركة عنيفة في مركز إدارة رداده في منطقة جارسبالي، على أطراف مقديشو.
وتسبَّب انفجار لغم أرضي ضد مركبة للجيش الكيني بالمنطقة الشمالية الشرقية من كينيا، في مقتل وإصابة عدد من الجنود. وأفادت التقارير الواردة من مدينة لامو بأن الانفجار نجم عن لغم أرضي مدفون في منطقة بين كيونجا وشانجاني، لكنها لم تكشف عن العدد الرسمي للضحايا.
واعتادت حركة «الشباب» شن هجمات على المناطق الشمالية الشرقية في كينيا منذ دخول القوات الكينية الصومال عام 2011.
بدوره، وصل الرئيس الصومالي إلى كمبالا عاصمة أوغندا؛ لحضور حفل تخرُّج دفعة جديدة من طلاب الجيش الوطني الصومالي الذين أكملوا برنامجهم التدريبي العسكري في أوغندا.

https://twitter.com/TheVillaSomalia/status/1637192856505917443

ووفقاً لوسائل إعلام محلية، قدَّم الرئيس الصومالي شكره إلى حكومة وشعب أوغندا على دورهما في إعادة بناء الجيش الصومالي في محاربة حركة «الشباب»؛ لتحرير البلاد وإعادة استقرارها. كما شدد على أهمية إصلاح قوات الجيش باعتبارها أساس الدولة، وعلى تحقيق نصر سريع في مكافحة الإرهاب في البلاد.
في شأن آخر، قال رئيس الحكومة الصومالية حمزة عبدي بري إنه بحث، اليوم الأحد، في العاصمة مقديشو، مع السفير الإثيوبي الجديد مختار واري سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، بالإضافة إلى التعاون الأمني في الحرب ضد ميليشيات الخوارج الإرهابية (الاسم الرسمي المعتمد لحركة الشباب).
وناقش وزير الداخلية أحمد معلم فقي مع المبعوثة النرويجية الخاصة هايدي يوهانسن، والسفير النرويجي سعادة هاكون سفانيسبل، تعزيز الاستقرار والتعافي والجهود المبذولة في عملية المصالحة، بالإضافة إلى قضايا أخرى.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».